رواية العشق الاسود الفصل السابع والثلاثون 37 قلم فاطمه احمد

رواية العشق الاسود الفصل السابع والثلاثون 37
قلم فاطمه احمد


فتحت عيناها و هي تضع يدها على رأسها و تتأوه بألم نظرت حولها و همست بارهاق :
- انا فين...رعد.
- ههههه مفيش رعد ياحبيبتي هنا في جلال...بس جلال.
كان هذا صوته الذي تمقته سيليا بشدة انتفضت جالسة و صاحت برعب :
- انت...جايبني على فين....رر..رعد مش هيرحمك يا جلال.
ضحك بقوة ليردف بعبث :
- انتي ليه عاملة نفسك غبية و مبتفهميش انتي مع جلال يعني في مكان مستحيل حد يوصله ثم رعد هيعملي ايه ؟ انتي هربتي معايا بارادتك.
صرخت بحدة وهي تمسكه من ياقة قميصه :
- انا مجيتش ب ارادتي انت اللي خطفتني يا حيوان !! ااااه.
تأوهت بوجع عندما دفعها على السرير بقوة مال عليها و امسك ذراعها يجذبها نحوه ليهمس بشر :

- مين اللي هيصدقك ها الخادمة اللي في القصر شاهدة على اتفاقك معايا و حتى زهرة كانت عارفة انك بتخططي للهرب ههههه اقولك على سر كمان . مرر يده على وجهها و تابع بخبث :
- و القصر مليان كاميرات مراقبة رعد هيعرف انك هربتي معايا و هيبقى مسخرة.

قهقه بقوة و ابتعد عنها وهو يردد بصوت عالي و يحرك يده في الهواء بطريقة مسرحية :

- Ladies and gentlemen اقدملكم خبر الموسم مرات رجل الاعمال رعد السيوفي او بنقول مرات الشبح سيليا السيوفي هربت مع حبيبها بالسر جلال ألد اعداء جوزها و المعلومات اللي وصلتلنا بتأكد انها كانت على علاقة غير شرعية و حملت من حبيبها غشان كده هربت خوفا من الفضيحة شكرا شكرا شكرا هههههههه......ايه رايك ؟
نظرت له سيليا بصدمة و دموع وهي تهز رأسها بنفي متمتمة :
- كدب...ااا...انت كداب انا بحب جوزي و....
قاطعها جلال بضحكة قذرة و اشار بيده عليها و عليه قائلا :
- انتي عارفة ان ده كدب و انا عارف ان مش ديه الحقيقة بس رعد و الخدم و خادمتك الخاصة زهرة مفكرين اننا...احم انتي فاهمة انا بقصد ايه.
وضعت يديها على اذنها و تشدقت ببكاء حار :
- لاااا رعد هيساعدني و يقتلك...سيبني اروح حرام عليك.
تمتم بتهكم ساخر :
- هههه حرام ؟! و كان فين الحرام لما اتفقتي مع عدو جوزك عليه و فين كانت ثقتك فرعد لما صدقتي كلامي و مشيتي معايا جاية تلعبي عليا دور الشريفة دلوقتي ، امممم يا ترى هيكون شعور الشبح ازاي لما يعرف حقيقتك تصدقي صعبان عليا انا خدت منه طفولته و خدت منه حنان الاب و الام و يا سبحان الله شاء القدر اني اخطف مراته منه كمان يااااه على القهر اللي رعد هيعيشه.
غادر الغرفة بعد القاء كلامه الاذع عليها وضعت يدها على فمها و قد ادركت انها لم تخطئ ابدا....بل انها اجرمت...اجرمت في حق زوجها لم تتفهم انه يعاني من مشاكل نفسية منذ صغره و لم يكن من السهل نسيانها.....كان يجب عليها محاولة اقناعه اكثر من مرة لكنها بكل غباء تخلت عنه في اشد احتياجاته لها لم تتفهم سبب تصرفاته و الان بسببها قدمت لذلك الحقير فرصة ليؤذي زوجها اكثر... و مابالك بشعور رجل خانته زوجته !!

همست بصوت مخنوق و هي تضم جسدها :
- اا...انا اسفة يا رعد سامحني متتخلاش عني ارجوك انا مش هقدر اعيش من غيرك تعال ساعدني ، وقفت فجأة و هرعت للباب وجدته موصدا من الخارج فهمست بشرود و كأنها تقنع نفسها بشيء لن يحدث :
- رعد هيجي...مش هيصدق اي كلمة وحشة اتقالت عليا هو بيثق فيا اه انا هرضى بعقابه بس يجي و ياخدني من المكان ده...
_________________
يقف جميعهم في صف واحد و ارجلهم تكاد تخونهم و يقعون على الارض...كان يمر عليهم ذهابا و ايابا يضع يده في جيب بنطاله و اليد الاخرى تمسك مسدسه رفع عيناه الحمراوتان لهم و همس ببحة مخيفة كحفيف الافعى :
- مين رئيس الحرس.
نطق احدهم بارتباك :
- اا...انا حضرتك.
هز رأسه ببطئ و تابع و قد اكتسى البرود ملامحه :
- تقدر تقولي كام مرة غلطت و انا سامحتك ولا مش عارف تعدهم...ماشي انا هقولك من شهور ال**** جلال و عصابته اقتحموا القصر و لولا اني جيت ف اخر لحظة كانوا هيقتلوا الكل تاني مرة جلال رجع اقتحم القصر و خطف واحدة منه و انا حذرتكم و قلت مش عايز اي غلط صح ولا لأ.
رئيس الحراس وهو يقول برعب كبير :
- ايوة صح حضرتك بس ااا....
قاطعه بصراخ هز ارجاء القصر وهو يطلق النار لتصيب ركبته :
- بس اييييييييه هاااااا اييييه كنتو فين يا ***** انت وهو لما الزبالة ديه هربت من القصر كنتو فييين لما قدرت تطلع رغم وجود اكتر من 20 واحد بيحرسو جوانب القصر كلها !!
كان الاخر يكتم صراخه بسبب اصابة ركبته و البقية ينظرون له بتوتر ينتظرون مصيرهم المماثل لرئيسهم ، في حين وجه رعد سلاحه نحوهم قائلا بغضب و حقد :
- انتو بقى هتشوفو حاجات تانية هتتمنو الموت فكل لحظة من العذاب اللي هتدوقوه..... انتو فين يا بهايم !!!
صرخ بها في حدة ليتقدموا منه حراس القبو و ينحنوا له باحترام فقال الشبح بجمود :
- ودوهم القبو عايز اسمع صويتهم و رئيس الحرس ده معاهم.. يلا.
ارتفعت الصرخات الناطقة بطلب المغفرة لكنه في تلك اللحظة كان ينظر لهم بازدراء يحاول التماسك و التغلب على قلبه الذي يؤلمه للغاية..... وجه نظره للخادمات و بالاخص لزهرة و قال :
- انتي الحقيني على مكتبي.
زهرة بتلعثم :
- امرك سيدنا ، و بالفعل كانت تمشي وراءه بخطوات مرتعشة جلس على مكتبه و غمغم بابتسامة اثارت الخوف بداخلها :
- احكيلي بقى القصة من الأول ومش عايز تنسي اي حاجة واضح.
اومأت بسرعة و بدأت بسرد كل ماحدث بداية من طلب سيليا منها تدبير خطة محكمة للهروب و منع زهرة لها ثم الاتصال الذي جاءها من احدهم و قرارها الفرار معه و عدم اخبار سيليا لها بشيء خوفا من ان تجبر على قول الحقيقة . انهت كلامها و رفعت رأسها له بتردد لتصدم بنظرة الانكسار التي رأتها في عينيه لاول مرة ! بدى و كأنه يحاول السيطرة على انفعالاته ولم يستطع فظهر شبح ابتسامة متهكمة على شفتيه.....
و اخيرا هتف وهو يمرر يده على شعره بقوة :
- اها يعني الهانم مخططة من زمان اممم ممتاز فعلا....زهرة جيبيلي الاب اللي هناك.
تحركت وهي مذهولة من تصرفاته الغير طبيعية كانت تتوقع انفجاره فيها كالبركان لكنه يتعامل بهدوء تام ، فتح الاب و دخل لتسجيلات الكاميرا شغل عدة اشرطة لم يظهر فيها شيء حمل اخر شريط و ادخله...لتظهر سيليا في الساعة 5 صباحا تخرج من الجناح و تسير بحذر في احدى الاروقة نظرت لهاتفها و قرأت شيئا ما ثم ظهرت خادمة اخرى - جميلة - و اخذتها للباب الخلفي خرجت سيليا بينما عادت الاخرى لهدوء و كأن شيئا لم يكن....مرر رعد اصبعه على ذقنه و غمغم بابتسامة  :
- للاسف الكاميرات مش بتسجل الاصوات والا كنا سمعنا بتتكلم معاها ف ايه.... مش شايفة ان كل حاجة لصالحها يا زهرة.
1
اومأت زهرة و قد ايقنت انه جن تماما من تصرفاته العابثة و تمتمت بخفوت :
- حضرتك ال...الخادمة ديه اسمها جميلة و ااا...
قاطعها بنبرة شيطانية و قد اختفت ابتسامته المزيفة :
- جيبيها فورا.
بعد دقائق كانت المدعوة بجميلة واقعة على الارض اثر الضرب الذي تعرضت له من رجال رعد اشار لهم بالمغادرة فانصرفوا على الفور و قال بحدة :
- ها دلوقتي هتقوليلي مين اللي بعتك ولا...
تشدقت جميلة ببكاء و رعب :
- سامحني يا باشا انا عبدة المأمورة و بنفذ الاوامر اللي بتجيلي سامحني.
اجابها وهو يرخي ظهره على الكرسي :
- ميين اللي بعتك.
- ج...جلال باشا.
لحظات صمت مرة اثارت عدة مشاعر فيه و في زهرة صدمة و ذهول منه و خوف و قلق من الاخرى على سيدتها و هاهي للمرة الثانية تلاحظ نظرة الانكسار في عينيه . اخفضت رأسها بخزي و حدثت نفسها :
- ليه تعملي فنفسك كده يا سيليا ليه ازاي تثقي فعدو جوزك و انتي عارفة كويس اذاه قد ايه اااه منك.
بينما الاخر كان ينظر في الاشيء تلك الكلمات الصغيرة قضت عليه و دمرته تماما...طالع الخادمة بجمود و نادى احد رجاله ليهمس ببطئ :
- اقتلوها.
انتفضت زهرة بينما صرخت جميلة و ركضت له تقبل قدماه و تصيح ببكاء :
- و النبي يا سيدنا سامحني اسفة اا...
قاطعها بصراخ حاد :
- خدها من وشي يلااااا !!!
و بالفعل اخذها الحارس غير آبه بصراخها و توسلاتها نقل نظراته لزهرة ثم و بلحظة كان يدفعها للحائط و ينقض على عنقها يخنقها و يردد بجنون :
- ليه معرفتينيش باللي كانت مخططاله.....انطقي ليه.
زهرة باختناق و دموع :
- م...متوقعتش انها تعمل كده فعلا كنت لسه هعرفك بس قولت انها هتتراجع ف ليه...اا..اعمل مشاكل بينكو...ر..رر..رعد باشا اا...انا بختنق.
ابعد يداه عنها و تمتم :
- اطلعي يلا.
هرولت راكضة للخارج تاركة اياه يضحك بسخرية على نفسها طالع وجهه في المرآة و قهقه بقوة على نفسه :
- رعد السيوفي مبروك على اكبر خدعة اتعرضتلها فحياتك بجد بهنيك....ههههه مراتي اتفقت مع اخويا وهربت معاه ب ابني طول الوقت كانت بتخدعني و تنيمني على وداني ياااه يا جلال انت ب ايدك قضيت على اخر حاجة حلوة فحياتي برفعلك القبعة.
لم تكن تصرفاته طبيعية....يبتسم و يضحك ثم يعود لعبوسه ليضحك مجددا.....ااه منك ايها القلب هذا جزاء من يتبعك عاش طوال حياته في الظلام ولم يتمكن منه احد و عندما جازف و اعطى لقلبه الحرية استيقظ على صدمة كسرته...كسرت الانسان المتحجر كسرت روح العاشق....كسر من حبيبته !!!
4
_________________
تأفأفت بملل و نهضت من فراشها خرجت لتجد جاسر جالسا على الاريكة فقالت :
- صباح الخير.
غمغم بعدم اكتراث وهو يقرأ الجريدة فمطت سارة شفتها بامتعاض و هتفت بصوت خافت :
- قليل ذوق.
جاسر بحدة ممزوجة بالسخرية :
- انا سامعك على فكرة ومش هرد عليكي عشان مش فاضي.
جلست امامه و اردفت باستفزاز :
- يا مااامي انا خايفة اوي.
التزمت الصمت عتدما رفع رأسه و حدجها بحدة مخيفة حمحمت بتوتر و تشدقت ب :
- هو عصام فين يا باشا مشوفتوش من لما اتخطفت.
اجابها بصوت قاتم :
- موجود و فأمان.
- متأكد انه كويس ؟ انا عايزة اطمن عليه.
جز جاسر على اسنانه بغيظ :
- خايفة عليه اوي حضرتك.
رفعت احدى حاجبيها بتعجب ثم ماللثت ان ابتسمت بخجل مصطنع :
- ااه اصل...احم عصام ساعدني كتير و مجاتليش الفرصة اتشكره و ااا...
لم تكمل كلامها لأنه نهض و قال بغضب غير مبرر :
- متخافيش عليه هو كويس و عمتا هتشكره نيابة عنك يا انسة سارة.
قال اخر كلماته و غادر في حين فتحت عيناها بدهشة منه :
- هو ماله اتعصب كده ليه هههه اللي بيسمعه يقول غيران هه مش مهم.
اخذت هاتفها و اجرت اتصالا لتردد بحنق بعد دقائق :
- زي العادة لين قافلة تلفونها انا مش عارفة ليه حاطاه اصلا طالما مبتستعملوش اووف منك.
_________________
في المساء.
توقف اياد بسيارته امام فيلته فتح الباب و دلف ليجد لين تجلس في الصالون تنتظره و عندما رأته نهضت و رددت بحدة :
- ليه قفلت الباب و سبتني لحد الليل هنا هطلع ازاي ف الوقت ده.
اياد ببرود متجاهلا كلامها :
- ومين قالك انك هتطلعي...انتي لا هتطلعي دلوقتي ولا بكرة ولا بعد سنة حتى.
صاحت لين بنفاذ صبر و غضب :
- ايه معنى كلامك ده هاا مش انت طلقتني عايز اييه اا...
قاطعها بابتسامة عابثة :
- رديتك...يعني انتي لسه مراتي يا لينو.
لحظات من الدهشة مرت قبل ان تتقدم نحوه و تضرب صدره بقوة :
- ردييتني !! ليه انا لعبة ف ايدك تطلقني امتى ما تعوز و تردني امتى ما تعوز هو امممم...
و لثاني مرة لم تكمل كلامها بسبب ابتلاعه وسط شفتيه وهو يقبلها بنهم و رغبة عارمة رفعت يديها لتبعده لكنه قبض عليهما بيد واحدة و تابع تقبيلها...
بعد دقائق ابتعد نرغما عندما شعر بحاجتها للهواء مد يده يمسك خصلات شعره يجذبها نحوه و يسند جبينه على جبينها ، و يهمس بعشق جارف :
- انا رديتك عشان عرفت اني لسه بحبك....بحبك و مش هسيبك تبعدي عني....!!!
يتبع 
💖ماتنسوش تصلوا علي النبي💖




              الفصل الثامن والثلاثون من هنا 
تعليقات
×

للمزيد من الروايات زوروا قناتنا على تليجرام من هنا

زيارة القناة