
بقلم فاطمه احمد
مرعب ذاك شعور الفراغ...فراغ من المشاعر والأحاسيس كأنك جثة تمشي لا هدف ولا أمل...تعيش لمجرد خوفك من الموت لا اكثر...لا تهز جبروت قلبك الذكريات ولا تفرحك جماليات الحاضر ولا يخيفك المستقبل المجهول..أن لا يغريك كيان أنثوي ولا يرتجف قلبك لمشروع حب ذاك أقسى من أن يوصف ....سلات هدايا
1
توالت صرخاتها تلوى الاخرى برعب زهي تناديه ب اسمه لا تدري لماذا كان هو اول شخص يجول ببالها في هذه اللحظات الصعبة لكنها باتت تشعر انه الحائط المتين الذي تستند عليه وقت الحاجة...
سيليا بصراخ باكي :
- رععععععد !!!
احتضنت نفسها بخوف وهي تشعر بأحدهم يقترب منها و انفاسه السريعة تدل على انفعاله امسك يدها فصاحت وهي تتراجع للخلف اكثر و تردد :
- انت مييين و عايز اييه سييييبني.
قبض على كتفيها بقوة مزمجرا :
- سيليا اهدي ده انا رعد.....
_________________
قبل نصف ساعة تقريبا.
كان رعد يقود سيارته و اياد يجلس بجانبه هاتفا بهدوء :
- و كبير القرية هيوافق على شروطك.
غمغم بابتسامة ثقة :
- مضطر يوافق هو عارف كويس ايه مصير اللي يقف قصاد الشبح.
ضحك وهو يقول :
- جلال هيتجنن لو عرف انك خدت الصفقة ديه كمان.
- مش مهم.
هتف بها وهو ينظر لساعته ثم فجأة اوقف السيارة بعنف جعل اياد يميل للامام بقوة.
نظر له و تمتم بتوجس :
- مالك في ايه وقفت ليه.
حدجه بنظرات حارقة وهو يقول بنبرة مرعبة :
- الجاسوس من القصر يا اياد.
اياد بغباء :
- بتقول ايه ؟؟
رعد وهو يستدرك شيئا :
- يعني جلال عارف اني مش موجود ف القصر و يمكن عارف بردو اني جبتها.
- انا مش فاهم انت بتقول ايه.
قالها بغباء اكبر فشتمه رعد و شغل السيارة عائدا بها نحو القصر....
لم تمر دقائق الا وكان قد دلف من البوابة الرئيسية وجد رجاله يتشابكون مع رجال جلال فترجل بسرعة و اياد خلفه اخرجا سلاحهما و بدآ باطلاق النار عليهم استطاع الدخول للقصر دون الاصابة بأذى وجد مجموعة من الرجال و جلال يتوسطهم.
جلال بخبث و هو يحدجه بثقة :
- نورت للمكان يا شبح.
- بنورك.
قالها رعد وهو يخفي سلاحه اشار لهم بالاقتراب فاسرع اليه احدهم رفع يده ليلكمه لكن سرعان ما صرخ وهو يقع على الارض يتلوى من الالم اثر الركلة التي وجهها له رعد في بطنه....
تقدم منه جلال بغضب و كاد يضربه بالسكين في قلبه الا ان رعد كان اسرع و قبض على يده الممسكة بالسكين و غرزها في ذراعه ليصرخ بألم و يلقيه رعد بعيدا.
و في حركة فجائية صد لكمات رجلين اقتربا منه و امسك برأسهم و ضربها بقوة في بعضها ليقعا ارضا متألمين ، امسك بجلال ولوى ذراعه التي ضربها بالسكين و كالمصارعين لكمه في بطنه و اطاح به مجددا.
نهض الرجلان وهو يمسكان برأسيهما و اخرج واحد منهم مطوة كان يخبئها و اندفع نحوه لكي يضربه بها و لكنه لحقه وامسك بها بعد ان اعطاه ضربة قوية بقدميه. و لوح بيده قائلا وهو يمسك بالمطوة :
- و هي سلاكة السنان ديه هتأثر فيا ده انا الشبح يا **** منك ليه.
تقدم الاخر منه ليركله بقدمه و لكنه امسك بها و كسرها بعد ان لواها بعنف ثم و بقوة اطاح به ارضا ليغشى عليه من قوة الضربة بالاضافة لألم ذراعيه و كسر قدميه. فيما ذهب للاخر و امسكه من ياقة قميصه رافعا اياه قابضا بذراعيه القويتين على حنجرته. فيما تكلم هو بصوت متحشرج و قد ذهب الدم من رأسه و شحب لونه وتحول للازرق :
- ا....اسف.
ظل يركله بقدمه في الهواء ليتركه بينما نهض الاخر محاولا ضربه ولم يكد يفعل ذلك حتى فوجئ برعد يلقي الرجل في وجهه ليسقط الجميع على بعضهم البعض متألمين.
تحدث احدهم بصوت متحشرج :
- احنا اسفين يا باشا.
رعد بسخرية وهو يخلع سترته :
- لا اسف ايه ده انا هرقص معاكو دانس يا روح امك انت وهو.
و انهال عليهم بالضرب المبرح. امسك بجلال ونزل عليه بأبشع الضربات شافيا غليله القاه على الحائط و ركله وجهه بقوة فجرت الدماء من انفه و فمه.
اخرج سلاحه ووجهه اليه في نفس اللحظة التي دلف فيها اياد بعدما قضى على الرجال في الخارج و عندما رآه يكاد يقتله تقدم منه بسرعة مردفا بقلق :
- لا يا رعد اوعى تقتله.
نظر له شزرا ثم اخفى سلاحه مغمغما بحدة :
- ارمي الكلاب ديه برا بسرعه.
صعد للاعلى راكضا وهو يدعي بداخله ان لا يكون قد اصابها مكروه ادار مقبض الباب لكنه لم يفتح فدفعه بقدمه في ركله حطمته بعنف !!
تزامن دخوله مع صراخ سيليا المستمر وهي تناديه اسرع لها و انخفض لها امسك يدها فصاحت مجددا.
زمجر في حدة وهو يحاول تهدئتها :
- سيليا اهدي ده انا رعد.
فتحت عيناها ببطئ و رفعت يدها تتحسس وجهه و عندما تأكدت من هويته انقضت عليه بدون سابق انذار تحتضنه و تدفع رأسها على صدره وهي تردد بشهقات :
- انا...خايفة....خايفة.
توقف الزمن وكل شئ من حوله بقي يتطلع لها وهي تحضنه رغم انه جرب هذا الموقف مع عدة فتيات من قبل لكنه و لأول مرة يشعر بخفقان قلبه يشعر كم هو يحتاج لهذا الحضن بالفعل.
لف يداه حول خصرها وهو يجذبها نحوه اكثر وهمس بحرارة :
- هششش اهدي متخافيش انا معاكي اهدي.
استكانت بين ذراعيه و الان ادركت ما تفعله فابتعدت عنه بسرعة مرددة بخجل و ارتباك :
- ااا....اسفة انا اا....
قاطعها بجفاء :
- ولا يهمك. كنتي خايفة اوي كده ليه.
سيليا و دموعها بدأت بالهطول مجددا :
- انا سمعت صوت ضرب و صويت و السلاح ف خفت جدا....و تابعت بصوت مخنوق :
- انا فكرت ان في حد غيرك دخل خفت اوي.
وضعت يديها على وجهها وهي تتابع بشهقات مزقته :
- و مكنتش هعرف ادافع عن نفسي لأني عاجزة....انا تعبت من الحالة ديه.
ابعد يداها و امسك فكها بقوة جذبها نحوه وهو يتمتم :
- اوعى تخافي و انا معاكي فاهمه.
هزت رأسها ببطىء قاقترب منها اكثر و للصدمة فتح شفتاه ليضم شفتيها في قبلة عميقة جعلت دماءها تتجمد و عقله يتوقف عن التفكير.....رفع يداها و وضعها على عنقه و الصق جسدها بجسده ليعمق القبلة اكثر حتى نزفت شفتاها فأصدرت انينا متألما ليبتعد عنها.
ابتعد عنها بعد دقائق وهو يتنفس بقوة بينما سيليا تجاهد لتتنفس وهي لا تزال مصدومة من الذي حدث.
تصاعدت الدماء لوجهها و اطرقت برأسها الارض فزفر بقوة هامسا :
- انتي ايه نفسس افهم.
لم تفهم مقصده فهي في هذه اللحظة لا تستطيع التركيز....
ابتسم و انتصب واقفا رفعها من الارض و حملها بين يديه وضعها على السرير و انخفض لأذنها متمتما :
- بس شفايفك ديه بتسحر فعلا و بعتقد اني هبقى مدمن عليها.
اخفت وجهها بين الوسائد فارتفعت ضحكاته عليها و غادر الغرفة.
اطلقت تنهيدة ارتياح ثم وضعت يدها على شفتيها تتحسسها وهي تعيد بذاكرتها ماحدث منذ بضع ثواني....لتجرب احاسيسا لم تجربها من قبل....
__________________________________
نزل للاسفل وجد اياد جالسا تقدم نحزه و قال بجدية :
- جلال فين.
اياد بابتسامة سخرية :
- رميته برا زي ما قولتلي المسكين حالته بتبكي الحجر.
مط شفته بتهكم فقال اياد مستفهما :
- بس مش فاهم ازاي انت عرفت ان جلال موجود هنا و ازاي عارف انه الجاسوس من القصر.
رعد ب إيجاز :
- ده مش مكان مناسب عشان نتكلم فيه هبقى اقولك بعدين المهم اجل زيارة القرية.
- انا عملت كده فعلا.....رعد ممكن اسألك سؤال.
قالها بحذر فطالعه منتظرا الكلام فقال اياد :
- البنت اللي كنت معاها فوق ديه واحدة من عشيقاتك ؟
رعد بحدة :
- انت شوفتها فين.
بلع ريقه و حمحم :
- احم من شويا طلعت فوق عشان اكلمك بس لقيتك قاعد مع بنت شقرا و فوضع مخل يعني ههههه.
رمقه بنظرة كاد يموت رعبا منها فاستطرد قائلا بتوتر :
- مالك يا حبيبي بتبصلي كده ليه انا بهزر معاك اهو.
رعد بتهكم :
- ومالك قلبت قطة بلدي دلوقتي ليه و عمتا متقولش على البنت انها عشيقة هي مش زي غيرها.
اياد بغمزة :
- الصنترة شبكت ولا ايه.
لكمه بخفة في بطنه و هتف بغضب :
- اتلم يلا....ثم تابع بشرود :
- انت عارف البنت ديه مين يا اياد.
- مين ؟؟
تنهد و جلس على الاريكة قائلا :
- سيليا نفس البنت اللي بقالي 5 سنين و انا بشوفها ف احلامي.
اتسعت عيناه بصدمة و فتح فمه متمتما بخفوت :
- انت بتهزر صح. ازاي البنت اللي قربت تتجنن منها هي نفسها البنت ديه و انت لقيتها فين.
رفع رأسه وجال باعينه في المكان كالصقر تأكد من عدم وجود شخص يستمع لهم فقص عليه ماحدث منذ يومان و كيف التقاها في المقهى و ادرك انها عمياء و كيف جلبها لقصره.
بقي اياد صامتا يستوعب ما سمعه ثم قال :
- بردو مش فاهم ليه البنت ديه بالذات كانت بتجيلك ف احلامك و ازاي طول الينين ديه مقدرتش تشوف وشها و لما شوفته لقيتها ف الواقع كمان فعلا ديه حاجة غريبة.
همهم بعدم مبالاة ثم انتقلا بحديثهم للعمل.....
__________________________________
في شقة لين.
كانت جالسة تقرأ احدى المجلات حتى طرق الباب نهضت و اتجهت لتفتحه. شهقت بصدمة وهي ترى جلال يقف امامها ووجهه ازرق بالكامل و ذراعه ملفوفة بشاش و بالكاد يستطيع الوقوف على قدميه.
لين بفزع عليه و هي تضع ذراعه حول عنقها ليستند عليها :
- جلال مين اللي عمل فيك كده.
اجلسته على الاريكة و ركضت تحضر علبة الاسعافات الاولية طهرت جروح وجهه وهي تبكي بفزع عليه و تقول :
- مين المتوحش اللي ضربك الضرب ده كله.
جلال بألم :
- رعد السيوفي....و اكمل بحزن مصطنع :
- روحتله و طلبت منه ميدخلش فحياتي لان عندي مراتي و بخاف عليها لو حصلي حاجة قام هو غدرني و بعت رجالته يضربوني غدر.
لين بغضب :
- ده واحد حيوان فعلا انا كنت غلطانة لما فكرت اني بعمل حاجة غلط و انا بتجسي عليه ف الشركة بس اللي بعمله صح هو يستاهل.
ابتسم بخبث اخفاه سريعا ثم تمتم بنبرة جادة :
- معرفتيش حاجة عن سيليا ؟
لين بضيق :
- لا. و اكملت بشك :
- انت بتسأل عليها ليه ؟
جلال مدعيا الا مبالاة :
- عادي يعني.
صمتت لين ولم تتكلم هي تعلم جيدا انها تقيم مع رعد السيوفي عدو زوجها و صاحب الشركة التي تعمل بها لكنها لا تريد اخباره فهي خائفة من سيليا بسبب جمالها الذي يسحر اي شخص يتطلع لها و تخشى ان يغرم بها جلال و ينساها.....لا يستحيل فجلال يعشق لين فقط.....هذا ما كانت تعتقده !!!
ابتسمت و قبلت جبينه ثم جلست بجانبه ووضعت رأسها على صدره تحتضنه بقوة وهو يلعب بخصلات شعرها و تفكيره مشغول بتلك الفتاة التي اسرته من اول نظرة......
__________________________________
في المساء.
داخل غرفة الطعام جلس على الطاولة و جلست سيليا بجانبه اخذ الشوكة من يدها وهو يغمغم بنبرة هادئة :
- هساعدك.
سيليا باحراج بسيط :
- لا انا....
قاطعها بحزم و هو يضع الطعام داخل فمها :
- انا بقولك مش باخد رأيك.
تنهدت بحنق داخلي وودت لو تستطيع خنقه لتتخلص من تحكماته هذه.
رعد بجدية وهو يحدجها بنظرات دقيقة :
- بتفكري ف ايه.
اجابته بهدوء تام :
- مبفكرش فحاجة.....اوقفت يده قائلة :
- خلاص شبعت.
اخذ كأس الماء و اعطاه اياها مسح على فمها و اوقفها.
رعد بصوت عالي :
- ياااا زهرة !!
و في ثواني كانت زهرة تقف امامه منحنية له باحترام :
- اءمرني.
هتف بنبؤة حازمة :
- طلعي الهانم ل اوضتها و اوعى الاقي حاجة ناقصاها اعمليلها كل اللي عايزاه واضح.
هزت رأسها بسرعة و تقدمت من سيليا و امسكت يدها....طبع رعد قبلة رقيقة على وجنتها و همس :
- تصبحي على خير.
ابتسمت بخجل و لم تجب اخذتها زهرة لغرفتها و ادخلتها وضعتها على السرير و قالت بتردد :
- ممكن يا هانم اقولك على حاجة.
سيليا باستغراب :
- تقولي ايه.
زهرة بارتباك اكثر :
- اااا انا يمكن بتجاوز حدودي بس لازم اقولك متعلقيش امالك ب سيدنا الشبح.
عقدت حاجباها بتعجب اكبر :
- افندم ؟
زهرة :
- اقصد يعني احنا كلنا بنعرف الشبح جابك هنا ليه الصراحة هو متعود كل شهرين يجيب واحدة جديده ولما يزهق منها يرميها و اظاهر انك انتي العشيقة الجديده و لاني شايفاكي غلبانه عايزه اقولك متحاوليش تخلي قلبك يتعلق بيه و يرميكي لان زيك زي التانيين.
نطقت بصدمة وهي تنظر للفراغ :
- الشبح جابني هنا كعشيقة !!
يتبع
ماتنسوش تصلوا علي النبي