رواية عشقت فتاة المصنع الفصل السادس 6 بقلم صفاء حسني

رواية عشقت فتاة المصنع الفصل السادس 6 بقلم صفاء حسني


دخل الدكتور شايل علبة صغيرة مليانة أدوات طبية.

بصّت زينب بخوف على الطقم اللي في إيده، ووقفت مكانها متراجعة:


زينب (بتوتر):

"إيه ده كله؟!"


الدكتور بابتسامة هادية:

"كرسي واسع هنا... نامي عليه وارفعي كُمك عشان أركّب الجهاز في دراعك."


زينب اتجمدت مكانها، وبصّت لزياد بحدة:

"ليه إن شاء الله؟!"


زياد اتنهد وهو بيحاول يسيطر على عصبيته:

"عشان نركب ليكي جهاز متابعة. الدكتور هو اللي هيركبه، في ذراعك، صغير مش هتحسي بيه."


قلبها بدأ يدق بسرعة، وملامح الخوف بانت أكتر:

زينب (بصوت عالي شوية):

"لا طبعًا! أنا بخاف من الحقن أصلاً... وسع كده! أنا مش لعبة في إيدكوا."


الدكتور ضحك بخفة، وكأنه بيتعامل مع طفلة:

"متخافيش... مش هتحسّي بحاجة، زي لسعة ناموسة وخلاص."


زياد فجأة صوته اتغيّر، حاد ومليان جدية:

"فاكر إنها بتخاف دى بتخوف بلد بحالها! نامي على الكنبة وبطلي دلع يا زينب."


اتسعت عينيها من نبرة صوته، وبصّت له بغيظ ودموع صغيرة لمعت:

"أنا مش بدلع! أنا فعلاً بخاف... من وأنا صغيرة وأنا أغمى عليّا من الحقن!"


الدكتور حاول يلطّف الجو بابتسامة:

"بصي، خدي نفس عميق... وغمضي عينيكي، وأنا أوعدك مش هتحسي بحاجة. وإلا نجيبلك كريم تخدير، إيه رأيك؟"


زينب عضّت شفايفها وترددت، قلبها بين الرعب وإصرار زياد اللي بيضغط عليها.، بتبص له بريبة وهي مشدودة الأعصاب:

زينب (بتوتر):

"إيه ده يا باشا ؟! إنت بتقول كبسولة في ذراعي؟! طب ما ... التليفون معايا. ليه توجعني؟!"


زياد ابتسم ابتسامة صغيرة فيها سخرية:

"لو التليفون وقع منك؟ أو اتكسر؟ أو خَدوه منك؟ هنوصلك إزاي ساعتها؟"


زينب رفعت صوتها وهي متضايقة:

"طيب في هدومي! يعني لازم تشكشك في جسمي؟! أنا مش عروسة لعبة في إيدك!"


زياد غمض عينه لحظة كأنه بيكتم عصبيته، وبعدين بص لها بجدية:

"لو حطناه في هدومك هيتكشف أول ما يفتشوك... الشبكة دي مش لعبة. الناس اللي وراها دمّهم بارد، وأول حاجة بيعملوها يفتشوا أي واحدة قبل ما يدخلوا معاها أي شغل. إنتي عارفة لو لَقوا الجهاز... هيعملوا فيك إيه؟"


صمتت زينب لحظة، قلبها بيرتعش لكن عينيها متحدية.

زينب (بصوت واطي):

"وأنا ماليش رأي؟ أنا موافقة على إني أساعدك، بس مش أكون حقل تجارب."


زياد قرب منها خطوة، صوته منخفض لكن مليان قوة:

"هو ده الضمان الوحيد لحياتك يا زينب. لما أقولك إحنا هنوصلك في أي وقت... يبقى لازم أكون واثق إني هقدر أعمل كده. الكبسولة صغيرة، مش باينة، وهتحميكي أكتر من أي سلاح."


بصت له زينب بعصبية وهي عاضّة شفايفها:

"يعني حياتي هتبقى مربوطة بحاجة مش حتى بإيدي...!"


زياد رد وهو ثابت:

"حياتك دلوقتي مربوطة بينا وبين شجاعتك. اختاري: يا أمان كامل... يا خطر مميت."


زينب عضّت شفايفها وترددت، قلبها ما بين الخوف اللي بيشلّها وإصرار زياد اللي بيضغط عليها.


طلع الدكتور علبة صغيرة وفتحها قدامها، جاب كبسولة معدنية لامعة، ومعاها جهاز صغير تاني للأذن.


زينب (بصوت عالي وهي راجعة لورا):

"إيه كل ده؟! انتو ناويين تعملوا فيّا إيه؟!"


الدكتور بهدوء:

"دي كبسولة صغيرة جدًا هتتحط في دراعك، تقدر تتابعك وتحدد مكانك في أي وقت. والجهاز التاني سماعة دقيقة، هتركبيها في ودانك عشان تفضلي على اتصال معانا طول الوقت."


عينها اتسعت أكتر، ودموع القلق بدأت تنزل:

"كبسولة! في دراعي؟! لأ... مش ممكن! مش هلعب معاكم التجارب دي."


قرب منها الدكتور بخطوات ثابتة وهو ماسك الجهاز، فجأة زينب شهقت بصوت عالي وصرخت:

"لاااااا! بلاش! ابعد عني!"


زياد اتدخل بسرعة، شد الكرسي برجله وقرب منها وهو بيبصلها بحدة تخليها تتجمد مكانها:

"هتفضلي تصرخي زي العيال؟! دي مش لعبة يا زينب. دي حياتك... وحياة ناس تانية هتتحمي بسببك."


زينب (بترتعش وصوتها مكسور):

"بس أنا... أنا بخاف... والله بخاف من أي حاجة تدخل في جسمي!"


الدكتور بابتسامة مطمئنة وهو بيرفع إيده:

"بصي... ولا نقطة دم هتنزل. الموضوع أبسط مما تتخيلي."


زياد مال عليها بصوت واطي لكنه مليان تهديد:

"اختاري... يا الجهاز ده يركب دلوقتي... يا إمّا هخرج وأسيبك تواجهَي اللي برا لوحدك. عارفة كويس مصيرك هيبقى إيه."


طلعت زينب على الكرسي، كانت لابسة قميص أسود تحته بادي أحمر وبنطلون أسود. بدأت ترفع الكم والقميص، لكن البادي كان ضيق ومحبوس على دراعها، خلى الدم مايتحركش كويس.


الدكتور هز راسه باعتراض:

"لا... كده مينفعش. البادي ضيق وحابس الدم، ولو زرعت الكبسولة هينزل دم كتير. لازم تخلع البادي."


زينب فتحت عينيها بدهشة وصوتها عالي:

"إنت بتقول إيه!؟ إنت سامع نفسك كويس؟!"


بصّت ناحية زياد مستنجدة، لكن الدكتور وجّه الكلام له:

"مفيش حل تاني... يا يتخلع، يا منعرفش نركب الجهاز."


زياد نفخ بضيق، قام من مكانه واقترب منها بخطوات ثابتة.

زياد (بحدة):

"تعالي يا زينب... خليني أحلّها."


زينب بدأت تهز راسها بخوف:

"لا... لا تقرب! أنا هلاقي طريقة-"


لكن زياد مد إيده بقوة، وبضغطة واحدة مزّق الكم بتاع البادي.

صوت القماش وهو بيتقطع ملأ الغرفة.


شهقت زينب، بصت له بصدمة ودموعها على وشها:

"إييييه ده! بوزت البادي الجديد! ده بـ150 جنيه... و بالعافية نزلت البياعة 20 جنيه عشان آخده!"بعد فصال 


زياد رفع حاجبه، ماسك بقايا الكم في إيده وهو بيضحك بسخرية:

"يعني حياتك كلها دلوقتي واقفة على 150 جنيه يا زينب؟"


زينب (بتتنفس بعصبية):

"أيوه! يمكن هو أرخص من حياتكوا وألعابكم دي... بس بالنسبة لي تمن غالي! أنا بتعب عشان أجيب حاجة لنفسي."


الدكتور ابتسم بخفة وهو بيجهز الجهاز:

"يلا يا جماعة... نخلص أحسن ما البادي يبقى ضحية أخيرة."


زياد انفجر فيه الصبر وهو بيزعق:

"يا زينب... أنا هموت ونفسي أنام! ومش عارف مصيرك هيكون إيه! خلّصيني عشان أقدّمك حرب برا... إنتي مش فاهمة إنك بقيتِ في لعبة أكبر منك بكتير؟!

لازم نتابعك يا زينب... واحتمال كبير ينقولك على القاهرة... وأنا مضطر أسافر وراكي وأفضل أراقبك... بالله عليكِ، تعاون معايا! ووعد... أجيبلك بادي غيره."


زينب رفعت راسها بعناد، دموعها لسه متعلقة في عينيها، وهزت راسها بالنفي:

"شكرًا... مش عاوزة تشتري ليا حاجة. أنا أخيطه... وأحافظ على تعبي زي ما هو."


زياد ضرب كفّه في الطاولة بضيق وهو بيشيح وشّه بعيد:

"إنتي بتعانديني ليه يا بنتي؟! ده حياتك على المحك!"


التفتت زينب للدكتور وهي بتشد نفس طويل:

"يلا يا دكتور... ركب بسرعة وخلصني. وهو يروح ينام بقى، يمكن يروق من النكد."


ابتسم الدكتور بخفة وهو بيحضّر المخدر:

"ما تقلقيش، الموضوع بسيط."


اقترب منها، مسح مكان الحقن بمطهر، وقال بهدوء:

"خدي نفس عميق... مش هتحسي بحاجة."


شهقت زينب وهي بتغمض عينيها بإصرار:

"ركّب... وخلصني."


بدأ الدكتور يدخل الكبسولة في ذراعها بدقة... وزياد واقف يراقبها بعينيه، مزيج بين الغضب والإعجاب من قوة عنادها.


---


شعر زياد بخوفها الحقيقي، رعشة جسمها اللي بتنفض زي العصفور المبتل.

اتقرب منها بهدوء، مدّ كفه، وحط إيده في كفها التانية...


زينب ارتجفت، وبعدين بهدوء... بدأت تحس بحرارة إيده، كأنها بتسحب منها الخوف.

بعد لحظات... غمضت عينيها، تايهة بين خوفها وده اللي مش فاهمة ليه بيطمنها.


زياد فضّل يبص لها، يتأمل تفاصيلها الصغيرة... أول مرة يشوفها سايبة نفسها من غير ما تعاند أو تتحدى.

ساعتها ساب إيدها بهدوء، وحس بنفسه بيرجع ياخد نفسه.


الدكتور خلص جهاز الذراع، وانتقل على ودنها...

وفي اللحظة اللي دخل فيها الجهاز مرة واحدة، صرخت زينب من الوجع، ودموعها نزلت غصب عنها.


زياد رجع بسرعة، مسك إيدها بقوة، مسح دموعها بأطراف صوابعه.

قلبه اتقبض من وجعها، فكر يلهيها... يبعدها عن الألم.


بصّ لها بابتسامة خفيفة وسأل فجأة:

"هو... إنتِ حبيتي قبل كده؟"


               الفصل السابع من هنا 


     لقراءة جميع فصول الرواية من هنا


تعليقات
×

للمزيد من الروايات زوروا قناتنا على تليجرام من هنا

زيارة القناة