
بقلم خديجه احمد
نور
الدكتور قال
أفضل في المستشفى
يومين
تحت الملاحظة
سهيله وساره
جم يطمنوا عليا
كنت بتكلم
وأنا مبتسمة
الفرحة واضحة
على وشي:
__بجد
ممكن متتخيليش
أنا فرحت قد ايه
لما كلمتيني
ساره بصتلي
ومدت إيديها
مسكت إيدي
وقالت بصدق:
__وانتي كمان
متعرفيش
أنا قلقت عليكي قد ايه
وفرحت إزاي
لما عرفت إنك بخير
سهيله قاطعتنا
وهي بتضحك:
__خلاص بقى
كفاية مشاعر
هعيط
ساره بصتلها
من فوق لتحت
وقالت بضيق:
__انتي مين؟
ضحكت
وقولت:
__دي سهيله
صاحبتي
ميلت على ساره
وقولت بصوت واطي:
__بس قوليلي
هو انتي
جيتي مع فريد؟
وكملت
بغمزة خفيفة:
__ولا أنا فهمت غلط؟
وشها احمر
وتلخبطت
وقالت بسرعة:
__لا هو
بس لما عرف
إني جاية أطمن عليكي
قال يوصلني
وبالمرة
يعدي على يوسف
بصتلها
وقولت وأنا عاملة بريئة:
__يعني
مفيش حاجة
ولا حتى شوية؟
سهيله ضحكت
وقالت:
__ده لو في امتحان
كان سقط
من كتر ما
مركز معاها
ساره حمحت
وعدلت في شعرها
وأنا وسهيله
ضحكنا
وهي سكتت
ومش عارفة
تبص فين
_______________
مازن
بنت الـ****
ماشي بقى
ملك تعمل فيا كدا؟
تبعت صوري معاها؟
كل ده
عشان مردتش
اتجوزها؟
هوريكي يا ملك
هوريكي كويس ...
خدت مفاتيح العربية
ونزلت .....
وانا الدم .....
بيغلي في عروقي
وصلت تحت بيتها
طلعت .....
وخبطت على الباب
بعنف .....
خبط
ورا خبط
ومفيش رد
باب شقة اتفتح
وواحد من الجيران
طلع وقال بضيق:
__ايه الخبط ده
يا أستاذ؟
ومين حضرتك؟
مردتش
وبصيتله بحدة
وقولت:
__الأستاذة
اللي ساكنة هنا
فين؟
بصلي باستنكار
وقال:
__عزلت
من يومين
الكلمة
لفّت في وداني
زي الصاعقة
وشي شد
والغضب
بان عليا
كأن الدنيا
كلها ضدي
هدى
راحت عند أهلها
مفتاح الشقة
كل حاجة
وقعت
فوق دماغي
قررت
أروح الشقة التانية
وأعمل نسخة
مفتاح جديد
وخلاص
وبالفعل
وصلت
وعملت النسخة
فتحت الباب
بقلب
مشدود
دخلت
ولفيت
بعيني
لكن الصدمة
كانت لما
ملقتش
نور
جوه!!!
_______________
فريد
كنت قاعد
وعصبيتي مش قادرة اتحكم
فيها ...
في رجاله كتير حواليها
وأنا... أنا غيران!
بحاول أثبّت نفسي
لكن مش قادر
وكل حاجة اتدهورت
لما يامن
أخو يوسف
قرب عليهم
وقال بفضول
وهو ممد إيده يسلم ع ساره:
__أهلا، أنا يامن
مكنتش عارف
أسيطر على نفسي
قربت
وقبل ما تمد إيدها تسلم عليه
كنت أنا ممدد إيدي
وقولت:
__أنا فريد، صاحب يوسف
مش متخيل
أنا بعز يوسف قد إيه
وأي حد من طرفه
بصلي باستغراب
ع اللي عملته
وقال بصوت متقطع:
__اتشرفت بيك
ابتسمت له
ابتسامة صفراء كده
مش عارف أنا جبت قلة الذوق دي منين!
قولت بهدوء وأنا
بوجه كلامي لسارة:
— أنا هروح،
عندي شغل…
يلا عشان أوصلك.
كانت هتعترض!
لكن لاحظت نور وهي
بتنغزها عشان
تمشي معايا…
وبالفعل، سلمت على نور،
وأنا سلمت على يوسف
قبل ما أمشي واخدها معايا
ركبت العربية جمبي،
والسكون حواليّا تقيل…
حسيت بعينيها بتتسائل،
بس تجاهلتها.
لغاية ما كسرت
الصمت بصوت حاد:
— هو إيه اللي
انت عملته دا يا فريد؟
ابتسمت بسخرية
خفيفة، وقلت:
— عملت إيه يعني؟
نظرتلي بعصبية،
وصوتها ارتجف شوية:
— ليه كلمت أخو
يوسف كده؟
وقفت العربية فجأة…
قلبها كان باين عليه،
وعيونها فيها خوف
ودهشة، وقلت بحشرجة:
— إيه… كنتي عايزة تتعرفي عليه؟
اتسعت عيونها من
الاستغراب، وقالت:
— مش كده… بس يعني… إنت كلمته بقله ذوق، والراجل ما عملش حاجة!
ضحكت بسخرية
وأنا ببصلها
في عيونها:
— وأنا اللي عملت بقى؟
صمتت لحظة…
وبعدين بصتلي بحذر:
— مالك يا فريد… في إيه؟
نظرتلي بشك،
وبصوت منخفض
وساكن:
— هو إنت غيران؟
كنت حاسس بالغضب
اللي جوايا بيتحرك
بسرعة، بس حاولت
أسيطر عليه
بصيت لها بهدوء، وأنا مركز على الطريق قدامي
قلت بصوت منخفض بس ثابت:
__مش غيران... بس مش بحب حد يقرب على اللي يهمني بالطريقة دي
حسيت جنبها بتنظرلي
بعينين شبه مستغربه ....
لكن حاولت ما أبينش عصبيتي أكتر من كده
فضلت ساكت شوية، ......
وعيوني بتتطلع على الطريق،
لكن قلبي كله مترقب
لأي حركة منها .....
بعد ثواني،
قالت بصوت حذر:
__يعني إنت بتحس بالغيرة؟
ابتسمت بسخرية
خفيفة، وقلت:
__غريبة... إنتي
شايفة كده؟
وبصيت لها مباشرة،
وحسيت إنها عارفه،
بس مش قادرة تقول
كل اللي جواها ....
حسيت إن الوضع حساس، ولازم أكون حذر في كل كلمة هقولها
وضغطت على دواسة
البنزين، بحاول
أحافظ على
برودتي،
رغم كل اللي جوايا.
______________
ساره
مش قادرة أفهم
مشاعر فريد…
ولا مشاعري تجاهه.
فريد شخص محترم،
متربي، شكله حلو،
وجنتل مان بكل
معنى الكلمة.
أي بنت كانت
تحلم بيه. بس…
هل أنا من البنات دول؟
مش قادرة أحدد.
اللي أعرفه بس،
إني لما بكون معاه
بحس بالطمأنينة والسعادة…
زي لو قلبي لقى ملاذه
بعد يوم طويل من الدوشه.
شعور… مش
عارفة أسميه إيه.
يمكن أنا عارفة،
وبحاول أكذب على نفسي…
ومش فاهمة ليه قلبي
بيرقص من غير سبب، ومشاعر مختلطة مش
عارفة أفرزها.
كل مرة أقرب منه… بحس بخوف غريب، وكأني خايفه
أكتشف إن ده أكتر
من مجرد مشاعر ....
بس الايام بينا كتير
وكل حاجه هتبان !....
___________
مازن
مش فاهم إزاي هربت!
ولا إمتى بالظبط…
بس اللي متأكد منه،
إن في حاجة غلط،
ولازم أعرفها ....
روحت البيت،
حطيت راسي
بين كفوفي وحاولت
أفهم اللي بيحصل.
المفتاح اللي ضاع…
أكيد وراه حاجة!
كنت متأكد إني
سبتُه على الترابيزة
قبل ما أنزل… مين أخده؟
هدى!! بس… ليه تاخده؟
وكمان… إزاي عرفت إن نور في الشقة؟
دماغي صدعت من التفكير.
وفجأة، وسط الحيرة… شفت المفتاح!
على الترابيزة…
إزاي ده حصل؟
أنا متأكد إني
دورت وملقتوش قبل كده!
يبقى أكيد…
هدى هي اللي خدته.
هي الوحيدة اللي تقدر ت
دخل وتخرج من البيت، وتاخد المفتاح… وبعدين ترجعه مكانه.
الغضب ملاني
وقررت إني هروح لها
بيت ابوها
واتصرف معاها !!..
____________
نور
روحت البيت
مع يوسف
كنت خايفة
ومتوترة!
أول مرة أدخل
وأنا عارفة
إني متجوزاه
عشان بحبه
مش عشان مصلحة.
دخلت
وكان التوتر باين عليّا،
وهو حس.
وجّه كلامه ليّا
وهو بيقعد على الكنبة
وقال بهدوء:
__تعالي يا نور.
بلعت ريقي
وأنا بفرك في إيدي،
وهو كمل بابتسامة:
متخافيش…
تعالي يا بنتي
مش هاكلك.
ضحكت بحرج
وقعدت جنبه،
ومش قادرة أبص في وشه.
لكن هو رفع وشي
وقال بنبرة دافية:
__متتكسفيش قوي كده.
اتنهد
وكمل بجدية خلت قلبي يدق:
__يمكن مقدرش أحققلك
كل اللي بتتمنيه،
بس أوعدك
إني أكون قد الأمانة،
وأحافظ عليكي
زي ما الرسول وصّانا.
__ولو في يوم
حسيتي إنك شايلة
هموم الدنيا لوحدك،
تأكدي إني هكون جنبك
وفي ضهرك.
لأنك قبل ما تكوني
مراتي،
إنتي حتة مني،
وعمري ما أفرّط فيكي.
قال الكلام ده من هنا…
وأنا دوبت من هنا.
إحساس جميل قوي
الإحساس ده،
الحب.
مكنتش أعرف
إنه حلو بالشكل ده.
بصيتله،
وكانت بصتي
أبلغ من أي كلام:
حب…
فخر…
إعجاب…
كل حاجة.
وأول مرة
أخد بالي
إن عيونه حلوة قوي،
وإنه حنين
أكتر ما كنت متخيلة.
هزّيت راسي
ليّه،
وهو قال بصوت هادي:
__ياريت بقى تاخدي
أدويتك في ميعادها
عشان متتعبّيش.
ضحكت وأنا برد:
__بنساهاا بس…
وكملت بنبرة حزينة شوية:
__يعني مكنتش متعودة
إن يبقى عندي سكر
وأاخد له أدوية.
حط إيده على إيدي،
ولمسته كانت كفاية
تحسسني بالأمان،
وقال بهدوء دافي:
__ده مش عيب يا قلبي،
عادي خالص،
ومتزعليش.
يا ستي أنا
اللي هديكي
وهفكرك بالأدوية
بنفسي…
اتفقنا؟
ابتسمت وقلت:
__اتفقنا.
كملت وأنا بقوم:
_أنا هدخل أغيّر.
وقبل ما أتحرك،
مسك إيدي
وقال بحنية واضحة:
__محتاجين نتكلم.
فهمت ساعتها
إنه عايز يعرف
إيه اللي حصل
وأنا في بيت مازن،
وإزاي روحت هناك.
هزّيت راسي ليه،
وسحبت إيدي بهدوء،
ودخلت أغيّر.
وبعد دقايق خرجت،
وعلامات التوتر ماليّة وشي.
مش عارفة أبدأ منين
ولا أقول إيه…
مش عارفة أحكيله
إن أخويا اللي من
لحمي ودمي
كان عايز يخلّص مني؟
ولا إن أخويا هو
السبب في موت ماما؟
ولا إن أخويا قذر
وبيخون مراته؟
كنت خايفة من المواجهة،
خايفة يوسف يشوفني
بعينه هو…
خايفة يبعد
لمجرد إن أخويا كده.
عارفة إن يوسف
مش بيفكر بالطريقة دي،
بس غصب عني…
الخوف بقى جزء مني.
قعدت جنبه،
وكان باين عليّا
إني مش عايزة أتكلم.
لكن كعادته،
صوته كان هادي
ويطمن وهو بيقول:
__احكي، وأنا هسمعك…
ومش هحكم عليكي
ولا على مازن،
لأني ببساطة
مش ربنا.
ومتخافيش من حاجة
طول ما أنا معاكي.
كلامه كان بيطمن
بطريقة غريبة،
وبيخليني أتكلم
من غير مجهود…
كأن قلبي
لقى أخيرًا
مكان آمن يحكي فيه.
بدأت أحكيله…
مكنش بيدي أي رد فعل
غير إنه كان بيسمعني
ومركز معايا بكلّه.
كنت بين كل كلمة
وكلمة أشهق من البُكا،
أنا جوايا حاجات
كتير قوي اتكسرت بسببهم.
كنت بتكلم،
وكل كلمة طالعة من قلبي
تقيلة وموجوعة.
وهو…
هو شدّني في حضنه،
وقعد يملّس على شعري،
وشهقاتي كانت بتعلى
من العياط.
قولت بين بكائي:
__أنا مش عارفة أعمل إيه…
مش عارفة.
عايزة بابا يعرف
إني مش السبب في موت ماما،
وفي نفس الوقت
مش عايزاه يشوف
إن أدهم ومازن هما السبب.
أنا تايهة…
ومش عارفة أعمل إيه.
وكان حضنه وقتها
مش بس أمان…
كان طوق نجاة
لبنت غرقت
من غير ما حد يحس.
هو فضّل ماسك إيدي،
وبيطبطب على ضهري بهدوء،
وكأن كل لمسة منه بتخفف عني جزء من الوجع.
قلبي كان بيدق بسرعة،
والهواء حواليا كأنه اتجمّد،
بس حضنه خلاني أحس بالراحة،
حتى لو الدنيا كلها ضدي.
بعد شوية، شيلت
راسي من ع صدره،
وبصيت له بعينين ملانين دموع،
هو بس ابتسملي،
ابتسامة صافية، صادقة، فيها كل الطمأنينة اللي محتاجاها.
قلت بصوت ضعيف:
__مش عارفة أبدأ منين…
مش عارفة أقوللك كل اللي حصل…
رد بهدوء:
__خدي وقتك…
احكيلي كل حاجة
خطوة خطوة…
أنا هنا، ومش هسيبك
… لا دلوقتي، ولا بعدين.
وبدأت أخد نفس عميق،
وحسيت إن حتى لو الكلمات طالعة بصعوبة،
هو هيسمعني…
هيحس بي…
هيقف جمبي.
وكانت بداية شعور جديد…
شعور بالأمان، بالحب،
وكأن قلبي بدأ يهدأ لأول
مرة من زمن طويل.
بعد ما شافني
محتارة ومرعوبة
قال برفق:
__نور… اسمعي مني كويس،
انت محتاجة تكون
صريحة مع نفسك الأول.
ترددت وسألته
بعينين مليانة دموع:
__يعني… أقول لبابا كل اللي حصل؟
ابتسم بحنية وقال:
__ده قرارك…
بس نصيحتي ليك،
لو حسيت إنه هيفهمك
ويوقف جنبك، قولي له.
لو خايفة إنه يغضب أو الوضع هيبقى أسوأ، استني شوية…
خلي أول خطوة تكون لنفسك،
بعدين فكري تحكي ولا لأ.
حسيت كلماته
بتطمن قلبي،
كأنه بيساعدني
أشوف الصح من
الغلط وسط كل الحيرة
اللي انا فيها.
الفصل الرابع والثلاثون من هنا