بقلم سيليا البحيري
مكتب فادي – بعد ما سيلين مشيت على طول
فادي بيهتف، بيجري ناحية المكتب، إيده بترتعش وهو بيضغط على زر الاتصال السريع باسم "حسام".
التليفون بيرن، وبمجرد ما الخط يتفتح…
فادي (بصوت مهزوز):
– حسام!
– لازم نتكلم… حالًا!
حسام (ببرود):
– وصلتلك الزيارة، صح؟
فادي (يسكت ثانية، وبعدين ينفجر):
– إنت كنت عارف إنها خرجت من السجن؟!!
– ليه ما قلتلي؟! ليه ما نبهتني؟!
– دخلت عليا كأنها شبح! قلبي كان هيقف!
حسام (بضحكة فيها سخرية):
– كنت متوقع تزورك… معرفتش إمتى بس، شكلها شغّالة بنظام دقيق.
– وها؟ إيه رأيك؟ زيارة مرعبة؟ ممتعة؟ فيها دموع؟
فادي (بعصبية):
– يا ابن...! أنا كنت شريكك! شريكك يا حسام!
– أنا اللي قلبت الدنيا، شوّهت الأدلة، لخبطت شهود، خلتها قاتلة وهي بريئة!
– وأنا؟ أنا أول واحد بتدور عليه دلوقتي!
– لو وقعت أنا… إحنا الاتنين بنقع!
حسام (بهدوء قاتل):
– إهدا… مش هيحصل حاجة طول ما إنت ماسك أعصابك.
– إحنا دفناها بالقانون، بالأوراق، بالحجج. ماعندهاش دليل عليك.
فادي (بيصرخ):
– إنت مجنون؟
– دي مش سيلين اللي حبسناها! دي واحدة تانية! شيطانة!
– وشكلها مدعومة… خروجها بالشكل ده مش طبيعي!
– وفيه حد كبير وراها… يمكن يكون سيف البحيري نفسه!
حسام (بهمس):
– البحيري؟! لو ده حقيقي… إحنا في ورطة سودة.
فادي (ينفجر):
– أنا مش ناوي أموت لوحدي يا حسام!
– لو قربتلي، أو فتحت ملفات القضية… هفضح كل حاجة!
– من أول لحظة… من تسجيلات ياسر اللي خبّيتها، للشيكات اللي باسم سيلين اللي سرقتها، للتقارير اللي أنا زوّرتها بإيديا!
– كل حاجة عندي… ومتحفّظة في الخزنة!
حسام (يسكت لحظة، وبنبرة مرعبة):
– ده تهديد يا فادي؟
فادي (بنبرة فيها سم):
– لأ، ده جرس إنذار… يا تخرجني من المصيبة دي وتغطي ضهري،
– يا يا حسام… أنا هفتح بقي.
حسام (بصوت واطي):
– طيب…
(ياخد نفس عميق)
– اسمع، أنا هتصرف… بس إوعى تتحرك، ولا تفتح بوقك، ولا تكلم حد.
فادي:
– معاك يومين بس… وبعد كده؟ هنشوف.
حسام (يقفل المكالمة في وشّه من غير ولا كلمة):
(عنّيه بتولّع، ويبص في الفراغ ويتمتم لنفسه):
– أول ناس بيموتوا… الخونة، حتى لو كانوا شركاء
*************************
🌌 في مبنى قديم مهجور – الدور الأخير – بعد الغروب
ضوء ضعيف بيعدّي من شبابيك مكسورة.
السكوت مهيمن عالمكان… بس صوت الهوا بيعصف حوالين الأطراف المتآكلة من المدينة.
سيلين لابسة بالطو أسود طويل، واقفة عند الشباك، باصة للبعيد… الظلمة بقت صديقتها.
من وراها، باب حديد بيزيّق بهدوء…
ليل بتدخل، لابسة هدوم سودا، خطواتها هادية وثابتة.
ليل (بهدوء):
– كنت عارفة إنك مش هتضيعي وقت.
– فادي لسه عايش؟
سيلين (بتبتسم بسخرية من غير ما تبص):
– للأسف، آه… بس قلبه كان على الحافة مرتين في الزيارة.
– و… سبتله الثالثة يتخيلها.
ليل (بتقرب وتقف جنبها):
– قالك حاجة؟ اعترف بحاجة؟
سيلين (بتلف لها ببطء، صوتها فيه سم):
– اعترف…
– اعترف إنه مزّق الأدلة، ولفّق التقارير، واتفق مع حسام علشان يدفنني.
– فاكرة اسم “ياسر”؟ الضحية الحقيقية؟ ده كان صاحبه… وكان عنده شوية ضمير.
ليل (تكتّف إيديها):
– طبعًا خلّص عليه… الضمير ما بيعيشش وسط ناس زي حسام.
سيلين (بتقعد على صندوق خشب قديم):
– وحسام؟ كان شاطر… لبّسني التهمة قبل ما يدفن صاحبه.
– بس اللي ما يعرفوش…
– إني ما بقيتش لوحدي.
ليل (بتقعد قدامها، تبصلها في عينيها):
– وأنا؟ ما عدتش الغلبانة اللي بتلف عشان تجيب علاج لأمي المشلولة.
– ما بقاش عندي حاجة أخسرها.
– كل حاجة ماتت يوم أبويا مات… يوم حسام سرق شركته… ويوم أمي بقت جثة عايشة.
سيلين (بهدوء مظلم):
– ومين قالك على حكايتي؟
ليل:
– عامل عنده… من اللي شغالين في الشركة الجديدة اللي بناها من دمك.
– شافني بوزّع كروت أكل في جمعية… قاللي: “لو عايزة تنتقمي من الشيطان، دوّري على اسم: سيلين.”
سيلين (بتبتسم ببطء):
– راجل شجاع.
ليل (بتبصلها بثقة):
– معايا خطة… خطوة بخطوة.
– محتاجة وقت، ومعلومات، و… إنتِ.
– بس قبل ما أقول حاجة… عايزة أعرف…
– مستعدة تمشي في طريق ضلمة… للآخر؟
سيلين (ترفع عينيها، ملامحها هادية بس عنيها مولعة):
– أنا عشت في الضلمة خمس سنين…
– بقى بيتي… وبقى سلاحي.
ليل (تمد إيدها):
– يبقى… للهاوية سوا.
سيلين (تمسك إيدها بقوة):
– سوا… وللجحيم اللي بعده
*******************
🏚️ نفس المكان المهجور – بعد لحظات من اتفاق سيلين و ليل
ليل وسيلين لسه قاعدين، بعد ما اتصافحوا، والهدوء رجع يملّى المكان...
بس فجأة، الخطوات بدأت تتسمع… خطوات تقيلة، بطيئة… صداها بيعلى في الممر الطويل والمهجور وراهم.
سيلين خدت بالها الأول، لفت بسرعة، وإيدها راحت لا إرادي على سكينة صغيرة في شنطتها.
ليل وقفت، تبص ناحية الباب بحذر وعبوس.
صوت راجل هادي من جوّا الضلمة:
– مفيش داعي للأسلحة… أنا مش عدو.
سيلين (ببرود):
– إنت مين؟ وعرفت مكاننا إزاي؟
الشخص المجهول بيقرب، بس ملامحه لسه مش باينة… لابس بالطو غامق وبيرتدي كاب.
– كنت بتابعكم من شوية…
– عجبني أسلوبكم… في الصبر، وفي الرجوع من وسط الرماد.
ليل (بحدة):
– جاوب بقى. إنت مين؟
– وعايز مننا إيه؟
المجهول بيقرب أكتر، بس لسه واقف على مسافة محسوبة.
– نقول… إني ليا تار قديم مع حسام.
– وأنا زيكم… اتدفنت حيّ.
سيلين (بهمس، بنبرة شك):
– كلنا بنكره حسام…
– بس اللي بيتدفن… نادرًا بيرجع.
المجهول (بضحكة خفيفة):
– في ناس بترجع…
– بوش جديد، بصوت مختلف، وبقلب مات فيه الرحمة من زمان.
ليل (بصة فيه جامدة):
– عايز تدخل معانا في الخطة؟
– ولا جاي تبلّغ عننا؟
المجهول (بيبصلها بنظرة مباشرة):
– لا أنا مرشد… ولا خاين.
– أنا حليف… لو قبلتوني.
– وعندي حاجة مش عندكم.
سيلين (بفضول حذر):
– وعندك إيه؟
المجهول يطلّع ظرف بني تخين من تحت البالطو، ويحطه على الترابيزة قدامهم.
– أول دليل على سرقة حسام ملايين من حسابات وهمية…
– والحسابات باسم ناس… ماتوا من سنين.
ليل تفتّح الظرف بسرعة، تبص في الورق، ووشها يتجمّد.
– مستحيل…
المجهول (بهمس):
– أعداء حسام مش تلاتة بس…
– دول جيش… بس هو لسه مش عارف مين فيهم بيحرك الخيوط.
– وأنا… أول واحد خانه.
سيلين (نظرتها بقت أعمق):
– ومن إمتى نثق فيك؟
المجهول (بابتسامة خفيفة، وهو بيبدأ يدّيهم ضهره):
– متثقوش… راقبوا.
– وهتشوفوني تاني… قريب جدًا.
(وبيمشي جوّه الضلمة… وصدى خطواته بيتملى في المكان، كإنه دخل وخرج من كابوس قديم.)
ليل (لسه بتبص ناحية الباب):
– الراجل ده… عنيه فيها نار.
سيلين (بهمس):
– مش عارفة هو مين…
– بس قلبي بيقولي… حسام داق من نارُه قبلنا
*******************
❤️🌹 بعد ساعتين – مطعم شيك على البحر – الساعة تمانية بالليل
الجو هادي، النور خفيف، شموع بتنور الطرابيزة بنعومة، والمزيكا شغّالة في الخلفية، والنسيم بيعدّي من الشبابيك الواسعة اللي بتطلّ على البحر.
سيلين لابسة فستان رمادي بسيط وشيك، شعرها سايب على كتافها، شكلها رايق بس عنيها فيها لمعة واحدة بدأت تسترجع روحها.
تاليا الصغيرة لابسة فستان وردي متزوق بالورد، قاعدة بين سيلين وسيف، بتبص حواليها بانبهار كإنها أول مرة تشوف العالم بالشكل ده.
سيف لابس بدلة كاجوال أنيقة، باين عليه مش متعود يخرج مع أطفال… بس النهاردة مختلف.
---
تاليا (بخجل طفولي وهي تبص لـ سيف):
– ماما… هو ده بابا الجديد؟ 😳
سيلين (تضحك بخفة، وتحط إيدها على بُقها):
– لأ يا قلبي، ده الأستاذ سيف… صاحب ماما.
سيف (يميل ناحيتها بابتسامة لطيفة):
– تشرفت بيكي يا آنسة تاليا.
– ممكن أكون صاحبك أنا كمان؟
تاليا (بحماس):
– أيوه! بس بشرط!
– تجيبلي آيس كريم شوكولاتة بعد العشا.
سيف (يضحك):
– اتفقنا… بس أنا كمان ليّا شرط.
– تحكيلي كل أسرارك بعدين. 😌
تاليا (تضحك):
– ماعنديش أسرار… بس هقولك إني كنت بكره "طنط سَهر" أوي!
– كانت بتزعقلي وتاكل الشوكولاتة بتاعتي! 😠
سيلين (تبص لـ سيف وهي بتهمس):
– شكلك وقعت يا سيف…
– هي ما بتحبش الناس بسرعة.
سيف (عنينيه في عنيها، ويقول بهدوء):
– باين إنها واخدة العند والجمال منكِ.
سيلين (بابتسامة خجولة):
– والوجع كمان…
سيف (يبص للبحر، وبعدين يرجعلها):
– أنا ماكنتش ناوي أتورط في حاجة غير الشغل…
– بس أول مرة شوفتك… حسّيت إني داخل صفقة هتخسرني قلبي.
سيلين (تبتسم بخفة وتهمس):
– يمكن تبقى أول صفقة… تكسبك روح.
تاليا (تقطع كلامهم وهي تلوّح بالمعلقة):
– مامااا! بصي عليّا! بعرف أستخدم الشوكة زي الكبار! 🍴
سيلين (تضحك وتصفق):
– برافو يا حبيبتي! بقيتي أميرة بجد!
سيف (يبصلهم وهو مبتسم، يهمس لـ سيلين):
– ماكنتش متوقع أبدًا…
– إن واحدة طلعت من نار… تخليني أحس إني واقف قدّام الجنة.
سيلين (بصوت رقيق وعنيها فيها دمعة بس مش مكسورة):
– ولا أنا كنت متخيلة…
– إني ممكن أضحك تاني… بصدق.
تاليا تبص عليهم وهما بيتكلموا… وابتسامة صغيرة على وشها، كإن قلبها الصغير حاسس إن الراجل ده… مش مجرد حد عابر
*******************
🌒 المشهد: فيلا العيلة – الدور العلوي – أوضة هايدي – الساعة 11 بليل
هايدي واقفة قدام المراية، بتحط كريم على وشها بكسل. عنيها بتبص على ملامحها الجميلة بغرور… بس فجأة النظرة بتتغيّر، وبتهمس لنفسها بنغمة غيرة:
هايدي (بهمس):
– لحد إمتى يا سيف؟
– هتفضل مش شايفني؟ حتى لو لحظة بس…
📱 فجأة موبايلها يهزّ. رقم غريب بيظهر… بتدوس "رد"، وصوتها يتحوّل لبرود:
هايدي (بجفاف):
– أيوه؟
راجل من رجالة المراقبة (بصوت واطي):
– مدام هايدي… حصل اللي حضرتك طلبتيه.
– شفناه النهارده في مطعم "لامور" اللي على البحر.
هايدي (بتعدل وقفتها بسرعة، وعنيها تلمع):
– سيف؟ لوحده؟
الراجل:
– لأ يا مدام… كان مع واحدة.
– ست شيك أوي، واثقة من نفسها… شكلها جذّاب.
– وكان معاهم طفلة صغيرة، خمس سنين بالكتيير.
هايدي (وشّها بيتجمّد، والغيرة بتولع في عينيها):
– طفلة؟!
(تسكت شوية، وتحاول تهدي صوتها)
– وصفلي الست… شكلها؟ سنّها تقريبيًا؟
الراجل:
– شعرها بني غامق، ملامحها ناعمة… كانت بتضحك مع سيف.
– ومن كتر القرب… كانوا باينين كأنهم عيلة.
– والبنت الصغيرة كانت ماسكة إيده… ما سبتهوش لحظة.
هايدي (تعض شفايفها من القهر):
– عيلة؟
(ترجع بخطوة بطيئة، وتقع على الكنبة بغيظ مكبوت)
الراجل:
– صورناهم، وعندنا ڤيديوهات كمان… تحبي أبعتهم دلوقتي؟
هايدي (تغمض عنيها، تاخد نفس عميق، وتفتحه بلمعة شيطانية):
– لأ… خليك محتفظ بيهم دلوقتي.
– وأنا بكرة هقرّر أعمل إيه.
(بصوت أوطى)
– واضح إن أستاذ سيف ذوقه… بسيط أوي.
الراجل:
– في أوامر تانية يا مدام؟
هايدي (ببرود قاتل):
– راقبه… وراقب البنت.
– أنا عايزة أعرف كل حاجة عنها… جت منين، والبنت دي بنت مين…
(ونبرتها بتبطأ وتبقى أغمق)
– وفاكرة نفسها مين عشان تقرّب له.
📱 تقفل المكالمة، وتحدف الموبايل على السرير… تقوم واقفة
هايدي (وهي بتبص لنفسها في المراية، بصوت كله حقد):
– لو كنتي عرفتي أنا مين… كنتي جريتي من أول نظرة.
– بس خلاص… اتأخرتي.
– واللعبة دلوقتي… ابتدت
*******************
فيلا البحيري – السلالم الرخامية – الساعة 9:30 بليل
هايدي نازلة بخطوات كلها غُرور من على السلم، لابسة لبس شيك جدًا كأنها طالعة سهرة، شنطة من ماركة عالمية في إيديها، ونضارة شمس فوق راسها… رغم إن الدنيا ليل!
ريحة برفانها الغالي سابقالها الطريق.
عند نُص السلم، وقفت فجأة… سمعت صوت ضحك خفيف جاي من تحت.
كم خطوة كمان، وبتشوف تيا قاعدة على الكنبة، بترتب شوية كتب ومجلات بهدوء.
تيا لابسة بيچاما كاجوال نضيفة، شعرها مرفوع بطريقة بسيطة، شكلها هادي… بس عنيها مركّزة وبتراقب كل حاجة حواليها.
هايدي (وهي بتعدّل النضارة وبصوت ساخر):
– مساء الخير… ولا لسه عندكم قوانين نوم للأطفال؟
تيا (بابتسامة بريئة وهي ترفع راسها):
– مساء النور يا هايدي… لا لسه مصحيتش، بحب أستغل الليل في حاجات مفيدة.
هايدي (تضحك ببرود):
– ناضجة وصاحبة مبدأ؟ غريب إنك مش نايمة، وانتي لسه مراهقة.
تيا (بتقوم بهدوء، شايلة كتبها):
– واللي أغرب… إن في ناس كبرت في السن، بس عقلهم ما كبرش معاهم.
هايدي (تقرب منها خطوتين، تهمس بنبرة كأنها هزار):
– مازن دايمًا بيقول إنك أذكى واحدة في العيلة… بس أنا شايفة إنك بس شكلك حلو وبتعرفي تردّي.
تيا (تضحك بخفة):
– وأنا شايفة إنك غنية… بس كل اللي عرفتي تشتريه هدوم، مش احترام الناس.
هايدي (عنّيها ديقت):
– شكلك مش طايقاني، صح؟
تيا (وهي بتتحرك ناحية السلم):
– لا… أنا بس بطّلت أمثّل.
(توقف على أول درجة، تبص لها بنظرة ناعمة… بس كلامها زي السُّم)
– التيشيرت اللي لابساه؟ شُفته بنفس اللون على موقع التخفيضات…
ما كنتش متوقعة إن ذوقك يِحب البضاعة القديمة.
هايدي (مستفزة، تتقدم خطوة):
– خلي بالك… الكبرياء بيوقع ناس كتير.
تيا (بغمزة خفيفة):
– وفي ناس أول ما بيقعوا… بيتكشفوا ع الحقيقه.
تيا تطلع على السلم بخفة، وهايدي واقفة تحت، ماسكة شنطتها بإيد جامدة، وبتهمس لنفسها:
هايدي (بغُصة):
– زمان كنت بكرهكوا…
– دلوقتي؟ بكره نفسي إني عايشة وسطكوا
*☆يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع☆☆*
❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
فصل 7
قدّام شقة سيلين الفخمة – بالليل – الجو لطيف
عربية سودا شيك بتقف قدّام العمارة... سيف بينزل بهدوء ويفتح الباب وبتنزل تاليا الصغيرة أول واحدة، مبتسمة وفرحانة، ماسكة إيد سيلين.
سيلين بتنزل وراها، بتبص حواليها شوية، وبعدين تبص لسيف وتقول بنبرة فيها اعتراض بسيط:
سيلين (بابتسامة خفيفة):
– قلتلك عندي عربية وسواق... مكنش في داعي تتعب نفسك.
سيف (بثقة وهو بيقفل الباب):
– اللي يوصلك ويشوف ضحكة بنتك… ما بيتعبش، بيرتاح.
(بيبص لتاليا بابتسامة)
– صح يا أميرة؟
تاليا (بخجل وهي ماسكة سيلين):
– أيوه! ماما، خليه ييجي دايمًا معانا… بحبه!
(وبتهمس لسيلين)
– هو شبه الفرسان اللي في القصص، مش كده؟
سيلين (بتضحك بخفة):
– شكلك هتبدئي تكتبي روايتك قريب يا شطورة.
سيف (بغمزة):
– بس ماتنسيش تكتبي عني لما تبقي كاتبة مشهورة!
تاليا:
– وعد!
البواب بيفتحلهم الباب، ويدخلوا التلاتة سوا... يطلعوا بالأسانسير للدور اللي فوق، ولما يوصلوا، أمينة بتفتح الباب في نفس اللحظة.
أمينة (مبتسمة):
– حمد الله على السلامة! اتأخرتوا شوية.
سيلين (بتبوسها بخفة):
– العشا كان حلو… وتاليا اتبسطت أوي.
تاليا (بتجري تحضن أمينة):
– أكلنا مكرونة وسيف كان معاناااا!
أمينة (بتضحك وهي بتبص لسيف):
– واضح إنك خطفت قلبها بسرعة.
سيف (بذوق):
– الشرف ليا إني اتعرفت على أميرة زيها…
(وبيكلم أمينة بابتسامة خفيفة)
– وإن شاء الله تكوني بخير يا مدام أمينة.
أمينة (بإحترام):
– الحمد لله… سيلين حكتلي عنك.
– وعن وقفتك معاها… حتى لو كانت صفقة، بس انت كنت راجل بجد.
سيف (بيبص لسيلين بنظرة فيها جدية خفيفة):
– في صفقات ملهاش مكسب مادي، بس فيها قيمة حقيقية.
أمينة (بتبتسم بذكاء وهي بتراقبهم):
– ساعات بنكتشف إن الصفقة كانت قَدَر مش اختيار.
سيلين (بتقاطع الكلام بسرعة وهي بتحاول تخبي ارتباكها):
– طيب… تاليا لازم تنام، عندنا بكرا يوم طويل.
تاليا:
– لاااااا… بس لحظة!
(بتبص لسيف)
– ممكن تيجي بكرا؟!
سيف (بيركع لمستواها وبيبتسم):
– لو ماما وافقت… أجي ومعايا مفاجأة كمان.
تاليا (بتصرخ بفرحة):
– يييييي! ماماااااااااااا وافقي!
سيلين (بتضحك وهي بتفتح الباب):
– نشوف بكرا يا أميرة.
سيف (بهُدوء وهو بيهمّ يمشي):
– تصبحوا على خير…
(بيبص لسيلين بنظرة خفيفة وصادقة)
– و... شكرًا على الوقت الحلو.
سيلين (بصوت واطي وهي باصة في الأرض):
– وأنا كمان… شكرًا.
سيف يخرج، وسيلين تقفل الباب… وأمينة بتراقبها بنظرة حنونة عميقة.
أمينة (بهمس وهي بتبص لسيلين):
– نظرة عينه يا بنتي… دي ما كانتش صفقة.
– دي كانت بداية قَدَر حقيقي
*********************
في شقة ليل ، حي شعبي بسيط الصبح
الشمس طالعة بهدوء فوق نوافذ الحتّة… وسيلين، لابسة شيك بلون غامق، واقفة قدّام باب شقة قديم في عمارة شكلها تعبان ومتهالك.
بتخبط على الباب بهدوء… تفتحلها ليل، كانت مستنياها، بنظرة جدّية.
ليل (بصوت واطي):
– اتفضلي… كنت واثقة إنك هتيجي.
سيلين (بصّة حواليها وهي داخلة):
– وعدتك إني هبدأ… وجِه الوقت.
🔸 سيلين تدخل وتتفاجئ من البساطة القاتلة في المكان…
عفش قديم، ألوان باهتة، وريحت دوا مالية الجو.
عنّيها تروح ناحيّة الركن…
ست كبيرة مشلولة، ملامحها باهتة، قاعدة على كرسي متحرّك، عنيها بتبص على الضيفة الجديدة بسكوت.
ليل (بتشاور عليها):
– دي ماما… مها.
– ما بتتكلمش، ولا بتتحرك… بس بتسمع وبتحس.
(بصّة عليها بحنان)
– هي السبب الوحيد اللي مخليني مكملة.
سيلين (تقرب ببطء، تقعد على ركبتها قدّام مها، وتهمس بنبرة منكسرة):
– أنا آسفة… آسفة إن واحد زي حسام وصل حياتكم لكده.
(تبص لليل)
– هو اللي عمل فيها كده؟
ليل (بتهز راسها):
– قتل بابا قدّامي… سرق الشركة، وولّع في كل حاجة.
– وسابنا في الشارع.
– ماما لما عرفت… حاولت توقفه… عمل فيها حادث "مدبّر".
– ومن يومها وهي بالشكل ده.
سيلين (تتجمد شوية، بعدين تقوم ببطء… والغضب باين في عنيها):
– يقتل أبوك، يحاول يقتل أمك، يسرق حياتك… ويعيد نفس القصة معايا!
(بصوت واطي قاتل)
– حسام مش مجرم… ده طاعون، لازم يتحبس وهو صاحي.
ليل (بقلق):
– ما توقعتش تتأثري كده…
سيلين (بتقرب من الشباك، تبص برا):
– أنا كنت بكرهه عشان دمر حياتي…
– بس دلوقتي… بكرهه أكتر عشان بوّظ حياة ناس بريئة.
(تبص لمها، وبعدين لليل)
– وعد مني يا ليل… لو أقدر أرجعلك كل حاجة اتسلبت منك… هرجعها.
– ولو أقدر أخليه يندم على كل نفس أخده… هعملها، وزيادة.
ليل (بصوت متهز):
– وأنا هكون جنبك… خطوة بخطوة.
سيلين (تغمض عنيها):
– ومن هنا… بتبدأ الحكاية
*********************
بعد شوية من المشهد اللي فات
يتخبط الباب خبط خفيف.
سيلين (بابتسامة لليل):
– دا سيف… اتفقت معاه ييجي.
ليل (بتوتر):
– سيف؟ اللي ساعدك تخرجي من السجن؟
سيلين (بتهز راسها):
– أيوه… هو مش عارف تفاصيلك، بس جه الوقت يعرف.
🔸 سيلين تروح تفتح الباب…
سيف البحيري يدخل، شيك كالعادة، لكن أول ما يخطي جوه الشقة، عنيه بتتغير شوي.
بص للمكان… الفقر، الحيطان التعبانة، ريحة الرطوبة… كله بيأثر فيه بصدق.
سيف (بصوت واطي):
– المكان ده… مش مكان تعيش فيه روح طيبة.
سيلين (بهدوء):
– سيف… دي ليل.
– البنت اللي لما سمعت قصتها، حسّيت إني أنا اللي اتظلمت أقل منها.
ليل (بصّة حذرة):
– أهلاً… وشكراً إنك ساعدت سيلين تخرج.
– إحنا يمكن غُرب، بس… الظلم بيجمع ناس كتير.
سيف (يتقدم ويسلم عليها):
– الشرف ليا… سيلين قالتلي إنك قوية.
(يبص على مها المشلولة)
– ودي والدتك؟
ليل (بصوت مخنوق):
– أيوه… ما بتتكلمش، بس بتفهم كل حاجة.
سيف (يقرب من مها، يركع شوية، يبصلها بعطف):
– أنا آسف جدًا… آسف إن فيه ناس زي حسام في الدنيا.
سيلين (تقاطع الكلام):
– سيف… أنا عارفة إننا كنا متفقين على شغل وصفقات…
– بس في صفقة جديدة عاوزاها.
سيف (يبصلها، رافع حاجبه):
– سامعاكي.
سيلين (بجدية):
– عايزين ننقل ليل وأمها شقة كويسة… ونعالج أمها.
– على حسابي… أو تخصمهم من أرباحنا.
ليل (مصدومة):
– لأ! مستحيل! أنا مش صدقة لحد!
– أنا… أنا هرجّع حقي من حسام وهسدّد كل قرش!
سيف (يبتسم، يحط إيده على كتفها):
– محدش بيشتري كرامتك يا ليل…
– إحنا بس بنقدّم فرصة لحياة آدمية… والباقي عليكي لما تبقي قادرة.
– اعتبريه دين… بس من النوع النبيل.
ليل (عنّيها تدمع، وأول مرة تبين ضعفها):
– أنا… مش متعودة حد يقف في ضهري.
– حتى الناس الطيبين… كانوا بيهربوا مننا.
سيلين (تقرب منها وتحضنها):
– مش لوحدك خلاص… إحنا بقينا فريق.
سيف (يبصلهم بنظرة فيها احترام وإعجاب):
– وكل فريق محتاج قائد… وأنا جاهز أكون سلاحكم.
وبعدين يطلع موبايله:
سيف:
– هكلم الدكتور فؤاد حالًا… نبدأ العلاج فورًا.
– وبالليل… هتشوفوا شقتكم الجديدة.
*****************
ف شركة "الحسام جروب" – الدور الأخير – مكتب حسام
الديكور فخم بطريقة مبالغ فيها، مكتب كبير، كنَب جلد سودا، ولوحات فيها أرقام حسابات وهمية ونجاحات كدابة.
حسام قاعد على كرسيه، بيقلّب في ورق، شكله متوتر.
يدخل عماد، مساعده الشخصي، راجل في الأربعينات، شكله هادي بس فيه برود يخوف.
عماد (بيبص حواليه ويتقدم):
– عذرًا يا أستاذ حسام… في تطورات.
حسام (بيرفع عينه بحدة):
– تطورات إيه؟
(يبص حواليه بعصبية)
– سيلين عملت إيه تاني؟
عماد (يقرب منه ويخفض صوته):
– زي ما قلتلي… راقبناها من بعيد.
– امبارح خرجت هي والبنت الصغيرة، تاليا… وقابلت سيف البحيري.
حسام (يجفل للحظة، وبعدها يضحك بسخرية متوترة):
– سيف البحيري؟!
– لأ لأ، أكيد في حاجة غلط.
– سيف ما يعرفهاش أصلاً!
عماد (ببرود):
– أنا اتأكدت بنفسي.
– قعدوا سوا في مطعم "لامور"… المطعم اللي سيف دايمًا بيحجز فيه.
– وقعدوا هناك ساعتين، وبعدها سيف بنفسه وصّلها هي والبنت لحد باب شقتها.
حسام (ينط واقف، يضرب المكتب):
– بنت الكلب!!
– ترجع من السجن… وبدال ما تطلب رحمة، تمشي مع سيف البحيري؟!
عماد (بيراقبه في صمت):
– واضح إن العلاقة مش عابرة.
– والبنت… كانت مبسوطة جدًا.
– ممكن يكون ده… بداية تحالف ضدك.
حسام (بيزعق):
– تتحالف مع البحيري؟!
– دي أنا اللي رميتها خمس سنين في الزنزانة!!
– وسرقت كل قرش باسمها…
– وتيجي ترجع، ومعاها أغنى شاب في القارة؟!
عماد (بتردد خفيف):
– لو تسمحلي أقول رأيي…
– وضعها بيتغيّر، وده بيشكل تهديد.
– لو البحيري معاها بجد… الملفات القديمة ممكن تتفتح.
حسام (يحط إيده على دماغه ويفركها):
– البحيري ما يعرفش حاجة… هو يمكن بس بيتسلى وهيمشي.
عماد:
– بس هي مش سهلة خالص…
– باين إنها راجعة تاخد حقها.
حسام (عنينه بتولّع من الغل):
– لو فكرت لحظة إنها تهد اللي بنيته…
– أنا مستعد أدفنها وهي واقفة!
(يقرب من عماد)
– زوّدوا المراقبة عليها… لحظة بلحظة.
– وكل واحد يقرب منها… اعرفلي تاريخه.
عماد (ينحني برأسه):
– حاضر يا باشا.
حسام (بصوت واطي، بس مليان غضب):
– سيلين… إنتِ ما رجعتيش تعيشي،
– إنتِ بس اخترتي طريقة مختلفة تموتي بيها
*********************
في مطار القاهرة الدولي – صالة كبار الزوّار
الظهر
كالعادة، المطار زحمة وصوته عالي، لكن وسط الزحمة، بيظهر آسر الجندي… راجل في التلاتينات، طويل، وسيم، وأنيق لآخر درجة، لابس بدلة رمادي شيك، وبينزل من سلم الطيارة الخاصة.
ورا منه ماشي مساعده الأجنبي والسكرتيرة المصرية.
لقطة قريبة للوحة الطيارة:
"AJ International – London"
آسر (بصوت هادي بس نبرته فيها قوة):
– القاهرة…
(بيبص حواليه بنظرة فيها حنين مخلوط بغضب)
– أخيرًا رجعت.
السكرتيرة (بابتسامة خفيفة):
– كل حاجة جاهزة يا باشا، المكتب مأجَّر في التجمع، والسكن في الرحاب زي ما حضرتك طلبت.
آسر (بيبصلها بجفاف):
– الشغل مهم، بس في حاجة أهم دلوقتي…
– عايز عنوان "الحسام جروب".
(يلتفت لـ جون)
– جون، الملف اللي فيه نشاطاته كلها… هاتلي نسخة حالًا.
جون:
– Already sent to your email, sir.
السكرتيرة (بتسأله بتردد):
– حضرتك… ناوي تروحلهم على طول؟
آسر (يبص للسماء للحظة، وبعدين يهمس):
– ابويا لما اتقتل، كنت في جنازته… بس معرفتش آخدله حقه.
– أمي لما اتشلّت… كنت بعيد، بجري ورا الفلوس، ومعرفتش حتى أحضنها.
– أختي كبرت وهي شايلة فوق طاقتها… بسببي.
(يضحك بسخرية ومرار)
– دلوقتي… حسام هيعرف يعني إيه لما الغضب يرجع… ومعاه ثروة
******************
فيلا عيلة البحيري – الدور الأرضي – صالون البيت
الشمس داخلة من الشبابيك الكبيرة، عاملة ضي دافي على المكان، وريحة القهوة والفانيليا مالية الجو.
ياسمين قاعدة على الكنبة، لابسة بيچامة بيت ناعمة، شعرها مرفوع كده على السريع، في إيدها فنجان قهوة، وعلى الترابيزة قدامها حتة كيك بالليمون.
تيا قاعدة على الأرض قدامها، بتلف شعرها بماكينة الكيرلي وهي بتضحك وتكركر.
تيا (بصوت بناتي خفيف):
– ياسمين! أنا قررت خلاص… هلبس فستان أزرق يوم النتيجة.
– لو جبت فوق ٩٥٪، هخلّي سيف يشتريلي عربية 😌
ياسمين (بتضحك وهي تحط الفنجان):
– ولو طلعت تحت الـ٩٥٪؟ هتخليني أنا أشتريهالك؟ 😅
تيا (بغمزة):
– لأ طبعًا… هخلّي مازن يشتريهالي، بس من جيبه مش من فلوس هايدي!
(وتنفجر ضحك)
ياسمين (تضحك لدرجة دموعها نزلت):
– والله يا تيا إنتي أخطر من لجان الامتحانات.
تيا (بتمسك مكواة الشعر وبتعمل بيها مايك):
– ودي كانت نشرتنا الصباحية مع ياسمين اللطيفة وتيا المُدلّعة… استنونا بعد الفاصل في فقرة: "إزاي هايدي طايقة نفسها؟" 😂
ياسمين (تصفق وتهمس):
– تياااا… اسكتي! لحسن تطلع علينا من فوق 😳
لقطة من فوق السلم:
هايدي واقفة عند الدرابزين، لابسة روب شيك، إيديها متشابكة، ووشّها مشدود وفيه غِل.
هايدي (بهمس لنفسها):
– لطافتك دي يا ياسمين… مش هتدوم، صدقيني.
تنزل السلم بالراحة، داخلة عليهم بابتسامة مزيفة كأنها ما سمعتش حاجة.
هايدي (بصوت ناعم فيه غل):
– صباح الفل… باين عليكم مبسوطين أوي!
ياسمين (بنبرة فيها توتر بسيط، بس محافظة على الابتسامة):
– صباح النور… تعالي كلي كيك، القهوة لسه سخنة.
هايدي (بصوت فيه لدغة سُم):
– لأ متشكرة… أنا بحافظ على جسمي.
(تبص لتيا)
– شعرك حلو النهاردة… بس إزاي فاضية تعملي كيرلي في وسط المذاكرة؟
تيا (ببرود وترفع حاجبها):
– عشان أنا منظمة… مش فاضية أراقب الناس من ورا الشباك.
هايدي (تضحك ضحكة بلاستيك):
– لسانك دايمًا طويل… بس برضو كيوت 😏
ياسمين (تدخل بلُطف عشان تهدي الجو):
– يلا بقى… نحاول نعيش يومنا في هدوء، الجو حلو والقهوة طالعة من القلب.
هايدي (بتقعد وتضحك بسخرية):
– حلو أوي لما الناس تعرف تستمتع… قبل ما الدنيا تتقلب عليهم.
تيا وياسمين يبصوا لبعض بنظرة كلها تفاهم… وتيا شكلها بيقول: "نعديها دلوقتي… بس طرد شيك قريب أوي." 😌
*☆يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع☆☆*
