رواية في ظلال القضية الفصل العاشر 10 بقلم ملك سعيد

رواية في ظلال القضية الفصل العاشر 10
بقلم ملك سعيد 

__________________

جاء الصباح بأحداث جديدة 
يمكن أن يقلب حياة ابطالنا رأسًا على عقب

___________________

جالسة بغرفتها تتذكر كيف اجبرها إياد أن توقع على اوراق زواجهم بتهديد السلاح 
ودموعها تنساب على وجنتيها بحزن 
فكيف له أن يأخذ قرار زواجهم بهذه الطريقة حتي بدون أن يأخذ برأيها 
وبتصرفه هذا عرض حياة أهلها للخطر 
فإذا علم المجهول بزواجها من إياد فسيؤذي أهلها بالتأكيد .

جاءها إشعار على هاتفها ينبأها بتلقيها رسالة 
فمدت يدها وحملت هاتفها من الطاولة المجاورة للسرير 
وفتحت هاتفها لتري رسالة من رقم مجهول ففتحتها 
وقرأتها حتي اتسعت عيناها خوفًا
حيث كان محتوي الرسالة هو

(بعد ساعة هكون مستنيكي في العنوان ده ولو اتأخرتي دقيقة زيادة هخلص علي اهلك)

كانت الرسالة مبعوثة من المجهول 
مع وجود عنوان المكان الذي ستذهب إليه .

بعدما قرأت الرسالة نهضت بسرعة وهي تشعر بخوف شديد على أهلها اذا تأخرت على هذا المجهول فبالتأكيد سيؤذيهم ، اتجهت لخزانتها واخرجت ملابسها بسرعة لكي تقابل هذا المجهول 
ولم يأتي لها فكرة أن تخبر إياد بهذه الرسالة 
وهذا ما سيسبب لها بعواقب وخيمة .

________________

كانت ريم تتحدث بهاتفها مع صديقها عدي قائلة بعتاب: 

" معقول كل المدة دي و متسألش فيا يا زفت "

رد عليها الآخر قائلًا بسخرية:

" على أساس إنتِ اللي هارياني رسايل ولا اتصالات كنتي عبرتيني علشان اعبرك؟! "

ردت عليه ريم قائلة بحنق: 

" اتفوخس على دي صحوبية هو مين اللي لازم يطمن على التاني مش إنت؟! "

ضحك الآخر قائلًا بابتسامة: 

" خلاص يا ستي أنا آسف اني مسألتش عنك اليومين دول مع انك عارفة اني مشغول مش زيك فاضية "

اتسعت عيناها بصدمة من سخريته عليها 
فهو يري أن لا عمل لها و تجلس بمنزلها و تشاهد شاشة التلفاز وتأكل الوجبات السريعة .

فردت عليه بصراخ صم أذنيه او كما نعرف به الردح:

" نعممم يا عنيا!! أنا ريم عزام يتقالي إنتِ فاضية 
لا يا بابا ده أنا مشغولة لدرجة اني هقفل في وشك حالًا "

وبالفعل أغلقت المكالمة بوجهه فهو وللحق استفزها كثيرًا و أخرجها عن شعورها
مدت يدها وأمسكت فنجان قهوتها الساخنة ترتشفه بإستمتاع حتي فتحت عيناها بإتساع متذكرة اتفاقها مع جواد بلقائه اليوم لكي يتحدثوا بشأن القضية 
من خلال ما توصلوا إليه من حديثهم مع رحيم .

نهضت بسرعة وارتشفت بعض من قهوتها على عجل حتي لسع لسانها من سخونة القهوة فصرخت من وجعها 
وظلت تسب بجواد الذي ليس له ذنب بما حدث معها لكنها ومن أول لقاء لها معه في مديرية الأمن 
او هكذا ما تظن و اصبحت تسبه بكل موقف سئ تمر به .

وضعت فنجان قهوتها على الطاولة الموضوعة بالصالة ودلفت إلى غرفتها لتحضر نفسها لمقابلة المغرور جواد .

__________________

كانت العائلة مجتمعة على طاولة الطعام يتناولون وجبة الإفطار في جو ملئ بالمرح فكيف يكون الجو هادئ بوجود غيث .

كان جواد يتذكر ريم ومواقفه معها 
ويبتسم كلما تذكر طريقة حديثها ولسانها اللاذع 
معه بالتحديد ، فهو وبالرغم من أن حديثها و طريقتها معه تستفزه وبشدة إلا أنه يحب أن يستفزها لكي يري ردة فعلها .

كانت والدته تتابعه بأعين ضيقة ويراودها شك أن ابنها يفكر بالفتاة التي يحبها 
وكذلك زوجها كان يتابعها بيأس لأنه يعلم ما يدور بعقلها من أفكار .

قطع صمت اللحظة صوت صلاح موجهًا حديثه لغيث و مروان قائلًا بتساؤل: 

" اللواء عاصم قالي انكم هتبدأو بمهمتكم الجديدة انهاردة مش كده؟! "

رد عليه مروان قائلًا:

" ايوا انهاردة هنبدأ "

أماء له صلاح ثم سأله بخبث: 

" وسمعت كمان إن غرام هتكون معاكم في المهمة؟؟ "

كان مروان يرتشف الماء و عندما سمع بإسم غرام سعل بقوة وكاد أن يختنق فذكر اسمها يخنقه فماذا سيحدث له عندما يراها .

نظر له الجميع بدهشة من حالته المفاجأة بعدما سمع سؤال والده لكن اثنان فقط من فهموا السبب 
وهما غيث الذي يعلم بكره مروان لغرام لأنه يراها فتاة مغرورة لا تستحق أن تشترك معهم بالمهمة
و جواد الذي يعلم كل تفصيلة إن كانت كبيرة او صغيرة في هذا القصر .

سأل صلاح مروان إن كان بخير واجابه الآخر بنعم وهو ينظر إلى غيث و جواد الذين كانوا يبتسمون له بخبث 
بضيق شديد .

نظر جواد لساعة يده وتذكر حديث ريم عندما اخبرته انها ستلتقي به غدًا في مكتبه وعندما اعترض جواد الأمر صرخت بوجهه قائلة: 

"أنا مباخدش برأيك اصلًا "

فوقف مستأذنًا من عائلته بأن لديه عمل هام و عليه الذهاب 
وخرج من القصر متجهًا لسيارته و صعد إليها ، وتحرك بالسيارة صوب وجهتهم .

__________________

تجلس على طاولة الإفطار مع عائلتها شاردة تتذكر اعتراف رحيم لها بحبه 
فهي من الأمس لم تنم ظلت مستيقظة تتذكر حديثه معها واعترافه لها الذي صدمها و بشدة 
وعاتبت نفسها كثيرًا أنها لم تصرخ بوجهه وتخبره أنها تكرهه ولا تريده بحياتها وأنها فقط تريد أن تنتقم لقتل شقيقتها .

كان والديها كلا منهم شاردين بعالم آخر يتذكرون ابنتهم سالي غافلين عن حالة سارة التي تعاني من تخبط مشاعرها .

جاء لسارة رسالة على هاتفها اخرجتها من شرودها فأمسكته بيديها ووجدت رسالة مبعوثة لها من رقم رحيم ففكرت أن تتجاهلها لكن فضولها اجبرها على رؤيتها وعندما قرأت محتواها توترت بشدة 
حيث كان محتوي الرسالة .

(سارة لازم نتكلم وتسمعيني أنا ليا الحق اني ادافع عن نفسي قدامك وافهمك إيه سبب خناقتي مع سالي 
وكمان اقولك على آخر مستجدات القضية اللي وصلولها الضابط جواد و المحامية ريم بخصوص قاتل سالي
فياريت اشوفك بعد ساعة في العنوان ده وياريت مترفضيش وتسيبيني مستني زي ما استنيتك كتير قبل كده)

فكرت سارة بأمر ذهابها لمقابلته فتتردت بالموافقة لكنها اضطرت للموافقة مقنعة نفسها انها ستقابله فقط لكي تعرف مستجدات القضية لا أكثر .

نهضت من كرسيها وأخبرت والديها أن لديها موعد مع إحدى صديقاتها ويجب أن تذهب لكي تلقاها 
فوافق والديها بعدما القوا عليها بعد النصايح 
بأن تعتني بنفسها جيدا ولا تتأخر عن الرجوع .

فوافقت سالي ودلفت غرفتها لتجهيز نفسها للقاء رحيم . 

_______________

دلفت ريم كعادتها إلى مكتب جواد بكل حماس 
دون أن تطرق على الباب كما اعتادت في المرات السابقة لم يرفع جواد رأسه عن الملف الذي بيده لأنه يعلم هوية الشخص الوحيد الذي اخترق قوانينه 
واخترق خصوصيته ودخل لمكتبه بدون إذن ومن غيرها ريم السخيفة .

جلست ريم بالكرسي المقابل له دون إلقاء تحية الصباح 
ووضعت قدم فوق الأخري بكل غرور تطالعه ببرود مصطنع 
رفع جواد انظاره لها عندما ساد الصمت في المكتب وهذا الذي استغربه فريم ثرثاره للغاية ولا تصمت في العادة على حسب معرفته بها .

نظر إلى جلستها برفعة حاجب ووضع الملف على المكتب سائلًا إياها بسخرية: 

" إيه ده انشاء الله؟! "

نظرت له ريم باستغراب قائلة:

" مش فاهمة قصدك؟! "

أشار لها جواد بإحدي أصابعه جهة قدمها الموضوعة فوق الأخري بصمت
فنظرت ريم إلى ما يشير وانزلت قدمها بسرعة فإبتسم جواد لأنها اطاعته بدون اعتراض لكنه صدم عندما وجدها تضع القدم الأخري بدلًا عن الذي أشار لها بيده .

فكاد أن يلقي عليها وابل من السباب بسبب تصرفها المستفز إلا انها اوقفته قائلة له ببرود: 

" مش وقتك والله اصلًا أنا مصدعة من الصبح ومش طايقة نفسي فإسمعني وإنت ساكت "

قبض جواد على يده بغضب مكتوم من لسانها اللاذع فتابعت ريم حديثها متجاهلة غضبه الواضح على ملامحه قائلة:

" بص بقي أنا خططت كويس علشان نكشف القاتل وأول حاجة وصلتلها في الخطة هي انك لازم تحط ناس يراقبوا معاذ كويس ويعرفوا كل تحركاته علشان نقدر نمسك عليه أي دليل و...."

قاطعها جواد بإشارة من يديه أن تتوقف عن الحديث قائلًا لها بابتسامة واثقة : 

" وإنتِ مفكراني هستناكي لما توصلي للفكرة العبقرية دي وأنا مش هتصرف من نفسي و احط رجالة تراقبه يا ست الفاهمين؟؟ "

نظرت له بسخط و كادت أن تصرخ بوجهه بسبب سخريته من أفكارها العبقرية إلا أن صوت رنين هاتفه اوقفها عن الحديث .

امسك جواد هاتفه ثم ابتسم عندما رأي أن المتصل إحدي رجال فريقه الذي آمرهم بمراقبة معاذ .

فرفع نظره لريم التي تتابع ابتسامته بفضول قائلًا لها بفخر: 

" واحد من فريقي اللي عينتهم يراقبوا معاذ بيتصل بيا"

تهللت اسارير ريم واشارت له بالرد بسرعة 
وبالفعل رد جواد على الهاتف وقبل أن يسأله عن ما توصل له أجابه الآخر قائلا بسرعة: 

" جواد باشا الواد اللي قولتلنا نراقبه دلوقتي هو في محطة القطر وحجز تذكرة على الصعيد "

عندما اسمتع جواد لحديث الرجل وقف بسرعة هاتفًا بتحذير له: 

" إياكم تغفل عينيكم عنه واعملوا كل اللي تقدروا عليه علشان ميسافرش وأنا جاي في الطريق "

اغلق جواد الخط ناظرًا لريم التي تتابعه بقلق قائلًا لها بسرعة: 

" معاذ حجز تذكرة للقطر علشان هيسافر الصعيد 
واحنا لازم نمنعه "

انهي حديثه متجهًا خارج غرفة مكتبه 
لكي يلحق بمعاذ قبل سفره 
ولحقته ريم عندما استوعبت حديثه راكضة خلفه لكي تذهب معه .

__________________

بمكان مهجور واسع تقف لين و تتلفت حولها بخوف و توتر تبحث عن ذلك المجهول الذي أخبرها انه سينتظرها بهذا المكان .
شعرت بأنفاس تحرق عنقها فإلتفتت بفزع وخوف شديد ورأته أمامها لكنه كان يرتدي قناع باللون الأسود .

تراجعت بخطواطها للخلف قائلة له بخوف: 

" إنت إنت عايز مني إيه؟! وفين بابا وماما؟! "

رنت ضحكات المجهول بالمكان حتي سمعت صدى ضحكاته يتردد حولها .

نظرت له بخوف أكبر عندما رأته يقترب منها ويمد يده يتلمس وجهها الناعم قائلًا بهوس:

" اهلك إيه دلوقتي خلينا نستمتع باللحظة دي وبوجودك معايا اللي بتمناه من زمان "

تراجعت لين عدة خطوات أخرى خوفًا من تقربه منها قائلة له بتساؤل وخوف شديد فهي بالكاد تقف أمامه مسيطرة على قدميها من الانهيار: 

" إنت إنت مين؟! "

بسط الآخر يديه بتلقائية قائلًا لها: 

" وأنا مش هخبي هويتي عنك أكتر من كده عايزة تعرفي أنا مين؟! "

أماءت لين رأسها بموافقة وهي تتمسك بطرف ملابسها بخوف .

إما الآخر فقال لها:

" وأنا هعرفك أنا مين "

رفع المجهول يده لكي يزيل هذا القناع الأسود 
الذي يمنع لين من رؤية وجهه ومعرفة هويته 
وعندما أزال القناع .

أتسعت أعين لين بصدمة وعدم تصديق قائلة بصوت مرتجف من الخوف والصدمة:

" إياد!! "

__________________  

كانت غرام بصالون التجميل مضطرة ف حسب الخطة 
أن غرام عليها أن توقع رئيس هذه العصابة 
بحبها لكي تأخذ منه اعترافًا كاملًا عن جرائمه 
وها هي تجلس بصالون التجميل وحولها عدة فتيات 
منهم من تصفف شعرها ومنهم من تضع لها طلاء الأظافر والآخري تضع لها ماسك للبشرة .

لم تكن تتخيل أن تأتي لهذا المكان يومًا ما ف غرام 
لم تكن مثل باقي الفتيات من يهتمون بالموضة ولا بمستحضرات التجميل 
فكانت ترتدي دومًا ملابس مشابهه لملابس الرجال 
واليوم وللأسف الشديد ها هي تجلس بهذا المكان 
التي لم تحلم أن تعبر بجانبه يومًا .

يتبع.......

_________________





                                 الفصل الحادي عشر من هنا 


تعليقات
×

للمزيد من الروايات زوروا قناتنا على تليجرام من هنا

زيارة القناة