رواية العشق الاسود الفصل السادس والعشرون 26 بقلم فاطمه احمد

رواية العشق الاسود الفصل السادس والعشرون 26
بقلم فاطمه احمد


لم أرى حقيرا من قبل مثل ما رأيت الحب
اعظمه فيذلني....أكرمه فيهينني...
اطلب راحته فيتعبني.....اكبره فيستحقرني....
اهتم به فيتجاهلني...اداريه فيستخف بمشاعري...
ارسم احلامه فيغتال أحلامي....ألملم شتاته فيحطمني ويشتتني .
أحييه الف مرة فيحييني مرة ..
والف مرة يقتلني....ومع هذا فانا لا استطيع العيش بدونه....
فتحت فمها بصدمة ثم ابعدت يده عن خصلات شعرها و صرخت بغضب :
- انت اتجننت صح و نسيت اني مراتك عشان تجيب واحدة وسخة و تقولي هتبقي خدامتها انسى يا اياد انا لو سكت على ضربك ليا فمش هسكت على اهانتك لكرامتي !!
ابتسم باستهزاء و سحب الفتاة لأحضانه تجاوز لين و قبل ان يكمل سيره تمتم بحدة :
- انا جوعان انزلي جهزي الاكل و مش عايز تأخير.
جزت على اسنانها بحنق و اردفت :
- انا مش اااا....
قاطعها عندما وضع اصبعه على فمها و همس :
- هششش مش عايز صداع يلا اسمعي الكلام و خلي ليلتك تعدي.
نوجا بدلع :
- يلا يا بيبي نطلع انت واحشني اوي.
اجابها بابتسامة ليغيظ الاخرى :
- عينيا يا مزة.
صعد معها تاركا لين تكاد تنفجر من شدة الغيرة زفرت بحنق و حدثت نفسها :
- ماشي يا اياد يا ابن ام اياد اما وريتك ، نزلت للمطبخ و حضرت الطعام و بعد انتهائها صعدت للغرفة فتحت الباب على مصراعيه و تفاجأت عندما وجدت اياد يجلس على السرير و الفتاة المدعوة ب - نوجا - تحاول اغرائه بتصرفاتها المقززة اشتعلت من العصبية و صاحت :
- ايااااد !!
انتفض و نظر لها وهو غير واعي تماما عبث في شعره و غمغم بثمل :
- في ايه انتي بتزعقي ليه و ازاي تدخلي من غير ما تخبطي كده.
نوجا بضيق :
- حبيبي ليه مقولتليش انك عايش مع ست زي ديه.
طالعتها لين بحدة :
- انتي تخرسي خالص !!
قلبت عيناها بتملل :
- انتي بيئة اوي.
انتصب اياد واقفا و دنى منها بخطوات بطيئة اثارت الرعب بداخلها وقف امامها و غمغم بصوت قاتم :
- انتي عايزة ايه دلوقتي... مش هتسيبيني اشوف مزاجي ولا شكل ضربي وحشك.
لم ترد بل وضعت يدها على رأسها بعدما شعرت بدوار يلفحه لم يلاحظها اياد فصرخ :
- يلااا غووري من هنا !!
انتفضت بشهقة تزامنت مع ترنحها لتسقط لكنه امسكها بيديه و هتف بلهفة :
- لــيــن !! لين اصحي مالك.
اغمضت عيناها كليا فرفعها ووضعها على الفراش صائحا في الفتاة بغضب :
- انتي هتفضلي واقفة كده جيبي ماية.
و بالفعل احضرت له كأسا من الماء رش بعض القطرات على وجهها فعقدت حاجباها و هي تصدر انينا ضعيفا.
تنهد بارتياح و اشار لنوجا بالانصراف فغادرت سريعا ، فتحت لين عيناها بتعب و همست :
- اااه دماغي.
اياد بجدية متمتما :
- انتي بقالك كام مكلتيش يا هانم.
اخفضت عيناها متجاهلة سؤاله فوضع يده على فكها و اردف بحزم :
- مش قولتلك حطي المرهم على جروحك عشان العلامات ديه تختفي.
ابعدت لين يدها عنه و قالت بتهكم :
- اه و ترجع تتسبب فعلامات تانية صح.
زفر بضيق منها و نهض غادر الغرفة و بعد دقائق وجدته يدخل و في يده صينية الطعام الذي حضرته ، جلس مقابلها و قرب الشوكة من فمها لكنها اشاحت رأسها قائلة بنفور :
- مش عايزة اكل.
اياد بحدة :
- مش بمزاجك على فكرة مش هستنى سعاتك يغمى عليكي من الجوع تاني عشان تتطفحي.
مطت شفتيها بامتعاض و فتحت فمها ابتسم بانتصار و اطعمها بيديه بهدوء حتى انهته....استلقت على الفراش ة اغمضت عيناها بتعب ابتسم و كاد يقترب منها ليقبلها لكنه افاق في اخر لحظة و ابتعد استلقى هو ايضا و غط في نوم عميق بسبب تأثير الخمر عليه.....
_________________
في صباح اليوم التالي.
استيقظت سيليا وهي تشعر بألم في جسدها فتحت عيناها ووجدت نفسها مستلقية في حضن الرعد تضع رأسها على صدره العاري و يده تلتف حول خصرها بتملك....ابتسمت بخجل و هي تتذكر ماحدث ليلة البارحة لقد اصبحت زوجته فعليا و عكس ما توقعته فقد كان لطيفا و صبورا معها لاقصى الحدود عاملها بحنان لم تره في شخصيته من قبل و كلما شعر بخوفها يحتضنها و يسمعها كلمات تخجلها اكثر....
تنهدت بعمق متأملة لملامحه الهادئة وهو نائم لم تتوقع ابدا ان يحدث ما حدث و تعيش هذه اللحظات المميزة معه.... افاقت من شرودها على صوته الرجولي :
- هتفضلي متنحة فيا كده كتير.
شهقت باحراج و رفعت الغطاء على وجهها ضحك عليها و نزعه قائلا بخبث ووقاحة :
- بتخبي عليا ايه يا مدام ما انا شوفت كل حاجة المبارح.
سيليا بغضب و خجل وهي تضرب صدره الصخري :
- رررعد بطل قلة ادب متكسفنيش كده.
قهقه بصوته الرجولي و طبع قبلة على شعرها جذبها له و همس :
- ليلة المبارح كانت احلى ليلة بالنسبالي فرحت اوي و انا شايفك فحضني و بمزاجك.
اتسعت ابتسامتها و لم تتكلم من شدة الخجل فتابع بنبرة جادة :
- انا عارف ان عندك اسئلة كتير و عايزة اجاوبك عليها بس متحاوليش تضغطي عليا وقت ما الاقي نفسي جاهز هفهمك ماشي.
سيليا بخفوت :
- و انا مش هدخل فخصوصياتك تاني....ثم تابعت بمزاح :
- احسن ترجع تحطني ف الاوضة اياها و اتجمد.
اجابها رعد باستفزاز :
- المرا ديه هحطك فاوضة فيها نار.
شهقت و نهضت جالسة تنظر اليه بذعر :
- اااا...انت بب..بتهزر صح.
ابتسم بلؤم فوكزته في ذراعه المتكدس بالعضلات و هتفت بتذمر طفولي :
- اخس عليك خضيتني.
ضحك بخبث و جذبها لتقع عليه مرر اصابعه على ظهرها العاري و همس برغبة :
- سيبينا من الموضوع ده وتعالي اقولك كلمة سر.
سيليا بضحكة خجل :
- هههه رعد لأ...رررعد !!
و لكن لم يترك الفرصة لاعتراضها فسرعان ما قبلها بلهفة ليأخذها لعالمه الخاص...
بعد وقت ليس بالقصير.
نهض و دلف للحمام استحم و ارتدى ملابسه وخرج وجدها نائمة فطبع قبلة على وجنتها و نزل للاسفل.
وجد زهرة التي اقتربت منه و انحنت له باحترام :
- صباح الخير سيدنا...الفطار جاهز هطلع افوق الهانم بعد اذنك.
غمغم رعد بصلابة وهو يجلس على السفرة :
- لا متفوقيهاش سيبيها نايمة.
هزت رأسها باستغراب ثم ابتسمت فجأة وحدثت نفسها :
- معقول يكون اللي فبالي ، يارب يكون كده فعلا و علاقتهم تتحسن.
وضعت الفطور و بعدما انتهى رعد غادر القصر في حين صعدت زهرة للجناح و طرقت الباب.
سمعت صوت سيليا يأذن لها بالدخول فدلفت متمتمة بابتسامة :
- صباح النور.
بادلتها سيليا وهي تتمطع بيديها :
- صباح كل حاجة حلوة مالك بتبتسمي و مبسوطة كده ليه.
اجابتها زهرة بمشاكسة :
- المفروض انا اللي اسأل حضرتك مبسوطة ليه كأنها صباحيتك.
توردت وجنتاها و اخفضت رأسها فجلست زهرة بجانبها و قالت بسعادة :
- يبقى بجد انتي و الشبح اااا...
قاطعتها سيليا وهي تقف :
- و انتي مالك الله بطلي قلة ادب ثم احنا متجوزين يعني طبيعي.
غمزت لها زهرة بمشاكسة :
- بس ازاي حصل و انتي وافقتي طب...
قاطعتها سيليا هذه المرة بنظر ثاقبة و اردفت :
- زهرررة اطلعي برا الاوضة و الا.
ضحكت زهرة بعلو صوتها و قالت وهي تغادر :
- اهو سكتنا خلاص ابقي جهزي نفسك و انزلي عشان تاكلي.
ضحكت سيليا هاتفة بتعجب :
- مجنونة....ضيقت عيناها و حدثت نفسها :
- يا ترى رعد هيزهق مني و يدور على بنت تانية زي ما قالتلي نورهان بس انا بحبه و كده هتجرح جدا...لالا حتى لو رعد مش بيحبني بس كفاية انه قرر يحكيلي عن حياته و اسراره و ده لوحده انجاز عظيم صدقني يا رعد انا هساعدك تتخطى حزنك و ذكرياتك قد ما كانت وحشة هخليك تنساها.
_________________
في فيلا جاسر الجندي.
كانت سارة تجلس في الحديقة عندما رأت سيارة جاسر تدخل من البوابة الكبرى نهضت واقفة و قالت بتعجب :
- ايه ده انا فكرت انه رجع بالليل بس شكله نام ف المقبرة اصلا.
تقدمت منه و قالت :
- صباح الخير جاسر باشا.
اومأ برأسه و تجاوزها فضيقت عيناها بغيظ منه :
- ع الاقل يقول صباح النور ايه قلة الزوق ديه اوووف.
- سااااارة !!
كان هذا صوت جاسر استدارت له و لحقته لغرفة مكتبه ، جلس على كرسيه و تحدث بجدية :
- انتي بقالك فترة كويسة بتتدربي و تقريبا اتعلمتي كل حاجة و دلوقتي جا الوقت المناسب عشان تشوفي شغلك.
هزت رأسها بانتباه فتابع :
- جلال السيوفي ده من الد اعدائي و اهي المعلومات اللي تخصه انتي مهمتك دلوقتي تروحي تشتغلي معاه و تخليه يثق فيكي و تجيبيلي اخباره.
سارة باستفهام :
- قصدك اكون جاسوسة يعني.
جاسر بابتسامة نصر :
- تمااماا جاسوسة و اهم حاجة محدش يعرفك لانك ساعتها هتموتي ده اولا.....و ثانيا هضبط الاوضاع عشان تروحي تشتغلي عنده و اوعى يا سارة تهلي حد يشك فيكي ولو حصل كده بتتصلي بالارقام اللي عندك ع الفون و رجالتي هتجي تنقذك ، ها مستعدة.
اومأت برأسها في ثقة تامة :
- ايوة مستعدة يا باشا اطمن و متشيلش هم خالص.
جاسر :- و ده اللي انا عايزه الثقة ف النفس و الشغل الممتاز اتفضلي دلوقتي.
كانت ستستدير لكنها لمحت برواز صورة تحمل نفس الفتاة التي رأتها من قبل و من المؤكد انها زوجته - ورد - مطت شفتها بخفة وهي تفكر كيف لمتعجرف كهذا ان يحب فتاة لتلك الدرجة الكبيرة و يبقى متعلقا بذكرياتها بعد وفاتها بسنين كيف لشخص ان يعشق احدا بهذه الطريقة.
خرجت من غرفة مكتبه و دلفت لغرفتها جلست تتذكر ما حدث معها منذ سنة عندما احبت احدهم بجنون لتدرك انه لم يكن سوى شخص تافه اراد ان يتسلى و يستغل حبها ليحصل عليها....و منذ ان ادركت حقيقته كرهت صنف ادم و تغيرت شخصيتها الانثوية الرقيقة لشخصية صبيانية لا تمس الانوثة بصلة.
مسحت على شعرها و تمتمت :
- ده كله من الماضي يا سارة انتي دلوقتي اتغيرتي و بقيتي قوية محدش يقدر يجي جنبك و لا يقدر يأذيكي.
ثم ابتسمت بحزن مستطردة :
- ياريت لو كان عندي حد يحبني زي حب جاسر لمراته وقتها مكنتش هضطر اغير شخصيتي عشان محدش يحس بزعلي و ضعفي.
_________________
بعد مرور يومان.
في المساء
تجلس سيليا في غرفتها تنتظر قدوم رعد لم تمر دقائق حتى فتح الباب و دلف ابتسمت بسعادة و نهضت لتحتضنه.
بادلها الابتسامة و قبل جبينها قائلا :
- وحشتيني.
ابتسمت بسعادة من كلامه و تغيره الكلي في غضون يومان رفعت رأسها اليه و همست :
- و انت كمان وحشتني اووي.
تنهد و امسك يدها اجلسها على السرير و لصدمتها استلقى ووضع رأسه على قدميها و اغمض عيناه ببطئ ، ادخلت سيليا يدها في خصلات شعره و تمتمت :
- في ايه مالك.
رعد وهو مغمض عيناه :
- سيليا انا اسف.
- ها ؟؟!
هتفت بها في غباء و اندهاش فتابع بنبرة اقرب للهمس :
- اسف ع اللي عملته فيكي مكنتش عايز ابقى متوحش عليكي بس لما شوفتيني وانا بضرب نفسي حسيت بالضعف و العجز....سيليا انا بابا و مراته كان بيضربوني كل يوم لما كنت صغير كان ابويا بيضربني بالسوط و يحبسني ف اوضة مظلمة وساقعة و يحرمني من الاكل لأسابيع اتخيلي طفل 10 سنين بيتعذب و ده كله عشان ابوه بيحب مراته و بيسمع كلامها.
1
وضعت يدها على فمها بذهول لم تتوقع ان يكون قد عانى بهذا الشكل من قبل هذا ما يفسر وحشيته في التعامل و عصبيته.
اردف رعد وقد اختنق صوته :
- كل ليلة بحلم بيه وهو بيضربني بنده على ماما الميتة تجي تساعدني بس مبتجيش ليا.
نزلت دموعها بألم و تمتمت بصوت مبحوح :
- انا اسفة مكنتش عايزة افكرك.
رعد بمرارة :
- انا مش عايز انسى اصلا عشان كده بضرب نفسي كل يوم عشان العلامات ديه متروحش و منساش الوحشية و الظلم اللي عشته.
مسحت دموعها و قالت باستغراب و تردد :
- بس...انت ليه...ليه مش عايز تنسى رغم ان الذكريات ديه بتوجع.
فتح عيناه و نهض جالسا نظر لها قليلا ثم تمتم :
- عشان........
_________________
كانت لين تأخذ حماما طويلا و عندما انتهت لفت المنشفة على جسدها و خرجت جلست امام التسريحة تمشط شعرها بشرود لم ترى اياد منذ اخر موقف بينهما عندما احضر تلك الفتاة للمنزل و اخبرها بأنها حبيبته رغم معاملته القاسية لها لكنها اشتاقت له اشتاقت لابتسامته التي اختفت بسببها و كلمات الغزل التي يتقنها اشتاقت لحضنه النقي الدافئ و الى مزاحه معها و ؤغم ما حدث لكنها متأكدة من انه لا زال يحبها حتى مع جفائه.
نهضت و ارتدت منامة خفيفة تيشرت ثلث كم و برمودا تصل لركبتيها اسدلت شعرها و اتجهت للسرير لتنام لكنها سمعت صوت الباب يفتح و بعد ثواني احتضنها جسد قوي من الخلف.
انتفضت و ابتسمت باشتياق :
- وحشتني.
- و انتي كمان وحشتيني اوي.
كان هذا صوتا تعرفه جيدا استدارت بسرعة و صاحت عندما وجدت جلال يقف امامها !!
جلال بمكر وهو يجذبها اليه :
- لينو حبيبتي ازيك.
لين بدهشة وهي تبتعد للخلف :
- انت....انت ازاي...ازاي دخلت.
ضحك بسخرية و قال :
- من الباب طبعا...بس تعالي هنا ايه الجمال ده.
قالها وهو يتقدم نحوها فرفعت اصبعها في وجهه بحدة :
- جلال اطلع احسن والا هتندم انا معدتش حبيبتك عشان تجي ليا وقت ماتعوز.
وضع يده في جيب بنطاله باستفزاز :
- اممم شكل اياد باشا مضبطك و عمل اللي انا معملتوش معاكي صح.
لين بسخرية :
- ملكش دعوة بيا و بجوزي و دلوقتي اطلع قبل ما ااا....
لم تكمل كلامها لأنه دفعها على السرير و انحنى عليها ليقبلها و قبل ان تدفعه كان اياد يدخل للغرفة.....ليخيل له انه يعتليها و يقبلها و بإرادتها ايضا !!
يتبع 
ماتنسوش تصلوا علي النبي




تعليقات
×

للمزيد من الروايات زوروا قناتنا على تليجرام من هنا

زيارة القناة