
بقلم رشا عبد العزيز
دارت أفكار في رأسها لحظات وهي تفكر في سبب وجوده أمام منزلها
لكنه أرضى فضولها بسرعه وقال
_أسف يادكتورة لوكنت جيت في وقت مش مناسب بس تيم تعبان وبينادي بأسمك معرفتش أعمل اي غير أني أجي لحضرتك
فزعت هي من ما أخبرها ولم تنتظر أن يكمل كلامه أو حتى تساله كيف علم عنوانها حتى قالت
_أنا هاجي معاك حالا
ثم أستدارت نحو خالها تستأذنه
_بابا ممكن مصطفى يجي معايا
لكن وقبل ان يجيب خالها قال مصطفى
_أنا جاي معاكي يابيبه
ركبت معه سيارته التي أعجبت مصطفى الجالس بجانبه ونظرات أعجابه بالسياره و نوعيتها واسئلته التي طرحها على أدهم عن سرعتها وكميه البنزين الذي تستهلكه.. أحرج حبيبه الجالسه بالخلف لتحاور نفسها وتقول
_الله يكسفك يامصطفى هو دا وقته الراجل ابنه عيان وخايف عليه وانت عمال تساله على العربيه. (بقلم رشا عبد العزيز)
وصلو إلى المنزل الذي كان عباره عن فيلا صغيره لكنها لوقورنت بشقتهم
ستكون قصرا
لينتقل أعجاب مصطفى من السياره إلى المنزل ليدنو من حبيبه يهمس بأنها يسألها
_هو الراجل دا بيشتغل إيه؟
لتهمس له مجيبه
_بيشتغل ظابط... بس أنا سمعت أن والده كان تاجر قماش
ليقول مصطفى بستهزاء
_أدى الابهات ولا بلاش
لترد حبيبه بغضب
_وماله خالي يا استاذ مصطفى؟
ليرد مصطفى
_مالوش ربنا يحفظه بس مش زي ابو أدهم دا
لتقول حبيبه
_أخرس ياولد خالي أحسن أب في الدنيا
ليشير إليها مصطفى بعد أن طال وقوفهم على الباب
.
_طب يالا ندخل الراجل بقاله ساعه جوه واحنا واقفين بنتكلم هنا
ليأتي أدهم ويقول
_أتفضلي يادكتور.ة... أتفضل يامصطفى
دخلت حبيبه إلى الفيلا لتجد سيدة تبدو في العقد السادس من عمرها
يقدمها أدهم لها
_الحاجه أمينه والدتي...
دي دكتورة حبيبه يا ماما
ابتسمت لها أمينه وأحتضنتها. وقالت
_أهلا.. أهلا ياحبيبتي... وأخير شفتك دا تيم.. مبيبطلش كلام عنك. (بقلم رشا عبد العزيز
لتجيبها حبيبه بحب
_أهلا بحضرتك يافندم وانا كمان والله بحبه أوي
ثم التفتت نحو أدهم وقالت
_أقدر اشوفه؟
ليومئ لها محركا رأسه بنعم ويقول
_أكيد اتفضلي
لتنظر حبيبه إلى والده أدهم وتقول
_عن أذنك يافندم
أخذها أدهم نحو غرفه تيم في الطابق العلوي وما أن دخلت إلى الغرفه حتى وجدته ممد على السرير بجانبه داده كريمه ركضت نحو تيم وأحتضنته بلهفه وقالت
_تيمو حبيبي مالك ياروحي
مسحت وجهه الذي أستشعرت حرارته وأزاحت خصلت شعره عن جبهته تتحسسها فوجت حرارته مرتفعه.. أضطربت ودب القلق في قلبها.. وقالت
_تيمو حبيبي أنت سامعني؟
فتح تيم عينه بوهن ونظر اليها وابتسم لها بتعب وقال
_مامي
لسعت الدموع عينيها وأعادته لاحضانها. وقالت
_أيوه ياروح مامي
لتنظر نحو والده وقالت
_لوسمحت يافندم ممكن تساعدني ندخله الحمام حرارته عاليه لازم ننزلها الأول
أدهم الذي أسره مشهدها مع ولده
وجعله يسرح في أحلام يتمنى لوتحققت أخرجه من شروده سؤالها
تحرك نحو ولده وادخله الحمام الملحق بغرفته. لتتولى حبيبه المهمه فقامت بغسل وجهه ويديه ورجليه بالماء الفاتر وطلبت من داده كريمه
أن تحضر له ملابس جديده
غيرت ملابسه وأعاده والده إلى فراشه ثم أتصلت بدكتور عادل تستفهم منه على الحاله وعن العلاج التي تنوي أعطائه له ليملي عليها بعض الادويه التي تلائم حالته
ظلت حبيبه بجانبه تضع له الكمادات وأعطته الدواء المناسب
كان أدهم يجلس على كرسي موجود في غرفه تيم... نظرت اليه حبيبه ترى نظرات القلق الباديه عليه لتقول
_متقلقش حضرتك هو حرارته نزلت خلاص أن شاء الله مفيش خطر... ودكتور عادل طمني
لينظر لها بأمتنان ويقول
_ متشكر أوي يادكتورة. أنا لولاكي ماكنتش أعرف أعمل اي
لتجيب حبيبه
_يافندم مافيش داعي للشكر تيمو دا حبيبي
كان يراقبها ويراقب اهتمامها بولده الذي يزيد خفقان قلبه... ويسعد روحه ويتوسل للساعه أن توقف عقاربها عن الحركه فكم ينعش هذا القلب المشتاق وجوده معها في مكان واحد
كانت تمرر يدها على وجهه تيم تتحسس حرارته لتضحك فجأه وتقول
_تعرف أن تيم يشبهني.. عنده خدود شبه خدودي.. هههه
ليرد قلبه ويقول كم تمنيت لو كان طفلي منكِ كم كان ليكون محظوظاً
بأم حنونه مثلك... لكن لسانه قال
_دا ابني محظوظ أنه يكون شبه حد قمر كده
أرتبكت من كلامه. الذي يغازلها به ولم تعرف بما ترد لتفضل السكوت حتى يمر هذا الوقت وتطمئن على تيم
أما هو فأطلق العنان لعينه تتأملها وتتأمل خجلها يبتسم على ارتباكها
وأحمرار وجنتيها وقلبه يسقط أسير تلك العيون الحزينه
ذهب وعاد بقدح من العصير ليقول لها..
_ اتفضلي ياحبيبه..
نظرت له وأخذت منه العصير. الذي كانت فعلا تحتاج له ثم لفت نظرها أنه يشرب القهوه لتسأله مستفهمه
_طب ليه أنت قهوه وأنا عصير
ليرد بابتسامه
_عادي يعني أنت أكيد مش هتشربي القهوه في الوقت المتأخر دا
طب وأنت ليه بتشرب قهوه؟
سؤال طرحته عليه مستغربه اجابته
ليجيبها هو
_لا أنا متعود على شرب القهوه في أي وقت.. بس تعرفي عمري مادوقت الذ من فنجان القهوه بتاعتك
تبا له لما لايتوقف عن كلامه الذي أصبح يخنقها ليرحمها تيم عندما فتح
عينيه المتعبه وقال
_مامي أنت هنا معايه؟
لتجيب وهي تحتضنه
_حبيبي ياتيمو... أنت كويس
اخرجته من أحضانها تقبل وجنتيه
ليقول تيم
_مامي.. أنت جيتي أمتى؟
ابتسمت حبيبه وقالت
_من ساعه ما انت قلت لبابا أنك عاوزني
ليفكر الصغير قليلا ثم يقول
_ بس بابا قال أنك مش هتقدرى تجي هنا
لتقرص أنفه وتقول
_لاياحبيبي أنا عشانك أعمل اي حاجه
ليسالها هو ببراءه
_يعني تقدري تعيشي معايا هنا؟
سؤال جعل قلب والده يتراقص لمجرد الخيال أن تكون هنا في منزله تعيش معه ينعم برؤيتها وقربها
أجابت حبيبه ذلك الصغير وقالت
_لا ياتيمو ما اقدرش ياحبيبي أنا عندي بابا وماما وأخواتي. الي مقدرش ابعد عنهم
عبس وجهه وزم شفتيه وقال
_يعني مش هتيجي تاني؟
قبلت وجنتيه
وقالت أنت لما تحتاجني تعالى للمستشفى وممكن تتصل بيا أجيلك على طول... ومدام أنت بقيت كويس يابطل أنا لازم أمشي عشان زمان بابا قلقان عليه
ودعت تيم بعد أن أطمئنت عليه ونزلت لتجد مصطفى لازال يجلس ينتظرها بملل لتقول له.
_اسفه يامصطفى أتاخرت عليك بس كان لازم أطمن على تيمو
_لا مافيش مشكله بس خلينا نروح عشان بابا اتصل أكثر من مره
ليقول أدهم
_اتفضلو خلوني أوصلكم
لتجيب حبيبه
_خليك حضرتك جمب تيم وأحنا نقدر ناخذ تاكسي
ليجيبها بحده وحزم
_أتفضلي يادكتورة أوصلكم
ليشير لها مصطفى بالموافقه
عادو إلى المنزل. ولم تخفى على مصطفى نظرات أدهم نحو حبيبه طيله الطريق....
وعندما دخلو إلى المنزل قال لها
_الراجل دا بيبصلك بطريقه غريبه.. مش عجباني
لتجيب حبيبه
_ولا عجباني الصراحه
فهي لم يخفى عليها نظراته وكلماته التي ازعجتها
****************************
في اليوم التالي في مستشفى الدكتور عمر كانت خديجه ممددة على سريرها عيناها شاخصه نحو سقف الغرفه عندما سمعت طرقات على الباب. لتدخل حبيبه ونهى يبتسمون وهم يقولون
_ديجا.... ديجا
ابتسمت خديجه وأعتدلت في جلستها وقالت
_أهلا... مالكم فرحانين كده
لتقول نهى
_دكتور يوسف خلاص كتبلك على خروج
وتكمل حبيبه
_يلا بينا.. مفيش وقت
لتسالها خديجه مستفهمه
_يلا فين؟
لتبتسم حبيبه وتقول
_نعيد أمجاد الماضي ياديجا
ثم أكملت نهى موضحه
_عاوزين نخرج سوا.. ياديجا نشم شويه هوى ونرفه عن نفسنا
لترد خديجه بصوت يملأه الحزن
_معلش يابنات أعذروني بس مش هقدر سامحوني
لتقول حبيبه بحزم
_مفيش أعذار النهارده ياديجا ويلا عشان خاطري... أنا معشتش طفولتي ياديجا وعاوزه اروح الملاهي أعوض يوم من طفولتي على الاقل. ياديجا... هتحرميني انت كمان زي ما الدنيا حرمتني
رغم أنها قالت ذلك لمحاوله اقناع خديجه لكنها كانت صادقه في كل ماقالت
لان قلب خديجه قليلا ونظرت نحو شقيقتها التي شجعتها لتقتنع أخيرا وتذهب معهم
قضى الثلاثه يوم لن ينسوه ابدا.. عادوا فيه أطفالا ولم يبخلوا على أنفسهم في الاستمتاع باللعب وأكل الحلويات
جل ما كان يهم حبيبه ونهى أن تبتسم خديجه من جديد
وقد كان لهم ماتمنين فضحكت خديجه
وسرقت من الزمان لحظات انستها الام الماضي.....
ايام مرت عليهم عادوا فيها يلتقون و يتحدثون محاولين اعاده خديجه من جديد لحياتها الطبيعيه
كانت حبيبه تمشي في ممرات المستشفى عندما رأت أدهم من بعيد.. دب القلق في قلبها أن يكون حدث مكروه لتيم مشت بخطى سريعه نحوه تسأله بلهفه وخوف
_خير يافندم هو تيم جراله حاجه لاسامح الله.. تيم كويس. (بقلم رشا عبد العزيز)
تلعثم أدهم ثم قال
_لا تيم كويس بس أنا كنت عاوزك في موضوع ممكن أخذ من وقتك عشر دقايق نقعد في الكافتيريا الي جنب المستشفى
ترددت وقالت
_بس أنا
ليقاطعها هو
_ ارجوكي يادكتورة هما عشر دقايق مش هاخذ من وقتك كتير
هاهي توافق وتجلس أمامه على الكرسي يفصل بينهم طاوله صغيره
تنتظره أن يتكلم
أما هو فكان يهز قدميه بحركته غير منتظمه.. لايعرف من أين يبدأ. أخرج علبه سجائره ليدس سجاره بين شفتيه. علها تقلل من توتره.
نظر إليها لجدها تنظر إلى ساعتها بين الحين والآخر مازاد الضغط عليه..
أشعل سجارة وبدأ ينفس دخانها
لتقول هي بابتسامه قاطعه هذا الصمت
_أفتكر أن كان بينا وعد زمان بس الظاهر فيه ناس مابتلتزمش بوعودها
هدوء كلامها وابتسامتها خفف من توتره واراح قليلا قلبه الذي يصعف بداخله. و قلل من ارتعاش يده ليجيبها
_والله بصراحه انا حاولت بس فشلت
بس هوعدك تاني
لتضحك هي وتقول
_ لا بلاش لو من غير اقتناع ما منوش فايد بس بجد ياريت تحاول
أطفأ سجارته وقال لها
_أن شاءالله هحاول
ابتسمت حبيبه وقالت
_أن شاء الله خير.... استاذ أدهم همه العشر دقايق خلصو وحضرتك لسه مقلتش الموضوع الي أنت عاوزني عشانه
نظر إليها وأستجمع قواه وقال جملته دفعه واحده
_حبيبه... أنا بحبك