
رواية دلال والشيخ الفصل الخامس العشرون 25
بقلم شيماء سعيد
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله ❤️
صعب أن تحب شخصاً لا يحبّك .. والأصعب أن تستمرّ في حبه رغم عدم إحساسه بك.
خواطر أشجان 💔
...........
أخبر آسر طفل أشجان بحقيقة زواج أحمد من دلال فكانت الصدمة .
آسر: اه كنت فرحان الأول بس خلاص احنا مش هنروح هناك عشان عمو عمل زى بابا واتجوز وحدة تانية يا ماما .
أشجان بصدمة: أنت بتقول ايه يا آسر..!!
مين اللى اتجوز وعرفت إزاى، أنت أكيد متهيئلك أو كنت بتحلم صح يا حبيبى .
نفى آسر بحركة رأسه وأكد: لا يا ماما أنا شوفت بعينى من فترة بس مردتش أقول عشان متزعليش.
أنا شوفت عمو أحمد ومعاه بنت شكلها حلو اوى وكمان عمو شيكو وياسمين وعمو تميم .
وطلعوا شقة خالتى ام تقى ومعاهم شيخ كده عمو أحمد بيقول عليه مأذون.
فأنا كنت مستغرب هيعملوا ايه ومين البنت دى اللى مع عمو فطلعت وراهم وقعدت أسمع بيقولوا ايه.
فـ سمعت خالتى أم تقى بتزغرط وبتقولهم مبروك وقالت لعمو أحمد مبروك عروستك حلوة اوى .
فأنا صراحة نزلت جرى وأنا بعيط عشان اتجوز وحدة تانية وهياخدها هى الفيلا واحنا لأ، فإزاى تقولى دلوقتى هنروح ؟
لم تتحمل أشجان الصدمة وأخذت تبكى وبكى على بكاؤها أسر وأخذ يمسد على شعرها بحنو قائلا: متزعليش يا ماما وخلينا قاعدين مع جدو هو بيحبنا وهيفسحنا .
أشجان بغصة مريرة: طب إزاى بابا كلمنى إنى أحضر نفسى ومجبليش سيرة أنه اتجوز
وده معناه أنه محدش يعرف بالكلام ده .
يعنى اللى كان قلبى خايف منه حصل، انه عايز يتجوزنى كده شفقة وجبران خاطر وانى يستحيل أدخل قلبه.
وخلاص جت اللى شغلته وأخدت قلبه .
يا ميلة بختك يا أشجان إتكتب عليكِ الحزن طول عمرك ويا شماتة شفيق فيكِ .
أعمل ايه دلوقتى اسيبه للبنت اللى اخدته منى وأبعد بكرامتى أحسن .
بس أبعد إزاى وأنا روحى فيه ولو بعدت أموت.
وانا اللى كنت بتمناه وبدعى ربنا بيه فى كل لحظة بعد ما خلصت من سجن شفيق .
ولو اتجوزته برده هموت فى الليلة ألف مرة عشان عارفه هيكون بروحه وقلبه معاها هى وأنا مجرد حمل تقيل فوق قلبه .
أعمل ايه احترت ومش هقدر أفتح بوقى قدام حد وأفشى سره عشان أنا عارفة لو عرفوا بابا هيخيره بينا احنا الإتنين .
ولو اختارها أنا كده هكون انتهيت ولو اختارنى هيعيش معايا متـ.عذب من غير روح، ومش هو بس هى كمان يعنى هظلم اتنين عشان أعيش انا، وبرده هكون مظلومة لأن قلبه مش معايا .
أعمل ايه ؟
أعمل إيه ؟
أنا هتجنن بجد ثم دخلت فى نوبة بكاء ولكنها استفاقت على صوت والدها من الخارج ينادى آسر .
فأزالت دموعها ثم قالت لآسر: حبيبى يا آسر انا عرفتك راجل صح .
آسر: ايوه يا ماما.
أشجان: متقولش لحد اللى قولته من شوية .
آسر: اه عشان جدو هيزعل، أوعدك مش هقول بس توعدينى تبطلى عياط عشان خاطرى.
ابتسمت أشجان بوهن مرددة: حاضر يا حبيبى مش هعيط تانى .
ثم همست: كفاية قلبى هو اللى بيبكى بدل الدموع دٖم .
............
ولج شاهين إلى المستشفى يحمل زينب ويساعده شفيق ثم ولجوا بها إلى غرفة الطوارئ ليقوم الطبيب بالكشف عليها بعد أن أبلغه شفيق أنها سقطت من السلم .
شاهين: طمنى عليها يا دكتور وهتفوق امتى؟
الطبيب: من الواضح أنها تعرضت لكسور وده هيبان من الأشعة ، وللأسف فاقدة الوعى ده لازم بسبب الوقعة اكيد أثرت على مخها فهنعمل أشعة ونشوف لو كان حصل لها نزيف داخلى .
فبكى شاهين رغم قسوتها عليه ولكنها فى النهاية أمه قائلا: يعنى ايه يا دكتور أمى ممكن تروح فيها .
ما تقول حاجة يا شفيق ساكت ليه ؟
شفيق: هقول ايه يا شاهين أمر الله .
الطبيب: يا جماعة الأعمار بيد الله، دلوقتى بس هنعمل الأشعة عشان نحدد الكسور وندخلها عمليات وساعتها هنحكم على الحالة فى المتابعة .
حمحمت شفيق بحرج: والموضوع ده هياخد وقت يا دكتور ؟
فرمقه شاهين بحدة قائلا: ما ياخد اللى ياخده يا شفيق انت وراك حاجة ثم تذكر أسماء وابتسم ابتسامة واهنة قائلا: اه فهمت مستعجل عشان ترجع لعروستك.
مش عارف صراحة أنت جنسك ايه يا أخى..!
مش اللى بين الحيا والموت دى أمك اللى كانت روحها فيك، عايز تسبها وتمشى عشان أسماء وكانك أول مرة تجوز .
زفر شفيق بغيظ: يووووه بقا يا شاهين بطل تقطيم فيه، وراعى ظروفى، أنا بسبب أمك دى ولى عملته لغاية دلوقتى مش عارف أتلم عليها وخلاص مبقتش قادر .
أقولك أنا ماشى هروح بس أطمن عليها عشان سيبها لوحدها ودى عروسة برده ميصحش ساعتين زمن كده وهبقا أرجع اطمن على الحجة .
يلا سلام .
فضرب شاهين يدا بيد وحوقل: لا حول ولا قوه الا بالله العلي العظيم ، شوفتى نتيجة ظلمك ياما، اهو اللى فضلتيه علينا كلنا هو أول واحد أتخلى عنك .
ليعود مسرعا شفيق إلى المنزل وعندما سمعت أسماء صوت مفتاح الباب ارتجفت وسرت البرودة فى جسدها .
أسماء بذعر: هو لحق يرجع المنيل على عينه، مش مفروض كان قعد بأمه طول اليوم .
أعمل ايه دلوقتى وانا مفروض أنفذ وعدى عشان يكتبلى كل ورثه بإسمى .
لا مش هقدر يلمسنى ، أنا بكرهه وبقرف منه .
يارب حد روحى الأول قبل ما يعملها ، أنا مش هقدر أعيش العذاب ده مرة تانية .
لتسمع صوته البذىء يتخلل أذنها: أسمسم، سماسيمو
أنتِ يا قمرى فينك يا حبيبتي، الليلة ليلتك يا جميل وهنولـ.عها وهنعوض وفرصة أمى مش هنا .
أسماء بتذمر : إلهى ربنا ياخدك أنت وأمك .
ثم ولج إليها يطالعها برغبة واقترب منها فوضعت يدها حائل بينهم قائلة: ايه حيلك حيلك .
مش لما تنفذ إتفقنا الأول وتكتبلى البيت ونصيبك فى المحلات..
أزاح شفيق يديها وحاول عناقها قائلا بهمس: خلينى بس ادوق العسل الاول وبعدين أعملك كل اللى عايزاه يا حبى .
متضيعيش ساعة الحظ مبتتعوضش .
ولكن أسماء ابتعدت وقالت بصرامة وصوت قاسى: شفيق .
مش هتلمس شعرى منى الا لما تعملى أما تمضى عن التنازل وحالا.
وانا محضرالك الورقة أهى ومش ناقص غير إمضتك .
أخذ يطالع شفيق الورقة بتردد ثم ينظر لها ولحسنها البادى عليها رغم قسوة حديثها فأخذ يلهث مثل الكلب وقال وهو يأخذ الورقة ليوقعها .
وادى إمضتى أهى يا سمسمة ثم ناولها لها تأخذها ولكن قد شق قلبها ذلك نصفين لأن لا سبيل أمامها الآن سوى الاستسلام له، فلتتجرع إذًا مرارة الأغتـ..صاب تحت مسمى الزواج .
ليعيش معها شفيق لحظاته التى تمناها وظن إنها بداية السعادة وبحر عشق لا ينضب ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه .
.......
الحياة لا يمكن أن تدوم إلا بوجودك وحبك فأنت من يمتلئ القلب بحبه وقربك هو أجمل ما في الحياة
إستقل أحمد سيارته متوجها إلى عمله ولكن خفق قلبه عندما تخيل دلال فشعر بالحنين لرؤيتها وهمس: وحشتينى .
اوى يا قرة العين ومهجة القلب وصراحة شكلى كده مش هقدر يعدى عليه اليوم من غير ما أشوفك والنهاردة مش هيكون زى اى يوم ، انتِ دلوقتى مراتى حلالى يعنى همتع عينى برؤيتك يا كل قلبى .
فعاد بإدرجه الى الفيلا واستقبلته عمته بحفاوة وتهلل وجه أمه لرؤيته ومدت ذراعيها له وأخذت تردد: أحمد أحمد .
فخفق قلبه فهى أول مرة تفعل هذا .
نعم هى تردد اسمه وتفرح لرؤيته ولكن تمد أيضا ذراعيها وتريد احتضانه يعد هذا تطور فى حالتها .
فاحتضنها على الفور ثم ابتعد عنها وأخذ يلاطفها قليلا ثم حدث عفاف: شوفتى يا عمتو اللى ماما عملته .
عفاف بإندهاش: شوفت يا ابنى، اول مرة تعملها وأول مرة تكون بالهدوء ده، وكأن خلاص قلبها أطمن إنك معاها .
فعرض احمد على عفاف فكرة فقال: ايه رئيك يا عمتو أخدها لدكتور مخ واعصاب يمكن بفضل الله حالتها تتحسن خصوصا بعد بداية الأمل النهاردة .
ابتسمت عفاف بفرحة وأجابت: ياريت يا ابنى، نفسى ترجع زى الأول بس تفتكر ممكن ..؟
أحمد: مش عارف بس ربنا قادر على كل شىء .
ومش شرط ترجع طبيعية مية فى المية بس على الأقل تدرك شوية وتكلم .
عفاف: يا كريم يارب، ياريت .
ثم دعت على زينب: ربنا يجـ.حمك فى نـ.ار جهـ.نم يا زينب بسبب اللى عملتيها فيها وقهرة أبوك الله يرحمه عليها ساعتها .
أغمض أحمد عينيه بألم وأخرج تنهيدة مؤلمة واسترسل:أنا مكنتش عايز اسئل عن الموضوع ده يا عمتو وكفاية عليه اللى عرفته عن أمى لكن بجد عايز اسئل كان إحساسه ايه لما شافها كده .
وعرف أن زينب اللى عملت كده وإزاى سامحها وقبل يكمل معاها .
وإزاى ماخدتش عقابها واتحبست ؟
فعادت عفاف بذاكرتها للوراء فى هذا اليوم القاسى.
يا أحمد يا ابنى بعد ما زينب عملت عملتها وخلت الستات القادرة عدموا أمك العافية وكسروا ضلعها وضر.بوها على دماغها لغاية ما جبولها الحالة اللى هى فيها دى دلوقتى.
وانت كنت لسه حتة لحمة حمرا يا حبة عينى، وطبعا كنت ساعتها على صرخة واحدة جعان ومحتاج أمك ترضعك وأمك لا حول لها ولا قوة ومن شدة صريخك سمعتك الحاجة كوثر جارتها وطلعت وهى بتقول يا شمس يا بنتى فينك وسايبة الولد على صرخة واحدة كده .
وأول ما وصلت على باب الشقة اللى كان مفتوح سمعت صوت شمس بيتألم فدخلت لقيتها يا عينى وشها مزرق ونافورة دمٖ طلعة من رأسها ده غير جسمها.
فصرخت وقالت إلحقونى يا ناس وقعدت تسئلها مين اللى عمل فيكى كده يا بنتى بس شمس خلاص كانت راحت فى دنيا تانية واتجمع الناس عليهم وشالوها ودوها المستشفى واتصلوا بأبوك اللى أول ما شافها كده أغمى عليه ولما فوقوه قعد يبكى زى الحريم.
وأنا كنت شيلاك على ايدى ومش بتبطل عياط، فقربت من أبوك وشيلتك ليه يمكن عشان يتلهى شوية فيك و كمان عشان ميحصلهوش حاجة من الصدمة كفاية اللى حصل لشمس .
فأخدك وضمك لصدره وساعتها سبحان الله سكت ونمت .
فبكى أحمد بقهر وقال بوجع: يا حبيبتي يا أمى وربنا يرحمك يا أغلى الناس وفعلا مكنتش بستريح الا على صدره ومن ساعة ما مٖات وأنا مدوقتش طعم الراحة .
بس قوليلى عمل ايه مع زينب لان أكيد عرف أن مفيش غيرها اللى عمل كده .؟
الحجة كوثر: دى بجحة يا ابنى وبت شياطين وهى كمان اللى اعترفت بلسانها لما رجعلها آخر الليل مهموم وحزين وده شفا غليلها منها وابتسمت وقالت:
شوفت يا حمدى اللى يجى على زينب ويغدر بيها عمره ما يكسب أبدا .
فبصلها بصدمة وقال: قصدك ايه ؟
فضحكت زينب وقالت: قصدى اللى أنت جى من عندها دلوقتى يا عرة الرجالة .
جحظت عين حمدى وهٖجم عليها بكل قوته ومسكها من هدومها وقعد يهز فيها وهو بيصرخ ويقول: أنتِ اللى عملتى فى شمس كده، ليه حرام عليكِ، عملتلك ايه ؟
طيب كنتِ انتقمتى منى أنا لكن هى ذنبها ايه وذنب ابنى إيه يتحرم من أمه وهو لسه حتة لحمة حمرا كده .
زينب بنظرة غل: ذنبها إنك حبتها يا حمدى ومحبتنيش أنا، أنا مراتك أم عيالك والخير اللى انت فيه ده كله بسببى لانه خير ابويا أما أنت فكنت جربوع جى من الصعيد حافى وبعد ما عملناك راجل ملو هدومك تيجى فى الأخر وتغدر بيه يا راجل وتجوز عليه بت من الشارع .
تملك الغضب من حمدى حتى تلون وجهه وأخرجت عيناه حمم بركا.نية وصاح بغضب: أنا هوريكِ الجربوع ده هيعمل إيه فيكِ دلوقتى يا زينب، أنا هخليكِ زيها ولا هى عايشة زينا ولا هى ميتة فترتاح وحرمتى ابنى منها .
ليكيل لها الضـ.ربات فتـ.صرخ زينب: أنت بتضربنى يا عرة الرجالة والله لأبيتك فى القسم الليلادى .
حمدى: أنا اللى أبات ولا أنتِ يا مجرمة.
زينب: إيه كمان عايز تحبسنى عشان السنيورة بتاعتك وتحسر ولادى عليه، طيب هى حشرة لكن أنا زينب يا عينيه
ليكيل لها الضـ.ربات مرة أخرى فتـ.صرخ ليستيقظ أطفالها شفيق وشاهين وشهيرة.
ويأتوا إلى غرفتهم وعندما رأوا ذلك المشهد تباكوا وصاحوا: ماااما مامااا ليه كده يا بابا تعمل كده ؟
وهنا خفق قلب حمدى لبكاؤهم وللحظة أدرك انه يكفى واحد قد تيتم ووالدته على قيد الحياة، فليغفر لها ظاهريا وإن كان قلبه لن يستطيع أبدا أن يغفر لها ما فعلته بحبيبة قلبه .
ولكن من أجل أطفاله الذى هو أحن عليهم منها .
لذا قال بتروى: أنا هسيبك دلوقتى يا زينب عشان خاطر عيالك بس ولولاهم أنا مكنتش هخلى فى جنتك حتة سليمة لكن قلبى عمره ما هيسامحك أبدا وأنتِ من دلوقتى محرمة عليه زى أمى واختى .
ويا عينى عليك يا أحمد يا ابنى ربنا يتولاك برحمته .
جحظت عين زينب بشر وفكرت للحظات فى مصير هذا الطفل وهل ممكن أن يتزوج عليها مرة أخرى بعد أن حرم نفسه عليها لتقضى حاجته وتربى له الولد .
لذا فكرت بمكر من أجل أن لا يفعلها مرة أخرى ومن أجل أن تحسن علاقتها معه مرة أخرى بالتدريج أن تعرض عليه بهذا الاقتراح فقالت مظهرا بعض الندم :
_تصور صح يا حمدى، أنا كمان صعبان عليه الولد اوى، هو صح ملهوش ذنب فى اللى حصل وعشان كده انا عشان خاطرك رغم كل اللى عملته فيه أنا هخده هربيه مع إخواته ويكون تحت عينك يا حمدى .
اه ما هى طيبة قلبى دى اللى مشندلة حالى .
طالعها حمدى بإندهاش وتخوف لإنه يعلم قسوة قلبها حتى على أولادها فكيف ستفعل بابن غريمتها ولكنه فى آن الوقت وجده حل مقبول ليتربى أحمد أمامه وبين إخوته وأقسم إن فعلت معه اى شىء لن يتردد فى قتلـ.ها مهما كلفه ذلك .
لذا وافق على مضض لتبتسم زينب ابتسامة النصر وهمست: والله لأوريك النجوم فى عز الضهر يا ابن شمس .
لتنهمر دموع أحمد مرددا بقهر: وفعلا ورتنى النجوم فى عز الضهر وعمرى ما حسيت انها أمى، عمرها ما خدتنى فى حضنها ولا طبطبت عليه وعلى طول كانت بتشتمنى وتمد إيدها عليه بدون سبب وكنت بشوف فى عينيها كره وأسئل نفسى ليه أنا عملت ايه لده كله..؟
بس كنت بلاقى الحضن والحنية من بابا، الله يرحمه ويسامحه، إتعذب كتير بسببها، اللهم أنت الجبار فانتقم .
إنهمرت دموع الحزن من عفاف هى الأخرى ثم تداركت ذلك لكى تخرجه من حالة الحزن التى هو عليها لذا قالت:
_ الحمد لله يا ابنى إن ربنا عوضك عن اللى فات ووسع رزقك وكمان رزقك وحدة بتحبك ثم ضحكت وقامت بغمزه قائلة: وحدة ايه دول إتنين كمان يعنى باشا زمانك يا شيخ أحمد .
ابتسم أحمد على مضض وتابع: وربنا يستر منهم هما الإتنين يا عمتو والله مينغصوش عليه حياتى وكفاية اللى حصل.
عفاف: تفائل يا شيخ أحمد، هو أنا هعلمك ولا ايه ..!
ده أنت ياما كنت بتقول القدر موكل بالنطق، فتفائل وربنا هيسعدك بإذن الله.
زفر أحمد بهدوء: ونعم بالله يا عمتو.
وهى عاملة ايه، جت ليها المحفظة؟
عفاف: ايوه يا ابنى ومشت من شوية وقالت ماشاءالله عليها لمّحاة وبتردد وراها وشبه حفظت كمان السورة بسرعة .
ابتسم أحمد ابتسامة مشرقة مرددا: الحمد لله.
ممكن أطلع لها أسمع لها بنفسى .
فضحكت عفاف: هو أنت بستأذن تطلع لمراتك يا ابنى .
أطلع يا حبيبي، ربنا يهدى سركم .
ثم غمزته وتابعت: متحرمش على نفسك اللى ربنا أحله يا ابنى وعيش وأسعد نفسك ده حقك وحقها وبالحب هيكون أجمل بكتير.
وبلاش عناد، العناد بيولد الكفر وبيطفى القلب والبنت بتحبك وبتتمنى ليك الرضا ترضى، فراضيها هتراضيك مش عشان بتحبك وبس لا البنت معدنها كويس وكانت بتبكى لما كانت بترتل كتاب الله.
وبسم الله ماشاءالله عليها فى الحجاب زادت جمال على جمال، بقت حتة من القمر .
تلون وجه أحمد بحمرة الخجل واضطربت حواسه وأشعل حديث عمته جوارحه واشتياق لرؤيتها وزادت رغبته بها وتحرك بقلبه قبل قدميه لها وكأنه طائر يحلق فى سماء السعادة لأول مرة .
وكلما أقترب من غرفتها زادات ضربات قلبه حتى أنه توقف قليلا ليضع يده على قلبه الذى أعلن عصيانه وهدم كله حصونه وأعلن الإستسلام ورفع راية الحب فوق كل إعتبار .
وفى تلك اللحظات اتصلت عفاف بدلال وهمست: أحمد طلعلك حالا واعملى زى ما اتفقنا عايزاه ينزل من عندك عريس ، خليه يدوق شهدك ويدمنه وساعتها مش هتخافى عليه من أشجان ولا عشرة زيها.
حبست دلال أنفاسها قليلا بعد أن دق قلبها بشدة لإستعداد لرؤية حبيب القلب والروح ، فخفق قلبها خصوصا وأنها تستعد لمعركة الحب التى لن تتنازل بها تلك المرة عن النصر أو الشهادة أمام حبه الضارى الذى فتك بها .
لتكاد تنطق بالكاد:عيونى يا عمتو، متقلقيش يا أنا يا هو المرة دى، بس أكيد أنا يعنى.
فضحكت عفاف وقالت: هو ده، ربنا يهديكم يا بنتى .
والبسى القميص الأسود اللى بعتهولك الصبح مع بقية الحاجة .
دلال بخجل: حاضر مع إنه شفاف وهتكسف بس ماشى عشان أطلع عينيه .
وعندما استمعت دلال لصوت أحمد وهو يحمحم لكى يشعرها إنه آتى .
وبدء يحرك الباب إستعدادا للدخول عليها فأغلقت الخط،لتقوم سريعا بتشغيل صوتا للدُف حتى لا يغضب منها لو إستمعت لأحد الأغانى الهابطة، للتمايل بعد ذلك يمينا ويسارا على الصوت كأنها ترقص .
ثم فتح أحمد الباب وعلى لسانه اسمها "دلاااا ولكنه لم يستطع تكملته بعد أن وقف مذهولا وهو يراها على هيئتها تلك تتمايل بفتنة طٖاغية وقد ظهرت مفاتنها فسرت قشعريرة فى جسده واجتاحت جوارحه ناااار من حقها تحٖرقه حيًا بعد أن شعر إنها بالفعل استطاعت هزيمته ولن يستطيع أن يقاوم ولو حتى بكلمة وهى حلاله وتقف أمامه كحلوى لذيذة يريد إلتهامها .
حاولت دلال كبت ضحكتها وهى تراه واقف كالتمثال لا يتحرك له جفن فهمست: أُستر يارب على الراجل اللى حيلتى هيروح منى وأنا ملحقتش لسه اتهنى .
طيب أعمل ايه وهو واقف زى خيال المآتة كده، أروح أجيبه من ايده عشان يتحرك ولا أرش على وشه شوية مية عشان يفوق .
لتجده يهمس بإسمها بعذوبة لأول مرة كأنه سيمفونية خلقت من أجلها هى " دلال" .
لتجيبه فى الحال: مولانا ، وعيون وروح دلال .
🎶 صوتك هو اللحن الذي يرافقني في كل خطوة، كلما سمعتك أشعر بالسكينة وكأنني أعيش في عالم لا يعرف إلا الحب
ثم سارت إليه ومع كل خطوة كان يشعر أحمد أنه سقط غريقًا ولا أمل له فى النجاة تلك المرة من براثن تلك الغاوية .
....
ظل سفيان ينتظر شهيرة أمام الجامعة ولكنه تخفى وراء سيارة أخرى حتى لا تراه حتى لا تظن إنه يشك بها بعد أن قال لها إنه سيغادر .
وأخذ ينتظرها فى ترقب شديد ومع كل دقيقة تمر يشعر بغليٖان فى دٖمائه والخوف يتملك منه .
أما شهيرة فقد اصطحبتها سالى إلى كافيه الجامعة وطلبت منها الجلوس لإحضار كوبان من الشاى .
شهيرة: متتعبيش نفسك مش لازم شاى واقعدى يلا انقلى المحاضرة عشان متأخرش على البيت .
سالى: متقلقيش يا بنتى مش هتتأخرى كتير ولازم كوباية شاى نعدل بيها الدماغ عشان اركز، ثوانى مش هتأخر عليكى.
فذهبت سالى تلك المخادعة لإحضار الشاى وكريم يراقبهم وينتظر اللحظة المناسبة للتدخل.
وبالفعل وضعت سالى المخٖدر وتقدمت من شهيرة وهى تطالعها بمكر مصحوب بالغل فتناولته شهيرة وأخذت ترتشف منه قليلا حتى شعرت بشعور غريب يتسلل بداخلها ولكنه كان شعور لذيذ فوجدت نفسها تبتسم تلقائيا بدون شعور وهكذا حتى أتمت شرب الكوب بأكمله لتجدها سالى قد دخلت فى نوبة من الضحك لا تنتهى.
فضحكت على إثرها قائلة؛ ايه السعادة دى كلها يا شوشو.
شهيرة؛ فعلا أنا حاسة انى مبسوطة اوى وكأنى طايرة فى الهوا .
ليتقدم منهم كريم فى تلك اللحظة بعد أن علم أن مفعول المخدر قد ظهر علي سلوكها وعندما رأته شهيرة أمامها قالت بمرح: كريم إزيك ؟
لتقترب منه وهمست: شكلك حلو اوى النهاردة، وصراحة مز يعنى .
فضحك كريم وهمس: زى الفل السهرة هتكون صباحى الليلة .
ليلمس يدها برفق ثم رفعها إليه وقبلها قائلا: مفيش بحلاوتك أنتِ يا شاهى.
بقولك ما تيجى أعزمك على الغدا بره .
شهيرة: ياريت أنا حاسه انى جعانة اوى .
كريم: بس كده انا هشبعك على الآخر ثم غمز سالى.
سلام دلوقتى يا سالى وهتصل بيكى يا قمر أنتِ.
سالى بضحك: عيونى يا كرملة .
ليغادر كريم مع شهيرة ولم يكتفي بلمس يديها فقط بل حاوطها بذراعه حتى خرج بها من الجامعة واتجه بها إلى سيارته .
ليصعق سفيان عندما رأها على هذا النحو فصرخ بصوت يُدمى القلب: شهيرة لاااااا.
يستحيل دى تكون شهيرة مرااااتى .
شهيرة بتخونى لااااااا.
نختم بدعاء جميل ❤️
*"اللهم اني صابر كما امرتني فبشرني كما وعدتني فأنا متعب و انت احن عليا من نفسي♥️