رواية زهرة الانتقام الفصل الثالث عشر 13 بقلم ملك عبد اللطيف


رواية زهرة الانتقام الفصل الثالث عشر 13
بقلم ملك عبد اللطيف
 

في صباح اليوم التالي، استيقظت مودة وهي تفرك عينيها بضيق، ثم نهضت بتثاقل لتبدل ثيابها السوداء التى لم يعد بإمكانها التخلي عنها، فقد اعتادت على شكلها بها، حتى أنها حين غيّرتها ليلة الأمس شعرت بالغربة عن نفسها.

اخذت الفستان الذي ارتدته في الأمس لتعيده إلى ميسرة، وما إن فتحت باب غرفتها حتى تزامن ذلك مع فتح آدم لباب غرفته المقابل. تقابلت نظراتهما لثوانٍ، فرأت عيناه حمراوين كقطرتي دم، يحيط بهما هالات سوداء ثقيلة، كأنه لم يذق النوم طوال الليل... وهو بالفعل لم يذقه.......

أشاح بوجهه سريعًا وهبط الدرج دون أن يتفوه بكلمة.....

ظلت مودة تتابعه بنظرات متعجبة، لا تفهم ما به منذ تلك الليلة بعد مغادرة مايكل. صحيح أنها اعتادت على غضبه ، لكنه هذه المرة بدّا مختلفًا، وكأن شيئًا أثقل صدره.

قالت مودة في نفسها بارتباك:
_معقول يكون متضايق بسبب الفستان بتاع إمبارح .....المفروض اعتذرله؟؟ هروح اتأسفله وخلاص وافهموا موقفى انا حاسة انه متعصب بسبب كدا 

لتقول جملتها واتجهت لغرفة ميسرة اولا حتى تعطيها الفستان وطرقت على الباب وبعد عدة ثوانى فتح لها احمد وقال بمجرد ان رآها 
_اتفضلى يمرات اخويا عاوزة حاجة؟

مودة بإحراج عندما رأته 
_...... انا آسفة يااحمد بحسبها اوضة ميسرة شكلى اتلغبطت

احمد بضحك 
_ما دى اوضة ميسرة يبنتى ولا اتلغبطى ولا حاجة 

مودة بإستغراب 
_إزاى اوضة ميسرة مش فاهمة؟؟؟

كاد احمد ان يتحدث ولكن قاطعه صوت ميسرة التى جائت للتو وهى تقول 
_إيه ده مودة ...تعالى اتفضلى ....لتكمل حديثها وهى تنظر لأحمد بغيظ 
_انت موقفها على الباب كدا ليييه يااحمد

احمد 
_واللهى هى اللى واقفة ومصدومة من ساعت ماشافتنى 

مودة وهى تشير لهم بصدمة 
_هو ...هو انتو إزاى مع بعض فى نفس الاوضة؟؟!!!

ميسرة بضحك 
_هو انتى متعرفيش ان احمد جوزى؟

مودة بصدمة 
_جوزك!!!!!

انفجر أحمد ضاحكًا على شكل مودة وقال 
_يعينى يبنتى دى اتصدمت يحرام 

مودة بصدمة
_هو انا إزاى مأخدتش بالى قبل كدا إنكم متجوزين؟

ميسرة بضحك 
_عشان احنا عمرنا ما بيّنا قدام حد يعنى مش بنتعامل كزوج وزوجة فاهمة 

اومأت لها مودة ومازالت فى صدمتها فهى لم تراهم يتحدثون سويًا من قبل فسمعت احمد يقول بضحك 
_مش قولتلك يبنتى هتكتشفى علاقات معقدة كتير فى العيلة دى مصدقتنيش 

مودة بصدمة 
_هو لسة فيه حاجات معقدة تانية لسة هكتشفها!!!

انفجر أحمد ضاحكًا وقال 
_آه مش بعيد تلاقى ستى بكرة متجوزة عم بيومى مثلا

ضحكت مودة رغما عنها من جملته فقالت ميسرة وهى تضربه فى كتفه 
_بطل رغى وهوينا بقى يااحمد مش قولت وراك شغل 

احمد بصدمة
_ياللهوى نسيت آدم عاوزنى

ليقول جملته وهرول بسرعة للأسفل فقالت مودة بمجرد ان ذهب وهى تعطيها الفستان :
_شكرا يميسرة على الفستان انتى نقذتينى إمبارح بجد

ميسرة بإبتسامة هادئة 
_يستى الشكر لله وبعدين خشى متفضليش واقفة كدا 

اومأت لها مودة بهدوء ودخلت وجلست معها فقالت ميسرة وهى تراها صامتة 
_اسئلى لو عاوزة يمودة 

مودة بإحراج 
_انتى عرفتى منين انى عاوزة اقول حاجة؟

ميسرة بضحك 
_يعنى بصراحة باين من ملامح وشك إنك عاوزة تسأليني عنى انا واحمد 

مودة بضحك 
_بصراحة آه انا آسفة انى بسألك بس انا فضولية ومبعرفش امسك فضولى 

ميسرة وهى تومأ بهدوء :
_ولا يهمك يستى عادى ..انا واحمد متجوزين بقالنا سنة ستى هى اللى جوزتنا غظبن عننا 

مودة بصدمة 
_ انتو كمان!! هو إيه حكاية العيلة دى كلكم كدا متجوزين بعض غظبن عنكم ؟

ميسرة بضحك 
_آه وعلى رأى احمد بكرة منة ومازن تجوزهم غظبن عنهم هما كمان 

مودة بإستغراب 
_هى ليه بتعمل كدا المفروض كل واحد حر يختار شريك حياته زى ما هو عاوز 

ميسرة وهى تتنهد بضيق 
_آه المفروض...بس عندنا فى عيلتنا ممنوع وبالذات للبنات ستى عندها مفهوم الصعايدة القديم ان مينفعش حد يتجوز من برة العيلة 

مودة بإستغراب 
_ليه يعنى وفيها اى 

ميسرة 
_عشان نسل العيلة يكبر عشان كلنا من دم بعض يعنى.... بس هى متعرفشى انها باللى بتعمله ده هى هتقطع النسل كله وهننقرض 

مودة بإستغراب 
_يعنى انتى يميسرة مش بتحبى احمد؟ 

ميسرة 
_لا طبعا بحبه بس زى اخويا حب أخوى يعنى عمرنا ما فكرنا فى بعض كزوج وزوجة.....احنا عايشين مع بعض هنا زى الاخوات عشان نرضى ستى مش اكتر 

مودة بحزن 
_وهتفضلوا طول عمركم كدا يميسرة بتلبوا طلباتها وساكتين على طلباتكم!! 

ميسرة 
_لا طبعا احمد وعدنى انى لو لقيت شغل وعرفت اعتمد على نفسى من غير راجل زى ما بتقول ستى... هيطلقنى 

مودة بإستغراب 
_قصدك انها مجوزاكى عشان انتى مش معتمدة على نفسك 

ميسرة 
_آه حاجة زى كدا ستى مبتعترفش بالبنت اللى بتشتغل وبتعتمد على نفسها هى صحيح علمتنا كلنا بس هى مبتحبش البنات وانا هثبتلها لما اللاقى شغل انى هعتمد على نفسى وان شاء الله كمان امشى من البيت ده لما اكون مستقلة ماديًا 

ابتسمت مودة وهى تنظر لها بإعجاب فهى ذكرتها بنفسها عندما كانت تحلم ان تكمل دراستها وتعمل بعيدًا عن أهلها و تكون مستقلة هى الاخرى ولكن كل هذه الأحلام انتهت بمجرد ان تزوجت بهذا الروبوت......لتخرج من شرودها على صوت ميسرة وهى تقول 
_وانتى كمان يمودة كملى تعليمك متفضليش قاعدة كدا فى يوم من الايام هتحتاجى شهادتك مهما كانت هى إيه 

مودة بحزن 
_انا حلمى انى اكمل تعليمى ياميسرة بس إزاى ده هيحصل وانا محبوسة هنا 

ميسرة وهى تربت على يدها بحزن 
_كلمى آدم يامودة فى الموضوع

مودة بسخرية 
_الروبوت ده!! انتى بتهزرى ياميسرة مستحيل يوافق 

ميسرة بضحك من جملتها 
_هو روبوت فعلا معاكى حق ....بس هيوافق يمودة آدم شخص مُتفهم جدًا وبالذات فى المواضيع دى مش هيمنعك.... ده هو اصلا اللى خلى ستى توافق اننا نكمل تعليمنا لولاه كنت زمانى انا ومنة مش متعلمين 

مودة بإستغراب 
_هو انتو ليه كلكم شايفينه شخص متفهم وكويس وقلبه طيب إلا أنا!!!

ميسرة 
_يمكن عشان انتى وهو اتحطيتوا فى ظروف خلتكم متعرفوش حتى تتعرفوا على شخصية بعض.... لكن صدقينى آدم احسن شخص موجود فى القصر ده 

مودة بسخرية 
_قصدك احسن واحد فى العقارب اللى فى القصر ده 

ميسرة بضحك 
_صح بالظبط ده 

ضحكت مودة مع ميسرة قليلًا بعد تعليقها، وتبادلت معها بعض الأحاديث الخفيفة قبل أن تنهض متجهة إلى الأسفل. كان الجميع يجلسون على المائدة يتناولون الإفطار كعادتهم... ما عدا هو. لم ترَ آدم بينهم، فلاحظت أن باب مكتبه موارب، فتقدمت نحوه ببطء.

مدّت يدها لتطرق، لكن صوتًا غاضبًا انطلق من الداخل جعلها تتجمد مكانها:
_مليش دعوة بيه! خليه يهدد زي ما هو عاوز... أنا أروح أقولهم دلوقتي كلهم يا أحمد، وإنت عارف إني مبيهمنيش

جاء صوت أحمد هذه المرة ممتلئًا بالغيظ:
_عارف إنك مبيهمكش! بس تيجي فوق راسنا إحنا بقى! روح قولهم إن أنا اللي اتبرعت بالدم لابن عدوّي، عشان ستك تروح تطخها عيارين!

شهقت مودة دون أن تشعر، وسارعت لتكميم فمها بيدها كي لا تُفضَح، بينما قلبها يخفق بقوة. تجمدت لوهلة ثم اندفعت مبتعدة بسرعة عن المكتب..........
هل يُعقل؟! هو من تبرع بالدم لأختها؟! كيف... ولماذا؟! حتى إنها لم تفكر بسؤاله يومًا، لأنها كانت واثقة أنه سيرفض.

دخلت المطبخ شاردة الذهن، فقالت هنية بإستغراب بمجرد ان رأتها :
_مالك يبنتى سرحانة فى إيه كدا 

مودة بصدمة 
_فيه حاجه عرفتها يدادة بصراحة صدمتنى انا مش عارفة انا سمعت غلط ولا إيه 

هنية بأستغراب
_حاجه إيه دى؟

مودة 
_انا هقولك يا دادة بس اوعى تقولى لحد بالله عليكي

مودة بصوت منخفض متوتر:
_أنا هقولك يا دادة... بس بالله عليكي أوعى تقولي لحد.

أومأت هنية برأسها... فاقتربت منها مودة أكثر وهمست بكل ما سمعته خلف باب المكتب. اتسعت عينا هنية بدهشة، ليس من فعل آدم، بل من جسامة الموقف نفسه، ثم قالت بقلق:

_لو حد عرف... القيامة هتقوم يا مودة، بجد

تجهم وجه مودة بدهشة أكبر:
_هو ده اللي صدمك يا دادة؟ مصدمكيش إنه هو اللي اتبرع؟!

ابتسمت هنية ابتسامة خفيفة، وعيناها فيهما يقين:
_يا بنتي، لا. أنا قلتلك كذا مرة... آدم بيه قلبه طيب ورحيم، ومكانش هيقدر يسيب أختك تموت. خصوصًا إنه نفس فصيلة دمها.

غرقت مودة في شرودها مع كلماتها، تتذكر ذلك اليوم جيدًا... كيف وقف بجوارهم في المستشفى، رغم أنها كانت تتهمه بأنه سبب كل مأساتها. ومع ذلك، كان هو من أنقذ أختها بدمه.
تساءلت في داخلها بارتباك: هل يمكن فعلًا أن يكون قلبه طيب ورحيم كما تقول هنية؟ هل كل قسوته ليست إلا قناعًا؟

رفعت عينيها نحو دادة هنية وقالت بذهول لم تستطع إخفاءه:
_معقول يا دادة؟! أنا لحد دلوقتي مش قادرة أصدق... بحاول أستوعب.

هنية بضحك 
_طب استوعبى بقا وانتى بتاكلى يمودة يلا 

اخذت مودة منها الطعام بشرود ولكن عقلها لم يتوقف عن التفكير فتذكرت فجأة غضبه الشديد منذ امس ......هل معقول غضبه بسبب موضوع التبرع بالدم ام شيئا آخر ؟؟ زفرت مودة بضيق من التفكير بهذا الموضوع وبدأت تناول طعامها 

وبعد قليل، همّت مودة بالخروج إلى الحديقة كعادتها لتروي الورد، لكن توقفت فجأة عند الباب الخلفي حين لمحت من خلال الزجاج بسمة تقف مع منة، وهما تحدقان باندهاش شديد نحو الخارج.

دفعتها الفضولية لتخطو خارجًا، وما إن وقعت عيناها على المشهد حتى تجمدت مكانها.
آدم يقف أمام أحمد، مرتديًا "تيشرت كات" يكشف عن ذراعيه، وقبضتاه داخل قفازات ملاكمة سوداء. وأحمد بدوره يواجهه بحماس، يبادله اللكمات وكأنهما في حلبة مصغرة!

اتسعت عينا مودة بدهشة، وضاقت ملامحها بعدم تصديق من الذى يفعلوه وتسمرت عند الباب الخلفى هى الأخرى حتى تشاهدهم........

كان آدم غارقًا في غضبه، لا يرى شيئًا حوله.... كل ما يشغله هو أن يفرغ ما بداخله، حتى لا ينفجر في وجه أحد... وخاصة في وجهها هي. 

ها$جم أحمد بعنف،وهو يلهث ويتصبب عرقًا، لا يمنح نفسه فرصة لالتقاط حتى أنفاسه، وكأنه في معركة حقيقية لا في لعبة......

عرف أحمد على الفور أن الأمر خطير؛ فآدم حين يشتعل غضبًا لا يهدأ بسهولة، فهم دائما يلعبان "الملاكمة" حتى يفرغ أحدهما ما بداخله. لكن هذه المرة، الأمر مختلف... هذه المرة، كان الغضب يلتهم آدم من الداخل.

تفادى أحمد لكمة قوية، ثم صاح متألمًا:
_متضايق من إيه للدرجة دي يا آدم؟

زمجر آدم وهو يوجه لكمة مباشرة إلى وجهه:
_ملكش دعووة... العب وإنت ساكت!

تأرجح أحمد للخلف من أثر الضربة، وهو بالكاد يستعيد توازنه قبل أن تنهال عليه الضر$بة التالية. ومودة، من مكانها، رأت المشهد كأنه شجار دمو$ي لا مجرد لعبة... فآدم لا يلعب، بل يكاد يف$تك بأحمد.

ظل يضر$به بقسوة، مرة تصيب ومرة يتفاداها أحمد بصعوبة...... لكن في لحظة خاطفة، وقعت نظرات آدم بعيني مودة، الواقفـة وهى تراقب من عند الباب...... فازداد وجهه تصلبًا، وجزّ على أسنانه بعنف وهو لا يعلم ما به .....
لماذا يضيق صدره كلما رآها؟ لماذا يشعر أن وجودها وحده يربكه؟!

كلمات مايكل عادت تدوي في رأسه، تستفزه أكثر ....فهو لن يسمح لتلك الكلمات أن تصير حقيقة..... لن يشعر بشيء نحوها أبدًا، هكذا أقسم لنفسه. وحتى لو اضطر أن يجعلها تتألم... فهو لن يتراجع عن الانتقام، لن يترك لنفسه مساحة لغير الانتقام فقط بداخله ......الانتقام من هذه البنت وابيها.....

وبينما هو غارق في صراعه الداخلي، باغته أحمد بلكمة مباشرة، ارتبك لها للحظة. ثم تلتها أخرى... وثالثة.

ابتسم آدم ببرود، ابتسامة تحمل استسلامًا غريبًا، كأنه يتلقى العقاب عن طيب خاطر فأدرك أحمد من تلك النظرة أن صديقه لا يقا$تله الآن... بل يعاقب نفسه.

كانت مودة تتابع المشهد بخوف وارتباك؛ الرجل الذي كان منذ لحظات يضر$ب بعنف، أصبح الآن يتلقى الضر$بات بلا مقاومة. كادت أن تركض نحوهما وتصرخ لتوقف هذه المهزلة، لكن شيئًا بداخلها منعها... خشيت أن يزداد غضبه أكثر إن تدخلت.

لتراهم فجأة خلعوا قفازاتهما، وهم يمسحان الدم عن وجهيهما بضحك متعب. فجلسا الاثنان على الأرض يفردان جسديهما المرهق........

فقال أحمد مازحًا:
_ها ارتحت ولا اضر $بك كام ضربة كمان 

آدم بشرود 
_معرفش اول مرة معرفش 

احمد بإستغراب 
_مالك يا آدم انت من الصبح مش طبيعى إيه اللى مضايقك.... لو على موضوع التبرع ده انت عارفنى مش هقول لحد

آدم وهو يتنهد بضيق 
_لو قولتلك انا معرفش مالى هتصدقنى يااحمد؟؟ انا معرفش فى إيه ولا عاوز اى 

احمد بإستغراب 
_من إمتى يا آدم وانت متعرفش فيك إيه انت بمجرد مابتغضب بتفرغ كل غضبك فى الشخص اللى مضايقك مش فى نفسك...... إيه اللى مغير اسلوبك المراضى؟؟

آدم بحزن
_معرفش........يمكن خايف على الشخص ده من غضبى.........متفضلش تسأل يااحمد كتير كان باين عليك انت كمان انك متضايق 

احمد بضحك
_اه عالاقل انا عارف انا متضايق من اى 

آدم بغيظ وهو ينهض 
_ومن إيه بقا إن شاء الله .....تلاقيك بنت مش عارف تشقطها وشغلاك 

احمد بضحك وهو ينهض هو الآخر
_ اه عرفت منين بجد؟؟

آدم بضيق
_احترم نفسك يااحمد واحترم مراتك وتوب بقاا 

احمد بسخرية
_يعم مراتى إيه ما انت عارف اللى فيها.... ميسرة نفسها وانا نازل بتقولى اهم حاجه محدش يشوفك مع بنت وبعدين انا توبت هي بنت واحدة انا عاوز اشقطها 

آدم بإستغراب
_واحدة مين دي؟؟

احمد بضحك
_لا مش هقدر اقولك اكتر من كدا لما تقولى انت الاول مين الواحدة اللى عاملة فيك كدا؟

آدم بغيظ وهو يتفادى نظرات احمد الخبيثة 
_واحدة إيه.....بطل هبل يا احمد انا شوية حاجات مضايقنى فى الشغل 

احمد بخبث
_لا والله مش كنت من شوية مش عارف مالك؟؟؟

نظر له آدم بحدة، ثم خطف القفازات ورماها في وجهه بغضب، قبل أن يدير ظهره ويغادر. وفي طريقه للداخل لمح مودة تقف عند باب الحديقة، وهى تنظر له بصمت. أشاح بنظره سريعًا وتجاهلها تمامًا، ثم أسرع صاعدًا لغرفته.

اما مودة فقابلت احمد فى وجهها وهو يدخل القصر فقالت بضيق 
_اى اللى كنتو بتعملوه ده؟؟

احمد بضحك 
_والله اسئلى جوزك المجنون كل مايتعصب يضر$بنى كدا 

مودة بضيق
_مبهزرش يا احمد انا بتكلم بجد 

احمد 
_والله ولا انا بهزر آدم فيه حاجه مضيقاه ولما بيبقى متعصب كدا بنلعب اللعبة دى عشان يطلع عصبيته

مودة بإستغراب 
_عرفت إيه اللى مضايقه؟؟

احمد 
_لا بصراحة هو من النوع الكتوم مش بيحكى لحد مستحيل اعرف....ليكمل حديثه بخبث
_ مش عارف ليه حاسس ان انتى ليكى يد فى الموضوع

مودة بصدمة 
_انااااا؟؟ رمقها احمد بسخرية فاكملتهى بحزن فهى تعلم انها السبب بالفعل 

_.....بصراحة يا احمد شكلى انا فعلاً اللى مضيقاه فيه حوار كدا حصل إمبارح ضايقه

لتحكى له مودة كل شى حدث بسبب هذا الفستان امس فقال احمد بشك 

_مظنش.... انا عارف آدم كويس هيتعصبله حبة وبعدين هينسى وكمان لما نزلتى انتى إمبارح انا كنت شايفه مش متضايق وكان بيتعامل كويس كمان معاكى 

مودة 
_لا بتيقلك انا حاسة انه بسبب الموضوع ده وضميرى بيأنبنى بسبب انى فكرته بمامته ولبست فستانها بالطريقة دى بجد 

احمد 
_خلاص روحى اعتذريله وفهميه إنك مكنتيش تعرفى 

مودة بإحراج
_ما انا خايفة منه الصراحة....إزاى ممكن اتأسفله بطريقة غير مباشرة تعرف؟

احمد بتفكير 
_اممم ممكن تعمليله أكلة بيحبها آدم بيحب الأكل جدًا ولو شافك عملاها وبتتأسفى كدا وهو بياكل هيفك 

مودة بإستغراب 
_ده بجد؟ إزاى ده بالبساطة دى بيروق!!!

احمد بضحك
_آه يبنتى والله انتو ظالمين الواد دومى ده غلبان.....عارفة اعمليله رز بلبن اكتر حاجه بيحبها 

مودة بضحك
_يخوفى منك يا احمد تطلع بتضحك عليا ويتعصب فى وشى اكتر 

احمد بضحك
_يستى لا والله... وليكى عليا لو اتعصب عليكى هاكل انا الرز بلبن مش هخليكى ترميه يعنى 

لتضحك مودة بخفوت عليه وذهب هو من امامها فأتجهت للمطبخ بتفكير فى كلامه 

لترى هنية تقوم بتحضير الطعام فتقول لها مودة بتفكير 
_دادة هو....بيحب الرز بلبن؟

هنية 
_مين ده يبنتى مش فاهمة 

مودة بغضب، فهي تعلم أن هنية تفهم قصدها:
_يداااادة بقا.

هنية وهي تضحك:
_خلاص خلاص... آه بيحبه، ليه بتسألي؟

لتنظر لها مودة بحزن، قبل أن تحكي لها ما في خاطرها؛ فقد لاحظت أن آدم منذ ليلة الأمس وهو منزعج بسبب موضوع الفستان، وكانت تريد أن تعتذر له، وأيضًا لتشكره على تبرعه بالدم لأختها. لتقول لها هنية بهدوء:
_فكرتك حلوة يا بنتي، آدم أكتر أكلة بيحبها هي الرز بلبن. حتى وهو صغير، لما كان يعيط أو يزعل، ما كانش يرضى ويسكت غير لما ياكله من إيد أمه.

مودة بدهشة ممزوجة بضحكة قصيرة:
_هههه لا والله؟

هنية بإصرار:
_آه والله، لغاية ما كبر. وحتى خديجة هانم، لما كانت تلاقيه متضايق، تقوم تعمله بنفسها بدل المرحومة أمه.

شعرت مودة بغصة في صدرها، لم تتوقع أنه يتألم لهذه الدرجة، والأسوأ أن والدها هو السبب في كل هذا الوجع. "حسنا يا مودة"، حدثت نفسها، "افعليها له على الأقل... ربما تكفّرين عن ذنوب والدك ولو بشيء بسيط."

_الله يرحمها... خلاص يا دادة، أنا هقوم أعملها المرة دي. ادعي بس الموضوع يظبط يا رب.

لتضحك هنية بحنان وترد:
_إن شاء الله يا بنتي، إنتِ مفيش حاجة بتعمليها بتطلع وحشة.

ابتسمت مودة، وبدأت في تحضير الأشياء لتعدها له...
_________________________________________________

وعلى الناحية الأخرى، في شوارع مدينة سوهاج المزدحمة، وبالأخص على الطريق العام المخصص للمواصلات، جلست ميسرة في سيارتها متأففة، تنتظر تحرك السيارات أمامها فالزحام في هذا الوقت كان خانقًا، والسير أشبه بموكب من السلاحف يزحف ببطء تحت حر المدينة اللاهب..... والعرق يتصبب على وجوه المارة، وأصوات الكلاكسات تمتزج بضجيج الشارع، لتزيد من توترها وهي تحاول الصبر حتى تنفرج الزحمة وتلحق محاضرتها في كلية الهندسة.

وما إن انفتحت الإشارة، حتى انهالت أصوات الكلاكسات من خلفها بعنف يحثها على التحرك، لكنها جمدت في مكانها. فهذه ثاني مرة لها تقود .... وقد نسيت تمامًا أي دواسة يجب أن تضغط! ازدادت أنفاسها توترًا مع صياح الرجل من خلفها، ففتحت نافذة السيارة وصرخت بحدة:
_فييييه إيييه يا عم ما تهدى شوية!

الرجل بدوره أخرج رأسه من نافذته وهو يرد بغضب:
_فيه إن حضرتك واقفة قافلة الطريق كله، ممكن تتحركي!

زفرت ميسرة بغيظ، تمتمت لنفسها بضيق:
_ما هو أنا مش عاااارفة أتحرك إزاي... اللي علّمهولي أحمد نسيته!

فكرت قليلًا ثم أمسكت بهاتفها، ضغطت على رقم أحمد بسرعة، وما إن أجاب حتى سمعت صوته:

_خير يمراتى 

ميسرة بضيق 
_احمد بقولك هو انا كنت بدوس إيه عشان امشى؟

احمد بإستغراب 
_يعنى إيه.... دوسى على رجلك ياحبيبتى هتمشى 

ميسرة بغيظ 
_بطل غباء يا احمد والنبى ....قصدى بدوس على إيه فى العربية 

احمد بصدمة 
_يخربيتك انتى لحقتي تنسى!!!

ميسرة بضيق
_انت مش ملاحظ انى مسوقتش غير مرة واحدة والنبى انجز ...الشارع كله واقف بسببى 

ضحك احمد بقوة وقال 
_دورى العربية يحجة ودوسى فرامل باليمين ونزلى الفتيس على الDوشيلى رجلك من على الفرامل العربية هتبدأ تتحرك لوحدها تحبى اكتبهالك فى ورقة عشان تحفظى!!

ميسرة وهى تنظر حولها بإستغراب 
_يعنى بص قول واحدة واحدة عشان مفهمتش حاجة غير دورى العربية......لتكمل حديثها وهى تصرخ من نافذة السيارة بسبب الناس الذين يضربون الكلاكسات 
_ماتهدوووا بقى الوااااحد بيتعلم اهوووو يخربيت ابوكم

ضحك احمد وهو يسمعها على الهاتف وقال
_بقولك إيه انتى اركنى العربية وخدى تاكسى احسن تعملى حادثة وتجيبلنا مصيبة 

ميسرة بإستغراب 
_إزاى أركن ؟

احمد بغيظ 
_يستى دوسى الاول بأم رجلك اليمين على الفرامل ودورى العربية الزفتة دى

ميسرة وهى تنظر حولها بحيرة 
_هى مين فيهم رجلى اليمين... المفروض عكس إيدى صح عشان انا بتلغبط

احمد بصدمة 
_لا ده انتى بتستعبطى بقى....انتى متأكدة إنك بشر زيك زينا؟

ميسرة بغيظ 
_احمد انا مش بهزرررر أنجز 

اضطر أحمد أن يشرح لها خطوة بخطوة، ففعلت كما قال... لكن في ثوانٍ دوّى صوت ارتطام خلفها.....فاتسعت عيناها بصدمة وهي ترى في المرآة سيارة الرجل التي اصطدمت بها أثناء رجوعها للخلف.

لم يكد عقلها يستوعب ما حدث حتى رأت الرجل يترجل من سيارته غاضبًا، يقترب بخطوات سريعة، ثم طرق نافذتها بعنف وهو يقول:
_بت انتى انزلى عشان انا جيبت أخرى خلاص 

قالت ميسرة وهى تنظر له بخوف 
_انزل إزاى انا مبعرفش انزل!!

الرجل بغضب 
_نعمممم يختى ولا بتعرفى تسوقى ولا بتعرفى تتحركى كمان 

ميسرة بغيظ 
_بعرف اعلم للى زيك الادب بس وإزاى يتكلموا مع بنت بإحترام 

الرجل وهو يطرق على النافذة بغضب 
_لا ده انتى زودتيها بقى انزليييي بقولك 

بلعت ميسرة ريقها بخوف وفتحت باب السيارة ونزلت فقال الرجل بغيظ 
_انتى واااخدة بالك انتى عملتى إيه فى العربية ؟

نظرت ميسرة للسيارة فرأت ان احد مصابيح السيارة قد كُسِرَت فقالت بمزاح حتى تدارى على فعلتها 
_يعم فداك احتبر كانت جات فيك... ده شر وراح خلبالك 

الرجل بغيظ 
_هو انتى جاااية هنااا تهزرى!! انتى عارفة العربية دى غالية إزاااى عشان حتة لعبة اللى انتى ركباها دى تبوظها كدا 

ميسرة بصدمة 
_لعبة ؟؟؟.....انت عااااارف دى بكااااام !!...بقووولك إيييه انا اسمحلك تقول عليا اى كلمة لكن عربيتى لا

الرجل بسخرية 
_الظاهر انى وقعت مع واحدة مجنونة..... هو ممكن حضرتك تتكرمى علينا وتمشى من قدااامييي 

ميسرة بتوتر 
_حاضر بس ممكن بعد إذنك تبعد بس 

اومأ لها الرجل وركب سيارته فنظرت ميسرة حولها بتوتر وهى لا تعرف ماذا تفعل فإن قالت لهذا الرجل انها لا تعرف كيف تقود سيفعل مشكلة وخاصة انها خربت لها سيارته واثناء تفكيرها لمحت احد الشباب فى الشارع يمشى على الرصيف الخاص بالشارع فنادته وهى تقول 
_لو سمحت ممكن بعد إذنك اطلب منك طلب 

الشاب بإستغراب 
_آه اتفضلى 

ميسرة 
_ممكن بس والنبى تركنلى العربية دى عشان انا تعبانة ومش قادرة اسوق معلش 

نظر لها الشاب وهو يرفع حاجبه بإستغراب وتفحصها جيدًا لهيئتها فرآها انها بنت مُغفلة لذلك وافق وهو يقول 
_طبعا من عنيا تحبى اركنهالك فين 

ميسرة 
_اى حتة والنبى بص خليها هنا جمب الرصيف ده 

لتقول جملتها واعطته مفاتيح السيارة فركب الشاب وابتعد قليلا من امام المارّة وميسرة كانت تراقبه من بعيد فهى لم تركب معه وفى ثوانى رأت السيارة تجرى بسرعة وابتعدت من امامها......

رمشت ميسرة عدة مرات بإستغراب وهى تحاول ان تفهم أين ذهب بالسيارة فجاء فى بالها كل شيئ إلا أن السيارة قد سُرِقت..........

ميسرة بغباء 
_هو الواد ده راح فين؟....انا قولتله يركنها هنا يكونش لقى مكان احسن!!

زفرت ميسرة بضيق وهى تنتظره فجاء الرجل الذى ضربت له سيارته نحوها وقال 
_إيدك بقى ع تعويض على اللى عملتيه فى العربية ده 

ميسرة بصدمة 
_عملت إيه دى مجرد لمبة حضرتك

الرجل بسخرية 
_لمبة!! طب ممكن تدفعى حق اللمبة دى عشان انا مش بهزررر 

زفرت ميسرة بغيظ وقالت 
_بص ييجى الواد اللى عطتله العربية وهديك اللى انت عاوزه 

نظر لها الرجل بإستغراب من جملتها فهو لاحظ بالفعل ان سيارتها اختفت فقال 
_انتى صحيح عربيتك فين!!

ميسرة بغباء 
_معرفش والله انا عطيتها لشاب يركنهالى مجاش لغايت دلوقتي شكله يا حرام دايخ على مكان يركنها فيه

الرجل بصدمة 
_بتتت انتى غبية!!!

ميسرة بغضب 
_ما تحترم نفسككك لو سمحتتتت هو انا عشان اتكلمت معاك وكسرتلك لمبتك دى هتاخد عليا 

الرجل بصدمة 
_لا ده انتى فعلًا معندكيش مخ شاب إيه ده اللى اخد عربيتك وانتى مستنياه

ميسرة بإستغراب 
_شاب كان ماشى هنا كان باين عليه انه كويس وخلبالك انا عندى نظرة فى الناس اختارته هو عشان باين انه محترم فمتقوليش بيضحك عليكى

الرجل بسخرية 
_لا والله ياسلام والمحترم ده مجاش لغايت دلوقتي ليه 

ميسرة 
_تلاقيه بيدور على مكان يركن فيه

الرجل بضحك 
_اتصدقى انى كنت ناوى ادّفعك تمن اللى عملتيه فى العربية بس بغبائك ده انتى صعبتى عليا والله 

ميسرة بغضب 
_ماتحترم نفسككك هو انت كل شوية هتقول كدا 

الرجل بضحك 
_آه ما عوزانى اقول إيه لواحدة عربيتها اتسرقت وقاعدة مستنية الحرامى المحترم يجبهالها 

ميسرة 
_احترم نفس......انت بتقووووول إييييه 

الرجل بضحك 
_انتى لسة مستوعبة ان عربيتك اتسرقت بجد!!

ميسرة بصدمة 
_إييييه اتسرقت!!... إزاااى ده انا عطياله مفتاح العربية بإيدى!!

الرجل 
_ما هى دى المصيبة انتى اللى خلتيه يسرقها برضاكى

نظرت ميسرة له بصدمة عندما استوعبت للتو ماذا فعلت فهى بالفعل سمحتله ان يسرقها ببساطة عندما اعطته المفتاح حتى انها لم تركب معه ......

ميسرة وهى تنظر حولها بصدمة 
_يالهوى يعنى انا بقيت من غير عربية !!..هو انت متأكد من اللى بتقوله ده العربية اتسرقت!!!

الرجل وهو يضرب يده بالاخرى بقلة حيلة 
_لا حول ولا قوة الا بالله ربنا يشفيكى والله 

ليقول جملته وذهب فجلست ميسرة على الرصيف بصدمة 
_العربية اتسرقت!!....يالهوى العربية اتسرقت!!!......هقول إيه لستى احيه

لتكمل حديثها ببكاء وحسرة
_بقاااالى اكتر من سنة ياربى بتحايل عليهم يجيبولى عربية ويوم ما يجبوها تتسرق!! يا خيبتك التقيلة يا ميسرة الناس خيبتها السبت والحد وانا خيبتى موردتش على حد اهاااا ياني يمااا 

اقترب منها الرجل عندما رآها تبكى بهذه الطريقة وقال 
_انتى ممكن تبلغى عن رقم عربيتك وان شاء الله تتلاقى متقلقيش 

مسحت ميسرة دموعها بعشوائية 
_هو انت تعرف الحاجات دى منين 

الرجل بإستغراب 
_حاجات إيه مش فاهم!!

ميسرة وهى تنظر له بشك 
_حاجات زى مثلاً ان العربية اتسرقت ...انا يدوبك قولتلك على الشاب ده قولتلى علطول انها اتسرقت من غير ماتفكر!!......احييه يكونش انت اللى سرقتها ومتفق مع الولد ده ياحرااامي

فتح الرجل فمه وعيناه بدهشة مما قالته وقال بغضب 
_يعنييي انتى غبية لدرجة انه مجاش فى بالك ان الولد ده سرق العربية وقاعدة مستنياها كمان وجاه فى بالك إنى انا اللى سرقتها!!!

ميسرة بغضب 
_ايوااا يحراامي انت من الصبح وانت عمال تقولى ابعدى كأن مفيش غيرى قدااامك...... لتكمل حديثها بغضب وهى تمسكه من ياقة قميصه 
_فييين العربية هاااا اتفقت مع الولد ده يوديها فين 

ابعدها الرجل عنه وقال بغضب 
_لا ده انتي اكيييد مجنونة وربنا شكلك هربانه من مستشفى المجانين 

ميسرة بغضب 
_انا هوريك مستشفى المجانين اللى بجد يروح امك 

لتقول جملتها وقامت بضر$به على رأسه بحذائها الذى خلعته فى ثوانى وانهالت عليه بالضر$ب كالام المصرية الأصيلة التى تضر$ب اطفالها وهو يصرخ ويحاول ان يتفاداها مما جعل جميع من فى الشارع يتجمع حولهم وخصوصا بسبب صوت ميسرة .....فقال احد الرجال وهو يحاول إبعادها عن الرجل الآخر 
_يبنتى استهدى بالله وابعدى عن الراجل هو عملك إيييه 

ميسرة وهى تلهث بغضب 
_سرقلى عربيتى يا عمو سرق العربية البجح وواقف بيقولى متقلقيش هنلاقيها 

الرجل الذى ضر$بته ميسرة بغيظ 
_اقسم بالله لأدفعك تمن اللى عملتيه ده لو مدخلتكيش القسم النهاردة ميتقالش عليا راجل 

احد الرجال 
_يابنى استهدى بالله هتعمل عقلك بعقل حورمة 

ميسرة بغيظ 
_مالها الحورمة يعنيااا.... احيه اوعى تكون انت كمان مشترك معاه فى الجر$يمة دى عشان كدا بتدافع عنه !!

الرجل بغيظ 
_بقولك إيه اتصل بمستشفى المجانين ييجى ياخدوا البت دى 

ميسرة بغيظ 
_لا يعمووو اتصل بالشرطة خليهم ياخدوا الحيوان ده ويرجعولى عربيتى 

كاد الرجل ان يتحدث بغضب ولكنه قاطع حديثه صوت الشرطى الذى جاء على صوتهم وهو يقول 
_إيه الدوشة دى فيه إيه هنا... انتو مش عارفين ان ممنوع الوقوف فى الطريق كدا 

ميسرة بغضب 
_لو سمحت يعمو الشرطى انا عاوزة افتح محضر سرقة واحتي$ال واعت$داء وس...ب على شرف المرأة 

الرجل بصدمة 
_انتى بتقولى إيه ده انتى اللى ضر$بانى!!....لو سمحت انا اللى عاوز افتح محضر اغتي$ال وعن$ف ضد الرجل 

نظر لهم الشرطى بإستغراب من منظرهم وقال 
_هى إيه المشكلة بالظبط عشان انا مش فاهم حاجة 

ميسرة بغيظ 
_هو حضرتك ممكن تاخدنا على البوكس وبعدين نفهمك 

الشرطى بإستغراب 
_هو انتى اللى هتحددى تروحى على القسم ولا لا 

ميسرة بغضب
_اه بقولك عاوزة اعمل محضر فييين العسكرى رجب 

الشرطى بإستغراب 
_انتى عرفتى منين ان العسكرى اسمه رجب 

ميسرة بضحك 
_ياعمو هما فى كل الافلام بيبقوا اسمهم رجب هتيجى على هنا يعنى ....عسكرررى رجب انت فييين 

_ايوااا يا فندم 

نظر الشرطى بغضب للعسكري الذى جاء للتو عندما سمع احد يناديه وقال 
_انت إيه اللى جابك انا منادتش عليك روح دلوقتي 

ميسرة 
_لا يا عسكرى تعالى خدنا انا عاوزة اعمل محضر 

الرجل بغيظ 
_انا اللى عاوز اعمل محضر مش هى 

الشرطى بضيق 
_والله انا مش فايق لشغل العيال ده خدهم يبنى على البوكس 

ميسرة بغيظ 
_ايواااا عسكررري رجب يلا على البوكس 

_حاضر يا فندم 

الشرطى بغضب 
_انت بتقول لميين حاضر يمتخلف انتتت انا اللى بأمر هنا مش هى ....خدهممم يبنى على البوكس 
_آسف يا فندم انا كنت برد عليك مش عليها 

الرجل بصدمة 
_انتى كمان وصلت بيكى ان العسكرى هيترفد بسببك منك لله 

ميسرة بغيظ 
_هنشوف مين اللى منه لله دلوقتي ياحضرة الحرامى 

لتقول جملتها وتركب عربية الشرطة التى جائت للتو وبعد قليل من الوقت وصلوا للقسم ووقفوا امام الشرطى وكل واحد بهم يحاول ان يحكى قصته له وهم يتحدثون فى نفس الوقت حتى صرخ الشرطى فى وجههم بغضب وقال 
_بسسس اسكتتتوا انتو الاتنين.....حد واحد فيكم بس اللى يتكلم 

ميسرة والرجل فى نفس الوقت 
_انا هتكلم 

ميسرة بغضب 
_لا انا اللى هتكلم لأنى انا المظلومة فى الموضوع ده وبعدين يا عمو الشرطى السيدات اولاً 

الرجل بسخرية 
_بالله عليك يا حضرة الظابط مستنى إيه من واحدة بتقولك يا عمو الشرطى!!!

رمقته ميسرة بشر ثم سمح لها الشرطى ان تتحدث هى وحكت له كل شيئ من اول كيف خلق البشر حتى وصلت ليومها هذا......

فقال الشرطى بإستغراب 
_حضرتك متأكدة من اللى بتقوليه ده هو فيه واحدة تدى مفتاح عربيتها لواحد برضاها وبعدين تقولك ده سرقنى!!

الرجل بسخرية 
_بالله عليك قولها عشان دى مجنونة فى عقلها 

ميسرة بغيظ 
_عمو الشرطى انا عاوزة اعمل محضر سب وقذ$ف فى الراجل قليل الادب ده عشان كل شوية يشتمنى 

الرجل بغيظ 
_حضرتك انا اللى عاوز اعمل فيها محضر دى ضر$بتنى واهانتنى ده غير العربية اللى كسرتها عشان هى مبتعرفش تسوق 

ميسرة بضيق 
_مين قالك كدا ده انا بعرف اسوق بصوبع رجلى الصغير 

الرجل بسخرية 
_ما هو واضح قد إيه انتى بتعرفى تسوقى 

الشرطى بغضب 
_بس انت وهى.... بصى حضرتك انا هعملك محضر عن عربيتك دى بس هاتى الرخصة 

ميسرة بتوتر 
_انا....اصلك... انا معيش رخصة 

انفجر الرجل ضاحكاا وقال 
_انا بقول امشى بقى 

الشرطى بغضب 
_هو انتى جاااية هنااا تهزرى يا آنسة وعمالة تتكلمى وكمان معكيش رخصة 

ميسرة بضيق 
_نسيتها فى البيت ...ممكن تعمل المحضر من غيرها!!

الشرطى بغيظ 
_مفيش زفت محاضر هتتعمل لو سمحتى انتى ضيعتيلى وقتى عالفاضى اطلعى برة 

الرجل بغضب 
_لا تطلع برة فين انا لسة مصمم على المحضر 

نظرت له ميسرة بصدمة والخوف قد تسلل لها فهى حقا الآن وقعت فى ورطة لذلك قالت بصوت مهموس يكاد يصل للرجل 
_بقولك إيه ما تخلى المسامح كريم وسامحني وهديك اللى انت عاوزه 

الرجل بغضب 
_ده عند امك يا حبيبتى مش انااا اللى اتضر$ب من على يد حورمة وكمان تبوظلى عربيتى واسيبها ....لو سمحت افتح المحضر 

اومأ له الشرطى وبدأ فى فتح المحضر له فقال بعد ان انهى من كتابته وقال 
_اسم حضرتك إيه 

ميسرة وهى تنظر له بخوف 
_مش ناوى ترجع فى كلامك 

الرجل ببرود 
_لا انا مبرجعش فى كلامى 

الشرطى بغضب 
_خلصى حضرتك هاتى بطاقتك وقولى اسمك 

ميسرة بضيق 
_اسمى ميسرة.... ميسرة محمود 

الرجل بسخرية 
_والله ظلموكى بالاسم ده المفروض يبقى اسمك مسخرة مش ميسرة 

الشرطى بضيق 
_وحضرتك كمان 

الرجل وهو يعطيه البطاقة 
_محمد ....محمد السيوفى ( يتبع)



تعليقات
×

للمزيد من الروايات زوروا قناتنا على تليجرام من هنا

زيارة القناة