رواية اصفاد الحب الفصل الثامن 8 بقلم رشا عبد العزيز

رواية اصفاد الحب الفصل الثامن 8
بقلم رشا عبد العزيز


لحظات من الصمت سادت المكان حينما التقت عيناه بعيناها
كسرته هي عندما قالت
_حضره الظابط.. مش معقول.... ايه الصدفه دي أنت فاكرني
لينظر هو لها ولسان حاله يقول وهل غادر طيفكي مخيلتي طيله تلك السنين
تسأليني أذكركِ وهل استطاع قلبي أن ينساكِ. لكنه كلمغيب أجاب 
_حبيبه
لتبتسم هي ظناً منها انه تذكرها بعد ان فكر قليلاً
_ايوه صحيح يافندم ازي حضرتك

لتلتفت الى تيم وتقول
_هو سياده الظابط يبقى والدك ياتيمو

ليومئ لها تيم المتعجب بمعرفه والده بها براسه
لتكمل هي عرفاناً لما فعله لها هو في الماضي

_تعرف ياتيمو بابا أنقذني من موقف صعب جدا في الماضي.

ليسألها تيم ببراءه الأطفال
_يعني بابا كان your hero

لتضحك هي وتحرك رأسها. بنعم وتقول
_ايوه بصراحه في الموقف دا بابا كان بطلي. وانقذ مستقبلي كله..

كم أنعش وصفها قلبه المشتاق لتعلو ثغره ابتسامه كبيره ويقول

_انا معملتش غير واجبي

التفتت له وقالت
_والله يافندم أنا مش هنسى جميلك دا طول عمري

_لاجميل ولا حاجه.يادكتوره... بس هو أنا ممكن .. اتكلم معاكي على انفراد

حبييه:ايوه طبعا. ثواني يافندم

نظرت لتيم وقالت
_هكلم بابا وارجعلك ياتيمو أستناني انت وداده

ليسحب تيم ثيابها طالباً منها الاقتراب منه  ليهمس في أذنها
تيم:متنسيش تقوليله الي اتفقنا عليه

لتهمس هي ايضا
حبيبه:واي هو الي اتفقنا عليه؟ 

تيم بهمس:اي يامامي أنت نسيتي والا اي. قوليله تيمو لازم يجي هنا كتير

لتضحك حبيبه بشده وتقبل وجنته وتقول
_حاضر ياتيمو

رغم أن حديثهم كان همسا لكنه وصل مسامعه. فبتسم وسعد قلبه وهو يرى انسجام ولده معها

جلست معه في غرفتها.
..
كان يجلس في الكرسي المقابل لها وعينيه تجول على أصابعها. التي ما أن رأى انها لاتحمل خاتم زواج اوخطبه
زفر أنفاسها وحمد الله على أمل انه لايزال يمتلك فرصه

انتبهت حبيبه لشروده فقالت
_كان نفسي رد الجميل ميكونش بشكل دا لكن أنا وعدتك وأن شاء الله تيمو في عنيه.

انتبه لحديثها فسالها
_ هي حاله تيمو دلوقت ممكن تكون خطر؟

لتجيب على استفسار
_ هي مش خطر ولا هي مستقره.
يعني تيمو أهم حاجه عنده المتابعه والابتعاد عن المجهود أنا عارفه أنه طفل والحكايه دي صعبه..بس. دا إجراء مؤقت لحد ميعاد العمليه.... دكتور عادل شايف ان قدامه شويه كمان

لتكمل مستفهمه
هو حضرتك  كنت بتابع فين. حاله تيمو..؟

ليجيب هو
أدهم:أحنا كنا مستقرين في القاهر وكنا بنتابع   مع دكتور رامي الزيات
لكن احنا من حوالي تلات شهور رجعنا اسكندريه. وهو الي نصحنا بدكتور عادل. وقال انه واحد من أشطر تلامذته

حبيبه مؤكده على كلامه
_اه بصراحه دكتور عادل ممتاز..
ودكتور رامي استاذنا كلنا

بس اسفه على السؤال
_هو حضرتك مكنتش بتحضر معاه ليه دعم الاهل في الفتره دي مهم جدا للطفل

. أدهم:أنا كنت في مهمه   ولسه راجع من ساعه

ابتسمت متفهمه
_حمد الله على السلامة

ثم أكملت استفهامها.

معلش لو سؤالي يعني فيه تعدي على خصوصيه حضرتك بس
_هي والده. تيم فين. أصل انا استغربت تيم بمجرد أني تعاملت معاه بحنيه اتعلق بيه كأنه محروم منها وبعدين مش سهل على طفل ينادي لحد مامي غير والدته

ليجيبها ادهم
_أنا ووالده تيم منفصلين من زمان هو ماعاش معاها تقريبا...
أصل والدته مصريه بس تحمل الجنسيه الامريكيه و بمجرد انفصالنا رجعت امريكا تيم ماشفهاش من مده طويله

وكأنه أعاده الذكريات لها ام سافرت تبحث عن مصلحتها ونسيت أن لها طفل صغير. وما اشبه قصتها بقصته.

_متشكر يادكتوره. على الي بتعمليه لابني. تيم فعلا محتاج حنان هو معندوش غيري أنا وجدته... وأنا دايما مشغول. ووالدتي. ست كبيره في السن

حبيبه :لا يافندم بالعكس أنا بحبه جدا. دا كأنه....

لكنها لم تكمل وكأن الكلام قد توقف على لسانها.. والدموع لمعت في عينيها

انتبه أدهم لذلك وأوعزه لشده تعلقها بولده..

وكأنها أرادت الهروب من شي معين وقفت مباشره وقالت

_ياريت تلتزم بمواعيد المتابعه بتعاته وانا هتابع معاه ومع دكتور عادل عن اذنك بس انا عندي حاله ولازم امشي

تعجب من فعلتها لكنه لم يعقب وقال
_شكرا يادكتورة

وتركها وانصرف

لتجلس هي وتنظر إلى المجهول
******************************************
دخلت نهى غرفه يوسف. في المستشفى....
لتاخذ نفسا عميقا تعبئ رئتيها برائحته التي تعشقها. ونظرت له بهيام لتجده منهمك في عمله. لتقول
_صباح الخير
نظر لها وعندما التقت عينيها بعنيه هربت عينيه بعيدا عنها وقال
_اهلا يانهى صباح النور.
لتكمل حديثها وتقول
_كنت جايه عشان حاله  في غرفه ٤٠٧
ليسالها مستفهم
_أنت تقصدي الشاب الي عندنه انهيار عصبي
_ايوه يادكتور
_ماله يانهى... كنت عاوزه اسالك......
ليقطع حديثها طرقات على الباب وتدخل احدى الممرضات وتقول
_دكتوره نهى مريض ٤٠٧ طالبك بالاسم... ومش راضي يسكت

ليجيب هو بدل عنها
_روحي انت والدكتوره هتبقى تجي تشوفه
ثم نظر اليها وقال
_المريض بسأل عليكِ بالاسم ليه؟
ارتبكت هي من سؤاله وقالت
_لا ابدا بس عشان أنا تكلمت معاه امبارح فعشان كده هو أطمن ليه

ليقول بشئ من الحده
_سيبي انت الحاله وأنا هستلَمها... ثم صمت قليلا وقال
_عشان الحاله دي محتاجه دراسه أعمق وكده
وتركها. ورحل من الغرفه بالكامل

نظرت هي إلى أثره ثم قالت
_هو ماله دا
ثم صمتت تفكر دقيقه لتترتسم على شفتيها ابتسامه كبيره وتقول
_بيغير عليه معقول.... يس... يس
وبدأت تضحك وتقفز في الهواء
******************************************

 عادت إلى المنزل لتجد نجاه ودلال ومصطفى يجلسون بوجوه عابسه ومحتقنه.. القت عليهم التحيه وجلست بجوار دلال وقالت لها هامسه.

_هو فيه اي مالهم مكشرين كده
لترد عليها دلال بنفس الهمس

_أصل مصطفى أطرد من الورشه
وبقى عاطل عن العمل.

 وماما عمله مناحه.. من الصبح

حبيبه :اه.. عشان كده....
لتقول
_مصطفى هات السيفي بتاعك.. وأنا أكلمك دكتور عمر لما يرجع يشوفلك شغلانه في المستشفى

دلال:بس هو خريج تجاره هيشتغل  أي في المستشفى

مصطفى:أي حاجه يابنتي اهو احسن من صاحب الورشه  الي ذلني وفي الآخر يقول معلش يابني  الشغل قليل  مش هقدر على مرتب عامل تاني

حبيبه:ايو كده نركز على أي حاجه عشان سقف الطموح عندك ميكنش مرتفع

مصطفى:خلاص ياحبيبه وهو مين الي بيشتغل  بشهاده. (رشا عبد العزيز) 

نجاه:ياميلت بختك يانجاه.    واحده عاطله عن الجواز  والتاني عاطل عن العمل

لترد عليها دلال بستهزاء
اهو المتاعيس زادو  واحد

ليحتقن وجه نجات وتقول

بتتريقي  يابنت محمود طب اما وريتك 
لتهم بذهاب نحوها لولا توقف حبيبه أمامها

لتقبل  رأسها  وهي تضحك وتقول
حقك عليه يانوجه. عيله هافيه وغلطت

ليكمل مصطفى:وماعندهاش د*م
وتزيد حبيبه 
ومجنونه نعمل إيه نأخذها على قد عقلها

لتنظر  لها دلال بغضب وتقول بقى كده ياحبيبه وأنت كمان ياخايب
ماشي أنا ساكته عشان ماما حبيببتي بس
بس الحساب بعدين وابقو شوفو مين الي هيعمل الحلويات الي بتطفحوها

لينظر مصطفى وحبيبه لبعضهم  ويقولون معا
-دودو حبيباتنا القمر  العاقله
ليكمل مصطفى
الطيبه   أم قلب حنين
لتنظر دلال لهم بطرف عينها وتقول
ايوه كده اتعدلو
**************************************
مر شهر وتكررت فيه زياره أدهم للمستشفى أكثر من مره.... والتقى مع حبيبه.التي. انتبهت  انه ينظر لها بشكل غريب ازعجها
وفي أحد الأيام دخلت حبيبه لتجد باقه ورد جميله بالون الأحمر موجوده على مكتبها. استعجبت منها.. نظرت الى الكارت المرفق لتجد
_شكرا لوجدك
من دون وجود أسم. لكنها وقبل ان تفكر في صاحب الباقه رن هاتفها برقم غريب لترد
_الو
ليجيب رجل
_صباح الخير يادكتورة
لتتعجب وتقول
_مين معايه؟
_ عجبك الورد؟
ليستفزها قوله فتقول بلهجه حاده
_أنت مين؟
_كنت فاكرك هتعرفيني من صوتي
ليحتقن وجهها وتقول بغضب
_لو مقلتش أنت مين هقفل السكه
_لا خلاص قلبك ابيض... أنا أدهم
هدأت حبيبه قليلا لكن مازال الغضب يسيطر عليها
_اهلا يافندم اسفه بس معرفتش حضرتك
اما أدهم فكان يطربه اختلاف نبره صوتها بين الغضب واللين ويحاول اطاله الاتصال.. مستمتع بالاستماع لصوتها

_لاعادي يادكتورة. بس أنا كنت عاوز اشكرك على الي بتعمليه لتيمو
يارب يكون  الورد عجبك

ازداد ضيقها لتتنهد وتزفر أنفاسها بشده وتقول
_يافندم دا واجبي... وأنا هقبل الورد المره دي بس و ياريت متتكررش...تاني 

استعجب نبره غضبها وطريقه.. صدها له فقال
_اسف يادكتوره لو الورد ضايقك. أنا ماكنتش اقصد

احست حبيبيه انها قد ضايقته فقالت
_لا عادي بس انا مبحبش حد يقلي شكرا على واجب انا بعمله وبعدين احنا  بنا وعد ورد جميل. (رشا عبد العزيز) 

ليقول
_اسف يادكتوره متشكره مره تانيه مع السلامه

ثم أغلق الهاتف قبل أن يمهلها الرد عليه

نظرت حبيبه للهاتف المغلق وقالت
_ كده احسن
وفي هذه اللحظات دخلت نهى لتجد حبيبه شارده وانتبهت الباقه الزهور
فقالت
_صباح الخير... ايه الورد الجميل دا؟ من مين
لترد حبيبه
_من والد تيم
لتسألها نهى مستفهمه
_هي اي حكايه الراجل دا..... ثم ابتسمت وقالت
ليكون معجب
لتنظر لها حبيبه نظره اخافتها ففهمت مقصدها وقالت

_خلاص بهزر  هو محدش يعرف يهزر معاكي

حبييه:بلاش الهزار البايخ دا.

نهى:خلاص ياختي بلاش النظره دي انا ماشيا

لترحل نهى لكنها عادت بعد ساعه تلهث وجهها شاحب وقالت بصوت متقطع

نهى:الحقي ياحبيبه....

حبيبه:مالك يانهى؟
نهى:خديجه



                     الفصل التاسع من هنا 

تعليقات
×

للمزيد من الروايات زوروا قناتنا على تليجرام من هنا

زيارة القناة