
بقلم فاطمه احمد
انفجرت شفتاها اخيرا لتسمح للسانها بالكلام :
- اا...انت...انت ب..بتقول اا..ايه...ثم تابعت باستنكار :
- انت مفكر ان بكدبة زي ديه هتخليني اسلم نفسي بيك ههههه لا فوق يا رعد انا عميا اه بس مش غبيا و اااا....
باغتها بامساك كتفيها و الضغط عليها بعنف واضح هامسا بتهكم :
- الشبح مش محتاج يكدب يا حلوة لاني لما اعوزك هحصل عليكي و غصبا عنك مش هقولك انك مراتي.
وضعت يداها على اذنيها و صرخت بغضب :
- بطل كدب حرام عليك و بعدين احنا اتجوزنا امتى هاا ف الاحلام !!!
سمعت صوت قهقهاته تعلوا ايردف بثقة و مكر :
- انتي كأنك نسيتي الورق اللي خليتك تبصمي عليه من فترة.
قضبت حاجباها و فجأة لاحت في ذاكرتها تلك اللحظة عندما تشاجرا و ادخلها لغرفتك كان على وشك الاعتداء عليها لكنه ابتعد عنها في اخر لحظة و جعلها تبصم على ورقة ما....
اتسعت عيناها لتهمس بدون وعي :
- ده كان ورق زواج !!
- تماما.
قالها بنبرة مرعبة و تابع :
- يعني اي حاجة بعملها هتكون من حقي... فاهمة !!
حركت رأسها يمينا و شمالا دليلا على رفضها لكلامه فصاحت به في انهيار :
- حراااام عليييك لييه تعمل فيا كده ليه خليتني اتجوزك من غير ما اعرف....جوازنا ده باطل.
ضحك بسخرية عليها :
- ههههه لا يا قطة جواز رسمي بالشهود و المأذون و موافقة العروس كمان.
مسحت دموعها و همست بصوت متحشرج :
- انت...انت عرفت اني مخططة عشان اهرب ازاي.
توقف عن الضحك ووقف امامها امسك فكها بعنف مغمغما بشر :
- عارفة مشكلتك ايه مش بعماكي لا المشكلة بعقلك انتي نسيتي ان القصر ده قصري و قولتلك من قبل مفيش حاجة بتحصل غير ب اذني و مش صعب على الشبح يعرف خطط الاغبياء اللي زيك.
رفع عيناه ووزعها كالصقر في سقف الغرفة ليجد كاميرات المراقبة ابتسم بغرور و تذكر عندما كان يغادر القصر و يجلس في مكتب شركته يراقبها وهي نائمة و ايضا عندما تتناول الطعام و كل تفصيلة منها كان يراها فكيف لن يعلم بخططها مع الجاسوسة.
طرق على وجنتها بطريقة مستفزة مردفا :
- حسابي معاكي لسه مخلصش صدقيني من النهارده هتكرهي حياتك و تتمني الموت كل لحظة ولا تطوليه مش الشبح اللي تنيميه على ودانه يا سيليا ، انهى كلامه وهو يدفعها لتسقط على الفراش تقوس ثغره بابتسامة متعجرفة اتجه نحو الباب و كاد يخرج لكنه سمعها تتكلم بحرقة :
- انا عملت ايه فحياتي عشان اتجوز واحد مجرم بيقتل ارواح بريئة من غير ما يتردد.
تنهد بعدم مبالاة و حدث نفسه :
- اللي عملتيه اخطر بكتير مما بتتوقعي....انتي قطعتي عليا النوم لسنين طويلة و مش هسمحلك تبعدي عني دقيقة لحد ما اعرف ليه كنتي بتجي ف احلامي مش هسيبك لانك ملكي يا سيليا....ثم خرج و صفق الباب خلفه بعنف.
انتفضت مكانها ثم دفنت رأسها في الوسادة ليتعالى صوت شهقاتها بقوة تلعن حظها العاثر الذي اوقعها في براثين هذا الوحش....
____________________
حركت جفناها بخفة وهي تطالعه حتى تمتمت بضياع :
- اياد انت...بتقول ايه انا.....
قاطعها وهو يحتضن وجهها بحب :
- اه يا لين انا بحبك لا انا بعشقك فاكره من سنة لما جيتي تشتغلي ف الشركة كنا بنكره بعض جدا و بقعد اغيظك و انتي تزعقيلي.
ابتسمت وهي تتذكر مشاجراتهم المستمرة فأكمل :
- انا من وقتها بدأت اتعلق بيكي و عرفت ان مفيش يوم هيعدي عليا من غير ما اشوفك بقيتي عايشة فقلبي و عقلي و مشاعري كلها اديتهالك اه انا فعلا كان ليا علاقات مع بنات كتير اوي بس من لما حبيتك بعدت عنهم انا كنت عايز اتقدملك بس ملقيتش فرصة مناسبة و من شويا لما لقيت الراجل الغبي ده بيقربلك اتجننت من فكرة انك تضحكي او تبصي لراجل غيري انتي مينفعش تكلمي حد غيري لانك ملكي يا لين انا بحبك.
سقطت دمعتها و تبعتها شلالات من الدموع و هي تستمع لكلماته هذه اول مرة تشعر بصدق كلمة " احبك " تشعر فعلا بوجود شخص يحبها هي فقط حتى جلال لم يعبر لها عن حبه بهذه الطريقة....افاقت من تفكيرها بذهول ماهذا الذي يحدث كيف تقارن بينهما.
ابتعدت يديه عن وجهها و قالت بصوت مختنق :
- استاذ اياد ارجوك انا مش لعبة عشان اي حد يجي يقولي بحبك و اصدقه.
اياد بذهول من ردها :
- لعبة !! حبي ليك معتبراه كذبة لين انا جدي فكلامي انا بحبك فاهمه يعني ايه يعني مش بقدر اعيش من غيرك ، و اكمل بحماس :
- و هنتجوز و اعملك فرح كبير اوي تحكي عليه كل الناس صدقيني هخليكي اسعد انسانة ف الدنيا.
وضعت يداها على وجهها و صاحت به في بكاء :
- بس بقى يا اياد كفاية كفااااية.
اياد و قد اقترب منها بقلق :
- لين في ايه مالك اا...
قاطعته و هي تشهق بخفة :
- رجعني على المطعم انا سايبة عربيتي هناك.
كاد يعترض لكن حالتها لا تسمح له بأن يتكلم تنهد بضيق و تمتم :
- اتفضلي.
ركبت سيارته و هو ايضا انطلق بها دون ان ينبس ببنت شفة بينما هي تضع رأسها على النافذة جسدها هنا اما عقلها فهو غارق في بحر اخر....
___________________
فتح باب القبو و دلف لينحني له الحراس نقل نظره لها وهي مقيدة ووجهها به الكثير من الكدمات و تبكي بألم فابتسم بغل و اقترب منها.
انحنى بجسده قليلا و سحبها من شعرها صارخا بصوت اخترق الجدران :
- ده جزاء اللي زيك يا ***** كنتي واخدة سيليا على فين هاا !!
انهى كلامه وهو يصفعها مجددا صاحت بألم و تحدثت ببكاء :
- سامحني يا باشا انا عبدة المأمورة و بعمل اللي يقولولي عليه.
قبض عليها اكثر و همس بنبرة كحفيف الافعى :
- مين اللي قالك تعملي كده..... انطقي !!
- ج...جلال باشا.
قضب حاجباه و اردف :
- و ليه يحاول يهربها هو بيعرفها ولا ايه ؟!
نورهان بخوف :
- اااا...الصراحة هو حاطط عينه عليها انا مش عارفة شافها امتى بس بعتله صورها و قالي انه بيعرفها من زمان و بي....بيحبها.
كلماتها كانت كافية لجعل روحه تحترق بنيران اشعلها الغضب و الحقد....و الغيرة !!!
سألها وهو يحدجها بنظرات لا تحمل ذرة رحمة :
- كنتو واخدينها على فين.
توترت و اخفضت بصرها متمتمة :
- ااا...كان عايز ياخدها مع البنات الجداد عشان يتاجر بيها و انا اااااه !!
صرخت وهي تتلقى صفعة اخرى منه و تلتها عدة صفعات و لكمات منه حتى فقدت الوعي !!
ابتعد عنها و عدل سترته ليزمجر بالحراس بقوة :
- صحوها و عذبوها تاني.....مرر يده على شعره قائلا بحدة :
- ديه اخرة اللي يحاول يأذي مرات الشبح.
غادر سريعا و صعد لجناحه وجد زهرة تخرج منه فاشار لها بالاقتراب و امتثلت لأوامره....وقفت امامه فقال بجمود :
- بتعمل ايه دلوقتي.
زهرة باحترام :
- كانت قاعدة بتعيط بعدين نامت يا سيدنا.
هز رأسه و اشار لها بالانصراف دخل هو ووجد سيليا نائمة بعمق ، جلس بجانبها و لمح اثار اصابعه على وجنتها البيضاء تقوي فمه بغضب و حدث نفسه :
- غلطتي اوي يا سيليا لما حاولتي تهربي مش انا قولتلك اللي بيدخل ع القصر ده مبيطلعش ليه بقى مسمعتيش كلامي و عندتي.
زفر بقوة و نهض دلف لحمامه و استحم ارتدى ملابسه و استلقى على الفراش بجانبها....
_________________
- هههههه بتتكلمي جد !!
تعجبت من ضحكاته و قالت :
- اه يا جلال بتكلم جد ثم انت ليه فرحان المفروض تتنرفز لما حد يقول لمراتك انا بحبك مش تضحك كده.
جلال بمكر :
- يا غبية اللي حصل ده لمصلحتنا الايد اليمين للشبح بيحبك و متعلق بيكي و احنا لازم نستغل الموضوع ده.
لين بذهول من كلامه :
- تقصد ايه !!
جلال بابتسامة ثقة :
- يعني توهميه انك بتحبيه بردو و موافقة تتجوزيه خليه يثق فيكي و يكلمك فكل حاجة خاصة بشغله و ااا....
قاطعته بصدمة وهي تقف لتصرخ به :
- جلااال ايه الكلام ده عايزني اوهم واحد اني بحبه و استغله كمان و فوق كل ده انا مراتك المفروض تغير عليا مش ترميني فحضن راجل غيرك.
نهض و قبض على ذراعها مردفا بحدة و نفاذ صبر :
- انتي لازم تنفذي اللي بقولك عليه يا لين....و تابع بحب مزيف :
- يا قلبي مش انتي بتحبيني و مستعدة تعملي اي حاجة عشاني طب ليه معترضة على كلامي.
لين بضيق :
- لاني هجرحه يا جلال و لو عرف اني بخدعه هيقتلني.
جلال بمكر :
- متخافيش مش هيعرف بس انتي اعملي اللي بقولك عليه ماشي.
قال الكلمة الاخيرة بحدة فهزت رأسها باستسلام ثم همهمت بتعب :
- الوقت اتأخر وعايزة انام.
اومأ و طبع قبلة على وجنتها هامسا :
- تصبحي على خير....ثم غادر الشقة.
تنهدت هي بقلة حيلة ووضعت يدها على شعرها قائلة بغضب :
- انتي واحكة حقيرة يا لين حقيييرة !!
__________________
عندما خرج جلال اتصل بأحدهم و بعد دقائق اغلق الخط وهو يصرخ بغضب :
- ازاي اتقفشو ازاااااي....ضرب مقود السيارة بعنف و اكمل بشر :
- يعني مخططاتي كلها فشلت الشبح عرف ينقذها مني بس لا يا رعد صدقني مش هتفرح بيها كتير انت مينفعش تكون معاها اصلا لانك دمرتها و بسببك فقدت احلى بنت كنت هكسب منها ملايين.
زفر بانفعال شديد ثم قال :
- نورهان الغبية اكيد هتعترف عليا و الشبح هينتقم متي لازم اتصرف حالا و لين ديه تعرف كل المعلومات اللي تخصه لازم.
اخرج زجاجة الخمر من الدرج و اخذ يتجرعها بشراهة و يفكر فيما سيحدث....
___________________
في صباح اليوم التالي.
استيقظ رعد و نهض سريعا ارتدى ملابسه بنطال جينز باللون الاسود و سترة جلدية سوداء اخفى سلاحه داخل جيب الحزام ثم تطلع للمرآة بخبث :
- وقت العقاب.
اخذ مفاتيح سيارته و هاتفه نزل للاسفل ووجد اياد ينتظره كالعادة.
وقف امامه و قال بجدية :
- يلا.
اياد بتوتر :
- طب ممكن تهدى شويا عشان متعملش حاجة غلط.
زمجر به في عنف :
- اهدى ازااااي هااا و ال ***** كان عايز يخطف مراتي انا هقتله يا اياد هقتله.
حاول الاعتراض لكن لم يستطع فتنهد بيأس :
- براحتك اعمل اللي عايزه.
مسح على وجهه و غادرا القصر ركب سيارته و اياد بجانبه كان كوال الكريق شاردا بلين هل ستقبل حبه ام ترفضه....
بعد دقائق توقفت السيارة بقوة مصدرة احتكاكا عنيفا ترجلا من السيارة و دلفا للفيلا بعدما تخلصا من الحراس....
1
كان جلال جالسا في غرفة مكتبه عندما اقتحم احدهم المكان رفع رأسه بغضب لكن سرعان ما تحول لرعب وهو يرى الشبح يقف امامه بشموخ و قسمات وجهه تكاد تحرق المكان من الغضب.
جلال بخبث :
- الشبح بنفسه جاااي ليا منور يا باشا.
قبض على يده بعنف و قد احتضنت جهنم عيناه و فجأة انقض عليه يلكمه و يركله بعنف و يصرخ بعصبية :
- جتلك الجرأة ازاااي عشان تحط جاسوي فقصري و تاخد سيليا مني.
جلال بضحكة شريرة رغم المه :
- ههههههه مفيش حاجة تصعب عليا يا شبح.
اياد بجدية وهو يبعد رعد عنه :
- رعد سيبه هو بيحاول يستفزك متسيبوش يوصل ل اللي عايزه.
ابتعد عنه فسقط جلال على الارض يتأوه بألم ركله رعد في بطنه و قال بتهديد :
- ابقى فكر تقرب من مراتي و انا هربيك.
جلال بصدمة :
- مراتك.
ابتسم و لم يرد بل استدار ليغادر و خلفه اياد....كادا يخرجان لكن جلال وقف و اردف بغضب و عصبية :
- مستحيل تكون ليك و انت اصلا السبب فحالتها.
توقف مكانه و لف رأسه له اقترب منه يغمغم بحدة :
- تقصد ايه.
تأوه الاخر وهو يضحك بألم فجذبه الرعد من ياقة قميصه صارخا :
- تقصد ايييييييييه !!!
نظر له جلال و همس بحقارة :
- سيليا اتعمل بسبب شخص خبطها بالعربية من 5 سنين....و الشخص ده هو انت يا رعد !!
بقلم فاطمه احمد
يتبع
ماتنسوش تصلوا علي النبي