
رواية عشقت فتاة المصنع الفصل العشرون 20 بقلم صفاء حسنى
إنت تعرف يا عم موسى الساعة سبعة الصبح على كورنيش البحر؟ في بياع بيبيع سميط وتُقَّه وبيض مسلوق، هتاكل صوابعك وراهم، أوعى تنسى... الساعة سبعة!"
عشقت فتاة المصنع الكاتبة صفاء حسنى الفصل العشرون
وهى تنظر له من بعيد زينب بصوت مرتفع:
ومن جوه الورشة، كان زياد بيبتسم وفاهم إن الصنارة غمزت، وإنها طلبت معاد.
بعد ما مشيت زينب، اقترب عم موسى منه وهو بيبتسم:
"متتأخرش عن الميعاد يا ياسر."
تنهد زياد ورد عليه:
"أنا جاي أتدرب لمدة شهر عشان أتعين في شركة كهرباء كبيرة، مش جاي أحب واتحب أو ألعب ببنات الناس."
ابتسم الحاج موسى وقال:
"أنا مقصدش يا بني، بس صدقني زينب بنت طيبة وجدعة وتستاهل كل خير. مش معنى إنك مهندس وهي بنت مصنع يبقى مش من حقها تحبك أو تعجب بيك.
اسمع كلامي يا ياسر... الحب بيجي مرة واحدة في العمر، وعيونك بتقول إنك بتعشقها مش مجرد إعجاب.
وأنا عارف إن كلامك ده من ورا قلبك، وهتكون موجود قبل الميعاد.
ادخل شوف شغلك يا بني."
مر الوقت وزينب شغالة في المصنع، وتبتسم بين نفسها لحد آخر اليوم.
ولما جه الليل وخلص الشغل، خرجت هي وصاحبتها البنات، والضحك مالي المكان.
كانت زينب في عالم تاني، وكأنها شايفة ملامحه قدامها.
ضربتها نجوى على كتفها وقالت:
"إللي واخد عقلك يتهنّى بيه!"
نظرتلها زينب وقالت:
"مفيش حاجة، أنا تعبانه بس... وعاوزة أنام عشان ييجي تاني يوم ونعيد نفس الموال."
ضحكوا البنات وقالوا:
"ويعني إيه؟ مين واخد عقلك يا زينب؟
أوعي يكون المهندس ياسر؟!"
اتضايقت زينب ومشيت، وراحت على بيتها.
دخلت من الباب والبنات وراها بيضحكوا:
"مالك يا زينب؟ والله بنهزر!
يعني عادي، فيها إيه لما تحبي؟
البت فروالة بتحب الحلاق،
والبت بطة بتحب سواق المشروع،
وفيه اللي بتحب سواق تيك توك،
وفيه اللي بتحب أحمد السباك!
كلنا كنا بنتمنى إنك تعيشي قصة حبك.
كل مرة أشوف المهندس الكهربائي بيبص عليكي بحس إنكم فولة واتقسمت نصين، وكأنكم مكتوبين لبعض."
ابتسمت زينب بين نفسها وهي بتتخيله، وبعدين ضربت نجوى على كتفها وقالت:
"إنتي عمياء يا بت؟ ده عيونه زرقا وشعره أصفر، وأنا قمحيه وعيوني عسلية وشعري أسود... يبقى إزاي فولة واتقسمت نصين؟!"
ضحكت نجوى وقالت:
"عادي، نحطله عدسة بني ونسبغ شعره ويبقى نسخة منك!"
سبتهم زينب وجريت على الحمّام وهي بتضحك:
"خليكم كده مع نفسكم، وأنا لحقت الحمّام قبلكم!"
دخلت تستحمى، تملى الجردل مية وترش على نفسها،
وفي الجهة التانية، كان زياد بيخلع العدسات من عيونه، وداخل حمام الفندق، يغير هدومه ويدخل تحت البانيو عشان يشيل ريحة الزيت من على جسمه.
عشقت فتاة المصنع الكاتبة صفاء حسنى
وخرج زياد من الحمّام مرتدي برنس طويل، واتجه ناحية المراية. وقف قدامها لحظة، عيونه فيها تفكير عميق، وقال لنفسه:
"أنا محتاج أوصل لكل اللي في المصنع... وأعرف مين بنت عمي محمد، الشخص اللي ليه فضل عليّ أنا وولدي. هو اللي ساعدني كتير، واتوسط ليا علشان أدخل الشرطة... ومن بعد ما كنت ابن شويش، بقيت ظابط كبير في الأمن الوطني.
فـمهما أساعده هو ومؤمن، مش كتير عليهم... وكمان كل قضية تخصهم لازم أدخل فيها."
وكل قضية بمسكها، بكتشف وراها أسرار كتير... وده بيخليني لازم أركز في مهمتي أكتر. بعدها تنهد زياد واتجه للنوم.
أما عند **زينب**، فخرجت من الحمّام وهي لافّة فوطة على شعرها، وقعدت تفرد هدومها على السرير، تدور على طقم حلو يناسبها. وبعد ما خلصت، استلقت على السرير، عيونها معلقة في السقف، وسؤال بيطاردها: "هو ليه أنا مهتمة بالمهندس ده عن غيره؟ هو فعلاً ممكن يكون بيحبني؟"
أو يمكن… أنا اللي وقعت في حبه؟ هو في أمل في الحب ده أصلًا؟ كل اللي فاهماه إني بحب أشوفه… بحس معاه براحة وأمان. بحب أتكلم معاه، والثقة اللي بحسها في صوته بتطمني. لو جه يبقى مهتم… ولو مجاش؟ خلاص، أقفل على الموضوع كأنه ماكنش موجود من الأساس.
وفعلاً نامت، كانت محددة المنبّه على الساعة **ستة ونص**. قامت، أخدت حمّام سريع، لبست هدومها قبل ما أي بنت تصحى، وخرجت من البيت تمشي على كورنيش البحر. شافت راجل السميط، صبحّت عليه وطلبت منه **وجبتين**، وقعدت على كرسي قدّام البحر، والنسمة الباردة بتداعب شعرها.
في نفس الوقت، صحى **زياد** على صوت المنبّه، بص للساعة، لقاها **سبعة إلا عشر**. استغرب هو ليه محدد المنبّه بدري كده، لكن بعد دقايق كان في الحمّام، أخد شاور، حط العدسات الزرقا، ودهن وشه بالدهان اللي بيغيّر ملامحه.
افتكر كلام الكوافير اللي نصحه وهو بيتنكر: "ابعد عن الميّه قدر الإمكان." ساعتها سأله زياد: – "طيب ولو من غير قصد اتعرضت للميّه؟" رد الكوافير بهدوء: – "العدسات مش هتتأثر، والشعر صبغة ثابتة، بس دهان الوش ممكن يتأثر بسيط… بس هديك نوع قوي يثبت كويس."
وفعلاً جهّز زياد نفسه وخرج. كانت **زينب** قاعدة على الكرسي، وهو بيتابعها من بعيد، وهي بترمي طوب صغير في البحر كأنها بتفضي همها للموج. فضل يراقبها دقايق، وبعدين لاقى نفسه بيتحرك ناحيتها من غير ما يقصد، وقعد جنبها.
بص حواليه وسألها بابتسامة خفيفة: – "فين الراجل بتاع السميط؟"
قلب زينب دق بسرعة، وابتسمت وهي بتشاور من بعيد: – "لسّه ماشي."
تنهد زياد وقال بنبرة خفيفة فيها مزاح: – "يعني راحت عليّا… أمشي بقى؟"
ضحكت زينب وقالت وهي بتقدمله السميط: – "متقلقش، عملت حسابك."
استغرب زياد، وبص لها بابتسامة خفيفة فيها دهشة وإعجاب…
ابتسم زياد وهو بيبص لها وقال بنبرة فيها فضول:
– "إيه عرفك إني جاي؟ مش يمكن مكنتش أجي أصلاً؟"
ابتسمت زينب بهدوء وقالت بثقة خفيفة:
– "كان عندي إحساس إنك هتيجي."
سألها زياد وهو مائل ناحيتها بنظرة مستغربة:
– "اشمعنا بقى؟ غرور ولا ثقة في النفس؟"
ضحكت زينب وقالت وهي بتعدل خصل شعرها الطايرة من الهوا:
– "ولا ده ولا ده، كنت واثقة إن فضولك هو اللي هيخليك تيجي… تشوف إسكندرية أول ما النهار يشقشق، وتاكل سميط عم حمدان، وتسلم على البحر… دي عادة الإسكندرانية."
ومدت إيدها وسحبته من مكانه، فلقى نفسه بيتحرك معاها من غير ما يقاوم، وساب السميط على الكرسي زيها كأنه مسحور بحركتها.
سألها باستغراب وهو ماشي وراها:
– "على فين؟"
ابتسمت وهي بتسحبه أكتر وقالت بخفة دمها المعتادة:
– "تعال معايا… سلم على البحر."
هز راسه وقال بسرعة:
– "لا، بلاش."
ضحكت زينب بخفة وقالت وهي بتغريه بالكلام:
– "انت عارف لو البحر حبك… هيحضنك."
رفع حاجبه زياد بابتسامة مستنكرة:
– "يحضني؟ جديد دي! ده تشبيه مجازي ولا إيه؟"
ضحكت زينب وقالت وهي بتقرب منه خطوة:
– "مجربتش! جرب الأول… هتخسر إيه؟"
وسحبته معاها، ودخلوا الميّه.
في لحظة، جات موجة جامدة خبطت زياد، فوقع، لكن زينب عدّت الموجة بخفة وضحكت بصوت عالي وهي بتبص عليه.
قالت وهي بتغالب ضحكتها:
– "البحر رفضك أول مرة عشان إنت مش إسكندراني."
وقف زياد وهو بيطمن على نفسه، والمية بتقطر من هدومه، وقال بنبرة فيها غيظ بسيط:
– "بس أنا مش إسكندراني فعلاً… أنا من القاهرة، وجيت فترة بسيطة هنا، شهر تدريب بس!"
ضحكت زينب وقالت:
– "وأنا زيك على فكرة… أول مرة جيت هنا البحر رفضني، بس بعد كده حضني.
البحر بيرفض أي حد جديد، بيشم ريحته وبيعرف إذا كان غريب ولا لأ، ومع الوقت لما تعيش وتتنفس من هواءه… بيحبك، ويحضنك، ويتكلم معاك كمان."
كان زياد سرحان في كلامها، بس مش مركز، وقال وهو بيبص على هدومه المبلولة:
– "هو أنا أروح الشغل إزاي دلوقتي؟ انتي بتقولي قصيدة شعر ولا بتغرقيني في البحر؟!"
ضحكت زينب وقالت وهي بتبص له من فوق لتحت:
– "قصيدة شعر؟!
وزعلان على هدومك؟ ده كمان خمس دقايق هتكون كلها زيت من الورشة، ووشك كمان مشحم… البحر نور وشك، متقلقش!"
اتسعت عيون زياد فجأة لما سمع كلامها، ومد إيده بسرعة يتحسس وشه بخوف، كأنه بيتأكد بنفسه إن الدهان فعلاً اتمسح. ارتبك جدًا وبدأ يحاول يغير الموضوع بسرعة.
قال وهو بيحاول يخفي توتره بابتسامة مصطنعة:
– "شكرًا جدًا على حضن البحر… أنا مستعجل أصلًا. وشكرًا على السميط والبيض… فُوضك عافية."
ضحكت زينب بخفة وهي بتبص عليه وهو بيحاول يهرب:
– "الله يعافيك يا مهندس، بس استنى!"
وقف لحظة، باين عليه إنه محتار يرجع ولا يكمل طريقه، فقالت بسرعة بابتسامة كلها حماس:
– "الجمعة الجاية أنا عازماك على إسكندرية بجد، أفسحك فيها… مينفعش الشهر يعدي من غير ما تتفرج على إسكندرية على أصولها."
وقف زياد متجمد مكانه ثواني، ابتسم ابتسامة صغيرة غامضة، وقال بهدوء:
– "نشوف بقى يا زينب… نشوف."
وسابها ومشي، وهي فضلت تبص له لحد ما اختفى وسط الزحمة، والبحر وراه بيغسل الشط كأنه بيضحك معاها.
كانت زينب ماشية وراه وهي مش فاهمة جواها بيحصل إيه، ليه بتدور عليه بعنيها كده، وليه قلبها بيرتاح كل مرة يقعدوا فيها سوا.
بقت كل جمعة تلاقي نفسها خارجة معاه بعفوية، تحكي له حكايات المصنع والبنات كأنها بتحكي لصاحبها، تحكي عن كل بنت وأصلها وشغلها وأسرارها الصغيرة.
وكان زياد يسمع باهتمام، وفي باله شغل تاني خالص… ياخد كل اسم وتفصيلة ويدونها في نوتة صغيرة، وبعدها يبدأ بحثه وتحرياته، واحدة ورا التانية.
وفي مرة وهي قاعدة تحكي له بحماس، قالت له وهي بتاكل ذرة محمصة:
– "إنت عارف؟ كل شهر المدير بيختار بنتين أكفاء من المصنع، ينزلهم القاهرة يحضروا معرض هناك… وبتكون بعد كده فتحة خير ليهم."
رفع زياد حاجبه باستغراب وقال وهو بيقضم حتة ذرة:
– "فتحة خير إزاي؟ مش فاهمها دي."
هزت زينب كتفها وقالت ببساطة:
– "والله ما عارفة، يمكن بيشتغلوا بقى في البيع والشراء هناك وبيكسبوا أكتر. أنا حتى بفكر لو اقترحوا عليا أقبل."
فجأة وشه شد واتغير لونه، وبصلها بحدة وهو بيقول:
– "إوعي تقبلي أي حاجة متفهميش فيها، والبيع والشراء مش مكسب زي ما إنتِ متخيلة."
ابتسمت زينب بخفة وهي شايفة انفعاله وقالت له وهي بتحاول تخفف الجو:
– "إيه ده؟ بتغير عليا ولا إيه يا بشمهندس؟ متخفش، زينب بمية راجل."
بلع زياد ريقه، وساب كوز الذرة من إيده وقال بجدية:
– "غيرة إيه وكلام فارغ إيه! افهمي يا بنتي… إنتِ يتيمة، وبتجري عشان أمك وأخوك، بس متعرفيش الدنيا دي فيها إيه. الدنيا بتاكل الضعيف، خدي بالك من نفسك.
إنتِ شاطرة، ولو ركزتِ شوية ممكن تبقي صاحبة مصنع في يوم.
الرسمة اللي وريتهالي بتاعة الفستان… إنتِ تقدرِي تبقي مصممة أحسن من كتير."
ابتسمت زينب بخجل وهي حاسة بخوفه وحنانه، وقالت له بنغمة دافية:
– "حاضر يا بشمهندس، بس إنت أوعى تنساني لما تتعين في شركة الكهرباء، وتخليني أنا اللي أفصلك بدلة الشركة بإيديا."
ضحك زياد بخفة، لكن جواه اتخبط ألف إحساس، بين واجبه اللي داخل عشانه… وبين قلبه اللي بدأ يغلط غلطة كبيرة.
مرت الأيام وزينب كل جمعة كانت تسأل عليه، تسأل عم موسى أو أي حد في الورشة، يمكن يطمنوها، يمكن يكون في شغل أو تعب، لكن كل مرة الإجابة واحدة… "ماجاش".
وفى يوم راحت بدري، واقفة عند باب الورشة، والقلق مالي عينيها، سألت وهي بتحاول تثبت صوتها:
– "هو البشمهندس ياسر ماجاش النهارده يا عم إبراهيم؟"
رفع الراجل عينه من الورشة وقال بهدوء:
– "لسه مرجعش يا بنتي… واضح إنه خلص تدريبه ورجع القاهرة."
الصدمة خبطت قلبها، الإيد اللي كانت مسكة طرف طرحتها ارتخت، والابتسامة اللي كانت متعلقة على وشها اختفت.
فضلت ساكتة لحظات، وبصت في الأرض وهي بتحاول تبلع غصّة في حلقها.
كمل عم موسى كلامه بنبرة طيبة:
– "للأسف يا بنتي، أنتِ وهو من عالمين مختلفين. يمكن القدر جمعكم شوية، بس هو أهله شقيوا عليه عشان يكون مهندس، وطموحه إنه يكبر.
بس لو من نصيبك، هتتجمعوا تاني… محدش يعرف المكتوب."
رجعت زينب البيت وهي مش شايفة قدامها، دموعها نازلة بصمت، وكل خطوة بتوجع أكتر.
قعدت على السرير، وبدأت تفكر بصوت عالي وقررت تنزل القاهرة عشان تدور عليها
باك
– "طلعت بتاع حوارات… كل اللفة دي عشان يعرف معلومات عن المصنع؟! وأنا العبيطة كنت بحكي زى الجردل…"
قرب زياد بعصبية وهو بيقول بصوت عالي:
– "أنا قولتلك بلاش تنزلي شغل القاهرة! دماغك الناشفة هي اللي وصلتك إنك تقعي في إيد عصابة!
أنا اتجننت لما رجعت إسكندرية وعرفت إنك نزلت لوحدك، كنت هموت من الرعب عليكي!"
صرخت زينب والدموع نازلة على خدها:
– "أنا كنت بدور عليك في شركة الكهرباء! كنت عاوزة أطمن عليك… حتى لو من بعيد!"
تنفس زياد بغضب، وبصّ لها وهو بيحاول يمسك أعصابه:
– "مين اللي بيدور على مين يا مجنونة؟! ليه مستنيتنيش؟ ليه نزلتِ تعملي كده؟!"
وساد الصمت للحظات… عيونهم الاتنين كانت بتقول كل اللي القلب مش قادر ينطقه.
تدخل الأب بخطوات سريعة، وصوته فيه مزيج من الهيبة والامتنان:
– "يعني إنت كل الوقت ده بتدور على بنتي؟ ورجعتها ليا؟… شكرًا يا ابني، والله ما كنت أتخيل اليوم اللي أشوفها راجعة فيه على رجليها."
التفت ناحية زينب اللي كانت واقفة مطرحة نظرها في الأرض، وقال بحزم أب حنون:
– "وفعلًا يا زينب، إنتِ غلط إنك نزلتِ القاهرة من غير ما تسمعي كلامه… الراجل كان محذرك، وكان عنده حق."
ابتسم مؤمن وهو بيحاول يكسر حدة التوتر وقال:
– "وعشان كده أنا صممت إننا نتقابل، أنا وإنت وكريم، في المطعم اللي في زينب… كنت عايز أفهم الحكاية كلها من أولها."
تنهد زياد، ووقف مستقيم كأنه في تحقيق رسمي:
– "مكنتش أعرف إنها موجودة هناك… كنت فاكر بنت تانية، ضحية جديدة جات في نفس الدائرة اللي كنت براقبها.
بس لما صرخت… عرفت صوتها، واتصدمت!
ومن اللحظة دي قررت أظهر بشخصيتي الحقيقية كضابط، عشان أحميها منهم.
أنا عارفها كويس… دي بنت مغامرة، ولو شافت نار هتدخل فيها من غير ما تفكر.
كنت كل مرة بتتهور فيها بحط إيدي على قلبي!"
ضحك محمد وهو يبص لمؤمن وقال مازحًا:
– "وده ورث القوة دي من فين يا ولدي العزيز؟!"
ضحك مؤمن بدوره وقال:
– "بنت رجل يا أمال!"
نفخ زياد وهو ماسك ضحكته من كلامهم وقال بجدية:
– "مش عايز أصدمك يا عمي، بس بنتك خلاص لازم تكمل معايا في القضية… لأنها دخلت بنفسها في عش الدبابير."
سكت الكل للحظة، وزينب رفعت عينيها بخوف وإصرار في نفس الوقت، كأنها مستعدة تواجه أي حاجة…
بس المرة دي، مش لوحدها.
تتبع