رواية زهور بنت سلسبيل الفصل الرابع والتسعون 94 بقلم منى عبدالعزيز

           

رواية زهور بنت سلسبيل الفصل الرابع والتسعون 94 بقلم منى عبدالعزيز



زهور بنت سلسبيل. احيانا الظروف تضعنا قدام اختيار صعب والاصعب لما تفتكر انك اخترت صح وتصدم بإن لحظة تفكير كانت  ستغير حالك من حال الى حال. 

ــــــــــ

بعد رحيل المأذون ووائل من الغرفة  نظرت زهور لجنات التى انهارت من البكاء تقترب منها وتحدثها بقلة حيله بكلمات مواساة لها لتبتلع رمقها بخوف وجسدها ينتفض مع كل كلمة 

تقولها جنات لتشرد فيما تسمعه. 

جنات:  شفتي ياجنة اللي حصل لينا شفتي ليه بابا الله يرحمه كان دايما يقولنا خايف عليكم لَمَّ اموت يستضعفوكم لان مالكمش اهل  وعائلة واعمام يخافوا عليكم ويحموكم 

و تتبهدلوا من بعدى اهو كل كلمة بابا قلقها حصلت. 


زهور: ممكن تهدى وبلاش تحركى ايدك بالشكل ده غلط على الجرح. 

جنات:  أهدى أهدى ازاي وليه انتي مش في ظروفنا يتامه ومناش حد يدور علينا ويدافع عننا لا لينا اب ولا اخ ولا عم حتى الراجل لابونا وصاه علينا، وأكتر حد عارفنا وعارف تربيتنا صدق الكلام  علينا. 

زهور:   ليه بتقولى كده  احنا ظروفنا زى بعض.

جنات وهى تحرك يدها بصعوبه:  ماتقوليش زى بعض دي انتِ مش زينا ولا ظروفك نفس ظروفنا ممكن نكون يتامه  زى بعض آه لكن شوفي نفسك جاية مع مين وايه اللي جابك من الاصل من وقت ما دخلتي علينا وانتي بتمدحي بجدك واولاد عمامك وانهم استحالة يغلطوا   .

قوليلي لو حصلك نفس ال حصلنا ممكن كنتي تجوزي بالشكل المهين ده طبعا لا عارفة ليه لانك عندك اهل جدك وعمامك وولاد عمامك ، هيقفوا جنبك هيحموكي  ابسط حاجة هيعملوها هتتجوزى واحد فيهم خوف عليكِ

شوفي انتي نفسك اقنعتنا نوافق على الجواز وقلتي بنفسك ان زين كلم جدك على طلب ايد جنة عملتي ده خوف علينا ولا على ولاد عمك دمك ولحمك، كنتي عارفه بطلب زين معنى كده انكم كعائلة اتكلمتم  وأخذتم رأي بعض انا واختى حصلنا ايه تجبرنا نتجوز عشان منتفضحش هندخل عائلة مش راضين على جوازه مفروضة عليهم هندخل منبوذين من قبل ما يعرفونا هندخل خطافين ولادهم  ، سيبك من كل ده أنا وضعي ايه مع واحد لا بيطقني ولا بطيقه، لو في يوم واليوم ده جاي جاي قل مني ولا هاني هعمل ايه وقتها ،  وساعتها هروح فين ومين هياخدلي حقي منه  ولو طلقني ورماني هروح فين هينفع ارجع هنا تأتي للبلد اللي هنوني وشكوا فيا انا واختى  تفتكرى هيقبلونى بنهم ولا هينبزوني ويخافوا مني وهبق عرضه لكلاب السكك والف مين هيطمع فيا. 


جنة تضم شقيقتها ويبكيان قهر على حالهم، زهور حاولت ان تتحدث انعقد لسانها جلست على طرف التخت بعد ان أصابتها رجفه قوية بجسدها وقدميها هالميتين،تعيد حديث جنات في رأسها، تذكرت كم مرة احلام قصت أمامها كم عانت من موقف مشابه كم مرة  هى عانت  من نظرات الناس إليها تذكرت قبل يومين ما حدث لها ومحاولة عاصم بأذيتها من أنقذها منه لما أتت البلدة منهارة مما حدث كيف رقبتها غادير تحميها  دون ان تظهر حالها لها،  جدها لم يتحمل واتى  اليها 

منذ صغرها وأحلام بجوارها، تحميها وترعها وتدافع عنها، لو حدث  أمر مشابه لها  يوجد عائلة ستحميها هناك أحلام ستقف جوارها وتدافع عنها،  هنا اصبتها قشعريرة  كم كانت تائه وكلمات جنات أعادتها كم كانت ضعيفة والآن أصبحت قوية بعائلة تخاف عليها وسعداء بوجودها بينهم، ستعيد حساباتها وتستظل بظل تلك العائلة. 


ـــــــــــــــــ 


زايد:  مش هقولك متبكيش ولا هقولك متزعليش الوجع اللي جواكِ  احساس  الظلم  طعمه  صعب اوي اوي، هقولك حاجة واحدة  متتنازلش عن حقك من زاهر ولا حقك فيه ستين متجوزاه وكتير اتحملتي طريقته  بلاش تضيعي حبك واللي شايفه هو كمان حبك اوي، البنت ملهاش ذنب الظروف وضعتك انتي وهي في الوضع ده  وعشان كده متدخليش معها في تحدي ولا تتنازلي عن زاهر،  ابني وعارف دماغه وتفكيره  مش بيجي بالعند خدى حقك بمكر الانثى  هو استحالة هيطلق وحده فيكم غير بمزاجه حتى لو متممش جوازه من وحده فيكم وممكن يتحوز واحده غيركن لكن ما يعملش حاجة غصب عنه لان جوازته الاتنين كانوا من غير رضاه. 


غادير ببكاء:  وانا هستحمل على كرامتي ال حصل ده ازاي ووجع قلبي ده هستحمله ازاي. 

تصمت مع فتح باب السيارة ودخول والدها زيدان. 

زيدان:  أسف يا بنتي مقدرتش امنع ال حصل واعترض على الجوازه دى مكنتش أقدر أكسر كلام جدك ولا اعترض بس انا معاكي و هقف جنبك في اي قرار هتاخديه  حتى لو كان الطلاق  . 


غادير:  تبعد عن عمها زايد  وتجفف دموعها  :  متحملش نفسك ذنب يا بابا انا هعمل بنصيحة عمي ومش هتنازل عن حقى، صحيح البنت ملهاش ذنب لكن إستحالة هتنازل عن حقى ولا علي كبريائى، وطلاق مش هطلبه انا هخليه يندم انه عاند ورفض يطلقنى من البداية. 


زايد:  كده انتِ ماشية على الطريق الصح بلاش تخرجى مهزومة، اخرجى منتصرة وقوية. 


ظل الثلاثة قابعين بالسيارة يتحدثون حتى  وجدو أهل البلدة يرحلون أمامهم  وخروج حمزة وحازم  بحالة مزرية  ترجل زايد وزيدان من السيارة  وبصوت مكظوم من شدة الغضب 

زيدان: أهلا بفخر العائلة أهلا بالناس ال مشرفنا،  ده منظر تخرجوا بيه مش مكسوفين من نفسكم تخرجوا كده افرضوا عديتم على لجنة في الطريق  هتقولوا ايه على القرف ده. 


زايد:  هم يبكى وهم يضحك انا واخويا عندنا نفس البلوه ولادنا احنا الاتنين أسواء من بعض والبنات رجاله عنهم

، قولولي يا بهوات معاكم لبس ولا لا،وفين العرسان مطلعوش ليه هم كمان عشان الزفة تكمل  

حازم ببلاهه:  أيوه معانا اهو، زين وزاهر بيغيروا جوه . 

يرفع يده بحقيبة ويشير على يد حمزة بأخرى. 

يضرب زيدان يديه فى بعضها وبحده لاذعة بالحديث:  

ادخل يا عبقرى زمانك منك ليه غيرو هدومكم  المقطعة دي وتعالوا كفاية فضايح لحد دلوقتي. 


انتهى عقد القران وذهب الجميع  إلا من الشيخ على ووائل

مد الجد يده يصافح كل منهما محدثهم:  كان نفسي اتعرف عليك ياشيخ على انت والعمدة في ظروف أفضل من دية وإن شاء الله تشرفونا بزيارتكم الكريمه في البيت نتشرف بيكم وبالمرة تطمنوا على البنات. 


الشيخ على: ان شآء الله  معرفة خير والجواب باين من عنوانه يا سيدى الفاضل ومن كلامك مطمنين على بناتنا. 

وائل:  الشيخ على من أنظف الناس اللي ممكن تعرفها وتتعامل معها زمان وقف مع الست أحلام وزهور وجبلهم حقهم من البلد كلها. 

وقف الجد يصافحه ويشكره على ما فعله في الماضي مع حفيدتة واليوم بإنقاذه أحفاده، يستأذن الشيخ ويرحل مع وائل تاركين الجد واحفادة. 

الجد:  دلوقتي احنا هنرجع البيت وأكيد الدنيا هتقوم مش هتقعد ومنظار كم المشلفطه دي  هتخلي شكل البنات مش كويس وده طبعا هيكون عندهم حق فيه، وخصوصا آيات لما بنتها الوحيدة ترجع بضرة وهي لسه ملبستش فستان الفرح، ولا جدتكم وصدمتها في عزوتهم أولاد ابنها وهم داخلين عليها بالشكل ده ولا كمان متجوزين جوازه بفضيحة،  أنا مشفق على البنات من المعاناه اللي هيشوفها  منكم ومنهم،  وانت يا دكتور يا جهبذ عارف وضعك أكيد بقيت جوز الاتنين هتعرف تسيطر ولا، مع ان منظرك واضح لكن اهو عندى أمل.


اتي زاهر يتحدث  يسكته الجد:   اسكت متقطعنيش مفيش وقت يدوب نلحق نمشي  عشان اشوف اي مصيبة جديدة هتحصل النهارده ما انا بقيت عايش عشان اصطبح ببلوه وتمسي بمصيبة،  أخرجوا استنوني بره على ما اتكلم اطلب من زهور  تيجي مع البنات . 

خرج الشباب زاهر يكاد ينفجر من الغيظ وزين شارد في حديث الجد مع انه حقق رغبته بالزواج من جنة الا ان خوفه مما أت ورد فعل والدته وباقي العائلة أوجس ريبة بداخلة. 

فور خروجهم اشتعل زاهر غضبا متمالك نفسه وعينه على القابعة بالسيارة. 

زايد باستهزاء:  حازم حمزة مش تغنوا للعرسان وتزفوهم  زفة ملوكي تليق بيهم وبيكم ومتنسوش تغنوا خمسي وبخرى 


زاهر:  بعد اذنكم، تركهم ينظرون بأثره ودلف للسيارة بجوار غادير التى فور رؤيته يخرج من المنزل قادم  ابعدت عينها تنظر من الجهة الأخرى من النافذة،  لتنتفض وهي تسمعه يحدثها  وينهرها. 

زاهر:  انا مقدر وضعك وعارف  الجرح اللى جواكِ  ومش هكدب عليكِ كل ال حصل كوم وعدم ثقتك كوم تاني،  مش هنكر واقولك معملتش كده لا عملت وبدلت للبنت هدومها فعلا وشفت جسمها ولحظة ضعفت لكن انتبهت لحالى واستغفرت ربنا وكملت تغير ليها واول ما دخلوا عليا الاوضه خبتها بحضني لحد ما شديت الفرش وغطتها بيه،  هتسألي نفسك لما أنا بريء ليه اتجوزتها طالما برئ كلام جدك وعدم ثقته فيا وتشكيكه في نيتي ومدنيش فرصه افهمه، لما خرجت من الاوضه وشفتك قدامي كنت مستنيكِ تقولي انك جنبي و مصدقه اني معملش كده لكن خذلتني وأنا وقتها كنت هرفض الجواز قدام اهل البلد كلها لكن كلامك خلاني عندت وكملت. 

غادير بصوت مرتجف حاولت تظهر قوتها :  هههه كعادتك طلعت انت مظلوم وانا وجدك ظالمينك  مصدقناش براءتك  اوك  ناوي على ايه بكلامك  يا دكتور مظلوم. 

زاهر:  غادير اسلوبك ده مش عليا وناوي على ايه هتعرفي بعد شوية. 


يخرج من السيارة مغلق الباب بعنف  جعلها تنتفض  يسير بإتجاه والده وعمه. 


زاهر:  لو سمحت يا بابا ممكن تليفون حضرتك  محتاج اعمل مكالمه قالها  بغتة  خلف والده  ليلتفت له بحده. 

زايد:  خبر ايه يا عريس مش تتنحنح وتعمل صوت بدل ما  تفزعنا كده حتى بيقولوا اني مريض قلب والخضة وحشه عشاني. 

زاهر:  لو سمحت يابابا  بلاش تريقة أكتر من كده الموقف معتش  يتحمل ياريت بعد اذنك  تدني التليفون  وبعدها اتريق للصبح. 

زايد  للاسف يادكتور انا تليفوني مش معايا تقريبا مع جدك أخذه من وانا بالمستشفى  . 

زاهر يلتفت لعمه:  بعد اذنك يا عمي ممكن تليفونك. 

زيدان بإشمئزاز دون أن يرد عليه مد يده يعطيه  الهاتف  وعاود النظر لزايد الذي ربت على كتفه بحب وتقدير. 


أخذ زاهر الهاتف وابتعد خطوات  عن أبيه وعمه  التفت حتى يتأكد من عدم  اقتراب أحد منه وسماع حديثه، يأتيه صوت الطرف الآخر يتحدث معه قليلا ثم  اغلق الهاتف واتجه لعمه يعطيه الهاتف وشكره وابتعد  خطوات قرب السيارة بين الحين والآخر ينظر لاغادير التي تتلصص النظر إليه وكلما التقت عيونهم تتهرب منه بالنظر للجهة الأخرى،  يهز راسه  ويبتسم على طفولتها. 


ــــــــــــــــــــــــ

توجه الجد  قرب الغرفة دق الباب  لتنتفض الفتيات خوفا وزهور التي كانت شاردة  تقف  تسير تجاه الباب تتحدث بصوت ضعيف  تسأل من خلف الباب  يأتيها صوت الجد. 

تتنهد براحه تفتح باب الغرفة  . 

الجد:  ياريت يا زهروان  تجيبي البنات وتتفضلوا عشان هنمشي. 

قالها والتفت للخلف قليلا  . 

زهور بتردد خطت خارج الغرفة  حاولت منادته مرات متتالية لتنجح أخيرا في نطق كلماتها:  جدي لو سمحت ممكن تس. 

يقطعها الجد بعدم تصديق :  بتقولي ايه عيدي اللي قلتيه. 

زهور تبلع ريقها:  جدي لو سمحت  ممكن تدخل للبنات  تكلمهم وطمنهم وتعرفهم  انك هتقف جنبهم  وتحميهم وهتعملهم على أنهم أحفادك. 

الجد  بسعادة  يسحبها لحضنه:  أنا سمعت كويس ولا يتهيألي انك أخيرا  قولتِ  جدي.  

زهور تومئ برأسها  بنعم:  أنا انا. 

الجد  :  قوليها يا حبيبتي  قوليها مرة تانيه. 

زهور تتثبس به وبكاء:  جدي جدي. 

الجد أخرجها من أحضانه كور وجهها بيده قبل جبينها عدة مرات بسعادة،  أنتِ تؤمرى يا حبيبتي مع ان كنت ناوى نكلمهم قدام العائلة كلها بس طلباتك أوامر تعالي معايا نكلمهم سوى. 

دخل الجد للغرفه محمحما تعتدل الفتيات  يستمعن كلام الجد:  الجد اولا السلام عليكم  ثانيا أنا عبد الرحيم الغمراوى جد زهروان وان شاء الله  هكون جدكم انتم الاتنين كمان 

قبل ما نتكلم  ممكن نتعرف على بعض. 

جنات تهز رأسها بالموافقة تزيح دموعها التي تسيل دون توقف من أسفل وجهها بحرج من كثرتها:  أنا جنات واختى جنة. 

الجد:  عاشت الاسامي ياجنات ويا جنة  تسمحولي اقعد معاكم ونتكلم كلمتين  ممكن تسمعوني ، اولا هطلب منكم  تنادوني  بجدكم ثانيا أنا رجل مؤمن وعندي قناعة إن ربنا بيسبب الاسباب لحكمة عنده يعنى هحكلكم حاجة بسيطة امبارح زين كلمنى على طلب ايد جنة مش هخبى عليكم أنا في البداية  قلت بلاش اضغط عليه واسيبه  يفكر في الموضوع  ويتأكد من مشاعره وانا الكلمة الاولي 


والأخيرة ليا هعرف اقنعة بنفسي بعد كدة ان الجوازة دى مش متكافئة مش عشان عيب فيكم لا سمح الله  لا عشان استحالة وحدة فيكم هتقدر تسيب اختها وتبعد عنها  كام بيت مش مدينة تانية، تخيلوا تدبير ربنا المشكلة اللي جم احفادي هنا بسببها اتحلت وخلاص ساعات و يسيبوا البلد من غير ما حد يعرف 


زي ما جم  محدش حس بيهم وسبحان الله العبد فى التفكير والرب في التدبير حصل الحصل واهو اتجوز تم أحفادي وبقيتم من عائلتي وزيكم زي اي حفيدة ليا اللي يمسهم يمسني ولو حد زعل وحده في يوم أنا هقفله وهأخد حقها منه وفي نفس الوقت حفيدتي  مطالبة انها تحترم الكل وان كل بيت فية مشكلة وأفراحه وأسراره مطالبة تكون جزء من كل ده مش تختار جزء واحد وتسيب الباقي. 


والأيام كفيلة تأكد لكم كلامي انتم التلاتة،نيجي لجنات لازم تعرفي ان وضعك صعب عن جنة لسببين الاول المشاكل بينك وبين زاهر اللي بجد احيكي على عملتك معه والدرس اللي علمتيه له ثانيا انك زوجة تانية ليه بعد غادير بنت عمه 


شهقة قوية خرجت من جنات يطمئنها الجد إهدى يا بنتي واسمعيني كويس  بلاش تقلقي وتخافي قلتلك ربك ليه حكمة في كل ده فأهدى كده  افهمي كلامي كويس زاهر عنيد لكن قلبة طيب جدا وبكرة الايام تثبتلك كلامى  النصيحة اللي هقولهولك لا تشدى ولا ترخي معه خليكي دائما  وسط امتصي غضبة بسكوتك وطلباته نفذيها ليه بهدوء  مع ان شايف انك نفس شخصيته. 


يقف يتجه لها  يمد يده لها  :  زهروان خدى جنة اسبقيني  انا هاسند جنات ونمشي وحدة وحدة. 


خرجت  الفتيات معا جنة تتمسك بيد زهور بخوف وجنات تسير بجوار الجد تعيد حديثة معها  فور خروجهم من باب المنزل اعتدل زاهر المستند على السيارة وخطي تجاه الجد  . 

زاهر:  بعد اذنك  يا جدي اسمحلي انا اساعد جنات  واشلها للعربية  لأنها تشعر بدوخة  وشعور غثيان لو مشيت أكتر من كده. 

ابتعد الجد ينظر للواقفين  يستغل زاهر ذلك وينحني يحملها ويخطو تجاه سيارة غادير يضع جنات بالكرسي الأمامى ويضع حزام الأمان وهو يهمس لها  مضربتنيش يعني لما شلتك ولا دى شيلة حلال والتانية لا. 

ينتهي من ربط الحزام ويغلق الباب ويتجه سريعا للجهة الأخرى من السيارة ويصعد بها ويغلق الأبواب من الداخل ويدير السيارة وينطلق بها وسط ذهول الجميع،  ليضحك زايد 

وينظر لشقيقه الذي يصرخ بزاهر أن يتوقف. 

زايد:  مش انت اللي عطيته تليفونك كان مفروض تشك في نيته أنا ابوه مردتش اديله تليفوني لاني متأكد إنه بيخطط لحاجة و ثبت لي  ان تفكيرى صح. 


جنة  ببكاء:  هو هيعمل ايه في جنات. 

زين يقترب منها يطمئنها:  متخافيش يا جنة  هو أخذ غادير كمان يبقى فى دماغه حاجه  هيعملها ويجيبهم ويجي على البيت.تعالي نركب العربية  ترتاحي . 

الجد بغيظ:  هيفضل متهور وعنيد بس فرحان فيه واللي هتعمله جنات  وغادير فيه،  يلا احنا على العربية التانية 

حازم:  هى العربية  هتاخدنا احنا السبعة. 

الجد ينظر له باستهزاء:  ومين قالك انك هتركب، معانا انت والاخ أل جنك ده، يلتفت لزهور  عرفيهم الطريق  اللي جيتي منه انتي وغادر لمحطة القطار وانت يا زيدان اديهم  فلوس يقطعوا تذاكر. 


انفلتت ضحكة من زهور لينظر الجد لها بغمزة وينادى على زين أن يأتي، يعطي زيدان  النقود لهم وتسير غادير امامهم حتى وصلت لمفترق طرق تشير لهم عليه، وتوصف لهم  مسالك الطريق حتى لا يتوهوا. 

زهور محاولة محو ضحكتها:  كده عرفتكم الطريق دلوقتي  الساعه قربت على ستة والقطار معادة سبعة وعشرة  بالضبط لو استعجلتم في مشيتكم أو أخذتوها جاري هتوصلوا على طول تلحقوا القطار. 

حازم بنفس بلاهته:  يعني الطريق  ياخد قد ايه مشي وقد ايه جرى. 

زهور بذهول:  والله مجربتش الفرق بين الاتنين ولا مشيت بساعة أحسب الوقت بس كل اللي أقوله لك هتلاقي  الأجواء تحفة وتشجعك على الجرى بس نصيحه مني متجروش من اولها إمشوا وحدة وحدة استمتعوا بجمال الطبيعة وشروق الشمس  وشوية، هتتحمسوا  للجري. 

حمزة ينظر لها بريبة:  مش عارف ليه مش مطمن لكلامك الأخير حاسس ان وراه حاجه  مش طبيعية. 


زهور تحاول إظهار الجدية : الطريق قدامك أهو شايف في حاجة مش مظبوطة  و براحتك تطمن متطمنش مقدمكوش غير الطريق ده. 


زين  :  خلاص يا حمزة  خلينا نلحق نمشي علشان ما نتأخرش  على ميعاد القطار،  متشكر جداً  يا زهروان على تعبك ممكن تحاولى تهدى جنة، وياريت لما توصلوا تحاولي متسبهاش وتخليكِ جنبها لحد ما اوصل. 

زهور: بإبتسامة أكيد يا بشمهندس زين جنة فى عنيه. 

زين  :  متشكر جداً يا زهروان بس بلاش بشمهندس دى وخليها زين. 

اومت زهور وودعته وعاودت تخطو تجاه الجد وأعمامها يقترب زيدان منها وعيناه ممتلئة بالدموع دون أي حركة منه وذهول الأخرين ارتمت بين يديه تضمه وتتشبث في ملابسة 

تبكي على كتفه تحدثة. 

زهور:  أكيد حضرتك عمي زيدان. 

زيدان:  أيوة أنا هو أنا مش مصدق نفسي  انتِ قدامي انتِ زهروان بنت زياد أخيرًا شفتك. 

بعد عناق طويل  وبكاء كل الموجودين بما فيهم جنة  صعدوا جميعا للسيارة،  الجد جالس بجوار زهور وجنة وزيدان يقود السيارة وزايد جوارة. 

زايد:  في سؤال محيرني ومش قادر أسكت. 

الجد وزهور  ينظران لبعضهما و انفجروا ضاحكين. 

زايد:  كنت متأكد بس السؤال ده عقاب ولا تربية! 

الجد:  الاتنين زيادة تعليم. 

زيدان:  تعليم قالها باستغراب!؟ 

زهور:  ايوه تعليم  ميدوش الثقة الكاملة، يتعلموا  الصبر ازاي يخرجوا من مواقف صعبة مفيش ليها بديل ولا حل لازم يكملوا للنهاية عشان يوصلوا للحل. 


الجد: فوق كدة تربية وعقاب عشان انا اتسهلت كتير معاهم كان لازم يتعاقبون ا،  ينظر لجنة تعرفي الطريق ده ياجنة  اوصفيه لنا. 


جنة بتوتر من توجه الجد لها بالحديث:  أنا أسمع عنه ممشتش فيه بس اللي أعرفة إنه طويل جدًا فوق التلات ساعات مشي وفي نقالة ماية بين طرفين السكة بتفتح كل كام يوم لري الأراضي بالدور. 

زهور:  تكمل كلام جنة  ده في أول الطريق  من ناحية البلد هنا تقريبا أسهل جزء بعد اتنين كيلو هيش وبوص من الجانبين لو حظك كويس ممكن يطلع كلب قطة فجأة قدامك ولو حظك يعني كده كده يطلع ديب تعلب فأر غيط وحيوانات كده متهيألي مسمعتوش عنها. 

الجد:  زي ايه؟ 

زهور:  تفاوه  او عرسة  صوت العرسة كفيل يخليهم ياخدوا السكة جرى لمصر مش للمحطة، وكمان لو في هواء صوت البوص والهيش بيعمل صوت صفير عالي يرعب  الماشي على بعد كيلو يبالك اللي بيمشي   وسط الطريق. 

زايد:  هههههه  جبارة يا زهروان،  ده انا جسمى قشعر من السمع هم  يتحملوا  كل ده! 


الجد:   ال تجاوبك مظبوط هى غادير مشفتش  وشها لما عرفت إنها مشيت الطريق ده تربية وعقاب ليها. 

زيدان:  غادير كمان؟! 

الجد:  ايوه  انا لولي قدرت مشاعر غادير وصدمتها من كلام زهروان  مسكت نفسي من الضحك وكمان كنت فخور بالاتنين أحكي ليه عملتي كده  يا زهروان. 


زهور بحنان وخجل من فعلتها:  أولا انا وقتها كنت محتاجه  أكون وحدي أصرخ وأبكي من غير ما حد يشوفنى ولا يحس بيا، مشيت في الطريق  ده لاول مرة لوحدي زمان كنا بنركب كارو نروح السوق في البلاد اللي حوالينا والمركز، ومكنش مهجور كدة بس كنت بترعب من صوت البوص وامسك فى ايد سيتى أحلام  لحد مانوصل،  تشجعت  ومشيت  

  فيه لما اتأكدت إن غادير  ماشية ورايا حسيت بنوع من الحماية  وفي نفس الوقت  أعقبها لأنها بدل ما تيجي وتواسيني  وتقرب مني عاملة  ناصحة تراقبني من بعيد لبعيد      

فقلت اضرب عصفورين بحجر واحد. 


زيدان:  لا انتي ينخاف منك يا زهرة  بس ملقتش غير غادير الغلبانة.؟! 

الجد:  عفارم عليكى قالها جاذبها  محاوطها بيده مقبلا لرأسها   مخك شغال حتى في أصعب المواقف أنا فخور بيكِ جداً  وعندى ثقة إنك وهما هتعملوا اللي  إحنا ماقدرناش عليه. 

ظلوا طوال الطريق يتبادلون الحديث وجنة تبتسم على حديثهم تارة وتارة ينغسها قلبها على شقيقتها. 

بعد ساعة ونصف وصلوا مشارف القاهرة قرب السابعة والنصف. 

الجد:  زيدان ودينا مكان نفطر فيه انا بقالي كتير ما اكلتش وكمان البنات.


زيدان:  ومين سمعك يابابا انا كمان هموت من الجوع.  


  اتجه زيدان لأحد المطاعم على ضفاف النيل  جلسوا  حول طاولة مقابل بعضهم زايد مقابل لزهور وجوارها جنة والجد وزيدان مقابل بعض  مر الوقت ما بين نظرات زايد لزهور التي تتجاهل تلك النظرات والحديث معه مهما حاول أن يجذب انتباهها ليتأكد أنها إختارت تجنبه ليشعر بنغزة شديدة بقلبه 

أخرجه من ألمه حديث والده. 


الجد: هتصل على الولاد اشوفهم وصلوا لفين عشان نتقابل كلنا وندخل مع بعض البيت. 


أخرج الجد هاتفه وقام بطلب رقم هاتف زين  لم يجيب   يلوم نفسه:  نسيت نهائى أخذ الرقم الجديد منهم. 

جنة تكاد تذوب خجلا:  اخرجت هاتفها من حقيبتها  انا معايا رقمه كان البشمهندس زين عطية لجنات من يومين عشان  تتصل بيه وقت زراعة الشتلات الجديدة  لما توصل. 


الجد:  الحمد لله مليني الرقم. 

املته الرقم وقام بالاتصال علي زين اكثر من مرة بعد ان يأس أتاه الرد. 

زين بصوت لاهث:  الو. 

الجد:  زين انا جدك وصلتوا فين دلوقتي. 

زين يلتقط أنفاسه:  وصلنا فين ايه احنا لسه في الطريق  اللي زهروان وصفته لينا. 


الجد محاولا التماسك:  كل ده يا زين ليه مشين على قشر بيض خايفين يكسر. 

زين بغل من زهور:  أسال الهانم زهور الطريق ده عامل ازاي وفيه ايه  على العموم احنا تقريبا قربنا لان في قطارات معادية قريب مننا. 

الجد:  طيب كويس استعجلوا شوية واول ما توصلوا القاهرة  اتصل عرفني انت فين عشان  ابعت السواق ونتقابل كلنا وندخل البيت مع بعض. 

زين:  تمام سلام دلوقتي  هنسال  على ميعاد القطار. 

حمزة مسرعا يلتقط الهاتف منه:  استنى متقفلش الو الو. 

الجد:  الو  في ايه  يا حمزة. 

حمزة  :  ادي التليفون لزهروان لو سمحت ياجدو. 

الجد:  ليه في حاجه. 

حمزة:  لو سمحت اديها التليفون  عاوزها ضرورى. 

أعطى الجد الهاتف لزهور. 

فور أن تحدثت:  الو. 

حمزة:  شفي بقي انا وانتي والزمن طويل صدقيني  مش هعدى اللي شفته دلوقتي  على خير كل الرعب والخضة اللي عشته هطلعه عليكي ويا انا يا انتي فاهمه. 

زهور تبلع ريقها بخوف  تبتعد قليلا بعد أن إستاذنت الجميع  بالاشارة  تحاول  تهدئة حالها و اظهار قوتها وعدم الخوف من حديثه:  يا ختى نغه   مش مكسوف وانت بتقول الكلام ده خفت وارتعبت يا دكتور مصيبة لتكون عملتها على روحك وانت ماشي في طريق  عيل عنده سنتين بيمشي فيه عادي بس نقول ايه  في واحد عضل على الفاضي  ،  تكمل حديثها وتغلق الهاتف بعد سماعها أصوات أنفاسه العالية وتوعده لها على العموم انا مستنية  هطلعة عليا ازاي. 

حمزة:  ماشي يا بنت زياد وحياة غلاوت ابوكي ما أنا سيبك وهوريكي الدكتور حمزة هيعمل معاكي ايه. 


عاودت الجلوس  ومدت يدها بالهاتف لتنبسق ضحكة عفوية من الجميع  لا إراديا مع تخيلهم لما مر بالثلاث شباب. 


ظلوا جالسين وقت يتبادلون  الحديث  تعرف الجد  على جنة  

شرح لها وزهور الكثير من مشاريعه وشركاته لم يتطرق لعائلته غير بالاسماء يخبرهم  بها فقط،  حتى أتي  اتصال من  زين يخبره بالوصول القاهرة  ، أخبره الجد بمكان جلوسهم وطلب منه  أن يأتوا  بسيارة أجرة  للمكان لوجود  أمر هام،  بعد نصف ساعه  وصلوا الشباب بعد نظرات تشفي وغيظ وكره متبادلة بين زهور والشباب، جلسوا حول الطاولة  المجاورة لينتقل الجد يجلس معهم أشار للنادل وطلب طعام للشباب  بعد أن تناولوا الطعام. 


الجد:  دلوقتي  احنا هنروح على البيت بس في الأول هنروحوا على محل  ملابس شيك أنت وجنة تختاروا فستان زفاف بسيط. وبدلة ليك وعلى ما تختاروا  هحجز اوضة في أي فندق تلبسوا فيه وهنجيب ميكب ارتست  تجهز جنة. 


عشان  حنة تدخل عروسة البيت رسمي واوعدكم الوضع يهدى وزاهر يرجع هعمل فرح  كبير اعزم البلد كلها.


بعد وقت رحل زين وجنة لعمل ما طلبة الجد مع سعادة زهور من حديث الجد  . 

بعد وقت طويل فعلوا ما قاله الجد قام الجميع بشراء ملابس جديدة لهم  اختار الجد  مجموعة من الملابس  لزهور التي شكرته  بخجل  محاولة الرفض يصمم الجد عليها لتوافق بعد مجادلة تبدل ملابسها  ذهل الجميع من جمالها الأخاذ بي ارتدائها تلك الملابس، وصلوا المنزل زين ممسك بيد جنة التي ترتجف  ينظر لها زين نظرة حانية يخلل أصابع يديه بين أصابع يدها  ويبتسم لها يطمئنها  يخطوا خلف جدهم وحمزة طوال الطريق يتقرب من زهور  يلقى بكلامات  وعيد  لها. 

دلفوا للمنزل ليقف الجميع فور دخول الجد وزيدان وزايد اولا ثم دخول زين ممسك يد جنة وزهور خلفهم. 

تقف جميع نساء العائلة وتختفي ابتسامتهم  وهم يرون  زين وعروسة تختفي ابتسامة الجميع  وتعلو صوت الشهقات ليتحدث الجد معرفا بجنة وزهور . 

الجد  : عملكم مفاجأتين  الاولى   باركوا لزين ومراتة المهندسة  جنة ورجوع زهروان لعائلتها، يلا يا بنات تعالوا بركوا ليهم وسلموا على زهروان بنت خلكم زياد الله يرحمه،  واقفه  كده ليه يا آيات تعالى   سلمى على مرات ابنك ورحبي بيها. 

تنظر السيدات الى بعضهم بذهول مع سماع حديث الجد، فجأة تصق زينب  صدرها وتسرع تجاه زين وهى تتحدث لوالدها. 


زينب:  حضرتك بتقول ايه يا بابا هو في ايه مقلب ده الكاميرا الخفية   تسرع بخطواتها  تمسك بتلابيب ملابس، زين:  ا الكلام اللي  بابا بيقوله ده صحيح  . 


يوم زين برأسه  بنعم  لتنقض عليه زينب تحركه يمين ويسار   اتجننت  انت ناسي انك متجوز نورين. 


الجد لم يتحمل كلامها ليحدثها بغصب. 

الجد:  زينب اهدى وابعدي عن زين، السؤال ده تسألية لبنتك،  اساليها كانت هتعرفك أمته على حبيبها،قبل ما تسألي زين قوليلها ليه وقفه ساكته عادي ولا هاممها زين اتجوز ولا لأ،  اساليها ليه فضلت ساكته سنة مقلتلكيش على طلاقها  من زين ليه وبعدين  اتهوري  على ابن أخوكي واضربيه. 


زينب بتهتها:  ايه طلاق طلاق  ايه مين عمل ايه وحبيب ايه ومين. 

الجد بحده:  زين خد عروستك واطلع على جناحك الخاص انت وهى،  زيدان طالما الذووق انعدم على الهوانم هنا ومحدش رحب بـ زهروان ولا بارك لزين وجنة عرفه جناحه أي دور واديلة المفاتيح، لحد ما الكل يتعلم الذوق ويطلعوا  يعتذروا ويباركوا ليهم. 


فعل زيدان ذلك يلتفت زين لجنة يجد دموعها تغرق وجنتها وصوت إرتجفتها مسموع يقترب منها يهدئها ويرحل سريعا صاعد لأعلى لينحني صارخًا بإسم جنة مع سقوطها أرضًا 

تخطو زهور راكضة إليه وآيات يصعدن خلفه بعد حملها يطلب من والدته فتح باب الجناح له ويسرع بوضع جنة على أقرب أريكة يحاول إفاقتها. 


ــــــــــــــــــــــ

زاهر يقود السيارة  يتوقف فجأة  ويلتفت يصرخ بغادير التي تصرخ عليه وتسبه على ما فعله. 

زاهر:  غادير كلمة وحده كمان واقسم بالله لتكوني مراتي  راسمى  هنا بالعربية فاهمة،  ومن هنا لحد ما نوصل مش عاوز أسمع كلمة منك ومنها واعتبري الكلام  ليكي انتي كمان يا هانم يلي  بـ تشهقي  انتى كمان كلمة كمان وهتمم جوازى عليكى بالعربية هنا فاهمين،  يمد يده لاغادير هاتي تليفونك هعمل مكالمة منه. 


غادير تحيد بعينها متجاهلة كلامه لتنتفض على صوتة  وهو يتحدث وقبل أن يفتح باب السيارة  فتحت حقيبتها ومدت يدها بالهاتف تحدثه بصوت ضعيف. 

زاهر:  كده انتي  اللي جبتيه لنفسك وعايزاني أنفذ كلامى واتمم جوزنا هنا وانا ما صدقت   بصراحة. 

غادير: اتفضل التليفون اهو.

زاهر: ليه بس حتى المكان هنا شاعري وهادئ وكانت هتبقى دخله أورجنال خالص.

غادير بخوف وخجل:  اتفضل التليفون وياريت بلاش كلامك ده، حاولت رسم الشجاعة …أعمل حسابك بمجرد ما نوصل هتطلقني  فاهم.


زاهر بضحكة ساخرة وهو يتصل ويضع الهاتف على اذنه:  اوك نشوف الكلام ده بعدين، وياريت  مسمعش صوت لحد ما نوصل، ليأتيه صوت على الجانب الآخر.


زاهر: انا خلاص دخلت القاهرة،  ابعتلي العنوان بالتفصيل على الرقم ده، وياريت  متنساش اللي طلبته منك  .

اغلق الهاتف وقليلا وأرسل الشخص العنوان  ليتبع زاهر الجي بي إس  ويقود السيارة  حتى وصل للمكان،يدلف بسيارته  داخل  فيلا بأحد الكمبوندات  يطلق بوق السيارة  يفتح أحدهم الباب الامامي  ويترجل  منها ويفتح باب السيارة من جهة  غادير ويسرع بمسك يدها ويدلف للداخل بعد أن أشار لجنات بأن تجلس هادئة حتى عودته.

يلقي السلام على الواقف يتثاءب على بعد خطوات من الباب  لتشهق غادير بعد أن رأت الواقف يرد السلام، ويجلسها زاهر ويشير له بأصبعه  ولا كلمة  لحد ما ارجع.

الشخص: في ايه يابني هتروح فين فهمني الاول حصل ايه خلاك تطلب اشوف لك مكان تقعد فيه ومقلتليش أن غادير معاك.

زاهر: لحظة بس هفهمك كل حاجه.

  يخرج زاهر  ويعود بعد أقل من دقيقة حامل جنات  ويضعها على الأريكة ويلتفت  للشخص:  فين اللي طلبته منك. 

الشخص:  يتجه إلى حقيبة صغيرة  على المنضدة  يفتحها ويخرج من  أدوات سحب عينات الدم للتحاليل،  ويقترب منه ويمد يده بها. 

زاهر:  كويس اوى ممكن تسحب العينة وتبعتها معمل المستشفى تبلغني بالنتيجة أول ما تظهر،  وياريت بالمرة تشوف الجرح ده اتجرثم محتاج علاج معين وكمان غير الضماد ده لانه كله دم.

الشخص بدء سحب العينة من جنات التي ترتجف دون إصدار صوت تغمض عينها مع غرز سن ابرة سحب العينة 

تقشعر ملامح وجهها من الآلم، تفتح عينها على حديث الشخص لزاهر يحدثه  بمصطلحات طبية وهو ينزع الضماد من يدها يتفحص الجرح ليصمت قليلا وينظر لزاهر يكشر عن وجهه،  ويعاود الحديث بنفس الطريقة،  لتشهق جنات

وببكاء.

جنات: يعني ايه ايدى ممكن تتبتر.

الشخص ينظر لزاهر.

زاهر بذهول من فهمها للحديث: بتر ايه مفيش حاجه من دي ان شاء الله  كل الموضوع لازم نتبع علاج مكثف وخلاص.

جنات: متخبيڜ عليا  انا عارفة انك بتحاول تهديني بس انا فهمت كل كلمة قالها، وكمان بابا الله يرحمة  قبل ما يموت بفترة كان لازم يبتر رجله لكن الموت  كان أسرع.


زاهر سريعا :  والسبب كان ايه  السكر ولا مرض تاني  . 

جنات:  لا مش سكر  بس الدكتور قال ان السكر زود  سرعة البتر  كان عنده  عصبي محيطي. 


زاهر والشخص ينظران لبعضهم ليرسم الشخص ابتسامة  طفيفة على وجهه،  على العموم  اطمنى خالص مفيش حاجه  تخوف وانتي زى الفل نلتزم بالأدوية ومضادات حيوية ونظام غذائي مكثف وإن شاء الله  هتخفي بسرعة.


انهي الشخص  تغيير الضماد  لجنات وهب واقفا: الحمد لله خلصنا هستأذن أنا يا دكتور زاهر،  بعد اذنكم لازم أمشي عندي معاد مهم بعد ساعة يدوب  اللحقه. 

زاهر:  اتفضل يا دكتور هوصلك للباب. 


خرج زاهر يتحدث للشخص:  ها يا دكتور  شكي في موضعه وإن الأيد هتتبتر. 

الشخص:  للأسف التاريخ المرضي للأب وحالة الإيد مطمنش بس الأمل كبير وربنا يجيب العواقب سليمة بعد التحليل لو اتاكد ان عندها سكر أو أي مرض فبالتأكيد هيتم بتر اليد.


يتوقف الشخص قرب الباب الخارجي للفيلا: تعالي الأول فهمنى  ايه الموضوع اللي خلاك تصحني قرب الفجر وتطلب بيت واكل ومين البنت دي ومالها غادير ساكته كده من أول ما شفتني حتى كل ما ابص عليها تدير وشها.

زاهر: البنت يا سيدي تبقى مراتي الثانية.

الشخص بذهول: نعم ال هو ازاي يعني وغادير عادي كده.

زاهر: هحكيلك كل حاجه بعدين وبالنسبة لغادير الصدمة بس مخليها هادية وكمان انا حذرتها من اى حركة كدة ولا كدة  هتمم جوزنا في الحال.


الشخص: لا انا كده تهت فهمني وحده وحده امتى وازاى.

زاهر: بعدين انا تعبان ومرهق عاوز ادخل ارتاح شوية.


الشخص: على العموم مبروك يا وحش الاتنين أجمل من بعض، ربنا يعينك عليهم  يا قادر.

زاهر: ههههه طالع لاستاذي.

الشخص يرفع حاجبه لأعلى: دا انت الأستاذ اتنين في بيت واحد وكل وحده اجمل من التانية  وتقولي زي أستاذك.


زاهر: اهو القر ده  جايبنا لورا يلا سلام هدخل اشوف وصلوا لايه.

    

   

    


ـــــــــــــــــــــــ

بعد رحيل زاهر والشخص  حمحمت جنات عدة مرات لتتحدث  بعد عدم تلقيها أي ردة فعل من غادير. 


جنات:  أنا عارفة انك  كرهاني مش طيقاني ولا طايقة تسمعي  صوتي، لكن تحمليني  دقيقتين،  أولا أنا آسفه على الموقف اللي  احنا فيه أقسم لك  لا فكرت في الموضوع ده ولا رتبت له كل حاجة  جات قادرًا بترتيب ربنا،  ولو كنت أعرف انه متجوز قبل ما اوافق على المهزلة دى مكنتش وافقت أبداً عليه حتى لو موتوني،  انا استحالة أبني حياتي وسعادتي على حياة وتعاسة شخص تاني،  عايزة أعرفك إن الوضع ده مش هيستمر كتير كام شهر  بس استحمليني فيهم  ضيفة تقيلة عليكي معلش لحد جنة أختى ما حياتها تستقر وأشوف مكان أعيش فيه وأوعدك بعدها هطلب الطلاق منه. 


غادير شعرت بصدق حديثها  التفت لها تحدثها: انا معنديش اي حاجه  من ناحيتك  وأكيد انا عارفة ان كل حاجة ترتيب ربنا لحكمة عنده لكن  انا اللي بطمنك انا هطلب الطلاق منه وهخليه يطلقني غصب عنه. 

تصمت مع فتح الباب بعنف ويعيد غلقة بإحكام ويغلقة من الداخل بمفتاح ويضعه في جيب بنطاله ويصرخ زاهر عليها. 

زاهر: طيب ورينا كده هتخليني أطلقك ازاي،  بصوا انتوا الاتنين أنا بقي كنت ناوي أكون لطيف معاكم ومش هفرض عليكم حاجة  غير برضاكم لكن اسيبكم دقيقتين اجي القيكم بتخططوا وتتفقوا  عليا وعاوزين تطلقوا يبقى ايه ردو يبقى ايه. 

زاهر بخبث:  يبقى أنفذ كلامى وقسمي وانتم الاتنين دخلتكم الليله عشان ابقى عادل معاكم وبنفذ الشرع، عندكم الأسبوع سبع ايام  وزعوا الأيام ما بنكم واليوم السابع هسبكم تختارو تقضوا ازاي وكمان كل ما اسافر هاخد وحده فيكم معايا كل مرة وحده واكيد كده هكون بعدل ما بينكم. 

وفي حاجه  تانيه لو في يوم لقيتكم متفقين عليا ولا هتتعبيني من ليها  وتعملوا شغل الضراير والمقالب دى هتلاقوا اتنين تانين عندكم وبدل الأسبوع ما يكون على اتنين هيبقى على أربعة فاهمين  ولا أعيد كلامى. 


يصمت يوزع النظرات بينهم   لا يجد الرد كلما أتت عين واحده فيهم له  تنظرلأسفل.،  يبتسم بخبث:  يلا بقى  مين الجاهزة  فيكم  على الدخله  والتانية تستعد،  أنا بقول غادير 

شايفه جنات تعبانه  هنسيبها تأكل وترم عضمها  وتجهز على ما ندخل. 


غادير تقف سريعا  تركض تجاه اقرب غرفة وتغلق الباب خلفها وتحدثه من خلفها:  استحالة اللي بتقولة ده هيتم انت فاهم. 

زاهر:  اوك يا غادير هتفضلي عندك قد ايه  يعني يوم اتنين وبردة هتخرجي ووقتها اللي اتأخر هيتنفذ برده. 


يلتفت لجنات بمكر يحنى جزعه يحملها ويكلمها. 

على العموم  انا كنت هسيبك شوية يوم اتنين بس انتي شفتي بنفسك  أهو. 

جنات بخوف:  والله العظيم لو قربتلي لاصوت وألم عليك الدنيا. 

زاهر:  هههه  تعالي كده  اوريكي حاجة  عشان لما تصوتي  تصوتي بنفس. 

حملها واتجه بها لاقرب قرب غرفة فتح أقرب  نافذة   يريها  القضيب الحديدى الذي على النافذة يمنع مرور أحد  والمساحه الكبيرة  بين منزلهم واقرب منزل ليهم وسط لعنتها له وضربه بيدها  وطلبها بإنزالها وعدم حملها  يريها المكان حولها لتبتلع ريقها بخوف وتتوقف عن الضرب تحدثه بصوت منكسر. 

جنات:  لو سمحت نزلني وبلاش طرقتك دي،  ميصحش اللي بتعملة ده وياريت تراعي مشاعر بنت عمك، منتش حاسس بيها دلوقتي  والنار اللي جواها. 


زاهر:  انا دكتور بريطاني مش بحس  ومالك كده قلبتي حمل وديع من دقيقة واحدة كنتي  نمر شرس ا. 


يضعها على الفراش بخبث ويقترب منها ينظر فى عينيها يشعر بقشعريرة بجسده يبتلع لعابه ويرفع حاله يحدثها  . 

زاهر:  مش أنا اللي تهديدية  فاهمة واعملى حسابك أنا جوزك من هنا ورايح تغيري اسلوبك معايا ومتفتكريش اني 

فى يوم أطلقك فاهمة فبلاش جو المؤامرات مع غادير  فاهمه، وحطي فى بالك لو انا شفتك قدامى من غير، هدوم  نهائى استحالة اقربلك غير برضاكي وبرغبتك،  يلا أساعدك على تبديل هدومك لحد ما انزل اشتريلك لبس،  بعد ما ساعدها تركها تنظر فى أثرة بإعجاب وهو يخرج  من الغرفة مغلقا الباب خلفه  يجلس على الاريكة بإرهاق يرجع جسدة للخلف وعينه بين الغرفتين ينظر هنا تارة وإلي الاخرى تارة ضحكة ساخرة خرجت منه بعد قليل شعر بخدر جسده تمدد على الأريكة وذهب فى نوم عميق. 

ـــــــــــــــــــــــــــ

وائل ذهب بصحبة الشيخ على  للمسجد لأداء صلاة الفجر  وجلس معا يتناقشون فيما حدث ليستأذن بعد قليل ويرحل بسيارته يذهب  لمكانة المفضل مع نسمات الصباح الأولي 

ظل وقت قابع بسيارته يتساءل فيما حدث وحكمة الله في ترتيب الأمور، يبتسم بعفوية وهو يتذكر حديث وصفة عن حبها له وصبرها طوال السنوات الماضية  على أمل ودعائها لله، ليشعر بحبها وكيف تحقق ذلك قدرا دون ترتيب أحد فقط مشيئة الله ساقته يسمع حديثها مع والدته يغمض عينه يتخلل قلبة راحة كبيرة يحمد الله عليها ويدير سيارته ويتجه لمنزله 

يعم الصمت به على غير العادة، توجه الى طاولة الطعام ينظر  هل تم تحضير الفُطور كعادة والدته كل صباح يجد الطاولة فارغة، توجه للمطبخ يبحث عنها او اي طعام فهو يتضور جوعا من الأمس لم يتناول الطعام، يبحث بين الأواني لا يجد شئ فتح الثلاجه جحظت عيناه وهو يراها فارغة سوى من بعض الأجبان يهرول للخارج   قاصد غرفة والدته يدق بابها عدة مرات ويفتحها يجدها كما هى كما تركها صباح الأمس ينتابه قلق شديد عليها،  يسأل حاله. 

وائل:  معقول يومين بلياليها إمى مخرجتش من اوضة رؤوف ايه ده يا وائل انت مسمعتش ليهم أي صوت  وانت داخل وانت خارج معقولة يكون حصل ليهم حاجه،  يخرج مسرعا تجاه غرفة  رؤوف قبل أن يدق بابها صعق من سماع ضحكات والدته على كلمات رؤوف. 


رؤوف:  والله ما حاسس بجوع ولا عطش أنا شبعت من الاكل ولكن ما شبعت منك ابدا  ولو على العطش يكفيني شهد شفتاك يرونى وضمي ليكي يشبعني سنين من الأكل والنظر لعينيكِ يدفي جسدى العاري  كأني كاعد في مدفئة شديدة الحرارة  . 

روحية:  بتجيب الكلام الحلو ده منين. 

رؤوف:  والله يخرج من قلبي من غير ما ارتبه،  انظر لعينيك ووجهك هاد والكلام يطلع لحاله. 


وائل يرجع  بظهره مبتعدا عن الغرفة  يهز رأسه  محاولا استيعاب ما سمعه ليستدير متأوها من آلام ظهره بعد أن خبط في طاولة كبيرة بالمكان،  يتلمس مكان الآلم ويرحل من المنزل مسرعا لا أنا هروح اشوف موضوع البيت اللي هو عاوزة لو قعدت يوم كمان لا هناكل ولا هنشرب وانا معنديش استطاعة اسمع اللي سمعته ده مرة تانية. 


يصعد سيارته يشير لأحد الغفر ويرحل معه  . 


           الفصل الخامس والتسعون من هنا 

لقراءه جميع فصول الرواية من هنا

تعليقات
×

للمزيد من الروايات زوروا قناتنا على تليجرام من هنا

زيارة القناة