رواية ست الحسن الفصل التاسع والثلاثون 39 والأربعون 40 بقلم امل نصر


رواية ست الحسن الفصل التاسع والثلاثون 39 والأربعون 40 بقلم امل نصر



ميين ؟؟؟؟
قالها ” ياسين ” وهو مندهش ومتفاجئ .. فرد عليه التانى .
– وااه .. بجولك ” نسمه ” ياجدى .. ماعرفهاش !!!
– لا ياسيدى عرفها … المهم انت متأكد من اختيارك ده !! .
– طبعاً امال ايه ؟ .. هو الكلام دا فيه هزار !.
سكت ” ياسين ” وبقى يضرب بعصايته عالارض .. بنظره مش مفهومه وغامضه استفزت ” حربى ” .
– مالك ياجدى سكت ليه ؟ .. ماترد على كلامى .
“ياسين” وهو بنفس الوضع
– ياعنى عايزنى اجولك ايه ؟
– جولى انك موافج ياجدى ؟. عشان تجف معايا .
وتقنع امى وابويا .
سكت شويه وهو باصص ل” حربى ” و مضيق عنيه .
بتفكير وبعدها اتكلم
– جولى يا” حربى ” ليه تتجوز ” نسمه ” وانت عارف انها عزبه ؟!.
وبحماس غريب : واه ياجدى .. انت هاتعمل زى امى وكلام الجهل دا كمان عن العزبه والفتايه .. ايه ياعنى ان كانت عزبه ولا مطلجه ؟ .. ثم انا مش اول واحد فتى يتجوز واحده عزبه .
– خلصت كلامك !!! ….
ارتبك ” حربى ” من نبرته قبل مايرد : يعنى ايه ؟؟.
ياسين وهو بيميل لقدام ويقرب منه
– طب لو جولتلك انها مخطوبه .. وبس تخلص عدتها هاتتجوز على طول .
– واه .. هى لحجت ؟ … ثم مين دا كمان اللى خطبها بالسرعه دى ؟ .
ياسين وهو بيفرد كفوفه الاتنين فى الهوا
– انت مالك عاد مين ؟ .. اهى اتخطبت وخلاص .. وعشان تعرف .. انا متأكد من كلامى .. ها ايه رأيك بجى ؟ .
هز راسه بأحباط : يعنى هاجول ايه ؟ .. كل شئ نصيب .. وانا باينى ماليش نصيب .

– بس ياض انت بطل كلامك ده .
قالها ” ياسين ” بعصبيه وبعدها كمل
– ليه مالكاش نصيب ؟ .. ياض دا انت ماكملتش ٢٤ سنه يعنى اللى زيك يادوبك متخرجين من كلياتهم .
ليه تضيجها على نفسك .. والبنته ماليا الدنيا .. ولو بصيت حواليك هتلاجى كتير .
وبشعور بالاحباط متعاظم : الاجى فين ياجدى ؟.. وانا كل ما اختار واحده تروح لصاحب نصيبها .
– عشان بتبص عالحلاوه وبس .. مش بتدور عالى جلبك يتشعلج بيها .
– عشج ياايه ياجدى والكلام الفاضى دى ؟ .. انا عايز اتجوز .. مش عايز واحب واتمعشج .
– عشان اهبل .. ياض متجفلش على نفسك .. سيب جلبك هو اللى يختار لك .
…………………………
بعد ماقفلت الفون معاه وحفظت التعليمات كويس .. راحت بخطوت خايفه على اؤضة النوم ..اللى عمرها ما دخلتها غير فى وجود العقربه زى مابتسميها .. وهى بتأمر وتتحكم فيها .. اول اما فتحت الباب .. فوراً عنيها راحت عالدولاب ودا لانه كان من المحرمات .. كل حته فى الاؤضه حافظاها كويس ورتبتبها الا دا فهو الحاجه الوحيده اللى كانت بترتبها ” انتصار ” بأيدها .
– اما شوف جواك ايه .
قالتها وهى بفتح باب الدولاب بأيديها الاتنين .. اول نظره شافت هدومها اللى معبيه الدولاب .. وقفت بانبهار تقلب فيهم وتكلم نفسها

– اه يانارى .. لو اجدر اخدهم كلهم .. بس معلش .. خلينى دلوك اركز فى اللى جياله .
سابت الضرفه الكبيره الوسطانيه لما مالاقتش حاجه وبعدها راحت تدور فى الارفف .. فورا شهقت بفرحه كبيره لما لاقت صندوق كبير وعليه صندوق صغير فى الرف الفوقانى من الضرفه الشمال .. مسكت الصغير واللى لقيته مفتوح اساساً .. عينها كانت هاتخرج من وشها وهى بتمسك وتقلب فى الدهب اللى ياما شافته فى ايد” انتصار ” وقتلتها الحسره وهى نفسها تلبسه ولو مره واحده فى حياتها .
وبضحك غريب خارج منها وهى بتفرز فيه
– هه هه اخيراً هالبس واتمتع بيك .. ههه ههه
فونها رن بنمرته .. فوراً ردت عليه وهى بنفس الحاله
– ههه ههه انا لجيت الدهب يا” زكى ” .. وجاعد فى يدى دلوك .. كتير … كتير جوى يا” زكى ” هه ههه .
زكى بشده عشان تفوق : انت يابت ال…. اصحى وفوقى مش وقت عبطك دلوقت .. دورى عالفلوس واخلصلى قبل ماتصحى ” انتصار” .
قعدت تهز بدماغها واكنه واقف قصادها وهى بتتكلم
– حاضر يازكى .. انا فاهمه بس انت متعصبش نفسك .. عشان الصندوج الكبير اللى هنا دا باين عليه فيه الفلوس
جز على اسنانه وهو بيصرخ فيها بصوت عالى
– ومستنيه ايه ياغبيه .. اخلصى افتحيه وطلعى اللى فيه
ردت بارتباك : بس دا مجفول بالجفل يا” زكى ” !!! .

مسح بكفه ايده الخشنه على وشه وهو بيحاول يهدى نفسه : اتصرفى يانيلة النيله .. دورى على مفتاحه او اكسريه .. المهم انك تخلصى بسرعه قبل مفعول المنوم مايروح وتصحى ” انتصار ” وتعلقك بعديها .
– ايييه ؟!!!…….واترزع فى الفجر التانى .. حالاً هاخلص وجيالك على طول يا” زكى ” .
خلصت المكالمه بقلب بيرجف من الخوف لاتصحى ” انتصار ” ويحصل اللى قال عليه .. راحت على ادراج التسريحه دورت فيها .. لاقت المفتاح قاعد فى درج لوحده .. شكت انه يكون هو .. فورا جربته عالقفل ولحسن حظها فتح وشافت اللى فيه .. المره دى مسكت نفسها وهى بتأجل اى فرح او سعاده لبعدين ان شالله حتى تبقى رقص بيهم .. المهم انها تخلص .
فتحت شنطة هدومها الخفيفه .فضت فيها صندوق الفلوس والدهب فوقيه ولبست عبايتها الخروج بسرعه وخرجت من الاؤضه .. لقت المذكوره لساها مرميه عالكنبه وفى سابع نومه قربت منها وسحبت الخواتم من صوابعها. والاسوره من ايدها وهى الفرحه مش سايعاها وقبل ماتسحب رجلها وتمشى لمحت الفون الغالى بتاع ” انتصار” مرمى تحتها ..
– ياحلاوتك .. طب انا كده اخاف عليك لاتتبهدل فى الشنطه ..طب اها !.
قالت الاخيره وهى بتحط الفون فى عبها .. بعد ما اتلبخت فى البدايه … مشت بعدها وهى بتميل يمين وشمال بخطوتها واكنها بترقص من الفرحه
……………………………

خرج ” حربى ” من المندره .. محبط وفكره سارح فى كلام جده بعد الجلسه اللى خاضها معاه .. فوجئ بيها عند باب البيت الكبير بتفتح فيه عشان تخرج .. وبصوت جهورى وبزعيق
– رايحه فين دلوك يابت ؟
اللتفتت مخضوضه عالصوت وبعدين كشرت فى وشه وهى بترد .
– ايه بت دى كمان ؟
قرب منها وهو بيبحلقلها والغضب على وشه
– انا مش منبه عليكى جبل كده وجايل .. مافيش طلوع فى الليل .
حطت ايدها فى وسطها وهى بتتكلم
– وانت مالك بجى ان كنت اطلع ولا مااطلعش ؟ .
وبغضب اشد : اتعدلى يا” نيره ” .. بدل ما اعدلك ..
– ننننعم .. ليه ان شاء الله .
بدور اللى نزلت جرى عالصوت صرخت بصوت عالى عشان توقفهم : جات عشان تاخد المذكره .. ياواد عمى .
خرج ” ياسين ” عالصوت .. زى ماخرجت ” نعمات ” و” صباح ” .. وبصوت عالى .
– فى ايه ؟ .. ايه اللى حصل ؟ .
نيره بصوت عالى : تعالى ياجدى وشوف سى ” حربى ” دا كمان .. بيزعجلى من غير سبب .
بص على جده يكلمه بعد ما زغرلها بعينه
– اسمع ياجدى .. البت دى انا منبه عليها .. مافيش طلوع فى الليلالى و…..

– قطعت ” نيره ” كلامه : بت لما تبتك
لكنها فوجئت بجدها وهو بيزعق : لمى لسانك يا” نيره ” .. واد عمك عنده حج .. كان واجب تجدمى شويه .. لو مع المغرب حتى !
حربى بعصبيه : ولا كمان مع المغرب .. المسافه لبيت عمى طويله يعنى توصل على كده العشا !! .
بدور بسرعه عشان تلم الموضوع : معلش ياواد عمى .. انا لو ابويا جاعد كان وصلها .
– خلاص يا” بدور ” ..هاوصلها انا .. اخلصى يابت مدى جدامى .
نيره بعصبيه : تانى بت .. طب مش مجدمه يا” حربى ” ولا ماشيه معاك نهائى بس .
ياسين بزعيق وشده : تبعى واد عمك يا ” نيره ” وانت يا ” حربى ” .. بلاش تجولها بت .. وياللا بجى اطلعوا انتو الاتنين وفوضوها .
نيره دبت عاللارض من الغيظ قبل ماتلف وتخرج .. و”حربى “لف شاله وخرج وراها على طول .
صباح ل” ياسين ” : هو ايه اللى حصل يابوى .
ابتسم ” ياسين ” بخبث قبل مايرد عليها وهو راجع عالمندره تانى .
– خير يابتى خير .
…………………………….. ..
واقف مستنيها على بدايه طريق الزراعات ومتابع معاها فى الفون .. اول اما لمح العربيه اللى ركباها بتقرب وهاتوقف .. جرى عليها يمسك الشنطه من قبل ماتكمل هى نزول من باب العربيه.

خدها وعلقها على كتفه وبعدها مد ايدوا يمسك ايدها عشان يساعدها من غير كلام .. انتظر شويه تبعد العربيه .. وبعدها فتح جزء صغير من الشنطه يشوف اللى فيها .. عينه برقت مع لمعة الدهب اللى انعكست عليه .. وبسعاده غمرته .
– حمد لله عالسلامه ياقلبى .
فوقيه اللى انتظرت رد فعله .. ابتسمت بزهو وتفاخر
– اطمنت يا ” زكى ” وجلبك فرح .
زكى وهو بيمسكها من ايدها يمشى بيها بعد مارجع الشنطه تانى لكتفه : انا فرحتى بيكى ياقمر .
– بس الشنطه كانت تجيله يا” زكى ” وانا كنت عايزاك تيجى تساعدنى فى شيلها .
– عايزانى ادخل بلدكم والناس تعرفنى عشان اتحبس يا “فوفه “.
– بعد الشر عليك يا” زكى ” ..ايه ده ؟. انت واخدنى على فين ؟؟؟ .. دا مش طريجنا .
قالتها وهى بتوقف بعد اما لاقيتوا ساحبها بعيد عن الخط المستقيم اللى بتمشى فيه دايماً ناحية عشته .
مسكها من ايدها تانى وهو بيتكلم بوش مخطوف
– يانهار اسود .. انتى عايزه شلة العيال اللى بتشرب كل يوم عند الترعه ياخدوا مننا الفلوس والدهب ويرمونا انا وانتى فى الترعه .
اتكلمت وهى حاسه بالخوف والقلق
– بس الطريج دا ضلمه يا”زكى ” .
وبلهجه مقنعه : ماتخافيش ياقلبى وانا معاكى .. بس انتى شغلى كشاف تليفونك وانا كمان هاشغل كشاف تليفونى .. وان شاء الله نوصل بسرعه

بقى طول الطريق يحكى ويهزر معاها و يسليها بالكلام الجميل وهى مخها بيدور فى الف حكايه و نفسها بقى الطريق دا يخلص وتخلص هى من الخوف والشك اللى بقى قابض على قلبها .
وقف فجأه ووقفها : بس اوقفى هنا دقيقه يافوفتى .
فوقيه وهى متفاجئه : فى حاجه يا” زكى ” ؟؟ .
ضرب الكشاف على وشها قبل ما يتكلم برومانسيه .
– فوقيه .. انا نفسى اشكرك اوى عالى عملتيه معايا .
بابتسامه وفرحه : تشكرنى ليه يا” زكى ” ؟.. مش انت جولت انا وانتى واحد .
زكى بضحكه صفرا : فعلا واحد ومايقبلش القسمه على اتنين .. قالها وهو بيطعنها فى معدتها بمطوه كان مخببها فى البنطلون .
شهقت بألم وهى بتحط ايدها على الطعنه اللى باغتها بيها على غفله منها .. وبعدها كرر الطعنات . وهى ولا حول ليها ولاقوه .. اترمت عالارض
بعد ماخلص ومسح مطوته بمنديل ورق وبعدها رجعها تانى فى الجيب الورانى .
وبصوت خارج بصعوبه والم بشع سوا كان جسمانى او نفسى : ليه كده يا” زكى ” حرام عليك .
نزل مقرفس على رجليه يسحب التليفون من ايدها ويقلع من ايديها دهب ” انتصار” .. وهو بيردد
– معلش بقى يافوفتى .. اصلك كنتى هاتبقى شوكه فى ضهرى وانا بقى عايز اتنقل لمستوى تانى .. انتى مالكيش مكان فيه .. سلام يافوفه .
مشى وسابها تتألم على النجيله فى وسط الزرع بعد ماسحب الفون وافقدها قدرة انها توقف على رجليها بعدة الطعنات اللى خدتها .. هى بقى فى وسط الامها واحساسها بقرب الاجل .. اتحاملت على نفسها عشان تخرج فون ” انتصار” من عبها واللى افتكرته بس وقتها .. بعد ما اتأكدت انه مشى .. لعله يكون الامل الاخير ليها .. ولانها ياما شافت ” انتصار ” وهى بتفتحه فكانت حافظه العلامه السهله لفتحه .

…………………………..
رجعت ” بدور ” تحاول تانى الاتصال ب” عاصم ” بعد ماقاطعتهم ” نيره ” بزيارتها المفجأه
عاصم : اخيرا يا” بدور ” .. كل دى حكاوى مع ” نيره ” .
بدور : حكاوى دا ايه ! .. دا كان فى عركه مغفلجه هنا .
عاصم : مين اللى اتعرك عنديكم؟ .
بدور : نيره وحربى
عاصم : نيره وحربى !!. ليه ؟!.
بدور : اصل الحكايه اا…. استنى اشوف مين بيرن عليا
شهقت مخضوضه لما شافت الرقم وهى بتكلمه
– اللحج يا” عاصم ” ..” انتصار “بترن عليا !!
عاصم اللى قام من فرشته منصوب بجزعه رد عليها بعصبيه : بترن عليكى ليه العجربه دى .. وهى تعرف نمرتك منين ؟؟.
بدور وهى خايفه : معرفش يا” عاصم ” بس انا اساساً نمرتى عنديها من ساعة خطوبة ولدها .. حمد لله الرنه خلصت !! … قالتها بارتياح .
عاصم بغضب : وانتى ايه اللى يخليكى تخافى منها ؟!.
بدور : معرفش يا” عاصم ” .. اصلها اول مره تعملها من ساعت مافركشنا الخطوبه و …. … يامرى يا” عاصم ” .. دى رنت تانى
عاصم واللى بقى يخرج دخان من كتر الغضب وبعصبيه وزعيق : افتحى عليها وانا معاكى عالسكه .. عشان لو غلطت بحرف واحد اكون مربيها .

بدور بخوف : لكن يا” عاصم ” …
عاصم بأمر : اخلصى يا” بدور ” .
نفزت امره بخوف وفتحت عليها وهو بيسمع معاها المكالمه .
بدور بخوف : الو .. انتى عايزه ايه ؟!….
الطرف التانى وبصوت يكاد يكون مسموع : ايوه ياست ” بدور ” تعالى اللحجينى .
بدور رجعت تتأكد من النمره وهى مستغربه الصوت و” عاصم ” كمان : انتى مين ؟؟؟ .
الطرف التانى على نفس الوضع : اللحجينى انا بموت وجولى لاهلك يلحجوا ” زكى ” جبل مايهرب بفلوس ابوكى والدهب اللى سرجهم لما حرج البيت .
بدور حطت ايدها على بوقها تكتم الشهقه و”عاصم ” اللى كل خليه فيه بقت نافره وعلى اهبة الاستعداد
وبصوت عالى وعصبى : زكى مين يابت ؟!.
بدور كمان ودموعها نازله : جولى يا” فوقيه ” .. دا ” عاصم ” اللى معايا عالخط .. يبجى مين ” زكى ” ده ؟!.

يتبع…❤️

رواية ست الحسن الحلقة الأربعون قبل الأخيرة 
الفصل الأربعون
ماشى فى طريقه وبيدندن بسعاده .. الشنطه شايلها على كتفه واكنه شايل بضاعه عاديه من اللى بيشتريها ويسرح وبعدين يلف بيها فى الشوارع ويبيعها .. وصل لمنطقته وهى عباره عن مجموعة بيوت مبنيه بطريقه عشوائيه ومتفرقه .. لسكان عددهم قليل ومعظمهم اغراب .
وصل لبيته واللى مسميه هو عشه .. ويدوبك ها يفتح الباب سمع اللى بتنده عليه .
– زكى … انت جبت بضاعه جديده ؟!.
شتم فى سره قبل مايلتفت لها ويكلمها بغيظ مكتوم
– عايزه ايه يا سحر ؟! .
اتقدمت عليه بخطوات ملهوفه : عايزه اشوف البضاعه الجديده . ياترى جبت اللى جولتلك عليه ؟!.
زاح ايدها اللى بتحاول تمسك الشنطه وتعرف اللى فيها : شيلى ايدك يا” سحر ” .. وبطلى ام رزالتك دى .
سحر وهى مستغربه فعله : خبر ايه يا”زكى” ؟! .. انت وعدتنى انى هاكون اول واحده تشوف الجديد عشان اكمل بقيه جهازى .
حاول يمسك اعصابه ويبان طبيعى
– دى مش هدوم .. دى امانه ناس مأمنينا عليها .
اتكلمت هى بعدم تصديق : ماتجول انك لاقيت زباين تانى احسن .. خبر ايه يازكى ؟ .. دا انا عمرى ماأخرت عليك قسط فى شهر واحد حتى .
ساعتها ماقدرش يسيطر على اعصابه
– بقولك ايه .. انا مش فاضيلك دلوقتى ولا شايف قدامى وعايز اخش انام .. اخلصى انزاحى بقى من وش الباب ..يالا
قالها الاخيره وهو بيزحها بأيده بعصبيه وبعدها فتح الباب ودخل وهى مازلت مكانها مستغربه معاملته الغريبه واللى اول مره تشوفها منه .
………………………….
– انتى متأكده من كلامك دا يا” بدور ” .
– يابوى زى ما بجولك كده .. دا انا جافله حالاً معاها دلوك .. حن عليكم اللحجوها بسرعه .
دا كان رد ” بدور ” على والدها .. اللى ماكنش مصدق كلامها الغريب وبيحاول يستوعب .

– طب هى مرميه فين دلوك ؟ . واللى اسمه ” زكى ” ده ساكن فين بالظبط ؟؟ .
رفعت عينها لفوق ونزلتها تانى بقلق كبير وعدم صبر لتحقيق والدها ليها
– يابوى بجولك .. اللى اسمه ” زكى ” دا ساكن بره البلد عند الترعه فى البيوت اللى اتبنت جديد من غير ترخيص وسط الزراعات .. دى حتى جريبه من ارض جدى زى ماجالى ” عاصم ” .. و” فوقيه ” برضو جريب منه بس فى وسط الزرع مرميه ومتصابه .
نعمات وهى رافعه ايدها لفوق : يارب نجيها يارب .. يارب نجيها .
انا هاتصل ب” ياسر ” بيه الاول .. قالها وهو بيمسك فونه ويحاول لكنه فجأه وقف يسألها مندهش
– انتى بتجولى ” عاصم ” يا” بدور ” !!.
بدور وهى بتهز دماغها بتأكيد : ايوه يابوى .. ماهو كان معايا وسمع كل حاجه .. وهو اللى نبه عليا اجرى بسرعه واجولك عشان تتصلوا بالبوليس وتلحجوها .
سألها ببساطه وايده اللى ماسكه الفون نزلت من غير مايدرى : وما اتصلش هو ليه ؟!! معاهوش رصيد ولا وراه مشوار ؟!!!.
– تجصد ايه يابوى ؟!!!
قالتها الاول بعدم فهم وبعدها خبطت بكف ايدها على خدها : ليكون راح ل” زكى ” يابوى .
نعمات بتأكيد : يكون !!!! .. دا اكيد ياعين امك .
صرخت مخضوضه : يامرارى يامٌا .. دا انا ماصدجت انه فك الجبيره النهارده ومشى على عصايه بدل العكاز .. ولا دراعه دا كمان ..حمل كسر جديد .

نعمات : بس ماتفوليش وادعى ربنا يسترها .
راجح اللى مسك الفون يتصل ومنتظر الرد
– انزلى بسرعه دلوك كلمى جدك .. على ما اخلص انا اتصالى .. و
– الو … ياسر بيه معايا ! .
…………………………
بعد ما دخل البيت وقفل الباب فى وش جارته ” سحر ”
نفخ بقرف
– ناس بيئه !! .. بس هانت .
وبعدها دخل دوغرى على اؤضة النوم ..نزل بالشنطه عالسرير وفتحها وهو بيصفر ومبسوط .. يمسك فى الدهب والفلوس
– يا .. حلاوتكم .. كل دا دهبك يا ” انتصار ” .. وكل الفلوس دى كمان بتاعتك .. اااه .. ريحتكم حلوه وترد الروح .. الله يرحمك يافوفه .
قال الاخيره وهو بيمسك موبيلها وبعدها قام يغير هدومه .. يادوبك عايقلع الجاكيت سمع خبط على باب البيت ..نفخ بضيقه
– اه يا” سحر ” ال…… ودينى لاكون مربيكى لو طلعتى انتى ..
خرج عشان يفتح الباب .. فلاقاه واقف قصاده بنظراته الحاده من غير كلام ..
– نعم مين حضرتك ؟! .
– انت ” زكى ” اللى بتسرح بالهدوم الجاهزه .
نفخ صدره وهو بيمسك بياقة القميص وبيتكلم بتفاخر

– دا كان زمان .. انا خلاص بطلت .
رد عليه بعصبيه : يعنى انت” زكى ” ؟
– ايوه ياسيدى ” زكى ” انت بقى مين ؟؟؟.
– انا بجى ” عاصم “!! .
– قالها وهو بيشده من قميصه وبيخبطه روسيه شديده بحركه سريعه راجعته لداخل الببت مرتد بضهره .. صرخ على اثرها وهو مصدوم وبيحاول يوزن نفسه
– عاصم مين ” ياض” ؟…. دا انت بينك ماتعرفنيش .
عاصم اللى دخل البيت وقفل الباب وراه .. قلع شملته وهو بيشاوله بأيده وعينه مبرقه و بصوت اجش ومنفعل
– تعالى وعرفنى مين ” زكى ” ؟ ..
زكى وهو بيسحب المطوه من الجيب الورانى للبنطلون بعد ما استعاد توازنه وبكل شراسه وهو بيهوش بيها قدام ” عاصم ” .
– دا انت بينك شارب ولا امك داعيه عليك .. عشان تيجى تمد ايدك عليا فى قلب بيتى .
شاورله بأيده تانى و بكل جساره
– تعالى ياللا ورينى مرجلتك .
زكى وهو بيتقدم على ” عاصم ” وبصوت عال ينذر بنشوب الحرب
– لا بقى …. دا انت جيت لقضاك .
……………………………
راجح وهو بيفرك فى ايديده بقلق : انا هاتجن .. يارتنى كنت ماتبعتك يابوى وجعدت .

ياسين اللى ماسك سبحته ..قطع تسبيحه يرد
– وبعدين معاك يا” راجح ” .. اتصبر ياولدى .
بدور اللى هاتموت من الخوف
– يصبر كيف ياجدى .. احنا كلنا جلجانين .. دا انا دلوك بس اتمنتيت ابجى راجل عشان ماجعدتش كده حاطه على خدى مستنيه
ياسين بابتسامه ومكر
– هو انت لو راجل كنتى اتجوزتى ” عاصم ” .. يابت .
– يوه ياجدى .. باه .
قالتها وهى بتبعد بوشها مكسوفه من جرأة جدها
صباح : عاجبك كده يابوى اديك كسفتها
ياسين وابتسامته زادت
– خليها تتكسف احسن … استنى بس اشوف اللى بيرن .. دا “حربى ” !!.
راجح بلهفه : صح يابوى .. طب رد بسرعه .
ياسين وهو بيشاورله يسكت عشان المكالمه
– الو … ايوه …..امم ….. طب هى زينه دلوك .. … اممم ….. طب وانت و”رائف” جاعدين حالياً … .. اممم …. طب بالسلامه ياولدى وطمنى عليك انت وواد عمك .
نعمات بلهفه : لجيوها ياعمى ؟
– لجيوها وهى لسه فيها الروح ودلوك هى فى الاسعاف والحكومه هى اللى هاتتصرف معاها ..
صباح : طب الحمد لله .
ياسين بتأثر : بس ” حربى ” بيجول انها صغيره .. يادوبك ١٨ ولا ١٩ ماتزيدش عن كده .

نعمات : ياحبيبتى .. عشان كده عرف يضحك عليها الزفت ده .. منه لله
– طب و” عاصم ” ياجدى ؟
– ماحدش عارف الحكومه وصلتلوا ولا لسه فى السكه يا” بدور ” .. ادعيلوا يابتى .
– ياااارب
…………………………….
صوت الضرب والصريخ اللى كان خارج من البيت .. كان بيلفت نظر اى انسان معدى او قريب .. بعض الجيران اتطوعوا وخبطوا عالباب لاجل ما يطمنوا .. لكن عدم الاستجابه خلاهم يرجعوا تانى يتفرجوا وبس .. خرجت جارته ” سحر ” ووالدتها اللى سألت بصفو نيه
– هو ايه اللى حاصل عند ” زكى ” يابت .
مطت شفايفها بضيقه : انا عارفه يامٌا .. دا تلاجيه سرج ولا عمل حاجه عفشه مع اللى جاى يتعرك معاه فى بيته .
زغدتها والدتها قبل ماتقول
– ليه بتجولى كده يامضروبه الدم .. عمل معاكى ايه ؟؟
– جايب شنطه معبايه هدوم جديده واتحايلت عليه انجى منها لجهازى .. مرضيش وزجنى .. احسن يستاهل .
والدتها مستغربه : مش بعاده يعنى يعمل كده معاكى .
– اكيد لجى زباين جديده .. دا يبيع ابوه بالجرش .
والدتها وهى شايفه العربيه الكوحلى اللى داخله عليهم : سلاماً قولاً من ربٍ رحيم .. ودول ايه اللى جايبهم عندينا .

سحر كمان اترعبت زى والدتها .. ورعبها زاد اكتر لما لاقت العربيه وقفت قصادهم .. والظابط اللى قدام بيسألها من شباك العربيه
– تعرفى بيت ” زكى ” بياع الهدوم فين بابت انتى ؟ .
هزت بدماغها بخوف وهى بتشاور بأيدها عالبيت
– هو دا يابيه اللى هناك ده
الظابط شاور لسواق ومشيوا من جمبهم
والدة ” سحر ” : دا انت باينك صح و” زكى ” عامل نصيبه !!
عاصم كان بيلف ايده المتصابه بشملته وهو قاعد بيتنفس بخشونه لما اتفاجأ بالباب اللى اتفتح بقوه ودخلوا دول عليه
الظابط وعينه راحت على ” عاصم ” و” زكى ” المرمى على الارض مسنود بضهره على كرسى قديم وشكله مش باين من كتر الكدمات اللى فى وشه : مين فيكم ” زكى ” ومين فيكم ” عاصم ” ؟
عاصم وصوته مازال منفعل
– انا ” عاصم ” وال….. دا يبجى ” زكى ” .
الظابط وعينه عالعصايه اللى بيتسند عليها ” عاصم ” و” زكى ” المتكسر فى الارض .
– ماشاء الله … امال لو بصحتك كنت عملت ايه ؟!!! .
…………………………….
فى اليوم التالى
دخلت المستشفى بسعاده ماتتوصفش وهى بتمشى بسرعه واكنها بتجرى .. وصلت للقسم بتاعه شافت الممرضه

– لو سمحتى الدكتور ” مدحت ” موجود فى مكتبه ؟.
الممرضه بموده : اهلا يادكتوره ” نهال ” الدكتو…… لو سمحتى استنى ….
للأسف ماكملتش جملتها ودا لأن ” نهال ” جريت عليه لما شافته خارج من غرفة مريض
– مدحت يا”مدحت “وحشتنى خااااالص ياحبيبى
قالتها بضحكه جميله .. بس الضحكه وقفت لما لقت الاساتذه الخارجين وراه ومتنحين لها .. اتكسفت اوى وحست بالاحراج وهما خارجين ورا بعض واخرهم ظهر ” يونس ” و” مها” .وهو على الرغم من كم الاحراج اللى نالوا هو كمان لكن قلبه كان بيرقص من الفرحه ..
– انا اسفه مكانتش واخده بالى .
قالتها وهى عينها فى الارض .. لكن رفعتها تانى لما لقت ايده اتلفت على كتفها وبيعرفهم بيها
– احب اعرفكم يا اساتذه ” نهال ” طالبه فى كلية الطب ومراتى .
– مراتك !!!
قالها يونس بعدم تصديق و” مدحت ” كمل
– ايوه مراتى .. مكتوب كتابنا وقريب الفرح ان شاء الله .
– الف مبروك يادكتور .. الف مبروك يادكتوره .
خرجت من الاستاذه يهنوه بكل موده وهو بيرد بمنتهى السعاده وهى بمنتهى الكسوف خصوصاً وايده لسه نازله على كتفها .

وبعدها مشيوا الاساتذه يكملوا المرور على باقى الحالات ومعاهم ” يونس ” و” مها ” اللى كانت بتبص ل” نهال ” من فوق لتحت و” يونس ” بينظر ل” مدحت ” بنظرات كلها غل وحقد .. و”مدحت ” بيقابل اللى نظراته بتحدى … قرب من ودنها يهمس
– اسبجينى عالمكتب .. وانا هاخلص مرور معاهم واجيلك
…………………….
دخل المكتب للاقاها مازلت على حالة الاحراج والكسوف .. وهو بيمثل الجديه ويقعدفى الكرسى اللى قبالها قصاد المكتب
– ايه يا ” نهال ” .. دا موقف تحطينى فيه ؟
كانت عامله زى العيله اللى اذنبت وهى بتلعب فى دفتر محاضراتها .
– انا اسفه ماكنتش اعرف ان عندك مرور مع الاساتذه ..
انتظرت رد لكنه مردش .. فرفعت عينها ..لاقته بينظر لها بهيام واكنه بيحفظ كل لمحه منها .. ابتسم لها ابتسامه واسعه شجعتها تخرج ضحكتها المكتومه وبعدين طلعت بصوتها المميز ..وهو كمان ماقدرش يمنع ضحكته وهو بيقول
– يامجنونه
عضت على شفتها قبل ماترد : انا شكلى كان زباله صح .
– اى نعم هو موقف محرج .. بس انا فرحت جوى .
ابتسمت اكتر واتكلمت بطريقتها اللى بيعشقها

– بس شوفت الصدمه بانت ازاى على الدكتوره ” مها”.. اللى كانت بتبصلى من فوج لتحت
هز بدماغه يوافقها وهو بيضحك : ايوه … زى ماشوفت الصدمه اللى بانت على “يونس “.
ابتسامتها وقفت وهو كمل بجديه
– شوفى ياروح جلبى .. عايزك تنسى ” مها ” خاالص زى انا ما هنسى ” يونس ” عشان نكمل مع بعض بهدوء ومن غير نكد ماشى .
– هزت بدماغها وابتسامتها رجعت تانى : ماشى .
– شاطره
قالها وبعدين كمل بحاجب مرفوع بخبث : طب انا نازل البلد انهارده ابارك لعمى .. ها تنزلى معايا ولا مش فاضيه .
شهقت بفرح : ازاى يعنى ؟ انت بتهزر .. طبعاً اكيد لازم انزل البلد النهارده واشوف الفرحه فى عيون ابويا وامى .. هى دى محتاجه كلام
………………………
فى المسا
” ياسين ” وولاده كلهم واحفاده كانوا متجمعين حواليه
و” راجح ” قاعد جمبه وحاضن ابنه ” ياسين ” الصغير ..فى جو عائلى حميمى وضحك وهزار من الشباب
رائف : بس كله كوم ياجدى ومنظر “انتصار” النهارده وهى داخله الجسم بتزعج وعايزه تعمل محضر سرجه ل “فوقيه “..هههه … انا اول ما شوفتها جولتها انتى جايه لو حدك منغير ماحد يبعتلك .. دا انت باينك مكشوف عنك الحجاب هههه .

حربى : هههه بس باصتلك باحتقار يا” رائف”.
– هههه ايوه ما انا خدت بالى .
سالم : ياض كفايه انت وهو .. انتو ماشبعتوش كلام عنيها .
رائف : نشبع كيف ياعمى .. دا منظر صراخها والعسكرى بيجرها عالحبس بعد ما اتصدمت بالجرايم اللى عليها .. كان مسمع فى المديريه كلها ههههه
ياسين : الله يخرب مطنك ياشيخ .. ما تصدج تلاجيلك حكيوه .
رائف بصوت عالى : حبيبى ياجدى .
عبد الحميد وهو بيضربه بخفه على دماغه من الخلف .
– ماتتعدل ياض انت واكبر .. هاتفضل كده على طوى بعجلك الصغير ده .
نيره بفرحه وشماته : اديلوا يابوى .. اديلوا كمان .
مدحت بضحكه وهو بيقلد والده : طب ما اديلك انا كمان وتبجى زيه
الجميع ضحك على شكل ” نيره ” اللى اتفاجئت من ” مدحت ” .. والضحك بقى بصوت عالى .
ياسين بفرحه : اللهم ما اجعله خير .. ربنا مايحرمنى من لمتكم حواليا .
الجميع امم على كلامه وهما بيدعولوا بطولة العمر
راجح : الحمد لله .. يلعن ابو الحزن .
نهال : يعنى على كده انت خدت الفلوس والدهب بابوى
نعمات : لسه يابتى .. بيجولك لسه فيه اجراءات بتعملها الحكومه

بدور : طب هى الفلوس كامله ولا ناجص منها كتير
راجح : لا يا بتى الحمد لله مش ناجص كتير .. اللى شوفتهم مع الظابط النهارده زنين جوى .. ماهو مالحجش يتصرف فيهم والبركه فى البطل .. ربنا يحرسك لشبابك ياولدى
قال الاخيره وهو بيشاور ل” عاصم ” بعنيه واللى رد
عليه : العفو ياعمى .. بلاش كلامك ده
سالم : طب مدام جبت سيرة البطل .. يبجى عاد لازم توفى بوعدك معانا ونجوزهم فى الميعاد .


تعليقات
×

للمزيد من الروايات زوروا قناتنا على تليجرام من هنا

زيارة القناة