
رواية نقطة اختراق الفصل السابع عشر 17 بقلم زينب رشدي
ريهان: "أنا مش بخاف، ركّز إنت."
بس حاجة غريبة حصلت…
النظام اللى بتخترقه ريهان فجأة فتح بسهولة… بسهولة مريبة!
أسر: "استني… ده ما يطمنش."
ريهان: "مش شغلي سهّلوه ليه، شغلي أعدّي… وبعدها نسأل."
أسر: "ولا يكون حد ساعدك؟"
ريهان (نظرت له بحدة): "بتشك فيا؟"
سكت…
هو مش بيشك، بس حاجة في طريق النظام اللى فتحته كانت مش طبيعية.
خلصوا المهمة قبل الوقت، وخرجوا أول فريق.
بس أدهم استقبلهم بوش جامد.
ادهم: "إنتم أول تيم يوصل… بس فيه حاجة مش واضحة."
ريهان: "إحنا نفذنا المطلوب."
ادهم: "صحيح… بس النظام اللي فتحتِه يا ريهان، اتفتح برمز داخلي مش موجود على الخريطة… الرمز ده محدش يعرفه غير ٣ أفراد… واحد منهم خاين."
سكت الكل.
ريهان وشها ما اتحركش، بس عينيها لمعت.
ريهان: "يعني بتلمّح ليّا؟"
ادهم: "أنا بس بقول اللي حصل… والتحقيق شغال."
أسر بصله وقال: "إحنا واثقين في بعض."
ادهم: "الوقت هيبيّن."
وسابهم ومشي.
ريهان كانت واقفة ساكتة…
بس في عقلها، سؤال مرعب بيزيد:
"هو أسر فعلاً لسه واثق؟ ولا بدأ يسمع لصوت الشك؟"
أوصلهم الفريق إلى غرفهم حتى ينالوا قسطاً من الراحة، وبعد دقائق، دخل أسر إلى غرفة ريهان.
أسر: "أنا بعت لهشام وقلتله إننا في إجازة بسبب مشكلة عندك، وأنا بحاول أساعدك."
ريهان: "وأنا أقول إيه لأهلي؟"
أسر: "بُكرة تروحي وتقوليلهم إنك مسافرة معايا في شغل."
ريهان: "وإنّي أبيّت برا؟"
أسر: "هتعرفي تفكّري في كدبة."
ريهان: "إنت بتكلّمني كده ليه؟ أنا قلتلك من الأول، لو مش قد اللعبة دي، اخرج."
قالها أسر بعصبية، وقد نفد صبره:
أسر: "مش كل شوية تحسسيني إنك أقوى، وإن محدش يقدر يعمل اللي بتعمليه، وإنّي ضعيف ومش هستحمل! مع إن ما فيش حاجة طلبتيها مني وفشلت! بالعكس، ما فيش شغل ولا تدريب إلا ونجحت فيه.
أنا دخلت اللعبة دي من الأول مش عشان البلد بس، لكن عشانك... أنا بحبك."
نظرت إليه ريهان في صدمة وتراجعت خطوة:
ريهان: "إنت بتقول إيه؟"
أسر: "بقول الحقيقة... الحقيقة اللي إنتي شايفاها ومكذّباها من أول لحظة شوفتك فيها.
أنا اتأثرت بيكي، ومعرفتش أخبّي ده، بالعكس! كنت بقرب منك عشان أعرفك أكتر، كنت بمدح في جمالك وشطارتك علني، وكنت بحب أناقشك علشان تردّي عليّا.
كنت دايمًا على صفحتك.
حتى لما حسّيت إن في حاجة غلط في شغلك، ما صدّقتش، وفضلت أدور وراكي عشان أطمن قلبي.
ولما اطمنت، حمدت ربنا، وما رضيتش أسيبك لوحدك.
قلت أساعدك، وأنسّيكي كل اللي فات.
وليه كل ده؟
عشان عشقتك... من غير ما أحس."
خرجت ريهان من غرفتها وهي مصدومة. لم تكن تتوقع أن توضع في موقف كهذا، أو أن يُحبّها أحد أصلًا.
لماذا هي بالذات؟
وسط كل هذه المشاكل، ماذا ستفعل؟
هي تعرف مصيرها جيدًا... لا تريد أن يتعلق بها أحد أو أن يُصاب بأذى بسببها.
بعد وقت، عادت إلى غرفتها ونامت، ثم استيقظت على صوت زمّارة قوية تُشير إلى أنه حان وقت الاستعداد.
أمسكت بهاتفها، واتصلت بأهلها لتخبرهم أن هناك مشكلة في الشركة، ولهذا اضطرت إلى السفر إلى فرع الغردقة.
كما علمت أن إيمان ستسافر هي الأخرى لأن إجازتها قد أُلغيت.
علمت ريهان أن إيمان ستسافر أيضًا، إذ أُلغيت إجازتها. وتوزع الفريق بعدها على تدريبات فردية، كلٌ منهم بعيد عن الآخر، حتى نهاية اليوم، حيث اجتمعوا في تدريب قتال يدوي (بوكس) مشترك لاختبار قوة كل منهم.
وقفت ريهان أمام أسر للحظة، عاجزة عن البدء. كانت تنظر في عينيه، تغمرها مشاعر متضاربة: خوف، توتر، خجل، واضطراب...
وهو كذلك، كان يشعر بحب، وغيرة، وقلق، وكل المشاعر دفعة واحدة.
أدهم: "إيه يا ريهان؟ يلا ابدأوا."
ريهان: "ليه نلعب مع بعض ونقتل في بعض؟"
أدهم: "في إيه يا ريهان؟ دي مش أول مرة، إحنا بنختبر قدرتكم انتوا الاتنين."
ريهان: "تمام..."
صعدت ريهان إلى الحلبة، وبدأت هي وأسر القتال. كان القتال متوازنًا؛ كلٌ منهما يخشى أن يؤذي الآخر.
علي (بعصبية): "ريهان! أسر! إيه ده؟ فوقوا! ده مش تدريب أطفال في الشارع!"
ريهان: "آسفة يا فندم، أنا تعبانة النهارده."
علي: "خلّصوا التدريب، وبعدين ريّحي."
أكملا القتال، لكن أسر تعمّد أن تتغلب عليه ريهان حتى تنهي التدريب وترتاح. كان يشعر بالضيق، فهي تتصرف وكأن شيئًا لم يكن.
غادر بعدها إلى غرفته ليرتاح.
في مكتب علي وأدهم:
علي: "في حاجة غلط... أسر قدراته قوية، ولما اتدرّب مع أي حد تاني، كان بيكسب. ليه خسر قدّام ريهان؟"
أدهم: "وبعدين يا فندم... ريهان قدراتها ممتازة، تقدر تخلّص المهمة في تلت ساعة، يبقى ليه النهارده بس؟"
علي: "في حاجة بين ريهان وأسر."
أدهم: "تقصد إيه يا فندم؟"
علي: "دخلهم محاكاة بكرة... خلينا نفهم."
أدهم: "تحت أمرك يا فندم."
في اليوم التالي، دخلت ريهان إلى غرفة أسر.
ريهان: "عايزة أتكلم معاك."
كان أسر يحتسي مشروبه بهدوء:
أسر: "اتفضّلي."
ريهان: "أنا مش عارفة أتعامل معاك بعد اللي قلته."
وقف أسر أمامها:
أسر: "والمطلوب؟"
ريهان: "نرجع زي الأول... زُمايل شغل بس."
أسر: "بس أنا عمري ما اعتبرتك زميلة وبس."
ريهان: "بس أنا عمري ما عملتك معاملة تدلّ إني بحبك، أو إني بفكر في كده. أنا آسفة إني بقول كده، بس من أول لحظة، قلتلك قلبي م"ات."
نظر إليها أسر بعمق:
أسر: "بس قلبك اتحرك معايا، ريهان.
إنتِ خرجتي من الحياة اللي كنتي فيها معايا.
ضحكتي لأول مرة، كان معايا.
إنتي بنفسك قولتي إن في حاجات عملتيها لأول مرة معايا.
هتنكري إن في شعور جواكي ليا؟"
خرجت ريهان من الغرفة، وتركته. انتظرت حتى بدأ التدريب، وهناك أُعلن أنهم سيدخلون في محاكاة جديدة...
المشهد: محاكاة واقعية – عملية اقتحام مستودع تابع لتنظيم مشبوه
دخلت ريهان وأسر غرفة المحاكاة، وكل واحد فيهم شايل سلاحه، لابسين زيّ العمليات.
المهمة: إنقاذ رهينة وتفكيك قنبلة موقوتة داخل المستودع.
السيناريو دقيق، والإضاءة منخفضة، والجو مشحون.
صوت في السماعات:
"ريهان، أسر... الوقت المحدد عشرين دقيقة. الرهينة في غرفة جانبية، والقنب"لة في قلب المستودع."
تحركوا سوا، وكل واحد بيغطي على التاني باحتراف، لحد ما دخلوا أول نقطة مواجهة.
أسر (بهمس): "غطيني... هعدي أفتح الباب."
ريهان (بتوتر): "خد بالك... في حركة جوه."
فتح أسر الباب بسرعة، وبدأ تبادل إطلاق ن"ار مع العناصر الافتراضية، وريهان بتسانده من الخلف.
فجأة، رصا"صة (افتراضية) جات قريبة جدًا من ريهان، وقبل ما تتحرك، أسر شدّها بسرعة:
أسر (بانفعال حاد): "انزلي! قلتلك خدي بالك!"
وقعد قدامها يغطي بجسمه، واضح عليه الذعر، كأنها مش في محاكاة... كأنها حقيقية.
نظرت له ريهان، أول مرة تشوفه خايف بالشكل ده... عليها.
وأول مرة قلبها يدق مش خوفًا من الرص"اص، لكن من نظرة عينه.
سكتت لحظة، وبصت له بخوف وامتنان... وارتباك.
ريهان (بصوت واطي): "أنا... أنا كويسة."
أسر (منفعل): "ما تتهوريش كده تاني! فاهمة؟!"
كملت المهمة وهي مش مركزة، بتحاول تهرب من الإحساس اللي بدأ يضغط على قلبها...
بس وهي بتشوفه بيخاطر علشانها، اتحرك جواها شيء عمرها ما سمحتله يتحرك... خافت.
وصلوا للقن"بلة، وبدأت تفكيكها.
أسر (واقف جنبها): "إيدك بتترعش."
ريهان (بتتهرب): "من التركيز مش أكتر."
أسر (بهدوء): "لا... من الخوف. أول مرة أشوفك كده."
رفعت عينها له، وسكتت... وكل حاجة بين عينيها وعينيه كانت أصدق من الكلام.
انتهت المهمة بنجاح.
في غرفة المراقبة – علي وأدهم بيتابعوا المحاكاة
علي: "شُفت؟ شُفت نظراته وهو بيحميها؟ وشُفت هي كانت عاملة إزاي لما بصتلُه؟"
أدهم: "واضح... في حاجة كبيرة بينهم. ريهان دي عمرها ما خافت، النهاردة كانت بترتعش."
علي: "هو بيحبها... وهي بدأت تحس."
أدهم: "سؤال بقى... نسيبهم؟ ولا نختبرهم أكتر؟"
علي: "لأ... نختبرهم، بس من بعيد. ونشوف... الحب ده هيقويهم ولا هيكسرهم."
بعد المحاكاة – غرفة الاستراحة
خرجت ريهان من غرفة المحاكاة، ووشّها متوتر وملامحها مش ثابتة.
كانت بتحاول تتهرب من أي حد، راحت على الحمّام وغسلت وشّها بمية باردة، تبطّل الخفقان اللي في قلبها.
ريهان (في نفسها وهي تبص في المراية):
"ده مش وقته... ولا مكانه... ده شغل.
بس... هو ليه كان خايف عليا كده؟
وليه أنا حسيت إني مش عايزة أبعد عن حضنه وقتها؟"
في نفس الوقت، كان أسر قاعد في الاستراحة، ماسك كباية مية، وعينه على الباب مستني تطلع.
دخل أدهم عليه فجأة:
أدهم (ببرود مقصود): "إنت كويس؟ وشّك باين عليه إنك لسه جوه المحاكاة."
أسر (بحذر): "تمام... كل حاجة تحت السيطرة."
أدهم (بابتسامة صغيرة): "أكيد؟
ولا لما ريهان كانت هتتضرب، حسيت إن الدنيا كلها وقفت؟"
سكت أسر، وملقاش رد.
بس نظرته قالت كل حاجة.
أدهم: "أنا مش ضد إنك تحس...
بس لازم تسأل نفسك سؤال واحد:
لو اضطرّينا نضحّي بحد... هتعرف تاخد القرار؟"
سكت أسر، وكأن السؤال طعنه في قلبه.
في اللحظة دي، دخلت ريهان، ولما شافته سكتوا هما الاتنين.
ريهان (بهدوء): "كنت بدوّر عليك...
أنا... شكراً على اللي حصل جوه."
أسر (ينظر لها بصمت): "ما بينناش شكر."
أدهم:في مهمه ليكم وجهزوا
مداهمة مخزن أسلحة في أطراف المدينة
بعد ما تم تقييم المحاكاة، قرر علي وأدهم إرسال ريهان وأسر في مهمة سريعة لتأمين مخزن تم رصده من خلال اختراق إلكتروني.
العملية تبدو بسيطة، لكن المخاوف من وجود فخ كانت قائمة.
داخل السيارة – في الطريق للموقع
الجوّ كان ساكت، بس مليان توتر.
أسر كان سايق، وريهان بتبص من الشباك، قلبها مش مطمئن.
أسر (بهدوء): "حاسة بحاجة غريبة؟"
ريهان (بصوت خافت): "أكتر من غريبة...
حاسّة إننا رايحين لفخ مش مخزن."
أسر (بقلق واضح): "لو حسيتي بأي خطر... ما تتهوريش، امشي على الخطة."
ريهان (نظرت له): "ولو الخطة مش نافعة؟
هسيبك؟"
سكت أسر لحظة، وبعدين قال بهدوء مؤلم:
أسر: "لو حاجة حصلتلي... كمّلي المهمة.
ده شغلك."
ريهان (بعصبية خفيفة): "ما تبقاش غبي. أنا مش هكمل على ج"ثتك واكيد مش هيضحوا بينا."
وصلوا للموقع، وكان المكان مهجور، بس في حركة خفيفة بتدلّ على وجود حد جوه.
دخلوا مع بعض، بحذر، وكل واحد بيغطي التاني.
فجأة، حصل انفج"ار صغير في الجهة الخلفية، واتقسموا تلقائيًا.
ريهان (في اللاسلكي): "أسر؟! سامعني؟"
أسر (بقلق): "أنا كويس... أنتِ؟"
ريهان: "أنا في الجهة اليسار... في حركة هنا.
ما تقربش! واضح إن في كمين."
أسر (بصوت عالي): "ريهان، ابعدي حالًا!"
لكن قبل ما تلحق تتحرك، اتقفلت الباب الحديد وراها، وبقت محبوسة جوه.
أسر (ينادي وهو بيجري): "ريهااااان!!!"
حاول يفتح الباب بكل قوته، عمال يضرب برجله وإيده، وصوته بيتهز من القلق والخوف:
أسر: "ردي عليا... قوليلي إنك بخير!"
ريهان (من الداخل، بصوت متقطع وسط الدخان): "أنا بخير... بس في دخان... كتير.
أسر، لو في قن"بلة... لازم تخرج!"
أسر (بانفعال): "مش هخرج وسايبك هنا!
انسي الكلام ده!"
ريهان (بصوت مرتعش، لأول مرة ضعيفة): "أسر... أنا مش خايفة أمو"ت...
أنا خايفة يحصلّك حاجة!
مش هتحمل أشوف حد تاني يضيع قدامي... زي أختي.
مش هقدر!"
كان صوته بيتكسّر وهو بيحاول يكسر القفل:
أسر (بإصرار): "ولا أنا هتحمل أخسرك...
ولا ثانية!"
ي تري هيحصل أي معقول هتخلص على كده ولا اسر هينقذها وريهان ممكن تعترف أنها بتحبه ولا هتفضل قات"له روحها وقلبها هنشوف البارت الجاي لأن خلاص احنا في النهايه