رواية اقدار لا ترحم الفصل السابع عشر 17 بقلم سيليا البحيري

رواية اقدار لا ترحم الفصل السابع عشر 17
بقلم سيليا البحيري


في مطعم شيك على النيل – بالليل
والترابيزة بتاعتهم بعيدة شوية عن الدوشة

هايدي كانت قاعدة مستنياها، لابسة فستان أسود أنيق، عنيها فيها لمعة فضول غريب.
بصّت حواليها قبل ما نوال توصل، ماشية بخطوات واثقة، لابسة فستان أبيض شيك، ملامحها كلها برود.

هايدي (بابتسامة فيها خبث وهي بتقوم): أهو أخيرًا اتشرفنا… نوال الجبارة! سمعت عنك كلام كتير.

نوال (بابتسامة خفيفة وهي بتقعد): وإنتي الأفعى اللي بتلدغ من جوا العيلة… هايدي.
حلو إننا نتقابل في الآخر. شكلنا عندنا كلام كتير قوي.

هايدي (بتميل لقدّام، وفي عنيها لمعة): أنا شخصيًا بحب الستات اللي زيّك. قوية… وبتعرف تاخد حقها.

نوال (بتضحك بهدوء): وإحنا ممكن نبلع الكتف كله لو اضطرينا.

لحظة صمت، نوال تشرب رشفة من العصير، وتميل برأسها شوية

نوال (بنبرة هادية بس فيها سم): عارفة؟ حسام مكنش كده دايمًا… كان طيب… نضيف. قلبه أبيض.

هايدي (باندهاش مصطنع): بجد؟! مش مصدقة… الراجل ده حاقد، عنيف، و... أناني.

نوال (ببرود): أنا اللي عملته كده.
ده ابن خالتي… وكنت أعرفه أكتر من أي حد.
في يوم… قاللي إنه هيروح لسيلين تطلّعه من اللي هو فيه.
وقتها كان على وشك يفلس.

هايدي: وطبعًا سيلين كانت هتديله اللي عندها.

نوال (بغضب بيغلي جواها): آه، الملاك الغبية.
كنت عارفة إنه لو سابته، هيفضل داير في دايرتها.
أقنعته يسرق… ويعمل "غلطة صغيرة".
بس أبو آسر وليل كشفه… وكان هيبلّغ عنه.

هايدي (بتشد على الكوباية في إيدها): فق*تله…

نوال (ببساطة مرعبة): أيوه.
ومن ساعتها… الضمير اتدفن.
اللي ينجو من أول جريم*ة… بيكمل.
وحتى صاحبه ياسر، قتله لما عرف الحقيقة.
وبعدين رمى الج*ريمة على سيلين… وبعتها السج*ن.
وأنا؟ كنت وراه في الضلمة… أشده زي العروسة الخشب.

هايدي (بتضحك بنشوة شريرة): عظيمة.
لو كنتي راجل، كنت اتجوزتك!

نوال (بغمزة وابتسامة تقيلة): بس بما إني ست… هبقى شريكتك.
سيلين فاكرا نفسها كسبت لما خدت الحضانة؟
مش عارفة إن عندي تسجيلات لكل اللي عمله حسام…
ولو فكر يخوني أو يرمي شيله عليّا… هدوس زر، وأودّيه ورا الشمس.

هايدي (بتسند دقنها على إيديها): وأنا هساعدك… وهدمرها من جوه.
من قلب بيت البحيري.

نوال (بابتسامة نصر): أنا بحب الحلفاء القذرين.
يلا نقلب الترابيزة على الملكة الزيفة… سيلين.

هايدي (بتمد إيدها لنوال): لتحالف السمّ.

نوال (بتسلم عليها): ولنهايتها القريبة.
يضحكوا بخبث، والنور بينعكس في عنيهم زي شرارة طالعة من جهنم
******************

في فيلا البحيري – أوضة سيف وسيلين – بالليل

المكان شيك، الإضاءة صفرا دافية، أوراق ومستندات مرمية على الترابيزة، اللابتوب مفتوح، وسيلين قاعدة على الكرسي بتقلب في ملفات إلكترونية، وسيف واقف عند الشباك بيتأمل الجنينة وساكت.

تاليا نايمة في أوضتها، والبيت كله ساكن.

سيف (بصوت هادي وهو مدّي ضهره لسيلين):
إنتي متأكدة إننا مستعدين نبدأ اللعبه؟
حسام لو شم ريحتنا… ممكن يعمل حاجة مجنونة.

سيلين (بنبرة باردة بس حاسمة):
هو أصلًا مجنون.
بس المرة دي… هيلعب لعبتنا، بقوانيننا.
لارين وصلت، وخلال يومين هتبدأ كمديرة تنفيذية في الشركة "الوهمية".

سيف (بيلف ويبص لها):
شركة ريان للاستثمار… صح؟

سيلين (بابتسامة واثقة):
بالضبط. اتأسست قانوني، وكل ورقها تمام…
بس هي فخ.

سيف (بيقرب منها ويقعد جنبها):
لارين قوية، بس حسام داهية.
إزاي نضمن إنه يدخل برجليه؟

سيلين:
هنرمي له الطُعم الوحيد اللي بيهف عليه…
السلطة والفلوس السريعة.
لارين هتتصرف كإنها أرملة ملياردير من دبي،
معاها رأس مال جاهز، وبتدور على شريك تقيل في السوق.

سيف (بيهز راسه):
وهو هيشوف نفسه الشريك المثالي…

سيلين (بعينين فيها لمعة دهاء):
بظبط كده. وكل خطوة هيعملها مع لارين…
هنسجلها، ونراقبها، ونوقعه في سلسلة مخالفات مالية وقانونية.
وف نص كل ده… هنزرع حد في هيئة الاستثمار يرقب كل حاجة.

سيف (بيبصلها بإعجاب):
إنتي خطيرة بجد.

سيلين (بتبتسم بسخرية هادية):
اتعلمت من اللي فات.
أنا مش عايزة انتقام عاطفي…
أنا عايزة سقوط كامل. اقتصادي، قانوني، اجتماعي.
وكل ضربة هتكون بالقانون.
نوال…… وحتى هو…
هيتفرجوا على نهايتهم وهما مش قادرين يعملوا حاجة.

سيف (بهدوء):
ولما يقع؟

سيلين (بنظرة جامدة):
هبعتله باقة ورد…
ومعاها التسجيلات، والعقود المزورة، والأسماء…
وسيب القانون يكمل الباقي.

سيف (بيقوم وياخد نفس طويل):
تفتكري ممكن يقلب على نوال لما يحس إنه بيغرق؟

سيلين (بمكر):
أكيد.
هو وهي مسكّين على بعض بلاوي.
هي تدينه… وهو عنده عليها فضايح.
هيخلصوا على بعض… وإحنا نكمّل على الباقي من غير ما نحسّسهم.

سيف (بابتسامة فيها فخر):
أنا فخور بيكي يا سيلين.
مش بس عشان إنتي قوية… عشان برضو لسه إنسانة.

سيلين (بهدوء):
أنا ماكنتش ضحية…
أنا كنت درس…
ودلوقتي… أنا اللي بدي الدروس.

(يسكتوا لحظة، ويبصلوا لبعض، وبعدين سيلين تقفل اللابتوب)

*******************

اللاب توب اتقفل، والأوراق اتحطّت على جنب. السكون مالي الأوضة، مفيش غير صوت أنفاسهم.

سيلين واقفة عند الشباك، بتبص للسماء، وسيف واقف وراها ساكت وبيبصلها.

سيف (بصوت هادي):
عارفة؟ وإنتي ساكتة كده… بتحسي كأنك لوحة.

سيلين (بصّت له ببطء):
لوحة؟ (ضحكت بسخرية خفيفة)
ما كنتش متوقعة إنك شاعر يا أستاذ سيف.

سيف (قرب منها شوية):
وأنا ما كنتش متوقع أحب أبص لحاجة بالشكل ده… غير لما وقفتي قدامي أول مرة.

سيلين (رجعت خطوة لورا، كأنها بتحط حاجز بينهم):
بلاش تبدأ… إحنا اتفقنا إن الجوازة دي مؤقتة، فاكر؟

سيف (مال برأسه بخفة):
أنا ما قلتش حاجة عن الجواز… أنا بتكلم عنك إنتي.

سيلين (بصّت بعيد، بصوت واطي):
أنا ستّ طالعة من السجن… وقلبي سابني هناك، وما رجعش معايا.

سيف (بهدوء):
ويمكن قلبي أنا كان مستنيك هناك… عشان يرجع معاك.

سيلين (ضحكت بس بمرارة):
بتتكلم كأننا فـ رواية حب… نسيت إني محاطة بناس كلها عداء؟

سيف (بحنان):
وأنا نسيت إني ما بخافش… طول ما إنتي جنبي.

(لحظة صمت تقيل)

سيلين (بتهرّب):
يلا ننام… ورانا شغل كتير بكرة.

سيف (قرب منها أكتر، وهمس جنب ودنها):
بس قبل ما تنامي… قوليلي إنك حاسة بحاجة.

سيلين (بعدت بسرعة واتكسفت، ولفت ضهرها ليه):
تصبح على خير يا سيف.

سيف (ابتسم وهو بيروح على السرير):
لو كان قلبك عامل زي حيطة… بوعدك، مش هخبط عليه،
بس هابنيه من أول وجديد، طوبة طوبة.

سيلين (قفلت الستارة ببطء، وهمست بصوت واطي قوي):
وأنا… تعبت من البناء كل مرة من الأول.

سيف (بهمسة، وهو سامعها):
خليني أكون أول طوبة… بس المرة دي، من غير كذب، ومن غير ما يتهد تاني
******************

فيلا آسر – المكتب – نص الليل
النور خافت، وصوت الساعة الغالية على المكتب بيدق بصوت ثابت...
والملف المفتوح قدّامه مكتوب عليه: "حسام الجمال".

آسر قاعد على الكرسي الجلد، ضاغط صوابعه على جنبه، وعينه مغمضة...
وبدأ الفلاش باك.

🌫️ فلاش باك: من 7 سنين

بيت عيلة آسر – نص الليل
آسر عنده ١٩ سنة، واقف ورا باب أوضه المكتب المفتوح شويّة،
بيبص من فتحة الباب وهو سامع صوت والده "بدران" بيعلي صوته على "حسام" اللي باين عليه التوتر.

بدران (بعصبية):
أنا شفتك بعنيا يا حسام!
شفتك وإنت بتسحب مبلغ ضخم من حساب الشركة!
وهددتني لما سألتك!

حسام (متوتر وبيحاول يبرر):
بدران… الموضوع مش زي ما فاكر…
كنت ناوي أرجّعهم والله، بس الوقت ما ساعدنيش...

بدران (يضرب على الترابيزة):
كدّاب!
إنت ناوي تغرقنا كلنا…
وأنا هبلّغ الشرطة أول ما الصبح يطلع!

حسام (بصوت واطي ومليان تهديد):
فكّر كويس…
عيلتك… ابنك… بنتك… مراتك…

بدران:
أنا ما بخافش منك يا عيل!
وهتدفع التمن.

آسر، وراه الباب، حاطط إيده على بُقه عشان ما يصرخش…
لحظة صمت تقيل…
وفجأة، صوت خبطة جامدة… وبدران بيقع على الأرض.

حسام بيبص على إيده المرتجفة…
وبيجري خارج المكتب.

آسر يدخل بعدها بلحظات…
ويركع جنب والده، دموعه نازلة من غير صوت.

آسر (بهمس وهو بيعيط):
والله العظيم يا حسام…
هتدفع التمن… دم أبويا مش هيروح هدر.

🎬 نهاية الفلاش باك

فيلا آسر – دلوقتي – جوه المكتب

آسر فتح عينه، نظرته بقت جامدة، زي التلج.
وقف، وراح للسبورة السودة في ركن المكتب.
صورة "رهف" أخت حسام متعلقة هناك، وتحتها مكتوب بخط واضح:
"الثغرة الناعمة".

آسر (يتمتم لنفسه):
رهف… الطيبة، البريئة…
القلب اللي حسام ما بيشكش فيه…
أنا آسف يا بنتي… بس
أخوك لازم ينهار على إيد أقرب الناس لقلبه.

ياخد نفس تقيل…
يطلع موبايله، ويبعت ڤويس قصير لـ ليل:

آسر:
جهزيلي كل الملفات اللي عندنا عن رهف…
وعايز أقابلها قريب
******************

فلاش باك – جنازة أبو آسر (بدران)
من 7 سنين – وقت العصر
المقابر – السما كانت مكفهرة، والجو خريفي، والأرض مبتلّة…
أصوات الناس وهي بتقول "لا إله إلا الله" مالية المكان،
وصوت التراب وهو بيتحطّ فوق القبر بيوجع القلب.

بنت صغيرة لابسة فستان أسود كبير عليها، ماسكة إيد ست على كرسي متحرك – أمها "مها" – وبتعيط بحرقة.
دي كانت ليل، عندها ١٢ سنة.

ليل الصغيرة (بتنهار في العياط):
بابااااا… ليه سبتنا؟ ليه؟
مش كنت دايمًا بتقولي إنك مش هتسيبني لوحدي أبدًا؟!

آسر، عنده ١٩ سنة، واقف وراها، عينيه مليانة دموع لكنه بيحاول يتمالك نفسه.
نظره مش سايب حسام، اللي واقف بعيد، لابس نضارة سودا وكمامة كأنه بيخبّي وشه… وذنبه.

مها (بصوت واطي قوي ودموعها سايبة):
بدران… مشي… مشي خلاص…

ليل (بتصرخ وهي مكسورة):
لأااا! ما مشيش! ده مات غلط!
حسام هو السبب!
أنا شفت بابا قبلها بيوم… كان مرعوب!
كان بيعيط!

آسر يركع جنبها، وياخدها في حضنه بقوة، ويهمس بصوت متقطع:
بسشّش يا ليل… مش دلوقتي…
إحنا لسه صغيرين… هنكبر… وهنخليه يعرف يعنى إيه الندم الحقيقي.

ليل (بعيون مكسورة وقلب طفلة مكسور):
بس أنا بكرهه… بكره حسام… بابا مات عشانه…

آسر (يمسك إيدها بقوة):
وكل يوم هنعيشه من دلوقتي، هيكون عشان نرجّع كرامة أبويا…
بس خبي وجعك جواكي… واصبري.

ليل (بصوتها وهي بتعيط):
توعدني؟ ما تنساش…

آسر (يمسح دموعها ويهمس):
بوعدك… دم بابا أمانة في رقبتنا… وأنا عمرى ما بخون الأمانة.

🎬 نهاية الفلاش باك

المشهد بيرجع للمكتب بتاع آسر دلوقتي

آسر واقف، عينيه فيها لمعة حزن، بيبص على صورة والده اللي قدّامه.
يمسح دموعه بإيده… ويقف ثابت، صلب.

آسر (بيهمس بصوت كله وجع واصرار):
ليل… جه الوقت
**********************

تاني يوم– مبنى الشركة الوهمية "LIVERA Investments"
مكتب شيك جدًا، كله أبيض ودهبي، شكله مودرن وأنيق.
ورا المكتب في يفطة زجاج مكتوب عليها "LIVERA".
لارين قاعدة ورا مكتب ضخم، لابسة بدلة بيضا شيك، شعرها مرفوع بنعومة، وابتسامة خفيفة مرسومة على وشها. شكلها كله بيقول: “أنا ست جامدة، واثقة في نفسي”.

يدخل حسام، لابس بدلة غالية جدًا، شيك أوي، شايل شنطة جلد، وداخل بيبتسم ابتسامة مصطنعة.

المساعد:
الآنسة لارين… الأستاذ حسام الجمال.

لارين (وهي بتقوم وبتمد إيدها):
أهلاً وسهلاً، أستاذ حسام… ولا أقول: الاسم الأشهر في السوق العربي.

حسام (بيسلم عليها بثقة):
الشهرة دي وراها شقى يا آنسة لارين… وها أنا قدام سيدة عاملة اسم بره، وراجعة تدوس في البلد تاني.

لارين (بهدوء وعيونها فيها قوة):
وأنا ما باختارش شركايّا بالعشوائية يا أستاذ حسام…
أنا بدوّر على "النفوذ الذكي"، مش بس اسم بيلمع.

حسام (يقعد وبيحاول يتملّق):
نفوذي مش اسم بس… أنا ورايا تاريخ طويل، وشركاتي أكبر دليل.

لارين (بضحكة خفيفة من جنب بقها):
وسجلك كمان… مليان قصص، بعضها يهمني… وبعضها لأ.

حسام (يضحك وهو بيعدّل الكرافتة):
باين عليكي صريحة… وأنا بحب الشراكة مع الناس الجريئة.

لارين (بتفتح ملف قدامها، تبص فيه شوية وبعدين تبص له):
أنا هكون واضحة جدًا.
الفلوس موجودة، والدعم جاهز، وإحنا على وشك نفتح فرع في تركيا ومكتب تمثيلي في دبي.
اللي محتاجاه بقى هو السيطرة على السوق المصري، وحد معاه “معارف” داخلية…
وانت باينك الأنسب.

حسام (عيونه بتنور طمع):
مش بس معارف… دي شبكة كاملة.

لارين (بتمسك فنجان القهوة، وتقول لنفسها بصوت واطي):
"شبكة عنكبوت مسمومة"…

حسام:
نبدأ من النهاردة؟ أنا بحب السرعة.

لارين بتقوم وتتجه ناحية طاولة جانبية عليها أوراق وملفات.

لارين (بصوت عملي):
أكيد، بس قبل أي حاجة، أحب أطلعك على شوية تفاصيل مالية ونقاط تعاون…
إحنا نوينا نضخّ استثمار بـ15 مليون دولار في المنطقة،
والنسبة الأكبر رايحة لسوق العقارات والمقاولات.
سمعت إنك عندك شركات في المجال ده؟

حسام (بيهتم أكتر، وبيفك زر الجاكيت):
بل أكتر من شركة… أقدر أسهّللك كل حاجة: التراخيص، الأراضي، التنفيذ… وبالطريقة اللي تعجبك.

لارين (بتفتح ملف، وبتتكلم وهي بتتصفحه):
وأنا بحب الأمور تمشي "نضيفة"… واضحة، موثقة، من غير مفاجآت… على الأقل من ناحيتي.

حسام (بيضحك بسخرية خفيفة):
حتى من ناحيتي… أنا راجل واضح، بس بكره الروتين.

لارين (بنظرة ذكية):
الروتين أوقات بيكون قناع بيحمينا… مش للفساد.

حسام (بيحاول يخبي ضحكة):
واضح إنك ما بتحبي اللعب.

لارين (بتقعد قدامه وتبص له بثقة):
بحب اللعب… بس لما أكون أنا اللي حاطة القوانين.

حسام (بيبصلها بنظرة إعجاب وريبة):
معجب جدًا بأسلوبك… نادر لما ألاقي ست بالذكاء ده.

لارين (بثبات في عينيها):
ده طبيعي… علشان أنت متعود على النسخ المكررة.
بس أنا نسخة أصلية… وهتدفع تمنها، غالي كمان.

حسام (وهو بيقوم يضحك):
أنتِ ست خطيرة… بالظبط زي ما بحب.

لارين (بتمدله إيدها):
وإنت خطير، ومحتاج ست تعرف تروّض الوحوش.

حسام (بيسلم عليها بقوة):
إحنا هنكسر الدنيا سوا.

لارين (بهمس لنفسها وهي بتبتسم بسخرية بعد ما مشي):
أكيد… بس أول حاجة هنكسرها… هي إنت
********************

شركة البحيري – المكتب الخاص بسيف

بعد الضهر
في أوضة اجتماعات خاصة، فيها شاشات بتعرض البث المباشر للقاء لارين مع حسام
سيلين قاعدة قدام الشاشة، عاملة دايرة بذراعيها، وعيونها مولعة من الغيظ
سيف واقف وراها، حاطط إيده على كتفها بدفا وهدوء

سيف (بصوت واطي):
لارين بتلعب الدور بإتقان… بصي عليه، بياكل الطُعم زي الأهبل، كالعادة.

سيلين (بعينين مولعة حقد):
بصله… شايف نفسه، واثق زيادة عن اللزوم، حاسس إنه ماسك الدنيا
بس المرة دي… أنا اللي همرمطه… على راحتي، وبدماغ.

سيف (بيركز فيها):
انتي خططتي لكل ده بطريقة عبقرية… مفيش غيرك كان يقدر يوقّعه بالشكل ده.

سيلين (بابتسامة فيها وجع):
كان ممكن أفضحه من الأول…
بس كنت عايزاه يتهد حتة حتة… يحس بنفس القهر اللي حطّني فيه وأنا جوه السجن.

الشاشة بتعرض صورة لارين وهي بتضحكله بهدوء، وحسام قدامها بمنظره المغرور

سيف (بسخرية):
شايفة؟ بيحاول يبهرها!
مش عارف إنها سكينة ملفوفة في حرير.

سيلين (بتقوم فجأة واقفة):
أنا مش بكرهه بس يا سيف…
أنا بكره كل حاجة فيه… صوته، شكله، حتى خياله…

سيف (بيبصلها):
وعندك حق… كل دمعة نزلت بسبب ظلم، كل دقيقة وجع… هيرجعله أضعاف.

سيلين (بتضغط على زر تكبير في لوحة الشاشة عشان تركز الصورة على وش حسام):
هيدفع التمن يا سيف…
مش علشاني بس، لأ، علشان تاليا… علشان ياسر…
علشان ليل وآسر… وحتى الطفل الغلبان وليد.

سيف (بهدوء):
وأنا جنبك للآخر… ماتخافيش من حاجة.

سيلين تبصله، وبعدين ترجع تبص تاني ع الشاشة.
حسام بيقوم يمشي بعد ما خلّص الاجتماع، ولارين بتودّعه بابتسامة مسمومة

سيلين (بصوت خافت، كأنها بتكلم روحها):
العد التنازلي بدأ…
ودمك يا حسام… مش هيكون بارد.

تظهر على الشاشة لارين وهي بتبعتلهم إشارة بإيدها بعد ما حسام خرج – إشارة إنها خلصت المهمة بنجاح

سيف (بيبتسم):
أول ضربة اتنفذت… يلا نجهز للتانية
*******************

مستودع مهجور في ضواحي القاهرة – بالليل

بتدخل سيلين بخطوات واثقة، لابسة بالطو غامق، وشعرها مرفوع، نظرتها حادة... بتلمح ياسر واقف في الضلمة، ضهره مسنود ع الحيطة، وشه مغطى جزئيًا بشال، وصوته بيطلع ساخر

ياسر (بابتسامة خفيفة):
ماكنتش متوقع إنك لسه فاكراني بعد خمس سنين سجن.

سيلين (ببرود):
ماكنتش نسيتك لحظة...
عشان كل ثانية جوه كنت عارفة إنك لسه عايش.

ياسر (بيتقدّم خطوة):
وإنتي الوحيدة اللي صدقتي ده...
حتى سيف شك فيّ للحظة، لكن إنتي؟ نظرتك ما بتخيبش.

سيلين (بصوت واثق):
ماكنتش محتاجة دليل...
حسام ما يوسّخش إيده بالدم أبدًا...
يستغل ناس تانية تقتل، وهو يلمع نفسه بكذبة حلوة.

ياسر (بغضب مكبوت):
ده كان أخويا... أقرب حد لقلبي...
وخاني... وباعني عشان الفلوس.
وسلّمني ليكي كإني جثة.

سيلين (بتقرب منه):
ودفنني معاكي.
بس أنا طلعت... وإنت ما متش.
والوقت جه... ندفنه هو، بكل اللي عمله.

ياسر (بهدوء مرعب):
أنا لفيت العالم... بنيت اسمي من الصفر.
بس ما نسيتش... ولا سامحت.
رجعت مش عشان نفسي...
رجعت عشان نخليه يدفع التمن... بأغلى حاجة ممكن يخسرها.

سيلين (بابتسامة خفيفة):
وأنا عارفة هو بيخاف من إيه:
الفضيحة... والسقوط... والوحدة.

ياسر (بيبصلها في عنيها):
جاهزة نبدأ اللعبة الكبيرة؟

سيلين (بحزم):
أنا ما دخلتش اللعبة...
أنا اللي عاملاها.
وإنت يا ياسر مش مجرد حليف...
إنت الرصاصة اللي كنت مستنياها.

ياسر (بيبتسم):
وإنتي الزناد.

يسكتوا لحظة... وبعدين يبدؤوا يمشوا سوا ناحية باب المستودع بخطى بطيئة وثابتة... والضلمة بتبلعهم واحدة واحدة
*☆يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع☆☆*








تعليقات
×

للمزيد من الروايات زوروا قناتنا على تليجرام من هنا

زيارة القناة