رواية سر في قلوبنا الفصل الخامس 5 بقلم همس كاتبة

رواية سر في قلوبنا الفصل الخامس 5
بقلم همس كاتبة



انتفضت غزل من حضنه و قالت بذعر : يعني ايه ؟ 
نديم بجمود : يعني لازم نبعد عن بعض الفترة دي 
غزل بدموع و صدمة : اييييه ؟؟؟ 

قامت بسرعة عن السرير و بدأت تمشي ذهبا و ايابا ، رفعت شعرها عن وجهها بتوتر شديد 

قام نديم و اتجه اليها  و احاطت يداه وجهها محاولا تهدئتها 
نديم : يا حببتي انا هسيبك عند نزار فترة بسيطة … بس اتاكد ان بابا صحته اتحسنت وقتها هجيبك و اعرفك على اهلي … استحملي عشان خاطري 

غزل بعصبية و بكاء : ما تقوليش استحملي …  ما اقدرش استحمل … انا ما اقدرش اعيش من غيرك … انا ممكن اتخيل اي حاجة الا اني اعيش بعيدة عنك …. ما اقدرش … ما اقدرش … ارجوك افهمني ….عارف يعني ايه يعدي يوم من غير ما تكون معايا ؟؟ عارف يعني ايه انام بالليل لوحدي و انت ما تجيش تحضني ؟؟ انا بعد ما حبيتك استحالة افكر ابعد عنك … انا حبيتك لدرجة انك لو طلبت عمري هديهولك من غير ما افكر … ما تقساش عليا و تقولي ابعدي 

نديم بوجع و انفعال : و لا انا اقدر على فارقك …ده انا ما بصدق اروح البيت من كتر ما بكون ملهوف اني اشوفك و اخدك بحضني … انا كمان ما اقدرش اسيبك دقيقة وحدة بعيدة عني … بس انا مجبور اعمل كدة عشان صحة بابا … هيزعل اوي لما يعرف بجوازنا … و يمكن يجراله حاجة 

غزل بانهيار و عياط شديد : ما تسيبنيش يا نديم انا ما قدرش ابعد عنك …. اعمل اي حاجة بس ما تسبنيش … و الله انا ممكن امو.ت نفسي … المو.ت ارحم من اني اعيش من غيرك 

كان ينظر لها بصدمة شديدة …، لم يتخيل كم هي تحبه … كان ينظر لدموعها و مع كل قطرة يشعر ان سكين غرزت في صدره … لم يتوقع ابدا ردة فعلها و انهيارها … لانه يعرفها جيدا ان لديها قدرة على تحمل المشقات و التعب رغم انها فتاة مدللة  …و لكنه لا يعلم انه عندما يتوقف الامر عنده فهي تنسى نفسها تماما 

شدها لحضنه و حضنها بقوة كاد يكسر عظامها من قوة الحضن و هي شددت اكثر على حضنه خشية خسارته 

دفن راسه في عنقها و قال بعشق : و الله لو هدفع عمري كله مش هسمح لحاجة تبعدني عنك … و لا هسمح لدموعك دي تنزل تاني 

رفع راسه و امسك وجهها بكفيه و شاهد دموعها تنهمر على خديها 
نديم بصوت مبحوح : انا اسف يا حياتي .. اسف اني كنت السبب بالدموع دي … ارجوكي سامحيني 
غزل بدموع و رجفة : مش هتسيبني ؟ 
نديم : لا يمكن ابعد عنك … مش هقدر اعيش من غير ما تكوني معايا و بحضني
غزل : طب و باباك ؟ 
نديم : هلاقي حل … المهم انتي ما تزعليش … مش عايز اشوف دموعك دي تاني ابدا 
غزل : طول ما انت معايا مش هتشوفها … بس ارجوك ما تبعدش عني … و الله ما اقدرش اعيش من غيرك …. انت ما تعرفش انا بحبك ازاي … مش لاقية وصف لحبي ليك 

نديم بوجع : و الله و انا بعشقك  اكتر مما تتصوري … و لا انا اقدر اتخيل حياتي بدونك … انتي اتخلقتي ليا … ما اقدرش على زعلك 

حضنته بقوة و هو شدد على حضنها الى ان شعر انها متعبة فحملها بلطف و وضعها في السرير…. ثم تمدد بجانبها و اخذها بحضنه و بدا يملس على شعرها بحنان …و هي تتشبث به بقوة 

**************

بعد عدة ايام 
استعاد فريد صحته و عاد للبيت 
فريد : فين نديم ؟ 
ادهم : ما اعرفش و الله …بس هو قال هيرجع النهاردة 
ماجدة : ما تقلقش هيكون هنا النهاردة … المهم دلوقتي تاكل كويس عشان تاخد الدوا … روحي يا منى هاتي الاكل لعمك ع الاوضة 
منى : حاضر يا طنط من عنيا 
دلف عمرو و قال : ازيك يا بابا .. ان شاء الله بقيت احسن 
فريد : انا كويس يا ابني … المهم تاكد على نديم يرجع البيت النهاردة 
عمرو توتر و قال : حاضر يا بابا …ادهم تعالا معايا عايزك بموضوع 

اخذ ادهم و خرج الى ان وصلو غرفة ادهم 
ادهم : في ايه ؟ مالك ؟ 
عمرو : بص …انا عايز اكلمك بموضوع جوري 
ادهم : مالها ؟ 
عمرو : ماما بقت تعبانة اوي يا ادهم و انت عارف انها ست كبيرة و مش حمل تربية بنت بعمر جوري …جوري محتاجة لوحدة تاخد بالها منها 
ادهم : قصدك ايه …مش فاهم 
عمرو : يعني انا بقول لو تجيب بيبي ستر تاخد بالها من جوري و تراعاها هيكون احسن ليك و لماما …انا لو عليا لخليت منى تهتم بيها .. بس انت عارف منى محدش بيتقبلها و جوري بتخاف منها 
ادهم بضيق : بس انا مش عايز جوري تتعلق بوحدة غريبة 
عمرو : ما غريب الا الشيطان … بص انا عندي وحدة مناسبة جدا … و على ضمانتي …البنت ممتازة و سمعتها كويسة و محتاجة شغل عشان تصرف على نفسها…. ايه رايك 
ادهم : هفففف … طيب ماشي بس طالما ضامنها انا معنديش مانع بس هحطها فترة تحت الاختبار 
عمرو : اوك المهم انك اقتنعت من النهاردة هكلمها تبدا شغل 
ادهم : انا مش مقتنع بس مضطر اعمل كدة عشان ماما 
عمرو : يعم انت ربع حنيتك بس و اذوب كل الستات بيا .. انا راجل و بحبك ما بالك بالحريم 
ادهم : ما تجيبش سيرة الحريم عشان بقرف 
عمرو بضحك : يعم القرفان 

******************
دلف نديم شقته
نديم : غزل .. حبيبتي ..  انتي فين ؟ 
اتت غزل تهرول اليه و قفزت الى حضنه و هو حضنها حتى رفعها عن الارض 
نديم : كنتي فين كل ده ..بتعملي ايه 
غزل ببراءة : كنت بالمطبخ … نويت اعمل مكرونة بشاميل بس قلبت معايا على فاصوليا بيضا 
نديم بضحك : يخلاثييي … الحلوة كبرت و بقت تعرف تطبخ 
غزل بدلع : نديييييم .. انت عارفني مليش في المطبخ بس عشانك بجرب 
نديم : و دي لوحدها عندي بالدنيا … تعالي عايزك بموضوع 
غزل بقلق : موضوع ايه ؟ 
نديم : تعالي هنتكلم جوة مش على الباب يعني 

اخدها و جلس و جلست هي بجانبه 
غزل : ها .. في ايه ؟ 
نديم : بصي يا حببتي … انتي عارفة ان بابا تعبان .. و محتاج وجودي جنبه 
غزل ابتلعت ريقها بتوتر و قالت : ايوة عارفة ربنا يعافيه يحبيبي 
نديم : امين … و انا وعدتك اني هعمل اي حاجة عشان تكوني قدام عنيا 
غزل : اه 
نديم : بصي عمرو قالي على فكرة انا مش مقتنع بيها .. بس مضطر … هقولك هي ايه و انتي قوليلي رايك بصراحة … لو مش موافقة عمري ما هنفذها 
غزل : طالما هكون جنبك انا موافقة من غير ما اعرف 
نديم : بس يمكن لما تعرفي ايه هيا تغيري رايك  …  بصي هو قالي يعني انك تيجي تشتغلي عندنا في البيت … انتي عارفة ادهم اخويا عنده بنت و هو مطلق مراته … يعني تكوني بيبي ستر لجوري … بكدة هتكوني عندي و قريبة مني على طول 

غزل بابتسامة : بيبي ستر ؟ يعني البنت هتكون مسؤوليتي ؟ يا سلااام  … انا موافقة 

نديم بضيق : ما تقنعنيش انك مبسوطة 

قربت منه و قبلته على شفتيه و قالت : انا طول ما انت قدامي هكون اسعد انسانة على وش الدنيا … مستعدة اعمل اي حاجة … و بعدين انت عارفني قد ايه بحب الاطفال ..  اولاد نزار ما كانوش ينامو غير بحضني … و انا الي ربيتهم تقريبا … عشان كدة ما تقلقش 

نديم : بس مش هاين عليا امرمطك معايا 

غزل : ما تقولش كدة يا حبيبي ، بالعكس دي فرصة كويسة علشان اتعرف على اهلك من غير ما يحقدو عليا او يكرهوني 

نديم : انتي متاكدة ؟ 
غزل : قولتلك طالما هبقى جنبك انا اكيد موافقة بنفس الوقت عشان صحة باباك لازم تكون جنبه 

نديم : كل مرة بثبتيلي ان مفيش زيك في الدنيا دي 

غزل بابتسامة : طب يلا عشان الفاصوليا استوت …قصدي المكرونة بشاميل 

نديم : يلهوي البنوتة بقت ست بيت 
بدا نديم يدغدغها و هي تضحك بصوت عالي 

****************

مروة : ادهم 
ادهم : اممم 
مروة : هو نديم هيرجع النهاردة ؟ 
ادهم : على حد علمي اه … بس لي بتسالي 
مروة : ما فيش بس حبيت اطمن عليه بقالي كتير ما شفتوش 
ادهم : ريحي نفسك يا مروة … نديم مش هيوافق على الجوازة دي … و حتى لو وافق هيكون مجبور عشان بابا … عيشي شبابك و اتجوزي حد يحبك بجد … انتي تستاهلي حد يقدرك و يحبك.. و نديم عمره ما حبك 

مروة  بغصة : بس انا بحبه 

ادهم : مروة .. انا و عمرو و دعاء اتجوزنا من العيلة بس نديم عنيد جدا و شاف تجاربنا كلنا … كانت سيئة … و مفيش اسوا من تجربتي انا … عمري ما تخيلت ان سلمى تخوني و تسيب بنتها عشان حبت راجل تاني … كل ده عشان انا حبيتها و هي ما حبتنيش … ما تقسيش على نفسك و تعيشي الشعور ده … لو نديم اتجوزك ما تستغربيش لو خانك كل يوم و قهرك عشان هو مش بيحبك و لا هيحبك …افهميها بقا 

بدات مروة تبكي بانهيار
حزن ادهم عليها و قرب منها و حضنها 
ادهم : انا اسف عارف اني قسيت عليكي بالكلام .. بس دي الحقيقة .. انتي قاعدة بتدمري بنفسك 

دلفت ماجدة في هذه اللحظة 

ماجدة : ايه الي بيحصل هنا ؟ 

مسحت مروة دموعها بسرعة و قالت : مفيش يا طنط بس كنا بندردش شوية … عن اذنك انا هروح البيت 

ماجدة برفعة حاجب : ماشي .. خودي بالك من نفسك 

ثم نظرت لادهم بنظرات ثاقبة و حيث كان يدور في مخيلتها سيناريو غريب جدا 

******************
بعد عدة ساعات 
 
دلف عمرو الى الفيلا و معه غزل 
عمرو : اتفضلي يا غزل 
و نظر لوالدته و قال : ماما دي غزل هتشتغل بيبي ستر لجوري و هتاخد بالها منها عشان حضرتك ترتاحي و تتفرغي لنفسك 
ماجدة بفرحة : بجد … اخيرا وافقت يا ادهم .. تعالي يا حببتي افرجك على اوضتك و اعرفك على جوري 
غزل بابتسامة مشرقة : حاضر يا طنط 
نظرت لنديم بابتسامة و هو غمزها بحب 
عضت على شفتيها بخجل و ذهبت سريعا 

وصلت الى الغرفة المخصصة لها 
ماجدة : دي من النهاردة اوضتك يا غزل .. غزل مش كدة 
غزل : ايوة يا طنط 
ماجدة : مش هتصدقي انا مبسوطة بيكي قد ايه … ياما تحايلت على ادهم عشان يجيب حد ياخد باله من البنت بس هو ما كانش موافق 

غزل : ما تقلقيش يا طنط انا من النهادرة هفضل مع جوري و اخد بالي منها كويس و حضرتك بس ارتاحي و ما تشيليش هم 

ماجدة : يا حببتي و الله انتي قطعة سكر …هجيبلك جوري تتعرفي عليها 

بعد شوية اتت جوري التي اقتربت ان تتم 3 سنوات من عمرها 
جوري بدموع : مش عايزة اخرج من اوضتي … لوسي عيانة  ( عروستها ) مش ينفع نسيبها لوحدها يا تيتة 

كانت ماجدة تمسكها من يدها و تقول بتعب : يا بنتي هتجننيني .. تعالي اتعرفي على غزل 

اقتربت غزل من جوري التي ارتمت على الارض تبكي  و ماجدة  متعبة ّ و مرخ
ماجدة : خودي استلمي بقا … البنت اتدلعت لغاية ما بقت كدة تمسح الارض بهدومها عشان ننفذ طلباتها 
غزل : معلش يا طنط انا هتصرف 
جلست غزل على الارض و سحبت جوري لحضنها 
غزل : هتستفيدي ايه من العياط ده يا جوري ؟ العياط مش حل … انتي عايزة ايه قوليلي ؟ 
جوري بعياط : عايزة اخد لوسي على الدكتور .. هيا عيانة 
غزل بابتسامة : مين لوسي …لعبتك ؟ 
جوري بشهقات : اه 
غزل : طب ايه رايك اخدها انا على الدكتور ؟ و بعد ما نخلص نقعد نلعب انا و انتي باللعب بتاعتك ؟ 
جوري : يعني هتلعبي معايا ؟ 
غزل بضحكة : اه  
جوري بسعادة : هيييي .. طب يلا تعالي بسرعة 

ذهبت غزل مع جوري بينما ماجدة تنظر لهم بسعادة

****************

في المساء 
نامت جوري في حضن غزل بعد ان قرأت لها قصة 
دلف ادهم الاوضة وجد غزل تحتضن طفلته 
ادهم : نامت ؟ 
قامت غزل و غطت جوري كويس 
غزل بخجل : ايوة … نعست من كتر اللعب و نامت على طول 
ادهم : اول مرة تنام بحضن حد غيري 
غزل : انا اسفة … لو كنت اعرف كنت ندهتلك تنيمها 
ادهم : لا بالعكس … انا مبسوط انها تعودت عليكي بالسرعة دي … واضح انك شاطرة بشغلك 
غزل : شكرا يا فندم … عن اذنك انا هروح اوضتي 
ادهم : ماشي 
اقترب من ابنته و حضنها حتى نام بجانبها 
بينما غزل تنظر لهم بشفقة و بداخلها تلعن زوجته التي تركت هذه الاسرة الجميلة و رحلت 

وصلت غرفتها و اقفلت الباب جيدا ثم اتصلت بنديم 
نديم : اخيراااا … وحشتني اوي … هموت و اخدك بحضني 
غزل بغصة : و انت وحشتني اوي … مش عارفة ازاي هنام من غير ما تكون جنبي … مش متعودة اصحى من غير ما اشوفك قدامي 
نديم : كفاية يا حببتي عشان مش قادر … و الله انا ممكن أقوم دلوقتي و اجيلك و الي يحصل يحصل 
غزل بابتسامة : لا لازم نصبر شوية …مبدأيا الوضع كويس … و الامور تحت السيطرة … مامتك كانت لطيفة جدا معايا النهاردة … مع الوقت هتعرف على كل العيلة 

قاطعها صوت غريب ياتي من المرحاض 
غزل بخوف : نديم … انا سامعة صوت غريب من الحمام  .. نديم انا خايفة 
فجأة فتح الباب الذي يؤدي الى المرحاض و هي صرخت باعلى صوتها 
غزل : اعاااااا … انت ميييين 
تقدم منها بسرعة ووضع يده على فمها ليكتم الصوت ….. يتبع 



                  الفصل السادس من هنا 

تعليقات
×

للمزيد من الروايات زوروا قناتنا على تليجرام من هنا

زيارة القناة