
قلم فاطمه احمد
لم يكن قلبى يعانى من سقيع بل كان دفئها شمس الربيع فقد كان بين ليل سكوتى ونهار كلامي...حكتها خيطا رفيع حتى تسلل حبها وازاح عن قلبى سدا منيع كانت مدونة اشعارى حزينه وكل يوما فى كتابت الحزن عمرى يضيع حتى جائت بالفرح ونشرت حبها على قلبى وكانت فيها عدالة التوزيع واصبحت حياتى ملكا لهاحين احببتك نسيت نفسي ودنيتي وعمري نسيت الامي وحزني نسيت ايامي
فرحت بك وقلت انت هو هدية زمان عشت معك احلى ايام عمري
كنت حبيبي وطفلي وصديقي حتى عندما رحلت عني
بقيت وحيدة ولم افكر الا فيك..وكم تمنيت ان تمر الايام سريعاً حتى تأتي الي ومرت وجئتني وكم كانت فرحتي ولهفتي واشتياقي لك ولكني نسيت فى قصة حبنا انني لست لك وانما لغيرك وكان علي ان ارحل وماكان الرحيل عنك سهلاً لانني احببتك حباً لايقدر احداً ان يحمله لك رحلت وانا اعلم مدى قسوتي على نفسي وعلى قلبي ولكن كان علي ان افعل ..... ولكني ما قدرت لانني عندما اراك لا اتخيل نفسي بعيدة عنك فكيف وانا لم احب ولم اعشق غيرك انت ما عرفت ما هى الغيرة الا عندما احببتك نعم اغار عليك حتى من نفسي
لم اعرف ماذا يقودني حبي وشوقي اليك ولكني اعرف انك انت الحياة بالنسبة لي...
رغم انه يعلم بهذه الحقيقة....الا ان اعترافه المستفز و الغير مباشر جعل خلايا جسده تشتعل و تبتعد تمام البعد عن شيء يدعى بالمنطق...!!
و الادهى انه الان يحتجز فتاة بريئة لا علاقة لها بالموضوع...شعر بالتاريخ يعيد نفسه ولكن هذه المرة ليست الضحية زوجته و طفلته بل هي تلك القطة الشرسة المتمردة و يبقى السؤال الان هل يستطيع انقاذها ام انه سيفشل كما فعل في السابق...!!
افاق من شروده و همس بصوت مهدد :
- موتك قرب يا جلال...قرب اوي.
ابتسم جلال باستهزاء و اغلق الهاتف نظر لسارة الواقعة على الارض انخفض لمستواها و تمتم :
- ايه رايك ف المفاجأة ديه انا طلعت عارف كل حاجة عنك اهو و هقتلك قدام اللي بعتك.
ابتسمت بتعب و اجابته :
- انا مش هتعرف تعمل حاجة اصلا اقولك ليه عشان انت مش راجل بتستحمي بالحريم عشان تنقذ نفسك.
2
جز على اسنانه و رفع يده ليضربها لكنه توقف و رسم على ثغره ابتسامة خبيثة قذرة ليردف :
- الضرب مش نافع معاكي هتفضلي عنادية كده بس انا عرفت ايه اللي هيكسرك يا ا ن س ة.
عقدت حاجبها بتوجس و هتفت ب :
- ق...قصدك ا...ايه.
ضحك جلال ونهض واقفا اشار للرجلين فحملا سارة و ادخلوها لمنزل مهجور و قيدوها.
جلال باستمتاع :
- هموت واشوف شكل جاسر عامل ايه دلوقتي.
سارة بتهكم :
- انت غبي فعلا حتى لو قتلتني جاسر مش هيهتم لان انا زيي زي اي حد يشتغل عنده.
مط شفته باستهجان و سخرية :
- انا شايف غير كده خالص... عمتا هنعرف لما يجي و يلاقيكي مربطة كده ههههههه.
جزت على اسنانها بغضب و شيئا فشيئا خارت قواها حتى فقدت وعيها كليا....
_________________
عند جاسر.
اغلق الخط و عاد لذاكرته مشهد ورد و هي ملقاة على الارض بجوار طفلتهما مي في احدى المنازل الموجودة بجانب الغابة لتحمر عيناه و يخفق قلبه بعنف من شدة الخوف و القلق و الغضب ، مسح على وجهه و هتف بصوت اقرب للهمس :
- مستحيل اسيبها تموت سارة مينفعش تتقتل بسببي انا...انا لازم انقذها حالا.
قالها وهو يخرج من الفيلا راكضا ركب سيارته و انطلق بها وهو يفكر كيف اكتشف جلال خطته...تذكر فجأة انه اضاع الهاتف الذي يستعمله للتواصل معها فمن المؤكد ان جلال قد وجده ، ضرب بقبضته على المقود بعنف و صرخ :
- جلاااال ال ***** هقتلك والله العظيم هقتلك.
بعد مدة وصل لاحدى الطرق المنعزلة ترجل من سيارته و هنا تذكر مجددا منظره وهو يصرخ بإسم زوجته حتى وجدها ملقية على الارض غارقة في دمائها...
اخذ نفسا عميقا ووضع يده على حزام بنطاله يتأكد من وجود سلاحه ركض في انحتء المكان وهو يصرخ بأعلى صوته :
- سااااااارة...جلااااااال !!
سمع صوت ضحكات قريبة لحقها ليجد كوخا صغيرا فقبض على يده بعنف و هرول للداخل....
دلف ليجد سارة جالسة على الارض و تبدو عليها اثار الضرب اسرع اليها و فك قيدها وهو يتمتم بلهفة :
- سارة متخافيش انا موجود معاكي مش هتحصلك حاجة.
- هههههههه و ليه واثق من نفسك كده.
اغمض جاسر عيناه ببطئ ثم فتحهما استدار و قبل ان يقوم بأي ردة فعل قبض عليه نفس الرجلان و ضربوا رأسه بزجاجة خمر فصاح بتألم وهو يجثوا على ركبتيه.....رفع رأسه بصعوبة و غمغم بابتسامة رغم وجعه الجهنمي :
- طول عمرك جبان و بتهاجم من ورا.
اجابه بثقة وهو بحدجه بنظرات انتصار :
- مش احسن ما ابقى شجاع و مقدرش انقذ مراتي و بنتي هههههه.....ثم تابع بهمس كحفيف الافعى :
- جه الوقت عشان احكيلك ازاي مراتك ماتت....من 3 سنين ورد و بنتك كانو رايحين ع الحديقة و انا خطفتهم و جبتهم على المكان ده كنت عايز انتقم منك لان بسببك انا خسرت صفقة بالملايين ههههه قتلتهم دبح من غير ما اتردد و كنت مبسوط وانا شايف دمهخ بيسيح قدامي.
كان يتكلم و يضحك غير منتبه لشكل جاسر الذي انحرقت اوردته و انفعلت قوته الجسمانية متجاهلا تماما لجرح رأسه ليصبح في ثواني كالاعصار الذي انفجر في وجه الرجلان فدفعهما بقوة و انقض على جلال بكل الغل و الشر بداخله...بكل الحرقة التي عذبت روحه و قلبه طوال هذه السنين...ضربه و مع كل لكمة و ركلو كان يصرخ به في جنون اخاف سارة التي استيقظت لتوها :
- هقتلك يا كلب هقققتتلللك !!!
بادله جلال الضرب الى ان فقد قوته ووقع على الارض ، نظر له و سرعان ما فزع عتدما وجد جاسر يخرج مسدسه ويصوبه نحوه !!
جاسر بهمس مخيف و عيون حمراء كالجحيم :
- حتى الموت كتير عليك يا *****.
ضيق جلا عيناه بخوف ثم اخرج سلاحه على غفلة من الاخر و اطلق النار على سارة لتصيب كتفها !! صاحت بألم و بكاء فطالعها جلال بفزع و ركض اليها قائلا بارتباك شديد :
- س..سارة.
لم تجب و بقيت تصرخ و كتفها ينزف بغزارة فتذكر مجددا منظر زوجته....
استغل جلال انشغاله و نهض ركض للخارج مع رجاله و شغلوا السيارة و انطلقوا بسرعة ، حمل جاسر سارة بين يديه و خرج مسرعا ركب سيارته و انطلق بها في اقصى سرعة وهو يزفر بسخط طالع سارة وجدها مغمى عليها فتنهد وحدث نفسه بندم :
- كل ده بسببي كنت هخسرك زي ماخسرت مراتي.
1
_________________
استيقظ على صوتها وهي تهمس برقة :
- اياد اصحى يلا.
فتح عيناه بكسل و تمتم وهو يعبث في شعره :
- اهو فوقت خلاص...صباح الخير.
لين وهي تخرج ملابسه من الدولاب :
- صباح النور قوم خود شاور انت اتأخرت ف النوم النهارده.
نهض بمضض و اخذ ملابسه منها دلف للحمام و استحم و خرج ، نزل للاسفل وجدها تضع الاطباق على السفرة فرسم على وجهه ابتسامة باهتة وهو يفكر طوال الفترة الماضية لم تحدث بينهم مشاجرة يعيشان في هدوء و استقرار هي تقوم بواجباتها كزوجة وهو يعاملها بلطافة احيانا و يتجاهلها احيانا اخرى لكن في كلتا الحالتين يحتار قلبه في موضوعها ايتعامل بشخصيته العاشقة لها ام بالشخصية القاسية التي صنعتها بيديها.
افاق من شروده على كلامها :
- اقعد عشان تفطر.
هز رأسه وجلس امامها بدآ بتناول الطعام كتى قالت بابتسامة :
- انت بتفكر ف ليه.
غمغم بجدية وهو ينهض :
- مش بفكر ف حاجة.
وقفت لين و امسكت ذراعه باستغراب :
- انت كويس.
اخذ نفسا عميقا يحاول السيطرة على انفعالاته فهذا التصنع بات يزعجه حقا...سحب ذراعه و صاح بحدة :
- وانتي مالك بيا متدخليش فحاجات مش بتخصك فاهمة !!
انتفضت منه بدهشة و ابتعدت عنه ركضت لغرفتها وجلست بغضب :
- هو فاكر نفسه ايه لما يجي فمزاجه يعاملني كويس و فجأة يقلب و يتحول لشخص عصبي ، تابعت ببكاء مرير :
- انا زهقت منه بجد والله زهقت .
نهضت و دلفت للحمام غير منتبهة ل اياد الذي كان يقف خلف الباب ضغط بيده على شعره و تمتم من بين اسنانه :
- انت واحد غبي بوظت كل حاجة !!
زفر بغيظ و غادر الفيلا وهو يلعن تحت انفاسه...
بعد مدة خرجت لين نزلت للاسفل لم تجده فقالت بحنق :
- احسن يارب ميجيش خالص مش عايزة اشوفه ، اخذت هاتفها و طلبت احد الارقام منتظرة الرد...
_________________
في القصر.
كانت سيليا جالسة مع زهرة و تتكلم معها.
زهرة بخوف :
- يا هانم انتي متأكدة من اللي هتعمليه.
اجابتها سيليا بحزم :
- ايوة متأكدة انا مبقيتش استحمل الحياة ف الحبس ده.
تمتمت بصوت خافت و هي تلتفت يمينا و شمالا خوفا من ان تسمعها احدى الخادمات :
- بس الهرب من القصر ده صعب لا ده مستحيل اللي بيدخل مبيخرجش وانتي عارفة الكلام ده.
سيليا بشيء من الانفعال :
- مليش دعوة انا مش خايفة لا منه ولا من قوانينه و اللي فدماغي بعمله.
- طب هتهربي ازاي.
قالتها زهرة فكادت سيليا تجيبها لكن صدع رنين هاتفها نظرت له وجدت اسم لين فنهضت و صعدت لغرفتها.
سيليا بابتسامة :
- الو لين حبيبتي ازيك.
ردت لين بنفس الابتسامة :
- الحمد لله تمام و انتي عاملة ايه سمعت ان الواطي جلال خطفك من اسبوع تقريبا.
تنهدت بحرارة وهي تتذكر :
- اه حصل اشتباك و رعد مكنش هنا و اللي اسمه جلال اخدني...انتي عارفة ان جلال ده يبقى اخو رعد.
قالت بإيجاب :
- اه ما انا قولتلك من قبل ان جلال ده يبقى عدو الشبح و اخوه كمان.....المهم مش انتي قولتيلي انك مخططة تهربي لسه على جنانك ولا...
قاطعتها بلؤم :
- طبعا لسه على رأيي انا قررت وخلاص.
لين بضحكة :
- طب بيني و بينك كده انتي هتعرفي تهربي يابنتي ده الشبح اللي حاكم المنطقة كلها و محدش قلدر عليه.
سيليا بعدم اكتراث مزيف :
- اممم بردو ههرب...بقولك انا شوفت واحدة كانت موجودة فبيت جلال اسمها سارة و قالتلي انك بتكوني صاحبتها.
لين بدهشة و ذهول :
- هو جاسر بعت سارة جاسوسة لجلال ؟! هههه والله مطلعش قليل ابدا.
تمتمت باستغراب :
- و جاسر ده يبقى مين كمان عضو ف العصابة السوداء ديه.
ضحكت لين بقوة على كلامها :
- اه ياختي جاسر و اياد و الشبح صحاب جدا.
سيليا بمكر :
- طب بما اننا جبنا سيرة اياد قوليلي انتي عاملة معاه ايه هااا.
لمعت عيناها وهي تبتسم بحزن :
- معرفش... احيانا بيعاملني كويس و احيانا بيفتكر انا عملت ايه و بحسه ندم على حنيته فبيقلب عليا تاني.
سيليا بمواساة :
- متزعليش و اصبري اللي حصل معاه مش سهل.
- طب انا كمان اللي حصلي مش سهل الانسان اللي كنت متجوزاه طلع حقير و بيخدعني و يستغلني عشان مصالحه و قدرت انساه بالعافية و يوم ما حبيت بجد اياد اتحول لوحش.
سيليا بمزاح :
- الحق علينا كان مالنا و مال الحب.سلات هدايا
اجابتها الاخرى بغيظ :
- ابو الحب ع اللي عايز يحب اه و انا اللي كنت فاكرة اني هعيش قصة حب زي الافلام الزوج بيصحى بدري و يعمل الفطار لمراته و يقولها الايدين دول متخلقوش عشان المطبخ و بعدين يطلع يفسحها و يخلص اليوم بليلة رومانسية بينهم يااه.
انفجرت سيليا ضحكت عليها حتى ادمعت عيناها و اردفت :سلات هدايا
- هههههه انتي مش معقولة و اصلا الحب ده بتاع الروايات مش بتاعنا مش بتاعنا.
لين وقد زمت شفتيها بتبرم :
- على رايك . مر الوقت و هما تتكلمان ثم اغلقتا الخط.
وقفت سيليا ووضعت يدها على بطنها و قالت بحسم :
- ههرب....بكره ههرب و ابقى وريني يا رعد هتمنعني ازاي.سلات هدايا
_________________
خرج من غرفة سارة بعدما احضر لها الدكتورة و عقمت لها مكان الاصابة وقف في الشرفة و نسمات الهواء الباردة تلفح وجهه فتسير الرعشة في جسده بأكمله ، وضع يده على رأسه مكان الضربة و هنا نزلت دموعه بغزارة ليس بسبب المه الجسدي بل بسبب روحه التي تتعذب بقسوة اخرج قلادة ورد من جيبه و ابتسم باشتياق....
Flash back
( تأفأف بضيق وهو يترك الملف امامه و ينظر لها :
- ها يا ست ورد عايزة ايه.
مطت شفتيها بتذمر و هي تجلس على حجره :
- عايزة اديك حاجة حلوة بس انت مشغول.
جذبها جاسر من خصرها و همس بحب :
- و ايه هي الحاجة ديه يا وردتي.
ابتسمت بحماس و اخرجت من جيب فستانها قلادة ذهبية على شكل قلب فتحته لتظهر صورته و صورتها معا و تقول بلهفة :
- ايه رايك.
امسكها بين يديه و قد لمعت عيناه بعشق شديد قبل وجنتها و تمتم :
- حلوة جدا عشان صورتك موجودة عليها...انا بحبك يا ورد بحبك اوي.
ورد :- و انا بعشقك ، وضعت القلادة حول عنقه و ابتسمت برضا في حين قال جاسر بضيق :
- ورد كده هتبين للناس كلها و يقولو جاسر الجندي لابس قلادة.
اجابته ببراءة :
- الله يا جسوري انت مالك بالناس المهم تفتكرني كل ما تشوفها..... )
Back
ابتسم بانكسار و هو يقبل صورتها هامسا :
- هفضل افتكرك طول حياتي و مش هنساكي ابدا...
بمجرد انهاء كلامه صدع صوت صراخ سارة من الداخل....صراخ جعله يعيش صدمة من نوع اخر فهرول نحوها راكضا !!!
يتبع
ماتنسوش تصلوا علي النبي