رواية اصفاد الحب الفصل الثاني 2 بقلم رشا عبد العزيز

رواية اصفاد الحب الفصل الثاني 2
بقلم رشا عبد العزيز


مرت الايام عليها في بيت خالها.. لكنها ورغم صغر سنها... كانت تشعر.. بأنها..ثقيله على كاهل هذه العائله التي تدبر لقمه عيش.. باصعب. الطرق.. خالها الذي.. أصبح يخرج من الفجر.. ولايعود الامساءا... منهك قدامه بلكاد تحمله.. وزوجه خالها.. التي أصبحت تقوم .. بأي عمل لجيرانها.. في مقابل النقود... تخيط الملابس البسيطه لأنها ليست خياطه ماهره... و ماكينتها قديمه..... أصبحت حبيبه... تشعر.. انها تاخذ شي.. ليس من حقها... فقضمه الخبز التي.. تأكلها اولاد خالها أحق.. بها... هذه المشاعر التي ربما تكون... مشاعر كبيره على طفله بعمرها.. لكن ربما ظروفها القاسيه جعلتها.. أكبر من سنها... اخرجها. من. دوامه هذه المشاعر نداء صوت زوجه خالها..
نجاه:حبيبه.. حبيبه.. تعالي
حبيبه:نعم يا خالتي...
نجاه:خدي يابنتي الفلوس وروحي هاتيلنا.. عشر ارغفة عيش.. من عم حسن.. بتاع الفرن.. مصطفى راح يلعب مع صحابه ولسه مرجعش
حبيبه:حاضر يامراه خالي
وذهبت... في طريقها نحو.. فرن عم حسن ذلك الرجل الطيب الذي دائما ماكان.. يرحب بها. ويعطيها رغيف زياده... هو صديق خالها.. ويعلم بقصتها جيدا....
وطيله طريقها.. نحو المخبز... كانت حبيبه.. تسمع همهمات وهمسات النسوه... في الشارع... ونظرات الشفقه التي ترها في عيونهم...
يالهي كم تكره هذه النظرات رغم أنها نظرات عطف.. لكنها تكرها.. كم تشعرها تلك النظرات بالنقص والدونيه
وهمساتهم التي كانت كسككاين تضرب قلبها
وصلت المخبز الذي رغم قربه من شقة خالها لكن طريقه بنسبه لها كان دربا طويلا.. من الحزن
حبيبه:عم حسن عاوزه عشر ارغفه
عم حسن:اهلا.. اهلا بست البنات القمر... ازيك ياحبيبه
حبيبه:الحمد الله.      (بقلم رشا عبد العزيز) 
عم حسن:المدرسه أخبارها اي.. عاوزك ترفعي راسانا وتبقى دكتوره قد الدنيا
حبيبه:ان شاء الله
عم حسن:ثواني ياحبيبه ادي لأحمد القرص... و اديكي العيش
لتنظر حبيبه. لأحمد.. الذي كان صبي في نفس عمرها تقربيا..
اعطاه عم حسن مجموعه.. من القرص
وقال له
عم حسن:خذ ياحمد ادي.. حصه النهارده... بيعهم وتعال بليل عشان تديني الفلوس وتأخذ حسابك
أحمد :حاضر ياعم حسن
غادرت حبيبه المخبز بعد ان.. أعطاها عم حسن ارغفه الخبز
وعادت.. إلى شقه خالها.. لتجد زوجه خالها تجلس مع مجموعه من  الجيران... وعندما دخلت سمعتهم يقولون لزوجه خالها
يعيني عليها.... بقت يتيمه.. واهلها عايشين
وتجيبها اخري
امهات اي ياختي. الي يسيبو ضناهم
وتكمل الأخرى.
والا المرات ابوها.. جات كسر ايديها
ربنا يعنها
دخلت حبيبه الغرفه... مع اولاد خالها.. لاينقصها سماع المزيد قلبها الصغير اتعبه القهر الشفقه والعطف
تعلم أن نجاه لاتقصد. ان تحزنها.. بالعكس ربما هي أيضا تشفق عليها
لكن تبا لهذه الشفقه أصبحت تكره
هذه المشاعر المهينه
___-------------------------
حل الصباح وذهب الاولاد. إلى المدرسه... وفي المدرسه
مس سلمى:حبيبه فين كراسه الرياضه بتاعتك... السنه الجديده باديه من اسبوعين.. وانت لسه معندكيش كراسه
حبيبه:بكره يا مس هجيب وحده
سلمى:حبيبه انت بقالك اسبوع بتقولي نفس الكلام... ولولا اني عارفه انك تلميذه شاطره كنت تصرفت معاكي تصرف تاني.... بكر اخر مهله.. ليكي بعدها هظطر اديكي للناظره
حبيبه:حاضر يامس
وهاهي تواجه مشكله أحساسها بانقص
ماذا ستفعل... كيف ستخبر خالها بحاجتها للنقود.. بعد ان رحمتها مس سناء من تكاليف الكتب والكراريس الباقيه.. لكن يبدو أنها نسيت واحد
ما تفعل... لا تستطيع أثقال كاهل خالها بمصاريف جديده فيكفيه ملابسها وملابس أولاده... اين تذهب
كان تسير.. حتى وصلت مخبز عم حسن.. لاتدري كيف خطرت ببالها تلك الفكره
حبيبه:عم حسن...
عم حسن:اهلا... اهلا.. بست البنات. ازيك.عامله ايه
حبيبه :الحمد الله... عم حسن ممكن اطلب منك طلب..
عم حسن:امريني يا ست البنات
حبيبه:احم.. عم حسن... انا عاوز أشتغل
عم حسن:اي تشتغلي ازاي؟!
حبيبه:ارجوك يا عم حسن خالي المصاريف تقيله عليه... وانا مش عاوزه أحمله زياده
عم حسن:ايوه يابنتي.. بس هتشتغلي اي وانت في السن دا
حبيبه:هبيع قرص في الشارع
عم حسن:تبيعي قرص!! وفي الشارع! ياحبيبه... طب خالك هيرضه؟ 
حبيبه:ما انا هشتغل من غير ما أقوله
عم حسن:لا يا حبيبه لا.. كده غلط يابنتي َانت... بنت ولسه صغيره
حبيبه :ارجوك ياعم حسن ساعدي ارجوك عشان خاطري انا هخلي بالي من نفسي
عم حسن:طب وهتقولي اي لما تخرجي من البيت..
حبيبه:هقول اني بذاكر مع هدى بنت حضرتك
عم حسن:بس ياحبيبه
حبيبه:ارجوك ياعم حسن
عم حسن:خلاص ياحبيبه.... خلاص بس انا هدلك على المكان الي تبيعه فيه عشان اوصي عليكي ناس هناك... عشان اكون مطمن عليكي.. وبكره اديكي قرص تبيعيهم بعد المدرسه... ولكي أجرك كل يوم
حبيبه:متشكره اوي ياعم حست..
ثم اكملت بأحراج...
طب ممكن.. تديني فلوس من حساب. الشغل.. بتاع بكره محتاجه
اشتري كراسه.. للمدرسه
عم حسن:وليه. من فلوس الشغل انا هيدكي الفوس. هديه
حبيبه:ارجوك. ياعم حسن لو مش هتديني الفلوس َمن حساب الشغل
مش هخذهم... ارجوك ياعم حسن متتحسسنيش اني شحاته
عم حسن:شحاته.. اخس عليكي ياحبيبه. ليه هو انا مش زي خالك الله يسامحك بس
حبيبه:انا اسفه ياعم حسن. بس
عم حسن:خلاص ياحبيبه خذي الفلوس.. وخلاص من حسابك وحلوه عزه النفس الي عندك ياحبيبه طالعه لخالك... بس عشان خاطري خليها المره دي هديه مني
حبيبه :حاضر ياعم حسن عشان خاطرك بس
وفعلا بدأت تعمل مع عم حسن. تاخذ. منه القرص. تبيعه.. في المكان الذي... حدده هو لها.. بعد ان تخبر زوجه خالها... انها ذاهبه لكي تقرأ.. مع هدي زميلتها
كانت تبيع القرص بشكل يومي... في بدايه الأمر كانت خائفه لكن مع مرور الوقت تعودت على ذلك إلى أن جاء ذلك اليوم الذي اقترب منها.. رجل غريب وحاول التحرش بها... ابتعدت هي لكنه ظل يلحقها كانت خائفه جدا
فقد ذكرها.  بيونس وماكنا يفعله معها... إلى أن.. ركضت.. وركضت بسرعه... شديده.  وظلت تركض وتركض.... حتى بعد ان رات الرجل تركها.. ورحل بعيدا.. لكنها ظلت تركض... وتركض.  (بقلم رشا عبد العزيز) 
إلى أن سقطت... وجرحت... ساقها
وسقط مابقى معها من القرص
ظلت تبكي وهي لاتزال ممده على الأرض.. مدت يدها ترفع نفسها من على الأرض... وجلست وايقنت في هذ اللحظه... انه لايوجد احد يساعدها.. لن يمد احد لها يده.. نظرت إلى يدها... لتجد أثر ذلك... الحرق الغائر على يدها... فعلمت انها هي فقط من تستطيع أن تساعد نفسها ليس هناك أحد اخر.. فعزمت في داخلها انها ستواصل ولن تتوقف.. وستكون ذات شأن في يوم من الايام .وهي من سوف تداوي احزانها بنفسها جمعت قطعتين القرص..
وحمد الله انها قطعتين فقط... نفظت عنهم التراب الذي لوثهم كما لوث الفقر طفولتها... .
وتناولتهم.. كوجبه لها.. واخبرت نفسها انها سوف تطلب من  عم حسن ان يخصم ثمنها من حسابها
لكن مهلا... ماذا تفعل ملابسها التي تمز قت وحذائها الذي قطع.. الا ينقصها هذا.. أيضا.. لم تهتم حبيبه بجرح قدمها. واثار الدماء البسيطه لكن اهتمت كيف ستذهب للمدرسه من دون حذاء.      (بقلم رشا عبد العزيز) 
عاد إلى عم حسن الذي تعجب من حالها
لكن قصت عليه حبيبه.. ما حصل
عم حسن:مش قلتلك ياحبيبه اهو دا الي كنت خايف منه
حبيبه:ارجوك ياعم حسن انا مش هبطل.. ارجوك... انا قدرت احمي نفسي
عم حسن:هو يصرخ بوجهها غاظبا
وان مقدرتيش.. تحمي نفسك المره الجايه هقول لخالك اي
حبيبه:لا ارجوك يا عم حسن والله هعرف. احمي نفسي.. عشان خاطري.
انا فرحانه اوي اني هقدر اخفف عن خالي
عم حسن:خلاص ياحبيبه... ادي حسابك
حبيبه:لا في قطعتين وقعه مني اخصم حسابهم
عم حسن:حبيبه اعتبريه حمد الله على السلامة.. مني.
نظرت حبيبه.. إلى ملابسها وحذائها
بحرج ثم نظرت إلى عم حسن
ففهم هو من نظراتها.. ماتقصد فقال
عم حسن:استنيني. ياحبيبه ثواني وراجعلك
جلست حبيبه على استحياء... تنتظره إلى أن عاد.. ومعه وملابس وحذاء مستخدم.. وقال
عن حسن:خذي ياحبيبه يابنتي.. دي جزمه وهدوم.. من هدي.. بدل الي تقطعو
حبيبه :انا هاخذ الجزمه بس ياعم حسن انا عندي هدوم في البيت
عم حسن:خذيهم ياحبيبه ومتكسفنيش انا لوعندي وقت كنت جبتلك جديده.
امسكت حبيبيه... كيس الملابس
واعتصرته...كانها تعتصر قلبها كي لاينزف االاماً....على مشاعر القهر التي تشعر بها... لم تلبس يوما ملابس غيرها لان والدتها كانت خياطه ماهره وكانت تصنع الملابس.لها لكنها اليوم مظطره لذلك...
أخبرت زوجه خالها التي بدأ. تشك في تغيبها المستمر بأنها سقطت في الشارع وهدى أعطت لها ملابسها...
تفهمت نجاه رغم عدم اقتناعها. بذلك
لكنها قررت.. ان تخبر خالها
--------------------------
عاودت حبيبه.. العمل لكن هذه المره في مكان آخر اختاره لها.. عم حسن... أيضا...
لكن في يوم سمعت صوت يناديها 
في الشارع...
_حبيبه
لتصعق عندما استدارت ورأت خالها
ينظر إليها بغضب شديد
تسمرت في مكانها.. وكأن قدميها قد تجمت... و الدماء جفت من عروقها
أمسك محمو ذراعها بشده. المتها....لكن ليس كألم نظرات خالها لها
محمود:بتعملي اي هنا ياحبيبه
حبيبه:انا... انا...
محمود:انجري معايا. وحسابك في البيت.. ليسحبها... خلفه من ذراعها
وعندما وصلا الى الشقه.. دفعها نحو الداخل بقوه حتى سقطت. على الارض
محمود:بصراخ وغضب
بتستغفليني. يابنت شريفه. ورايحه. تشتغلي. في الشوارع
لتشهق نجاه وتضع يدها.. على فمها فهي اخبرتها. بتغيبها لكن لم تكن تعلم انها تعمل... لكن  كيف علم هو بذلك
محمود:ردي انطقي بتشتغلي ليه انت طلبتي.حاجه وانا قلت لا
حبيبه :وهي تبكي انا كنت عاوزه اساعدك ياخالي
محمود:وهو يصرخ بصوت ارعب الجميع
وانا كنت طلبت منك تساعديني انطقي
حبيبه:وهي تبكي وشهقاتها تعلو
من غير ماتطلب... يا خالي... انا عاوزه اساعدك ارجوك ياخالي
محمود:بعد ان رق قلبه قليلا من بكائها... لكن لازال في قمه غضبه
وانا مش عاوز مساعدتك
حبيبه:وانا مش عاوز اكون حمل عليك
محمود:وهو يتعجب من الكلمه. فهي لازالت.. صغيره على هذا الكلام
وانت مين قالك انك حمل عليه
حبيبه:اهل الحاره كلهم... بيقولو الكلام دا بيقولو زودت حمل خالها
محمود:وهو يمسح وجهه بقوه... ويزفر انفاسه بشده...
ويحاول ان يطفئ نيران قلبه.. الذي يؤلمه على هذه المسكينه التي سمعت مافوق طاقتها
اقترب منها ونزل مستواها.. مسح دموعها بيديه... وقال
محمود:عمرك ياحبيبتي مازودتي الحمل... عليه.. انت بنتي يابنت انت شوفتي في يوم بنت بتكون حمل على ابوها..وانا مرضاش ياحبيبه بنتي تلف الشوارع وتبيع قرص.... امال انا ابقى راجل وقد المسؤوليه ازاي وانت بتعملي كده
حبيبه:التي ارتمت بين أحضان خالها
وقالت..
ارجوك ياخالي ارجوك خليني اساعدك
ابوس ايدك.... انا مرتاحه ومبسرطه
وانا بكسب

ثم هرولت نحو حقيبتها وجلبت النقود التي جمعتها... وقالت.. بص ياخالي الفلوس الي اكسبتها.. هشتري بيها هدوم الشتا.. وانت اشتري هدوم دلال ومصطفى.. هشتري هدومي انا بس ياخال
امسك محمود يدها وقبلها.... وبدأت دموعه تسقط وهو يسمع كلامها.. لكنه لن يسمح لها ان تكمل
محمود:معلش ياحبيبتي انا هجيب هدومكم كلكم وانت اهتمي بمدرستك
ملكيش دعوه بالكلام ده
حبييه:بس ياخالي..انا.. متفوقه وبجيب نمر عاليه صدقني
محمود:حبيبه... الكلام انتهى في الحكايه دي
***************************************
ذهب محمود.. إلى حسن كي يفهم منه الموضوع بشكل أوضح
حسن:والله يا محمود انا قلتها... انك مش هترضى لكن هي أصرت.. وقالت انا عاوزه اساعد خالي
محمود:وهو ينكس رأسه.. والدموع. تتجمع في عينيه
طول عمرها حنينه... وبتحس بيا حتى لما كانت امها موجوده.. كانت دايما تحس بيا لما اكون تعبان.. لكن لا ياحسن مش انا الي اسيب بنت اختي
تشتغل في الشوارع
الناس يقولو اي..
حسن:الناس عمرها ماهترضى عن حد يامحمود
محمود:وانا هقول اي لنفسي لما اسيب بنت اختي تشتغل وهي في السن دا... وافرض في يوم ابوها شافها.. هيقول اي مرمطها وشغلها في الشوارع
حسن:ابوها. عمر ماهيفكر فيها.. دا راجل بخيل ماصدق انه رمى حملها
محمود:ولو ياحسن.. دي طفله.. تتمتع بطفولتها والا.. تشتغل.. يعني هو انا.. هقف على لقمتها ياحسن
حسن:تعرف يامحمود من ساعه. ماحبيبه اشتغلت معايا... وانا عرفت.. حاجه... حبيبه عمرها ماكانت طفله.. حبيبه.. شايله عقل.. وفكر أكبر من سنها... دا وهي بتكلمي حسيتها بنت تلاتين سنه.... بنت جدعه بصحيح. عندها كرامه وعزه نفس.. تعرف انها تشبهك اوي
محمود:ايوه صحيح هي عقلها أكبر من سنها... بس دا مش معناه انها تشتغل
حسن:عاوز نصحتي ياصاحبي.. سبها تشتغل حبيبه زي ماقالت لك حاسه انها تقيله عليك... سبيها يامحمود تحس انها مش عاله عليك واهي بتشتغل معايه.. والمكان الي بتبع فيه امان. زي ماشفت وانا وصيت عمي شرابي بتاع الكشك الي في الشارع عليها
محمود:انت بتقول اي ياحسن
حسن:صدقني يامحمود انت لو منعتها هتكسرها.. وتخليها دايما تحسن انها عاله.. البنت عندها عزه نفس... وبعدين احنا هنضحك على بعض.. يامحمود ما انا اعرف الحال.. انت بتلم اللقمه بالعافيه... سبها تشيل شويه من الحمل عنك... سيبها يامحمود..

يتبع.....



                     الفصل الثالث من هنا 

تعليقات
×

للمزيد من الروايات زوروا قناتنا على تليجرام من هنا

زيارة القناة