بقلم سيليا البحيري
في أوضة الاجتماعات في شركة سيف، كانت سيلين قاعدة على مكتبها، مركّزة في الورق اللي قدامها.
الأيام اللي قضتها في السجن غيّرت فيها حاجات كتير، بس كمان قوّتها… خلّتها تعرف تواجه أي حاجة وشّها فيها.
النهارده كان من أول الأيام اللي رجعت فيها لشركتها، اللي بقت فرع من شركة البحيري، وده بالنسبالها كان بداية جديدة. قررت تمسك الدنيا بايدها، وترجع كل حاجة مكانها الصح.
الباب خبط، ودخلت السكرتيرة بسرعة وقالت:
السكرتيرة: "مدام سيلين، في واحدة برا عايزة تقابلك… قالت إنها محامية، واسمها جوليانا."
سيلين (بهدوء): "جوليانا؟… دخّليها."
وأول ما دخلت جوليانا، الجو اتغيّر.
ست أنيقة، شعرها الأسود نازل بنعومة، وشها حاد، وعنيها مفيهمش أي مشاعر.
لابسة بدلة شيك قوي…
دي جوليانا، نفس البنت اللي كانت أيام الجامعة دايمًا مشدودة، متوترة، وبتغير من سيلين في السر.
سيلين (ببُصة هادية ونبرة واثقة):
"جايه تتكلمي عن الماضي؟ ولا عندك جدول تاني؟"
جوليانا (بابتسامة فيها سخرية):
"الماضي؟ لا يا سيلين… إحنا كبرنا على الكلام ده.
بس بصراحة، مش قادرة أفهم إزاي خرجتي من السجن، واتجوزتي أغنى راجل في أفريقيا؟
معجزة بجد."
سيلين (بابتسامة خفيفة، وهي بتعدل قعدتها):
"كل واحد فينا ليه حكاية يا جوليانا…
بس خلينا في الحاضر، عايزة إيه؟"
جوليانا (قربت من المكتب، ونظرتها فيها سمّ):
"عايزة أعرف إزاي عايشة دلوقتي بعد ما خدتي كل حاجة كنتِ بتحلمي بيها؟
مرات سيف البحيري؟
ده شكله كان مجرد اختيار إضافي بالنسبالك."
سيلين (بصوت واطي لكن فيه نبرة تحذير):
"ما كنتيش تعرفي؟
اللي بييجيلي مش صدفة…
وأنا مش هسمحلك، ولا لحد غيرك، إنه يعطّلني."
جوليانا (بتضحك باستخفاف):
"بس برضو… ما تنسيش، اللعبة لسه طويلة…
وانتي مش الوحيدة اللي بتعرف تلعب."
سيلين (بُصة باردة وابتسامة فيها رسائل مخفية):
"بس السؤال هنا…
انتي متأكدة إنك عارفة بتلعبي ضد مين؟"
جوليانا (اتوترت شوية بس حاولت تتماسك):
"تقـصدي إيه؟"
سيلين (بنبرة فيها عُمق):
"أنا متأكدة إنك فاهمة كويس انتي بتتعاملـي مع مين.
بس مفيش مانع أفكّرك بحاجة…
حسام؟
مش واثقة إن نوال تعرف تلعب صح."
جوليانا (اتجمدت في مكانها شوية، وبعدين ضحكت بسخرية):
"بتهدديني يا سيلين؟"
سيلين (بابتسامة بسيطة ونظرة غويطة في عنيها):
"تهديد؟
لا… مجرد تلميحة خفيفة.
يتهيألي إنك مش شايفة الصورة كاملة."
جوليانا (تحاول تثبت نفسها):
"فاكرة نفسك هتفضلي فوق طول الوقت؟
خرجتي من السجن، ماشي…
بس الحياة مش دايمًا ماشية في صفّك."
سيلين (بهدوء وواثقة):
"كل حاجة بتيجي في وقتها يا جوليانا…
وأنا دلوقتي؟
جاهزة أكتر من أي وقت فات."
جوليانا (بنبرة تحدي):
"هنشوف.
بس صدقيني، اللي زيّك مهما حاول، مش هيكمل كتير."
سيلين (بعنيها اللي فيها نار متحدية):
"ومش هاسمحلك، ولا لأي حد، يقف قدامي.
افتكري الجملة دي كويس."
وأول ما خرجت جوليانا، الجو في الأوضة بقى تقيل،
وسيلين كانت عارفة…
اللعبة ابتدت رسمي.
جوليانا محامية شاطرة؟
يمكن…
بس لسه متعرفش إنها بتمشي على أرض مش بتاعتها.
سيلين (بتتنهد خفيف، بس عنيها كلها عزيمة):
"مش هسمح لهم يهدّوني تاني…
ولا حتى يقرّبوا."
***********************
في ممر الشركة الفاخر، كانت خطوات جوليانا تضرب الأرض بكعب حذائها العالي، بعنف يعكس الغليان الذي يتفجر داخلها. خرجت من غرفة سيلين والشرر يتطاير من عينيها، كأنها عاصفة بشرية محمّلة بالغضب والحقد القديم الذي عاد ليتغذّى من جديد.
وقفت عند المصعد، ضغطت الزر بعصبية وهي تهمس لنفسها بصوت منخفض لكنه مملوء بالكراهية:
جوليانا (وهي تهمس من بين أسنانها):
– مش كفاية دمّرتيني في الجامعة... لأ، كمان لازم تتفوقي عليّا في كل حاجة؟!
(تضحك بسخرية)
– سيلين البحيري... أو بالأصح سيلين المغربي... فاكرة إنك انتصرتي؟
(نظرتها تزداد ظلمة)
– والله ما هفرح غير وأنا شايفة تابوتك.
ركبت المصعد، لكن لم تستطع التوقف عن الحديث لنفسها، وكأن الغلّ المتراكم انفجر أخيراً:
جوليانا:
– حسام؟ ده مجرد وسيلة، لعبة زيك. لما أخلص بيه، هارميه زي كلب الشارع.
بس إنتِ... إنتِ يا سيلين... مش بس هدمرك، لأ...
(تنظر أمامها كأنها تتخيل الجنازة)
– هقتلك.
فتحت هاتفها، أرسلت رسالة قصيرة مشفّرة إلى جهة ما لم تُذكر، وكتبت:
> "الهدف: سيلين المغربي
الوضع: حيّة وبتتحدى
التعليمات القادمة: قريباً"
ثم أغلقت الهاتف وابتسمت...
ابتسامة سوداء... خالية من الرحمة.
وهمست وهي تضع نظارتها الشمسية:
جوليانا:
– لِعبتك خلصت، يا حلوة. المرة دي... النهاية حقيقية
***********************
في فيلا البحيري – الطابق العلوي – غرفة تيا – مساء هادئ
كانت تيا جالسة على سريرها، ترتدي بيجامتها الوردية الحريرية، ودفتر مذكراتها مفتوح أمامها. تناثرت حولها أوراق، وأقلام ملوّنة، بينما ضوء الأباجورة الخافت ينير وجهها الحالم.
تيا (تكتب بصوت خافت وهي تهمس لنفسها):
– "أنا مش فاهمة قلبي... آسر دخل حياتي من غير ما يحس، وأنا لسه مش قادرة أنساه، رغم إنه يمكن ميعرفش حتى إن اسمي تيا... بس أمير كمان... في حاجة فيه بتخليني أبصله من غير ما أشعر...
أنا ضايعة بين حب مايعرفنيش، وإعجاب بشخص بشوفه كل يوم."
تبتسم بخجل، وتغمض عينيها لحظة كأنها تهرب من نفسها... لكن فجأة...
الباب يُفتح فجأة دون استئذان.
تدخل هايدي بخطوات متعالية، ترتدي فستاناً فاخراً ومكياجاً صارخاً، وعيناها تتلألأ خبثاً.
هايدي (وهي ترفع حاجبها باستخفاف):
– أوووه! إيه ده يا تيا؟ عندنا كاتبة خواطر ومش عارفين؟
(تمد يدها بسرعة وتخطف الدفتر من يد تيا)
– نشوف بقى أسرار المراهقات المدلّعات!
تيا (تنهض مذعورة وتصرخ بخوف):
– لاااااا! هايدي... ارجعيلي دفتري حالًا! مش من حقك!
هايدي (تضحك بقسوة وهي تقلب الصفحات بسرعة):
– آآه والله؟ آسر؟ وأمير؟ يا حلاوة! ده أنا لازم أوري الدفتر ده لباباك، يشوف بنت مين اللي بتكتب حب وولع في بيت العيلة!
تيا (تقترب منها بجنون وتحاول سحب الدفتر):
– قلتلك ارجعيه! هايدي، حرااام عليكي!
هايدي (تبتعد خطوات للخلف وهي تضحك بسخرية):
– حبيبة قلبي، اللعب بدأ يا عسل...
وفي لحظة، وبينما تيا تركض خلفها وتحاول انتزاع الدفتر من يدها، تنزلق قدمها على الحافة الرخامية للدرج!
هايدي (تصرخ بفزع):
– تيااااااااا!
ويسقط جسد تيا من أعلى الدرج...
وتتجمد هايدي في مكانها، وجهها مصدوم، الدفتر يسقط من يدها...
جسد تيا ممدّد في أسفل الدرج، بلا حراك...
وصدى صرخة هايدي يتردد في أرجاء الفيلا
*********************
– أسفل الدرج – لحظات بعد سقوط تيا
هدوء ثقيل يسبق العاصفة...
جسد تيا ممدّد أسفل الدرج، بلا حراك، شعرها منسدل على وجهها، والدماء تتسلل من جبينها.
فجأة...
تُفتح باب غرفة المعيشة ويظهر وجه تاليا الصغيرة، تركض بخفة وهي تنادي ببراءة:
تاليا (بصوت رقيق):
– تياااا؟ فينِك؟ ماما بتقولي نروح الحديقة مع ريان ووليد... تياااا...
ثم تتوقف فجأة...
ترى جسد تيا على الأرض، تنظر لثوانٍ طويلة، عيناها تتوسعان رعبًا، ثم تصرخ بأعلى صوتها:
تاليا (تصيح بصدمة):
– تيااااااااااااااااااااااااا!!
تصرخ... تبكي... تركض نحو تيا وتحاول هز كتفها الصغير:
تاليا (بكاء هستيري):
– قومي يا تيا... ما تناميش كده! قومي بليييز! تيااااا!
ثم يأتي إيهاب مسرعًا من الطابق العلوي:
إيهاب (بقلق شديد):
– في إيه؟ مين بيصرخ؟!
يتوقف عند أعلى الدرج، يرى الصغيرة تاليا تبكي، وجسد تيا أسفله، وهايدي واقفة كالتمثال، ممسكة بالسور بيد مرتجفة، ووجهها مصدوم.
إيهاب (يصرخ):
– تياااااا!! يا رب استر!!
يركض بسرعة ومعه ياسمين التي لحقت به، ثم تظهر هدى الأم وسليم الأب خلفهم.
هدى (تشهق برعب):
– يا مصيبتي! بنتي!!
ياسمين (تجلس بجوار تيا بسرعة، تتحسس نبضها):
– بتتنفس... بس راسها نزفت، لازم نوديها المستشفى حالًا!!
سليم (بصوت حازم ومرتعش):
– اتصل بالإسعاف يا إيهاب! حالًا!
إيهاب يخرج هاتفه، بينما ينظر إلى هايدي بنظرات نارية.
إيهاب (بصوت غاضب وهو يقترب منها):
– إنتِ عملتي فيها إيه؟!! إنتِ السبب؟! إنتِ دفعتها؟! هايدي!
هايدي (ترتبك وتحاول التماسك):
– لا... لا... أنا... أنا ماليش دعوة... كانت بتجري ووقعت!
هدى (تنظر لها نظرة تقتل):
– وقعت؟! والبنت لوحدها؟ وإنتِ واقفة هنا بتتفرجي؟! فين كنتِ؟!
ياسمين (بنظرة ذهول):
– البنت مش ممكن تقع كده بس! في إيه حصل!؟
تاليا (تبكي وهي تحضن يد تيا):
– هايدي كانت فوق... وماما قالت لي آخد تيا الحديقة... بس تيا كانت بتعيّط...
سليم (بصوت هادئ مخيف وهو يقترب من هايدي):
– لو لِقيت في تحقيق الشرطة أي شك إنك أذيتِ بنتي... أقسم بالله هتشوفي غضبي الحقيقي، يا هايدي.
هايدي (تبكي أخيرًا، لكنها لا تزال تحاول الدفاع):
– أنا ما عملتش حاجة! أقسم بالله! هي اللي وقعت! مش أنا!
إيهاب (من بين أسنانه):
– مش هنسكت... البنت دي أغلى من الدنيا كلها.
تُفتح أبواب الفيلا من جديد...
يصل المسعفون ويبدأون في رفع تيا على النقالة وسط بكاء هدى وتاليا.
هايدي لا تزال واقفة في مكانها، ممسكة بطرف السور... لكن عيناها ترتعشان من الخوف... ومن يدها، سقطت ورقة صغيرة من مذكرات تيا... دون أن تلاحظ
**********************
في فيلا حسام – الصالة – مساءً
الإضاءة خافتة…
الستائر الثقيلة مسدلة…
وصوت ساعة الحائط هو الوحيد الذي يقطع الصمت المريب.
نوال تجلس على الأريكة الفاخرة، ساق فوق ساق، ترتدي رداءً منزليًا أنيقًا، لكنها تبدو مشتعلة من الداخل.
عينها على هاتفها المحمول، تشاهد آخر تحركات حسام على مواقع التواصل، وتحركاته الأخيرة التي لا تتطابق مع كلامه لها.
تمسك بفنجان قهوتها، ترتشف منه بهدوء… ثم تضعه بعصبية على الطاولة.
نوال (بصوت منخفض لكن يحمل في طياته بركانًا):
– جوليانا؟!
من أول يوم دخلت شركته وأنا قلبي مش مرتاح…
بس كل مرة أدوّر… ألاقيه نظيف!
وكأنهم أشباح… يخبّوا آثارهم بإتقان!
(تضحك بسخرية مريرة)
نوال:
– بس إنت ناسي أنا مين يا حسام…
أنا اللي وقفت جنبك لما كنت بتترمي…
أنا اللي ضحّيت بكل شيء عشانك…
بس لو اكتشفت إنك بتخونني؟!
(تنظر إلى المرآة أمامها، ترفع حاجبها بثقة وغضب)
نوال (بنبرة تهديد):
– هدمّر حياتك…
هحرق كل اللي بنيته…
جوليانا دي؟! هخليها تندم إنها دخلت حياتنا…
وإنت؟ هتتمنى لو ما اتولدتش أصلاً!
(تقوم من مكانها وتمشي جيئة وذهابًا، ملامحها مشتعلة)
نوال (بصوت أكثر حدة):
– أنا مش سيلين…
أنا ما بدخلش السجن…
أنا بفتح السجون للي يغلط فيا!
(تأخذ الهاتف، تفتح سجل المكالمات، ثم تغلقه)
نوال (تهز رأسها):
– مش دلوقتي…
لسه…
خليكم مطمّنين شوية…
بس أول خيط ألاقيه؟
أنا اللي هفضحك قدّام الكل… يا حسام!
(تضحك ضحكة باردة مخيفة… ثم تجلس وتضع قدمها على الأخرى، تنظر للفراغ أمامها بثقة ساحقة)
نوال:
– اللعبة بدأت…
بس أنا؟ أنا اللي هختمها.
وبطريقتي.
المشهد يُغلق على وجه نوال… نظرة غامضة، لا تشبه سوى العاصفة التي تسبق الإعصار
**********************
في شقة جوليانا – في أحد الأحياء الراقية – مساءً
الإضاءة خافتة، الستائر مسدلة، والمكان تملأه رائحة العطر الفاخر…
جوليانا تجلس على أريكة واسعة، ترتدي ملابس أنيقة لكنها جريئة، تمسك بكأس عصير وتبتسم بخبث.
حسام يقف أمامها، يرتدي قميصاً مفتوح الأزرار جزئياً، وهو يتنقل في الغرفة بتوتر خفيف وابتسامة لئيمة على وجهه.
جوليانا (بغمزة ساخرة):
– واضح إن مراتك بدأت تشك…
أنا شايفة نوال هتفقد أعصابها قريب.
حسام (بضحكة قصيرة):
– تشك؟!
دي لو كانت تفهم، ما كانتش ضيّعتني سنين مع نكدها.
دلوقتي… خليني أخلص منها زَيّ ما خلّصت من غيرها.
جوليانا (ترفع حاجبها):
– تقصد سيلين؟
مش قولتلك زمان… الست دي غبية إنها وثقت فيك.
حسام (يجلس بجانبها ويميل للأمام):
– سيلين كانت بداية اللعبة…
ونوال؟ هتكون نهايتها.
جوليانا (تضحك بخبث وهي تلمس كتفه بخفة):
– بس نوال أذكى من اللي فاتوا…
عاوزين نلعبها صح، من غير أي غلطة.
حسام (بثقة):
– ولا غلطة.
أنا هخلّيها تخرج من حياتي وهي مصدّقة إن كل ده لصالحها.
وبعدين…
(ينظر إليها بابتسامة ملتوية)
هنبقى إحنا الاتنين أحرار... وأقوى.
جوليانا (بصوت ناعم لكن مليء بالخبث):
– وبعدها؟
سيلين...
أظنّك لسه ما خلّصتش منها كُرهك القديم.
حسام (بعينين يشتعلان):
– دي لازم تدفع تمن كل لحظة فضحتني فيها.
سيلين، نوال، وأي حد يوقف بطريقي… لازم يختفي.
جوليانا (تشرب رشفة من عصيرها ثم تنظر إليه باستخفاف):
– طيب، خلينا نبتدي بنوال…
بس افتكر، أنا مش زيهم.
أنا دايمًا بكون على القمة، واللي يوقفني… بدفنه.
حسام (يضحك):
– وأنا؟
أنا بدفنه حي.
يلتقي نظرهما… مزيج من الحقد، الطموح، والرغبة في الانتقام
المشهد يُغلق على ابتسامة جوليانا الشيطانية، وصوت حسام وهو يفتح جهاز اللابتوب… وخطة خبيثة بدأت في التشكل
**********************
في شركة البحيري – الطابق العلوي – قاعة الاجتماعات
الساعة تشير إلى الثالثة مساءً،
خرائط، أوراق، شاشات مضاءة بالخطة المفصلة للإيقاع بـ "حسام الجمال".
سيلين تجلس إلى جانب سيف، بينما لارين توجّه عرضاً رقمياً على الشاشة، وياسر يقف واضعاً يده على خده بتفكير عميق، ومازن ينصت وهو يدوّن بعض الملاحظات.
سيف (بصوت جاد):
– لو قدرنا نسحب المستثمر الإسباني من عند حسام ونربطه بعقد هنا… هيكون أول كارت بيقع من إيده.
ياسر:
– والمفروض الخطوة دي تتم قبل نهاية الأسبوع… لازم نتحرك بسرعة.
سيلين (وهي تقلب في الملفات):
– تمام، بس نحتاج نتحقق إن العقد اللي معاه في ثغرة قانونية نقدر نستغلها—
رنّ هاتف سيلين فجأة...
ظهر على الشاشة: "تاليا الصغيرة"
سيلين (مبتسمة بهدوء وهي ترد):
– حبيبتي؟! إزيك يا عمري؟ ليه بتتصل—
لكن صوت الطفلة كان مختنق بالبكاء
تاليا (بصوت مرتعش):
– ماماااا... ماما عمتو تيا وقعت... وقعت من الدرج... خبطت دماغها... وعمو إيهاب خدها المستشفى... وجدو وسِتُّو كمان معاهم...
سكتت للحظة، ثم انفجرت في بكاء شديد.
سيلين (وهي تنهض مذعورة):
– تيا؟!!
يا ربِّي... سيف!
سيف (يقف بسرعة وهو مصدوم):
– تيا وقعت؟!
يا نهار أسود! دي كانت كويسة الصبح!
مازن (يتجمد في مكانه):
– وقعت منين؟! مين اللي معاها؟!
سيلين (تحاول تهدئة تاليا):
– حاضر يا قلبي، خلاص، إحنا جايين حالاً... إنتي كويسة؟ ريان ووليد معاكي؟
تاليا (تتنهد باكية):
– أيوه... معايا... بس تيا نزل منها دم ماماااا!
لارين (تضع يدها على فمها بفزع):
– يا ربِّي! تيا
ياسر (يمسك هاتفه):
– هبعت للسواق يجهز العربية… لازم نلحقهم بسرعة.
سيف (ينظر لسيلين وهو يتجه نحو الباب):
– مش قادر أستوعب... أختي الصغيرة تقع كده فجأة؟! أنا حاسس إن في حاجة مش مظبوطة!
سيلين (تهز رأسها بقلق):
– وأنا كمان… بس نروح الأول… أهم حاجة نطمن عليها.
مازن (بصوت منخفض حزين):
– ربِّي يستر…
يخرج الجميع مسرعين من الشركة، عيونهم تملؤها القلق والخوف على "تيا"، الفتاة البريئة الهادئة التي لا يعرفون أنها تخبئ حباً سرياً وآلاماً في قلبها...
*☆يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع☆☆*
