
بقلم فاطمه احمد
اخذتني من دنيتي و امتلكت قلبي في غفلة..
و تأثرت بك و احتارت افكاري بنظرة..
وضاعت مني ارادتي في اول همسة..
و بتضيع حروفي من شدة اللهفة..
فارحم قلبي يا سلطاني و طمنئني ولو بضمة..
تقوس ثغره بابتسامة منذهلة وهو غير مصدق لما يسمعه اميرته تحررت من ظلامها زرقاوتيها اصبحتا تبصران النور...!!
وجد نفسه يضم يده حول خصرها و يجذبها نحوه ليحتضنها بقوة ساحقة هامسا بأنفاس متسارعة :
- بجد ياسيليا...ااا...انتي شايفاني.
اجابت سيليا بضحكة و بكاء في نفس الوقت :
- ايوة....ايوة انا شايفاك انا مش مصدقة.
تنهد بعمق ثم ابتعد عنها بعدما ادرك نفسه لام مشاعره التي انجرفت هكذا فحمحم و وقف بهدوء كأن شيئا لم يكن.... نظر للدكتور الذي تحدث مبتسما :
- مبروك يا رعد باشا.
هز رأسه بآلية ثم طالع اياد الذي اقترب من سيليا وقال بمرح :
- بما انك رجعتي تشوفي فهعرفك على نفسي انا اياد صاحب الشب...ااقصد رعد اكيد انتي عارفاني و حافظة صوتي صح.
ضحكت سيليا عليه و تمتمت قائلة :
- كنت هعرفك من غير ما تعرفني على نفسك اصلا.
وضع رعد يده على كتفه و ضغط عليها مردفا وهو يجز على اسنانه :
- كأن دمك خفيف زيادة عن اللزوم يا ايدو.
بلع ريقه بتوتر وهتف :
- احم طب انا هقعد ورا احسن.
ابتسمت سيليا عليهم و فجأة لمحت فتاة تقف في الخلف قضبت حاجباها و فجأة همست بصدمة :
- لين !!
دنت منها الاخرى بخطوات متوترة ابتسمت مردفة :
- حمد لله على سلامتك...ايه لسه فاكره وشي.
بادلتها سيليا الابتسامة :
- اه طبعا وهو في حد يقدر ينساكي يا لينو.
نزلت دموعها و فجأة احتضنتها بقوة وهي تردد ببكاء حارق :
- انا اسفة يا سيليا اسفة على اللي عملته فيكي انا اااا....
قاطعتها بهمس :
- ششش انا مش زعلانة منك اصلا كفاية انك سبتيني عايشة فبيتك سنين من غير ما ادفعلك ال...
قاطعتها لين هذه المرة بحزن :
- بس خليتك تعملي الشغل كله و كنت بشوفك تتعوري بس...انا اسفة.
مسحت سيليا دموعها و قالت بمرح :
- خلاص يا بنتي بطلي عياط الله !
اومأت بإيجاب مرددة :
- حاضر بس انا مبسوطة اوي عشان فتحتي.
طالعت سيليا رعد و تأملته لم تكن تتخيل بأنه بهذه الوسامة بشرته القمحية و شعره البني الفاتح ملامحه الرجولية الحادة و القاسية ابتسامته الرائعة اهه حقا جذاب للغاية...!!
افاقت من تفكيرها و تمتمت بخجل :
- انا مش عارفة اقولك ايه ا....
قاطعها ببرود وهو يتحرك ليغادر :
- انتي مراتي وواجبي اعالجك متكبريش الموضوع.
خرج و خلفه الطاقم الطبي و اياد فزفرت الاخرى بضيق من اسلوبه المسافز لتتحدث لين بغباء :
- هو قال مراتي ولا انا مسمعتش كويس !!
سيليا بضحكة :
- لا انتي سمعتي كويس بصي هحكيلك بعدين المهم انتي ازاي عرفتي اني هعمل عملية و رعد سمحلك تزوريني ؟
لين بفخر :
- اياد هو اللي قالي يا ماما اصلي بشتغل فشركتهم.
سيليا بذهول :
- بجد !! يعني الشركة اللي كنتي بتروحيلها هي نفسها شركة الشبح ايه الصدفة ديه.
اجابت وهي تحاول التحكم في ضحكاتها :
- خدي الجديدة بقى انا و اياد مرتبطين !
حينما صاحت بدهشة :
- اييييه ! الله يعني اياد هو اللي كنتي بتكلميه بالليل.
قالتها بغمزة فتوترت لين بشدة و تمتمت :
- ااا...احم انا لازم اروح دلوقتي و هجيلك فوقت تاني بعد ما استأذن من رعد باشا.
سيليا باستغراب :
- اقعدي رايحة فين.
لين وهي تنهض و تعدل ملابسها :
- هههه رايحة على الشغل يابنتي و مينفعش اتأخر جوزك مبيرحمش.
مطت شفتيها بتذمر هامسة :
- ماشي براحتك باي.
- باي !!
وقفت عند باب الغرفة استدارت له و اردفت بصدق :
- حمد لله على سلامتك.
ابتسمت لها بتلقائية :
- الله يسلمك.
خرجت لين و بقيت سيليا تنظر ليديها و كل شىء في الغرفة لتتأكد انها ليست في حلم بل هي حقيقة لقد عاد لها بصرها !!
تنهدت شاكرة ربها لتفيق من شرودها على صوت مألوف لها :
- حمد لله على سلامتك يا هانم.
رفعت رأسها بسرعة و علامات الذهول على وجهها لتقول :
- انتي زهرة صح ؟!
هزت زهرة رأسها فضحكت سيليا بعدم تصديق و وقفت احتضنتها بقوة و تشدقت ب :
- ياااه اخيرا شوفتك.
زهرة مبادلة اياها الحضن :
- و انا مبسوطة اووي لان نظرك رجعلك اخيرا....ابتعدت عنها و تابعت :
- وشك منور ماشاء الله يارب تملي الضحكة منوراكي دايما.
سيليا بامتنان :
- ميرسي يا زهرة تعباك معايا كتير في الفترة اللي فاتت بس خلاص خلصتي مني.
زهرة وهي تمسد على شعرها بحنان :
- يشهد عليا ربنا ان عمرك ما تعبتيني بالعكس كنت ببقى مبسوطة و انا بخدم حضرتك.
سيليا بشرود :
- اللي مزعلني اني عارفة السبب اللي خلا الشبح يعالجني واحد ليه هيبته مستحيل يقبل تكون عشيقته عميا و ااا...
قاطعتها زهرة بحزم :
- انتي مش عشيقته انتي مراته على سنة الله و رسوله متقوليش على نفسك كده و ايا كان السبب انتي ب ايدك تغيريه للاحسن.
سيليا بعدم فهم :
- اغيره ازاي و اغيره ليه اصلا.
اجابت زهرة بدهاء :
- يعني عايزة تقوليلي انك مش حاسة بحاجة خالص اتجاه الباشا.
ابتعدت عنها و حمحمت بارتباك و خجل :
- اا...انتي قصدك ايه !!
زهرة بمكر :
- يعني مفيش بقلبك حاجة ليه.
تصاعدت الدماء لوجهها لتغزو وجنتها البيضاء بشدة فأجابت :
- حتى لو كان فقلبي حاجة اتجاهه لازم اموتهت لاننا مبننفعش لبعض و الشبح مش شايفني غير لعبة مؤقتة يتسلى بيها...
__________________________________
جلس رعد على احدى المقاعدة الموجودة في الممر وضع يداه على رأسه و زفر بارتياح....شعر بيد على كتفه رفع رأسه وجد اياد يقف امامه بابتسامة و بصحبته لين.
غمغم رعد بجدية :
- في ايه.
اياد بجدية مماثلة :
- رايح على الشركة انا و لين محتاج حاجة.
هز رأسه بنفي و اردف :
- لا مع السلامة.
ربت على كتفه و ذهب وهو يمسك بيد لين بينما اخذت هي هاتفها و ارسلت رسالة لجلال :
" سيليا فاقت من العملية و فتحت ".
ظل رعد جالسا يفكر بغضب في هذه المشاعر التي تولدت فيه حديثا كم يكره هذا الاحساس الذي اصبح يراوده كلما يقترب منها لا يريد ان يتعلق بشىء يشكل له تهديدا في المستقبل..
افاق من شروده على صوت رنين هاتفه برقم مجهول فتح الخط مغمغما بصوت حاد :
- ايوة.
وصله صوت رجولي قاتم :
- ايه يا شبح لحقت تنساني ولا ايه.
ابتسم الرعد و اجاب :
- انت مين لا مؤاخذة.
- ههههه تعال على عنواني ف ****** و هقولك انا مين.
رعد بغموض :
- جاي حالا.
نهض و نظر لباب غرفة سيليا كاد يتجه نحوها لكنه تراجع و غادر المستشفى ركب سيارته و لحقه حراسه و بعد وقت وصل لفيلا فاخرة ترجل من سيارته و اتجه لها ليجد شابا جالسا في الحديقة.
ابتسم و اقترب منه و بمجرد ان رآه الاخر انتصب واقفا و احتضنه بسرعة هاتفا باشتياق :
- وحشتني يا شبح.
ضحك رعد بصوته الرجولي و اردف :
- ازيك يا جاسر. ( جاسر صديق رعد و اياد و شريك فشغلهم طويل و اسمر و عينيه سود و شعره اسود بردو كان متزوج و عنده بنت بس مراته و بنته ماتو ف اشتباك حصل بين جاسر و عصابة تانية و من اليوم اياه وعد نفسه يوصل للجماعة ديه و ينتقم منهم )
جاسر بابتسامة هادئة
- كويس تعالا نقعد و كمل حكاية البنت اللي بقت مراتك ديه.
رعد باستنكار :
- عايز تعرف كل حاجة من اولها زي اياد تماما.
جاسى بضحكة :
- هههه فينه الواد ده وحشني الحيوان ده.
وصلهم صوت عالي من بعيد :
- اهو الحيوان وصل يا فندم.
كان هذا صوت اياد المرح نهض جاسر و احتضنه مرحبا به و بعد السلام و الكلام جلسوا ثلاثتهم يتسامرون فيما بينهم.....
______________________
بعد مرور 3 اسابيع.
عادت سيليا للقصر و هذه المرة بسعادة واثقة من نفسها فهي الان لم تعد تحتاج لأحد كي يساعدها و هذا - حسب اعتقادها - اما رعد فلم يعد يأتي للقصر كثيرا بل يقضي معظم وقته مع اياد و جاسر...
و لين اخبرت جلال الذي سعد الاخير بخبر ان سيليا عاد نظرها و بدأ يخطط لشىء اخر....
في مساء ذات يوم.
كان جاسر يجلس في سيارته في المقعد الخلفي و سائقه يقود قضى معظم الوقت شاردا في عالم اخر لكن فجأة توقفت السيارة.
جاسر بحدة مخيفة :
- في ايه وقفت ليه !
اجاب السائق وهو ينظر امامه بتعجب :
- في شلة ولاد هناك بتحدف طوب على الطريق و معاهم بنت.
جاسر بضجر :
- طب شغل العربية تاني و هيبعدو لوحدهم.
- امرك يا باشا.
شغل السيارة و انطلق بها بأقصى سرعة حسب تعليمات سيظه تجاوز مجموعة الفتيان تلك فتمنم بتقزز :
- اشكال بيئة !!
لم يكد ينهي كلامه حتى تفاجأ بزجاج النافذة ينكسر انتفض بخضة ثم صرخ بانفعال :
- وقف العربية !!
ترجل من سيارته و خلفه حراسته لمح الاولاد يضحكون بانتصار فصاح بهم :
- مين الحيوان اللي حدف الطوب !!
......: و مالك متنرفز كده ليه يا باشا مش كويس عشان صحتك.
كان هذا صوت انثوي نظر جاسر لمصدر الصوت وجد فتاة قصيرة القامة تقترب منه تأملها من الاعلى للاسفل كانت ذات بشرة خمرية مليئة بالتراب و عينان بلون العسل الصافي و شعر بني مجعد يصل لمنتصف ظهرها ترتدي سترة جلدية باللون الاسود يظهر من داخله قميص ابيض و بنطال جينز ممزق بطريقة عصرية -حسب اعتقادها - بالطبع.
افاق من تأمله على كلامها الساخر :
- خدتلي كام صورة بقى.
مط شفتاه باشمئزاز من منظرها الذي لا يتساوى مع جمال وجهها مطلقا فقال باستهزاء :
- لا انا بفكر اذا اللي بكلمه بنت ولا ولد.
تحدثت بعصبية :
- تقصد ايه يا اعمى مش شايفني بنت.
نطق احد حراسه بغضب :
- التزمي حدودك و اعرفي نفسك بتكلمي مين.
ضحكت هي بتهكم :
- مين وزير الداخلية ان شاء الله.
1
احد الاولاد :
- يلا يا سارة فكك منه و تعالي نحدف طوب على العربية اللي رايحة من الاتجاه ده.
سارة بشماتة :
- اه ما احنا انجزنا المهمة الاولى و كسرنا شباك عربية الاستاذ اللي واقف ده تعيش و تاخد غيرها.
احد الحراس موجها كلامه لسيده :
- لو عايز يا باشا ناخدها وااا...
قاطعه بهدوء و ابتسامة هادئة ترتسم على ثغره وهو يراها تركض بعيدا عنه و خلفها الاطفال :
- لا سيبها.
انهى كلامه وهو يتجه لسيارته مجددا ركبها و انطلق بها ، ثم هتف بأمر :
- تجيبلي كل المعلومات اللي تخص البنت ديه ف اسرع وقت.
- أمرك يا باشا.
ابتسم فجأة و همس :
- سارة !!
_________________________
في قصر الشبح.
كانت لين جالسة مع سيليا كعادتها منذ اسابيع فجأة رن هاتفها فنهضت و قالت بتوتر :
- احم هرد على المكالمة و اجيلك.
سيليا بغمزة :
- الله يسهله.
ابتسمت بارتباك و خرجت من الغرفة سريعا وقفت في الرواق و فتحت الخط قائلة بهمس :
- ايوة يا جلال.
جلال بجدية :
- متضيعيش وقت ادخلي لاوضة المكتب و خدي الورق بسرعة.
لين بتردد :
- انا خايفة حد يشوفني الشبح هيموتني والله.
جلال بنفاذ صبر :
- مدام انتي خايفة اكيد هتكشفي نفسك و تكشفيني معاكي....يلا يا لين انجزي.
لين بضيق :
- ماشي يا جلال هجيب كل الاوراق اللي عايزها.
اغلقت الخط و استدارت وسرعان ما شهقت برعب وهي ترى سيليا تقف امامها و ملامح غريبة كست قسمات وجهها.
لين بتوتر شديد :
- احم..س...سيليا انتي هنا من امتى.
اجابت سيليا متجاهلة سؤالها :
- جلال مين ده !!
يتبع
ماتنسوش تصلوا علي النبي 🌺