رواية اقدار لا ترحم الفصل الثاني 2 بقلم سيليا البحيري

رواية اقدار لا ترحم الفصل الثاني 2
بقلم سيليا البحيري


بعد كام يوم ، قدام 
بوابة الس**جن الحديدية تُفتح ببطء، وصوتها يُحدث صدى في المكان. تقف سيلين بثقة متجمدة عند العتبة، ترتدي ملابس سوداء أنيقة ورغم بساطتها تبدو وكأنها مصممة خصيصًا لها. شعرها مشدود للخلف، ونظرتها حادة وجامدة. السجينات داخل السجن ينظرن إليها من وراء القضبان، بعضهن بابتسامة فخر، والبعض الآخر بدهشة من خروجها المفاجئ. يقف حارس السجن بجانب البوابة، مرتبكًا وهو يحاول تبرير الموقف لنفسه

الحارس: (بتوتر)
خروجك بالشكل ده... ما حدش هيصدق إنه طبيعي، يا ست سيلين.

سيلين: (بهدوء قاتل وهي تنظر للأفق)
الطبيعي في الحياة إنه اللي عنده قوة... دايمًا يلاقي طريقه للخروج.

الحارس: (يحاول يقنعها)
بس... القصة هنا مش سهلة، القضية بتاعتك لسه مفتوحة، والكل هيبدأ يسأل.

سيلين: (تلتفت له بابتسامة خفيفة لكنها باردة)
لما يسألوا، قُل لهم إن الوحش لما يخرج من قفصه... ما بيستنى أسئلة.

تتجاهله وتبدأ تمشي بخطوات ثابتة تجاه سيارة سوداء فاخرة تنتظرها بالخارج. السائق يفتح لها الباب الخلفي باحترام

السائق:
أهلاً بعودتك يا مدام سيلين. الأوامر؟

سيلين: (وهي تدخل السيارة)
جهز كل حاجة... اللعبة لسه في أولها.

تجلس داخل السيارة، تنظر من النافذة للخلف، ترى بوابة السجن تُغلق من جديد. تعلو على وجهها ابتسامة خافتة مليئة بالتحدي

داخل السجن، السجينات يتحدثن فيما بينهن

سجينة 1:
هي خرجت إزاي؟ دي مديرة السجن الله يرحمها نفسها قالت إنه محكوم عليها بالمؤبد، و دي يا دوب قعدت 5 سنين!

سجينة 2: (بابتسامة واثقة)
لأن سيلين مش زي حد فينا... دي تعرف تحرك الدنيا كلها عشان تاخد اللي هي عايزاه.

سجينة 3:
طيب وإحنا؟ هنفضل هنا؟

سجينة 1:
يمكن لأ، يمكن لأجلها. ما حدش عارف إيه اللي ناوية عليه، بس اللي واضح... الدنيا برا هتتقلب
عند سيلين ، تجلس على المقعد الخلفي للسيارة و هي تتوعد للجميع بالإنتقام 

سيلين:
جه الوقت
********************
بعد فترة قصيرة 
داخل فيلا سيلين الفاخرة، المكان مليء بالفخامة والهدوء المصطنع. تجلس سيلين في غرفة المعيشة الواسعة، ترتدي فستانًا أنيقًا بسيطًا باللون الأسود، تعكسه أنوار خافتة تضفي على ملامحها غموضًا وسلطة. بجانبها تقف خادمتها، امرأة مسنة تُدعى "أمينة"، تحمل صينية شاي بيدين ترتجفان قليلاً، ليس خوفًا من سيلين، بل احترامًا وهيبة لشخصيتها الجديدة. سيلين تتحدث بهدوء، لكن كلماتها ثقيلة كأنها أحجار تسقط على الأرض

سيلين: (بنبرة باردة ولكنها مليئة بالحقد)
عارفة يا أمينة؟ الإنسان لما يتولد، بيبقى صفحة بيضا... صفحة مليانة أحلام بريئة وحب للحياة. لكن الناس، الظلم، الخيانة... كل ده بيشوّه الصفحة دي.

أمينة: (تضع الصينية على الطاولة بحذر)
والله عندك حق يا هانم. الظلم بيكسر البني آدم، بس اللي زيك، ما انكسرش... ده اتغير.

سيلين: (تضحك ضحكة قصيرة، مليانة مرارة)
ما انكسرتش؟ يمكن. لكني أكيد اتغيرت... بقى جوايا حاجة ما كنتش أعرفها. عارفة لما الظلم يخليك تشوفي الدنيا كلها كأنها ساحة حرب؟

تلتقط كوب الشاي بهدوء وتنظر إلى البخار المتصاعد منه كأنها تتحدث لنفسها

سيلين:
زمان، كنت أصدق في الخير... أصدق إن الحب ممكن يغير الدنيا. لكن حسام، نوال، وكل واحد في عيلتهم... علموني إن الحب ضعف، وإن الثقة سذاجة.

أمينة: (بحذر)
بس... ما يمكن، يا هانم، في فرصة للغفران؟

سيلين: (تنظر إلى أمينة بنظرة باردة تُسكتها)
الغفران؟ دي كلمة حلوة، يا أمينة... لكن مشكلتها إنها مش بتتقال إلا للي يستاهلها. حسام اختار يصدق كذبة نوال ويخليني أنا... أنا اللي كان بيقولي بحبك، أدفع التمن.

تضع كوب الشاي بهدوء وتنهض من مكانها، تسير إلى النافذة حيث ترى حديقة الفيلا المظلمة

سيلين:
عارفة أنا خرجت من السجن إزاي؟ مش مهم تعرفي التفاصيل، لكن المهم... إني خرجت، وخرجت بقرار واحد: ما فيش حد فيهم هيعيش مرتاح، ما فيش حد فيهم هيهرب من اللي عملوه فيّ.

أمينة: (تتردد ثم تسأل بخوف)
حتى الطفل... وليد؟

سيلين: (تلتفت إليها ببطء، نظرتها جامدة)
الطفل؟ هو أغلى ما عندهم... صح؟ أنا مش محتاجة أعمل فيه حاجة، يكفيهم بس يخافوا عليه. الخوف ده، يا أمينة... هيبقى عذابهُم اليومي.

أمينة: (تخفض رأسها، تشعر بمزيج من الخوف والإعجاب)
ربنا يكون في عونك، يا هانم... الظلم وحش.

سيلين: (تبتسم بخفة، لكن الابتسامة مليانة مرارة)
الظلم ما يقتلش يا أمينة... بس بيخلق وحوش. وأنا؟ أنا الوحش اللي هم صنعوه.

تعود للجلوس بهدوء، وكأنها أنهت خطبة حياتها، تلتقط كوب الشاي وتبدأ في شربه وكأنها ملكة تخطط لمعركتها القادمة
*********************

في فيلا حسام، تجلس العائلة في غرفة المعيشة. الجو مشحون بالخوف، وكل فرد يظهر توتره بطريقته. حليمة تردد أدعية بصوت منخفض، جمال ينظر إلى الأرض بصمت، بينما رهف تبدو قلقها واضحًا على ملامحها. نوال تجلس بجوار حسام، تحاول السيطرة على أعصابها لكنها تفشل، وحسام يسير جيئة وذهابًا بعصبية، الغضب والخوف يسيطران عليه.

حسام: (بصوت غاضب ومرتبك)
مش فاهم! إزاي تجرؤ تتصل بينا وتقول الكلام ده؟! إزاي واحدة زيها، بعد كل اللي عملته، تلاقي الجرأة تهددنا؟

نوال: (تضع يدها على ذراع حسام وتحاول التظاهر بالهدوء)
حسام، هي عايزة تخوفنا بس... دي إنسانة فقدت عقلها! المفروض نتجاهلها.

حليمة: (تنظر إلى حسام بقلق)
بس صوتها... كان فيه حاجة تخوف. يا حسام، ربنا يعلم الظلم بيعمل إيه في الناس.

رهف: (بصوت منخفض لكنها حازمة)
بس يا نوال، ليه إحنا؟ ليه هي بتكلمنا إحنا تحديدًا؟

نوال: (تحاول السيطرة على توترها)
علشان تكرهني، رهف! أنا كنت سبب إنها تخرج من حياتنا، وهي مش هتنسى ده أبدًا.

جمال: (يتحدث بصوت عميق)
اللي يخوفني أكتر مش مجرد كلامها... البنت دي اتغيرت. سيلين اللي كنا نعرفها زمان انتهت.

حسام: (يصرخ بغضب)
سيلين انتهت يوم ما دخلت السجن! هي دلوقتي مجرد مجرمة، وقاتلة، ما تستحقش غير إنها تندفن في الماضي.

رهف: (تنظر إليه بحزن)
بس يا حسام، إنت متأكد إنها فعلاً عملت اللي اتهموها بيه؟

حسام: (يقاطعها بحدة)
رهف، مش عايز أسمع الكلام ده تاني! سيلين قاتلة، ونوال شاهدة على اللي حصل. إحنا لازم نحمي عيلتنا منها.

نوال: (تبدو مرتعشة لكنها تحاول التماسك)
وأنا معاك، حسام. وليد لازم يفضل بعيد عنها، هي مستعدة تعمل أي حاجة.

ليلى: (تمسك مسبحتها بقوة وتتمتم بالدعاء)
يا رب احفظ ولدي ووليده، واحمينا من شرها... الظلم صعب، بس الانتقام أصعب.

جمال: (يتحدث بهدوء لكنه حاسم)
الموضوع ده ما ينفعش نستهين بيه. لو فكرت تأذينا، لازم نبقى جاهزين.

الصمت يعم الغرفة، وكل فرد يغرق في أفكاره. رهف تبدو حائرة، وكأن شكوكًا بدأت تراودها. نوال تخفي خوفها، تحاول التظاهر بالقوة أمام الجميع. أما حسام، فالغضب يعميه عن التفكير بعقلانية، وكل همه حماية أسرته
*****************

التلفاز يعمل في خلفية غرفة المعيشة، يُعرض عليه برنامج عادي. وليد، ابن حسام، يلعب بجوار الشاشة. فجأة، يتم قطع البرنامج لإذاعة خبر عاجل. تظهر صورة سيلين على الشاشة مع عنوان "خروج غير متوقع لسجينة مشهورة... وتحقيقات حول ظروف الإفراج"، كل واحد يظهر تعبيرات صادمة ومتوترة. حسام يتجمد مكانه، نوال يزداد شحوبها، رهف تنظر بدهشة، ليلى تُمسك صدرها برعب. جمال يُسقط سيجارته على الأرض دون أن يشعر.

المذيع:
وردنا للتو خبر الإفراج عن السجينة سيلين يوسف المغربي بطريقة مثيرة للجدل. خرجت السجينة المدانة بجريمة قتل بعد خمس سنوات فقط من عقوبتها، في ظل ظروف مشبوهة، حيث تشير مصادرنا إلى تدخلات غير معلومة.

حسام: (يصيح بغضب)
إيه؟ إزاي ده حصل؟ دي ما ينفعش تكون خرجت!

نوال: (تمسك بيده وهي ترتعش)
لازم يكون في غلط... مستحيل تكون خرجت!

ليلى: (بصوت مرتجف)
يا رب سترك... البنت دي مش هتسيبنا في حالنا.

جمال: (يقف فجأة، يحاول الحفاظ على هدوئه)
اللي حصل ده خطر. سيلين مش هتخرج وتسكت، خصوصًا بعد المكالمة اللي عملتها.

رهف: (تنظر إلى نوال بشك واضح)
هي قالت إنها هتاخد حقها... بس ليه إحنا؟ ليه هي مصرّة إنها تنتقم مننا؟

نوال: (ترتبك وتحاول السيطرة على الموقف)
علشان هي مريضة نفسية! دايمًا كانت كده. دي بتتخيل إننا السبب في كل حاجة وحشة حصلتلها.

حسام: (يضرب الطاولة بعنف)
كفاية كلام! إحنا لازم نتصرف... أنا مش هسمح لها تلمس ولدي، ولا حد من العيلة.

جمال: (يفكر للحظة ثم يتحدث بجدية)
إحنا محتاجين نبلغ الشرطة، نحط حماية حوالين البيت، ونتأكد إن سيلين ما تقدرش تقرب من هنا.

ليلى: (تُمسك بيد رهف)
بس إنت متأكد إن الشرطة هتعمل حاجة؟ البنت دي شكلها معاها ناس كبار بيساعدوها.

نوال: (بصوت مليء بالخوف)
هي عايزة تدمرنا، مش هتوقف عند التهديدات. لازم نخلص منها بأي طريقة.

رهف: (تنظر إلى نوال بصدمة)
تخلص منها؟ إنتي بتتكلمي عن إيه يا نوال؟

نوال: (بحدة وبنبرة دفاعية)
رهف، إنتِ صغيرة ومش فاهمة. دي لو فضلت حرة، هنكون كلنا في خطر، خصوصًا وليد.

حسام: (بصوت حازم)
أنا متفق مع نوال. لازم نعمل خطة. لو سيلين قررت تقرب مننا، هتندم على اليوم اللي خرجت فيه من السجن.

الجميع يظل في حالة صمت، يفكرون في الخطوة التالية. نوال تبدو وكأنها تحاول إخفاء سر كبير، رهف تراقبها بشك، وحسام يشتعل غضبًا ويفكر في حماية عائلته بأي ثمن. في الخلفية، يظهر وجه سيلين على الشاشة بابتسامتها الغامضة، وكأنها تعرف أن خوفهم بدأ يلتهمهم
*********************

في غرفة سيلين الفاخرة في فيلتها، الجو مشحون بالتوتر والانتقام. الأضواء خافتة، وصوت الرياح يطرق النوافذ. سيلين جالسة على كرسي عتيق، يعلو وجهها تجاعيد حزن وغضب. في يدها، مجموعة من الأحجار الصغيرة. كل حجر يمثل شخصًا قررت الانتقام منهم.

سيلين: (بتشوف الأحجار بتركيز، بتحكي لنفسها)
"كل حجر في إيدي ده بيعبر عن واحد فيهم. حسام، اللي خذلني وترك قلبي ينزف... نوال، اللي كانت سبب في كل الكابوس ده، واللي كان المفروض أعيش حياتي معاهم، ولا هو كان عايزني. وليد، المسكين، اللي مش فاهم حاجة، بس لو اضطررت، هتعلموه الدرس كمان. والمحامي... كان السبب في دخولي السجن، بيعتقد إن كل حاجة كانت مجرد صفقة بالنسباله."

سيلين بتضغط على الحجر الأول بيدها بعنف، كأنها بتضغط على قلب حسام.

سيلين: (بصوت هادي شوية، بس قاسي)
"حسام، يا من كنت يومًا أمل حياتي... إزاي تكون قاسي لدرجة دي؟ تركتني في السجن مع عذاب الأيام، واتجوزت من الوحش. كنت بتحبني؟ فين حبك لما كنت في أشد الحاجة ليك؟"

وبعد كده تسيب الحجر ده وتروح تلتقط حجر أكبر شوية. الحجر ده مغطى ببقع حمراء صغيرة شبه الدم. سيلين بتبتسم ابتسامة متوحشة.

سيلين: (بهدوء بس بتحدي)
"نوال، إنت السبب في الكابوس ده كله. كنتي دايمًا بتخبي سمك، بس دلوقتي مفيش مجال نخبي فيه سمك الحقيقي. لو كانت حياتي هتنتهي في الزنزانة، فلتكن حياتك إنت كمان مليانة بالظلام. كنتي عارفة إني بريئة، ومع ذلك اخترتي إني تريني الجحيم."

سيلين بتبتسم ابتسامة متوحشة بعد كده وبتروح تلتقط حجر أصغر بكتير، وبتحط إصبعها عليه بحذر. الحجر ده كان خاص بوليد، الطفل البريء اللي كان ضحية ظروف مكنش مسؤول عنها سيلين.

سيلين: (بتنهد وعيونها بتدمع شوية)
"وليد... الطفل البريء. إنت مكنتش اخترت أبدًا تكون في الدنيا دي، بس هتدفع الثمن... مش علشان إنت مذنب، بس علشان بقيت جزء من الخراب ده. بس وعد...  هكون السبب في موتك."

تسيب الحجر ده وتروح تلتقط الحجر الأخير، حجر أكبر من الباقي، وهو يمثل المحامي اللي أسهم في ظلمها بإدخالها السجن، وهو أكتر شخص سيلين بتكره دلوقتي.

سيلين: (بشدة)
"وأنت... المحامي المخادع. عارف كويس إني بريئة، ومع ذلك كنت جزء من المؤامرة. لكن هتدفع الثمن. مفيش حد هينجو من الانتقام لما يكون الظلم في قلبه."

تتنفس سيلين بعمق، بعد كده بتروح ترمي الأحجار كلها بعيد عنها. وهي مش بتلفت وراءها، لكن صوت سقطهم على الأرض بيملى الغرفة، زي إعلان عن بداية النهاية لأولئك اللي ظلموها
*******************

في فيلا حسام، الأجواء مشحونة بالتوتر. الجميع في حالة رعب من عودة سيلين، والتلفاز مازال يعرض أخبار خروجها من السجن بطريقة مشكوك فيها. فجأة، يرن الهاتف. حسام ينظر إلى الهاتف بتردد واضح، ثم يجيب عليه.

حسام: (يحاول أن يخفي توتره)
"آلو؟"

سيلين: (صوتها هادئ، ولكن مع نبرة سخرية واضحة)
"أيوه، حسام، إزايك؟ كان لازم أخيرًا أسمع صوتك بعد كل اللي حصل."

نوال تلتفت بقلق إلى حسام، وتبدو على وجهها ملامح خوف، بينما الجميع يراقب المحادثة في صمت.

سيلين: (تضحك بخفة، ثم تستمر)
"كنتوا فاكرين إنكم هتقدروا تتهربوا من كل ده؟ فاكرين إنكم هتعيشوا في أمان؟ أكيد كنتوا حاسين إني مش هقدر أطلع من السجن... صح؟"

حسام: (يتنفس ببطء، يحاول أن يبدو قويًا)
"إنتي خرجتي؟ ده مستحيل!"

سيلين: (بصوت متلاعب، وهي تضحك سخرية)
"آه، مش مستحيل... بس أنا مش جايّة عشان أتكلم عن نفسي. أنا جايّة أتكلم عنكوا، عن ولادكوا، وعن طفلكم البريء، وليد."

الجميع يتجمد في مكانهم، الخوف يملأ المكان. سيلين تواصل حديثها بسخرية شديدة.

سيلين: (بنبرة تهديد قاسية)
"أنتوا عارفين، صح؟ أنكم مش هتقدروا تحموا وليد لو أنا قررت... أعمل حاجة له؟ هو دلوقتي في خطر. وده مش تهديد، ده وعد."

نوال: (تتساقط كلماتها من الخوف، تحاول أن تخفي توترها)
"إنتي... إنتي متخيلة إنك هتقدري تضرينا؟"

سيلين: (بضحكة ساخرة)
"أوه، نوال... مش قادرة أصدق إنك لسه بتقولي الكلام ده بعد كل اللي عملتيه. زي ما كنتِ قادرة تلبسي جريمة القتل على شخص بريء، يمكن تلبسيها لنفسك كمان."

نوال تلتفت بسرعة إلى حسام، عيونها مليئة بالذعر. سيلين تضحك بصوت منخفض، وتواصل الحديث.

سيلين: (تلميحًا واضحًا لنوال)
"يمكن جريمة قتل واحدة مش كفاية. يمكن في حاجات تانية ممكن تندمي عليها... لو كان عندك ضمير."

حسام: (غاضبًا، لكن خوفه واضح)
"إنتي هتدفعين ثمن كل ده! مش هتقدر تضرنا."

سيلين: (بصوت هادئ جدًا، لكن مع نبرة قاسية)
"المشكلة إنك مش عارف أنا هعمل إيه في الوقت اللي ماحدش فيكم متوقعه. بس وليد... هو المسؤول عن كل حاجة. لو مش هتقدروا تحموه، يبقى ماكانش لكم الحق تتعاملوا معايا بالطريقة دي."

حسام ينظر إلى الهاتف بعينيه المملوءتين بالخوف، بينما نوال تهتز من الداخل ولا تعرف كيف ترد. الجميع في فيلا حسام في حالة من الصمت والارتباك.

سيلين: (تسخر بخفة)
"بصراحة، هتبقى نهاية حزينة لو لقيت نفسي مضطرة أستهدف شخص بريء زي وليد... بس لو لزم الأمر، مفيش حاجة تمنعني."

سيلين تغلق الهاتف، تاركة الجميع في حالة من الذهول والخوف. نوال تتنفس بعمق، وحسام ينظر في الفراغ، وكل أفراد عائلة حسام يشعرون أن الخطر أصبح أقرب منهم من أي وقت مضى
*********************
بعد كام يوم 

في كافيه راقية في وسط البلد، الناس المترفة بيقعدوا في هدوء وعيونهم بتراقب اللي حواليهم. سيلين،  قاعدة على ترابيزة جنب الشباك، عينيها بتتبع المارة بحذر. شكلها هادية، لكن في عيونها حاجة من الصمت القاسي. سيف،  دخل القهوة بخطوات واثقة، قعد قدامها من غير ما يبص في عيونها.

سيف: (بصوت هادي، لكن واضح إنه جاد)
"عارف إنكِ هنا علشان حاجة معينة، سيلين. مش جايه هنا علشان نتكلم بس."

سيلين: (بتبصله بنظرة حادة، وصوتها بارد كالجليد)
"كل حاجة بوقتها، سيف. مش لازم تكرر كلامك، أنا هنا عارفة كويس إنت جاي ليه."

سيف: (بيبص لها نظرة فاحصة، وبيمسك فنجان القهوة بهدوء)
"أنتِ دايمًا جدية كده في كل حاجة. الحياة مش بس صفقات وفلوس، يا سيلين."

سيلين: (بتاخد نفس طويل، وبتبتسم ابتسامة مش واضحة، مليانة برودة)
"الحياة علمتني أكون قاسية. مفيش مكان للرحمة في عالمنا. وصدقني، لو عايز توصل للي بتدور عليه، الموضوع محتاج صفقة باردة، زي ما أنا بعمل."

سيف: (بيميل براسه شويه، عايز يفهم أكتر)
"أنتِ مش بتعبري عن مشاعرك، صح؟ الخوف من الوجع خلاكي تبني جدران حوالين قلبك."

سيلين: (بترفع عينها عليه، وعينيها فيها لمعة غضب)
"متفكرش إنك هتفهمني، سيف. الطريق اللي مريت بيه كان مليان خيانة وظلم، وأنا اللي قدرت أعيش. مش محتاجة حد يلومني على اللي أنا فيه دلوقتي."

سيف: (بيأخذ لحظة قبل ما يرد، وعينيه فيها نوع من الاحترام)
"يبقى، هتقدميلي إيه في الصفقة دي؟"

سيلين: (بتفتح ملف قدامه، وإيدها بتتحرك بسرعة وهي بتعرض عليه الأوراق)
"دي فرصتك. التعاون بينا هيكون مفيد ليك ولشركتك. بس متتوقعش إنك تاخد حاجة من غير مقابل."

سيف: (بيقرأ الأوراق، وبعدها بيرتفع عينيه لعيونها)
"أنتِ مش عارفة الرحمة، بس أنا شايف إنك هتكوني أكتر حكمة لما تقرري مين اللي هيتعاون معاك في اللعبة دي."

سيلين: (بتضحك ضحكة باردة)
"أنا مش بلعب، سيف. أنا بس بتنفس خطتي."

سيف: (بيقفل الملف بهدوء)
"طيب، نبدأ الصفقة دي، بس افتكري، مفيش حاجة بتهرب من الزمن في الدنيا دي، حتى لو كانت اللعبة باردة زي التلج."

سيلين: (بتغمض عينيها شوية، وبعدها بتفتحهم وبتبصله بثقة)
"اللي مكتوب لينا هيحصل، واللي مش مكتوب مش هيلقي مكان هنا."

سيف: (بيعمل حركة بسيطة زي موافقة)
"يبقى نبدأ."
********************
بعد فترة قصيرة ، سيلين في حارة شعبية ، تمشي بوقار و هدوء مستفز ، مشت قليلاً ، صعدت الدرج ، حتى وصلت لشقة ما ، كانت اصوات من في داخلها مسموعة من الخارج 
سيلين ( بحقد): اه يا بنت***** فاكرة نفسك إيه عشان تعملي كده فبنت سيلين 
ثم اكملت بنبرة وعيد 
سيلين: أنا هوريكي مين هي سيلين أنتي و امك و أختك ال*****
لتدق الجرس بعنف و تفتح سهر بعد لحظات و تفزع من سيلين 
سهر (بفزع): سيلين ؟؟ أنتي بتعملي إيه هنا ؟؟
سيلين ( بقسوة و هي تضغط على فك سهر و تدفعها باتجاه الحائط): أنا بعمل إيه هنا ؟؟ أنا خرجت من السجن اللي حطيتوني أنتي واختك فيه ظلم 
سهر ( برعب): احنا ،احنا مظلمناش حد ،انتي ،انتي اللي قتلتي ياسر و كل الادلة كانت بتقول أنك القاتلة 
سيلين ( وهي تخنق سهر) : اخرسي يا بنت جميلة ، أنا عارفة كويس ازاي احاسبكم ، بس ده مش موضوعنا دلوقتي ،هاتي تاليا بسرعة 
سهر ( وهي تكاد تختنق): مش هسيبلك بنتي 
سيلين ( بضحكة مستفزة و هي تفلت سهر): بنتك ؟؟ احنا هنكدب الكدبة و نصدقها يا سوسو 
سهر ( برعب): قصدك ايه ؟
سيلين ( بقسوة): قصدي اني عارفة بلاويكي أنتي وامك ، وان تاليا هي بنتي اللي خطفتوها مني
سهر ( بتوتر): ممين دول؟؟؟ يلا اطلعي بسرعة من بيتي و الا هتصل بالبوليس 
سيلين ( بإستفزاز): يلا ، وأنا هقول كل حاجة بردو، دلوقتي عندك دقيقة عشان تفكري ، يا تعطيني تاليا يا هتشرفي في السجن 
كادت سهر أن تتحدث لكن قاطعهما صوت طفولي خائف 
ركضت تاليا و احتضنت قدم سيلين و صاحت قائلة 
تاليا: لو ثمحتي يا تنت ، متثيبينيث معا مامي ، هي وحشة اوي و بتضربني 
نظرت سهر لسيلين بخوف و أردفت سيلين قائلة بخبث 
سيلين: قررتي ايه يا سهر 
سهر: خديها ، خديها ، غوروا من بيتي 
لتحمل سيلين تاليا و تذهب وهي تتوعد للإنتقام منهم جميعا دون استثناء 
سيلين ( بحقد): هوريكوا يا ***** مش هسيبكم تتهنوا 
*☆يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع☆☆*


                      الفصل الثالث من هنا 

تعليقات
×

للمزيد من الروايات زوروا قناتنا على تليجرام من هنا

زيارة القناة