
رواية زهور بنت سلسبيل الفصل السابع والستون 67 بقلم منى عبدالعزيز
روحية فور دخولها لبيت أحلام شعرت بارتجاف جسدها برودة تدب في أوصالها شعرت بأن أحد اعتصر قلبها عينها إغروت بالدموع وهما يجوبان المنزل باشتياق لمن بناه لها بيده وعلى ذوقها ، طالما أخبرتة برغبتها في منزل ليس كابيوت الأرياف تريد منزل هي من تقوم باختيار كل شئ به ليفاجئها ببناء هذا المنزل كما تخيلته اعده بكل مدخراته حتى صرفها عن آخرها وعدها باستكمال تجهيزاته كلما ادخر من راتبه، لتنتبها ارتجافه أكبر كادت تستسلم لها
لولا كلمات والدها مع هذا الغريب التي أخرجتها من نوبة بكاء كانت تجاهد في التغلب عليها، لتأخذ نفس عميق وتعاود الإلتفاف لهما، تبتسم على كلمات وائل له، تنظر للغريب بشفقه على حالته وكيف لا يستطيع الوقوف ولا فتح عينيه لتخبر والدها.
روحية: وائل الجدع بينه تعبان أوي مش قادر يصلب طولة
اديله شويه ماية بردين يجروا الدم بعروقة واكلة يابني بينه
بقالة فترة كبيرة مكلش وضغطه نزل.
وائل: ينظر الي عبدالرؤوف بطرف عينه، جتدة على الفاضي
ال يشوفك يتغر فيك ويقول وحش؛ وانت ورق مش قادر تصلب طولك.
عبدالرؤوف محاولا التحدث، يحرك لسانه بضعف بعد جفاف حلقة يبتلع ارياقة كاشواق في جوفه.
عبدالرؤوف: والله يا أخى لولا ال زيي يحمد ربه ملايينا لمرات لان لساته عايش لداحين والله ال ريته ومريت بيه الفترة هاد تشيب الراس وتوجع القلوب وزيد يدك الثقيل واخدك على خوانه لى تقتلني وتتركنى بلا شفقه بين الحياه
والموت.
وائل: بالرغم مش فاهم قصدك بكلامك لكن تتعدل اشرب الاول واغسل وشك وكلك لقمتين، تصلب بيهم طولك، وابق نفهم حكايتك، ومين انت وزهور فيها ايه.
روحية تتلفت حول نفسها: صحيح اومال زهور فين.
وائل يشير لها على احدي الغرف.
وائل: بالأوضة اللى وراكي طوالي.
روحية ادارت جسدها تعالت ضربات قلبها وهي تخطو تجاه الغرفه كل خطوه تهبط دمعه حارقة تقف عند باب الغرفه تشعر بانسحاب روحها بيد مرتعشة تضع يدها على مقبض الباب تشعر بلفحة هواء بارد ضربتها ليختل توازنها مع مداهمتها ذكرى طالما جاهدت في محوها من ذكرتها تزامنا مع شعورها بتلك البروده التي شعرت بها لتدخل الغرفة مع تزايد ضربات قلبها لتقع عينيها على زهور وهي متكورة حول نفسها وتضم يدها إلي صدرها وجسدها ينتفض تشعر بارتجاج الفراش من شدة ارتجاف زهور لتسرع تجاهها تجلس بجوارها على الفراش تمسد على جبهتها تشعر ببرودتها تخفض وجهها وتقترب منها تسمع هذيان زهور ومناداتها على أحد لتعتدل وتتمدد جوارها متكئة على إحدى يديها والاخر تمسد بها علي رأس زهور وجبهتها، تعاودها ذكري مشابه لها من سنوات وهي في عمر زهور، تنظر وعينها مثبته أمامها على المرأة تتذكر.
روحيه انتظرت بكر في مكانهم المفضل ذالك المكان السري الذي يلتقيان به بعد عودتها من المدرسة ظلت فترة جالسة، تنتظره دون جدوى لتعاود الرحيل لمنزلها، لكن فضولها مع
شعور سيطر عليهم بحدوث خطب ما صارت تجاه المنزل في بعد وقت الظهيرة مع اشتداد حرارة الجو وخلو الطريق من المارة اتجهت نحو بيت بكر تتلفت يمين ويسار وخلفها تري هل أحد مار بالطريق رآها لتتنفس براحه وتدق علي الباب ليفتح معها لتشعر بوجود خطب ما لتنادي على بكر عدة مرات، لتدخل سريعا للمنزل وهي تستمع لصوت عواء كلب يقترب منها تدلف للداخل تنظر الى المنزل بإبتسامه وهي تري المنزل أعدّه بكر مثلما أخبرته به،لتدخل لإحدى غرفه وهي تسمع صوت شخصان يتحدثان خارج البيت ودولوفهم للداخل لتطمئن وهي تسمع وترى من ثقب في مقبض الباب بكر والشخص يدخلان اثاث للغرفة المجاورة ليغيبا في الغرفه يدخل بكر ويخرج حامل قطع من الأثاث
بعد وقت خرج الشخص واغلق الباب الخارجي وظل بكر بالغرفة لتتنفس الصعداء واتت تفتح الباب لتخرج فجئت
ببكر يدخل الغرفه ليصدم هو الآخر من وجودها.
لتشهق برعب تخرج الكلمات من فمها بصعوبة وما زاد من توترها وقوف بكر أمامها عاري الصدر،ليقترب منها بكر يسالها!؟
بكر: روحية! دخلتي ازاي هنا!؟ ومن امتى وانتِ هنا؟
روحية: تبتلع لعابها أنا أنا قلقت عليك لما مجتش في معادنا
قلت اجي اطمن عليك، لقيت الباب مفتوح كنت همشي بس لقيت كلب برة خفت دخلت واول ما بعد ولسه هخرج سمعت صوتك انت واحد معاك خفت يشوفني جريت استخبيت في الاوضة دي وكل ما أخرج الاقيك رايح جاي تدخل عفش.
بكر بسعادة: اسف يا حبيبتي خالتك تقلقي عليا، غصب عنى عبال ما نزلت البندر و جبت اوضة النوم اللى كانت عجباكي في بيت ابن خالتك وجبت كام حاجة عجبتني ويارب يعجُبكِ، واكيد ربنا بيحبني عشان تشوفيها بنفسك
ولو معجبكيش لونها الحق أغيرها.
روحية بفرحه: بجد يا بكر جبت اوضة النوم ! بس دي غاليه اوي جبت فلوسها منين وانت خلصت ورثك في بناء البيت.!؟
بكر: تعالي بس شفيها عشان لو حاجه مش عجبتك الحق اغيرها وبالمرة تقولي ط الحاجات اللي جبتها لك.
دخلت روحية لغرفة النوم تكاد تطير من الفرحه وهي ترى تلك الغرفة بلونها الذهبي ذو النقوش الفرعونية تدور بالغرفه حول نفسها بسعادة لتقف وهي ترى بكر يقوم بفتح خزانة الملابس تنظر إلي الملابس المعلقة بذهول! تقترب منها تمسها بيدها تخرج أحدهم تضعه علي جسدها و تنظر إلى المرآة وتلتف بفرحة غامرة تجاه بكر تشكره على تلك الهدايا التي أحضرها لها، تعاود النظر للمرآة تنظر بها لتفتح عينها وتستدير لبكر وهو يرفع بيده حقيبة هدايا مخرج منها كندارة
بيضاء ذو كعب عالي مدبب كما تمنت في مقابلة بينهما أن تسمح لها والدتها بشراء واحدة، تخطفها من بين يديه وتنحني وترتديها بقدميها تخطو خطوتين وتتعرقل أخرى حتى نجحت في الاعتدال تبتسم ل بكر الذي ينظر لها بعشق تخطو تجاهه
خطوة والثانية وتتعرقل لتسقط بين يديه ويسقطان سويا على الفراش وسط شهقاتها ينظران الى بعضهما ليتوهان معا في دوامة لم يفيقا من تلك الدوامة الا علي صرخة روحية بعد شعورها بألم لينتفض بكر يلملم ملابسه ويعتذر لروحية التي تبكى وتصق وجهها.
بكر: يقترب منها روحية سامحنى والله ما حسيت بنفسي سامحني سامحنى لا انا ولا انت خططنا لده واوعدك، هتقدملك قريب اوي اكمل تجهيز باقي البيت وعشان تطمني هكتب ورقة اعترف انك مراتى وال حصل ما بينا ده انا مسئول قدام ربنا والقانون بنتيجته، موافقة يا روحية موافقة .
روحية: ببكاء تحاول النهوض وتهز رأسها بالموافقة.
بكر: خليك مرتاحه هجيب ورقة وقلم وهاجي بسرعه.
قليلا وعاد بكر بورقه وكتب كل ما قاله واعطها الورقة بعد ان كتب واقر بكل شئ ساعدها بالنهوض يتركها ترتدي ملابسها وخرج ينتظرها،حتى انتهت وخرجت من الغرفة تزيح دموعها، ينظر لها بكر بشفقة يعتذر منها ويسير أمامها يفتح باب المنزل يتفقد الطريق ليخرج أمامها وتلحقه هي تخرج من المنزل تسرع خطاها مبتعدة عن المنزل حتى بعدت عنه، مرت الايام وهم يتقابلوا بمكانهم السري، واعترف بكر لشفيق برغبته بخطبة روحية ويريد مساعدته
لإقناع والده وزوجة عمه ليستغلها شفيق لمصلحته للإيقاع بأحلام وإقناعها بحبه لها، لتمر الأيام وتنجرف مع بكر في متاهة أعمق لتنتج تلك الدوامة بوحدها وائل.
لتزيح دموعها المتساقطة وهي تسمع أنين زهور ومناداتها بصوت ضعيف على شخص وتصمت مرة أخرى.
___________
زهور ترى فى منامها فتاة ترتدى ملابس مزخرفه بالوان متداخلة تدور حول نفسها تتطاير تنورتها لأعلى وهناك شخص يقف بعيد مناديا عليها يفتح يديه وعلى وجهه ابتسامة متسعه، وهناك صوت من بعيد يحثها بالذهاب إليه، لتفيق من نومها ببتسامه وهي تشعر بيد تتلمس وجنتها بحنان تفتح عينها عدة مرات، تتأكد من بجوارها.
زهور: سيتي روحية قالتها بصوت يكاد يسمع.
روحية: بابتسامة ايوة ستك روحية يازهور.
لتعتدل روحية وزهور لازالت كما هي ممددة بالفراش تضم تلك الأوراق لصدرها.
روحية: بشفقه احكيلي يا زهور ايه ال مزعلك وأحلام مجتش معاكي ليه، في حاجه حصلت ما بينكم.
زهور: تشعر بصداع تغمض عينيها من شدة المها لتبكي ترتمي بأحضان روحيه التي تربت على يدها بحنان أموي
لتقص على روحية كل شئ ومعرفتها بموت والدها حتى مجيئها للبلدة مع عبدالرؤوف.
روحية تحدثها بحزن تطيب من وجعها: يااه يازهور الجدع ال برة ده ربنا وقعه في طريقك عشان تنقذه من الموت ووقعك في سكته عشان ينقذك من نفسك سبحان الله فعلا ربنا مخلقش حاجه ضارة أبدا فكري كده لو كنتي رجعتي لبيت ستك احلام بالحارة مكنتيش هتشوفي الجدع ده ولا هتنقذ يه وممكن وقتها كانوا قتلوه ولا ذبحوه،وكمان انتي لو كنتي لسة هناك قريتي الكلام ده كنتى عملتى ايه اول حاجه كنتي هتعمليها ايه هتنتقمى من الكل اولهم امك وعائلتك لكن لما جيتي هنا وانقذتى الجدع وقريتي كل كلمة كتبها ابوكي وعرفتي جزء من الحقيقة أكيد في حاجه جواكى اتغيرت إترحمى على ابوكى اترحمي عيله يا زهور ونفذ ى وصيته.
زهور ببكاء تغمض عينها تشتد بضم الاوراق بيدها تبكي وتترحم على أبيها .
روحية: تربت على كتفها بحنان هسيبك شوية مع نفسك وهخرج اطمن وائل والجدع ال برة تكوني هديتى وفكرتى شوية ولما تحسي انك بقيتي احسن نادى عليا يا تخرجي تكلي لك لقمة تُصلبى بيها طولك وتقدرى تفكرى فى ال جاى.
تومى زهور برأسها بالموافقة وتخرج من الغرفة فور خروجها تجد وائل وعبد الرؤوف يقفان أمامها يسألونها عن زهور وما بها وكيف حالها؟
تشير لهم بالجلوس وتقص عليهم كل ما قالته زهور لها،
تنظر بحزن لعبد الرؤوف وتحدثه.
روحية: سبحان الله ربنا نجاك على ايد زهور وفي نفس الوقت ربنا نجها من نفسها لتصمت وهي تري باب الغرفة
يفتح وزهور تخرج من الغرفة تحمل بيدها حقيبة يدها .
__________
زهور: بعد خروج روحية جلست لدقائق تفكر في كلماتها، لتجمع الأوراق وترتبها واعادتها بالمظروف ووضعتها بحقيبتها هبطت من على الفراش تهندم ملابسها وتزيح عبراتها المتساقطة تعيد تنظيم حجابها وقفت أمام المرآة
زهور: لازم ارجع قوية ال جاي مش سهل ومش صعب، بس
كله متوقف على سلسبيل وباقي الحقيقة وقتها بس هحدد انتقم واخد حقى وحق ابويا ولا أكتفي باخد ورثى وابعد، بس فى الاول لازم اتغير وانسي طيبة قلبى لازم ادوس على قلبى وامحى كل الخوف ال جوايا ااه الخوف الكلمة دى لازم تنتهى من قاموسي تسحب نفس عميق وتخرج من الغرفة...
الفصل السابع والستون من 66 & 67
البارت 66
زهور بنت سلسبيل
بقلمي منى عبدالعزيز.
بعد خروج عبدالرحيم وزوجته وابنه زيدان، جلست سيدات عائلة الغمراوي وبناتها ينظرون إلي بعضهن؛ لتخرج واحدة منهن تتحدث قاطعه الصمت.
غادير ابنه زيدان الصغرى وزوجة زاهر تتحدث بحكمة كعادتها.
غادير: إحنا هنفضل قاعدين كدة ومش بنعمل حاجه مش زهروان قربتنا إحنا كمان، ولا ايه يا جماعه.؟
امال: زوجة زايد هنعمل ايه يا غادير، انتِ بنفسك سمعتي ال حصل،واحنا لانعرف شكلها ولا اي حاجه عندها.
غادير: نقدر نعمل كتير يا خالتو، ببساطة نربط الاحداث ببعضها ونعمل إحداثيات بخطوات زهور ونحط احتمالات
للأماكن ال ممكن تروح ليها قبل ما تسألوا ازاي واحنا هنعرف مكانها منين؟! هقولكم كل حاجة بوضوح، كل اللى عليكم تعملوه تسجلوا الخطوات ال هعملها ودلوقتي عمتو زينب تتصل علي زين وتعرف منه آخر الأخبار، وماما تتصل علي بابا وعمتو زينه تتصل علي تيتا وانا هتصل بحمزة ، ونورين تتصل على حازم، وطنط آمال على زاهر ونيرة على الفندق والبنات تسجلوا كل كلمه نقولها بالورقه والقلم.
لينفذوا جميعا ما أخبرتهم بيه غادير ودونوا كل كلمه يسمعونها لتحضر غدير لوحة كبيرة ومجموعة من الأكواب
البلاستيكية وخططت اللوحة بالأماكن التي ذهبت إليها زهور
إسم المكان والوقت التي تواجدت به، بداية من تركها لبيتها بالحارة ذهابها للجامعة وتسجيل موعد خروجها و ذهابها للمشفى الخاص بدكتور حسن وكم بقيت وساعه خروجها والمدة التي استغرقتها من وقت خروجها من المستشفى حتى
ذهبها للفندق، كم ظلت به موعد تركها للفندق.
غادير: بعد المعلومات ال إحنا جمعناها دي كلها، اقدر أقولكم زهور موجودة بالمكان الوحيد اللي هي تعرفه كويس، وعاشت فيه طول عمرها، بس لو جدو وتيتا يردوا على اتصالاتنا كنا عرفنا هي كانت عايشه فين بالضبط.
زينه: يعني بعد كل التعب والمجهود والسهر ده وفي الاخر طلع كل حاجه صفر في النهاية.
غادير: تنظر إلى لوحتها بتمعن تحرك أحد الاكواب بيدها وتبتسم بسعادة، انا عرفت زهور ممكن تكون فين.
الجميع يهب واقفا ويقتربون من غادير.
يتحدثون في صوت واحد لتصرخ بهن غادير.
غادير: ممكن تسكتوا وتسمعوني الاول ببساطه ومن غير اي تعقيدات نربط الاحداث والكلام ببعضهم نعد علي ايدينا،
1: الدكتور حسن راح الجامعه بعد الدكتوراة حبيبة بلغته، بعد شوية زهروان من الصدمة بموت عمى تعبت وراحت المستشفي مع الدكتور حسن هناك زي ما قال إنها تفاجأت انه توفي بعد فترة قليلة خرجت من المستشفى رجعت على الشغل بالفندق لو حسبنا الوقت يبقى هي سابت الفندق على الساعة 6 ومن ستة لا رجعت الحارة او في مستشفي ولا حد يعرف مكانها، وبل احنا عرفناه عنها متعرفش أي حد ولا أي مكان من الحارة للجامعه للفندق للحارة يبق منطقي كده مالهاش غير المكان اللي عاشت فيه.
تصمت على سماعها تصفيق من الخلف واحد يمتدحها تلتف لمصدرة تقف بذهول وهي ترى صاحب الصوت يقترب منها قاطع المسافة بخطوه لتجد نفسها مرة واحدة مرفوعة لأعلى وسط ذهول الجميع لتخرج منها صرخه وهي ترى نفسها مرفوعة لأعلي وقدمها لا تلامسان الأرض، تغمض عينها من شدة توترها وخجلها تحاول فك حصارها من بين يديه ليبتسم بخبث وهو يخفف حصار يده لتتمسك به محاوطه رقبته بيدها وجهها مقابل وجهه تنظر بعينيه تري تلك النظرة التي تراها لأول مرة وابتسامته لتدقق في ملامحه التي تعشقها لتغمض عينيها تهدأ من شدة توترها وتسارع دقات قلبها ليستغل هو حالتها مقبلا مقدمة أنفها لتفتح عينيها بذهول
وهي تشعر بتلامس شفتيهما تنظر له ببلاهه ترى ابتسامته الساحرة، تشعر بدقات قلبها تتزايد ويسمعها الجميع من حولها
لتنتفض عند تذكرها الجميع قد رأوا تلك الحركات التي يفتعلها هذا الشخص لتحرك نفسها من بين يديه لتزداد خجلا تزامنا مع تحدث الواقفون تضربه على صدره بخفه محاوله
جعله يبتعد عنها لينزلها ببطء شديد جدا يتلاعب بأعصابها
غادير بمجرد ملامسة قدمها الأرض ابتعدت عنه تحاول استجماع رباطة جأشها تأخذ نفس عميق تتلاشى النظر في أعين الجميع بعد ما شاهدوه.
زاهر وزين عادا من رحلة بحثهما في المستشفيات خاليا الوفاض يشعران بضيق أنفاسهم يدعون ربهم أن يجدوا الجميع نيام تجنبًا لأسئلتهم التي ستنزل عليهما من الصغير والكبير والتي لا تنتهي ليصلا الى القصر يصعدون الدرج ببطء وهدوء وإرهاق شديد فقد تجاوز الوقت منتصف الليل بعدة ساعات ليقفا مصعوقين ينظران لبعضهما وهم يسمعان غادير تشرح لهم أمر ما ليتحرك زاهر بدون شعور منه يصفق لها قاطع المسافة بينهم بخطوات قليلة ليرفعها لأعلي
لتصبح في طوله وجهها مقابل وجهه يتفرس ملامحها لتتسع
ابتسامته وهو يرى عينيها تجوب وجهه بهيام، لتجول بخاطره فكرة ماكرة يقبل مقدمة أنفها وخطف قبلة من شفتيها يشعر هو بتسارع دقات قلبه ورعشة زلزلت كيانه ليفك حصاره لها وانزلها برواية يشعر ببرودة فور ابتعادها عنه ليلتف لزين يحدثه بعصبيه فور سماعه كلماته.
زين: بمكر يغمز بطرف عينه للجميع انت يا استاذ إبعد عن اختي حضرتك ازاى تعمل ال عملته ده.
ليتفاجأ الجميع من رد زاهر له.
زاهر: هو إيه ال أنا عملته لا عيب ولا حرام مراتي،واظن وحضنتها عادي مفيهاش أي حاجة .
زين: اه مراتك بس بردة أختي وما يصحش ال عملته ده قدمنا ازاي تحضنها قدامي لا وتبوسها كمان.
غادير تكاد تذوب خجلا من كلمات اخيها وردود زاهر.
زاهر: يقترب مرة أخري من غادير يحاوط يده بخسرها
لتشهق من حركته وهو ينظر لزين بثقة، وريني يا اخوها هتقدر تعمل اية، واحد ومراته ايش دخلك ما بنا،وال غيران مننا يعمل زينا قالها وهو يلاعب حاجبيه وينظر بطرف عينه تجاه نورين .
ايات: تشعر بإبنتها التي تذوب من الخجل وبنفس الوقت فرحة لكلمات وحركات زاهر، لتتحدث ببعض الحدة ممكن بقي نتكلم جد شويه وطمنونا، عملتم ايه.
زين ينظر بحزن تجاه نورين يرى ردة فعلها من كلمات زاهر، بلا مبالاة، ليجلس في الجهه المقابله لها يرفع عينه
ينظر لها بحزن، ويعاود النظر تجاه والدته.
زين: للأسف مخلاناش مستشفى عام وخاص الأ ودورنا فيها
مالهاش أي أثر.
ليقطعه زاهر: بس أكيد عرفنا مكانها بتحليل غادير الممتاز، هتصل على جدوا اعرف منه البلد ال كانوا عايشه فيها مع قربتها واروح انا وزين ونتصل بحمزة بما أنه الوحيد فينا شافها ويعرفها فينا.
غادير: أنا وحازم شفنها وممكن نجي معاكم.
زاهر: يخرج هاتفه مجري اتصال هاتفي بجده وهو يحدث غادير، خلاص مافيش غير نعرف اسم البلد والعنوان ونمشي على طول.
يغلق الهاتف بملل بعد إعادة الاتصال أكثر من مرة دون رد الجد على اتصالاته.
______________
حازم عاد من الفندق بعد طلب جده له بأن يعاود الذهاب اليه وإحضار تسجيلات الكاميرات من العقارات المواجهة للفندق من الخارج ولا يعلم بشأنها العاملين بالفندق وتابعية تلك العقارات وما بها من محال ل عائلة الغمراوي يصعق مما رأى في تلك التسجيلات التي ظهرت بوضوح كل ما حدث
حتى صعود زهور مع شخص يرتدي جلباب ابيض ومعالم وجهه مألوفة، يحضر التسجيلات معه ويعاود لقصر الغمراوي ، يجد أخية وزين وبجوارهم تلتف العائلة ليرمى حاله على أقرب كرسي من شدة إرهاقه يفتح عينيه بصعوبة
ل يحدثهم بنعاس.
حازم: جدوا فين بقالى ساعة برن عليه مش بيرد!؟
زاهر: إنت رحت فين وسبتني بالمستشفى بعد جدوا ما اتصل عليك! من غير ما تعرفني انك ماشي ولا ترد على اتصالاتي!؟
حازم: بتثاؤب جدوا اتصل عليا وطلب تسجيلات الكاميرات بمشتل الورد والمحلات اللي جنب الفندق، واتصل عليه و ابعتله التسجيلات على الفون بس كل ما اتصل جرس ومش بيرد ولا بابا قلت أحبهم واجي.
زين: هم فين التسجيلات دي وعرفت منها حاجه؟
حازم: وقد ارتخت جفونه وذهب بغفو يقوم مفزوع على ركلة أحدهم بقدمة ليفيق من غفوته ينهر زاهر من قوة الضربة، ايه الغباء ده يابني في حد يكلم برجلة الناس كلها بتكلم بلسانها إنت برجلك!
غادير تقترب منه تحدثة بأكثر لقب محبب لقلبه: زومى حبيبى انا عارفه انك تعبان و بقالك أكتر من يوم ما نمتش، ممكن تحكيلنا.
التسجيلات فيها إيه أو خليك مرتاح وجبها نشوفها في الاول.
حازم: اممم زومى وحبيبي مش مصدقك صراحة بس للأسف مش هقدر، جدة ممكن يخلص عليا يرضيكِ كده، ده اولا ثانيا بقي وده الاهم سيبوني أنام شويه من الصبح، عندي شغل كتير وتحقيقات غير في مصيبتين بابا طلب اوديهم مخزن الشركه محتاجين الواحد يكون فايق ليهم ليغمض عينيه، انا خلاص مش قادر افتح عيني حد يساعدنى اطلع اوضتي انام واوعدكم هفهمكم كل حاجه بس ارتاح ساعتين.
زاهر: تعال يا خويا تعالي ولا سيسيليا فيها فايدة أكتر منك.
ليذهب حازم بمساعدة زاهر إلي غرفته ويغلق الباب سريعا خلفه وينظر الى أخيه.
حازم: زاهر انا عملت كل ده عشان في مصيبة لازم نلحقها قبل ما جدوا وبابا يعرفوا، اسمعني الاول من غير ما تقاطعني وانت هتفهم كل حاجه، انا لما فرغت الكاميرات وشفت كل ال حصل برة الفندق وشفت وترفت بلاوي بتحصل في الفندق، للأسف المصايب دي تطلني أنا وبابا
اقل حاجه، ممكن تحصل اننا مقدرناش نحافظ على الأمانة، وممكن كمان نتهم بالسرقة والتدليس والتلاعب في حسابات الفندق، انا بعد ما شفت ال بيحصل رحت قسم الحسابات وشفت تلاعب بالملايين وتهرب ضريبي من مدير الفندق الفترة ال فاتت غير أن امضتي وامضة بابا علي الفواتير دي ليصمت للأسف الإمضاء صحيحه وانا الكنت بمضى بنفسي الفترة البابا تعب فيها ومسكت انا الادارة استغل المدير، قلة تواجدي وانشغالي بالدراسة وتعب بابا و إتلاعب بالأرقام، غير تعاقد علي منتجات النظافة من شركات عالمية بمبالغ طائلة وبدلها بمنتجات مش معروف مصدرها وبردة اتلاعب بده جوة الفندق البضاعه تدخل الفندق وتتبدل بعبوات تانيه وتخرج فين معرفتش، غير تورط كتير من افراد الامن بكل الجرائم دي ولما دورت وراء الموضوع عرفت ان مدير الفندق ده من رجاله خالتو نهال وفرق المبالغ دي بتقسم بينها وبين المدير، والمصيبة الاكبر خالتو مش في المستشفى، هربت وفي بنت تانيه دخلت مكانها، وخد الكبيرة الرجلين ال بابا طلب اوديهم مخزن المصنع حد هربهم من هناك لسه الأمن بلغني وانا علي باب القصر لازم نلحق نصرف قبل ما الدنيا تقلب علينا مرة تانية.
زاهر: ايه كمية البرود اللي فيك وانت بتحكي كل المصايب دي ازاي يا عبقري زمانك تعرف كل ده و متجيش تقول للعائلة ونشوف هنعمل ايه من امتى بنخبي حاجة بتحصل بخصوص العايلة إلا بنشرك الكل في حلها.
حازم: لان ال عرفتة مينفعش يتقال علي العلن لان ببساطة في حد بيبلغ كل التفاصيل التي بتحصل في البيت اول باول ل جوز عمتك زينه وهو وخلتو نهال ب يخططون لكل ده لازم نسبقهم بخطوة او بالاصح نلحق نصرف ونشوف ازاي هنخرج من المصايب دى.
زاهر: مافيش غير حل واحد بس انا وانت وزين وحمزة لازم نعمل اجتماع حالا نتناقش فيه ونشوف هنصرف ازاي بس قبل كل ده خلتو نهال دلوقتي عرفت موضوع زهروان وأكيد خطتها الجايه حاجه من اتنين.
حازم: ال هما ايه.
زاهر: الاول هتتخلص من زهروان قبل ما نوصل ليها.
والتاني/ هتساوم على الفندق نظير تخرجك انت وبابا من التهم اللى هتواجهكم وفي الحالتين هتنتقم من زهروان.
حازم: للأسف انت متعرفش حاجه خالتك هدفها أكبر من كل ده، هدفها تقضي على العايلة كلها بما فيهم زهروان وتاخد كل الأملاك بتاعت جدوا بإسمها عرفت هدفها يعنى خالتو دلوقتي تخططتها تضرب الكل وتتخلص مننا في ضربة واحدة.
زاهر: هنفضل ساكتين لازم نتصرف أنا هتصل علي حمزة وانت علي بابا لازم نشوف هنعمل ايه.
حازم أخرج هاتفه اتصل على والده وفور سماع صوت وولده لم يمهله فرصة للرد وقص عليه كل ما علمه دفعة واحدة، ل يغلق الهاتف بعد سماعه ما أخبره به والده ليلتف إلي زاهر: بابا بيقول انا وانت وزين ونتصل على حمزة نروح مخزن الشركة اللي في العاشر وبلاش حد يعرف هو هيخلي الكل يطلع ينام، واحنا نخرج من البوابة الخلفية.
ليخرج زاهر هاتفه ويتصل على حمزة الجالس بسيارته أمام منزل أحلام بالحارة .
حمزة جالس بسيارته ممسك بيده خطاب تلقاه من عمه زياد كتبه له تلقاه من محامي عمه بقراء ما به بحزن، يحدث نفسه.
حمزة: تسعتاشر سنة ومنستش كلمه قلتهالي يا عمى كل حاجه اتعلمتها منك ليضع الخطاب داخل جيب بنطاله بعد تعالا صوت هاتفه ليفتح الاتصال يصدم مما سمع ليدير السيارة وينطلق سريعا خارج من الحارة.
البارت 67
زهور بنت سلسبيل
منى عبدالعزيز.
روحية فور دخولها لبيت أحلام شعرت بارتجاف جسدها برودة تدب في أوصالها شعرت بأن أحد اعتصر قلبها عينها إغروت بالدموع وهما يجوبان المنزل باشتياق لمن بناه لها بيده وعلى ذوقها ، طالما أخبرتة برغبتها في منزل ليس كابيوت الأرياف تريد منزل هي من تقوم باختيار كل شئ به ليفاجئها ببناء هذا المنزل كما تخيلته اعده بكل مدخراته حتى صرفها عن آخرها وعدها باستكمال تجهيزاته كلما ادخر من راتبه، لتنتبها ارتجافه أكبر كادت تستسلم لها
لولا كلمات والدها مع هذا الغريب التي أخرجتها من نوبة بكاء كانت تجاهد في التغلب عليها، لتأخذ نفس عميق وتعاود الإلتفاف لهما، تبتسم على كلمات وائل له، تنظر للغريب بشفقه على حالته وكيف لا يستطيع الوقوف ولا فتح عينيه لتخبر والدها.
روحية: وائل الجدع بينه تعبان أوي مش قادر يصلب طولة
اديله شويه ماية بردين يجروا الدم بعروقة واكلة يابني بينه
بقالة فترة كبيرة مكلش وضغطه نزل.
وائل: ينظر الي عبدالرؤوف بطرف عينه، جتدة على الفاضي
ال يشوفك يتغر فيك ويقول وحش؛ وانت ورق مش قادر تصلب طولك.
عبدالرؤوف محاولا التحدث، يحرك لسانه بضعف بعد جفاف حلقة يبتلع ارياقة كاشواق في جوفه.
عبدالرؤوف: والله يا أخى لولا ال زيي يحمد ربه ملايينا لمرات لان لساته عايش لداحين والله ال ريته ومريت بيه الفترة هاد تشيب الراس وتوجع القلوب وزيد يدك الثقيل واخدك على خوانه لى تقتلني وتتركنى بلا شفقه بين الحياه
والموت.
وائل: بالرغم مش فاهم قصدك بكلامك لكن تتعدل اشرب الاول واغسل وشك وكلك لقمتين، تصلب بيهم طولك، وابق نفهم حكايتك، ومين انت وزهور فيها ايه.
روحية تتلفت حول نفسها: صحيح اومال زهور فين.
وائل يشير لها على احدي الغرف.
وائل: بالأوضة اللى وراكي طوالي.
روحية ادارت جسدها تعالت ضربات قلبها وهي تخطو تجاه الغرفه كل خطوه تهبط دمعه حارقة تقف عند باب الغرفه تشعر بانسحاب روحها بيد مرتعشة تضع يدها على مقبض الباب تشعر بلفحة هواء بارد ضربتها ليختل توازنها مع مداهمتها ذكرى طالما جاهدت في محوها من ذكرتها تزامنا مع شعورها بتلك البروده التي شعرت بها لتدخل الغرفة مع تزايد ضربات قلبها لتقع عينيها على زهور وهي متكورة حول نفسها وتضم يدها إلي صدرها وجسدها ينتفض تشعر بارتجاج الفراش من شدة ارتجاف زهور لتسرع تجاهها تجلس بجوارها على الفراش تمسد على جبهتها تشعر ببرودتها تخفض وجهها وتقترب منها تسمع هذيان زهور ومناداتها على أحد لتعتدل وتتمدد جوارها متكئة على إحدى يديها والاخر تمسد بها علي رأس زهور وجبهتها، تعاودها ذكري مشابه لها من سنوات وهي في عمر زهور، تنظر وعينها مثبته أمامها على المرأة تتذكر.
روحيه انتظرت بكر في مكانهم المفضل ذالك المكان السري الذي يلتقيان به بعد عودتها من المدرسة ظلت فترة جالسة، تنتظره دون جدوى لتعاود الرحيل لمنزلها، لكن فضولها مع
شعور سيطر عليهم بحدوث خطب ما صارت تجاه المنزل في بعد وقت الظهيرة مع اشتداد حرارة الجو وخلو الطريق من المارة اتجهت نحو بيت بكر تتلفت يمين ويسار وخلفها تري هل أحد مار بالطريق رآها لتتنفس براحه وتدق علي الباب ليفتح معها لتشعر بوجود خطب ما لتنادي على بكر عدة مرات، لتدخل سريعا للمنزل وهي تستمع لصوت عواء كلب يقترب منها تدلف للداخل تنظر الى المنزل بإبتسامه وهي تري المنزل أعدّه بكر مثلما أخبرته به،لتدخل لإحدى غرفه وهي تسمع صوت شخصان يتحدثان خارج البيت ودولوفهم للداخل لتطمئن وهي تسمع وترى من ثقب في مقبض الباب بكر والشخص يدخلان اثاث للغرفة المجاورة ليغيبا في الغرفه يدخل بكر ويخرج حامل قطع من الأثاث
بعد وقت خرج الشخص واغلق الباب الخارجي وظل بكر بالغرفة لتتنفس الصعداء واتت تفتح الباب لتخرج فجئت
ببكر يدخل الغرفه ليصدم هو الآخر من وجودها.
لتشهق برعب تخرج الكلمات من فمها بصعوبة وما زاد من توترها وقوف بكر أمامها عاري الصدر،ليقترب منها بكر يسالها!؟
بكر: روحية! دخلتي ازاي هنا!؟ ومن امتى وانتِ هنا؟
روحية: تبتلع لعابها أنا أنا قلقت عليك لما مجتش في معادنا
قلت اجي اطمن عليك، لقيت الباب مفتوح كنت همشي بس لقيت كلب برة خفت دخلت واول ما بعد ولسه هخرج سمعت صوتك انت واحد معاك خفت يشوفني جريت استخبيت في الاوضة دي وكل ما أخرج الاقيك رايح جاي تدخل عفش.
بكر بسعادة: اسف يا حبيبتي خالتك تقلقي عليا، غصب عنى عبال ما نزلت البندر و جبت اوضة النوم اللى كانت عجباكي في بيت ابن خالتك وجبت كام حاجة عجبتني ويارب يعجُبكِ، واكيد ربنا بيحبني عشان تشوفيها بنفسك
ولو معجبكيش لونها الحق أغيرها.
روحية بفرحه: بجد يا بكر جبت اوضة النوم ! بس دي غاليه اوي جبت فلوسها منين وانت خلصت ورثك في بناء البيت.!؟
بكر: تعالي بس شفيها عشان لو حاجه مش عجبتك الحق اغيرها وبالمرة تقولي ط الحاجات اللي جبتها لك.
دخلت روحية لغرفة النوم تكاد تطير من الفرحه وهي ترى تلك الغرفة بلونها الذهبي ذو النقوش الفرعونية تدور بالغرفه حول نفسها بسعادة لتقف وهي ترى بكر يقوم بفتح خزانة الملابس تنظر إلي الملابس المعلقة بذهول! تقترب منها تمسها بيدها تخرج أحدهم تضعه علي جسدها و تنظر إلى المرآة وتلتف بفرحة غامرة تجاه بكر تشكره على تلك الهدايا التي أحضرها لها، تعاود النظر للمرآة تنظر بها لتفتح عينها وتستدير لبكر وهو يرفع بيده حقيبة هدايا مخرج منها كندارة
بيضاء ذو كعب عالي مدبب كما تمنت في مقابلة بينهما أن تسمح لها والدتها بشراء واحدة، تخطفها من بين يديه وتنحني وترتديها بقدميها تخطو خطوتين وتتعرقل أخرى حتى نجحت في الاعتدال تبتسم ل بكر الذي ينظر لها بعشق تخطو تجاهه
خطوة والثانية وتتعرقل لتسقط بين يديه ويسقطان سويا على الفراش وسط شهقاتها ينظران الى بعضهما ليتوهان معا في دوامة لم يفيقا من تلك الدوامة الا علي صرخة روحية بعد شعورها بألم لينتفض بكر يلملم ملابسه ويعتذر لروحية التي تبكى وتصق وجهها.
بكر: يقترب منها روحية سامحنى والله ما حسيت بنفسي سامحني سامحنى لا انا ولا انت خططنا لده واوعدك، هتقدملك قريب اوي اكمل تجهيز باقي البيت وعشان تطمني هكتب ورقة اعترف انك مراتى وال حصل ما بينا ده انا مسئول قدام ربنا والقانون بنتيجته، موافقة يا روحية موافقة .
روحية: ببكاء تحاول النهوض وتهز رأسها بالموافقة.
بكر: خليك مرتاحه هجيب ورقة وقلم وهاجي بسرعه.
قليلا وعاد بكر بورقه وكتب كل ما قاله واعطها الورقة بعد ان كتب واقر بكل شئ ساعدها بالنهوض يتركها ترتدي ملابسها وخرج ينتظرها،حتى انتهت وخرجت من الغرفة تزيح دموعها، ينظر لها بكر بشفقة يعتذر منها ويسير أمامها يفتح باب المنزل يتفقد الطريق ليخرج أمامها وتلحقه هي تخرج من المنزل تسرع خطاها مبتعدة عن المنزل حتى بعدت عنه، مرت الايام وهم يتقابلوا بمكانهم السري، واعترف بكر لشفيق برغبته بخطبة روحية ويريد مساعدته
لإقناع والده وزوجة عمه ليستغلها شفيق لمصلحته للإيقاع بأحلام وإقناعها بحبه لها، لتمر الأيام وتنجرف مع بكر في متاهة أعمق لتنتج تلك الدوامة بوحدها وائل.
لتزيح دموعها المتساقطة وهي تسمع أنين زهور ومناداتها بصوت ضعيف على شخص وتصمت مرة أخرى.
___________
زهور ترى فى منامها فتاة ترتدى ملابس مزخرفه بالوان متداخلة تدور حول نفسها تتطاير تنورتها لأعلى وهناك شخص يقف بعيد مناديا عليها يفتح يديه وعلى وجهه ابتسامة متسعه، وهناك صوت من بعيد يحثها بالذهاب إليه، لتفيق من نومها ببتسامه وهي تشعر بيد تتلمس وجنتها بحنان تفتح عينها عدة مرات، تتأكد من بجوارها.
زهور: سيتي روحية قالتها بصوت يكاد يسمع.
روحية: بابتسامة ايوة ستك روحية يازهور.
لتعتدل روحية وزهور لازالت كما هي ممددة بالفراش تضم تلك الأوراق لصدرها.
روحية: بشفقه احكيلي يا زهور ايه ال مزعلك وأحلام مجتش معاكي ليه، في حاجه حصلت ما بينكم.
زهور: تشعر بصداع تغمض عينيها من شدة المها لتبكي ترتمي بأحضان روحيه التي تربت على يدها بحنان أموي
لتقص على روحية كل شئ ومعرفتها بموت والدها حتى مجيئها للبلدة مع عبدالرؤوف.
روحية تحدثها بحزن تطيب من وجعها: يااه يازهور الجدع ال برة ده ربنا وقعه في طريقك عشان تنقذه من الموت ووقعك في سكته عشان ينقذك من نفسك سبحان الله فعلا ربنا مخلقش حاجه ضارة أبدا فكري كده لو كنتي رجعتي لبيت ستك احلام بالحارة مكنتيش هتشوفي الجدع ده ولا هتنقذ يه وممكن وقتها كانوا قتلوه ولا ذبحوه،وكمان انتي لو كنتي لسة هناك قريتي الكلام ده كنتى عملتى ايه اول حاجه كنتي هتعمليها ايه هتنتقمى من الكل اولهم امك وعائلتك لكن لما جيتي هنا وانقذتى الجدع وقريتي كل كلمة كتبها ابوكي وعرفتي جزء من الحقيقة أكيد في حاجه جواكى اتغيرت إترحمى على ابوكى اترحمي عيله يا زهور ونفذ ى وصيته.
زهور ببكاء تغمض عينها تشتد بضم الاوراق بيدها تبكي وتترحم على أبيها .
روحية: تربت على كتفها بحنان هسيبك شوية مع نفسك وهخرج اطمن وائل والجدع ال برة تكوني هديتى وفكرتى شوية ولما تحسي انك بقيتي احسن نادى عليا يا تخرجي تكلي لك لقمة تُصلبى بيها طولك وتقدرى تفكرى فى ال جاى.
تومى زهور برأسها بالموافقة وتخرج من الغرفة فور خروجها تجد وائل وعبد الرؤوف يقفان أمامها يسألونها عن زهور وما بها وكيف حالها؟
تشير لهم بالجلوس وتقص عليهم كل ما قالته زهور لها،
تنظر بحزن لعبد الرؤوف وتحدثه.
روحية: سبحان الله ربنا نجاك على ايد زهور وفي نفس الوقت ربنا نجها من نفسها لتصمت وهي تري باب الغرفة
يفتح وزهور تخرج من الغرفة تحمل بيدها حقيبة يدها .
__________
زهور: بعد خروج روحية جلست لدقائق تفكر في كلماتها، لتجمع الأوراق وترتبها واعادتها بالمظروف ووضعتها بحقيبتها هبطت من على الفراش تهندم ملابسها وتزيح عبراتها المتساقطة تعيد تنظيم حجابها وقفت أمام المرآة
زهور: لازم ارجع قوية ال جاي مش سهل ومش صعب، بس
كله متوقف على سلسبيل وباقي الحقيقة وقتها بس هحدد انتقم واخد حقى وحق ابويا ولا أكتفي باخد ورثى وابعد، بس فى الاول لازم اتغير وانسي طيبة قلبى لازم ادوس على قلبى وامحى كل الخوف ال جوايا ااه الخوف الكلمة دى لازم تنتهى من قاموسي تسحب نفس عميق وتخرج من الغرفة......