بقلم سيليا البحيري
أوضة تيا – نص الليل
الضوء هادي، الأوضة مرتّبة بعناية، وكل ركن فيها بيقول إنها بنت حالمة وحنونة.
تيا قاعدة على سريرها، لابسة بيچاما قطن ناعمة، وشعرها سايب على كتافها.
مسكة الدفتر الوردي بتاعها وبتكتب…
فجأة بتوقف، بتحط القلم… وتهمس لنفسها بصوت مخنوق
تيا (بهمس): هو قلبي غبي كده ليه؟
إزاي قدرت أحب حد… ما يعرفش حتى إني موجودة؟
بتتنهد، وتقفل الدفتر، وبتمشي ناحية الشباك…
بتبص على الجنينة اللي ساكنها السكون، وعينيها شارده في الضلمة
تيا (تكمل بهمس): آسر…
كل يوم بشوفه، كل يوم بستنى ضحكته…
وهو؟
ولا مرة حتى قال: "البنت دي مين؟"
دمعة بتنزل من غير صوت، بتمسحها، وبتضحك بسخرية من نفسها
يمكن العيب مش فيه…
يمكن أنا اللي غبية…
وسط البنات اللي حواليه…
موجودة، بس… مش باينة.
بترجع تقعد على طرف السرير، وتغمض عنيها شوية، وبعدين تفتحهم بسرعة
بس… ليه أمير؟
ليه كل مرة عينيه بتخليني أتوتر؟
كل مرة يعدّي جنبي في المحاضرة… بحس بحاجة…
عينيه مش عيون دكتور…
عينيه… كأنها شايفاني.
بتحط إيدها على قلبها، بتحاول تفهم الدربكة اللي جواها
آسر كان حلمي… أول حب في قلبي.
بس أمير؟
يمكن هو الحقيقة اللي بدأت أشوفها قدامي.
وأنا… تايهة بينهم.
بتقوم، وبتمشي ناحية المراية، تبص لنفسها بعينين مبلولين
تيا البحيري…
انتي قوية، مش كده؟
ما تعيطيش…
ما تترجيش…
وما تتعلقيش بوهم.
بس قوليلي…
إزاي أقول لقلبي يبطّل يدق؟
بتبص لتحت، وبتحضن نفسها بإيديها، تقعد في هدوء…
وبتطفي النور.
تسيب الحزن يملأ الأوضة معاها… في سكون الليل
******************
أوضة رهف – فيلا حسام – الساعة 9 بالليل
الأوضة هادية، رهف لابسة فستان بسيط، شعرها مرفوع بنعومة، قاعدة على السرير ووشها منور بفرحة بريئة.
في إيدها موبايلها، مستنية مكالمة من آسر…
وفجأة الموبايل بيرن، واسم "آسر" بيظهر على الشاشة.
بترد بسرعة وابتسامة خجولة مرسومة على وشها
رهف (بخجل وابتسامة):ألو... مساء الخير يا آسر.
آسر (بصوت ناعم وجذاب): مساء الورد يا أحلى رهف… اتأخرت عليكي شوية، سامحيني، كنت فـ اجتماع مطوّل شوية.
رهف (بصوت هادي ومكسوف):لا عادي… أنا بس… وحشتني.
آسر (يضحك بخبث مداري): وحشتك شوية؟ وأنا وحشتيني قد السما والبحر!
بصراحة كده، صوتك بقى الحاجة الوحيدة اللي بتهديني بعد يوم مليان ضغط.
رهف (تحمر خجلًا وتضحك بهدوء): آسر… بلاش الكلام ده، بتكسفني…
آسر (بنبرة دافية ومزيّفة): الكسوف عليكي حلو…
بس أوعدك، قريب… هتبقي مراتي رسمي.
هاخدك من البيت ده، وأبني لك قصر يناسب قلبك الطيب.
رهف (بلهفة وبصوت واطي): يعني… إمتى هتيجي تطلبني رسمي من أخويا حسام وبابا
أنا كل يوم بفكر فـ اللحظة دي… ونفسي أبقى مراتك بجد يا آسر.
آسر يسكت لحظة، يخنق غضبه جواه، ويكمّل تمثيله ببراعة
آسر (بصوت هادي): قوليلي بس إنك جاهزة، وأنا أجيلك بكرا الصبح…
بس المشكلة مش فيكي، المشكلة فـ أخوكي…
أنا خايف يعارض، خصوصًا لما يعرف إني ناجح وثري… والناس دي مش بتحب اللي أحسن منهم!
رهف (بتوتر):بس حسام طيب… ولما يعرف إنك بتحبني أكيد هيفرح…
هو بيحبني وبيثق فيا جدًا…
آسر (يرد بنعومة مزيفة): وأنا كمان بثق فيكي… وعشانك هستحمل أي حاجة.
بس أوعديني، مهما حصل، تفضلي جنبي.
أنا مش بحب بسهولة يا رهف… بس إنتي خطفتي قلبي.
رهف (بصوت مخنوق من كتر المشاعر): آسر… أنا مش بحبك…
أنا بعبُدك.
آسر يغمض عينه، وابتسامة انتقام مرسومة على وشه، بس طبعًا هي مش شايفاه
آسر (بصوت دافي كاذب):وأنا… هبقى كل حاجة في حياتك، قريب جدًا.
تصبحى على حب، يا زهرتي.
رهف (بنعومة): وإنت من أهله يا ملاكي…
تقفل رهف الموبايل، وتضمه على صدرها بابتسامة حالمة، وتهمس لنفسها: أنا هبقى عروسة آسر… وهعيش الحكاية اللي دايمًا حلمت بيها…
وفي مكان تاني تمامًا… آسر بيرمي الموبايل على الترابيزة، ويضحك بسخرية قاتلة
آسر (ببرود): مسكينة…
مش عارفة إنها وقعت في حب اللي جاي يخلص على أخوها…
ودي… لسه البداية
*********************
بعد المكالمة على طول
آسر قاعد على الكنبة، حاطط الموبايل جنبه وبيضحك بهدوء، وفجأة الباب بيتفتح وتدخل "ليل" بخطوات سريعة، لابسة شيك جدًا بالأسود، شعرها مرفوع بشكل عشوائي، ونظرتها مولعة نار
ليل (وهي ماشية ناحيته بنفاد صبر):كلمتها تاني، صح؟
آسر (بيضحك ببرود): لسه مخلص المكالمة… البنت عايشة في قصة حب من بتوع الحواديت، وأنا طبعًا البطل اللي نازل من السما.
ليل (بتضحك بسخرية):مسكينة… بجد مسكينة.
رهف أضعف حلقة فـ عيلة حسام الوحش، وبقت أداة في إيدك بمنتهى السهولة!
آسر (بيقوم وبيصب لنفسه كوباية عصير):هي الباب اللي هنعدي منه…
طول ما أنا مستخبي ورا براءتها، محدش هيشك فيّ.
وحسام؟ عمره ما هيتخيّل إن حب أخته هو اللي هيبقى طُعم نهايته.
ليل (بتقعد وتحط رجل على رجل، عينيها كلها ترقب):بس في نقطة ضعف لازم نخلي بالنا منها…
آسر (بيرفع حواجبه):مين؟
ليل (بتبص له بحدة):سيلين.
لو شمت ريحة اللعبة… هتبوظ كل حاجة.
دي ذكية، وعندها بُعد نظر… ولو شكت لحظة واحدة، هتواجهك من غير رحمة.
آسر (بيتنهّد):عارف… وسيلين بتحب رهف، ورهف بتشوفها زي أختها الكبيرة.
ليل (بتضم شفايفها):ومش بس كده… دي صاحبتي أنا كمان.
لو عرفت إني متورطة فـ اللعبة دي، هتدمرني.
تفتكر هتسامحني لو عرفت إني بسيّرك تضحك على مشاعر صحبتها الطيبة؟
آسر (بصوت هادي لكنه بارد): محدش هيعرف…
لازم نكون أذكى منها.
سيلين نيتها بيضا، بس إحنا نيتنا أوضح… الانتقام.
ليل (وعينيها بتبرق شر): وهننتقم…
هنسحق حسام ونوال تحت رجلينا زي ما دوسوا على كرامة أبويا.
آسر (يقرب منها ويحط إيده على كتفها):وده اللي هيحصل.
بس من غير استعجال… رهف سلاح ذهبي.
لو لعبناه صح، هدخل لقلب حسام… ومن جوه… أطعن.
ليل (بكراهية باينة فـ عينيها):وسيلين لو وقفت فـ طريقنا… نلاقي طريقة نسكّتها.
آسر (بابتسامة كلها ثقة):نكمّل العرض لحد آخر مشهد…
وست رهف؟ نايمة بتحلم بفستان الفرح.
ومش عارفة إن الفستان الأبيض… هيبقى كفن ثقتها فينا
*********************
فيلا حسام – بالليل – أوضة المكتب بتاعه
الأوضة ضلمة شوية، حسام قاعد على كنبة جلد، في إيده كوباية عصير، والموبايل في إيده التانية، صوته واطي وفيه نبرة غريبة. ملامحه مرتاحة، وعلى وشه ابتسامة كلها خبث
حسام (بهمس مغري): صوتك لوحده بيخليني أكره البيت اللي نوال عايشة فيه…
مين كان يصدق إن جوليانا التقيلة تبقى أكتر واحدة خلتني أدوّخ؟
ضحكة ناعمة طالعة من سماعة التليفون – جوليانا
جوليانا:وإنت أكتر واحد بيعرف يكذّب بطراوة…
لدرجة إن نوال نفسها مصدّقة إننا شركا انتقام، مش عشيقين!
حسام (بيرمش بعينه وهو لوحده):شركا؟ إحنا فريق متعة قبل أي حاجة…
وآخر مرة شوفتك فيها؟
بصراحة، كل دماغي كان…
فجأة الباب بيتفتح! نوال داخلة بسرعة ومعاها ملف في إيدها
نوال (بتكشير): مين على التليفون؟
حسام بيتوتر جامد، بيقوم بسرعة، وبيبتسم ابتسامة مزيفة، ويمسك الموبايل على ودنه وبيتكلم فجأة بنبرة رسمية كأنه بيشرح قانون!
حسام (بسرعة وهو بيبص لها): آه، تمام يا أستاذة جوليانا… كنت بسأل على ملف الحضانة.
لازم نسرّع الخطوات… سيلين ما ينفعش تفضل محتفظة بوليد كأنه ابنها!
الولد ده ابننا إحنا… مش هي!
جوليانا على طول بتلقط الإشارة وبتدخل في الدور
جوليانا (بصوت رسمي):أكيد أستاذ حسام، أنا جهزت كل الأوراق القانونية، وهنقدم الطلب نهاية الأسبوع…
بس هنحتاج شهادة من دكتور نفسي تثبت إن سيلين بتأثر على الولد نفسيًا.
نوال (تحط الملف على المكتب بعصبية):لازم نرجّع وليد. كفاية مهازل بقى.
سيلين خطفته مننا وبتتمنظر كأنها ملاك!
حسام (بصوت هادي بس عينه فيها ارتباك):وأنا بحاول، متقلقيش…
أنا وجوليانا شغالين على الموضوع ليل نهار.
نوال (تبص له بنظرة شك):إن شاء الله…
بس يا ريت تفتكر إنك راجل متجوز،
وجوليانا ست حلوة، بس خلي بالك… ليك بيت ومرات.
نوال تخرج وتقفل الباب وراها بعنف. حسام يقعد بهدوء ويتنهد تنهد مُصطنع، بعدين يرفع الموبايل تاني
حسام (بهمس):كنتي هتودّيني في داهية يا مجنونة!
جوليانا (بضحكة سخرية):ارتباكك كان مثير والله…
بس نوال أغبى من إنها تشك…
ووليد؟ خليه كارت في اللعبة.
بس إحنا؟ إحنا نار… ولسه قدّامنا شغل كبير.
حسام (بابتسامة كلها خبث):وأنا جاهز… للعبة… وليكي
***********************
شاليه سيف وسيلين – الغردقة – مساء هادي، نور خافت، شاشة مراقبة منورة قدامهم
سيلين قاعدة على كنبة مريحة، شعرها مرفوع بشكل كاجوال بس أنيق، في إيدها كوباية قهوة، وجنبها سيف، بيضغط على ريموت صغير بيشغّل شاشة فيها صورة وصوت من مكتب حسام
من الشاشة: صوت حسام وجوليانا (من المشهد اللي فات)
حسام (بهمس):
صوتك لوحده بيخليني أكره البيت اللي نوال عايشة فيه…
سيلين تبطّل تشرب، وتميل لقدّام، عنيها بتبرق بسخرية باردة
سيلين (بضحكة كلها شماتة):الله! يا سلام لو نوال كانت سامعة الكلام ده…
يا ترى دلوقتي حاسة بإيه؟
اللي خان واحدة، يخون التانية أسهل وأسرع.
سيف (بابتسامة وهو مركز ع الشاشة): وقع يا حسام…
وقعته بلسانه، ونوال الجميلة لسه فاكرة نفسها الملكة!
سيلين (عينيها فيها نار شماتة): نوال كانت فاكرة إنها كسبت لما سرقته مني…
بس النهارده؟ حسام بيبيعها هي كمان… وبأبخس تمن.
سيف يغيّر الكاميرا، وتظهر زاوية تانية فيها نوال وهي داخلة على حسام فجأة، ووشها بيكشف إنها مصدومة، وحسام بيحاول يغيّر الموضوع بسرعة
سيف (بسخرية):شوفتي وشه؟
كان هيبلع لسانه من الخضة… زي الفار بالظبط!
سيلين (بصوت واطي فيه وجع قديم): أنا كنت مكان نوال قبل كده…
كنت اللي بيتضحك عليا، وكنت اللي بصدّق…
بس البنت اللي كانت بتتبهدل دي ماتت.
اللي واقفة قدامهم دلوقتي؟ عدوتهم… وما عنديش رحمة.
سيف (بيبص لها بإعجاب صادق): وأنا فخور بالعدوة دي…
العدوة اللي وقفت على رجليها، واللي بتقلب الترابيزة على دماغ الكل.
سيلين (بابتسامة جانبية كلها برود):نوال كانت بتحب تتفرج على فضايح غيرها…
بس المرة دي؟ جا وقتها تتفرج على نفسها…
والمفاجأة؟ العرض ده من إنتاجي… وبتقنية البث المباشر كمان.
ترفع كوباية القهوة بنظرة فيها خبث هادي
سيلين:شربتي من الكاس اللي سكبتِيه بإيدك يا نوال…
واللي جاي؟ أقسى… صدقيني.
سيف (بعينيه اللي فيها نذير خطر):ولسه…
اللعبة لسه ما بدأتش بجد
********************
فيلا إياد – صالون أنيق، مساء هادئ
تجلس العائلة على الأرائك الكلاسيكية، أنوار خافتة تبعث جوًا من الترقب، إياد يجلس بجانب زوجته "نهال"، بينما يجلس "ياسر" بنظرته الغامضة، وأخوه "أمير" يتنقل بين الجلوس والوقوف بملل وابتسامة مغرورة على وجهه
إياد (بهدوء صارم):
– جمال كان صديقي… كنا نشتغل سوا، نخطط سوا، نثق في بعض زي الإخوة.
لكن ابنه؟
ابنه طلع نسخة مشوّهة منه…
اللي عمله فيك يا ياسر ما يتسامحش عليه.
ياسر (ينظر إلى الأرض):
– دفنني حيّ، وخلى الكل يصدق إن سيلين هي اللي قتلتني…
ضيّع سنين من حياتي… وسرق كرامة إنسانة مظلومة.
نهال (بصوت فيه ألم أم):
– وإنت كنت غايب، وأنا كل ليلة أصلي ترجع لنا…
وهي، سيلين، مسجونة، بعيدة عن بنتها، تدفع ثمن غلطة ما ارتكبتها.
أمير (يبتسم بتهكم):
– والفاهم الكبير حسام، كان فاكر إن جريمته حتفضل مدفونة…
لكن الحفرة اللي حفرها لغيره، وقتها حتقلب قبره هو.
إياد (ينظر لأمير بجدية):
– مش عايزك تتصرف من دمك يا أمير…
إحنا نرد بس بالشرف، مش بالخبث.
أمير (يرفع حاجبيه بثقة):
– الشرف؟
أنا معاكم، بس لو لمس شعرة من ياسر تاني…
حسمّي اللي حيحصل "عدالة ناعمة".
ياسر (نظره يتجه نحو والده):
– أنا مش عايز دم…
أنا عايز كل الناس تعرف حقيقته،
عايزه ينهار قدام نفسه، قدام اللي كانوا يصدقوه.
إياد (بصوت يحمل حنينًا):
– يوسف الله يرحمه… كان يقول لي: "سيلين عندها قلب أقوى من ألف رجل"
وهو كان محق.
أنا حكون سندها، زي ما كنت سند لأبوها.
نهال (بحنان):
– وأنا، مهما كبرت، حأعتبرها بنتي…
أمير (يميل إلى الأمام، ضاحكًا):
– طيب يعني أنا دلوقتي عندي أختين…؟
سيلين و… لارين.
بس ما تخافوش، قلبي كبير ويستوعب الجميع!
ياسر (بابتسامة خفيفة):
– بس انتبه ما تستوعب سيلين أكتر من اللازم…
ضحكة خفيفة بين العائلة، لكنها سرعان ما تنطفئ حين يعود إياد للجدية
إياد:
– أنا ما نسيت يا ياسر، إن اللي حصل لك… حصل لأنك كنت قريب من الحقيقة.
دلوقتي، ما فيش تراجع.
أنا، وإنت، وعاصم، وناس كتير… مستعدين نكشف وجه حسام الحقيقي.
ياسر (نظره مشتعل بالعزم):
– خليها النهاية اللي يستحقها… بس مش على طريقتهم.
على طريقتنا
***********************
إياد (بيتنهّد بعد لحظة سكوت):
– خلاص بقى… كفاية كلام عن الماضي اللي بوّظ أيامنا.
أنا وحشتني الأيام اللي كنا بنضحك فيها من غير ما نشيل هم الدنيا.
نهال (بتبتسم بحنية):
– فاكر أيام الشاليه لما كنتوا صغيرين؟
ياسر كان بيستخبى عشان ميعومش، وأمير كان بينط في البيسين وهو لابس البيچاما!
أمير (بيرفع حواجبه):
– لحظة لحظة… هو أنا دايمًا مادة لضحك العيلة ولا إيه؟
أنا كنت طفل عبقري، سابق جيلي!
ياسر (بيضحك):
– عبقري؟
ده انت كنت بتجري ورا القطط وعايز تشويهم على الجريل!
أمير (يعمل نفسه زعلان):
– ما كنتش ناوي أشويهم… كنت بجرب "الحرارة المناسبة للتقرب من الفريسة"!
نهال (تضحك):
– ربنا يحميك يا حبيبي… لسه زي ما انت، مجنون بس بطعم حلو.
إياد (بيبص لولاده بحنية):
– أنا فخور بيكم.
مش علشان بس رجالة…
علشان حافظتوا على قلوبكم نقية رغم كل اللي مرّ عليكم.
ياسر (بهدوء):
– يمكن اللي عشناه علّمنا قيمة الحاجات اللي بجد…
البيت، الأمان، العيلة.
أمير (بصوت أهدى من العادي):
– وصدق أو لا، أنا دايمًا كنت حاسس إنك حي يا ياسر.
كنت بشوفك في أحلامي.
نهال (تمسح دمعة خفيفة):
– إحساس الأم عمره ما خذلني…
كنت حاسة إنك راجعلي، حتى لو مش عارفة إمتى.
إياد (بيبص لهم):
– كل حاجة ممكن تتصلّح… إلا الوقت اللي ضاع.
علشان كده، ولا يوم تاني هيضيع من عمرنا واحنا بعيد عن بعض.
ياسر (بابتسامة دافية):
– اتفقنا يا بابا… من النهاردة، نبدأ من الأول.
ونعيش… مش ننتقم.
أمير (يرفع كوباية العصير):
– لو على البداية الجديدة… أنا أول واحد هيحتفل بيها.
بس بشرط واحد:
تودونا الشاليه القديم وتسيبوني أسوق الجيت سكي!
ياسر (يمسك دماغه ساخرًا):
– بس بالله عليك، المرة دي من غير ما تطير على ضهر الدولفين!
نهال (تضحك من قلبها):
– ياااه… نفسي نرجع نعيش يوم واحد بس من الأيام دي.
إياد (يبص لهم ويهمس):
– مش هنرجع نعيش يوم…
إحنا هنعيش عمر جديد… سوا
*☆يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع☆☆
