
رواية عشقت فتاة المصنع الفصل الثالث عشر 13 بقلم صفاء حسنى
– قومي بسرعة، غيري هدومك وتعالي… أنا مش واثق في الولد ده، وبيلعب بيّا.
كانت زينب بتحاول تسيطر على نفسها، النفس بيطلع متقطع وصدرها بيتألم من كل كلمة، لكن صوت زياد في ودنها جه واضح وصارم:
الكلمات رجعتها من عالم كله كذب وأسرار لعالم الواقع. زينب غمضت عينيها لحظة، حاولت تركز في صوت زياد، كأنه هو الحبل الوحيد اللي ماسكها من الوقوع.
الفصل ١٣
عشقت فتاة المصنع الكاتبة صفاء حسنى
بصّت لعصام وقالت بصوت واطي:
– أنا هدخل ألبس الفستان… حاسة إني مخنوقة من البدلة دي.
عصام اتغيرت ملامحه للحظة، كأنه حس إن في حاجة غلط، لكنه أخفى قلقه بابتسامة باهتة وقال باعتذار:
– أنا عارف إن الموضوع صعب عليك… ادخلي اغسلي وشك وغيري الفستان، وأنا هافهمك كل حاجة بعد كده.
هزّت راسها وهي بتخفي رجفة في إيديها، وقامت بخطوات تقيلة باتجاه غرفة التبديل. قلبها بيدق بسرعة، عقلها مشوش ما بين عصام اللي قدامها، وزياد اللي صوته في ودنها بيشدها للواقع.
كانت اللحظة دي فاصلة… خطوة واحدة هتحدد هي ما زالت في فخ الكذب، ولا فعلاً خارجة للنور.
أول ما طلب زياد من زينب تطلب تروح على الحمام فورًا، ميعرفش ليه طلب الطلب ده، كان عايز يكون هو معاها مش عصام.
وهى متجهة للحمام، اقترب منها زياد وسحبها على الأسانسير اللي في المول.
وهى من الصدمة كانت هتصرخ، لكن لما شافت زياد شعرت بالراحة.
دخل الأسانسير وصوته معدي بين دوشة المول، وزينب واقفة ماسكة نفسها والدموع نازلة من غير قدرة تكتمها. لما قرب منها زياد وسألها بصوت خافت:
ـ آنتي كويسة؟
الكلمة دي كانت الشرارة؛ انطقت منها تنهيدة طويلة وبكت بقوة، وقعت في حضنه من غير ما تحس.
رحت دموعها تجرّ، والكلام خرج من جوّاها كله مرارة وألم:
— أنا عشت حياتي كلها كذبة… اتخطفِت وأنا طفلة من أهلي… تصدق الكلام ده؟! أنا مش مستوعبة… مرات كنت بحلم يكون ليا عيلة وسند. كنت بحس إن الراجل — جوز أمي — مش أبوي أصلًا، ومعاملته معايا وحشة وكان دايمًا يفضل ابنه عليّ.
زلّت الكلمات واحدة ورا التانية، وهي تفضفض:
— متخيلش… لما قالولي خدّوني الدار وأنا عندي ست سنين، قلت ده حضانة هتعلمنا وتقوّي حياتنا. كنت فاكرة كل الأطفال ليهم أهل بيربوهم، وكنت مستنية سعيد لما يوصل لسني. بعدين مات… وأنا عندي 11 سنة. وابتدت الدنيا تتقل.
تنهدت، وصوتها راجع خفيف:
— ولما مات… حسّيت حاجة.. يمكن غريبة، يمكن ارتياح من حد… مش لقيت غير إنّي طلعت أعيش مع أمّي اللي كانت موجودة بس في ورق؛ ولما عرفنا الحكاية إن في توأم اتسرق… الدنيا وقفت.
زياد ماسكها بحنان، كفيها إيده على ظهرها كأنه عايز ينقللها من البرد الجواها:
— خدي نفس. إنتِ دلوقتي هنا، ومفيش حد يقدر يزعجك .
رفعت وشها في وشه، عيونه فيها حزن
أكمل حديثه
— اسمعي، أنا معاكِ. مش بس كلمة. دلوقتي هنطلع وتقولي ل عصام إنك هتروحي عشان تعبانة
إستغربت زينب
أروح فين أنا في القاهرة وهو عارف انى مخطوفة يعني إنت كدة بتكشف خطتك
تنهد بجد
— وميفرقش معايا أنا هقدر أوجه أي حاجه خطوة خطوة. بس الأول لازم ترجعي تبصي لنفسك، تشربي مية، وتلبسي الفستان اللي أشتريته ليكي. أنا واقف برا، ومحدش يقدر يمس شعر منك
زنّور الأسانسير فتح، وصوت الناس في المول رجع أزير حوالينهم، لكن في اللحظة دي كانت الدنيا بسيطة: امان ، وعد، وخطة صغيرة تبدأ من خطوة واحدة.
زينب مسحت دموعها بصعوبة، شدّت نفس، وبلعت كلمة لكن عينها قالتها:
— أنا خايفة.
زياد بادرها وهمس:
— أنا معاكي. بس محدش هنا هيلعب بيكي تاني.
طلعت من الأسانسير وهي ماسكة شنطتها، ورجليها لسه مرتعشة. زياد واقف بجنب باب الحمام، كأنه حارس وراها — مش فاضح ولا متسلط، بس حاضر.
لكن افتكرت حاجه زينب وقفت متسمّرة مكانها، المية لسه بتنقط من وشها،
– انت هنا ليه؟!
ابتسم زياد بخبث هادي وهو بيقرب خطوتين وقال:
– قبل ما تخلعي هدومك لازم تضغطي زر تقفلي بيه الكاميرا… أو تبلغيني.
عينيها اتسعت بصدمة:
– حضرتك قولت لي أغيّر هدومي… فـ أكيد قفلت الفيديو!
ضحك زياد وهو بيهز راسه بالنفي :
– صعب يا هانم… القصة مش كده. لازم أكون قريب منك وأبلّغهم يقفلوا الكاميرات. وخصوصًا والشخص ده… موجود حوالين المكان.
اتسمرت زينب لحظة، حسّت إن كل حاجة حواليها بتتسحب منها، وإن زياد هو الوحيد اللي واقف كأنه خط الدفاع الأخير.
رفع إيده بهدوء ناحية الباب وقال بنبرة جادة:
– يلا، أنا واقف برا. البسي الفستان بسرعة… وبعدها هتفهمي الموضوع كله.
سابت نفسها تاخد نفس عميق وهي بتحس إن خطواتها مش ثابتة، لكن جوّاها إحساس غريب بالاطمئنان لأول مرة من ساعة ما دخلت المكان.
الممر فى المستشفى هدى من حوالينهم، وورق الدفتر في إيد ياسمين كان بيترعش. مومن خد الصورة من إيديها وقَرَأ الإشاعة والورقة اللي طلعوا من تحت الغلاف الجلدى، وشه اتغيّر قدامهم كلهم.
ياسمين شالت نفسها وصوتها هادئ لكنه مليان حزن وندم وقالت بصوت كاد يتحطم:
أنا عندى بنت يا محمد عندنا بنت
محمد كان مصدوم
بداء يقرأ مع مومن الورقة
– أنا خوفت الدفتر يوقع في إيد حد منهم… عشان كده خبّيت السر جوّه الغلاف الجلدى.
مومن بتركيز قرا السطور، وبترتجف إيده وهو يطالع في الجواب. بعد شوية رفع راسه وسألها:
– ليه؟ ما قلتيش لحد؟ ده ممكن يغير كل حاجة!
وكانها عارفة انه يسأل السؤال ده وردت في الرسالة
– سبحان الله… ده اللى كنت بعمله زمان أنا وإيمان وإحنا صغيرين. كنا بنخبي حاجات مهمّة جوّه حاجات تافهة، عشان لو حصل أي حاجة ترجع.
– لما دخلت السجن وبدأوا وانا معا عمتى … عرفت منها الحقيقة وكنت خايفة أقولك وقتها — لو قلت يمكن يبقوا ضغطوا عليك أنك فى يوم ترجع ليا
…
مومن مسك الدفتر بيده بقوة، وصوته بدأ يتهدّج:
عند ياسمين ومحمد وابنهم مؤمن، كانوا مصدومين من اللي قراوه.
مسك مؤمن الورق، فتح الأشعة وقرا الكلام اللي مكتوب بخط إيد رهف.
"
الصدمة وقعت على التلاتة مرة واحدة.
مؤمن رفع عينه عن الورق، صوته مخنوق:
– يعني… رهف كانت عارفة من زمان وخبّت؟!
ياسمين مسكت راسها، وقلبها بيضرب بسرعة:
– لأ… دي مش رهف اللي نعرفها. دي كانت عايشة جواها نار.
محمد شد الدفتر من إيد مؤمن، عينه ضاقت وهو يقول:
– هى كتابه. "عمتي"؟… يبقى في سر أكبر من اللي مكتوب هنا.
فضلوا ساكتين لحظة، والجو اتقل عليهم، كأن صوت رهف لسه بيرن حوالينهم من بين السطور.
–
الكاتبة صفاء حسنى
---
طلب مؤمن من الكل يهدي:
– إحنا لازم نروح دلوقتي ونشيل العيال من هنا. اللي خطفوا أختي زمان وخطفوا إيمان… ممكن يخطفوا أولادي كمان.
سكت لحظة، وبعدين كمل:
– استنوا… في حاجة مش داخلة دماغي. ليه خطفوا أختي الأول؟ وبعدها بخمس سنين خطفوا إيمان؟! وبعد كده… زي ما بيقولوا… حقنوا العينة اللي كانت في رحم إيمان في رحم رهف! طب ما كانوا خلصوا من الأول وقتلوا الأطفال قبل ما يتولدوا؟ ليه لعبوا اللعبة دي؟!… إلا لو في ندم، أو في لغز أكبر.
تنهد محمد، ووقف جنبه عماد، عينيهم بتلمع بذكريات الماضي.
قال عماد وهو متأثر:
– يبقى أكيد خطفوا كمان ابن محسن… هما بينتقموا عشان إحنا انشقينا عنهم وماكمّلناش معاهم.
مؤمن اتفاجئ بدهشة:
– مش فاهم!
ابتدى محمد يوضح:
– بص يا مؤمن… أنا وعماد وصديق تاني اسمه محسن… كنا مع بعض في الجامعة، في أول شبابنا. وقتها كانت السياسة في حياتنا زي الأكل والشرب. بعد النكسة واستعداد البلد للحرب… الأحزاب كانت شغّالة، والكل عايز يثور. إحنا في البداية انضمينا لتنظيم خطير، سنتين تقريبًا وإحنا جواه.
أخد نفس طويل وكمل:
– لكن بعدين فهمنا إن ده مش طريقنا. قررنا نشتغل على نفسنا ونبني حياتنا بعيد عن الحركات دي. أنا اخترت أكون قاضي… وتعبت على نفسي. عمك عماد دخل حزب الوفد، وفضل لحد ما بقى نائب وزير.
مؤمن سأل:
– والصديق التالت… محسن؟
محمد بص لتحت وقال:
– للأسف، محسن استمر معاهم فترة . بعدين اتقبض عليه واتسجن. ساعتها كنت لسه محامي، وهو طلب مني أكون محاميه. كنت عارف إنه ندمان، لإننا كلنا كنا في كلية حقوق… وهو اختار طريق غلط. وقفت معاه لحد ما خد براءة. وبعدها كره نفسه، وقرر يسافر يشتغل برا… عشان الناس تنسى إنه كان متورط في قضية بالشكل ده.
مؤمن أخد نفسه وقال بجدية:
– يبقى لازم أوصل ليه. مش مستبعد إنه لما سافر يكون فضل معاهم أو على الأقل يعرف أي حاجة. وأنا كمان لازم أروح السجن وأواجه الزفتة… عمة رهف.
وقف لحظة، وصوته اتغير وهو بيبص لهم:
– بس قبل كل ده… لازم إيمان وأولادي يكونوا في أمان. وكمان… لازم أعمل تحليل نسب لمراد وحياة. أنا بدأت أشك إنهم لعبوا في حياتنا أكتر مما نتخيل.
بالفعل، طلب مومن سيارتين إسعاف: واحدة تنقل أمه اللي تعبت، والتانية تنقل إيمان.
كان هو قاعد جنب إيمان ومعه الأطفال، بينما حياة ومراد كانوا مع منى وعماد.
استغربت منى وهي تبص لعماد:
– أنا مش فاهمة حاجة… ليه استعجل مومن ونقل إيمان قبل ما تفوق من البنج وتمشي على رجلها؟ وليه صمم يودّيها بيت أمه مش عندي؟
تنهد عماد وقال بهدوء:
– هاحكيلك… بس مش دلوقتي. يلا نركب وراها، ناخد حياة ومراد ونروح. بعد كده كل حاجة هتفهميها.
ركبت منى جنب عماد، وسعاد وحسن قعدوا ورا ومعاهم حياة ومراد. كلهم كانوا ماشيين ورا عربية الإسعاف لحد ما وصلوا الكمبوند.
السيارات وقفت قدام عمارة كبيرة.
نزل عماد من عربيته وهو مستغرب، وراح سأل محمد:
– إحنا جينا هنا ليه؟ مش المفروض على بيتك؟
محمد وضّح بابتسامة:
– دي فكرة مومن… قال لازم كلنا نعيش في عمارة واحدة. كل واحد في دور. كفاية اللي حصل… مش ناقص وجع قلب تاني.
سعاد طلبت بتردد:
– طيب حضرتك… أنا وابني نرجع بيتنا.
محمد بص لها وقال بهدوء:
– كل عفشك وحاجتك اتنقلت هنا يا أم حسن. ومتقلقيش… شقتك هتكون بفلوس شقتك اللي هناك.
هزت راسها بالرفض:
– بس المكان هنا غالي… عمر شقتي ما تجيب نص تمنه.
ابتسم محمد:
– مش زي ما متخيلة… ده كمبوند خاص بالشرطة. مومن كان مقدم على شقة ليه هنا، وبعدها طلب مني أشتري في نفس العمارة. وقدمت الطلب، دفعت الفلوس، وتمت الموافقة.
مد إيده بمجموعة مفاتيح:
– كل واحد ياخد مفتاح شقته. العمارة أربع شقق:
الدور الأرضي للحاجة سعاد وابنها.
الدور الرابع للأستاذ عماد ومراته وبنته.
تنهدت ياسمين من التعب وقالت:
– الرابع!… ده مفيهوش أسانسير.
ضحك محمد وهو يهزر:
– طبعًا فيه… أنا ومراتي هناخد الدور التاني. ومومن وأولاده في التالت، يبقى في وسطنا. الباب الحديد تحت، وكل واحد معاه نسخة. وبعد كده كل واحد يبيع شقته الأصلية ويجيبلي فلوسها. مفهوم؟!
قالها بطريقة فُكاهية خلت الجو يخف شوية.
في اللحظة دي بدأ التمريض يطلع إيمان على كرسي متحرك، وبعدها ياسمين برضه بالكرسي داخل الأسانسير.
ولما كل واحد دخل شقته… لاقى العفش واصل ومترتب كمان.
بص عماد لمحمد بإعجاب:
– امتى لحقت تعمل كل ده؟
محمد ابتسم وقال:
– أنا فوجئت إن مومن مجهز كل حاجة. جاب ناس من الشغل ساعدوه. هو كان شاري الشقق وطلب مني أبعت الفلوس على حسابهم، وده اللي عملته. وكمان طلب من مساعد عندي في المكتب يعلن عن شققنا القديمة للبيع. أول ما ييجي زبون… كل واحد منكم ياخد فلوسه. فاهم يا صاحبي؟
ضحك عماد وقال وهو يربت على كتفه:
– حاضر يا صاحبي.
---
بعد ما كل واحد استقر في شقته…
مومن طلع موبايله واتصل بزياد.
زياد كان واقف برة أقدم الحمام ، منتظر خروج زينب، والموبايل رن في إيده.
رد بسرعة وهو متحفّظ:
– أنا في مهمة يا مومن.
ضحك مومن من الناحية التانية:
– لسه مع زينب؟ المهم مش هعطلك… أنا بس كنت عايز أشكرك.
سكت لحظة وبص حواليه، وأضاف:
– والله مش عارف أشكرك إزاي… الخدمة اللي عملتها دي كبيرة. لولا وساطتك ماكنّاش خلّصنا ونقلنا بالسرعة دي.
زياد رد بجدية:
– خلينا في المهم… عاوز إيه دلوقتي؟
تنفّس مومن بعمق وقال:
– محتاجك تدور على اسم واحد… اسمه محمود السيد محمد رضا. ضروري جدًا.
في اللحظة دي اتغير صوت زياد، وانصدم:
– إيه؟! بتسأل عن الاسم ده ليه؟
مومن بدأ يحكي باختصار اللي قراه في الورق والصور اللي كانت مخبية رهف في دفتر ، وبعت نسخة لزياد عشان يشوف بنفسه.
زياد كان ماسك الموبايل عينه متسعة من الصدمة… وفي نفس اللحظة خرجت زينب من المحل.
وقف مكانه وهو شايفها، عينه رايحة جاية بينها وبين الموبايل، كأن الدنيا اتلخبطت فجأة بين السر اللي سمعه… والوجه اللي قدامه.
فكّر زياد شوية، وبعدها قال لمومن بصوت هادي لكنه حاسم:
– ممكن خدمة يا صاحبي؟
ابتسم مومن وهو بيرد بحميمية:
– إنت تأمر يا زياد… مش كفاية إنك ساعدتني وقدرت أنقل في يوم واحد؟ دي كانت فكرة في دماغي مجرد حلم… إنت خليته حقيقة.
ابتسم زياد بخفة:
– أحلامك مجابة يا صاحبي… بس دلوقتي محتاج أجيب زينب عندكم.
اتسعت عيون مومن باستغراب:
– إيه؟! مش كده هتبوّظ الخطة؟
هز زياد راسه نافي:
– بالعكس… وجودها معاكم أمان. ومتخافش، أنا هتصرف. أنا أصلاً كنت عامل حسابي، لكن كنت هاسكنها مع بنت شغالة معايا. بس بعد ما ظهر "الزفت" ده… بوّظ كل خططي.
شد مومن نفسه وسأله باهتمام:
– مين "الزفت" اللي ظهر؟ فاهمني طيب.
تنهد زياد وقال بجدية:
– أجيلك وأحكيلك كل حاجة… وبالمرة أفهم القصة اللي إنت حكيتها. كمان أروح معاك عند العقربية… عمة رهف. واضح إنها عندها أسرار كتير… والخيوط كلها متشبكة عندها.
---
غسلت زينب وشها وهي بتترعش، ومسحت الكحل السايح وظبطت مكياجها بسرعة. بعد كده خلعت هدومها ولبست فستان حرير باللون الأحمر القاني، ضيق من عند الخصر وواسع من تحت لحد الركبة، بسيط وأنيق، وكتافه مكشوفة بشكل يخطف الأنظار. فوقيه لبست بوليرو أسود قصير من الدانتيل الناعم، مغطي كتافها ورقبتها بحركة رقيقة.
أول ما فتحت الباب، زياد اتصدم وهو بيشوفها، حس قلبه هيطلع من مكانه.
زياد بدهشة: "إيه ده!.. مش هو الفستان اللي أنا اشتريته ليكي؟"
شهقت زينب وهي حاسة الدم بيتسحب من وشها: "نعم؟