
بقلم رشا عبد العزيز
تفاجأ أيمن بوجود زوجه عمه والدة زوجته المتوفية وشقيقتها أمام باب منزله ووجهيهما لا يبشران بالخير.
-أهلا يامرات عمي
لترد عليه بوجه ممتعض وصوت طغى عليه الحنق والحدة :
-أهلا ياجوز بنتي
-أتفضلي
قال هذا وهو يفسح لها الطريق لتدخل هي وابنتها التي لاتقل أمتعاضاً عنها
-ازيك يا أيمن ؟
قالتها ريهام شقيقه آروى .
-أهلا يا ريهام
قالها وهو يزفر أنفاسه استعداداً لما هو قادم فهذه الزيارة لا تنذر بالخير .
كانت خديجة تقف عند باب المطبخ تراقب المشهد مرتبكة من نظرات زوجه عمه التي اصطدمت بها لتقول وهي تلتفت نحو ايمن :
-ألف مبروك ياجوز بنتي …مش تعرفنا على العروسه؟
ابتسم ايمن وهو ينظر لها ويشير لها بالاقتراب وقال
-اه طبعا تعالي ياديجه تعالي ياحبيبتي .
وبخطوات مضطربة ممزوجة بالاستحياء من وصفه أقتربت تقف بجانبه وبمجرد أن وقفت بجانبه رفع يده محيطا كتفها بيده اليمنى مقربا أيها نحوه وبابتسامه أنارت وجهه قال
-خديجه مراتي .
حدجتها زوجة عمه بنظرات ملأها الحقد تنظر لها من أعلى رأسها حتى أخمص قدمها وحركت شفتها مستهزأةً :
-أهلا ياعروسة .
ليقول لها أيمن :
-دي والدة آروى الله يرحمها وأختها ريها يا ديجة.
خديجة التي لاتعلم ماحل بها فما بين أقتراب أيمن منها بهذا الشكل وتحديق زوجه عمه بها شعرت كأنها طفلة تائهة في مكان غريب تريد من ينقذها…جسدهاالذي ارتجف من لمسته وقلبها الذي دب فيه القلق من نظرات تلك المرأة .
انتبه هو لصمتها ليضغط بكف يده على ذراعها محاول إخراجها من هذا الصمت ،
لتنتبه وبإبتسامة جاهدت برسمها وبصوت مضطرب :
أهلا يافندم أزي حضرتك
-الحمد الله
قالت هذا وهي تحول نظرها نحو ابنتها ثم نحو خديجه
-ريهام بنتي
.
أومئت خديجه برأسها وهي تقول :
-أهلا ياريهام ازيك .
-اتفضلي يامرات عمي
قالها ايمن وهو يشير لها بالجلوس ثم التفت نحو خديجة وقال :
-حبيبتي لوسمحتي هاتيلنا حاجه نشربها .
لماذا يتعمد تكرار هذا الكلمة أمامهم ولماذا ينظر لها بهذه النظرات !
وكأن عينيه تنطق حباً حتى لم تستطع استمرار النظر إليه
وبخجل أجابت
-حاضر
ورحلت بعد أن حررها من أحضانه
ليجلس أمام زوجه عمه ينتظر يسمع منها .
-يعني مسمعناش أنك اتجوزت إلا امبارح من والدتك هو أحنه مش أهلك احنا كمان
سوال طرحته عليه مستنكره فعلته
-معلش يامرات عمي أصل الحكايه جات بسرعة .
-سبحان الله وايه الي جد مش كنت زمان بتقول أنك مش عاوز تتجوز إيه الي جد…وإلا يمكن العروسة هي السبب مع أنهم بيقولو انها مطلقة .
اسأله طرحتها عليه جملة واحدة هو يعلم السبب ورائها فلطالما طلبت منه أن يتزوج ريهام ليكون الأولاد في رعايه خالتهم لكنه كان يرفض معللاً ذلك انه لايريد الزواج بعد آروى .
-كل شئ قسمة ونصيب يامرات عمي وإذا كانت هي مطلقة فأنا أرمل يعني مفيش حد أحسن من حد .
رحمه أطفاله عندما جاءوا يركضون نحو جدتهم التي تغمرهم بحبها وحنانها
-تيتا
قالها أنس وملك وهم يتجهون نحو أحضان جدتهم التي فتحت ذراعيها لهم تستقبلهم بترحاب
تقبلهم وتسألهم عن حالهم .
أما عن حال تلك القابعة في المطبخ فظلت برهة من الزمن تحاول إدراك مايحدث هل خرجت من معركة لتدخل في معركة من نوع آخر ليست غبية حتى لا تفهم نظرات زوجة عمه له ولا شقيقة زوجته تنهدت بحسرة وقالت تحاور نفسها :
-يارب ماكنش خطيت خطوة غلط ألوم عليها نفسي بعدين .
عادت من شرودها وهي تخطو نحو مكان جلوسهم لتجد الأطفال يتوسطون أحضان جدتهم .
قدمت لهم واجب الضيافة فأشار لها ايمن ان تجلس بجانبه
جلست بجانبه على استحياء كما طلب منها ابتسم لها وقال
-تسلم أيدك ياحبيبتي
أحمرت وجنتيها خجلا من كلماته وقربه منها ونظرات زوجه عمه المحدقة بهم .
-أنا هاخد الولاد معايا.
قالت زوجه عمه ذلك بحنق وأكملت مستهزئة:
-عشان تأخذ راحتك انت والعروسة .
-بس أنا وعدتهم أننا نخرج سوى النهاردة
-أنا عاوز اروح مع بابا
قال ذلك أنس وهو يركض بتجاه والده الذي احتضنه وأجلسه على ساقه
لتنظر له جدته غاضبة وتقول :
-أنت هتيجي معايا يا أنس .
نظر الطفل نحو والده الذي كان ينظر لجدته بتحدي وكأن بينهم حرب نظرات يحاول معرفه رأيه .
ولاتدري خديجه لماذا رفعت يدها تضعها على ذراعه في محاوله لتهدأته بعد صراخ الجدة على ولده .
لمسه يدها كانت كمنبه أفاقه. ليتنهد زافرًا أنفاسه محاول إخراج براكين الغضب التي نشبت في داخله .
وبعد دقائق من الصمت حاول تدارك الموقف وحاول أنهاء هذه الحرب الباردة وإمتصاص غضب زوجه عمه …قبل وجنه صغيره
-حبيبي روح مع تيته دلوقت وانا هاجي بليل آخذك ووعد الجمعه الجايه هنخرج أنا وانتو وخديجة .
ثم ابتسم وقال : اتفقنا يا كابتن ؟
ابتسم انس وامتثل لطلب والده ورحل مع جدته وخالته التي أمطرت خديجه بوابل من نظرات الحقد والاستنكار .
تنهد بارتياح بعد أن أغلق الباب خلفهم ونظر نحوها لتشق ثغره ابتسامة وهو يرى ارتباكها وخجلها من تواجدهم وحدهم في الشقة .
-يلا ياديجه غيري هدومك أنا عازمك على الغدا .
وكانّه ألقى لها طوق نجاه أنقذها من هذا الموقف لتبتسم وتقول :
-حالا
*******************************************
لا تعرف كيف ساقتها قدميها ووجدت نفسها أمام باب شقه علي ، لقد اشتاقت له .
وقفت تمسك مقبض الباب والذي للمرة الأولى تشعرأنه يلسعها يجلد قلبها المتلهف للدخول.
لتتسلل إلى رأسها صوة خالها الذي اخبرها انها تخون ادهم
تلتها كلمات خديجه ونهى اللتين اتفق كلامهما مع كلامه
عقلها يطالبها بالرحيل وقلبها يتوسلها البقاء ومابين هذا وذاك. ظلت تفكر حتى استطاع قلبها إقناعها
انها بضعة دقائق فقط
أخرجت مفتاحها محاوله فتح الباب لتجد ان المفتاح لايعمل كانّه مفتاح باب آخر تراجعت خطوات إلى الوراء وحركت عينها يميناً وشمالًا هل أخطأت في عنوان شقتها
لكن لا إنها هي إذاً لماذا هذا المفتاح اللعين لايعمل حاولت مره ثانيه وثالثه لكن من دون جدوى .
لتنزل السلم لكى تسأل عطية البواب عن الأمر: (بقلم رشا عبد العزيز)
-عم عطية هو باب الشقه ماله المفتاح مش شغال .
اندهش عم عطيه من كلامها وسألها مستفسرًا
-هو حضرتك مش ضيعتي المفتاح عشان كده غيرتى الكالون ، جوز حضرتك قال كده.
قطبت حاجبيها بغيظ و رددت هامسة :
-جوز حضرتي؟
-ايوه يافندم سيادة الظابط جاني هنا ووراني قسيمة جوازكم وقال أنك ضيعتي المفتاح
عشان كده غيرنا الكالون .
تراقصت شياطين الغضب أمام عينيها وهي تسمع كلام عم عطية الذي تكرر فيها ذكر مهنته
لتتضح لها الصورة ، استخدم منصبه وقسيمة زواجهم وغير قفل الباب .
كم ودت لو كان أمامها لتنفجر في وجهه كيف له أن يجرؤ على فعل ذلك دون الرجوع اليها كيف يتصرف في شئ لايملكه .
إعصار غضبها الذي اجتاحها جعل أطرافها ترتعش و أنفاسها تتسارع من فرط الغضب .
حتى رن هاتفها برقم ابن خالها ، زفرت أنفاسها تهدئ نفسها من موجه الغضب التي اجتاحتها لترد بحدة :
-ايوه يا مصطفى
-بيبا تقدري تجينا البيت ؟
تملك الرعب منها من نبره القلق التي يتحدث بها مصطفى
-فيه أي يامصطفى خوفتني خالي جراله حاجة ؟
ليسرع مصطفى بطمأنتها :
-لا بابا كويس تعالي وانا أفهمك .
-خلاص جايه مسافة السكة .
أغلقت الهاتف وقد تغاضت عن غضبها ليحل محله الخوف من مكالمة مصطفى لتقرر
الذهاب لبيت خالها بسرعة .
****************************************
دارت عينيها تستكشف المكان الذي اصطحبها اليه لتناول الغداء وقد راق لها المكان فقد كان مكان هادئ على شواطئ البحر .
-عجبك المكان ؟
سؤال طرحه عليها بعد ان رأى الاستحسان الظاهر على وجهها ،
اومأت له وقالت :
-اه هادي وحلو.
افتر ثغره عن ابتسامه عندما رأى ابتسامتها ليسألها :
-تاكلي أي ياديجه ؟
-الي تشوفو بصراحة مش في بالي حاجة .
-يبقى جمبري عارفك بتعشقيه .
لتضحك على كلامه وتقول
-انت لس فاكر ؟. (بقلم رشا عبد العزيز)
ليبادلها الضحكات
-يابنتي دي كل عزومه في الكليه كنتى تقترحي الجمبري وتخلي البنات يتجننو عليكي .
-وهو فيه أجمل منه بس انتو الي مش بتقدروا الحاجات الحلوة .
ليغمز لها عابثا
-لا بنقدر الحاجات الحلوة يا ديجة .
ارتبكت وأشاحت وجهها تنظر إلى البحر عبر النافذة ، انتبه لتوترها وابتسم ثم أشار للنادل ، يملي عليه طلبه .
طال الصمت بينهم حتى فاجأته هي بسؤالها
-شكل أهل اروى أتضايقو من جوازك .
وبنظرات حملت الجدية .
-عادي أكيد هيتضايقو، بس دا مش من حقهم أنا ماعملتش حاجه غلط بس هما كانو فاكرين إني مش هتجوز بعد اروى ، دا الكلام الي أنا كنت دايما بقوله .
ضيقت عينيها وسألته باستفسار:
-يعني انت فعلاً كنت مش هتتجوز تاني ؟
ابتسم وأخذن يده تتحرك على شعره يجذبه ثم قال :
-صدقيني مش عارف بس هي دي الحجه الي كنت بهرب بيها .
قطبت حاجبها متعجبة :
-تهرب من أي؟
أراح ظهر على الكرسي واصابعه تطرق الطاوله أمامه :
-مرات عمي كانت ديما بتعرض عليا إني أتجوز ريهام بنتها عشان الأولاد يتربو مع خالتهم وانا كنت بتحجج أني مش عاوز أتجوز بعد اروى .
-طب ورفضت ليه أنا شايفة الولاد بيحبوها .
كانت تنظر له بترقب تنتظر إجابته .
-ريهام مختلفة اوى عن أروى .
اروى كانت طيبه وحساسه. وكانت بتحبني رغم انها عارفه إني مش ببادلها نفس الشعور.
لكن ريهام شخصية تانية خالص وحده كده سمجة وثقيلة عارفه بتفكرني بدكتور عصام الي كان بيدرس لنا في الجامعة .
لتحاول خديجه تذكر هذا الشخص حتى قالت :
-اه افتكرته مش دا الي طردك من المحاضرة مره لما اتاخرت .
ليضحك ويقول :
-متشكر ياديجه على الذكرى الجميلة .
لتضحك بقوة حتى برزت أسنانها وأدمعت عينيها .
انتهت من نوبه الضحك لتجده يحدق بها .
-لسه ضحكتك حلوة زي زمان يا ديجة .
اشتعلت وجنتيها بحمره الخجل ورحمها النادل الذي جلب الطعام لهم .
*******************************************
طرقت باب شقه خالها لتفتح لها فرح الباب
-فروحة ازيك عامله إيه ؟
-أهلا يا ابلة وحشتيني .
احتضنتها حبيبة وبادلتها فرح العناق .
عينيها كانت تجول تبحث عما يحدث لتسأل فرح :
-مصطفى فين يا فرح ؟
لياتي مصطفى لها بعد ان سمع صوتها
-اهلاً ياحبيبة
-اهلا يامصطفى حصل أي قلقتني .
- تعالي ياحبيبة اقعدي احكيلك
لتجلس حبيبه مقابله
-دلال...
ازداد قلق حبيبة وهي ترى نبرة الحزن في نظرات مصطفى .
-أتكلم يامصطفى أنا أعصابي سابت مالها دلال ؟
طأطأ مصطفى رأسه ثم رفعها نحو حبيبة :
-جالها عريس وامبارح كانت الرؤية الشرعية بس للأسف العريس بعد الرؤيه رفض .
سالته حبيبة في حيرة :
-طب وماله دا شي طبيعي يحصل قبول أو رفض .
ليحرك مصطفى رأسه متحيراً هو الآخر :
-مش عارف بس اول مره أشوف دلال حزينة كده ، دي ماخرجتش من الاوضه من امبارح.
داعب القلق قلبها هي الأخرى لم تكن دلال يوما تهتم بهذه الأمور، إذن مالذي استجد .
-هي نوجّه اتخانقت معاها
حرك مصطفى راسه بنعم :
-أكيد ما انت عارفه ماما
تنهدت حبيبه بحزن ، فهي تعلم رغم طيبه نجاة لكنها تقسو على ابنتها في هذا الأمر .
-طب نوجّه فين ؟
أشار مصطفى نحو غرفه والدته :
-ماما كمان قاعده فى أوضتها من امبارح يادوب خرجت عملت الغدا ورجعت تاني .
-طب أنا هدخل لدلال أشوفها .
ليتوهج الأمل في عين مصطفى :
-ياريت ياحبيبه تكلميها يمكن تسمع كلامك .
ابتسمت حبيبه ثم ربتت على كتفه وقالت :
-ولما انت بتحبها كده امال ليه كل مابتشوفها بتناكف فيها وكل ما تقعدوا سوا بتبقوا ناقر ونقير؟
ليضحك مصطفى ويقول
-ما أنا زهقان وعاوز حد اغلس عليه خليها تخرج عاوز اغلس عليها وحشتني .
تعلم حبيبه مدى حب مصطفى لشقيقته حتى ولو انه لم يظهر ذلك الحب لها .
-ربنا يخليكم لبعض .
دخلت عليها غرفتها فوجدتها جالسة على سريرها تضم قدميها نحو صدرها شاردة الذهن .
-دودو وحشتيني. (بقلم رشا عبد العزيز)
انتبهت دلال لوجودها وما ان اقتربت حبيبه منها حتى رمت نفسها بين أحضانها وسقطت دموعها رغما عنها .
-حبيبة وحشتيني وحشتيني اوى .
أخرجتها حبيبه من أحضانها تمسح دموعها تسألها بقلق.
-مالك يا دلال أي الي حصل ؟
لتقص عليها دلال ما اخبرها به مصطفى عن ذلك العريس الذي رفضها بعد الرؤية الشرعية
-بس يا دلال دى مش اول مره يجيلك عريس .
لتجيبها بكلمات تقطر منها الألم والحسرة :
-بس اول مره تبقى فيه رويه شرعيه كل مرة الحكاية بتخلص من البداية بارفض .
-بس دا طبيعي يا دلال بعد الرؤية يابيحصل قبول أو رفض .
تنهدت دلال بألم ومسحت آثار دموعا الهاربة .
-مش عارفة ياحبيبة لما رفضني حسيت بالنقص .
نظرت لها حبيبه بلوم وضربت كتفها بخفه وبابتسامه قالت :
-نقص يا ياهبلة دا انت وارثة عيون عمتك شريفه الي أنا ياحسرة مورثتهاش .
لتقول لها دلال بسخرية :
-بلاش نضحك على بعض أنا عارفة إني عادية .
لتضربها حبيبه هذه المرة على رأسها :
-بلاش الكلام دا ، كدا ازعل منك ، انت ست البنات كفاية ملامحك الهادية وروحك الحلوة .
ثم ضيقت حبيبه عينها وسالتها :
-هو العريس عجبك يابت ؟
لتقول مستنكرة :
-عجبني أي دا سطحي وتافه. استغفر الله. مايتبلعش. أنا بس وافقت عشان ماما قالت اهي جوازه والسلام بس ترضى وتفرح اهو ياختي رضينا بالهم والهم مرضيش بينا .
امتعض وجه حبيبة وقالت :
-يعني ايه جوازة والسلام انت بتتكلمي جد يادلال ولا بتهزري ؟
أغمضت عينيها وزفرت أنفاسها ببطء .
-اعمل أي ياحبيبه تعبت من كتر زنها .
-طب اتخانقتو ليه مدام العريس هو الي رفض
ظلت دلال صامته ، لتطالعها حبيبه بنظرات تعرفها .
-متبصليش كده ايوه رفضت أحط مكياج وخرجت زي ما أنا على طبيعتي. الي عاوز يتجوزني يتجوزني زي ما أنا .
وضعت حبيبه يدها على ذقنها تهز رأسها وتقول:
-يعني هي اعتبرتك سبب في رفض الولد .
لتحرك لها دلال رأسها بنعم
-عشان كده هي زعلانه منك ؟
لتجيبها دلال :
-ايوه. (بقلم رشا عبد العزيز)
لتربت حبيبة على كتفها وساقها وتمسك يدها بين يديها تطبط عليها وتقول :
-ولايهمك يا بنت بكرة يجيلك الأحسن منه هو الخسران .
وبنظرات حزن قالت لها :
-عارفة اكتر حاجه زعلانه عليها انه شاف وشي.
استهجنت حبيبه كلامها وقالت :
-مهو لازم يشوفه دا حقه
وبخيبه أمل إجابتها :
-كان نفسي محدش يشوف وشي غير جوزي .
تألمت حبيبه لحال أبنة خالها ونظرات الكسرة التي تراها في عينيها ،
لتبتسم وتسحبها من يدها تدعوها للوقوف :
-قومي معايا الواد مصطفى بره خلينا نطلب ديلفري ونتعشى سوا بقالي كثير مقعدتش معاكو وإلا أنا موحشتكمش ؟
لتنظر لها دلال بخبث وتقول :
-طبعا سيادة الظابط خطفك مننا .
تجهم وجه حبيبه وقالت :
-بلاش سيرته الساعه دي عشان أنا مبقوقة منه.
-لا كده احنا مش هنخرج لازم تحكيلي الأول مش هقدر استنى .
لتقص عليها حبيبه كيف غير مفتاح الشقة .
لتضحك دلال على تعابير وجهها الغاضبة وتقول
-يابنتي دا بيغير عليكي .
دلال بلاش ضحكتك المستفزة خلينه نخرج نتعشى انا جعانة .
خرج الاثنان إلى الصالة لتجدا مصطفى يجلس بانتظارهما وما ان رآهما حتى ابتسم وقال :
-هي البومه خرجت من أوضتها حمد الله على السلامة.
لتنظر له دلال بوجه محتقن :
-لم نفسك ياغراب وملكش دعوه بيا .
لتظحك حبيبه على جدالهم وتقول
-يووووه. انتو مش هتبطلو ناقر ونقير بتاعكم خليكو كده كملو على ما أنادي على فرح عشان نختار الأكل الي هنطلبه .
وتركتهم بين حرب الكلمات الدائرة بينهم .
وقفت أمام باب غرفه فرح مباشره لتختفي ابتسامتها لتتسع عينيها وتقول مندهشة :
-أي الحبوب دي يا فرح؟