رواية زهور بنت سلسبيل الفصل التاسع والتسعون 99 بقلم منى عبدالعزيز

           

رواية زهور بنت سلسبيل الفصل التاسع والتسعون 99 بقلم منى عبدالعزيز


ساعات كتير بتمر علينا ذكريات حلوة وذكريات حزينة 

احيانا بنفضل مشغولين بالتفكير بأحداثها ونلوم نفسنا ليه معملناش كده وليه ساكتنا هنا  وكتير جدا جدا بنعيد أحداث الذكرى ونعمل سيناريو ليها وبنعشها وبرده بنخرج منها زى ما دخلنا بس الفرق اننا اتوجعنا أكتر وانشغلنا عن حاجه انفع   لا غيرنا الذاكرة ولا عرفنا نعيشها بشكل أفضل. 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ بسم الله الرحمن الرحيم 

زاهر وغادير وصلوا إلى مكان شهر عسلهم لم يخرجوا من الغرفة الا لتناول الطعام وكثيراً تناولوا بغرفتهم، بعد عشرة أيام خرجوا من الفندق يتجولون في أنحاء الجزيرة  وشواطئها الجميلة يسيران على أحد شواطئها  الجميلة ينظران إلى مائها الصافية وزرقتها وخضرها معًا بشكل خلاب كانها لوحة زيتية رسمها فنان شهير يسيران على رمال الشاطئ البيضاء تضرب المياه قدميهم زاهر يحاوط غادير من خصرها بيده وبيده الأخرى يخلل اصابع يدها يتحدثان معًا. 

غادير :  المكان تحفة أوي حقيقي بشكرك على اختياره. 

زاهر يرفع يدها يقبلها ويعاود السير:  المكان جميل عشان انتي فيه ياقلبي انا كنت محتار اوي بين الجزيرة دى واربعة تانين بس لما قارنت بينهم اختارت دي  جزيرة كوه سميث. 

غادير: الماية حلوة اوى نفسي انزل  أعوام من سنين ما عمتش غير في البسين بليز زاهر وافق. 

زاهر:  مستحيل تنزلي كده قدام الناس  اوعدك هسال عن شاطئ ينفع تعومى فيه ميكونش مزدحم كده وتعومي براحتك،  تعالى نقعد نستريح شوية بقالنا كتير ماشين. 


غدير: اوك  بس فى الاول تعال نتصور كام صورة للذكرى. 

أخرج زاهر هاتفة وقام بالتقاط مجموعة من الصور. 

زاهر:  كفاية صور  كده بقى انا جعت نتغدا ونكمل. 

اومت غادير وجلست جواره حول مائدة وطلب زاهر مأكولات بحرية كركند البحر وما شبه بعد تناول تلك الوجبة  ارجع زاهر ظهره للخلف  بعد ان انهى على آخر قطرة من مشروب جوز الهند مخرج الشاليموه من فمه  يتلمس بطنه تتحدث غادير معلقة على حركته . 


غدير:  واو الاكل يجنن اول مره اكل بالشكل ده وجوز الهند ده وهم بعد الاكل يرتب على الجسم، مالك بتعمل كده ليه. 

زاهر:  اكلت لحد مش قادر اتنفس طعم السمك روعة نسيت نفسي في الاكل ما تيجي نرجع الفندق نريح شوية ونخرج شحنة الفسفور دى. 

غادير:  هههه نونو احنا متفقين اليوم كله نخرج نتفسح مش هنرجع الفندق غير على النوم. 

زاهر:  هنرتاح ساعة واحدة واوعدك هنخرج مرة تانية. 

غادير تقف من مكانها تجذب يده: أبداً  يلا قوم نكمل فرجة على المحلات عاوزة اشترى هدايا لكل العائلة. 


زاهر أشار للنادل وانهي الحساب وتوجه مع غادير لسوق الجزيرة لشراء الهدايا  وأثناء شراء غادير لعقد من قواقع البحر لفت انتباهها جمال الوانه ابتعد زاهر قليلا مع ورود اتصال هاتفي  فتح الهاتف سريعا. 

زاهر: دكتور حسن  ياااه لوتعرف انى مستني اتصالك ده من يوم ما وصلت لدرجة اني شكيت انك سبتنى كده وما رحتش المستشفى ومقضيها عسل انت كمان. 

حسن:  هو اللي يعرف عايلتكم يعرف طعم الراحة والعسل، يابني انا اللي غلطان صاحبي  مات وخلاص مفيش حاجه تربطني بيكم  بس اعمل ايه انا واحد غبى. 

زاهر: هههه أكيد حصل حاجه خلتك تقول كده. 

حسن: حاجات يا حبيبي حاجات خد عندك بقى عشان تضحك براحتك خالتك وعمك كل ساعة تقريبا واحد يتصل يطمن على زين مع انهم بيكونوا لسه ماشين من عنده جدك ما يحلاش ليه الإتصال غير وأنا في اشد اشد الخصوصية لدرجة انه بيفصلني يخرجني من المود نهائي بقي شكل يكسف قدام الجماعة. وكله كوم زين باشا كوم تاني. ط


زاهر:  عمل ايه هو كمان. 

حسن:  قول ما عملش اى الأستاذ بعد ما قدر يمشي  ويتحرك ويدوب كام جالسة ومصمم يرجع البيت والفيزيائي تعب من الكلام معاه  ويقوله فاضل اربع جلسات يرد ويقول انا خفيت وادرى بنفسي لحد الراجل تعب وسابني،زاهر وضع زين النفسي مقلق وانا من جهتى بلغت دكتور هايدى وهى فهمت جنة في جلسة  طويلة  لكن الخوف منه هو حالته النفسية مقلقة، خد الكبيرة بقى، بما انه هيمشي  وهياخد مراته معاه الباشا مصمم يخرج اختها. 

زاهر:  المشكلة ان زين طول عمره بيتأثر باللي حواليه  وأي كلمة ممكن النوم يجافيه مدة طويلة من الحزن او يهرب بـ النوم من المواجهة، ينتبه لحديث حسن الأخير  بلعثمة  هي هي فاقت. 

حسن:  ايوة وقفنا جرعة المنوم بالتدريج وقفناه من اربع ايام. 

زاهر: عاملة ايه  كويسة  عملت ايه لما عرفت بال حصل وا وا سألت عليا. 

قالها وهو يلتفت ينظر على غادير يتأكد من عدم سمعها الحديث. 

حسن:  هى مسالتش عليك بلسانها لكن عنيها بيسألوا عليك كل ما بدخل اطمن عليها. 

زاهر:  ازاي عرفت. 

حسن:  نظرتها لما الباب بيتفتح واللهفة اللي بتكون فيها وابتسامتها اللي بتختفي والاحباط اللي بتكون فيه. 

زاهر:  بدأت العلاج النفسي ولا لسه. 

حسن:  مش محتاجه تعرف البنت دى عندها كمية رضاء بقضاء الله ما وصفش  تخيل اول ما عرفت ببتر درعها 

حمدت الله  يعود بذاكرته قبل أيام. 

حسن:  حمدالله على سلامتك  انا دكتور حسن أظن فكراني من فترة كشفت عليك لما زاهر جابك الفيلا. 

جنات بصوت يسمع بصعوبة:  أيوه فاكرة حضرتك اهلا بك تشرفت بمعرفتك. 

حسن:  مالك تعبانه حاسه بأيه. 

جنات:  جسمى  وجعنى وعنيا مش قادرة افتحها وآلم شديد في كتفي  الشمال مش مخليني حاسه بإيديه من الالم. 


حسن يبتلع ريقة بحزن يسحب كرسي قريب  منه يجلس عليه يحدثها:  احمم  اسمك جنات مش كده. 

جنات:  أيوا. 

حسن:  يعنى جنات كتير مش جنة واحدة  اللهم  مالا حسد. 

ابتسامة لم تشق شفتها بلعت رقها بقوة كأن يوحد بحلقها حاجز يقف يمنعه. 


ينظر لها بحزن ولنظرات عينها وهو يمرر النظر بين وجهها الهادئ الجميل وتلك البشرة الحنطية الخفيفة والعين الزيتوني اللامعة  يسحب نفس قصير ويخرجه بخوف.    بصي يا بنتي 

ربنا في كتابه الكريم قال بسم الله الرحمن الرحيم. 

(الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ) 

وقال كمان 

(وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ 

.وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ). 

جنات يا بنتي  ان شآء الله ايدك سابقتك على الجنة  استغفرى واحتسبي. 

جنات مع كل أية ينطق بها حسن   ترددها خلفه يغزوها  قناعة ورضا بقضاء الله لاتعلم ما سببها  تلتفت بلى شعور جهة اليسار مع آخر كلمات حسن تسيل دموعها بصمت على وجنتيها تردد. 

جنات:   إنا لله وإنا إليه راجعون لاحول ولاقوة الابالله العلي العظيم  لله الأمر من قبل ومن بعد استغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم. 

وقف حسن ينظر لها بذهول يبتلع رمقه   وهى تردد 

جنات:  الحمد لله كده اتاكدت ان ربنا بيحبني الحمدلله الحمدلله 

يعلو صوت بكاها وتردد لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد اذا رضيت ولك الحمد بعد الرضا. 

يشير زاهر لـ غادير بعدم سماعة صوت المتصل وأنه سيبتعد قليلا بعيدا عن الضوضاء من حوله يسرع بخطواته  مبتعدٕا  

يستمع لما يخبره به حسن بلهفه مع كل وصف يصفه حسن وينطق بكلماته يتخيل جنات أمامة أجهش فى البكاء وحسن يخبره بآخر كلمات جنات،  يعود حسن من ذكرى ذلك اليوم على صوت بكاء زاهر يبتسم ويحدثه. 


حسن: عطف ولا مشاعر مش عارف تفسرها ولا ايه. 

زاهر بصوت غلبه البكاء: معرفش بس كل اللي حاسس بيه اني مقصر جدًا فى حق ربنا عليا عمو حسن تعرف عندى يقين مش قادر أوصفه  ان ربنا بيقولى أنا أهو فى كل حياتك  رجعتك من بلاد بعيدة دون ارادة منك بعد ان اقسمت انك لن تعود لبلدك غير زائر، ارسلتك لقرية نائية وانت بقمة غرورك من لحظة أن وطئت قدماك وأنا أرسل لك رسائلى بعد ان كنت تعمل بأشهر مشافى العالم  يذهب لك أعالي القوم لتعالجهم  تقف عاجزًا أمام فلاح بسيط بالكاد يمتلك قوت يومه 

تعالج أحد مواشية وفى كل تلك الأحداث اضع فى طريقك فتاة تعلمك التواضع والكف عن الغرور تعلمك الرضا بقضاء الله ومع انك  تبغضها وتقسم بالقصاص منها انت من خاطرت بكل حياتك وتزوجتها وسعيت لإنقاذ حياتها، الازلت تشك فى وجودى ام لازال لديك شك، تخيل مع انى متأكد من حكمة ربنا فى اللى حصل بس لسه حاسس ان لسه فى حكمة من جوازى من جنات. 

حسن:  بردة ما جاوبتش عليا عطف ولا مشاعر متلخبطة ولا حبتها. 

زاهر متلجلجًا:  لا طبعا مش حب، احبها ازاي وامته، كل ما فى الموضوع  انى تأثرت من كلامك عن رضاها وجه فى بالى كلمة سمعتها  الابتلاء على قد المحبة  وبرضاء جنات ووصفك لردة فعلها اتأكدت من حب ربنا ليها. 

حسن بضحكه خفيفه:  راجع على طيارة الساعة كام. 

زاهر ينظر لهاتفه ولما يخبره به حسن:  عرفت ازاي اني بحجز تذاكر السفر. 

حسن:  

اصل سابقك في احساسك ده من اكتر من سته وعشرين سنه.   


ووقتها عمك زياد قالى  الخيرة فيما اختاره الله  ومتقن طش من حكمة ربنا ورحمته، وان فى سبب وحكمة من إصرار عمك يجوزك بنات اعمامك، ومع ان مكنتش مقتنع بكلامه وبقول أنت يا زياد بتقول ما تقنط من رحمة ربنا وانا عشت معاك سنين ودخلت طب وجراحة مخصوص عشان شكل جسمك. 

حسن بسخرية من حالة: ويتحقق كلام زياد وفعلا كان في حكمة من جوازى منهم أولها من يرعاهم بعد موت أهليهم 

ثانيا ربنا عوضنى بالاولاد من نسمة وكلهم اصحاء وفي نفس الوقت  اولادى المعاقين من حب عمري ومش بتشتكى من اى مرض لدرجة انها خافت تحمل مره ثانيه، تعرف يا زاهر لسه كلام زياد بيتردد فى ودني وهو بيقول 


لو باب اتقفل قدامك ماتزعلش, ربنا بيوجهك لباب تاني أحسن مادام بتاخد بالأسباب بمعنى لو كان ليك حلم او طلب مقدرتش تحققه متزعلش ده حكمة ربنا هيعوضك عنها بحاجة اكبر وافضل مادمت راضي بقضاء الله وقدره. 


زاهر:  ونعم بالله العلي العظيم، ممكن طلب بعد اذن حضرتك، لو سمحت ممكن أكلم زين ضرورى. 

حسن:  خمس دقايق خليك معايا على التليفون انا فى طريقى عنده مع اني قريب من اوضة حد تانى. 

زاهر:  هههه طيب كمل جميلك واديني اكلم الحد التاني ده. 

ـــــــــــــــــــــــــــــــ استغفر الله العظيم رب العرش العظيم واتوب إليه. 


أفاق من نومه يضع يده فوق جبينه سابح فى دوامة من الأفكار ممدد على الفراش  مغمض العينين ، متذكرًا  ما فعله قبل أيام   ، تتسع ابتسامته ويحدث حالة  يتلمس الفراش بجواره ينتفض فزعًا أن يكون ما عاشه أمس ما هو الا حلم  يترجل من الفراش  ينظر لمحتويات الغرفة يحدث نفسه.

_ الحمدلله طلع حقيقى مش حلم بس هى فين يذهب تجاه باب الغرفة  يوقفه صوت خرير الماء أتات من المرحاض يبتسم ويذهب يجلس على الفراش منتظرا بلهفة لتطول فترة مكوثها به يقف قلقًا.

_ هى بتعمل ايه كل ده في الحمام  معقولة كل ده بتاخد دوش .

اتسعت عينيه بفزع مكملا بما يشبه العويل: يا حوسه سوده لو تكون خايفة تطلع بعد ما راح شغل الكوافيرة  .

يبتلع ريقه بقلق ويكمل مشيرا بيده وهو يرسم منحنيات الجسد.

طب وده كمان شغل كوافير.

يضرب على جبهته بخفه ينهر نفسه:


_ أم أنت عليك افكار تدل انك غبى هى الكوافير حلت وشها لكن جسمها الكوافير حلته ازاى؟!

شرد ولم ينتبه لها تقف أمام باب المرحاض تجفف شعرها بمنشفة تعتدل في وقفتها تنظر له ولتلك  الابتسامة المشرقة على وجهه.

تطيل النظر إليه بحب  تتنهد وهي تحمد الله  على زواجه ممن احبته تحدثه برقه.


_  سى وائل  انا جهزت لك الحمام على ما تخلص حا حضرلك  غيارك  سى وائل أمى اتصلت وانت نايم وقالت انها هى وخواتي جاين  يباركلنا.

تنظر له بحيرة لما لم يرد عليها؟!

تبتسم بمكر وتنظر الى قدمها وتضرب ارضية الغرفة عدة مرات ليصدح صوتها بالغرفة،  تتغنج في مشيتها بإبتسامه تنظر له بزاوية عينيها تراه يعتدل من نومته على الفراش  يرفع يده من على جبهته ويفتح عينه  باستغراب وهو يستمع لصوت أجراس .

يعتدل  سريعا ويفرغ فاها وهو يرى من تخطو بغنج ودلال ضاربة بقدمها بالأرض  تعزف بقدمها على أوتار صبره، عينه تتفرس بجسدها وتلك الملابس الملتصقة عليها ، تضرب بقدمها  ليصدح صوت خلخالها، تتوقف أمام المرآة تمشط شعرها وعينها عليه من المرأة تهمس لنفسها بحب.

بحبك يا وائل بحب وبتمنى من ربنا يقدرني وأسعدك. 


تبتسم بعفوية و تستدير له تخطوا تجاه طاولة تنحنى تظهر مفاتنها بسخاء أمامه  وتدير جهاز ا الكاسيت ،يبتلع رمقه   وهو يراها تتراقص وتتمايل بحرافية وهي  تتمايل و صوت خلخالها  يخطف أسماعه فجاءة


   تتبدل حالته ويشرد قليلا وفجاءة  يهب واقفا قاطع المسافة بينهم يغلق الكاسيت  وعيناه حمراء كالجمر يقترب منها تقف تلتقط أنفاسها بصعوبة بعد يمسكها من رسغها يحدثها بصوت أجش من  شدة عصبيته.

وائل: وصفة انتِ ازاي كنتي هتوافقِ على الجواز من واحد تاني؟          

وصفة تنظر له بذهول وتحدثه :  في اي يا وائل ايه كلامك الغريب ده!؟               

وائل:  ردى عليا لو اتجوزتي واحد تانى غيرى كنتى هتلبسي له كده و هترقصى  زى ما رقصتي كده؟                                         وصفة بذهول:  جرالك ايه يا وائل ايه اسئلتك الغريبة دى!؟

      

وائل  يقربها منه جذبها من خسرها لا يفصل بينهم شئ جسده ملتصق بجسدها: انتى تجنني ازاى كنتى هتعملى كده وو.


وصفة بمغذي وابتسامة ماكرة وهي تتأوه بسعاده رغم المها من ضغطه على خسرها   تحيط عنقة بيدها قائلة: أكيد كنت هلبس وازوق وارقص مش كان هيبقى جوزى وحلالى، وهنروح بعيد ليه ما انا وافقت على جوزى منك وانا مكنتش اعرف انك العريس اللى متقدملى وقلت لامى انا موافقة اول ما قالت ان في عريس قاعد مع اخواتى

تكمل حديثها وهي تقترب من وجهه:  صحيح كنت هعمل كل ده معاه بس وانا جسد بلا روح عشان قلبى وعقلى وروحى هيكونوا معاك انت وبس

تبتعد عنه بخفه وهو يخفف ضغط يده على خسرها مع آخر كلماتها ينظر في عينيها وصدقهم وهو يرى انعكاس صورته بهما  يقترب منها اكثر يقبلها، ينتفض فزعا وهو يكاد يسقط أرضا ، يأمرها بالاقتراب منه تصدح ضحكاتها وهى تبتعد عنه تقف خلف كرسي قريب  وتهز راسها وكتفها بلا:  اللى عايزنى يجيني‌.                       

وائل:  يقترب منها ويحدثها بمكر  وصفة اسمعى الكلام  تعالى هنا بقولك

  يتنفس بضيق ويسرع خلفها بعد أن  خدعته واتجهت تجاه باب الغرفه تفتحه وتخرج منه  وهو يمد يده يمسكها.

تهبط الدرج وصوت ضحكاتها يتردد بالمكان مع مناداته عليها واخبرها بان تتوقف. 


يقف على أعتاب أخر درجات الدرج ينظر لها وهى تقف في منتصف رده المنزل صدرها يعلو ويهبط من هبوطها الدرج سريعا وحبيبات العرق تسيل على عنقها وصدرها كحبات لؤلؤ تجذب الناظر اليها يخطو تجاهها وقبل ان يمد يده يمسكها  تسرع خلف الطاولة ينظر لها بتوعد ويسرع بالاقتراب منها لتلتف حول الطاولة كلما ذهب لجهتها تستدير لجه أخرى،  لتصدح صوت ضحكاته خارج المنزل وهو يسمع صراخها بعد أن بغتها يمسكها من يدها محاصرها بالحائط خلفها ينظر لباب الغرفة القريبة منه ويحملها لائما حاله

وائل:  انا اللي استاهل مش كانت نفعتني دلوقتي بدل ما هشيل واطلع السلالم،  منك لله يا رؤوف انت السبب لولى عمايلك ماكنتش لغيت كل اوض النوم من الدور الارضي بس اعمل ايه فى حظى وغبائي يسير بها يتشبث بإحكام قبضته عليها وهى تحاول التملص من بين يديه، ليقف ينظر لاحدى الارائك أمامه يبتسم بسعادة ويقترب منها هامسا، النية صافية والامور اتسهلت قالها وهو ينحنى يضعها بروية وهدوء على الأريكة معتليها يعزف معها  معزوفة من تأليفه يمطرها بوابل من القبلات  وتبادله هى جنون ما يفعلة بصراخها باسمه وكلمات عشقها له تزيد من نيران جسده،  ابتعد عنها  قليلا مسند بيده على الاريكه  يقبل جبينها بسعادة يلتقط انفاسه بصعوبة ينظر لها بعين عاشق في مراحل العشق بل الهوس بمحبوبته يبتعد منتفضًا عنها يهندم ملابسة وهو يستمع لطرق باب المنزل ومناداة أحدهم عليه،  يضغط على أسنانه ويكور يده:  الجدع ده عاوز مني ايه بالظبط.

  ينظر لوصفة يساعدها على النهوض:  وصفة اطلعى فوق مش عايز المح طيفك، مهما سمعتي  فاهمه. 

وصفة:  فى ايه يا وائل مالك ومين ده اللي بيخبط وبينادى بإسمك. 

وائل:  ده عاملى الراضى المصيبة اللي بلتني بيها زهور، بلده كلها  مفيش حد طاقة وانا من بختي وضلمت مخى جبته هنا سى عنتر زمانه. 

وصفة بضحكه نهارها وائل يسير بها تجاه الدرج يضعها على أول درجاته تصعد سريعا وهو ينظر لها وكلما تسدير له يشير لها بالصعود. 


فور غلقها باب الغرفة استدار تجاه باب المنزل يفتح الباب بتوعد، يقف مرتعبًا من حالة رؤوف الواقف أمام الباب يلتقط انفاسه بصعوبة وهو يتحدث. 

رؤوف:  انجدنى وائل  الغاليه ما درى ويش صار لها مرة واحدة  طاحت على الارض وحاولت فيقها ما فاقت دجيت الجوال عليك تلحقنى  بطبيب جوالك مغلق ركضت لهون. 


وائل  بفزع:  كلمني عربي يا اخى وفهمنى في ايه. 

رؤوف بضيق:  مو وقته يا خى،  الست الوالدة  غميت وما بتفيق، بدى طبيب يدويها سريع الله يريح بالك. 


وائل بقلق يصعد الدرج ويتحدث :   ثواني هجيب التليفون و اغير واجي وياك اشوف عملت ايه فيها. 

رؤوف:  عجل الله يخليك قلبي خرعني على الغالية وانا تركها لحالها  . 

وائل فتح باب الغرفه يحدث وصفة  :  وصفة أنا رايح لحد أمى اشوف مالها وراجع طوالى اوعك تفتحى الباب مهما حصل لحد ما ارجع. 

وصفة: مالها عمتى انا جاية معاك استنه هغير بسرعه. 

وائل بحده يوقفها وهى وهى تتجه لخزانة الملابس:  وصفة ولا حركة كلامى يسمع فهمه خروج من باب الاوضة دى ممنوع فاهمه حتى الشباك ما بتفتحش.


يتجه يلبس جلبابه ويلتقط هاتفه يجرى اتصال هاتفي  يشير لها بالصمت وهو يضع الهاتف على اذنه:  الو السلام عليكم  دكتور سعيد وحياتك يا دكتور عايزك تجينى بيت النائب اللي في آخر البلد،  يصمت يستمع لمن على الهاتف من الجهة الأخرى ويكمل حديثه وهو يخرج من الغرفه ينظر لوصفة بوعيد يشير لها بيده بأن تصمت. 

وائل:  خير يا دكتور  بس الست الوالدة بعافيه شوية ياريت متتاخرش. 

اغلق الهاتف وهبط الدرج سريعا خارج من المنزل ينظر الى رؤوف الواقف قرب الباب الخارجى يفرق بيديه. 

وائل وهو يتجه للسيارة يديرها:  رؤوف  هم اركب العربية الدكتور هيحصلنا على البيت. 

صعد رؤوف والقلق يتأكله: عجل الله يجزيك خير قلبي طاح من القلق وانا تاركها لحالها. 

وائل:  ايه اللي حصل بالظبط. 

رؤوف بعفوية:  ما بعرف كنا جالسين نحكى وتقول بدها تزورك وتبارك وتطمن عليك وجامت تجهز حالها مافي غير 

خطوة وطاحت على الارض. 

وائل بشك  :  مافيش غير كده. 

رؤوف وهو يفتح باب السيارة بعد توقف وائل أمام المنزل:  

والله هاد اللي صار. 

يسرع وائل بخطوات خلف رؤوف المهرول لداخل المنزل

يشير له بالانتظار ويدلف لاحدى الغرف. 

رؤوف: دقيقة ابدل لها ثيابها قبل الطبيب ما يحضر. 

وائل  يقف بذهول وازدادت عصبيته  ورؤوف يخبره بعدم الدخول، لولى سماعة صوت سيارة خارج المنزل تمالك اعصابه واتجه لخارج المنزل يرحب بالطبيب  ويدلف معه للداخل ويترك الطبيب ويخطو تجاه الغرفة يطرق بابها يفتح له رؤوف بخوف. 

وائل: امى عاملة ايه الدكتور جه اهو ادخله ولا ايه. 

رؤوف:  الحمدلله دخله دخله الغالية ما فاقت لحين، قالها واتجه يدثرها ويجلس امامها. 

دلف وائل والطبيب الذى وقف مذهولا وهو يرى الممددة على الفراش  لا يظهر منها أي شئ ينظر الطبيب  لوائل . باستغراب  

الدكتور:  اومال فين المريضة يا عمدة. 

رؤوف يشير على  الفراش:  هاديك جارى بالله يا حكيم عجل بالكشف ريح قلبي وطمنى على الغالية. 

وائل  بحده :  انت اتجننت يا جدع انت  ملبسها النقاب وهى غميانه،  وايه الغطا ده كوله الدكتور هيكشف عليها ازاي. 

          

بعد جدال وكلام متبادل ورفض رؤوف رفع النقاب عن وجه روحية انتهى الطبيب  من الكشف وخرج وهو لا يستوعب ما حدث  يخرج وائل وروف خلفه يسأله رؤوف بقلق. 

رؤوف: بشر يا حكيم عسى الله ما شر. 

الدكتور ببلاهه يعدل نظارته الطبية:   ها خير خير مبروك المدام حامل. 

وائل  بحده:  نعم. 

رؤوف بغباء:  ايش تقول ما فهمت عليك. 

الدكتور:  حسب المعاينة  المبدئية الست حامل بس لازم نتأكد هبعت ممرضه تاخد عينه  تحللها و نتأكد من النتيجة اللي متأكد منها. 

وائل  بذهول:  حامل حامل ازاي دول  يدوب مكملين شهر من كام يوم متجوزين، لحقت حملت ازاي وازاي في السن ده تحمل.

خرج الطبيب من المنزل يضحك على حال كل من وائل ورؤوف وشجارهم معًا. 

رؤوف بفرحة وسعادة:  ويش تقول يا وچه الخير مراتي حبله انا هاصير اب والله صدق اقسم بربك انك تجول الصدق. 

وائل: انت ايه يا اخى  مالك فرحان كده ليه، الراجل قالك انها حامل عامل هوليله على ايه انا مش فاهم. 

رؤوف:  ويش بيك ليش مو فرحان هيصير ليك اخ. 

وائل:  هشش اخ ايه وزفت ايه دا انا  هبقى  مضحكة البلد كلها، بعد العمر ده كله هيجينى اخ ايه المصايب اللي بتيجي للواحد ياربي دى. 

خرج وائل  واغلق رؤوف خلفة باب المنزل ولم يتمالك حالة من السعادة خر ساجدا مكانه  على الأرض يبكي من شدة سعادته صوت نصيبه يقطع القلب وهو يشكر الله .

تترجل من على الفراش مع سماعها لأصوات بالخارج تقف عند باب الغرفة تنظر إلى رؤوف الساجد أرض لتقترب منه  قلقا عليه عندما أطال بالسجود ،  تقترب  تنادى عليه بصوت رقيق.

روحية: "رؤوف". 

يقف بسرعة أفزعتها، يزيح دموعه بيده ويمسك بيدها يسير بها بهدوء وهو يخطو لداخل الغرفه تجاه الفراش يجلسها بهدوء. 

روحيه بقلق: فى ايه يا رؤوف والدكتور قالك ايه وفين وائل؟

قالتها وهى تتطلع حولها مكملة : انا سمعت صوته.

نظرت له ولدموعه: انتى بتعيط ليه يا رؤوف هو فى ايه؟


رؤوف:

وهو يلمس بطنها باصبع مرتشعة من السعادة ودموع عينيه لا تتوقف ولسانه لا ينطق سوى: هصير اب هصير اب.

روحية بخوف: فهمنى فى ايه مش فاهمه.

رؤوف بزهول : ما انا قولتلك يالغالية هنا أولادنا.

روحية بعدم استيعاب: اولاد مين،؟

رؤوف  وهو يحتجز يدها بين يديه ناظرا لها بعشق صاف: انتى حبلة يا حبة القلب.

صمتت لثواني ناظره له ثم لبطنها تشهق بالبكاء .

ضمها له سريعا، يربط على ظهرها بخفة: وش بيك يالغاليه 

ابتلع ريقه بخوف يبعدها عن احضانه يسألها بريبة : ليش البكاء روحية.

اجابته بتهته بصوتها لا تصدق: انا انا حامل، معقوله؟

رؤوف بجزع وحزن: انتى زعلانه.

هزت رأسها سريعا تنفى : ازعل من عوض وجبر ربنا ليا.

تنهد براحه يقبل يدها: عوض ربنا لينا يالغالية والله مو مصدق الحمدلله الف حمد وشكر الك يارب.

روحيه تقربه من كتفه : لا ليا انت نسيت.

رؤوف بحيرة: وش فيك، هلا بكير على هاى الهرمونات.

روحيه: هرمونات ايه انت ناسى كلامك مع وائل وانك ممكن تتجوز لو حبيت يكون عندك أولادك.

رؤوف بضحكه: والله عقلك صغير يالحريم، ويش فيها هى؟

روحيه بصوت خافت: عمرى مكنت هستحمل وحده تانيه تشاركنى فيك.

قبل رأسها بعمق هاتفا بصدق: انتي بعينى وقلبى بكل النساء يا ثواب صبرى وجنة ايامى. 

رؤوف يقف يساعدها للتمدد على الفراش:  هلا ارتاحي اتسطحى ما بدى قدمك تلمس الأرض  وكل اللي تبغيه هيجيلك لحدك عندك. 

روحية بحب تشير له على الفراش تطلب منه الجلوس:  تعالى اقعد هنا جنبي  كل اللى انا عايزة انك ما تبعدش عنى خلاص وافضل اتملى في وشك، تتلمس بطنها بحنان، وابننا يكون شبهك في الشكل والطبع ولسانه بينقط شهد زيك كده. 


رؤوف بحب:  قولي لي كيف اقدر اصبر بعد كلامك هاد. 

روحية بضحكة: لا انت اللى بتتلكك. 

رؤوف: والله انا لو عليا ما ابعد عنك لحظة واحدة لكن الحكيم قال انك محتاجه راحه وبلاش مجهود الفترة دي نهائى، والله يصبرني ويدينى قوة تحمل وانت امامى. 

__________

خرج  وائل يضرب كف بأخر  يحدث حالة:  معملتش حسابى على كده كان عقلي فين ياربي لما ورطت نفسي الورطة السواد دى. 

صعد سيارته وانطلق بها ليتوقف بعد دقائق امام منزله يضع رأسه على مقود السيارة مغمض عينيه:  عقلى هيشت من راسي، حامل امي انا حامل. 

يترجل من السيارة يرفع رأسه لأعلى و يتنهد بتعب ويدلف الى المنزل يلقي التحية على مجموعه من الغفر يجلسون خارج المنزل ويحدث أحدهم. 

وائل:  السلام عليكم يارجالة  بقولك ايه يا رفعت عاوزك تشفلي بنت صغيرة تكون كويسة وأمينه واهلها ناس طيبين تساعد الست الكبيرة في بيتهم. 

الغفير:  موجوده ياعمده اخويا عنده بت صغيرة ولهلوبه في شغل الدار عيبها الوحيد انها خرسة لا تسمع ولا تتكلم بس بتفهم لما تشاور لها. 

وائل:  هي دي اللي انا عاوزها  لا تسمع ولا تتكلم، بس هى عمرها كام. 

الغفير:  تسع سنين. 

وائل:  هى صغيرة صحيح  ، لكن مقدميش حل غيرها  والست الكبيرة معندهاش شغل كتير يدوب تكنس البيت وتساعدها في توضيبه،  يومين وجيبها لي على هنا. 

دلف داخل المنزل وأغلق خلفه يصعد الدرج بملل يدخل غرفة نومه تسرع وصفة  بعد وقفها من جلستها أمام التلفاز 

تحدثه بلهفه. 

وصفة:   مالك يا سي وائل  مهموم كده ليه عمتي مالها  جرالها ايه. 

وائل يجلس على الأريكه يرمي حاله:  عمتك زي الفل انا اللي عقلى هيشت مني. 

وصفة تقترب منه بقلق: وائل فى ايه وقفت قلبي. 


وائل بضيق:  مصيبة يا وصفة مصيبة وحلت على دماغي انا وبس. 

وصفة بتهته: مصيبة مصيبة ايه كفالة الشر. 

وائل: أمى حامل شفتي المصيبة اللي انا فيها. 

وصفة بعدم استيعاب:  انت بتقول ايه مين حامل، عمتى روحية. 

ام وائل برئاسة بحزن. 

وصفة بفرحه:  اخص عليك يا وائل مش كنت خدني معاك اهو كنت باركتلها واطمنت عليها وشفت طلبتها. 

وائل:  ايه يباركلها دى ليه ان شاء الله. 

وصفة *  وفيها ايه لما ابارك لها. 

وائل: هو ايه اللي فيها ايه بقولك امى حامل  فاهمه يعني ايه انا فى السن  ده يجيلى أخ ومش بس كده ابن رؤوف . 

وصفة بضحكة وغمزة بطرف عينها:  انت ايه مزعلك اكتر ان امك حامل ولا انه ابن رؤوف ولا عشان فرق السن ولا خايف لما يجى ياخد الدلع  مع ان متأكدة ان غلاوتك هتكون غير غلاوته ما انت الكبير برده. 

تكمل حديثها: الا قولي يا وائل انت بتكره جوز امك كده ليه وانا شايفه انه راجل محترم ورزين  وهيبة كده وشكله حلو وبيعشق عمتى. 

   وائل بحده جعل وصفة لا تتمالك حالها من الضحك:  خبر ايه يا دكتور عوض انت كمان ايه امك حامل دى وتعالى هنا بتقولى شايفه سي زفت ده ايه محترم وشكله حلو وايه كمان. 

وصفة لا تستطيع التحكم بضحكتها:  مش قصدى حاجه يا كبير قصدى يا سى وائل. 

يتقدم وائل يحاول إمساك يدها يبتعد منتفضًا مع صوت طرق على باب المنزل.. 

وائل: متفكريش انك نفذت مني،  اشوف مين عالباب  وحسابى معاكِ هيكون مضاعف  . 

ـــــــــــــــــــــــــــــ ربي لا تذرني فردًا وأنت خير الوارثين. 

زهور صعدت الى السيارة تخبر السائق بسرعة الرحيل من الحارة تضع يدها على صدرها تهدئ من روعها تشق ابتسامة ثغرها وتحدث نفسها بهمس. 

زهور:  يالهوى دى عائلة مهوسه الله يكون فى عونك يا ستى احلام إذا كان الجد بالشكل ده الحفيد الناس ماتخدش على كلامه ولا تستغرب عمايله. 

السائق:  على القصر يا هانم ولا على الشركة. 

زهور:  لا في مشوار تانى  ياعم عبدالله  بعد اذنك حنروح مطعم **** عارفة. 

السائق:  اكيد عارفة يا هانم. 

زهور: بعد اذنك ياعم عبدالله بلاش هانم دى ناديني يا زهور انا قد بنتك. 

عبدالله:  ما يصحش يا هانم. 

زهور:  بص عشان منتعبش بعض كتير ناديني انسه زهور وريح نفسك وريحني من المناهدة والكلام الكتير. 

تنظر من السيارة يلفت انتباهه أحدهم يدلف داخل منزل جدها لأمها. 

زهور:  وقف وقف يا عم  عبدالله. 

تترجل سريعا من السيارة:  استناني يا عم عبدالله  دقيقة واحدة ورجعه. 

تدلف للمنزل تنادى على أحدهم  يلتفت لها ويعاود النظر للجهة الأخرى. 

زهور: عم ماجد عم ماجد عامل ايه والينا وخالتى نيفين وخالتي أم ماجد . 

ماجد يصعد الدرج منكس الرأس وجهه متجهم يمسك جانب الدرج يرفع قدمه بصعوبة  لصعود الدرج يستمع لصوت فتاة تنادي عليه يلتفت يرى من فور وقوع عينه على زهور يلتفت للجهة  الأخرى بألم، يحدثها بحزن. 

ماجد بصوت  لا يسمع:  زهور أخر حد اتمنى اشوفه واقبله. 

زهور:  ليه مش بترد عليا يا عم ماجد  إلينا فين. 

ماجد بخزن ويحدثها بحده : إلينا خلاص اتجوزت من كام يوم. 

زهور: مبروك بس ممكن سؤال بعد اذنك. 

ماجد: سؤال ايه. 

زهور:  هى إلينا اتجوزت خ خ. 

ماجد:  لا متجوزتش خطبها  اظن كده جاوبتك. 

زهور بحزن من معاملته  : على العموم مبروك مرة تانية وعلى فكرة ياريت تبلغ سلامى  للجماعة وبارك ل إلينا وقولها انا مش زعلانه منها، انا فعلا فرحت انها اتجوزت شخص تاني وبعدت عن خطيبها.

ماجد بحزن يهمس  ولازال لا ينظر لزهور :بعد كل اللي الينا عملته فيكى جاية تقولى الكلام ده عشان اتحسر اكتر ما انا على تربية بنتى.   

خرجت زهور بحزن من معاملة ماجد الذي خارت قواه وجلس مكانه يبكي بقهر ويتمت    

ماجد: عارف انى جرحتك يا زهور وانك ضحية جشع بنتى بس ماكنت اقدر ابص في وشك بعد اللي عملته إلينا فيكِ. 

زهور صعدت السيارة تخبر السائق أن يرحل ويذهب حيث اخبرتة طوال الطريق وزهور شاردة فيما حدث ومقابلة ماجد الصامتة، يخبرها بعد وقت بوصولهم أمام المطعم، تترجل زهور شاكرة السائق تدلف للمطعم بعينها تمشط المكان  تبتسم وتخطو تجاه الجالس  حول طاولة قرب النيل تقترب منه تناديه بأحب الأسماء ىه. 

زهور: بابا أحمد. 

احمد هب واقفا بسعادة : قلب وروح بابا. 

أتى يضمها 

زهور تنظر له بعينها  وابتسامة خجله على وجهها، يبتسم احمد لها ويشير لها بالجلوس وهو يحدثها بمناغشه. 

أحمد: صحيح  أبان كبير فى السن بس لسه جان والبنات  بتعكسني. 

زهور:  هههه  ما هو عشان السبب ده خفت على نفسي من البنات الموجودين وعنيهم منك. 

أحمد بضحكة يتلفت حولة:  ههههه هم فين البنات دى. 

زهور: واقفين بره المطعم عاملين مظاهرة بينادوا باسمك. 

أحمد: هههه  وحشنى كلامك وهزارك  حتى كلامك الدبش اشتقتله اوى. 

زهور:  وانا كمان وحشتني نصايحك وخوفك عليا ودعواتك ليا وحشنى البكاء بحضنك والكلام  من غير ما اخاف واتكسف وحشنى ثقتى بنفسي من تشجيعك ليا وحشتنى بابا ونفسي اقولها كتير أوى.

تصمت مع اقتراب النادل منهما يسألهم عن طالبهم 

احمد:  فنجان قهوة سادة  . 

يحدث زهور تحبى تشربى ايه؟ ولا اقولك  جيب  للانسه اي عصير فرش.  

بعد رحيل النادل تحدث  أحمد: زهور ليه عنيكى حزينه وابتسامتك مطفيه حاسس ان في حاجه شاغله بالك. 

زهور تنظر تجاه مياه النيل تتنهد بحزن:  تعرف يابابا لو قلت لك مش عارفه  انا مالى لما اتصلت بحضرتك واتفقنا نتقابل هنا كل اللي كان شاغلني انى اطمن عليك و نحكي لبعض عن السنين اللي بعدنا فيها محدش فينا عارف حاجه عن التاني. 

احمد:  وايه اللي غير قرارك. 

زهور بابا هسألك سؤال بس تجاوبني بصراحة وحيادية: انا طبيعية وزي زي إنسان ولا انا غير الناس. 

احمد بذهول: حصل ايه خلاكى تقولى الكلام ده، او بالاصح مين شكك في نفسك وشخصيتك. 

زهور: يااه قول مين معملش كده. 

احمد:  قولى ايه مزعلك. 

زهور: هحكيلك موقف حصل من شوية قبل ما اجي هنا، حضرتك عارف ان بعد ما سبنا طنطا جينا عشنا هنا بالحارة 

اللي عاشت فيها امي وستي  احلام اتعرفت على جيرانهم واتصحبت  مع بنتهم إلينا  عشنا مع بعض كأننا عائلة واحدة 

نكلوا سوى نخرج سوى تقريبًا مكناش بنبعد عن بعض غير وقت النوم،  مشفناش منهم غير كل خير وخصوصًا عم ماجد الراجل ده مفيش في طيبته واخلاقة، وصدقة، شال هم ستى احلام سنين حتى وائل لما جه الحارة وقف جنبه مخلهوش يحتاج اى حاجه، يعنى عارفني وعرفاه النهاردة. 

تقص ما حدث على أحمد كل ما مرت به لحظه وصولهم الحارة  وعملها بالفندق حتى  جلوسها أمامه   ومن مقابلة ماجد الجافة لها، بالرغم انها لم تفعل شئ وانها كانت سعيدة بمقابلته  

أحمد بانتباه لما تقصه له يقاطع حديثها: ماجد ده صاحب جوز الست احلام مش كده وبنته. 

يوصف لها إلينا. 

زهور:  ايوه بالظبط كده، حضرتك تعرفهم.  

احمد  : انا معرفهمش شخصيًا  انا عرفتهم قدرًا  من فترة كنت في مستشفى**** وكنت بعمل عملية لمريض حالته حرجه هو ماجد ده وانا خارج من العمليات سمعت الست احلام بتتخانق مع بنت عشانك وتقولها زهور فين وعملتي فيها ايه.

احمد  يروى لها  ما حدث من لحظة سماعه حديث احلام مع الينا حتى ذهبهم للقسم وعلمهم بما صار وانهيار زهور وحديثها اللاذع للجميع. 

احمد:  بالرغم من وجعى من الكلام اللي قلتيه، لكن مزعلتش منك لانى متأكد انك بتجرحى في الكل عشان تدارى وجعك اللي مش قادرة تتحمليه، للأسف انتِ مشيتي  وأنا اضطريت ارجع المستشفى اتابع المريض. 

زهور بذهول: انا مش قادرة اصدق إلينا كانت متفقة مع خطيبها وهى. 

تصمت لا تقوى على الحديث، تنظر لمياه النيل بحزن 

ترجع ظهرها للخلف تسحب نفس طويل. 

احمد ينظر لها بشفقة وحزن يحدثها بجدية وحنان. 


أحمد : زهور أول مرة قابلتك فيها فاكرة حصل ايه يومها لما عرفتي الحصل لمراتي وأولادى الله يرحمهم  يومها انتى قولتى كلمة  منستهاش للحظة دى « ربنا قبل ما ينزل الابتلاء بينزل قبل منه الصبر  » يومها بصتلك كتير أوى  وافكر في كل  كلمة قولتيها وخصوصا لما كملتِ وقولتي متفتكرش ان موت أولادك وزوجتك مصيبة  لأن الموت على قد ماهو صعب والفراق أصعب بس كتير من الأحيان يكون رحمة  وراحة، لو فاكر ان مصيبتك كبيرة ومافيش حد زيك او حصله اللي حصلك تبقي غلطان ربنا 

قال في كتابه الكريم « ولنبلونكم» والابتلاء مش موت وبس فقر وغنى وجوع وشبع  متستغربش انى عيلة وبقولك الكلام ده بس فعلا في ناس بتكون فقيرة مش لقيه اللقمة بس ربنا عطيها قناعة مش عند ناس عندها ملايين وناس غنية ومش بتشبع وفي ناس من كتر ماهى  رضية باللي قسمه ربنا ليهم شبعانه بترضي بقليلة وناس رغم أنهم في خير وشبعانين من متع الدنيا الا انهم منهوبين دائما جعانين و كتير حواليك منهم ، ربنا لما اختار أولادك وزوجتك عشان دول اهم حاجة في حياتك مفكرتش لو لسه عايشين كنت هتكون احمد المغربي الرجل الطيب الخير اللي فلوسة وخيرة كلها بتخرج للغلابة والمحتاجين، هتكون دكتور احمد  أشهر طبيب قلب في مصر والوطن العربى اللى فاتح مستشفاه وبيعمل كل يوم عشرات العمليات بالمجان.


يومها انتى نمتى من التعب في المكتب عندى وفضلت انا سهران وانا باصص ليكى وبفكر في كل كلمة قولتهالي  فعلا ولادي لو عايشين كل همى انى آمن مستقبلهم هجمع فلوس من عيادتي والمستشفى عشانهم وبس، هكون مشغول عنهم وممكن مهتمش بتربيتهم كويس، كل ده لخصتيه في كلمة واحدة عمر الموت ما كان شر ولا مصيبة هو فاجعة. 


زهور تنظر له:  ياريت كل المصايب كانت موت كان الوجع هيكون اخف ربنا بيدى صبر ونسيان ودول نعمتين بيكونوا مع الموت، لكن الخيانة  والخداع من حد قريب منك  دول وجعهم ومرارتهم  صعبين اوي. 


احمد:  انا معاكِ وانا قدامك اهو خير مثال  على الكلام ده، عشت اصعب تاني فترة في حياتي من كام شهر لما اتصدمت في اختى و اقرب صاحب ليا والست اللي قلت عوض ليا،  لما لقيتهم بيتنافسوا على الإرث وانا لسه عايش تخيلى لما تسمعى بودنك  كلامهم وخطتتهم، أختي بتتفق مع زوجها أنهم يمضونى على تنازل على كل املاكي بما فيهم المركز والمستشفى وخصوصا انهم اصحاب النصيب الأكبر، 


ومراتى الدكتورة اللي قلت عوض ربنا ليا بتقنعنى اكتب كل حاجه باسمها لانها خايفة من اختى و جوزها لو حصل ليا حاجه يغيروا اسم المركز والمستشفى ويشيلوا اسمى من عليه. 

وياريتها اكتفت بده لما سألتها وانتِ مش هتشيلي  الاسم من عليه ردت وقالت  لا طبعاً  استحالة  الاسم يتغير وخصوصًا أن الاسم هو سبب شهرته وصيته في كل البلد وبيجو مرضي من كل مكان بمصر والدول العربية فاكيد الاسم  هو اللى هيخلى المركز شغال. 


زهور تمسك يده تربت بيده الأخرى. 

احمد:  انا مزعلتش يا زهور بالعكس سجدت شكر لله انه وضح لى حقيقة الناس اللى حواليا،  يومها  أنا خرجت من البيت على المأذون طلقت آمال وبعتلها مستحقاتها وكتبت الشقة باسمها ومع اختى نفس الكلام  رفضتها من المركز هى وزوجها وكتبت ليهم باقي ثروتي من  فلوس وأطيان وكل ما املك ماعدا المركز والمستشفى  كتبتهم باسمك انتى يا زهور. 


زهور أتت تتحدث. 

احمد: متقاطعينيش  ارجوكى يا بنتى،  زهور انتي الوحيدة اللي استحالة تطمع  فى حاجه مش ليها ولا هتشيلى اسمى من عليها وعارف انك هتكبر يهم كمان  زهور نسبة العشرين في المية العمليات باجر كامل اللي بتصرف على المركز ثبتيها زى ماهى والباقي بالمجان للحالات الخيرية. 


زهور بحزن: مع انى اتوجعت اوى من اللى حصل  اوعدك طول ما انا عايشة  وحتى بعد ما اموت المركز والمستشفى  وكل حاجه مكتوبة باسمك هتفضل باسمك وزى ما بتعمل هعمل وزيادة آن شآء الله. 

احمد بسعادة يزيح دمع عينه ويرفع يده يربت على يد زهور:  

ننسي بقي الكلام اللي بيوجع ده والحزن احنا تعبنا عاوزين نفرح ونرتاح، ايه رايك نتمشى شوية ونركب مركب من اللى هناك دول  وتحكيلي عن اللي شاغل بالك وخلاكى تطلبي تقابلنى. 


زهور:  مركب ونيل لا يا سيدى انا ماليش في الجو ده انا مبسوطه هنا بس اطلبلي حاجة  تانية غير البرتقال ده. 

احمد أشار للنادل وطلب مشروب آخر. 

احمد:  ها ايه شاغل بالك ومخليكى  سرحانه كده وبتفكري تبتدى منين. 

زهور تنظر لمياه النيل مرة أخرى  :  لو قلت لك مش عارفه انا صح ولا غلط محتارة  اول مرة مبقاش عارفة اخد موقف من اللي قدامي ولا ارد حاسة اني مشتته عقلى بيقولى كلام مش عارفة اقتنع بيه. 


احمد:  احكي اهو كلمة منك على كلمة مني والأمور توضح. 

زهور:  المشكلة  كلها تكمن في شخص واحد عليه مليون علامة استفهام حمزة ابن عمى. 

احمد:  ده اللى كان معاكى عندى. 

زهور: ايوه هو معاملته ليا غريبة أوى ساعات بحتار هو بيخاف عليا وبيحمنى ولا بيكرهني وهاين عليه يموتني، اوقات تانيه بحس انه بيتعمد يقل مني واحيانا بيشهد بذكائى وبيدعم قراراتي. 

احمد:  حصل ايه خلكِ تقولى الكلام ده. 

زهور تقص كل ما حدث لتتوقف:  كله كوم واللي حصل امبارح  كوم تاني. 

احمد يعتدل بجلسته يسألها بفضول:  حصل ايه؟ 

زهور: في بنت اتعرفت عليها من فترة بالكلية واتصحبت انا وهى امبارح  تفاجأت واحنا خارجين من الجامعة ان اخوها مستنيها وعرفتني عليه ويدوب بمد ايدى اسلم عليه لقيت حمزة بيمد ايده قبل مني وماسك ايدى وبيضغط عليها ومكتفاش بده لا سحبني وراه بطريقة مهينة وركبني العربية غصب عنى وساق باقصي سرعة وطول الطريق بيبصلى من غير ما ينطق بكلمة واحدة لحد ما وصلنا الشركة. 


عدى اليوم ومحتكش بيا نهائى حتى لما اتخانقت معاه في العربية وزعقت ليه على اللي عمله ولاونطق بكلمة واحدة. 

ومكتفاش بكده، حصل حاجه  اصعب من كده حازم ابن عمي زايد بيهزر معايا بعد اجتماع مهم وبيمدح في المشروع اللي قدمتة لأعضاء مجلس الادارة، اتعصب على حازم واتخانق معاه ولولي جدي كان ضربة. 


والنهاردة الصبح وانا خارجة من اوضتي لقيته بيبصلى وبيقولى  اللبس ده يتغير. 


احمد:  تفسيرك لعمايلة دى اي. 

زهور ترجع ظهرها للخلف:  مش عارفه بس اللي واضح قدامى انه كاره وجودى وزعلان انى انا اكون مدير عليه في الشركة. 

احمد: حصل منه حاجه في الشركة خلاكى تقولى كده. 

زهور:  مرتين مرة مع حازم مرة قلت لحضرتك  عليها ومرة مع مدير المشروعات وهو بيدربنى فضل قاعد معانا  وكل ما الراجل يوجه كلام ليا ويسألنى فهمتى او اساله عن حاجة  يجاوب هو بدالنا. 


احمد:  واخو صحبتك ليه حمزة عمل كده معاه. 

زهور: معرفش  ده اللي شغل تفكيري ومجنني ليه عمل كده وانا ازاي اسكت على اللي عمله. 

احمد:  عملتي ايه لما قالك بدلى هدومك. 

زهور:  في الاول رفضت طبعا هو ماله ومال لبسي، بس بعد تهديده ليا وطريقة كلامة انا فعلا بدلتهم مش خوف لكن فعلا لقيت الفستان ما ينفعش اروح بيه موقع الشغل وكدة. 


احمد:  اممم مينفعش تروحي فيه موقع شغل ده كل استنتاجاتك من عمايل حمزة ابن عمك. 

زهور:  أيوا. 

احمد:  اسمحيلي اقولك يا زهور لأول مرة تكوني غبية وتفكيرك محدود، من غير زعل اسمعيني الاول يا ستى الباشمهندس بيحبك وبيغير عليكى وده واضح جدا وانا قلتلك ده من اكتر من عشر ايام لما كنتم عندى، وحتى لو ما كنت شفت نظراته ليكِ من كلامك عليه من يوم ما اتقبلتوا مع بعض للنهاردة ورغم انك طولتي لسانك بدل المرة كتير وده رد فعل عادى بالنسبة لك، لكن بالنسبة ليه لأ ده اهانه ومع كدة صمم ونفذ اللي هو عاوزة ده ملوش غير معنى واحد حمزة بيحبك

زهور ببلاهه: ها يعنى ايه. 

احمد:  يعني بيحبك مالهاش معاني تانية بيحبك وممكن قريب يصارحك بكدة. 

زهور بتعجب:  بيحبنى انا. 

احمد:  هههه لا بيحبني انا، اكيد بيحبك وعنده حق بصراحه انا لو لسه في سنه وبنت زي البدر المنور جميلة وشيك ومأدبة وعارفة دينها كويس وبتصلى وحافظة القرآن ومن عائلة  فوق كل كده بنت عمي  قدام منى فأكيد  هنشغل بيها وقلبي هيميل إليها. 

يصمت وهو يرى من يقف أمامه خلف زهور  مبتسما،  يشير له أحمد بعينه  ليقترب من مكان جلوس زهور ويسحب كرسي للخلف ويجلس عليه متحدثا 

تصرخ زهور وتنتفض مع جلوس أحد جوارها  ويتحدث تضع يدها على صدرها من الفزع تنظر له بذهول وهو ينظر لها ويحدثها. 

اسمحلى يا دكتور احمد ازيد على كلامك،  من اول يوم شفتها بالجامعة ورغم وصلة الردح والشتيمة والتريقة  الأ قلبي انخطف  مع كل كلمة  والشتيمة بقت شعر وتهزقها بقي معزوفة موسيقية حتى نظرة عنيها رغم الحزن اللي في عيونها  سحرونى وخطفوا قلبي وعقلى ومع انى كنت بكابر وبقول ده مش حب لقيتني بفكر فيها ليل نهار واتاكدت في البلد انها خلاص خطفت قلبي وعقلى ومن يوم ما رجعنا من 

البلد وانا بعمل كل حاجة تقربني منها بس للاسف  الاخت أفقها ضيق ومش لماحة، وفى حاجه مهمه جدا يا ست زهروان،انتِ خطبتي  وقارئ فتحتك مع  عمي زياد  من قبل ما تتولدي. 

احمد:  هههه كنت لسه هقولها واكيد بيرقبك وعارف خطواتك. 

حمزة يمد يده يسلم على احمد: متشكر جداً على كلام حضرتك وسعيد بمعرفتك، واكيد انا هستعين بحضرتك كتير جداً الفترة الجاية  طالما زهروان هانم بتفهم كلامى وتصرفاتي معاها عكس، بس الله يرضى عليك خليك كده على الرنج ده محايد وتفهمها لا تيجي عليا ولا عليها وياريت بالمرة تعرفني كتالوج التعامل معها ازاى اصلى غلبت مش لاقي طريقة.  

زهور فى عالم أخر تعيد حديث حمزة برأسها تبتلع رمقها وهى تستمع لحديثه الأخير متذكرة مذكرات والدها، تكاد تنصهر خجلا وهى تستمع لحديثه مع احمد. 

أحمد: ههههه وانا فى الخدمة، بس الكتالوج ده للأسف بنتنا ملهاش كتالوج هى تفاجئك كده تصرفاتها وأفكارها ان كان عجبك  على كده هتاخدها على عيبها معندناش مانع،  مش عجبك طريقة التصنيع يبقى منعطلكش وفى غير صف طويل وأنت شفت بنفسك  اخو صحبتها. 


زهور ببلاهة تلتفت لحمزة:  ممكن تفهمنى ايه اللي عملته النهاردة ده وازاي تحرجني قدام الناس كده  وفيها ايه لما صاحبتي تعرفني باخوها و يوصلونى بطريقهم  وكمان ازاي يا استاذ تمسك ايدى تركبني العربية غصب عنى زمايلي في الكلية يقولوا ايه وفوق كل ده بكلم وقتها مش بترد عليا طول الطريق. 

حمزة بذهول ينظر لأحمد:  سامع حضرتك  كلامها اراد اقول ايه انا دلوقتي  اشتم ولا اصرخ ولا اعمل ايه  انا جنانى هيكون على ايديها قريب.

يلتفت لـ زهوريحدثها بحدة ليلين قلبة ويبتلع رمقة مع تعامد عينهما ويهدئ حديثة. 

حمزة:  مش هقولك تعرفيهم منين عشان تركبي معاهم العربية وانتي يدوب من كام يوم عرفة البنت، لكن مش عجب النهاردة بالذات جابت أخوها وعرفته عليكِ لا والباشا يقولك انها ظلمتك بوصفها انتى اجمل بكتير من وصفها  ايه كل ده مخلكيش شكتي في حاجة، وتعالى يا هانم ايه قدام زمايلك والناس انا مالى ومال الناس هم الناس هيعملولك ايه لو كان الولد ده عمل لك حاجة ها مش الناس دول كانوا هيلموكِ انتِ ويقولوا ما هى ركبت العربية معه، وارد عليك ِ ازاي وانتِ نزله اتهمام فيا واني بتعمد اجرحك واهينك وبسخر منك قدام الكل وبتعمد التقليل منك، ارد انا واقولك انتى غبيه ومش فاهمة انى بحبك وبغير عليكي، وتعالى هنا هو انتي ادتني فرصة حتى افهمك كلمة، نازلة كلام كلام لحد ما وصلنا الشركة. 

ترفع زهور عينها تقابل عيناه تنظر له وتعاود النظر لأسفل بخجل مع حديثه.

حمزة بتوهان بعينها:  انا وصل بيا الحال انى بضرب اي حد يوجهلك كلام وبتجنن لما القى جدي أو عمى بيحضنوكِ بـ أتمالك أعصابي بالعافية، زهروان  انا انا بغير عليكِ من اللبس اللي بتلبسيه انا وصل بيا الحال انى بقف قدام اوضتك عشان اشوف لبسك قبل ما تخرجي.


زهور بعالم أخر تستمع لحديث حمزة ولا تقوى على النطق بكلمة واحدة أخرجها من شرودها اتصال هاتفي على هاتفها تلاه اتصال على هاتف حمزة الذي ابتعد قليلا ليجيب على الهاتف وترك مجال لـ زهور ان تجيب على الاتصال الوارد لها. 

تهب واقفة مع حديث المتصل لها تستأذن من احمد وترحل سريعا دون التوجه لحمزة بحديث:  بابا انا اسفة مضطره امشي  جدى  عاوزني  ضرورى فى البيت. 

احمد:  اتفضلي يابنتي بس حمزة مش هتعرفيه انك ماشية و. 

زهور مقاطعته:  ارجوك يا بابا انا من غير حاجة  مشتته ومش قادرة استوعب اللي سمعته معنديش أي مقدرة اتكلم ولا اسمع كلمه واحده. 

أحمد:تمام يا بنتي انا مقدر اللي انتي فيه دلوقتي وعشان كدة أنا بقولك فكري كويس قبل اي حاجه وادي نفسك  ولحمزة وقت وشفى مشاعرك رايحة لفين وياريت تفكرى كويس اوى واى حاجه تقف معاكى وتحتارى فيها اتصلي بيا  ونتناقش فيها مع بعض. 

زهور:  أكيد ده اللى هيحصل، سلام. 

احمد:  طمنيني عليكي لما توصلى بالسلامه. 

انهى حمزة اتصاله وتوجه لطاولة احمد وزهور بحزن:  مشيت. 

أحمد بتبرير:  جدكم اتصل بيها لحاجة مهمة. 

حمزة بنفس حالته:  مش فارقه. 

احمد:  ممكن يا دكتور حمزة تتفضل تقعد دقيقتين مش هاخد من وقتك اكتر من كده.

حمزة يجلس: اتفضل يا دكتور احمد انا سمعك.

احمد: متزعلش من زهور، لاكتر من سبب اولهم هي دلوقتي متلغبطه  مشتتة تماما ما بين عقلها وتفكيرها الفترة اللي فاتت  

تجاهك وتفسيرها للأمور بشكل خاطئ وبين  قلبها ودي اول مرة تحس بحد بيحبها كزهور مش كبنت انوثتها طاغيه عليها 

وخصوصا انت فجئتها فاجئتني انا كمان استحالة حد يفكر ان حد يعترف بحبه لبنت بطريقتك دي، انا لو حد حكالى كنت قلت عليك مجنون مفيش انسان يعترف لبنت كده. 


حمزة: تصدقني لو قلت لك انى ملقتش طريقة تانية غير دى، تعرف حضرتك  انى حاولت مليون مرة اعترف ليها بس للاسف مش بتفهمني ولا بتركز معايا هحكيلك على موقف حصلى من كام يوم بعد ما رجعنا البيت كنت سهران في اوضتي مش جايلى نوم من التفكير فيها خرجت البلكونة  اشم هواء بالصدفة لقيتها بـ تتمشى  قولت دى انسب مكان اعترف لها بمشاعري  نزلت بسرعة  ورحتلها مكان ما هى قاعدة واستأذنت أقعد معها واني عاوز اتكلم كلمتين وقلت امهد ليها الموضوع هم تلات كلمات اللي قولتهم، يعود بذاكرته.

حمزة:  زهروان ممكن اسالك سؤال. 

زهور:  اتفضل اسأل. 

حمزة:  احمم لو في واحد معجب ببنت عاوز يعترف لها بحبه يعمل ايه. 

زهور بحدة: هو ده السؤال المهم  على العموم  انا معرفش.

حمزة بحرج: طيب لو واحد جه واعترفلك انه معجب بيكِ وبيحبك  هتردى عليه بإيه.

زهور بعصبية وحدة بالحديث:  ايه اسئلتك الغريبة دي  بس هرد عليك واقول رايي لو في واحد جه وعمل كده  ههزقة  واسيبه وامشي لان لو فعلا في واحد بيحب بنت  هيخاف عليها ولو مشاعرة صادقة  بدل ما يعترف ليها  يروح لأهلها ويتقدم يخطبها، بعد اذنك لو خلصت أسئلتك انا محتاجة افضل لوحدى  عندى مذاكره كتير. 


أحمد:  هههه  كويس انها ردت بكده معملتش حاجه تانية،  وكمان هي سهلت الموضوع عليك  مارحتش ليه وطلبتها من جدك.

حمزة: مين قال اني معملتش كده،  انا خلصت كلامى معها وسبتها ورحت على جدو وتيتا  للأسف جدو قال استحالة هيوافق لو هى مش موافقة وكمان لازم يتأكد من اني فعلا بحبها والمصيبة الأكبر لما قلتله على رأيها في الحب قالى انى غبي مفهمتهاش قصدى واكيد هي عشان انحرجت قالت الكلام ده، وتيتا  رغم فرحتها أن ممكن اتجوز زهروان ونفضل  عايشين في القصر الا انها شايفة ان عشر سنين كتير بينى وبين زهروان، قولي حضرتك انا اعمل ايه. 


احمد:  هتسمع كلامى. 

حمزة:  أكيد طبعا  لو كلام حضرتك كان مقنع. 

احمد: اتجنب زهور الفترة دى نهائي حاول كل ما تكون معها في مكان واحد تتجاهلها كأنها مش موجودة، اتعامل معها في الشركة الجامعة برسمية شديدة، حاسسها انك زعلان من تجاهلها  ليك، وفي نفس الوقت عينك عليها وحواليها تلقيك 

في كل مكان اشغلها بيك زهور في مشاعر تجاهك في قلبها  

بس خايفة تسيب مشاعرها.

حمزة بسعادة: هى قالت لحضرتك كده. 

احمد:  اظن انت سمعت كلامى معها من البداية  لحد ما مشيت،  بس من غير ما تعترف  وتقول زهور لما بتتكلم عنك بتكلم بحب تنطق اسمك  عادي وكأنها بتتلذذ وهي بتنطقة عكس كلامها عن حد تاني، اسمعني كويس لو فعلا زهور حبتك  هيبان عليها  ومش بس كده  هتعترف لك بحبها.


حمزة:  وممكن ما يحصلش.

أحمد: وارد بردة بس ممكن يحصل ودة ان شاء الله وارد بشدة. 

حمزة بتنهيده:  يعني في الحالتين مافيش قدامي غير الصبر. 

صمت مع ورود اتصال هاتفي له. 

حمزة:  آسف لازم أستأذن  اخويا بيتصل بيا ولازم أمشي. 

أحمد:  اتفضل  وده كارت تليفوناتى الشخصية منتظر اتصالك  اى وقت. 

حمزة:  الف شكر ليك يا دكتور احمد،  وإن شاء الله  قريب جداً هتصل علي حضرتك. 

يمد يده يصافح أحمد ويرحل كل منهما لطريقة. 

حمزة في سيارته يجيب على الاتصال الهاتفي:  الو خلاص يا زين عشر دقايق بالكتير وهتلاقيني واقف قدامك. 

زين:  من ساعة وانت بتقول نفس الكلام ده. 

حمزة:  اهدى يا بني متعصب كده ليه خلاص اهو وصلت قدام المستشفى  هركن العربية  واطلع لك على طول. 

زين:  لا خليك زي ما انت نزلت أنا وجنة وجنات  خارجين من المستشفى. 

حمزة ترجل من السيارة وهو يرى زين يسير مستند على يد جنة وجنات جالسة  على كرسي متحرك وهناك ممرضة تدفع الكرسي بها. 

حمزة:  حمدالله على سلامتك  يا انسه جنات. 

اومت جنات وتحدثت بصوت ضعيف:  الله يسلمك  شكراً لحضرتك. 

زين:  كل ده تأخير  تعال يا استاذ شيل الشنطه من جنة وبعدين تعال خد بايدى لحد العربية.

حمزة معتذرًا: آسف يا جماعه الطريق زحمة جداً، اتفضلى يا انسة جنة اركبي الاول وانا هساعد الانسة ونركب الانسة جنات جنبك والآنسة اظن معانا برده مش كده.

الممرضه: ايوا انا هكون مرافق المريضة الفترة دى.

حمزة: اوك اتفضلى انتى  افتحى باب العربية.

انتهى حمزة من مساعدة جنات التى رفضت ان يمسك يدها نهائيًا  واتجه الى زين الواقف على بعد خطوات،مد يده له يستند عليها زين ويخطو جواره ساعده الصعود بالسيارة واتجه هو مكان السائق وانطلق بالسيارة  حتى وصل القصر

زين:  

ـــــــــــــــــــــــــــ     

زاهر أنهى اتصاله مع حسن وقام بالاتصال  بالجد أخبره بإثرار زين الخروج من المشفى وان جنات قادمة معه. 

الجد:  يا بني دلوقتى  فى مشكلة  كبيرة حطتنا فيها، البنت لما تيجى هتعيش فين ده اولا وثانيا وجودها  هنا الفترة دى  صعب  امك وخالتك يتقبلوه غير زين وحالتة نفسيًا وبدنيًا محتاج مراته معه. 

زاهر:  متقلقش ياجدو فى ممرضة هتكون مرفقة لجنات الفترة دي وانا خلاص حجزت تذاكر السفر وان شاء الله  بكرة بليل هنكون عندكم ولو على جنات هتعيش فين فهى هتعيش في الجناح بتاعنا انا وغادير انا متفق مع غادير على كده وكمان مختارين اوضتها وغادير جهزتها قبل ما نسافر. 

الجد:  خلاص يابني  انا معنديش مانع طالما انت وغادير متفاهمين يبقى خلاص على خيرة الله. 

زاهر:  جدو بعد اذنك  ممكن  تطلب من زهروان انها تاخد بالها من جنات  لحد ما اوصل. 


الجد:  من غير ما تقول هو ده اللي هعمله بالظبط زهروان الوحيدة اللي تقدر توازن الأمور بين الكل. 

انهى الحديث مع زاهر واتصل على زهور واخبرها بالأمر وطلب منها الحضور للقصر بأقصي سرعة. 


وصلت زهور للقصر واتجهت الى مكتب الجد الذي أخبرها بالامر وافقت زهور بمرافقة جنات، جلست مع الجد يتحدثون سويا حتى سمعوا بوق سيارة حمزة، تخرج برفقة الجد لاستقبالهم. 

الجد مرحبا بزين ويحمد الله على سلامته بابتسامة مشرقة. 

زين ترجل من السيارة يساعده حمزة  انحن يقبل يد الجد  والجدة  التي خرجت خلف زوجها وزهور،  وجنة تساعد شقيقتها جنات على الترجل من السيارة بمساعدة  الممرضة. 

زهور اسرعت تجاههم وساعدتهم بعد السلام والترحيب بهم دلفوا جميعًا للقصر شعرت حنات برهبة شديدة وهى تخطوا تجاه باقي العائلة تشعر بنظرات الجميع مصوبة تجاهها تقترب زهور منها تحدثها. 

زهور:  متقلقيش هم طيبين جداً انا حصلى نفس اللي حصلك بالظبط  ونفس الرعشه دى حسيت بيها حتى جنة بكرة تحكيلك حصلها ايه. 

جنات بصوت خافت:  لو سمحتى ياريت  تساعدينى أمشي من هنا انا ماليش مكان بينكم، لولى البشمهندس زين أثر وجنة كمان استحالة كانت هتوافق تيجى مع زين كنت روحت على البلد. 

زهور:  اولا مين قال انك مالكيش مكان هنا، ده بيت جوزك، ليك زيك زي غادير وجنة واي زوجة لأي حفيد هنا. 

جنات باستغراب :  زوجه. 

زهور:  ايوا زوجة زاهر الغمراوي. 

آيات أول من اسرعت تجاه ابنها تقبله وتحمد الله على سلامته وبعدها مدت يدها لجنة تصافحها وتقبلها على مضض. 

وبعدها آمال ايضا صافحت زين وهنئته بسلامته واتجهت لجنة وصافحتها وابتعدت عنها متجهة إلى جنات تهنئتها بسلامتها ورحبت بها وأخبرت الممرضة بغرفتها واشارت لها باتباعها، جلس الجميع بعد السلام والترحيب جلست زهور بجوار جنات وبجوارها جنة وزين وباقي العائلة بمقابلتهم وجلس حمزة على طرف أحد الكراسي بجوار نيرة ابنة عمته زينه مقابل لزهور، عينه على زهور ليتحدث محاولا جذب انتباهها. 

حمزة:  ايه يا جماعة كلكم  قاعدتم كده ساكتين مفيش حاجة  حلوة بمناسبة خروج  زين بالسلامة كوباية عصير بونبون، ايه يا ست الحبايب  انتى وخالتو فين تكاتك وحركاتك وكيكاتك. 


زين :  ما تقول انك جعان وعاوز تأكل من سكات بدل الدوشة بتاعتك دى وجيبها فيا زي عادتك. 

حمزة وعينه على زهور يتحدث ببراءة: بقى ده جزاتى. 

آيات بضحكة:  فى دى زين عنده حق، لما تكون نفسك فى حاجه  كنت تقول لزين عليها. 

حمزة ببراءة:  أنا طول عمرى مظلوم في البيت ده، زين وزاهر كانوا يعملوا العملة ويتهموني أنا الوحيد اللي كان بينصفني ياخدلى حقى عمى زياد الله يرحمه، طيب والله احكيلكم موقف واسمعنى كويسة يا جنة جوزك واحنا صغيرين كان بيحب البيتزا  بطريقة جنونية وفي مرة كنا معاقبين، ومخدناش مصروف وكنا خارجين مع صحابنا بعد المدرسة مزوغين يعنى وطبعا كل واحد يقترح هنروح فين زين باشا اقترح اننا نروح مطعم بيتزا وبعدها نروح اي بلاي ستيشن وطبعا ده على اساس ان زمايلنا هم اللي عزمنا بعد ما اكلنا وحلينا جينا لدفع الحساب ولا واحد فينا معه اكتر من عشرين جنيه يعنى تمن بيتزا وحده و اقل واحد فينا ال هو انا اكل بيتزا واحدة.

حمزة يغمز لزين: أكمل ولا بلاش يا كوتش.

الجد: كمل يا استاذ كمل عرفنا المستخبي.

زين: عجبك كده.

حمزة: يبتلع رمقة  زاهر عمل خدعة وهرب قال انه هيروح الحمام  على ما نفكر هنعمل ايه والباشا خرج من غير ما نعرف وزين شافه وهو خارج عمل زيه وخرج وسبنى انا وزمايلنا قاعدين نبص في بعض ومرعوبين من اللي هيحصلنا وفعلا الجارسون جه وطلب الحساب للمرة الألف وآخر ما تعب مننا واحنا بنقول خوتنا اللي معهم الفلوس في التوليت وراجعين اخدنا للحمام عشان يأكد انه فاضي مفهوش حد اتاري البهوات سابوني ومشيوا ومهمهمش اللى هيحصلى المهم  مدير المطعم كان مصمم يتصل باهلينا وانا سمعت كده ومش هقولكم  اترعبت وركبي بقوا يخبطوا في بعض واول ما سألنى على رقم تليفون بابا حاجه كده قالتلي اتصل على عمو زياد وفعلا جه ودفع الحساب واخدنى معاه ورجعنا البيت لقينا الأساتذة الكبار وصلوا من فترة ولا على بالهم  انهم سابوني ومشيوا وكتير مواقف عمو زياد وقف جنبي فيها الله يرحمه كان مش بس عمى كان صديق وفى  وصاحب جدع  وهو السبب في حبي للملاكمة والكيك بوكس . 

زين بضحكه: متبصليش كلكم كده انا وزاهر  كنا هنصرف في فلوس ونروح ندفع الحساب، صدقوني والله العظيم انا حتى يومها قلت لتيتا وهى قالت هتصرف وتروح لحمزة المطعم صح يا تيتا. 

الجدة:  دي كانت المرة أصل من كثرهم نسيت. 

الجد: كمان كنتي عارفة يا زهور ومخبيه عليا. 

حمزة:  تيتا طول عمرها حبيتنا وعمو زياد منقذنا. 

الجميع:  الله يرحمه. 

   

زهور دون ارادة منها رفعت عينها تجاه حمزة وهو يقص ماحدث وهو طفل تتلقى الأعين تحيد زهور بعيناها بعيد ويتجهم وجهها وتقف مرة واحدة تساعد جنات على الوقوف. 


ساعدت زهور هي وجنة جنات فى النهوض من مكانها واتجهت بصحبتهم للجناح الخاص بزاهر. 

زهور وهى تساعد جنات على الجلوس على الفراش:  ممكن بقى ياجنة تروحى  الجناح بتاعك انتي وزين ومتقلقيش انا هكون مع جنات مش هسبها أبداً  والممرضة هتابع معانا لحظة بلحظة. 

حنة:  روحى انتى ارتاحى كتر خيرك  انا هغير لاختة وهفضل جنبها. 

زهور:  هو انا اشتكتلك يا ستى وعلى العموم زين كمان محتاج مساعده اتفضلى انتي ومتقلقيش جنات فى عنيا. 

جنات بألم وحزن:  ممكن انتم الاتنين تتفضلوا على اوضكم انا هتصرف و اعلم نفسي بنفسي. 

زهور:  مين قال اننا هنساعدك كل الموضوع انا هستنى هنا  معاكى لحد ما الممرضة تطلع تديكي العلاج. 

جنات: جنة روحى لجوزك اكيد هو محتاجك أكتر مني. 

أتت جنة تعترض ترجتها جنات بالذهاب خرجت جنة من جناح زاهر متجه للجناح الخاص بها وزين، وقبل دخوله وجدت حمزة يصعد الدرج يساعد زين تسرع بفتح باب الجناح  وتقف على بعد خطوات من الداخل تستمع  لحديث حمزة وزين تكتم ضحكاتها. 

حمزة:  عاوز اعرف ليه زعلان  انى حكايت موضوع المطعم  ماانت وزاهر كنتم مع بعض وخلاص كبرنا على العقاب. 

زين:  انزل يا حمزة مش عاوز اشوف وشك خالص الفترة دى، انت فاهم. 

حمزة:  تصدق انا اللي غلطان انى طلعت معاك وتعبت نفسي وطلعت كل المسافة دى. 

زين بحدة: حمزة انزل صوتك بقى بيعصبنى. 

خرج حمزة تارك زين وجنة بجناحهم الخاص وصعد الدرج تجاه  جناحه الخاص ليتقابل مع زهور وهي خارجة من جناح زاهر وقف الأثنين أمام بعضهما ينظران لبعضهما دون حديث حمزة يتمنى أن يسألها عما تشعر به تجاهه وزهور تكاد تنصهر خجلا لا تعلم ما بها تلك الرعشة في قلبها وبرودة يدها دون شعور خطى حمزة تجاهها وعينه لا تحيد عن عينها ليقف أمامها مباسرتًا لا يفصلهما إلا انشا واحد. 


زهور مع إقتراب حمزة منها شعرت بأن قدمها لا تحملها لاتقوى على الحركة لأول مرة  تتمعن فى وجهه وعيناه تنظر للأرض خجلا من حالها ليبتعد حمزة للوراء مع سماعة لصوت أحدهم يصعد الدرج ليتحدث لزهور ويدلف جناحه الخاص ويقف قرب الباب. 


حمزة: زهروان انا مشاعرى صادقة وكل لحظة بتأكد من صدقها ورغم من كده استحالة هفرض نفسي  عليكِ ولا هجبرك انك توافقى على حاجه انتِ مش حاسة بيها ولا شغلة بالك وصدقني رفضك ليا مش هيمنع انك بنت عمي ولكِ  حقوق عليا واي شخص هتختارىه هسلمك ليه بإيدى طالما هتكوني سعيدة معه. 


التف حمزة متجها يفتح باب الجناح ويدلف سريعًا دون غلق الباب وعينه على زهور الواقفة لا تتحرك. 

زهور تستمع لحديث حمزة تشعر برجفة في جسدها تنظر له وهو يدلف لجناحة الخاص لولي وصول الممرضة  اخرجها من حالها. 

الممرضة:  لو سمحت يا أنسة الانسة جنات في أي شقة من دول. 

زهور تشير بيدها وتستدير للخلف وبصوت خرج بصعوبة:  هنا اتفضلي معايا. 

خطت زهور مع الممرضة للداخل أشارت لغرفة جنات واستأذنت منها  وعاودت الخروج توقفت امام باب جناح حمزة الذي أغلقه بعد دخول زهور مع الممرضة  يقف خلفه بحزن يهمس لنفسه. 

_ متعشمش نفسك يا حمزة، وحاول تنسى حبها واتعامل معها عادي زيها زي نيرة والبنات. 

جحظت عيناه وهو يستمع لصوت امام الباب يفتحه سريعا. 

زهور خرجت مسرعة تاركة الممرضة شعرت بإحباط وهي ترى حمزة أغلق الباب  تخطو لتهبط الدرج لتقف قرب باب جناح حمزة تضع يدها على الباب وتسند برأسها عليه تتحدث بصوت مسموع. 

_ اتمنى كنت شجاعه واقول الكلام ده ليه وانا واقفة قدامه لكن هو استسلم وقفل الباب مستناش يسمع ردى تنتفض فزعة مع فتح الباب ووقوف حمزة أمامها يجذبها من يدها يدخلها الجناح. 

حمزة:  وأنا اهو قدامك قولي ردك. 

زهور تبلع رمقها مرات متتالية وتتحدث بتلعثم:  الاول ابعد بعيد شوية. 

ابتعد حمزة عدة خطوات:  كويس كده. 

زهور أومأت برأسها:  ايوا كويس ممكن متقطعش كلامى. 

حمزة: حاضر بس ارجوكِ اتكلمى مش قادر اتحمل. 

زهور بلعثمة:  أنا أنا هطلب منك تصبر فترة انت تحدد مشاعرك تجاهي وأنا اتوازن نفسيا و احدد مشاعري واحساسي ايه تجاهك ولحد ما يحصل ده لو سمحت خليك طبيعى فى معاملتك ليا والأهم بلاش عصبيتك وغيرتك وكمان ياريت محدش من العائلة يعرف اتفقنا أو مشاعرك تجاهي مش عاوزة ضغط من أي حد. 

حمزة بسعادة رغم تحفظه على عدة نقاط:  أنا معنديش أي مانع في كلامك وهسيب ليك مساحة تحددى مشاعرك من غير اي تدخل مني نهائى لكن غيرتي مقدرش اتحكم فيها لو شفت حد قريب منك ده غصب عني مش بقدر اسيطر على اعصابي. 

زهور:  انت كده بتخوفني منك. 

حمزة:  آسف بس دى حاجه غصب عني انا نفسي مستغرب ليه بيحصل معايا كده اول ما اشوف حد قريب منك مش بفكر نار بتقيد في قلبي وعقلي مش بيفكر. 

زهور:  ما لازم تلاقي طريقة تتحكم فيها لان بالاسلوب ده مش هنعرف نحدد مشاعرنا وممكن طرف فينا يهرب. 

حمزة: خلاص نتفق اي حاجه  تخليني اغير بالشكل ده نحاول نتجنبها وانا اوعدك هحاول اتماسك على قد ما أقدر. 

زهور: زي أي. 

حمزة:  من غير زعل بلاش احضان عمال على بطال مع جدو وبابا وعمو زايد ودكتور أحمد ايه مالك بتبصلي كدة ليه أيوة بغير منهم وكمان حازم بلاش هزار معه ولا تركبي العربية مرة تانية معه وياريت تعاملك مع أي رجل يكون بحدود ولو أفضل ما يكونش. 

زهور بذهول:  لا انت مش طبيعى فعلا انت كده بتقولى بذكاء بلاش تخرجى برة البيت. 

حمزة مقتربًا منها:  لو أطول مش هخرج


                  الفصل المائة من هنا 

لقراءه جميع فصول الرواية من هنا

تعليقات
×

للمزيد من الروايات زوروا قناتنا على تليجرام من هنا

زيارة القناة