
بقلم رشا عبد العزيز
وكأن الصدمه قد شلتها ظلت تنظر له ببلاهه تغمض عينها وتفتحها تحاول أستيعاب ما تسمع لتقول له
_أنت قلت أي؟
ارتبك هو ثم بلع ريقه وقال
_بحبك ياحبيبه. (بقلم رشا عبد العزيز)
لتسأله مستهزئه
_ازاي واحنا مبقلناش غير شهر نعرف بعض حبيتني بالسرعه دي ازي!!
يجيبها وعينه تواجه عينها
_مش من شهر من تمن سنين
كانت هي هذه المره مندهشه فسالت.
_تمن سنين ازاي مش فاهمه.؟دا أحنا متقابلناش غير مره وحده في القسم
ليحرك رأسه نافيا ويقول
_لا ياحبيبه دا الي أنت فكراه لكن أنا من ساعه ماشوفتك في القسم ومش عارف جرالي ايه. صورتك مافرقتش خيالي... قلت دا أكيد أعجاب وهيروح لحاله..
لكن لقيت نفسي بدور على عنوانك وعنوان الكشك والاقي نفسي كل يوم
بقف من بعيد بالساعه والساعتين.. أراقبك لحد ماأتجرأت في يوم قلتلك أني جيت صدفه وطلبت أدوق قهوتك لكن الحقيقه أن كان بقالي شهرين باجي عشان أشوفك
ثم أخرج محفظه جيبه.. ليظهر لها صورتها القديمه الموجوده فيها التي يبدو أنه ألطقتها لها من بعيد
_صورتك دي مافارقتش محفظتي وكانت هي الي بتواسيني
كنت كل ما توحشيني. افتحها وأبصلك وساعات كل
مايكون عندي هم تلاقيني بكلمك واشكيلك
ظلت تنظر له بصدمه لاتعرف بما ترد عليه
ليكمل هو
_كنت ناوي أجي وافاتحك لكن حصلت حاجه بابا وقتها طلع عنده كانسر وأضطريت أسافر معاه..
وفضلت معاه فتره طويله.... أتعرفت هناك على... صفا... مامت تيم.. الي قربت مني أوي لكن رغم كدا... قلبي كان لسه بينبض بأسمك وحكيت ليها عنك... واني قلبي مرتبط.. بانسانه تانيه
واتحسن بابا.. ورجعت ادور عليكي لكني تفاجأت أن انت سبتي الكشك... ولما رحت البيت لقيت العماره واقعه ومحدش يعرف عنكم حاجه... فضلت فتره اسأل
لكن في الوقت دا بابا توفى وماما دخلت في أزمة حزن... عليه.... و اتنقلت القاهره وسبنا اسكندريه
وفي يوم اتصلت بيا... صفا.. وقالت انها جايه القاهره.. عشان عاوزه تستقر.. هنا... وطلب مني أني أكون دليلها في المرحله دي
... وفعلا فضلنا ست شهور نتكلم مع بعض لحد ما في يوم صفا . أعترفت ليا انها بتحبني... وانا كنت مفكر اني ممكن اكون نسيتك.
.. واتجوزنا.... لكن بعد فتره صفا بدأت تمل من العيشة هنا وكانت عاوزه ترجع أمريكا.. وأنا كنت رافض
.وبدات المشاكل تكثر بعد ولاده تيم.. لحد مأ خلاص انفصلنا.. وطلبت منها تسيب تيم. وتمشي... وفعلا سابت تيم... و تنازلت عن حضانته
ورجعت أنا أعيش مع طيفك... وأحلم أني اشوفك كل يوم...وأكتشفت إني محبتش غيرك..
لحد ماشوفتك في المستشفى وكأن ربنا.. رجعك ليا تاني...
حبك الي عايش جوايا من سنين
رجعتله الحياه قلبي الي كان مستنيكي وبيصبرني . بقى بيتنفض لما يسمع صوتك عيني الي ماشفتش غيرك بقت بتعد اللحظات عشان لقاكي
صدقيني ياحبيبه حبك عاش في قلبي سنين يكبر سنه وره التانيه على أمل رجوعك..أنا مش بس بحبك أنا بعشقك.
كان ينظر لها بعين عاشق.. ينتظر جوابها.
.. أما هي فكانت على النقيض
تماما أحست بأنها تختنق... لكنها حسمت أمرها ثم تنهدت.. وزفرت أنفاسها بشده. وقالت
_أستاذ أدهم أنا ممتنه لمشاعر حضرتك.... وحبك الي أنا مقدراه..
لكن أنا اسفه.... أنا ما اقدرش أقبل الحب دا
ولو كانت الكلمات سيوف لكانت كلماتها هكذا .. لقد طعنته في صميم قلبه الذي لم يعشق غيرها...ليسألها بلسان ثقل الكلام عليه ألما
_أنت مرتبطة بحد تاني.. ممكن أفهم
سبب الرفض... لو أنت مش بتحبيني عادي اديني وأدى لنفسك فرصه.. نتعرف على بعض أكثر يمكن تحبيني زي مابحبك
ولو عاوزه علاقه رسميه انا ممكن أطلب ايدك دلوقت....
أغمضت عيناها.. محاوله حجب عينيها عن عينيه المنكسره.... ودت لو لم تره نظرات عينيه المتوسله
لكنها أراده أن تنهي هذا الأمر فقالت
_استاذ أدهم انا منفعكش ولا أنفع غيرك.... أنت انسان كويس والف من تتمناك.. ربنا يرزقك بالي تستاهلك
ثم نهضت بسرعه.. وقالت
_ياريت الي اتقال دلوقت ميأثرش على علاج تيم ولا على علاقتي بيه
ثم تركته و رحلت بسرعه وبخطى راكضه كأنها تهرب منه
نظر لاثرها
أغمض عينيه وقبض على يده بشده
محاول تهدئت أعصابه عله يوقف نزيف قلبه.. الذي يصرخ بين أضلعه...
وسؤال واحد كان يطرق في باله
لماذا رفضته ما سبب هذا الرفض
*******************************************
كانت نهى تجلس في غرفة الأطباء تمسك جبهتها تدلكها لقد عاد ذلك الصداع الذي يفتك برأسها بين الحين والآخر
هذا المرض الذي لازمها منذ زمن لم ينفعه العلاج. .. فكلما هدئه عقار.. اعتاد جسمها عليه بعد فتره... ولم يعد له مفعول
_دكتوره نهى دكتور يوسف. عاوزك في مكتبه
كان هذا صوت أحدى الممرضات
_حاضر ياندى هروحله حالا
وصلت أمام مكتبه. طرقت الباب
ودخلت... تبا لهذا الصداع الذي أتعب حتى الرؤيه لديها كيف ستبصر وجهه الجميل اليوم
تقدمت بخطى متعبه ووقفت أمامه
_أفندم يادكتور حضرتك طلبتني
ليجيبها وهو يراقب شحوب وجهها. عيناها الذابله...حتى صوتها وكأنها تجاهد لتخرجه
_مالك يانهى أنت تعبانه؟ الصداع النصفي مش كده
وبصوت متعب اجابت
_ايوه يافندم.. الدوا الجديد معادش بيعمل حاجه
_تقدري تروحي يانهى. ترتاحي في البيت
_متشكره يافندم أصلي بستنى حبيبه
عشان هتبات معايا النهارده
ابتسم يوسف وقال
_خلاص براحتك يانهى خلاص روحي استريحي
وكانت تنتظر هذه الكلمات لكي تغادر فلم تعد تستطيع الوقوف أكثر
*******************************************
عادت خديجه لعملها الذي أصبحت تقضي فيه وقت طويل... محاوله الهروب من منزلها.. ومن ملاحقت مالك لها.. التي لم توقفها حتى محاوله الانتحار امامه
تأخرت نصف ساعه بعد دوام المدرسه تعد بعض البرامج الاذاعيه لاحتفال عيد الام القريب. انتبهت للوقت المتأخر وخرجت مسرعه
لكنها وأمام بوابه.. المدرسه وجدت طفل يبكي واخته بجانبه تحاول تهدئته
اقتربت منهم بقلق وقالت
_مالكم ياحبايبي. واقفين كده ليه.. واي الي مأخركم لحد دلوقت
لترد الطفله الصغيره
_أصل بابا أتأخر علينا
لتسألها خديجه مستفهمه
_ليه هو بابا الي بيوصلكو مش باص المدرسه
_ أصل أنس بيتعب من لفة الباص عشان كده بابا هو الي بيوصلنا
نظرت إلى الصغير الذي يبكي جثت على ركبتها محاوله ان تكون بمستواه... ثم مدت يدها تمسح دموعه... وقالت
_حبيبي متعيطش.. أنت بطل يا أنوس.
بابا زمانه جاي.... متعيطش ياحبيبي
أنت جميل وأسمك جميل.. ما شاء الله... خلاص أنا هستنى معاكم لغايه بابا مايوصل..
وقفت ونظرت للصغيره التي كانت جميله تبدو أكبر من عمرها وهي تعامل شقيقها كأنها والدته... وقالت
_وانت اسمك اي ياحبيبتي
_مسك. (بقلم رشا عبد العزيز)
أبتسمت لها وقبلتها... وقالت
_الله إسمك يجننن.. ياحببتي
وانتو في صف اي يا مسوكه
_أنا Kg2. وأنس Kg1
أصبحت خديجه تسألهم وهم يجيبون عليها وسؤال تلو الاخر
بدأت خديجه تنسيهم غياب والدهم حتى مضت نصف ساعه بدا الاولاد يندمجون معها حتى قالت. مسك
_أهو بابا..
لتقول خديجه وهي تحرك يدها على رأس أنس
_خلاص ياحبايبي مادام بابا وصل... مع السلامه...انا
ثم تركتهم ورحلت
*******************************************
دخلت نهى عليها غرفتها وهي تصرخ بها
_أنت روحتي الشقه تاني ياحبيبه
لتجيب عليها دون أن ترفع راسها عن الأوراق التي تدققها.
_أيوه
لتقول لها نهى تلومها
_ليه كده يا حبيبه أحنا مش اتفقنا... حرام عليكي يا حبيبه
لترفع نظرها... نحو نهى وترد بغضب
_لا ما اتفقناش...يانهى.. ومش هبطل اروح هناك وياريت تقفلي على الموضوع..
_ياحبيبه دول بقو تلات ايام في الأسبوع بعد ماكانو يوم واحد في الشهر
تكلمت حبيبه بحده لتنهي جدالهم العقيم.
_خلاص يانهى قلتلك قفلي على الموضوع خلاص.
وبعدين تعالي عاوزه أحكيلك موضوع.
تسألها نهى مستفهمه
_موضوع اي؟ رغم اني عارفه أنك بتهربي مني
لتقص عليها حبيبه كلام أدهم واعترافه... بالحب لها وكيف رفضته
نظرت لها نهى بعيون متسعه وقالت
_ياجبروتك... حد يرفض حب زي دا...
لتقول لها حبيبه. (بقلم رشا عبد العزيز)
_كده أحسن..
_ليه ياحبيبه.. دي فرصه كويسه.. الظاهر أدهم بيحبك بجد.. حاولي تدي لنفسك فرصه.. وتدي
وقبل ان تكمل نهى كلامها أوقفتها حبيبه بحركة يدها وهي تقول بغضب
_ماتكمليش يانهى..
تنهدت نهى مستسلمه وقالت
_خلاص ياحبيبه براحتك
*******************************************
لقد اقترب من حافه الجنون وهو يفكر لماذا رفضته أسبوعين مرا على لقائهما وعقله لايستوعب مايحدث..
هي غير مرتبطه كما أخبرته اذا لماذا ترفضه
. لكن منذ أن بدأ يراقبها وهو يراها تتردد على شقه معينه. وافكار سلبيه بدأت تضرب راسه
قرر تتبعها نحو تلك الشقه التي تتردد
عليها وفكره وأحده تسيطر عليه.. هل خدعته ببرائتها
هل هي أمراه لعوب.. لهذه الدرجه لتستطيع خداعه
رأها تصعد سلالم تلك العماره. ..
لتقف أمام أحدى الشقق
فتحت الباب ثم قالت
_حبيبي وحشتني أوي
لم يعرف ما شعر به... غلت الدماء في عروقه. أراد فقط اني يصل إليها
ويدقع عنقها
طرق الباب عليها بعنف
لتفتح له الباب وتفاجأت بوجوده
دفعها ودخل إلى الداخل قبل أن تنطق اي كلمه
وما أن دخل حتى صعقه ما رأه
يتبع....