
بقلم فاطمه احمد
اقترب منها بسرعة البرق وهو يصرخ بغضب :
- انتي ايييه اللي جابك اوضتي هاااا !!
انتفضت بفزع و اجابت متلعثمة :
- اااناا....م مكنتش اعرف انها اوضتك و....
قاطعها بحدة وهو يسحب الصورة منها :
- اطلعي يلا حالا واوعى اشوفك هنا تاني متنسيش انتي مين...يلا اتفضلي.
عضت على شفتيها بشىء من الغيظ و انصرفت بسرعة بينما هو ضم برواز الصورة لحضنه وهو يتذكر....
Flash back
( ولجت للغرفة وهي تهتف بفزع :
- في ايه يا جاسر مالك !!
استدار لها وقال بغضب :
- قميصي الازرق فين يا ورد !!
مطت شفتها بامتعاض وفتحت الدولاب اخرجت القميص الذي يعشقه و رددت بضيق :
- بتزعق و صوتك جاب اخر الشارع عشان القميص ده انت مش معقول الصراحة.
ابتسم وجذبها من خصرها هاتفا بخبث :
- متنسيش انك انتي اللي جبتيلي القميص ده و عشان كده بحبه.
بادلته الابتسامة بعشق :
- بحبك يا جسورتي.
..... : وانا يا مامي.
كان هذا صوت طفلتهما " مي " ذات ال 5 سنوات حملها جاسر وهو يغرقها ببوابل من القبلات في انحاء وجهها و يقول ضاحكا :
- انا عملتلك حاجة وحشة عشان تنتقني مني وتجيلي فاوقات مش مناسبة خالص.
ارتفعت ضحكاتها الطفولية ولفت ذراعيها الصغيرتين حول عنقه ابتسم بشدة و احتضنها فاستطردت ورد قائلة بتذمر :
- الله هو انا مليش ف الحضن ده ولا ايه.
جاسر و مي في نفس الوقت :
- تؤ.
شهقت بغيظ وقبل ان تتكلم جذبها من خصرها وهمس بجانب اذنها :
- انا عقلي و قلبي كلهم ملكك مش حضني بس يا وردتي.... بحبك )
Back
نزلت دموعه بغزارة عليها ليهمس بصوت مبحوح :
- وحشتيني يا وردتي و بنتي وحشتني يااااه قد ايه بتمنى يطلع كل ده حلم واصحى والاقيكو قدامي قلبي وجعني اوي عايز اعيش بس لحظة واحدة معاكو بس للاسف مستحيل يحصل.
احتدت عيناه واستطرد بتوعد :
- بس و غلاوتكم عندي لانتقم من اللي خطفك مني و يجي يطلب الرحمة والله العظيم يا ورد هاخدلك حقك انتي و مي يمكن ارتاح شويا من الوجع اللي انا فيه.
مسح دموعه بشدة ثم نزع سترته استلقى على السرير وضم الصورة لحضنه مجددا....
1
____________________
بعض الوجوه مجرد عناوين لأصحابها.. ملامحها..كالملح أو السكر..
كلاهما يذوب مع الوقت..
- بعضها..مملوء بالتجاعيد التي ليس لها علاقة بالزمن..
هي بصمات الخيبة والآهات والأنين ..
- بعض الوجوه مرايا للقلوب في فرحها وبكائها.. صادقة..لم تلوثها الأيام بعد..
- وعندمانحب..
نعيد ترتيب ملامحنا..
بريشة هذا الذي..نحب..
فاما جعلنا أجمل..
واما جعلنا أقبح..
اما أضاءنا..واما أظلمنا..
فانتقوا..من يعبث بملامحكم...
نهضت تلك الفتاة بسرعة عندما رأت لين اشار لها جلال بالمغادرة فانصرفت سريعا تاركة لين واقفة بصدمة تحدق فيه !!
اغمض جلال عيناه وهو يلعن وجودها في هذا الوقت بالتحديد اقترب منها وقال بارتباك :
- انا اااا....
قاطعته بصراخ باكي وغاضب في نفس الوقت :
- انت اييييه هااااا انت ايييه ازاي تعمل كده ازاي تخوني يا جلال !!
ضربته غلى صدره و تشدقت بانفعال حاد :
- انت واطي و حقير انا كنت شاكة بس قلت جلال بيحبني ومستحيل يعمل معايا كده رغم تجاهلك ليا و انك بتجيلي عشان مصالحك بس فضلت اقنع نفسي انك بتحبني.
امسك يدها بقوة و هتف بحدة ساخرة :
- ليه انا مجنون عشان احبك ولا ايه....و ايوة انا طول الوقت كنت بقضي وقت مع البنات دول ثم انتي باي صفة بتدخلي فخصوصياتي.
- بصفتي مراتك احنا متجوزين.
قالتها بحدة فأجابها بتهكم :
- جواز عرفي.
انصدمت من كلامه وتراجعت للهلف بعدم تصديق :
- انت ايه ها معقول كنت بتضحك عليا طول الفترة ديه.... انت ندل و واطي !
قالت الجملة الاخيرة بصراخ منفعل و تابعت :
- ومبتستاهلش حاجة من اللي عملتها عشانك انا بكرهــــك و مستحيل افضل معاك !!
رفع كتفيه بعدم مبالاة و غمغم بهدوء :
- بس حطي فبالك انك لو طلعتي دلوقتي يبقى مفيش رجعة ليا.
ضحكت باستهزاء و التفت لتغادر لكنه اوققها بكلامه :
- اوعى تجيبي سيرة ل اي حد ع اللي كان بينا والا حياة اياد هتنتهي و بسببك.
رمقته بنظرات استحقارية تامة هي لا تعيش شعور الحبيب المخدوع لا تبكي لأنها رأت زوجها حبيبها يخونها بل تبكي لإدراكها كم كانت ساذجة عند الوقوع في فخه فلم تكن سوى مجرد وسيلة للوصول لمبتغاه.
تحركت مجددا و غادرت الفيلا سريعا متجهة لمنزلها بينما همهم بتهديد :
- هتندمي عشان عصيتي كلامي يا لين.
______________________
في القصر.
كانت سيليا في الاسفل مع زهرة و تمزحان معا ، فجأة سمعت صوتا من مكان مجهول فقالت سيليا باستغراب :
- سمعتي اللي انا سامعاه.
اجابتها زهرة بتوتر :
- احم لأ ااا انا مش سامعة حاجة.
صدع صوت ضرب قوي فانتفضت واقفة و قالت بفزع :
- زهرة انا سامعة حد بيصوت متأكدة.
كادت تذهب ناحية الصوت لكن زهرة قطعت طريقا هامسة بارتباك :
- ده صوت الناس اللي سيدنا الشبح حابسهم وو...
قاطعتها سيليا بحدة :
- و بيعذبهم صح.....ايه التوحش ده !
ثم استطردت شيئا وقالت مفكرة :
- يعني نورهان موجودة معاهم انطقي يا زهرة و قولي الصراحة متكدبيش.
تنهدت بيأس منها فردت :
- ايوة.
- تعالي دليني ع المكان ده احسن اضيع ف القصر.
قالتها وهي تسحبها من يدها فتوجهت زهرة لاحد جدران الطابق الاول لتفتحه و يظهر انه باب !!
بلعت سيليا ريقها بخوف و نزلت معها في سلم يصل بهما لمكان موجود في اسفل الارض بكثير وكلما تتوغلان اكثر تزيد الظلمة اكثر !!
سيليا بتلعثم وهي تحدق بما يحيط بها :
- احنا....احنا فين.
تمتمت زهرة و هي تختار خطواتها بحذر :
- تحت الارض ده المكان اللي لو دخل ليه حد مبيطلعش منه ابدا.
انتفضت برعب و ادركت ان الذي احبته لم يكن سوى وحشا بمعنى الكلمة ، فلا يوجد انسان طبيعي يفعل هذا بالبشر !!
توقفت زهرة عن المشي فقالت سيليا بتعجب :
- وقفتي ليه ؟!
و سرعان ما صرخت بجزع وهي تشعر بيد تحيط خصرها ثم تدفعها لشىء مظلم ادركت انه الحائط بعد اصطدامها به ، و صوت يزمجر بقوة في زهرة :
- اطــــلعـــي من هــــــنا . وحسابك معايا بعدين !!
لم تجرأ على الحديث فانحنت له و سارت وهي تتلمس الجدران لتعرف طريقها بينما سيليا لم ترى وجهه لحد الان رغم معرفتها لشخصيته تماما.
اخرج من جيب بنطاله قداحة و اشعلها لتظهر عينا سيليا وجزء من وجهها و عيني رعد الحادتان تقابلها و تلمع بشرارة الغضب.
صاح بصوت مكتوم وهو يقبض على على عنقها من الخلف :
- بتعملي ايه هنا هااا ايه اللي جابك.
فتحت فمها للكلام لكنها شعرت بتخدر في لسانها فلاذت بالصمت ، تابع هو بحدة مرعبة :
- اتخرستي ولا ايه يلا اتكلمي ايه اللي جابك هنا ليه مصممة تنرفزيني مش قولتلك متتحركيش فالقصر كتير ها ليه بقى عدم سمعان الكلام ده انتي عاوزة توصلي ل ايه.
اخيرا نطقت سيليا بخوف :
- لا انا كنت قاعدة مع زهرة و فجأة سمعت صوت صويت و خفت و...
قاطعها بقوله : و فضولك خلاكي تطلبي منها تجيبلك للمكان اللي طالع منه الصوت ده صح.
هزت رأسها ببطئ فأطفأ القداحة و سحبها خلفه شهقت هي وقالت بتوجس :
- انت واخدني على فين ااا انا بخاف من الظلمة و مش شايفة حاجة.
لم يتكلم بل تابع سيره في الظلام دون ان يتعثر حتى اعتقدت انه يستطيع الإبصار في هذا السواد !!
سمعت صوت فتح باب ليظهر الضوء فجأة اغمضت عيناها بانزعاج ثم فتحتهما و مالبثت ان صرخت بقوة من هول ما تراه !! عدة رجال ملقيين على الارض و يبدوا عليهم آثار التعذيب و الغرفة باردة بدرجة كبيرة حتى جزمت انهم متجمدين الان.
شعرت به يهمس عند اذنها بنبرة قاسية :
- شايفة الناس ديه يا سيليا دول كلهم وقفو قصادي و اتحدوني و ده تمن شجاعتهم الزايدة مرمين زي الكلاب على الارض و بيضربو....و شكلك عايزة تبقي مكانهم.
انتفضت وكادت تتحرك لكنه قبض عليها مجددا و سحبها خلفه مشى في الرواق الطويل المظلم و صعد السلم و بعد دقائق كان في جناحه.
ادخلها واغلق الباب فنظرت له بارتباك :
- اااا... انت هتعمل ايه.
رعد بجمود وهو يتقدم منها :
- متخافيش اوي كده المرا ديه مش هعملك حاجة انما لو كررتي اللي عملتيه وقتها هتندمي اووي و تتمني الموت كل لحظة ، يلا حضريلي الحمام.
ركضت من امامه بسرعة و دلفت للحمام و بعد دقائق خرجت :
- اتفضل جهزته.
اومأ و دخل يستحم بينما هي جلست على السرير تفكر بذهول :
- هو في كده ! انا ازاي حبيت واحد زي رعد ده مجرم و مبيرحمش حد ازاي حبيته.
ثم فكرت بخوف :
- هو لو عرف السر اللي انا مخبياه هيكون مصيري زيهم مش هيرحمني و هيموتني ، رعد مش لازم يعرف ابدا.
تنهدت بعمق ثم استلقت على سريرها تعيد في ذاكرتها ما رأته حقا حياتها في هذا القصر المعزول مليئة بالرعب و الغموض في آن واحد تشعر وكأنها داخل كابوس لا تستطيع الاستيقاظ منه....
افاقت من شرودها على دخوله الغرفة مجددا كان يلف منشفة حول خصره و صدره عاري و خصلات شعره البني القاتم ملتصقة على جبينه فكان يعطي مظهرا جذابا للغاية !!
حمحمت و هي تزيح وجهها للناحية الاخرى لم يكترث لها و سحب تيشرت خفيف من الدولاب استدار ليرتديه فحانت منها نظرة اليه تطالعه بابتسامة.
اختفت ابتسامتها وحلت مكانها ملامح الصدمة و الذهول عندما رأت ظهره يحتوي على كدمات زرقاء و علامات سوط كأن احدا جلده بعنف !!
انتصبت واقفة وتقدمت نحوه وضعت يدها على ظهره و تشدقت ب :
- ايه الجروح و العلامات ديه يا رعد ؟!
ابعد يدها عنه و غمغم بضيق :
- ملكيش دعوة روحي نامي.
انهى ارتداء ملابسه و غادر مسرعا في حين تطلعت لفراغه محدثة نفسها بعدم فهم :
- مستحيل العلامات ديه تكون بسبب حد ضربه ده باين انه هو اللي ضارب نفسه....لالا ايه اللي بقوله انا وهو هيجلد نفسه بالوحشية ديه ليه طب الجروح ديه من ايه.
هزت كتفيها بقلة حيلة تمددت على السرير ثانية و اطفأت النور لتنام..... بعد لحظات شعرت به يتسطح بجانبها و يلف يده حول خصرها بقوة ابتسمت بشدة و همست :
- تصبح على خير.
6
- و انتي من اهله.
قالها بهمس ايضا ليناما كلامهما في حضن بعضهما بعمق....
____________________
في فيلا اياد المنشاوي.
كان جالسا على الاريكة يشاهد احد البرامج في التلفاز سمع صوت رنين الجرس فنهض و فتح الباب.
وجد لين تقف امامه فعقد حاجباه بتعجب :
- لين في حاجة انتي جاية ف الوبت ده ليه.
لين بصوت متحشرج :
- هتسيبني واقفة ع الباب كده.
ازاح لها الطريق بسرعة فدلفت للداخل وبدون سابق انذار انتقضت عليه تحتضنه بقوة وهي تصدر شهقات بكاء متألمة و تهمس بكلمات غير مفهومة اتسعت عيناه و بادلها الاحضان بلهفة :
- لين حبيبتي في ايه مالك ايه اللي حصلك.
لم تجب عليه و بقيت تبكي فأجلسها و بدأ يربت على ظهرها حتى هدأت واستكانت بين ذراعيه....ابتعدت عنه و تمتمت بخفوت :
- اسفة عشان جيت ف الوقت المتأخر ده.
اياد بجدية :
- تعتذري بعد ايه انتي مكنش لازم تجي خالص الناس هتقول عليا ايه لما تشوف بنت فبيت واحد اعزب سمعتي هتبوظ وانتي عارفة شرف الواد زي عود الكبريت.
طالعته و تمتمت بغباء :
- انت بتهزر صح.
ضحك برجولية و غمغم بمكر :
- تعتذري ايه بس يا بنتي ده انتي جيتي فوقتك.
نهضت صائحة بدهشة :
- يالهووي.
اياد بضحكة :
- لأ فين الدلع.
لين وهي تقلده :
- ياااااالهوووييي.
ارتفع صوت قهقهاتهم عاليا لتجلس و تحتضنه بقوة و دون ان تشعر تمتمت بامتنان :
- ربنا يخليك ليا يا ايدو.
ابعدها تن حضنه وقال بغيظ :
- ايدو انتي بتدلعي عيل عنده سنتين.
لين بابتسامة مستفزة وهي تقرص وجنته :
- طب وربنا انت عسل بتكشيرتك ديه.
ابتسم رغما عنه ثم وضع رأسها على صدره ليغمغم بنبرة جادة :
- قوليلي يا لين في ايه كنتي بتعيطي ليه.
هزت رأسها بتفي وهي تتذكر خيانة جلال لها :
- مفيش انا كنت مدايقة شويا و عيطت من غير ما احس.
رفع يده يعبث في خصلات شعره و همس بحب :
- ووقت ما حسيتي نفسك مدايقة جيتي ليا.... يعني انتي شايفاي سندك و استحق ثقتك فيا صح.
تجهمت ملامحها و حدثت نفيها بحزن :
- للاسف انا كنت غبية لما وثقت فواحد حقير كان يتجاهلني و يعاملني وحش و مهتميتش باللي شاريني و بيحبني من قلبه انا فعلا غبية و هدفع تمن غبائي لما اياد يعرف الحقيقة.
ابتسمت و اردفت مجيبة :
- ايوة انا واثقة فيك وواثقة اني بقدر اسند عليك لما اتعب وازعل و اعيط....اياد انت لازم تعرف حاجة.
اعتدل في جلسته و قال باستفهام :
- اعرف ايه انتي مخبية عني ايه.
اخذت نفسا عميقا و بدأت نبضات قلبها في التسارع ضغطت على يدها و تلعثمت قائلة :
- انت.... انت فاكر لما جيت الشركة اشتغل فيها.
ظهرت علة ثغره ابتسامة رجولية ساحرة و قال :
- طبعا يومها انا كنت طالع و انتي داخلة و خبطت فيكي وبدل ما تعتذري مني مسحتي بكرامة اهلي الارض.
لين بهجوم متناسية ماكانت ستقوله :
- على فكرة انت كنت الغلطان لان ف اليوم اياه كنت ماشي و بتتكلم ع الفون و الابتسامة من الودن للودن ومش شايف حاجة قدامك و ف الاخير مرضيتش تعتذر.
اياد : اعتذر على ايه ياما انتي بهدلتيني قدام البنات المزز اللي كانو ف الشركة ثم انا كنت قادر ارد عليكي و ارفدك بس مرضيتش عشان انتي حلوة.
وضعت يدها على خصرها و قالت بغيظ :
- بتقول ايه يا خويا !! ياريتك كنت رفدتني بدل الشغل اللي كنت تديهولي ك انتقام متي.
ضحك باستفزاز و اردف :
- اخرة اللي تتقاوح مع اياد المنشاوي يا حبيبتي..... انتي ملاحظة اننا سبنا الاهم و بنتخانق.
تذكرت ما كانت ستقوله فهتفت بتهرب :
- لا مكنتش عايزة اقول حاجة غير اننا نفتكر اول لقاء لينا.
همهم باقتناع واقترب منها مرر يده على شفتيها وهمس :
- بحبــــك يا لينو.
اغمضت عيناها وهي تشعر ببعض الضيق كاد يقبلها لكنه فجأة ابتعد عنها و وقف سريعا ، مسح على وجهه و هتف باعتذار :
- احم انا اسف معرفش عملت كده ازاي.
فتحت عينيها و طالعته بعدم فهم فأمسك كتفيها و اوقفها ، نظر لها بابتسامة :
- انا لو قربت منك دلوقتي كنت هتجاوز حدودي معاكي و مش هينفع كده.
شعرت بحمرة الخجل تكتسح وجنتيها لكنها قالت :
- انت بتتكلم كأن عمرك مالمست بنت.
ابتسم و طبع قبلة على جبينها متمتما :
- لا فعلا انا نمت مع بنات كتير قبلك بس انتي غير...انتي بنت نظيفة جوهرة غالية علمتني ازاي احب و اخلص للي بحبه و مستحيل اقرب منك غير لما تبقي مراتي.
ادمعت عيناها و اصبحت حمراء دفنت رأسها في كتفه و همهمت بصوت مبحوح :
- انت كتير عليا يا اياد...كتير عليا ومبستاهلكش.
2
اجابها وهو يمسح على شعرها بحنان :
- انتي اللي كتيرة عليا وعد مني اخلي الضحكة مزينة وشك القمر دايما يا حبيبتي و مزعلكيش خالص.
اومأت دون ان تتكلم وجلست معه يشاهدان التلفاز معا و بعد مدة قصيرة غادرت بعدما اعطته ادويته...
تمدد بجسده على فراشه ونظر للسقف بابتسامة شاردة :
- يااااااه على الحب جه اليوم اللي حبيت فيه يا ايدو هههههه....لالا مش هينفع كده خالص احنا لازم نتجوز ف اسرع وقت لاني ابتديت افقد السيطرة على نفسي.سلات هداياسلات هدايا
______________________
في فجر اليوم التالي.
استيقظ رعد ونظر بجانبه وجد سيليا تضع رأسها على صدره وتنام بعمق ابتسم دون شعور منه و حاول ازاحتها لينهض لكنها فتحت عيناها بكسل ، همس بنبرة ساحرة وهو يبعدها عنه برفق :
- ارجعي نامي الوقت لسه بدري.
همست سيليا بنعاس :
- انت رايح فين.
- عندي شغل مهم.
قالها وهو ينهض وتابع بتحذير :
- اوعى تطلعي من الاوضة فاهمة انا بحذرك للمرة الاخيرة.
هزت رأسها بارتجاف و رفعت الغطاء على جسدها فضيق وجهه و غادر.
نهضت جالسة واردفت بتعجب منه :
- غريب من دقيقتين كان واخدني فحضنه ونايم و دلوقتي بيهدد....بس هو راح فين انا لازم اعرف.
وقفت و خرجت من الغرفة ببطىء اطلت من الشرفة المطلة على الطابق الثاني فوجدته يتجه لنفس المكان الذي اخذتها زهرة اليه.
نزلت راكضة و لحقت به دلفت و كادت تذهب للاتجاه الذي تعرفه لكنها سمعت صوتا يصدر من الاتجاه المعاكس فركضت بسرعة اليه وهي تتكلم بداخلها :
- انا مش هسيبه يعذب الناس كده ( و انتي مالك يا ولية )
1
اختبأت خلف احد الجدران انتظرت ثواني ثم اطلت لتجده يدلف لأحد الغرف ضيقت حاجبيها بعبوس و ذهبت خلفه....فتحت الباب فتحة صغيرة و سرعان ما وضعت يدها على فمها تمنع شهقاتها عندما وجدته ينزع تيشرته و يجلب سوط ليبدأ بضرب نفسه بوحشية دون اطلاق آهة واحدة لكن وجهه المتصبب من العرق يظهر كم هو يتألم الان !!
نزلت دموعها بخوف و عادت للخلف بضع خطوات ثم ركضت خارج ذلك القبو المرعب بأقصى سرعة لديها.
دخلت للجناح وهي تتنفس بقوة و عيناها متسعتان من هول ما رأته اذا تلك الجروح و العلامات الزرقاء هو من تسبب فيها !! لكن لماذا يفعل هءا في نفسه لماذا يعذب جسده بهذه الطريقة الوحشية ان كانت تعلم في السابق انه وحش لا يرحم...فلقد ادركت الان انه مريض نفسي !!
صاحت بألم عندما شعرت بيد تشد على شعرها بعنف استدارت وجدت رعد يمسك بها و يرسم على ثغره ابتسامة مخيفة قاسية ليهمس :
- انتي ليه مسمعتيش كلامي و طلعتي لا ولحقتيني كمان وشوفتي اللي بيحصل.
نطقت سيليا وهي تكاد تفقد وعيها من الخوف :
- اااا انا ممم...مشوفتش...مشوفتش حاجة اااه.
صرخت ثانية عندما تلقت منه صفعة عنيفة ادمت شفتيها و تبعتها صرخته بانفعال :
- انتي تجاوزتي حدودك كلها يا سيليا كلهاااا !!
امسك ذراعها و جرها خلفه حاولت ابعاده لكنها لم تستطع فقالت ببكاء :
- رعد انت واخدني على فيين انا اسفة والله اسفة.
و لا حياة لمن تنادي ادخلها للقبو و اتجه بها لغرفة التعذيب الخاصة به دفعها داخلها و صفعها وتلاها عدة صفعات وهو يصيح بها :
- استحملت عنادك كتير بس خلاص صبري نفذ و هتدفعي تمن عنادك.
كل هذا وهي تصرخ من الالم لتسقط اخيرا على الارض وعيناها بدأت بالانغلاق.
اما هو فكان يعيش حالة هستيريا مخيفة تفكيره بأنها رأته وهو يعذب نفسه اصابته بالجنون حتما ستقول عليه انه مريض نفسي وهي غير مخطئة لكنها ستدفع ثمن رؤيتها لشىء يؤذيه للغاية.
طالعها بأنفاس متسارعة وهو يراها ملقية تبكي بألم لمح السوط فأمسكه ووجه نظراته القاتمة لسيليا التي اصبحت تتنفس بصعوبة و تهمس :
- ر..ررر...رعد لأ ارجوك.
5
تحدث بنبرة تخلو من الرحمة وهو يتوجه نحوها :
- نبهتك ومسمعتيش كلامي...استحملي دلوقتي.
كانت هذه اخر جملة له قبل ان يفعل شيئا بنى حاجزا بينهما للابد !!
________________________
بعد مرور يومان.
كان اياد جالسا في مكتب شركته يراجع اعماله حتى فتح الباب فقال دون ان ينظر :
- تعالي يا لين.
سمع صوت ضحكة سخرية فرفع رأسه و انصدم عندما وجد جلال يقف امامه ، نهض واقفا وقال بغضب :
- انت ايه اللي جابك هنا !! يلا اطلع قبل ما رعد يجي و يربيك.
جلال بتحدي وهو يقترب منه :
- الله مش انا اخوه وليا حق ف الشركة ديه كمان.
اياد بتهكم :
- حق ايه يالبعيد انت ليه انت عملت حاجة عدلة فحياتك عشان يكون ليك حق فشركة كبيرة زي ديه.
ابتلع الاهانة و غمغم بهدوء :
- عمتا انا مش جاي عشان رعد....انا جاي عشانك انت.
وقف اياد امامه وهتف بتهديد :
- جلاااال غور انت ملكش كلام معايا.
جلال بضحكة شر :
- ههههههههه لا ليك ونص متنساش انك حبيب مراتي.
عاد للخلف بعدم استوعاب قائلا :
- انت مجنون صح.
تابع بعدما رأى حالته :
- ههههه لا وعاملي فيها ذكي وانت خليت ست تخدعك.....سيبني اشرحلك اكتر . لين ديه اللي بتحبها و بتشتغل عندك بتكون مرااتي و انا بعتها ليك عشان تنصب عليك وتخدعك و....
لم يكمل كلامه لأنه تلقى لكمة عنيفة من قبضة اياد و سرعان ماتحولت لعدة لكمات وهو يزمجر به في حدة و عصبية :
- يا ***** غور من هنا انت فاكرني هصدق حيوان زيك.
باغته جلال بلكمة منه و اجابه صارخا هو الاخر :
- بقولك لين مراااتي و بتحبني انا و انت كنت مجرد لعبة صغيرة بتلعب بيك عشان توصل للي عايزه ولو مش مصدقني خد ديه.
انهى كلامه وهو يخرج ورقة زواجهم العرفي من جيب جاكيته القاها على وجهه فأمسكها اياد و عيناه تتسع بعد قراءة كل حرف !!!
و لقد كان صادقا في كلامه.... الفتاة التي احبها لم تكن سوى زوجة لعدوه و استطاعت خداعه بحبها وبجدارة ايضا !!
يتبع
ماتنسوش تصلوا علي النبي