
رواية نقطة اختراق الفصل الخامس عشر 15 بقلم زينب رشدي
اسر فهم أنها بتختبر برودة وفكر يختبر برودها :وماله ونكلم إيمان واعرفها كل حاجه ونبقي انا واخويا وانتي واختك
ريهان فهمت أن كشف خطتها وبيختبر برودها وردت ببرودها:عادي جداً اللى خلاني دخلت انا وتؤمى وخسرتها مش هدخل التانيه
اسر ريح ظهره بضيق:اووووف على البرود
ريهان بضحك:متنكرش أن عصبتك في الأول اطلب قهوه على حسابك بقي
وبعد وقت في الشغل اسر:ريهان
ريهان:امممم
اسر:دلوقتي بكره أجازه هناخد راحه ولا فى تدريب
ريهان:مش قولتلك طول ما احنا في الشغل منفتحش السيرة دي
اسر:ما لسه كنا بنتكلم
ريهان:حقك عليا ده غلطى ولو على التدريب لسه موصليش تعليمات بس معادنا زي ما احنا بليل
اسر بتهكم:طيب
وبعد وقت ريهان رجعت البيت وطلعت على طول تنام ونبهت أن محدش يدخل عليها عشان تعبانه من الشغل وكده كده هتقعد بكره معاهم اليوم كله وبعد ما اتاكدت انهم ناموا راحت ل الشقه وأثر كان موجود قبلها
ريهان باستغراب:أنت هنا من بدرى
اسر:من ساعتين بعتولى مهمه بجهز ليها
ريهان:اممم ده انا بقيت على الرف بقي
اسر:وحشك الشغل ولا اي
ريهان:وحشني اشوفهم بيتعاقبه
اسر:تفتكر نهاية ده كل أي
ريهان ببساطه:هتق"تل
اسر بخضه:بالبساطة دي
ريهان:صدقني انا من يوم وف"ات أختي وأنا بدعي احصلها عشان ارتاح انا أختي مات"ت قصاد عيني وانا عشان اجيب حقها في أرواح ملهاش ذنب م"اتت
اسر:انا مش هسمح أن ده يحصل
ريهان رفعت عنيها:بلاش تتعلق بحد مي"ت انا مينفعش
اسر:مش بأيدي
ريهان:مفيش وقت للكلام ده يلا نكمل
أسر:تمام
ريهان:العنكبوت بيقول هيبعتلنا مهمه
أسر:تمام
في زاوية من الشقة التي اتخذوها مقرًا مؤقتًا، جلست ريهان أمام حاسوبها، بينما انشغل أسر بتثبيت جهاز تشو"يش صغير بجوار النافذة. لم يتبادلا الكثير من الكلمات، فالمهمة التي ينتظرانها لا تحتمل التشتت.
رنّ الجهاز المشفر فجأة، بإشارة تختلف عن أي مرة سابقة.
نظرت ريهان إلى أسر، وهمست:
– "دي مكالمة جماعية من العنكبوت."
أومأ برأسه، وضغط الزر.
انبعث الصوت البارد من السماعة، واضحًا ومُحكمًا، كأنّه يخرج من فراغ.
العنكبوت:"أنتم الاتنين أثبتّوا نفسكم الفترة اللي فاتت... والوقت جه لمهمة أكبر."
تبادل ريهان وأسر نظرة صامتة، وراح الصوت يُكمل:
العنكبوت:قدامكم هدف حساس… السيرفر الأساسي لشركة A.V.C.
الراجل اللي وراها بيشتغل مع جهات أجنبية… وعايزين نعرف ورا الستار إيه.
ريهان، الكود هيطلع من عندك.
أسر، الدخول هيكون من الداخل… الهُوية جاهزة.
كل خطوة هتتاخد، أنا هعرفها."
ريهان بصوت ثابت ومصطنع:اعتبرها خلصت. الكود هيكون جاهز قبل الفجر."
أسر وهو بيعدل جلسته قدام الشاشة: "والدخول؟ لو الحماية أكتف؟"
العنكبوت:"ساعتها هتعرف تتصرف… ما بحبش الفشل."
ثم انقطعت الإشارة فجأة، تاركًا خلفها فراغًا ثقيلًا.
بعد لحظة، تنهد أسر وقال:
– "أنا عايز أخلص المهمة دي وأقفله. طول ما هو سايبنا أح"ياء، يبقى لسه بيستفيد."
ريهان وهي بتبص على شاشة الكود:بس المرة دي… هو اللي هيخسر."
أغلقت ريهان شاشة الاتصال، ثم وقفت ببطء، تسير في الغرفة كمن يرتّب أفكاره في صمت. في عينيها نظرة حادة، لا يشوبها تردد.
ريهان:لو هنوقعه، يبقى لازم نوصل لهدفه قبل ما يوصل هو… ونخليه يصدق إننا بنخدمه."
أسر وهو بيكتب بسرعة على اللابتوب:طيب أنا هدخل الشبكة، أدي له إشارات مزيفة توهمه إننا بنخت"رق السيرفر بجد… وفي الحقيقة، هنبعت الداتا للجهة اللي متابعانا."
ريهان بتفكر:وأنا هجهّز سكربت من جزئين…
جزء شكلي يوصله، وجزء تاني يفتح باب خلفي للناس بتوع الأمن السيبراني، يدخلوا ويصوروا كل اللي بيعمله."
توقف أسر، وحدّق فيها:بس كده هنكشف نفسنا بدري… إنتِ واثقة إن الوقت مناسب؟"
ريهان (بحزم):مش هنكشف نفسنا… هنكشفه هو.
أنا هأعمل الكود كأن فيه ثغرة، وهو لما يطلب التأكيد، هأبعتله النسخة اللي تح"رق السيرفر اللي هو مستهدفه."
أسر وهو بيربط جهازه بسيرفر وهمي:"يعني لما يدخل يفتكر إنه جوه… وهو في الحقيقة بيتسجل؟"
ريهان بابتسامة خفيفة وهي بتبدأ تكتب:"برافو يا باشا. وفي الآخر لما يتفضح…هيبقى وقع في شِبكته بإيده."
بعد نصف ساعة...
البرامج تعمل، الأجهزة تسجل، والسيرفر الوهمي جاهز.
وضعت ريهان آخر سطر في الكود، وضغطت "تشغيل". أضاءت الشاشة بخط أخضر:
> [BACKDOOR ACTIVATED – TRAP SET]
نظرت إلى أسر، وقالت:"خلصنا أول خطوة… دلوقتي نستنّى صيد العنكبوت."
انتهت المكالمة، وساد الصمت في الشقة.
نظرت ريهان إلى أسر، وقالت بهدوء:
– "لو هنوقع العنكبوت، لازم نلعب على طريقته."
جلس أسر قدام اللابتوب، وبدأ يشتغل بسرعة.
أسر:"أنا هافتح شبكة وهمية، نخليه يفتكر إنه وصل للسيرفر اللي عايزه، وفي الحقيقة… كله فخ."
ريهان: تمام. وأنا هجهّز كود من جزئين…
جزء يوصله فيه اللي هو عايزه، وجزء تاني يفتح للناس اللي معانا باب يدخلوا منه ويسجّلوا كل حاجة."
رفع أسر عينه ليها"وإحنا مش هنتكشف كده؟"
ريهان (بثقة):"لأ… هو اللي هيتكشف.
أنا هبعتله نسخة شكلها حقيقية، بس أول ما يشغلها، السيرفر هيفصل وكل حاجة هتتبعت للناس بتوع الأ"من."
أسر وهو بيكمل الشغل: "يعني إحنا بندّيه طُعم، وهو داخل على فخ معمول مخصوص ليه."
ريهان وهي بتبتسم:بالضبط… ولما يقع، مش هيعرف طلع إزاي."
بعد شوية...
كل حاجة كانت جاهزة، الأجهزة شغالة، والسكربت اشتغل بنجاح.
ظهرت على شاشة ريهان رسالة بسيطة:
> [الفخ شغّال – مستنيين الصيد]
بصّت لأسر وقالت:دلوقتي نستنّى نشوف العنكبوت هيدخل برجله إمتى."
مرّت ساعة كاملة، والسكون يخيّم على المكان.
الضوء الأزرق من الشاشات بينوّر وشوشهم، وعيونهم مش بتتحرك من على الأكواد والإشعارات اللي بتظهر كل ثواني.
ريهان وهي بتشرب آخر رشفة من الكوباية:
– "هو اتأخر كده ليه؟ ده عمره ما بيبطّأ."
أسر وهو بيتابع مؤشر الاتصال:يمكن بياخد احتياطاته… أو… بيجربنا."
نظرت له بسرعة:
ريهان:يعني ممكن يكون شَكّ؟"
أسر وهو بيهز كتفه:"لو شك فينا، يبقى هنكون تحت المراقبة من دلوقتي."
في اللحظة دي، ظهر إشعار على الشاشة:
> [العنكبوت: اتصال وارد]
تسمروا في أماكنهم.
ضغط أسر على زر التشغيل، وظهر الصوت البارد المعتاد… لكن المرة دي نبرة صوته كانت مختلفة.
العنكبوت:السكربت اللي وصلني… فيه حاجة مش طبيعية."
ريهان حاولت تسيطر على أعصابها، وردّت بسرعة: "إزاي يعني؟ الكود اللي بعتهولك شغال، وراجعته أكتر من مرة."
سكت العنكبوت لحظة، ثم قال:حد فيكم اشتغل عليه غيرك؟
لأن في حاجة بتلمع زيادة عن اللزوم."
أسر بتلقائية وهو بيضحك ضحكة خفيفة:اللي بيلمع ده ذكاء ريهان، ولا إنت نسيت؟"
ضحكة خفيفة خرجت من السماعة، لكن وراها ظل شك واضح.
العنكبوت:"تمام…
أنا هلعب لعبتكم. لو طلع فعلاً شغال زي ما قلتوا… هتشوفوا حاجة عمركم ما شوفتوها.
ولو طلع فيه خدعة…
هتبقوا أول ناس آخد حقي منهم."
وانقطع الاتصال.
سادت لحظة صمت ثقيلة…
ريهان بصوت واطي:هو حاسس… بس لسه مش متأكد."
أسر: "وإحنا كده عندنا فرصة أخيرة… نخلّيه يدخل، ونقفش كل حاجة قبل ما يه"رب."
ريهان:مشكلتنا مش هو احنا عارفين هو مين احنا عايزين الريس والنهارده هو ولا هيعرف أننا لعبتنا عليه ولا احنا هندخل ونقبض عليه
أسر:طيب ما نقيض عليه ونخلص
ريهان:ونتكشف هما كلموني أصلا وقالوا لو كشفها هيتقبض عليه في السر عشان تبقي برانا
في هدوء قا"تل، جلس أسر على طرف الكنبة، يراقب الشاشة اللي بدأت تمتلئ بحركات غريبة…
ملفّات تُفتح، أوامر بتتنفذ، وسكربت العنكبوت شغال بكل حماس.
ريهان (بصوت هادي وابتسامة خفيفة):هو دخل فعلاً."
أسر:أيوه… ودلوقتي كل حاجة بتتسجل. شايف الكاميرا دي؟ بتسحب كل خطوة بيعملها."
ظهر على الشاشة تنبيه صغير:
> [تم تسجيل كل العمليات – جاري التوجيه إلى وحدة المراقبة]
في الجهة الأخرى، العنكبوت كان بيبعث رسالة جديدة:
العنكبوت (نص الرسالة):
"النتائج مبهرة. واضح إنكم أقوى مما توقعت. استعدوا للمهمة اللي بعدها… هتكون أصعب، وأخطر."
ضحك أسر بهدوء: "مش هيكون في مهمة بعدها ليك أصلاً."
ريهان وهي بتراجع الملفات:"المواد اللي سجلناها كافية تدينّه في عشر قضايا… تهر"يب بيانات، اختر"اق منش"آت حساسة، وتجنيد عملاء.
دلوقتي لازم نبعته للجهات اللي متابعانا."
أسر وهو بيضغط زر التشفير الأخير:
– "خلصت. كل الداتا راحت. والنسخة الأصلية عندنا في مكان آمن… حتى لو حاول يمسح، خلاص الوقت فات."
ثم ساد الصمت…
كل شيء انتهى في هدوء، لكن الجو كان مشحونًا كأن عاصفة على وشك الانف"جار.
ريهان: "فاكر لما قال: اللي هيغلط هيدفع التمن؟"
أسر:"أيوه… بس المرة دي، هو اللي غلط."
قالت ريهان وهي تنهض بتعب:
ريهان: "أنا همشي بقى… فرهت خلاص."
أسر: "استني أوصلك، الوقت اتأخر."
ريهان: "اتأخر إيه يا ابني، ده معادي أصلاً."
أسر: "من دلوقتي، أنا اللي هوصلك. ماينفعش ستات تمشي في نص الليل كده."
ريهان (رافعة حاجبها): "إنت بتلمّح لإيه بقى؟"
أسر: "تعالي أوصلك وبعدين نشوف كلامي."
أوصلها أسر حتى باب بيتها، وظلت تتحدث معه طوال الطريق.
أسر: "وحياة أغلى حاجة عندك، ناخد أجازة بكرة من الشغل والتدريب."
ريهان: "مش بإيدي والله يا أسر."
أسر: "قولي لهم تعبنا."
ريهان: "يا ابني لو قلتلهم تعبنا، هننزل صا"عقة."
أسر: "طيب لو رنيتيلي ومردتش؟"
ريهان (تمسك بياقة قميصه): "نعم؟"
أسر (يفلت يدها ضاحكًا): "بهزر يا عم."
ريهان (وهي تدخل البيت): "ابقى كلّمني وماتردش يا أسر."
أسر (بهيام): "يا حلاوة… أسر يخربيت ده الجمال… مفيهوش غلطة."
دخلت ريهان المنزل، أخذت حمامًا سريعًا، ونامت فورًا.
---
في صباح اليوم التالي بمنزل ريهان:
إيمان: "معقول نايمة كل ده؟"
أمل: "لأ، هي بتصحى بالليل وتنام الصبح."
إيمان: "إزاي؟ مش سابتنا وقالت هتنام؟"
أمل: "آه، تنام بعد الشغل، وتصحى تقعد للصبح. مرة شوفتها قاعدة في الجنينة، قلتلها إنتِ جاية من برة؟ قالتلي: لأ، اتخنقت فطلعت أقعد هنا."
إيمان (بشك): "بنتك مش طبيعية اليومين دول."
أمل: "ما أنا جايباكي تكلميها. مع إن اليومين دول هادية."
إيمان: "هطلع أصحيها بقى، كفاية كده."
صعدت إيمان إلى غرفة ريهان، وبمجرد أن جلست بجانبها، استيقظت ريهان مفزوعة.
إيمان (بخضة): "في إيه؟ لسه ما اتكلمتش!"
ريهان (بضيق): "إيه يا إيمان؟"
إيمان: "بصحِّيكي، نايمة من بدري، وضيوفك هتقابليهم إمتى؟"
ريهان (باستغراب): "ضيوف مين؟"
إيمان: "مش قلتلك اعزمي أسر؟"
ريهان: "مشوفتوش امبارح، ونسيت أكلمه."
إيمان: "عقابًا ليكي اعزميه دلوقتي!"
ريهان: "مينفعش، يا إيمان، أقوله تعالِ دلوقتي كده؟!"
إيمان: خلاص أنا، وآخد الموبايل وأكلمه بنفسي!"
ريهان: "الساعة كام؟"
إيمان: "12."
ريهان: "يمكن نايم… ده يوم أجازة."
إيمان (بحزم): "ريهان!"
ريهان: "طيب..."
اتصلت ريهان به، لكنه لم يُجب. فأصرت إيمان على الاتصال مرة أخرى، وأخيرًا ردّ.
أسر (بنوم): "إيه يا ريهان على الصبح؟ ما أنا كنت معاكي طول الليل."
إيمان: "معاها؟!"