رواية العشق الاسود الفصل السادس عشر 16 بقلم فاطمه احمد

رواية العشق الاسود الفصل السادس عشر 16
بقلم فاطمه احمد


لحظات كانت كالكوابيس....ارتفعت فيها انفاسها بدرجة رهيبة و اهتزت عيناها بسرعة و كأنها لن تبصر ثانية !!
كأنها داخل معركة شرسة الخاسر فيها معروف....
ابتعد عنها فجأة عندما شعر بتحجر جسده افاق من نشوته و طالعها وهي تنتفض بخفة و دموعها شلالات تغرق كل ما يعترض طريقها....
اقترب منها و تمتم بقلق :
- سيليا مالك.
لم تجب بل اخفت وجهها بين يديها و كلام نورهان يعود في ذاكرتها عن تعذيبه لعشيقاته و رميه لهن بعد اخذ ما يريد....هي لا تريد ان تكون كالتي سبقنها !!
- اب...ابعد.
نطقتها بتلعثم محاولة التنفس فرفع الغطاء ووضعه على جسدها الشبه عاري و بدون ان يدري ضمها لصدرها بحرارة هامسا :
- خلاص انا مش هجي جنبك ومش هلمسك بس اهدي تمام....اهدي.
شعر باستكانتها بين ذراعيه نظر لها من الاعلى وجدها مغمضة عيناها بسكون فزفر بضيق و غادر الغرفة...
دخل لمكتبه و هنا صرخ بعصبية مريرة :
- انت ازاااي تعمل كده ازاااي.
تحدث العقل فجأة :
- انت لم تخطأ هذه زوجتك و من حقك ان تأخذ منها ما تشاء !
القلب بسخرية :
- تقصد عقد الزواج الذي جعلتها توقع عليه دون علم ؟!
العقل بهجوم :
- المهم انها زوجته !
رعد مؤيدا لعقله :
- اه بالضبط سيليا مراتي.
القلب باستياء :
- و هل تعتقد ان ملاك مثلها تستحق ان تكون لمجرم !! انت اقل بكثير من ان تحصل عليها.
هتف العقل باستهجان :
- هه لا يهم.
اجاب القلب محتجا :
- بلا يهم توجد نساء كثر فلتذهب اليهن و تدع هذه المسكينة.
1
- مستحيل !!
قالها رعد بنبرة مميتة فأردف القلب بمكر :
- لماذا تريدها هي ليس فتاة غيرها و لماذا فقدت السيطرة على نفسك و حاولت التقرب منها.
العقل بدفاع :
- انه رجل كسائر الرجال و لديه رغبات و خاصة انها زوجته.
تحدث رعد بشرود :
- طب انا بعدت ليه....مخدتش منها اللي عايزه ليه.
ببساطة لانه مريض....يخاف من ان يؤذيها مثل الاخريات.....يعاني من مرض نفسي و يرفض الاعتراف بذلك !!!
4
مسح على شعره و لمعت عيناه فجأة وهو يتذكر طفولته مع والده و زوجته.....
ليغرق في بئر لطالما حاول انقاذ نفسه منه لكن في كل مرة يعود و يغرق اكثر من ذي قبل....!!
_________________
في شقة لين.
جالسة على الاريكة تحمل هاتفها و تتمنى اتصاله لتتحقق امنيتها و تلمع شاشة هاتفها ب اسم - جلال -
ابتسمت و فتحت الخط قائلة برقة :
- جلال ازيك اا...
قاطعها بجمود :
- مش كويس.
عقدت حاجباها و تسائلت باستغراب :
- ليه في ايه ؟
تحدث جلال بنبرة حادة بعض الشىء :
- في ان حضرتك متهاونة و مش ناوية تجبيلي ام الورق.
ابتسمت لين بسخرية منه كالعادة لا يتصل بها الا لمصلحته وهي التي كانت تعتقد انه اشتاق لها مثلما فعلت هي...
قطع الصمت صوت الحاد وهو يسأل مجددا :
- روحتي فين يا هانم ها امتى ناوية تجيبي الورق.
لين بضجر :
- جلال انك تدخل لمكتب الشبح ده مش سهل خالص و انا مش مستعدة اضحي بحياتي عشان كام ورقة اقولك خلي اي حد من رجالتك يجيبه انما انا لأ.
صاح جلال بانفعال :
- ازاي يعني ده لعب عيال ولا ايه ثم انتي من امتى بتقولي لأ على كلامي.
لين ببرود :
- من دلوقتي ، يلا انا هقفل دلوقتي و اه ياريت مترنش عليا ف الوقت المتأخر ده تاني باي.
اغلقت الخط و قذفت الهاتف على الطاولة متمتمة بحنق :
- عمره ما هيكلمني كويس انا زهقت منه اقسم بالله و ااا..
قطع كلامها رنين هاتفها نظر بملل لاسم المتصل و سرعان ما ابتسمت عندما قرأت اسمه حملت الهاتف و فتحت الخط :
- اياد.
- عيونه.
همس بها في حب و اردف :
- وحشتيني اوي يا لينو.
لين بابتسامة :
- كداب.
ضحك اياد بخبث و تشدق ب :
- ديه الحقيقة والله طب ايه رايك اقولك اني مش قلدر اسيطر على اشتياقي ليكي عشان كده جيتلك وواقف جنب بيتك اهو.
شهقت بصدمة ووقفت ركضت للشباك و فتحته اطلت منه فوجدت اياد جالسا في سيارته و يطل من نافذتها مشيرا له بيده.
ابتسمت بمرارة و نزلت دموعها كم تتمنى ان تكون هذه المعاملة من زوجها ليس من العاشق الذي تخدعه.
افاقت على صوت اياد وهو يقول بثقة :
- ها ايه رايك بالمفاجأة.
لين بضحكة :
- انت مجنون فعلا....
_________________
اما عند جلال فقبض على يديه بعنف حتى برزت عروقها القى الهاتف و صرخ بجنون :
- ال***** ديه ازاي تكلمني كده البنت اللي كانت بتعمل كل حاجة عشان ارضى عليها بقت تعصي اوامري !!
اكمل بتوجس وهو يمرر يده على وجهه :
- في حد لاعبلها بعقلها اكيد بس مش هسمح لمخططاتي تفشل بسببك يا لين.
نهض و اتجه للقبو دخل و طالع صور سيليا التي تملأ الحائط....ابتسم و اقارب منها تلمسها بيديه و همس :
- ياااه يا سيليا انا فرحان جدا عشان فتحتي دلوقتي بتقدري تشوفيني و اكيد هتفتكريني انا اللي فضلت وراكي سنين و فلحظة اختفيتي عني بس رجعت لقيتك يا حبيبتي و مش هسمحلك تبعدي تاني.
اكمل بمكر وهو يحدق بعينيها :
- عارفة يا سيليا انتي كنتي رهان بالنسبالي ولازم اكسبه البنات كلها بتركعلي الا انتي....انتي غير الكل ملاقيتش زيك عشان كده لازم امتلكك و بعدين هخليكي تشتغلي مع البنات اللي بتاجر بيهم هههههههه.
3
ضحك بصوت هستيري ثم خرج غادر الفيلا و ذهب لشقة احدى الفتيات ليقضي معها ليلته كالعادة....
_________________
في صباح اليوم الموالي.
استيقظ و ارتدى ملابسه و نزل للاسفل وجد احدى رجاله ينحني له باحترام و يغمغم بجدية :
- ديه كل المعلومات عن البنت يا جاسر باشا.
تمتم جاسر بهدوء :
- ماشي روح انت دلوقتي.
حلس على الاريكة و فتح الظرف الكبير وجد عدة صور لتلك الفتاة - سارة - و تقرير عن حياتها الذي علم منه انها فتاة في ال 19 من عمرها تعيش في حي شعبي يتيمة الام و والدها متزوج من امرأة اخرى لديها ولدان شاب كبير و الاخر صغير لا يتعدى ال 12 عاما....
انقبضت ملامحه الرجولية فجأة وهو يقرأ اسم المطعم الذي تعمل به انه واحدة من سلسلة المطاعم التي يمتلكها ليغطي بها اعماله في عالم الجريمة....
ابتسم بمكر و حدث نفسه :
- امممم اتاريكي يا سارة شغالة عندي و انا مش عارف بس انتي عاجباني و عجبتني شخصيتك بردو هههههه.
انتصب واقفا و خرج من فيلته اتجه للمطعم المقصود و دلف اليه لمحه مدير المطعم فركض اليه قائلا :
- جاسر باشا نورت مطعمك سعادتك.
هز رأسه بدون مبالاة و تمتم :
- اديني قائمة اسماء اللي بيشتغلو هنا.
امتثل لأوامره و احضر له القائمة جلس جاسر وهو يراجعها حتى لمح اسمها فغمغم بجدية :
- البنت ديه ورديتها امتى.
المدير بعدم فهم :
- بعد 4 ساعات يا فندم ، بس ممكن اسأل انت ب....
قاطعه بحدة مميتة وهو يرمقه بنظرات شيطانية :
- مش عايزها تشتغل هنا تاني تديها حسابها و مشوفهاش هنا مفهوم !!
حمحم المدير و اردف بارتباك :
- ح....حاضر.
نهض واقفا و غادر دون اي كلمة اخرى ركب سيارته وهنا ابتسم بمكر متمتما :
- هنشوف دلوقتي هتلاقي شغل جديد فين يا ســــارة.
_________________
في قصر الشبح.
فتحت عيناها بتعب وتجولت ببصرها في الغرفة نظرت لنفسها وسرعان ماشهقت عندما تذكرت ماحدث ليلة امس.
نهضت جالسة و طالعت جسدها الشبه عاري تجهم وجهها و همست :
- انا ليه رفضته رعد جوزي و من حقه ياخد اللي عايزه....بس انا عارفة اني بالنسباله زيي زي عشيقاته فمش هتفرب بس انا هتفرق معايا كتير....لاني حبيتك يا رعد !!!
سمعت طرق الباب فحمحمت و تحدثت بصوت عالي بعض الشىء :
- احم زهرة انزلي انتي و انا هلحقك.
نهضت بسرعة و دلفت للحمام استحمت و خرجت ارتدت ملابسها عبارة عن قميص ابيض نص كم و بنطال ازرق جينز صففت شعرها ذيل حصان و نظرت لنفسها في المرآة بغرور فهاهي الان تستطيع تأمل جمالها متى ارادت.
تنهدت بعمق ثم فتحت باب غرفتها نزلت للاسفل في نفس اللحظة التي خرج فيها رعد من غرفة المكتب....
تلاقت اعينهما لتغيبا معا في عالم خاص بهم ادرك الشبح الوضع فأبعد رأسه و اتجه. لغرفة الطعام و لحقت سيليا به...
جلسا معا و طوال الوقت كانت سيليا تحاول لفت انتباهه لكنه لم ينظر لها او -هكذا تظن- فهو لم يزح بصره عنها منذ ان جلست امامه !!
انهى طعامه ونهض مجددا كاد يخرج لكنها وقفت و نادته :
- رعد ثواني.....اتجهت له و قالت بتوتر و خجل :
- احم بخصوص اللي حصل ليلة المبارح فانا عايزه اقولك اني مكنتش ااا....
قاطعها بفضاضة و قسوة :
- لا انا اللي كنت هكلمك دلوقتي بصي انا كنت سكران و من عوايدي الاقي بنت اقضي معاها ليلتي و المبارح ملقيتش غيرك قدامي ف..... انتي فاهمة قصدي.
اتسعت عيناها بصدمة و عدم تصديق لتطالعه بضياع لم يمهلها الفرصة للرد بل تحرك من امامها و غادر على الفور....
_________________
ترجلت من سيارة الاجرة و مشت بخطوات مسرعة نحو المطعم ولجت للداخل و قبل ان تمشي خكوة اضافية سمعت مدير العمل يقول لها ببرود :
- رايحة فين.
سارة بتعجب :
- رايحة على شغلي طبعا.
تقوس فمه باشمئزاز و اردف :
- مفيش شغل انتي مرفودة.
انتفضت سارة مرددة بذهول :
- ايييه !! ليه انا عملت ايه ممكن تفهمني.
اجابها المدير باقتضاب :
- معملتيش حاجة يلا اتفضلي خدي فلوسك اهي و اطلعي متخلنيش اتعامل مع اشكال زيك.
1
جزت على اسنانها بقوة ثم القت النقود في وجهه و صاحت بحدة :
- مش محتاجة فلوسك يا قذر وقبل ما تعامل اللي من اشكالنا بص على نفسك الاول يا كلب الفلوس.
خرجت بسرعة و هي تحاول حبس الدموع المتحجرة في مقلتيها مسحتها بسرعة وحدثت نفسها :
- متعيطيش يا سارة انتي محدش يقدر يكسرك و ال **** دول مينفعش تعيطي بسببهم.
على الجانب الاخر.
كان جالسا في سيارته يرسم ابتسامة ماكرة على وجهه رفع البطاقة التي بيده ثم خرج....
اقترب منها و تحدث بصوت جاد :
- انسة سارة.
نظرت له سارة بجهل ولم تلبث ثواني حتى هتفت بحدة :
- انت !! بتعمل ايه هنا.
جاسر بضحكة قوية :
- والله شوفت مدير المطعم وهو بيطردك صعبتي عليا فقولت اجي اساعدك.
وضعت يداها على صدرها و نطقت بتهكم :
- الله على طيبتك....ثم اكملت بتهديد :
- يلا يا اخ من هنا مش ناقصة قرف على الصبح.
جاسر بحقارة :
- وهو في قرف اكتر من اللي زيكو انا مش عارف شايفة نفسك على ايه دانتي متسويش حشرة و....
لم يكمل كلامه بل صدع صوت صفعة قوية على وجهه منها.....!!
يتبع 
🤍ماتنسوش تصلوا علي النبي 🌺



تعليقات
×

للمزيد من الروايات زوروا قناتنا على تليجرام من هنا

زيارة القناة