رواية اصفاد الحب الفصل الثامن عشر 18 بقلم رشا عبد العزيز

رواية اصفاد الحب الفصل الثامن عشر 18
بقلم رشا عبد العزيز


أعتلت  الصدمه ملامح وجهه وألجمت لسانه فلم يستطع البوح بأي كلمة فقط ينظر لها بعينين متسعة يحاول استيعاب ماقالته

أحست هي بتسرعها ، وبهذه الفكرة الغبية ،  تمنت لو أنشقت الأرض وابتلعتها في هذه اللحظة هل جنت لكي تطلب منه هذا الطلب لكن جنون مالك جعلها تريد الهرب بأي طريقة ، طأطأت رأسها تنظر ليديها المتشابكة
ثم قالت بأستحياء تفسر له :

-أنا عارفة أنه طلب غريب بس ، بس والله يا أيمن مالك خانقني ومش عارفه أعمل أي فكرت أن دي الطريقة الوحيدة الي ممكن يسيبني فى حالي فيها وأني أكون على ذمة راجل تاني .

ثم بكلمات سريعة أكملت وهي تلوح بيدها له تشرح طلبها :  (رشا عبد العزيز) 

-حتى لو فترة مؤقتة لغايت مايبعد وينساني . أنا عارفة إني بافرض نفسي عليك بس دي خدمة  مش هنسهالك طول عمري ولو مش موافق …

-موافق

أعطاها الجواب قبل أن تكمل شرحها بعد أن رأى الحرج الذي ارتسم على وجهها .

*******************************************

كانت تجلس في غرفتها تلملم أغراضها بعد انتهاء فتره عملها حين سمعت طرقات على الباب لتأذن للطارق بالدخول فتفاجأت من هويته

-مامي ،،،،،مفاجأة

قالها تيم وهو يركض بإتجاهها يرمي نفسه بين أحضانها لتتلقاه هي بكل ترحاب بين أحضانها

-تيمو حبيبي  !

ثم أنتبهت لتسأله بقلق وهي تتلمس وجهه

-فيك حاجه ياروحي جيت مع مين ؟

-مع بابي

لتحول نظرها نحو باب الغرفه فوجدته يقف يراقبهم والابتسامه تملئ وجهه

-ازيك يا حبيبة ؟

أجابته متسائلة بنبرة قلق :

-الحمد الله ، هو تيمو فيه حاجة ؟

ليجيبها والابتسامة لم تفارق وجهه .

-أبدا بس هو عاوز يأكل سمك فقلت أعزمك أنت وهو على أكلة سمك .

ارتبكت وابعدت نظرها عنه ، وترددت بالموافقة لكن نظرات تيم المتوسلة دفعتها للموافقة .

-دقايق أخلص الي في إيدي ونروح  مش هنقدر نقول لتيمو باشا لا .

قالت ذلك وهي تقرص وجنة تيم مبتسمة دون ان تنظر نحوه .

شعر أنها ترسل له رسالة ان وجودها فقط من اجل ولده ليتنهد بحيرة ويجلس في المقعد المقابل لباب الغرفه ينتظر ان تنتهي مما تفعل .

وأثناء استعدادهم للرحيل وقف الثلاثه أمام باب الغرفه ليجدوه يفتح فجأه ويدخل من يقول

-دحيحتنا الجميلة وحشتيني

لكنه تسمر مكانه عندما رآها تقف بجانب طفل صغيروشخص أخر لا يعرفه .

بهتت هي وهي ترى ملامح أدهم التي تغيرت يقطب حاجبيه ممتعض الوجه . لتجيب متلعثمة :

-صهيب أزيك ؟

خرج من دهشته وهو يوزع نظراته بينها وبين أدهم .

-اهلاً ياحبيبة اسف مكنتش أعرف أن عندك حد .

ابتلعت ريقها فصهيب يخرجها من مأزق ليرميها في مطب .

-دا تيمو …حبيبي .   (بقلم رشا عبد العزيز) 

-اهلاً ياتيمو.  رحب به صهيب وهو يمد يده لتيم الذي بادله السلام .

ليحول نظره نحو ادهم  ،.

ففهمت انه يطالبها بتعريفه

لتقول بارتباك

-المقدم أدهم الألفي.

ليكمل أدهم تعريف نفسه :

-جوزها

وهنا كانت الصدمة من نصيب صهيب  ، الذي ظل مندهشاً ، متى تزوجت ، آخر مره كان معها في قسم الشرطة عندما طلبت منه المغادره الآن القضيه قد حلت.  وهل يعقل أنها وافقت على الزواج لكن كيف. هو يعلم مدى حبها لعلي
 
فهم أدهم حيرته ليمد له يده وهو يقول :

-معلش أصلنا اتجوزنا بسرعة .

خرج صهيب من دهشته ومد يده مصافحاً أدهم  وهو يوجّه نظرات التسأؤل نحو حبيبه التي تمسك بكتف تيم وأخفضت رأسها تهرب بعينيها من مرمى عينيه .

-ألف مبروك يا فندم.   (بقلم رشا عبد العزيز) 

ثم ألتفت نحو حبيبة وقال :

-ألف مبروك يادكتورة ، عن اذنكم .

ثم تركهم ورحل .
******************************************.

كانت تسير خلفه وخلف دكتور رامي دكتور آخر في القسم بعد جولة تفقدية للمرضى .

تدون الملاحظات التي يمليها عليها .

حتى اقترح عليهم دكتور رامي :

-أنا رايح اجيب قهوة أي رايكم أجيبلكم معايا قهوتك ساده يايوسف مش كده وأنت يانهى ؟

وقبل إن تجيب هي أجاب يوسف

-نهى مش بتشرب قهوه بتشرب نسكافيه .

ظلت صامته مندهشه من معرفته بذلك ، رغم أنها لاتشرب النسكافيه دائما ظلت شاردة حتى أنها لم تنتبه على رامي الذي غادر ولايوسف الذي ابتعد عنها 
حتى نادى عليها :

-دكتوره نهى ، نهى

خرجت من شرودها وقالت

-نعم يادكتور؟!

ليسألها بابتسامة

-مالك واقفة كده ليه؟

لتجيبه متلعثمة :

-هااا.   اه.  لا أنا معاك يادكتور بس سرحت شوية .

ثم عادت تمشي بجانبه وتستكمل تدوين ملاحظتها وقلبها يرقص فرحا بمعرفته ما تحب .
*******************************************
كانت تجلس بجانب تيم تزيح الأشواك عن السمك وتطعمه بيدها وكم كان هذا الصغير سعيد بقربها منه تحادثه وتطعمه .  حتى وجدت ملعقه مليئه بطعام أمام فمها عادت برأسها إلى الوراء عندما أبصرت يده الممدودة لها بالطعام.

-كلي ياحبيبه أنت بقالك ساعه بتأكلي تيم وناسية نفسك ،

 السمك هايبرد وأنت مابتحبيش الأكل البارد .

أغلقت عينيها وفتحتها لقد انتبه أنها لاتاكل الأكل البارد . كيف عرف في تلك الفترة القصيرة .

ظلت يده معلقه ينتظر ان تستجيب له يحرك رأسه يحثها على ذلك .

نقلت نظرها بينه وبين تيم الذي يراقب المنظر هل ستحرج والده أمامه هذا ماكانت تفكر به .

فتحت فمها على استحياء وتناولت منه الطعام .

لتعلو شفتيها ابتسامه لمعت على اثرها عيناه حبا

لتقول مستنكرة :      (بقلم رشا عبد العزيز) 

-أنا هاكل لوحدي مفيش داعي تتعب نفسك .

لكنه لم ينسط لها واستمر يطعمها بين الحين والآخر مستغل وجود ولده الذي منعها من الرفض

انتهوا من تناول طعامهم ليخرج علبة سجائره يضعها على المائدة ، لتضع يدها فوق يده تمنعه .

-بلاش سجاير بعد الأكل وقدام تيم

رغم أنها تؤنبه رقص قلبه من كلامها وارتعش جسده من لمسه يدها .

وامتثل لطلبها مكتفياً بالقهوة التي يحتسيها .

اماً هي فعادت تلاعب ذلك الصغير .

حتى باغتها بالسؤال الذي كان يجول في ذهنه منذ ان رأى ذلك الطبيب

-هو الدكتور الي شوفناه زميلك من زمان ياحبيبة؟

توقفت عن مداعبة الصغير والتفتت اليه

-تقصد صهيب ؟ ايوه كنا زملا في الجامعة .

ثم قطبت حاجبها وسألته

-بتسأل ليه؟

سألت سؤالها رغم انها تعلم سبب سؤاله لكن أدعت عدم معرفتها

ليجيبها هو ايضاً مبين عدم اهتمامه :

-لا أبدا أصله دخل عليك من غير حتى ما يستأذن وبيقولك وحشتيني .

لترضي فضوله وغيرته حينما قالت.

-اه هو دايما بيعمل التصرف البايخ دا رغم إني نبهته إني بتخض بس هو كده بيحب يهزر .

ابتسم رغما عنه عندما علم من تضايقها هي أيضا من تصرفه .
*******************************************
جلست بجانب والدها تمسك بقبضة يدها المرتعشة على ثوبها البسيط لاتصدق أن فكرتها المجنونة أصبحت حقيقه قلبها يرتجف مماهو قادم هل هي على صواب أم أخطأت بتسرعها وخوضها هذه اللعبة . لكن لم يعد هناك وقت للرجوع .

رفعت بصرها وجالت عينيها على من يجاورها فترى الفرحه المرسومة على وجه والديها الذان باركا هذا الزواج معتقدين أن أيمن تقدم لخطبتها عندما رآها في المدرسة  طأطأت رأسها وقالت في نفسها

-اه يابابا لوتعرف أن بنتك هي الي خطبته ،  عملتي فى نفسك أي ياخديجه ؟

-أمضي يابنتي هنا

طلب طلبه منها المأذون لإتمام هذا الزواج أمسكت القلم بيد مرتعشة نظرت إلى ذلك الدفتر .

ثم رفعت بصرها لتصدم عينها بعينه ابتسم لها ثم أومئ لها يحثها على إكمال أتفاقهم .

حولت بصرها نحو والدها الذي قال :

-أمضي يابنتي

أغمضت عينها وأعتصرت القلم بيدها  وأخذت نفساً عميقاً

لامجال للرجوع لايستحق هو منها هذا التصرف الآن بعد أن تحامل على نفسه ورضي بكل شئ .

فتحت عينيها ووقعت تلك الورقة بصمت لتكتب بنفسها ملكيتها له

وبعد أن انتهى عقد قرانهما.  وكتبت هي على اسمه أقترب منها وطبع قبلة على جبينها

جعلت جسدها يرتعش ليضمها هو بعد أن شعر بارتعاشها وهمس بجانب أذنها :

-أمّك وابوكي بيبصوا علينا وأمي كمان خليكي طبيعية عشان ميشكوش فى حاجة .

ارتخى جسدها بين يديه كأن روحها تترنح داخل ذلك الجسد لاتعلم ماذا تفعل ،  هل تفر منه أم تستمر بالتمثيل كما قال لها .

أخرجها من احضانه ليقول لها

-مبروك ياخديجة .

لم تجيبب بكلمة فقط حركت رأسها .

ثم انتفضت عندما سمعت طرقات الباب ورأته يدخل كالأعصار .

سحبها أيمن خلف ظهره وأحاطها بذراعيه يحميها كانّها كنز يخشى عليه من اللصوص .

ليصرخ بصوت عالي كأنه قد أصابه مس من الجنون وقد تسلل الرعب إلى قلبه من هذا المنظر.

-أي الي بيحصل هنا ياعمي وأي الي جاب ايمن هنا ؟

دب القلق في قلب العم ليقول :

-أهدى يابني  .   ثم تلعثم وقال :

النهاردة كتب كتاب خديجة معلش يابني كل شئ قسمة ونصيب .

شعر بأن الدنيا تدور من حوله ،عقله لايستوعب ماقيل له 
ليقول بصوت مختنق جاهد لأخراجه :

-أنت بتقول أي ياعمي كتب كتاب مين ؟

ليؤكد عمه مايشاهد :

-زي ما سمعت يابني كتب كتاب خديجة .

وبصرخه حملت الألم الذي اجتاح قلبه قال :

-أنت أتجننتو خديجة مين خديجة مراتي أنا حبيبتي أنا !

اقترب منها .

لتتشبث هي بسترة أيمن والدموع تغرق وجهها من الحاله التي أصابته ، فهى لا تزال تمتلك ذلك القلب الخائن الذي يصرخ معه ويتألم لألمه .

-كلام عمي صحيح ياخديجه صحيح ياحبيبة روحي؟

سؤال طرحه عليها وعينيه التي تلمع بدموع تتوسلها أن تنفيه .

-ابعد يامالك لوسمحت خديجة دلوقت مراتي ومسمحلكش تتكلم معاها كده .

جن جنونه عندما اخبره أيمن بملكيته لها لقد فقد عقله وهو يصرخ

-أنت بتقول أي ؟ أنت اتجننت خديجه مراتي وهتفضل مراتي لغايه ما اموت .

-مش مراتك طليقتك يابن عمي .

طعنته بخنجر الخيانة ومزقت روحه التي تعشقها بكلمات كانت أشبه بسهام أطلقتها فأصابت قلبه المتيم
ليتوسل اليها

-أنا مالك حبيبيك ياخديجة .  نسيتيني نسيتي حبي ليكي بتتحامي بالغريب مني !

-ايمن جوزي يامالك مش غريب .

يا إلهي توسلها أن ترحمه لكنها أطلقت عليه الرصاصه التي أزهقته .

-مالك ملوش داعي الكلام دا يابني كل شي قسمة ونصيب .

لينظر لعمّه بعين تائه ملئتها الدموع. لقد خسرها لم تعد ملكه .

وكطائر ذبيح   يلفظ أنفاسه الاخيره غادر يمسح دموعه من على وجهه فلا داعي للقتال لقد خسر المعركة  .

مزق قلبها منظره لتتقدم نحو والدتها وتنهار داخل أحضانها بعد ان تأكدت من رحيله  .

أما ايمن فظل ينظر اليها ويشاهد انهيارها بقلب متألم .

*******************************************

كانت تساعد تيم في أداء واجباته. عندما أتت اليها جينا تخبرها أن هناك رجل في الأسفل يسأل عنها

استغربت سؤال احدهم عنها تبعت جينا بخطوات متمهلة حتى وصلت اعلى درجات السلالم .

لتتسع عينيها متفاجاه من رؤيته هنا!




تعليقات
×

للمزيد من الروايات زوروا قناتنا على تليجرام من هنا

زيارة القناة