رواية زهور بنت سلسبيل الفصل الثمانون 80 والواحد والثمانون 81 بقلم منى عبدالعزيز

           

رواية زهور بنت سلسبيل الفصل الثمانون 80 والواحد والثمانون 81 بقلم منى عبدالعزيز



جالس على الأريكة عينه مثبته على الحائط  ينظر ل إطار صغير تدحرجت دمعه منها وهو يتذكر قبل فترة قليلة من الزمن. 


ـ لاتنسى ابدا ان الله هو العدل خلقنا لنعبده وزع الارزاق 

والاقدار، جعل منا المنعم ومنا المقد ومنا الغنى ومنا الفقير 

ومنا المتعافى ومنا المريض ومنا القوي منا الضعيف، ومنا المُعَز ومنا الذليل، ومنا الصادق و منا الكاذب   ، وزع المقادير بالعدل 

منا من رضى ومنا من سخط خلق الجنة والنار ندخلها برحمته، وندخلها بسخطه رضاه الجنة وسخطه النار رحمته وسعت السموات والارض وبالاستغفار يمح سخطه. 


وزع الارزاق بين عباده قد يكون ا

رزقك في صبرك، ولعلَّ رزقك في بصيرتك، ولعلَّ رزقك في نفسك اللوامة وضميرك الحي، ولعلَّ الله منعها عنك ليشغلك به فتُرفع درجتك وتؤتي سؤالك وتُضاعف حسناتك

دائمًا تذكر أن ما تحصل عليه سوف يكون عوض بالإضافة إلى مكافأة الصبر، فكلما تأخر ما تريد أتاك إن أحسنت الظن أفضل مما أردت. 

اللهم  اجعلنا من المرحومين فوق الارض وتحت الارض ويوم العرض عليك، اللهم احسن خاتمتنا وتوفنا وانت راضاً عنا اللهم  باعد بيننا وبين النار كما بعدت بين المشرق والمغرب ربنا لا تزغ قلوبنا بعد أن هديتنا للإيمان

رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا

إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا

رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ

مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ﴾ 


هكذا أنهى الشيخ علي  أحدى كلماته اليومية بعد صلاة العشاء  

يخرج أهل القريه بعد شكرة والسلام عليه تاركين الشيخ جالس ككل يوم في المسجد يقرأ ما تيسر من آيات الذكر الحكيم، ليصدق سريعا وهو يرى ذلك الجالس قبالته  يغلق مصحفه ويربت على يد الجالس أمامه. 

الشيخ علي بابتسامه تشع النور من وجهه، ايوة كدة يا ابو جنه أخرج ونور مكانك بالجامع  بكفيك رقدة  اخرج وروح وتعال هتروق وتخف الجعده والنوم ما يجيبوش غير التعب والمرض. 

ابو جنه / ربنا يخليك يا شيخ كلامك بيريح الواحد يرطب على قلبه، الحمد لله علي نعمه، اسمعني يا شيخ انا جاي ابري ذمتي قدامك ومن قبلك ابري ذمتي قدام ربنا سبحانه وتعاله 

، انا زي ما انت عارف أجرت الأرض من الست احلام 

وصرفت عليها علي يدك لحد ما بقت عفية وبتجيب زرع مش في الجهة كلها، وطبعا اول محصول حضرتك قلت لي 

انت صرفت كتير على الارض وهتعرف الست احلام  ومافيش قسمه مابنا السنه دي بس انا بعت المحصول والحمد لله بفضله وكرمه كسبت أكتر ما  صرفته أربع مرات، لولا شوية العيا  جولي وموت ام جنه  المفاجئ صرفت جزء كبير من الفلوس والجزء الباقي ده من حق الست احلام اتفضل وصلهم ليها،  ليصمت قليلا يفرق في يده. ويتحدث مرة اخرى . 

السيد ابو جنه / بعد اذنك يا شيخ  اوصيك وصيه  بناتي جنه وجنات خل بالك منهم حطهم  جوه عنيك دول ملهمش حد نهائي من بعد ربنا سبحانه وتعالى  غيري، لو ربنا أراد واخد امانته مش هيكون ليهم حد غيرك خلي بالك منهم وحاجي عليهم دول ولايا بيسمعوا كلامك، جنة عصبية  شوية  وحماقية في الحق بس ومفيش أطيب من قلبها  لولا هي واختها مكنتش عرفت ازرع الارض وتجيب محصول وكمان مشروع الورد ال عملوه وراء بيت الست احلام بقي عال والحمد لله اهو بـ يجيب  قرشين ليهم يصرفوا علي نفسهم،والباقي دخلوه من ضمن إجار الأرض. 

الشيخ: ربنا يحفظهم يا ابو جنات ويفرح قلبك بيهم وتجوزهم وتفرح بولادهم وولاد ولادهم. 

ابوجنات:ياريت يا شيخ أعيش وافرح بيهم بس واطمن عليهم جنه تقدر تكلم وتاخد حقها لكن جنات قلبى وجعنى عليها قوى

،أوعدنى يا شيخ لو جرالى حاجه تخلى بالك منهم وتسترهم مع رجالة ولاد حلال أنا صحيح مملكش من الدنيا غير البيت العايشين فيه وقرشين صغيرين يكفيهم ما يمدوش ايدهم لمخلوق،بس خايف عليهم من ولاد الحرام يطمعوا فيهم وهم ولايا ملهمش حد غير ربنا.

على: أديك قلتها بنفس ملهمش غير ربنا، ربنا هو القادر على كل شئ متخفش يا ابو جنه لو اجتمع الإنس والجن على أن يضروك بشئ ربك مش رايده مش ها يضروك بشئ. 

السيد: ونعم بالله يا شيخ، أنا سيبهم فى معية الله وما عيتك. 


انهى كلامه وهب واقفا مستأذنا من الشيخ  وقبل أن يتحدث الشيخ علي ويرد عليه يجد من سقط أمامه أرضا  لا يتحرك. 

يسرع زحفا إليه يربت على خده  وينادي عليه ليبكي بصوت متحشرج وهو يزيح وشاحه من علي كتفه ليغطي به وجهه ويترحم عليه جلس لدقائق يحاول النهوض حتى نجح ليتجه تجاه الباب مناديا على بعض المارة. 

ليفيق على صوت احد يناديه يزيح دمعاته بطرف يديه  


ليفتح عينيه عند سماع صوت، مناديا عليه. 

يعتدل في جلسته محمحما، يبتسم بإبتسامه باهته وشفقة وهو ينظر لمن يناديه. 

الشيخ علي: نعم يا بشمهندسه جنة، متاخدنيش شاردت شويه. 


جنة: بخجل وعيون باكية‏، متشكرين يا سيدنا الشيخ على وقفتك جنبي أنا وأختى طول ايام العزاء مش هننساها طول محنا عايشين وجميلك ده على روسنا من فوق. 

ـ جميل  إيه يابنتى  إنتم زي بناتى ابوكم  الله يرحمه ويغفر له

كان ونعم الجار ونعم الصديق، وقبل ما يلاقي ربه وصاني عليكم،  يا بنتى المرحوم توفي من شهر وزيادة وانتي واختك ملزمين البيت ومخرجتيش منه وناسية ان الارض ومشروعكم محتاجين رعاية، وكمان وقت الحصاد قرب والزرع بقي حاله مايسر عدو ولا حبيب، الطير بيسعى فيه، متنسيش ان الأرض أمانة صاحبتها سابتها في رقبة المرحوم أبوكي وهو شقي فيها وتعب فيها هو والمرحمة والدتك وانتي واختك تعبتم فيها جامد وقدرتم بمجهودكم وعلمكم تخلي الارض البور أرض بكاري عافية بتزرع أحسنها زرع وأجودها في البر كلاته، فبعد ده كله تضيعوا تعبكم أكيد مايرضيش ربنا.

جنه:غصب عنا يا شيخ إنت عارف ال مرينا بيه وموت أبويا المفاجئ وكلام الناس هيفضلوا ينهشوا فى لحمى أنا وأختى وهيقولو محزنوش على أبوهم وخرجوا ورحم وجم وانت سيد العارفين كلام أهل البلد.

ــ يا بنتى الناس موارهاش غير الكلام،حتى لو قفلتي بابك على نفسك انتى واختك مش هتسلمو من كلام الناس،يا جنه يا بنتى ارمي كلام الناس وراء ظهرك وحزنك على ابوكى مش قعدتك بالبيت وتضيعي شقى ابوكى وحلمك ومشروعك،

إن شاء الله من الفجرية تصلوا وتوكلوا على الله تراعى الأرض وتشوفي الزرع وأي حاجه تحتاجوها شيعليكون  عندك بإذن الله في التو واللحظة. 


ــــ إن شاء الله  يا سيدنا الشيخ، اللى تؤمر بيه إحنا هنفذة حاضر. 

الشيخ على ربنا يسهلك الحال يا بنتى وما يؤمر عليكم ظالم 

ولا عدو، هستأذن انا يدوب الحق صلاة العشاء، يلا تتمسوا بالخير بكرة أعدي عليكم بالأرض ألقاكم واقفين  بمشتل الورود منورين . 

جنة: بإذن الله منين ما تمر علينا هتلقينا هناك.

رحل الشيخ وأغلقت جنة باب المنزل خلفه والتفت تقع عينها على شقيقتها الصغرى تقف بالقرب من باب إحدى الغرف.

جنة:أخيرا خرجتى يا جنات من الاوضة،حمدالله على سلامتك.

جنات: توم راسها ودموعها تسيل على وجنتيها،تنظر للباب الخارجي للمنزل وتشير بيدها.

جنة: قصدك الشيخ على.

جنات تهز راسها بمعنى نعم.

جنة: ماله الشيخ.

جنات تشير بيدها على إحدى صور والدها المعلقة تزيح دموعها تشير علي نفسها تارة وعلى جنة أخرى وتهز رأسها.

جنة: انتي موافقه على  كلام الشيخ عليّ وهتروحي معايا الارض عشان المرحوم .

جنات توم برأسها بالموافقة وتتجه لشقيقتها ترتمي بحضنها. 

مضى الليل الطويل على الفتيات كدهر كامل يفزعن كلما سمعا صوت أو مواء قطة ينمن متمسكات ببعضهن مدثرات من أخمص أقدمهما  حتى  رأسيهما، ينهضن من نومهم المتقطع مع أذان الفجر، يرحلن من المنزل بعد أداء فرضهما وأعداد ما يلزمهم من لقيمات وماء وأدوات يستخدمونها فى عملهم،ليصلوا إلى الأرض مع أول شعاع للشمس. 

_____

يومان بليلتيهم  مضىوا على وجود سيدات الغمراوية منعزلين عن بعضهن الفتيات في غرفة والسيدات فى اخري، في غرفة السيدات جالسات ظهرهن للحائط مبتعدات عن بعضهن معادا زينب التى تضم شقيقتها زينة لصدرها تربت على ظهرها والأخرى تبكي بنحيب جسدها يرتجف بشدة، مع كل شهقة تخرج من فاها تحدثها شقيقتها تحاول تهدئتها. 

ـ إهدي يا زينة إن شاء الله البنت هتكون بخير، وزايد مش هيسبها غير لما تتحسن ويجيبها ويجي. 

زينة تتحدث بصوت مكسور ضعيف تخرج كل كلمة منها كاسكين ينغز في حلقها. 

ــ  دول يومين يا زينب يومين واحنا هنا محبوسين لا حس ولا خبر، حتى زايد لا جه ولا طمنا، منعرفش حاجه. 

ــ إطمنى يا زينة متقلقيش زايد مش هيسبها. 


ــ طول عمري عايشة مطمنه بوجود  إخواتي جنبي، زايد وزيدان دايما كانوا سندنا جنب بابا عمرهم ماقصروا معنا ولا مع أولادنا سنين عايشين في القصر بعد اللى حصل ولامرة فرقوا بين أولادهم وولادنا بالعكس كتير كانوا بيفضلوا أولادنا على أولادهم تقوم الطعنة والخيانة تجي من مين وعشان مين. 

ترفع وجهها مقابل لوجه شقيقتها. 


ــــ تفتكري أنا أكتر حاجه وجعانى  و نار وقيده فى قلبي بسببها  

إن إلا عمل كل ده مش حد غريب لكن طلعت  بنتي من بناتى  هى اللي عملت كده،بنتي  هي الـ حاولت بقلب بارد تموت كل عايلتها بنتي اقرب وحده ليا الطعنة متجليش غير منها  وشوفي ال يحزنك ويوجع القلب  إنها مش أي وحده، دي أكتر وحده اخذت اهتمام من جدها وأخوالها، طلباتها مجابه، مافيش مرة طلبت حاجه وتأخروا عليها، دراستها 

وهوايتها ماحرموهاش من حاجه، رحلاتها ومصاريف 

مشروعها جدها ساعدها وقلها كل اللى تطلبيه وتحلمى بيه أوامر؛ بعد كل ده الضربة متجيش غير منها هى وياريت اكتفت بخيانتها وبس لا دي حرقت القصر واحنا جوه بدم بارد ومهمهاش نعيش نموت محروقين، وبعد ده كله بدل ما تنقذنا، لا مفكرتش غير فى أوراق أبوها اللي بمكتب جدها، 

مهمهاش انها  تبق  مجرمة وتقتل عائلتها لا الهانم  رمت نفسها عشان شوية ورق! عملتهاش مع أمها وأخواتها  عرفة ده معناه إيه أنا معرفتش أربي استحالة دي تكون بنتي استحالة.  

زينب ببكاء على إنهيار وصدمة شقيقتها والرجفة التى تشعر بها بجسد شقيقتها تحاول مواساتها، وهي تنظر لـ زوجات أشقائها تحسهم على الكلام والتخفيف عن زينة ، لـ تجحظ عينيها  وهي ترى وتسمع تلك الكلمات اللاذعة من فم. 


خرجت عن صمتها وهدوئها المعتادة عليه لأول مرة بحياتها  

تتحدث بهذه الطريقة، دموعها لا تتوقف تبكي وتتحدث. 

آيات: قبل ما تلومي بنتك اسألى نفسك  ربتيها صح ولا غلط 

كلنا هنا في نفس المركب، كل واحده فينا تتحمل تربية ولادها

كلنا غلطنا، أنا وإنتي وآمال وزينب يا اما كنا سلبيين أوي وعمي وماما زهور هم المتحكمين في كل أمورهم، يا اما 


مسيطرين  زي ما عملت زينب ولادها الاتنين فضلوا عرايس تحركهم بأيديها لحد ما فاض بيهم واهو بداءت نورين بالتمرد وقريب أوي هتشوفوا نتيجة التمرد دي واولكم زين إبني، أما 


انتي يا زينة حاولتي  تكونى الأم المثالية الطيبة ههه قلتي مش هحرم البنات من ابوهم،انا مش هكون أنانية اللي بيني وبينه انتهى بس البنات ملهمش ذنب، اهتمتي   بـ بناتك فوق الوصف، بس للاسف حضرتك ضيقتي الخناق عليهم بدل ما تقربي منهم بعتيهم عنك،لما لقيتي البنات قربوا منه بقيتي دايما  بتفكريهم   بعملته وخيانته ليكي لما تعقبي وحده فيهم تقول لها هرمكِ لابوكى  نسيتي ان بناتك بسن حرج ونسيتى جوزك كان ايه وبيعرف يوصل للي  هو  عايزه إزاي، نسيتى اهم حاجه تكونى صحبتهم  مرة وراء مرة بعتيهم عنك بقيتي سليطة على الكل شكاكة موسوسة؛ بدل ما تحتوي بناتك لا رميتهم في حضن ابوهم؛واديكى شفتى بنفسك نتيجة ال حصل كويس . 


زينة رفعت رأسها مبتعده عن شقيقتها وبصوت مختنق: بقيت أنا السبب فى اللى حصل، بدل ما تقولي اختك هى السبب من صغرها وهي بتغير مني وبتحط عنيها على أي حاجة ليا،بقيت أنا السبب أنا اللى غلطانه وكلكم ملايكه. 


آمال تقف بصراخ كفاية بقي انتي وهي مافيش حد فينا بريئ كلنا غلطنا، أيوة كلنا وانا اولكم غلطت لما اتجوزت زايد واحنا مش بنا أي مشاعر حتى الرغبة مش بنا غلطت لما سمعت كلام بابا جوازة مرتاحه وابن عمي هيخاف عليا ويحميني غلطت لما خلفت ولادى  وعيشتهم ما بين اب وام 

مش بيحبوا بعض.


بدل ما نشوف هنعمل ايه في المصيبة ال ربنا نجانا منها بإعجوبه وكشف لينا كل حاجه  ومين عدونا من حببنا، لا لسه بنلوم بعض ونقول عملت ومعملتش لا كفاية بقي احنا هنا مش عارفين ولادنا فين وعمي وماما زهور وزايد وزيدان حصلهم ايه  بدل ما نهين بعض نفكر مع بعض اذاي نقدر نطمن على ولادنا وحصل ليهم ايه انا قلبي هيقف من الخوف عليهم عمر قلبي ما وجعني كده كنت ببقى مطمنة ان عمي حميهم مش مقصر معاهم، لكن دلوقتي  متأكدة إن فيهم حاجه قلبي بينغز عليا ولادي مش بخير أبدا، أنا مش هستنا دقيقة واحدة قاعدة هنا ومعرفش حاجه  عن عمي والباقين فاهمين. 


زينب: عندك حق بس هنعمل ايه زايد مشدد علينا مش نخرج من هنا. 

آمال: عارفة كل حاجة  بس انا مش قادرة استحمل ولادي يا. ناس قلبي بيقولي فيهم حاجه  وحازم بالاخص  قلقانه عليه. 


فى غرفة الفتيات  تجلس كل منهن شاردة في ملكوتها وسيسيليا لا تكف عن الحديث تسأل غادير أسئلة كثيرة وغادير تكتفي ببعض كلمات تجيبها حتى شعرت بالنعاس و تمددت على الفراش  حتى غفت ،تدثرها غادير وتمددت جوارها تربت على كتفها، تتلمس شفتاها وتبتسم بخجل، مع تذكرها زاهر وحركاته تجحظ عيناها عندما أعادت كلماته التى همس بها في أذنها، قلبها يكاد يخرج من مكانه، تتساءل ما معنى كلامه الذي حدثها به تغمض عينها تعيد ما قاله. 


ـــ اعملى حسابك الكلام اللى قلتيه لجده وتيته مش معدية،  كام يوم وهنسافر لندن ووقتها هحاسبك بطريقتي واعرفك ازاي تقولي اللي قولتيه.


ـــ تعود من ذكرياتها منتفضة:أنا نسيت تيته وجدو،خالص ياتري هما عاملين ايه،وعرفوا مكان زهروان ولا لسه،وتيته أخدت علاجها ولا نسيت نفسها، أنا لازم أتصرف؟

واطمن عليهم بأي طريقة ظلت طوال الليل تفكر في خطة تستطيع تنفيذها والخروج للإطمئنان على جديها، حتى بزخ أول شعاع لشمس  الصباح  .


نظرت حولها وجدت الفتيات غطوا فى النوم، تتسحب من جوار سيسيليا بخفة حتى هبطت من على الفراش واسرعت بالخروج من الغرفة،اقتربت من الغرفة القانط بها والدتها وباقي نساء الغمراوي، تتصنم مكانها وهي تستمع لحديثهم 

تغلق باب الغرفة من الخارج بالمفتاح وتسرع بالهبوط من الدرج. 


تتجه ناحية الباب وتفتحه براوية وتخرج بهدوء وهي تتلفت خلفها بحظر حتى هبطت الدرج  كاتمه أنفاسها إقتربت من باب المنزل فتحته بهدوء وأسرعت بالخروج راكضة حتى وصلت للباب الخارجي فتحته بصعوبة تتلفت يمين ويسار، عبرت الطريق للجهة الأخرى وأشارت إلى  سيارة اجرة 

واشارت له بالرحيل واخبرته بالعنوان.

لتصل بعد وقت للعنوان تترجل من العربة مسرعة تدلف للبناية لتصعد بالمصعد وضغطت على زر الصعود قليلا 

كانت تضع يدها على جرس باب  الشقة الجالس بها جديها. 

فتح الباب لتخطو للداخل بلهفة دون النظر لمن فتح الباب، 

لتلتف عند سمعها صوت والدها. 

زيدان: غادير. 

غادير:  بابا  ترتمي بأحضانه تشتد بضمه تحمد ربها على سلامته تحدثة بهدوء حضرتك هنا فين تيته وجدو وعمو زايد. 

تخرج من أحضانه على صوت خارج من غرفة مجاورة. 

زيدان اسرع بغلق الباب  وامسكها من يدها وتوجهوا ناحية الغرفة، تجد الجد ممسك بهاتفه يتحدث بصوت غاضب؛ تتجه لجدتها تقف بجوارها تحدثها بهمس. 

ـــ تيته هو فى ايه جدو متعصب كده ليه. 

ــ مصيبة يا غادير مصيبه صدر أمر بمنعنا كلنا من السفر والقبض على أخواتك وولاد عمك، وال زاد وغطى زهروان

رفعت قضية على جدك وعمك زايد  وحازم تتهم هم بالاستيلاء على أملاكها وتبديدها والأسوأ نهال عرفت برجوعها. 

ــ أنا مش فاهمه حاجه، هى زهروان رجعت امتى، ولحقت ترفع قضية إمتى، وطنط نهال وصلت ليها ازاي. 

ـ مش عارفه يا غادير دلوقتي  جده يخلص المكالمة ونعرف منه كل حاجه.

ــ زيدان أنا مش فاهم نهال دي شيطان. 

أغلق الهاتف بعصبية وجلس على اقرب كرسي يتحدث بوهن. 

ــ انتى إزاي تخرجى بالوقت ده لوحدك مش وتسيبي الباقين عارفه الخطر ال احنا فيه لو حد شافك وانتي جاية على هنا وعرف ان باقى العائلة موجودين فيه مفكرتيش فى ال ممكن يحصل ليهم مش ممكن الحرقوا القصر أول مرة يحرقوا القصر ده بال فيه للدرجادي بقيتى مستهترة يا غادير هو انا هلحق ايه ولا ايه، مش كفاية المصايب إلا نزله على رأسي 

مصيبة وراء التانية.


ــ أنا آسفة يا جدو بس قلقت على حضرتك وتيته وخصوصا تيته ماخدتش الدواء وكمان يومين محدش من ال في القصر آكل عايشين على الماية وسيسيليا طفلة صغيرة مش هتتحمل أكتر من كده، ومش مبطلة سؤال على عمو زايد، ومتقلقش يا جدو أخدت حظري وأنا خارجة من القصر وكمان وانا  جاية على هنا نزلت في مكان بعيد عن هنا بشوية.


ــ الجد زيدان حاول تصرف وتروح على القصر وتاخد أكل يكفيهم فترة طويلة اسبوع عشر ايام وانتى يا غادير شوفي محتاجين ايه كمان وروحي مع ابوكي واشتروه بس بلاش تروحوا أي مول أو مكان تكوني معروفة فيه، وخليك معاهم 

متخرجش غير لما اتصل عليك حاول تطمنهم وتطمن زينة على بنتها وبلاش أي كلام وعتاب إختك فيها اللي مكفيها، وبلاش تأخذ عربية من عربيتنا خد أوبر ولا تاكسي. 

ـــ غادير: لو سمحت ياجدو بعد إذن حضرتك ممكن بابا يروح الأول ياخد اي اكل معاه، قبل ما أجى سمعت طنط آمال منهارة ومصممه تخرج وكمان عمتو زينة هتجنن على نيرة وانا هاخد كل حاجة  ه‍ا نحتاجها انا هاخد وقت بشراء كل حاجه نقصانه. 

ـــ زهور الجدة  كلام غادير صح روح يا زيدان كلنا عارفين زينة وطبعها مش هتتحمل أي كلمة وآمال ممكن تعمل حاجه من غير ماتقصد تضيع كل تعب أخوك.و اي محل يقابلك بالطريق اشتري اي اكل وغادير تحصلك بالباقي.


زيدان: تمام أنا هروح بالاكل واطمن عليهم  وأرجع هنا من تانى،   نشوف هنعمل ايه في المشاكل دي كلها،قعادي هناك ملوش لزمة. 

ـــ لا مترجعش على هنا وجودك هناك أهم هنكون مطمئنين عليهم، وانا وزايد هنتصرف و هنتابع معاك خطوة بخطوة.

ــ اوما زيدان برأسة وقبل يد والديه ورأسهما وخرج مسرعا من الشقة بل من البناية وقف قليلا يمشط المكان بعينه ليتأكد من آمان الطريق تنفس الصعداء ورحل بعيدا عن البناية بعد عدة خطوات أشار إلى عربة أجرة أخبره بالتوقف عند اقرب

محل بيع طعام اشتري كمية من الأكل والمرطبات وأخبر السائق بالعنوان الذي يريده، بعد دقائق  قليلة توقف السائق في المكان الذي أخبره عليه زيدان الذي ترجل سريعا بعد دفع ما طلبه السائق وحمل الأغراض بيده فور انطلاق السائق مبتعدا أشار إلى  عربة إخري وأخبره على عنوان اخر 

بعد أقل من نصف ساعة كان وصل زيدان القصر بعد ما تنقل من عربة لاخرى للأمان دلف إلى القصر وضع ما يحمله بيده على طاولة صغيرة بالردهه يلتقط أنفاسه،يهرول صاعدا لأعلى مع سماعه لصوت خبطات على باب إحدى الغرف  يفتح الباب المغلق من الخارج بمفتاح موضوع بالمقبض، ليصدم مما يرى. 

____

يجلس  علي كرسي أمامه طاولة  يتلمس رأسه يشعر بدوار وألم يفتك بها ملامح وجهه ممتعضة ينظر إلى الغبرة  التى بالمكان يسعل فور أن بعثر الأتربة، يقف بغضب ويرجع للخلف ليسقط الكرسي على الأرض، يركله بقدمه بشدة مصدرا صوت عالي، ليفزع من معه بالمكان و يهبون واقفين من نومتهم ينظرون حولهم باستغراب شديد يتساءلون فيما بينهم. 

زين: إيه الدوشة ال إنت عملها ده يا سي حمزة عايزين نرتاح،إنت ناسي ورانا اي. 

ليقطع كلامه وتجحظ عيناه مما يرى. 

زاهر:طول عمرك مزعج  مش عارف ها تكبر أمتى وتعقل، 

ايه ده إحنا فين. 

يدور حول نفسه بالمكان باستغراب شديد لـ يلتف للواقفين بجواره حالهم لا يقل عن حالة بصدمتهم. 

زاهر: حد يفهمني إيه المكان الغريب ده، وجناه إزاي 

وحازم فين. 

ليعلو صوته مناديا على شقيقة. 

حازم حازم، حمزة حازم فين. 

حمزة: معرفش انا من شويه صغيرين فوقت من  النوم، ومصدع ومش قادر افتح عيني ودايخ  يادوب لحقت اقعد على الكرسي ده. 

زين: يتحدث وهو يفتش بالمكان ويمشط كل زاوية بعينية حتى وقع بصره  على الأرض رأى آثار أقدام ليتبعها حتى وصل لأخر تلك الآثار يصعد درج صغير من الخشب ليصل للسطح يجد حازم جالس متقوقعا على نفسه ينظر أمامه. 

ينادي عليه عدة مرات متتالية حتى تلقى استجابة منه يشير له ويهبط لأسفل خلفة حازم الذي يتنفس بضيق هابط خلفه. 


هبط زين وخلفه حازم يهرع زاهر تجاه فور وقوع عينيه على قطرات الدم التي على ملابسه  . 

زاهر:  حازم ايه الدم ده وازاي يا بنادم تحمل علي ايدك وهى تعباك كده. 

حازم: كنت مخنوق وزهقان جيت أخرج اتنفس هواء نصيف الباب مقفول من برة، افتح شباك نفس الحال دورت كتير لحد ما لقيت السلم ده وطلعت. 

حمزة:  انا مش فاهم حاجه إحنا فين، وايه البيت الغريب ده ومين جبنا هنا. 

حازم: معرفش بيت مين، وجينا ازاي مع الشخص الغريب اللي جده بعته لينا، وازاى أكيد العصير اللي شربناه بالطريق 

حاطط فيه منوم بس ليه وغرضه ايه مش فاهم. 


حمزة: الباب مقفول من برة والشبابيك هو إحنا في سجن، جدو قال نروح معاه لحمايتنا مش يسجنا.

زاهر: مش وقت الكلام دلوقتي، حازم وأنت بتستكشف الكهف ده الحمام منين. 

حازم: حمام ايه مافيش حمام، البيت أوضتين ومكان غريب كده فيه كام طبق وجنبه باب مقفول معرفش ده حمام ولا ايه. 

زاهر: فين ده محتاج أدخل حمام باي طريقة. 

حازم:  هناك  جنب السلم بالضبط. 

انطلق زاهر مهرولا ناحية  ما أشار  حازم، ليفتح الباب بحذر لينظر بداخله ويلتف لهم  وعلى وجهه صدمة واضحه 


البارت 81 زهور بنت سلسبيل. 

  ينظر للهاتف بهلع، وهو يرى نهال  تقف من مجلسها تتجه ناحية زهور   يعتدل بوقفته تتسارع دقات قلبه وتجحظ عيناه وهو  يرى شاشة الهاتف أظلمت أمامه يضربه بيده  يتفقده كاالمجذوب ليلقيه بغضب بأقصى قوته أرضا وهو يصرخ بحسرة،فقد أنسته المصائب المتلاحقة تفقده. 

يدور حول نفسه في حلقة مفرغة يتنفس بهلع يظفر أنفاسه

كالهبة نار مشتعلة يحدث حالة ويلوم نفسه. 

زايد: غبى غبى ازاي مخدتش بالى من شحن التليفون، ده مش وقته خالص اعمل ايه وازاى اعرف ايه ال بيحصل، ونهال المجنونه قامت من مكانها هتعمل ايه، انا مش هقف متكتف كده لازم أصرف. 

ـ يخطو عدة خطوات تجاه الفندق  يتوقف مكوراً يده يجز على أنيابه ويكشر وجهه يتنفس بضيق  يركل الأرض بقدمة . 


._ هتجنن لو رجعت الفندق دلوقتي  هتكشف الخطه وكل ترتيباتنا، واللي خططنا له وقربت تنجح وخلاص نهال بتعترف بكل جرائمها يضيع بتسرعي ، طيب ولو  فضلت واقف مش عارف بيحصل ايه و زهروان بأمان ولا لا هكون مرتاح هتتحمل تسبها ،لا لا  أنا لازم اروح ليها مهما حصل  أكيد الحقيقة هتظهر فى يوم من الايام  والثروة والفلوس سهل نرجعه لكن البنت لا لو حصل ليها حاجه   لا يمكن أبداً أسامح نفسي ازاي  اسيب البنت مع المجنونه دي واقف كده.


ـ يضع يده على قلبه يتحدث بألم ودمعه تتدحرج وراء الأخري لازم اوفي بوعدي اللي وعدته مهما كلفنى  ، أنا وعدتك يا سلسبيل احمى بنتك لأخر نفسي ليا  يعنى هحميها . 


ـ يخطو بخطوات واسعة يعبر الطريق تجاه الفندق ليتوقف برعب وهو يرى رئيس أمن  الفندق  يخرج  وبجواره  المساعد الشخصي لزوج شقيقته زينة يطوقا نهال بين يديهما وسط صراخها وخلفهم زوج شقيقته يخرج  يحمل حقيبتها 

يعود زايد سريعا يتوارى بعيدا حتى لا يراه أحدهما،و

يسمع صياح وصرخات نهال  برعب وقدمه كالهلام لم تعد تحملاه  دقات قلبه تتزايد. 

_ سيبوني سيبوني  أموتها ليه بعتنى يا عاصم سبنى أرجع أخلص عليها سبنى أموتها. 

يغلق عاصم زوج زينة باب السيارة ويصعد بجوارها وبالجانب الأخر مساعده ونهال بالمنتصف يشير للسائق بالرحيل دون أن  ينبس بكلمة ينظر إلى نهال بضيق ويظفر أنفاسه بامتعاض  و يشيح بنظرة تجاه النافذة تتسع ابتسامته متذكرا ما حدث قبل دقائق. 

ـ جالس ينفث سجارة الكوبي بغضب ينظر بساعة يده بين الفينة والأخرى، يهمس لنفسه كل ده الهانم جوه والقاعد مرمى برة مستنيها ولا على بالها، أكيد قاعده تمثل على العبيطه بنت زياد، أكيد زياد الأحدب بعبلة و تهتهته هيخلف ايه أكيد شبه ونهال قدرت تسيطر عليها، ما هى ايه اللى يخليها اخده راحتها كل الوقت ده بالكلام إلا إذا كانت البنت غبيه ونهال بإسلوبها وألعابها ال حفظتها ووقعت فيه قدرت تدحلب لحد ما أقنعت البنت إنها منقذتها وملاكها الحارس. 


   ـ يتهكم بسخرية هي ألعبها دي ال وصلتنى للي أنا فيه، أنا عاصم الأسيوطى أقعد بالشكل ده زي ال مستنى دور يعمل مقابلة شغل وخايف ال ما يتقبلش في الوظيفة، يرفع رأسه لأعلى بعد سماع صوت أحد يتحدث لهالة السكرتيره. 


هالة: إتفضل يا فندم أرتاح خمس دقايق والهانم هتقابل حضرتك. 

مر أكثر من عشر دقائق ولازال الحال كما هو يجلس كما هو ينظر لساعة يده تارة ولباب المكتب آخرى، يظفر براحه   مع سماعه صوت جرس يصدح   امام هالة السكرتيرة لا يتوقف  ينظر بغرابة لعدم توقفه، تقف هاله و تسرع بخطواتها تفتح باب المكتب حامله عدة أوراق بيدها  تفتح باب المكتب ويسقط ما تحمله بيدها وتصرخ بصوت عالى  ليفزع ومن معه  ويهبون مهرولين تجاه المكتب،تجحظ عيناه وهم يرون نهال ظهرها لهم تتحدث بهستريا وصوت صرخات ضعيفة 


عاصم: سامح بسرعه اللحق المجنونه هتموت البنت اول ما اشاور ليك أمسك ايديها وابعدها وانا هشغلها. 

   ـ يقترب برويه من مكان وقوف نهال التى تطوق عنق زهور بين يديها تتحدث بهستريا وصوت مرعب، يشير لمساعد نهال بعينيه بالاقتراب يقف هو بالقرب منها ومساعدها خلف نهال مباشرتًا ينادي عليها بصوت عالي تلتف نهال له 

يطوقها سامح مكبلا يدها من الخلف وهو يجذب زهور من بين يديها ضامها لصدره. 

عاصم: خدوا المجنونه دي برة وانتى يا مدام هالة بسرعه مايه للبنت،  ليغمض عينه يسحب نفس عميق  ويذهب  بعالم أخر يشتد بضم زهور له يربت على ظهرها يمرر يده برقة ظاهرها تهوين ودعم وباطنها إستكشاف و تفرس، يبتلع رمقه بذهول وصعقة ألجمته من هاتين العينين التي غرق بها وهى تحاول فتحها عدة مرات  ،يتحدث بصوت  هادئ يطمئنها 

ليضيق بين عينيه ويشعر بروحه تسحب منه وبرودة تدب أوصاله ويده تهوي على الفضاء يكشر عن أنيابه وهو يري ويسمع . 


     ـ زهور تسعل بشدة  تلتقط أنفاسها بصعوبة بين الوعي واللاوعي مغمضة عيناها تتشبث بملابس أحدهم بزعر صدرها يعلو ويهبط تشعر بيد تتحرك على ظهرها برقة واضحة  تحاول فتح عينها تبتعد عن من يضمها  وحركته على ظهرها، وهي تستمع لكلماته المطمئنة لها  كمن لسعته عقرب، ترتد للخلف خطوتين تسحب نفس عميق تظفرة بهدوء ترفع يدها. 

_ مدام هالة بلغى ألامن يخرجوا مدام نهال واللي معاها برة الفندق وممنوع يدخلوا للفندق مهما كان السبب. 

     ـ ينظر لها يتفحصها من رأسها  لأخمص قدميها عيناه تكاد تخرج من مقلتيه يهز رأسه وابتسامة ملء فاه كمن يستمع لمقطوعة موسيقية نادرة، يقترب من زهور التى تبتعد للخلف تشير لهالة ولمدير الأمن بأن يخرجوا الجميع من غرفة المكتب، يقترب منها لا يفصل بينه وبينها سوى خطوة واحدة ينظر لشفتاها لا يحيد عنهما وهي تتحدث  ليعتدل فور إنحناءة مقتربا منها، وهي تصرخ به. 

زهور: حضرتك مش بتسمع انا قلت كلكم برة، مش عاوزة اشوف الست دي ولا أي حد معاها. 

عاصم: دون أن يشيح بوجهه عن زهور يحدث سامح مساعد نهال، سامح خد نهال هانم واستنانى برة دقايق وطالع لكم. 

يخرج سامح يطوق نهال بمساعدة مدير الأمن لأخراجها وسط صرخاتها وتوعدها بقتل زهور، فجأة امتلأت عيناه بالدموع. 

عاصم:  معقولة ال شايفه  كأنى شايف الغالى واقف قدامى، 

ياه قد ايه سعيد انك موجوده هنا واخيرا رجعتي تاخدي حقك 

لو تعرفى قد ايه دورت عليكي قدايه وقفت قدام جدك واعمامك وعديتهم عشان حقك ال طمعوا فيه وخصوصا زايد، سنين وأنا مستني اليوم اللي ترجعى فيه، النهاردة بس زياد ارتاح في تربته.

  ـ يصطنع البكاء ويقترب منها يضمها له، لترتد  زهور للخلف تنظر له نظرات ساخرة تضحك بداخلها. 

زهور:  هههه  ممثل فاشل اوى حتى لو ماقرتش  مذكرات ابويا وعرفت انت ايه وملتك ايه لايمكن  أصدق تمثيلك الهابط، ونظراتك الخبيثة وحركاتك القذرة، ههههه 

اممم تمثيل بتمثيل خلينا نشوف مين فينا الاشطر. 


_  زهور تجلس بأقرب كرسي  لها تتحدث بصوت هادئ رزين، أخيرا قبلت حد من العيله دي خايف عليا مش طمعان بالفندق وكمان طلع بيدور عليا حضرتك متعرفش قد ايه سعيدة إنى قبلتك. 

   ـ تكمل حديثها وهي تشير له بيدها أن  يجلس بالكرسي أمامها:  إتفضل استريح. 

أتى يجلس. 

زهور: اه مش تعرفنى بحضرتك في الأول. 

عاصم: أنا عاصم جوز زينة الغمراوي وكنت شريك جدك عبدالرحيم الغمراوي، وصديق المرحوم والدك الروح بالروح، متعرفش قد ايه تأثرت بموته. 


زهور: تهمس لنفسها آه يا غشاش، دلوقتي تقع في شر أعمالك، تتحدث بغموض  وهى تضيق بين عينيها 

أكيد حضرتك  ليك ذكريات كتير مع والدي، ياريت تحكيلي عنها، وكمان إحكيلي عن وقوفك ضد كبير الغمراوية عشانى. 

   ـ أتى يجلس أمامها توقفه زهور بسؤالها  ، يسمع صرخات نهال التى لا تتوقف بالخارج مناديه باسم عاصم. 

زهور:  طبعا حضرتك تعرف والدتي بما انك صديق والدي الروح بالروح، ممكن تحكيلي عن حبهم وتعرفوا على بعض ازاي. 

عاصم يبتلع رمقه ويهرب بعينه التي كانت تفترسها، استغل صرخات نهال بالخارج للهروب من أسئلة زهور المتلاحقة عليه يهمس لنفسه. 

_ بتذنقني في خانة اليك  ليه مش عارف اجاوب على سؤال واحد، بالرغم  إن أسئلتها كلها سهلة وبسيطة، وانت من أمته بيصعب عليك تقنع اللي قدامك وخصوصا الستات ودي مش أي ست دي بنبوناية بس.الشهادة لله  ذكية  مش مدياني  وقت افكر حتى وهي  سؤال ورا سؤال،  لازم تصرف يا عاصم و تلاقي اجابات مقنعة اي كلام دلوقتي يورطك،اه أخيرًا هستفيد من الغبية نهال. 

يبتسم بمكر وهو يشير بيده للخلف. 

_ كنت حابب نتقابل بظروف أفضل من كدة، ونقعد مع بعض قاعدة طويلة أجاوب على أسئلتك واحكي لك عن حبه لوالدتك وقد ايه انا ساعدتهم، بس انتي سامعه صريخ المجنونه اللي برة وأكيد صوتها خارج  بره المكتب ومسمع النزلاء، وده مش لطيف خالص  وممكن يأثر على الفندق،  هستأذن أنا وأوعدك بكرة بالكتير هكون هنا عندك واحكيلك كل حاجة. 


تنظر له  دون أن تتحدث أو تقاطعه،  تضغط زر جرس السكرتارية لتدخل هالة سريعا. 

زهور: مدام هالة  حددي ميعاد للبية في أقرب وقت وبلغيه بيه. 

هالة: تحت امرك يا فندم اتفضل سيادتك وانا هبلغ حضرتك بالميعاد. 

ينظر للسكرتيرة بعينه يشير لها بالرحيل من أمامه، وجهه مشتعل من الغيظ يحاول أن يحافظ على ماء وجهه، تقدم من زهور التي أدارت وجهها تجاه المكتب ممسكة بعدة أوراق تقوم بقراءته هم، يمد يده كى يصافحها لا تعيره أي اهتمام وادعت انشغالها بقراءة الأوراق أمامها. 

_ اوك بكره في نفس الميعاد هتلاقينى قدامك  . 

زهور دون أن ترفع عينها: هالة هتبلغ حضرتك بالميعاد، ياريت تتفضل تشوف حل للي برة دي بدل ما اصرف انا وابلغ البوليس او مستشفى المجانين. 

عاصم يلتف بغيظ اوم برأسه دون ان يتحدث يتوقف ويلتف سريعا وهو يسمع. 

زهور: عاصم وصمتت لثانيتين. 

التف عاصم  لها بسعادة  خطى تجاهها  قبل أن يتحدث، أشارت زهور على حقيبة نهال على الأرض بالقرب من قدمها. 

زهور: عاصم بيه متنساش تاخد دي معاك وانت خارج. 

عاصم ينظر لها ببلاهة وهي تشير له بأخذ حقيبة نهال وتحسه على ذلك بالإشارة له دون أن تعاود الحديث معه. 

ينحني  يلتقط الحقيبة التي أسفل قدميها ويخرج من غرفة المكتب ينفس بضيق شديد. 


زهور فلتت ضحكة قوية من بين شفتاها على هيئته وهو خارج يحمل حقيبة نهال لتنهض من مكانها  تمسك هاتفها بعد غلقه وتحمل حقيبة يدها  وتخرج من المكتب تقف أمام مكتب السكرتيرة التي هبت واقفة. 

زهور: مدام هالة فين اللى طلبته منك. 

هالة تقف من مجلسها: للأسف يا هانم مفيش أي نزيلة بالاسم ده. 

زهور: الغي ميعاد مدير أمن الفندق وأجلية  لبكرة. 

قالت كلماتها وغادرت مكتب الإدارة واتجهت للاستقبال. 

زهور: مساء الخير مفتاح السويت 303.

موظف الإستقبال: احم سوري يا هانم السويت ده محجوز باسم. 

زهور تنظر للموظف بضيق: لما اقول جيب مفتاح السويت 303 يبقى أكيد عارفة إذا  كان محجوز أولا وأكيد برضه عارفه ان كان فاضي او في نزيل  يبقى   تتفضل تجيب المفتاح من غير ولا كلمة، ولو اللي حصل ده اتكرر مرة ثانية تعتبر نفسك مفصول، وياريت تجهز ليا ملف بعدد الاجنحه بالفندق وحجوزاتها، وخصوصا الاجنحه اللي بتستقبل ضيوف بشكل خاص بالفندق أو احتفالات، لو في حجز دائم باسم سلسبيل او عميلة بتجي الفندق دائمًا، التقرير ده عوزاه بشكل خاص وسري يعنى تنتهى منه وتتصل على السويت تبلغنى بكل المطلوب من غير ما حد يعرف مفهوم. 

أوم الموظف واعتذر لزهور وأعطاها المفتاح التى قبضت عليه بي يدها واتجهت للمصعد للصعود للجناح الخاص بعبد الرؤوف العقبي. 


فور دخولها للجناح اغلقته جيدا خلفها واتجهت  للأماكن التي قال عليها عبدالرؤوف تبحث عما أخبرها به لتجد كل شئ أخبرها به فعلت كما قال  اخذت ما يخصها من تسجيلات وقت عملها بالجناح، وقامت بفتح خزانته الخاصة بالأرقام السرية الذي كتبه لها بالهاتف لتجد أموال كثيرة ومجموعة من الأوراق وصندوق صغير من الأرابيسك المزخرف بنقوش اسلامية تفتحة  وتقرأ ما كتب فيه لتعاود غلقه وتضع كل المحتويات التي وجدتها بحقيبة بلاستيكية أخرجتها من حقيبة يدها وتجلس على الاريكه تفرد ذراعيها على حافتها وترجع راسها للخلف تحدث نفسها. 


_ ياترى يا زهور  انتى رايحه على فين العالم ده كبير عليكي انتي مش قده مابقلكيش فيه يومين وشفتي العجب فيه ؟ 

طيب جاوبيني أنتي قد المسئوليه ال حملتيها لنفسك؟ هتقدري تكملي وتوصلى للى بدأتيه  هتقدري يا زهور ؟ ولا هتعملي ايه  ! 

  طيب  هتتصرفي ازاي لو طلع الحمل تقيل عليكي، خايفه لتضعفي ومتكونيش قد المسئولية؟

فكرتي عبد الرؤوف ها تساعديه إزاي وسط اللى انتى فيه ده،و ياتري  اللى قرتيه دلوقتى هتعملي إيه فيه ليه مش فرحانه بيه ليه مضايقة ودي أول مرة حد يجيب ليكي هدية غالية كده، طيب ليه أنا يجيبلها هدية،بلاش تفكري كتير يا زهور إنتي فيكي اللي مكفيكي، والراجل  قال حكايته وعرفك سرة  واثق فيكي  روحه في ايدك، لو تعبتي وضعفتي ولا مقدرتيش توصليله حاجته  ها تضيعيه وتضيعي شقاه،فكري  ازاي  الحاجة دي هتوصلة و ازاي هترجعي حقه  من اللى غدروا بيه؟! وكله كوم وأمانته دي كوم تاني،هوصلها لصاحبتها ازاي ازاي  هقدر على كل ده ياربي أنا مش جبل هقدر أتحمل كل الحمل ده، أنا أضعف بنادم على وش الأرض، محتاجه ال يساعدني يأخذ بأيدي ويمشي معايا خطوة خطوة يمد إيده ويلحقني لو اتكعبلت يعرفنى الصح من الغلط، يأخذني في حضنه ويطبطب عليا يقولي ارتاحي انتي تعبتي خلاص بقى كفاية عليكي شاقة وتعب لحد كده، من هنا ورايح لازم ترتاحي، وخصوصا بعد اللي حصلك النهاردة. 


   ـ تضع يدها حول عنقها  الحمد لله: لولا ستر ربنا كنتي 

في عداد الأموات، يدب في أوصالها رعشة بسيطة.


يا ترى نهال هتسكت ولا هترجع تعيد عملتها!؟ وعاصم ده ناوي على ايه  هتقدري يا زهور على اللي جاي هتقدري تنفيذي  وصية أبوكي  هتقدري توفي بوعدك تجيبي حقك بعد كدة منهم!؟

وطالما مصممة تأخذي حقك ليه تساعديهم ليه،طيب بعد ما عرفتي اللي حصل ما بعدتيش وخلاص،وقولتي ربنا اخدلك حقك تاخدي ورثك وتبعدي وتعيشي حياتك تتمتعى بعد شقى سنين طويلة تلبسي أحسن لبس  وتاكلي أحسنها أكل تلفي العالم  تخرجى وتسافري تدرسي بأفضل جامعات بالعالم ،ايه يجبرك ترمي نفسك بالنار كل ده عشان وصية أبوكي!


طيب وسلسبيل يازهور سلسبيل  لغزها هتفكى سره  أمته، هتاخدى حقك منها ولا ها تسامحيها   زي ما سامحتي ولا هتعملي إيه بعد ما قلتي خلاص  قربت أوصل ليها وأوجهها بعدت أكتر؟!.

لا كله هسامح فيه إلا حقي منها لازم احسبها عليه ،لازم أخذ حق عشرين سنة وجع وقهر منها  أخذ حق عار زهور بنت سلسبيل ال لسه ملازمني لحد اللحظة دي.


تعتدل في جلستها  تجلي صوتها وتزيح عبرتها بيدها مع صدوح  هاتفها معلنا إتصال هاتفي،ترفعه بيدها  نصب عينيها ترى إسم المتصل تجيب عليه بالحال لتصمت بعد سماعها صوت المتحدث. 

المتحدث: زهروان إنتي كويسه،عملت لك ايه الحيوانه نهال  طمنيني عليكي انتي بخير، يابنتي أنا بحلك من أي اتفاق مابنا أنا كل ال يشغلني هو سلامتك.

زهور:  أنا بخير متقلقش، الحمدلله عدت على خير، حضرتك عرفت إزاي. 


المتحدث: اللواء خالد لسه قافل معايا، وحكالي كل حاجه، وقال إن اعتراف نهال هيفيدنا أوي بالقضية خصوصا انه نجح بأخذ إذن النيابة بالتسجيل،لكن بسبب الكلام الأخير لي نهال وحالة الهستيريا  ال دخلت فيها للاسف ممكن تضيع كل حاجة لو محاميها اعتمد على الملف المرضي ليها وممكن تأخذ حكم مخفف أو تدخل مصحة نفسية.

زهور: يبقى كده لازم نكثف الجهد وكل واحد فينا يمشي على الخطة المرسومة ليه، والاهم نأخد اعتراف شركاتها باي طريقة. 

المتحدث: يابنتى ال وصلنا ليه كفاية أوى ومش يفرق اعترافهم اولا، انتى سلامتك هي الأهم واولاد عمك بأمان ونلتزم معاهم بخطتك . 

زهور: ونعيد نفس الغلطة وينعاد اللي حصل من جديد، لكن بزيادة لان الاول مكنتش فى الصورة لكن دلوقتي بقيت الصورة كلها، الاول كان الانتقام طمع في الثروة وحقد، دلوقتي الأنتقام هيكونى مني أنا، بعد ما هكون السبب في فشل خططهم وكل أملاك الغمراوي بإسمي. 


المتحدث: كل ثروة الغمراوية، فداكي، انتي وولاد عمك سلامتكم ووجودكم قدامي تساوي كنوز الدنيا. 

زهور تشعر بسعادة وابتسامة شقت وجهها: على قد ما كلامك فرحنى،بس أنا عهدت نفسي لازم ارجع حقي لو حضرتك عايز تنهي الموضوع  الخاص بحضرتك فبرحتك لكن حقي وحق ولدى مش هتنازل عنه، وخصوصًا بعد ما انكشفت حقائق كتير قدامى. 

الجد:  اسمعني يا بنتي كويس، حقك وحق ابني هتاخديه مني قبل ما تخديه  من نهال واللي معاها، يابنتي أنا ميهمنيش الثروة والشركات، انا اولادي واحفادي هم الأهم عندي،

،علي العموم أنا يا بنتي  هنفذ كل اللي تقولي عليه، وعشان أكون مطمن عليكي هتجيلك غدير بنت عمك زيدان في أي وقت  ارجوكي يا بنتي قربي  منها  غدير تفكيرها زيك طبعها زي طبعك وانا واثق انكم انتم الاتنين هتنجحوا واسم العائلة هيعلى بيكي انت وهي، وأخر حاجه هوصيكي  خللي بالك من نفسك  استني قبل ما تقفلي  جدتك عاوزة تكلمك. 


زهور: السلام عليكم تصمت وهي تستمع لصوت المتحدث. 


زهور الجدة:  هات يا عبد الرحيم التليفون ، مش قادرة أصبر أكتر من كدة ،  زهروان زهروان سمعاني أنا جدتك زهور ياحببتي إم بابا زياد يا زهروان   سمعاني  يابنتي، سمعاني أنا هتجنن و اخدك  بحضني هتجنن من وقت ماعرفت بإتفاقك مع جدك ليه يا زهروان  تعملي كده يا بنتي انتي عندنا أهم من الفلوس والشركات وكل كنوز الدنيا   ، أحلام وصفتك ليا وجدك كمان وصفك بس أنا نفسي أشبع منك أشم رحتك، سنين وأنا بدعى ربنا يطول في عمري للحظه دي، سمعني صوتك قولي أي كلام  حتى لو ها تعاتبيني ليكي حق في كل كلمة ها تقوليها. 

نفسي اسمعك واشوفك نفسي أحضنك وبعدها لو مت هموت مرتاحه. 

بصوت متحشرج  نطقت زهور: بعد الشر عليكي. 

زهور الجده ببكاء يدمى نياط القلب: يانور عيني يا بنت الغالي اتكلمي اتكلمي عاوزة اسمعك ما تسكتيش. 

زهور: أاقول ايه. 

زهور الجده ببكاء وصوت متحشرج ودموعها منهمره لا تتوقف : قولي اي حاجه  قولي كل اللي جواكي، اتكلمى عاتبنا، اشتمينا خرجي كل وجعك، احكيلي عنك اوصفيلي شكلك، والاهم نادي عليا باسمي وقولي انك بنت زياد ابني، قولي انك خلاص رجعتى وبقيتي بنا مش هتسيبنا قولي انك هتيجي تعيشي معانا واشبع منك قولي اي حاجه بس سمعني صوتك. 

زهور بصوت مهتز ودموع تسيل على وجنتيها: ستى زهور أنا بنت زياد بنت زياد زهور بنت زياد ابنك، يختنق صوتها بالبكاء وتظل تردد أنا زهور بنت زياد بنت زياد. 


الجد: ايوه بنت زياد بنت ابني يا زهروان بنته انا هاجي الفندق حالا هاجي معتش قادرة أصبر هاجي اضمك واحضنك هاجي اشبع منك مش مهم اي حاجه انتي اهم. 


زهور: تاخذ نفس عميق سيتى لو سمحتي أنا اخدت عهد على نفسي، مش هرجع فيه حتى لو انتهى الموضوع الل اتفقت مع عبدالرحيم بيه عليه، مش هرجع الا لما اخد حقي.


زهور الجده: كل حقوقك مضمونه الفنادق وفلوسك بالبنك حتى نصيبك في ثروة جدك معروف ومن شلك من يوم ولادتك للنهاردة.


زهور:   حقي مش فلوس وثروة أنا أخر حاجه تشغلني هى الفلوس، لا انا  حقي  ايام وليالي بكيت فيها وانا وحيده معرفش ابويا وامي مين و فين، حقى ابق زهروان زياد الغمراوي، أوعدك وقت ما اكون زهروان زياد مش زهور هتلاقيني انا من نفسي  عند حضرتك. 


زهور الجدة ببكاء: حقك عليا انا خدي حقك مني زي مانتي عاوزة أنا موافقة بس متحرمنيش من ان أخذك في حضني. 


زهور: انا اللي محتاجه أرتمي في حضنك. 


الجدة ببكاء: أنا هجيلك مش هقدر استنى اكتر من كده. 

زهور: أرجوكي بلاش، مقابلتنا الفترة دي مش هتكون لطيفة وخصوصا أنا منعه أي حد من عائلة الغمراوي أينا كان يدخل الفندق. 


زهور الجدة:  حرام  حرام بعد السنين الطويلة دي مستنيه اليوم ده يجي اتحرم من بنت ابني بالشكل ده، مش عاوزة فلوس ولا شركات مش عاوزة حاجة من كل ده مين يقول اتحرم من بنت ابني بالشكل ده. 


زهور: ببكاء هجيلك قريب أوي،بعد اذنك هقفل في حد بيخبط على الباب.

الجدة: لا بلاش تقفلي معايا، شوفي مين على الباب،انا قلقانه عليكي.

اتجه زهور لفتح الباب  ممسكة بالهاتف لتجد امامها   


              الفصل الثاني والثمانون من هنا 


لقراءه جميع فصول الرواية من هنا

تعليقات
×

للمزيد من الروايات زوروا قناتنا على تليجرام من هنا

زيارة القناة