رواية الرائد الذى أسرني الفصل السادس 6 بقلم نور كرم


رواية الرائد الذى أسرني الفصل السادس 6
بقلم نور كرم


- قصدك" هند بدر الشامي "!؟ 
هتف بعيون جاحظه، لـ تقضب الاخرى حاحبيها بتعجب قائله: 
- هو حضرتك عارفها يا باشا!! 

لم يجيب بل ظل صامتًا وشاردً أمامه، حتي طـُرق باب مكتبُه فجأة! دلفٍ الحارس بعد ان قدام التحيه باحترام وقال: 
-" سيف" باشا تم التحفظ علي "شريف الجراحي" 
زي محضرتك أمرت!!! 

قضب حاجبيه وهدر متعجلاً: 
- هو فين يبني!!!  

- بره يا فندم!! 
هتف العسكري باحترام، لـ يتنهد الاخر وجلس فوق مكتبه قائلاً بأمرٍ حاد: 
- دخـلـهـولـي بـسـرعـــــه!! 

رمق "ميرنا" امامه والتي تحدقه بنظرات اعجاب جريئه، لـ يبتسم بسامجه قائلاً: 
- تقداري تتفضلي دلوقتي يا ميرنا.... وهتصل عليكِ مره تانيه!! 

رفعت حاحبيه بتنهيده عميقه، واقفت من مرقدها وهتفت بهدوء وهي تميل على مكتبه بدلع: 
- تحت امرك يا باشا...!! 

ومن ثم دلفت خارج المكتب تحت انظاره... 
دلف بعدها العسكري، وعو يمسك "شريف"  المذعور بعنفٍ من ليقة ملابسه... ترتسم علي وجهه معالم الدهشه والرعب 
لـ يرمق العسكري تاره والظابط تاره أخرى. لـ يقطع الصمت بينهم هو مردفًا بتلعثُم: 
- خـ.... خير يا بااااشـ... شا جيبني هنا ليه هو انا عملت حاجه!! 

كان يرمقه الاخر بعيون حاد... حتي وقف من جلسته بوقاره المعتاد... وخطىّ إليها ببطئ قاتل... لـ يتعرق الاخر بخوفٍ وتلهث انفاسه وهو يرمق عيناه الحاده بذعر! مال عليه الاخر وهو يرمقها بنظرات ناريه قائلاً بفتور: 
- "هند الشامي"  فين يا شريف!؟ 

فك محياه الاخر بصدمه وهو يرمق عينه الحاده بذعر جلعه يذدارد ريقه قائلًا بانفاس متقطعه: 
- هـ... هند... أنا مـ عرفش هي فين!؟ 
أخر مره كانت معايا فيها... روحت الحمام رجعت لقيتها اختفت معرفش هي راحت فين!! 

رفع الاخر حاجبيه وتنهد بعمق لـ يزفر ما داخله بضيق، رمقه ببرود وغمغم امام وجهه بهدوءٍ مريب:
- إزاي مش المفرود أنها خطبتك... إزاي... متعرفش هي فين!!؟ 

تلعثم الاخر في الردّ مرةٌ أخرى هاتفً بتبريرٍ لموقفه : 
- يـ.. ياباشا.... انا وهي سبنا بعض من ساعتها... حتي هي اتصلت وقالتلي انها مخطوفه انا مصدقتهاش.. عشان افتكرتها مش عايزه تشوفني تاني قومت بعدت عنها... منا اكيد. مش هرمي نفسي عليها!

قاطعه الأخر بغضبٍ وفحيح: 
- بقولك إيـه يلااا... إنت مش هتحكلي حكايتك يا روح امك!... هو الطبيعي ان حد يتصل عليك يقولك مخطوف يبقا بيضحك عليك... متعقلهالي كده يا نوير!!!!؟ 

اخفض الاخر راسه بخوف، وبداءت عيناه بسيل الدموع لـ يهتف بيأسٍ وتبرير أخر: 
- والله العظيم يا باشا... وقسمٍ بالله ده اللي حصل هند وقتها اختفت.. ولما كلمتها قالتلي انا مخطوفه... أنا اصلا من ساعتها مروحتلهاش ولا اعرف عنها حاجه أنا حتى قلعت الدبله أهو يا باشا!! 

تنهد الاخر بعمق ثم زفر بضيقٍ، لـ يقترب منه بخطىّ وئيده  وواضع يده فوق كتفه قائلاً بفتورٍ حاد: 
- خالي بالك الف والدوران مش هيفدوك بحاجه... ولو عرفنا حاجه عنك هجيبك وهحسبك... وحسابك هيبقا الضعف... فلو في حاجه في عبك قولها احسن!!! 

- والله يباشا معرف هي فين ولا عايز اعرف حاجه عنها... طب إنت عارف هي لو مراتي هطلقها..! 
هتف بتبريرٍ أخر، لـ يزفر الاخر بحنق ظل يرمقه بتقزاز فهو ليس رجلاً فهو فقط شبيه الراجل من يكن يملك ملاك مثلها ولا يحتل العالم من اجلها!؟،تنفس الصعداء وهدر بحده : 
- يا عسكري!!! 

- أمرك يا باشا!! 
هتف بحترام،  لـ يرمق سيف  الأخر بحده قائلًا بأمر: 
- فكـلوا إيده... وديلو حاجته خليه يمشي!! 

مال الاخر علي يدها يقبلها قائلاً بنبّره شاكره: 
- شكرًا يا فندم مع السلامه!! ووعدك انك مش هتشوف وشي تاني! 

سحبّ الاخر يده بتقزاز هاتفًا بنفاذ صبّر: 
- خلاص يبني اتكل على الله!!! 

رحل من أمامه فرارٍ... وجلس  الأخر فوق كرسيه بضيقٍ دفن وجهه بين كفيه... يحاول تجميع الخيوط هامساً بعبرات غير مفهومه: 
- هند بدر الشامي... وعزّام الاسعد!!! 
مخطوفه...  دي القضيه اللي مسؤال عنها "على الجبالي" 

- علي الجبالي!!!! 
هتف بصدمه وها الان قد بداءت تتضح امامه الرؤايه، لـ يرجع هاتفًا لنفسه: 
- أيوه.... أيوه... على طلع لسه عايش، وهو المسؤال الوحيد عن قضيه بدر الشامي... محدش يعرف انه عايش غير انا والدخليه... ومع كده لما مر قدام الكمين.. مقلش اسمه المستعار ده طلع ورقه الرسمي.. معنى كده انه كان بيرفع الشبها عنه يعني.... يعني هند مع"على"!!!؟ 
ايوه هند مع "على"  يعني مش مخطوفه دي الكدبه اللي ضحك بيها على الناس عشان... عشان يقدار يحميها من عزّام!!!!! 

جحظت عينه بصدمه كيف لم يفكر بالامر من قبل قد اتضحت الرؤايه أمامه الان!!! 
•         •       •      •
في محافظة الصعيد 
كان ياخذ الغرفه ذهاباً وأياباً.. يطرق يده بعنفٍ رفع هاتفه مرةٍ أخرى لـ ياتيه صوتٍ حاد هادرً بغضب: 
- ألو يا علي... صحيح الاخبار اللي وصلتلي دي إنت إزاي تتجراء وتتستر على مجرمه!!! 

- ياباشا اسمعني البنت دي مش مجرمه دي... بريئه وأنا اقدار أأكدلك ده بنفسي، عزّام الأسعد فاكر انها معاها الورق بتاعه بس الحقيقه ان الورق ده هي خدته فعلاً لكن مقرأتش اللي فيه.....!!
هتف بتبرير واضح عنها، لـيليه صوت الاخر يصيح بغضبٍ أشد: 
- أنـا مالي بالكلام الفارغ ده... إنت عارف كويس اوي عقوبة التستر علي مجرمه... دي متهمه بانها السكرتيره الخاصه لـ عزام الأسعد يعني مشتبه فيها.... يعني إنت بتتستر علي مجرمه..!!!! 

- ياباشا والله مش مجرمه، البنت دي لو مسكوها هيقتلوها خصتًا أنها مش معها حاجه اصلاً لكن كشفتهم!! 
هدر بضيقٍ، لـ يزفر ما داخله قائلاً بقتامه: 
- على ما اظن يا "أبراهيم"  باشا إنك عرفني كويس... وإني مستحيل اخون آمن وطني ابدًا
 لأي دافع، أنا كنت هموت بسبب البلد دي ولولا أن ربنا أرادّ إني اعيش من جديد رجعت تاني!!... وأنا اقوى ومعايا دلأل أقوى بس المشكله إنها تخص عـزّام بس، وللاسف لو راح عزام هيجي غيرو وهيجي بعده واحنا لسه معرفناش مين المجرم الحقيقي!!! 
وهنفضل في المتاهات دي طول عمرنا!!! 

- قصدك إيـه بالكلام ده، إني اعمل زيك ومبلغش السلطه بالي بتعمله!!. 
قال بحده، تنفس الأخر بقوة وكان الهواء مثقلاً عليه هاتفٍ بهدوء جافٍ: 
- أنا "على الجبالي"  يا باشا ابن الواء"شوكت الجبالي"! 
أنا وابويا قدينا عمرنا في مكافحة المخدرات!!.... 
طول عمري الرائد الاعلى بكافأة عن بيقت جيلي... ولو مكنتش أستحق المكانه مكنتش أتكرمت من ملازم اول... لـ رائد مسؤال عن فرقه في القوات الخاصه.... يعني لا عمري فكرت اخونكم...  ولا آخون البلد دي!! انا عارف أن القصه دي مش هتنتهي علي خير... يا هكون شهيد في اخرها... يهكون بتحاسب علي تستري علي "هند"  لكن في الحقيقه يا فندم انا ميهمنيش... أنا مش شايف دلوقتي قدامي غير عدالة الانتقام... وأني لازم أخود بتار كل واحد ضحى بنفسه في القضيه دي وكانت نهايته الموت... في الحقيقه أنا مش بحارب شخص.... أنا بحارب اسطول بحاله وبطولي... 
أنا عارف كويس جدًا إنك مصدقني... وأنك عارف مدي أخلاصي للدوله دي يا عمي.... عشان كده يحضرت المقدام... انا مش بطلب منك، غير حاجه واحده بس تجهيز بسوردات الخاصه غير اللي ضاع وهند معايا!! 

- إنت أكيد اتجننت... كمان عايزني ازورلها ورق... عشان تسافر معاك!!! ده مش تستر بس دي كمان قضيه تزوير!!!؟ 
صاح بجنون،  لـ يليه صوت الاخر بهدوء: 
- مسمهاش تزوير اسمها حمايه بنت غلبانه ملهاش اي ذنّب في اللي بيحصل حوليها... البنت دي لو ماتت ذنبها هيبقا في رقبتِ ورقبتك يا "إبراهيم"  باشا!!

زفّر الأخر بإختناق، فقد لعب"علي" على وتره الحساس!!
لا يستطيع ان يره احد بحاجته... او مسكين بين يدي العداله إلا ولو حررُه!!

تنهد بعمق قائلاً بنبّره خافته: 
- طيب... اما نشوف أخرتها!!! 

- لكن عارف لو البنت دي طلع منها خطر، هكون اول واحد مبلغ عنك!! 
هدر مجدداً بتحذيرٍ صارم،  لـ يبتسم الاخر بفرحه عارمه هـ الان قد وصل الي مراده... تنفس الصعداء وهو يرجع خصلاتها للخلف بهدوء قائلاً: 
- أشكرك جدًا جداً يا فنّدم.... واوعدّك إني هبقا عند حسن ظنّك!! 

- معرفش ليه قلبي حاسس أنه مش مجرد خوف علي بنت بريئه... وانا قلبك ملطوط في الحكايه يبن اخويا!!!
هتف بحيرةٍ وكأنه يعلم بان قلبه قد تدخل بالامر، ابتسم الاخر بفخر فهو لم يمتلك ذكاؤه الخارق سوا من عمه الحبيب وولده رحمه الله... تنهد "علي" بعمق لـ يقول: 
- أتمني إني اكون تحت حسن ظنك... مع السلامه يا فندم!!! 

القى تحيته الأخيره، لـ يغلق الهاتف و بصدره فرحه عارمه "فهي ستاتي معي ولن اتركها وحدها، لن اتركها وحدها مرةٍ أخرى" 

كاد يقفز مثل الاطفال من شدة الفرح، إلا أنها دلفت إليه لـ يرتبك بشده وهو يرها ذادت ضربات قلبه بشده! وحاول التماسك امامها بوقاره وجفاؤه المعتاد؛ أقتربت منه بهدوء ومحياه تحمل ابتسامه متعجبه لـ تقول: 
- خير يا سيت الرائد... شكلك فرحان أوي!؟ 

كيف عرفت ذلك!؟ بانني سعيد أمّ أنني أمام عينها لا أستطيع التحكـم في مشاعري يا ويلتك إنت وقلبك يا علي! 
حمحم بهدوء وهو يشّد كتفايه للخلف، مبتعدًا من امام عينها بهدوء راغم ارتباكه قائلاً بنبّرة أمر حازمه: 
- حضري نفسك يا "هند"  عشان هتسافري معايا!! 

- هنسافر فين تاني!؟ 
هتفت بضجر، لـ يتنهد هو بعمق ملتفتٍ لـ يلتقي بعينها الخائفه قليلاً ثم ردّ بهدوء: 
- هنسافر تـركيا!!! 

(طبعاً ده كله من وحي خيالي، اوعى تفتكري ان في الرائد من القوات الخاصه يعمل كده وياخدك تركيا مدينه الاحلام لاء يا ماما... دي راية للترفيه مش اكتر... فهاتي خيالك البعيد ده وتعالي معايا😂😂😂😂💗) 

•         •           •         •
في القاهره... في مكتب "سيف الاسيواطي" 
وقف من مكتبه بصدمه هـ هو الآن قد تأكدت جميع ظنونه،" علي الاكيد يوردنها.... علي الاكيد يبحثُون عنها وعن "علي" الآن إن علمّ أحدٍ بأنه مزل حيًا سيمّوت بتأكيد... ولكن لماذا!؟ لماذا يخاطر من أجلها! "

سؤالاً يدور بخلده ولا يستطيع الأفصاح عن أجابه غير انه لا يستطيع ظلم احدهم، علي الاكيد تلك الفتاة بريئه 
لم يشعور بنفسه إلا هو يتناول أغرضه من فوق مكتبه، ذهابًا الي الخارج!!! 
وترجل سيارته بسرعه متجهًا الي طريقًا مجهول! 

•            •          •       •

كان يجلس مع صديقه "ممدوح"  على ضفّت النهر... يمرء بجانبهم في مظهراً خلابًا يعكس ضوء الشمس المسلطه عليه 
بطبيعه خاطفة للأنفاس، لـ يخضعُ القلب مسبحانّ للخالق الواهاب"

- وإنتَ هتعمل إيـه دلوجتي يا "علي"!؟ 
هتفت بتساول وهو يكمش ملامحه بنزعاج طفيف من ضوء الشمس المسلط عليه، تنهد علي واقفًا بحيرةٍ تتلبّش بقلبه العاشق لها حدّ الصميم، دلفٍ بمكانً يملأه الظل من ضوء الشمس ، فُك عقدة حاحبيه بنزعاج خفيف وهو يركل احد الاحجار  بقدميه لـ تترنح داخل مياه النيل قائله بحيره: 
-معرفش يا صحبي دلوقتي مش أنـا بس اللي عليا الخطر، هي كمان لو سبتـها هنا هيقتلوها!!! 

- جلبك عاشج يا ولااا يا علي، وطول مانتَ أكده مش هتعرف تفكرُ في حاچه إلا فيها!!! 
هتف بأبتسامه واهنّه، لـ يتنهد الأخر بعمق وزفر ما داخله من ضيقً وكأن الهوا أصبّح مثقلاً علي صدره، هز راسه بيأسٍ وردّ بهدوء: 
- أديك قولتها قلبي، وهو جابني هنا غير العشق... إنتَ عارف لو علي الخوف فأنا قلبي ميت.... اقف في وش الرصاص ومخفش من الموت بل اتمناه... لانه ساعتها هيبقا شرف عظيم... لكن يا" ممدوح " البنت دي خلتني غير خلتني اخاف من الموت.... تصور أن أنا وحش الدخليه 
اخاف من حتت عيله زي دي موصلتش لنّص كتفي!!! 

ابتسم الاخر برحابه وهو يقترب منه قائلاً بعـذرٍ هيـن عـلـهُ ينتشله من وحشة افكاره: 
- هو ده العشج يا صاحبي... طب إنت تصدق إني انا كمان بخاف من "غزل"  
بس بخاف ازعلها بخاف أشوف الكسره في عنيها، ولما وعدتها إني هفضل جنبها وفيّت بده!! 
حكايتك وأعره يا صحبي... من جيها جلبك ومن جيها تانيه وطنك... والاتنين حملهم تجيل علي الكتاف!! 

- يعم هو أنا جيالك تقطمني ولا تقولي اعمل إيـه!؟ 
هتف بضيقٍ وهو يلكزه بكتفه، لـ يترجع الاخر عدة خطوات ضاحكاً بسامجه.. اقترب منه بعدما تنهد بعمق وقال بتساؤل ماكر:
-  بتحبها يولد الجبالي!!؟ 

في تلك الحظه قد دلّفت الاخر بخطىّ وئيده من الخلف، كادت تناديه لولا أن حديثه قد اخرسها وهي تسمعه يقول بعشقً طاغٍ علي عيناه ونبّرة صوته المرتجفه والمحمله بالحب أيضًا: 
- إلا بحبها يا صحبي.... دي نور عيني... بعشقها مش بس بحبها... ومين يشوف عيونها وميسرحش وهي بتحكي الف حكايه وبتشفي الف جرح!! 
ومين ميعملش من اسمها الف قصيدة شعر.. تتلحن علي اوتار العود والكمان.... دي مش بنت عاديه... دي زي متكون ساحره... بنظره واحده بس قدرات تملكني من سنه 
سنه بجري وراها زي التايه اللي ملوش مرسى وهي مش عارفه ومش حاسه.... 
قلبي كان بيتقطع كل يوم وأنا شايفها مع غيري... بس مش قادر ادخل واقولها أنا هنا جنبك وبحبك يا "هند"!! 

هنا قد شهقت بشدة والتمعت عينها بدموع لم تعرف سرها، ولكن لم تترنح انشٍ واحد بقيت تستمع لكلماته وكأنها احد المعزوفات المشهور، التي تطرب قلبها وجعله يرفرف بسعاد لم تعرف لها سبيل من قبّل، سعادة جاهلة مصدرها منذ زمن منذ كانت طفله تلهو بين ذراعيه ولدها الحبيب!! 

تنهد هو بعمق وزفر ما داخله من شوقً عارم ببعض الكلامات العابره: 
- مش عارف يا" ممدوح" ليه حبتها... لكن عارفه ومتاكد إني مش هقدار ابعد عنها!! 
ومش هسامح نفسي لو مُت ومرجعتهاش لاهلها بخير...!! 

- بعد الشر عليك يا صحبي! 
هتف بابتسامه واهنه فقد تأثر قلبه بكلماته فما بلك هي، لـ يعود مسترسلاً بنبّرة مزحه: 
- وبعدين يعم إيه الغّم ده المفرود إني عريس جديد.... ولازم افرح تجوم إنتَ تجي، وتعككن علي اخوك!!؟ 

أبتسم بهدوء وهو يلكزه بكتفه كما يفعل دائمًا، لـ يتالم الاخر هادر بنبّرة مزحه: 
-  آه يعم بجولك عريس جديد جديد... يعني يومين وهدخل حن علي صحبك محناش جدك.... بنحاول نحوش حبّت الصحه دول لحاجات افيد!!! 

ابتسم الاخر بمكر، لـ يلكزه مرةٌ اخر هاتفٍ بهدوء: 
- لاء منا عارف إن صحبي قدها وقدود ولا إيـه، ولا إيـه يا وحش الدخليه!!!؟ 

رافع الاخر راسه بشموخ كـ الصقر مرجعًا كتفيه للخلف وكأنه اسد ينوي علي اصتيد فرسته هاتفًا بثقه: 
- عيب عليك "اخوك ممدوح"  كفيل بنُّص ستات البلد كلتها!!! 

- يا واد يا وحش إنتَ يا واد يا وحش!! 
هتف بمكر وهو ينقض عليه بقوة، محاولاً ممزاحته لـ يضحك الاخر بشده قائلاً من بين لكزات الاخر: 
- آه خلاص... خلاص يا باشا محناش جدك!!! 

ومن بعيد أبتسمت الاخرى بخوفت وترجعات ادرجها بخطىّ شادره، "إذاً لم تكن نظراته إلا عن عمّد... هو يعشقني، لكن كيف ومنذُ متى هذا!؟" فما هذا الصباح وكأنني انقص حيره لـ أزداد حيرةً فوق حيرتي بالأساس... هو وسيم وجميل وقوي وشجاع "وأنا... وحيده وضئيله وقلبي يتمناه!! 
لحظه ماذا قلت" اتمناه!؟ "
أجل وبشده.... أنا معجبه به لا انكر هذا لكن ماذا عن خطبتي ماذا عن "شريف"!!! 

ظلت راسها حائره بين نيران تتشبّت بقلبها وعقلها.... روحها تلهث دون، شعورً منها تنجذب له وبشده.. تشعر بضطراب لمشاعرها علي الأكيد هذا جنون!!! 

اخذ تفكر وتفكر وهي تخطو ولا تعلم إيـن وجهتها حتي... تاره تبتسم وتاره تعبُس... تاره تصل الي حلّ وتاره آخرى تغُـوص في بحر الحيرة من جديد، اخذت تخطوا حتي ارتطم جسدها بجسد احدًا اشد منها بنيه، للاحظه تذكرته هو لـ لكن فتحت عينها علي شاب أخر... وسيم ايضًا ويطالعها بصدمه وكانه وجد الحياة ووقعت بين يده... لقد وجدها هي حوريته الخافيه" هند"!! 

لم يصدق بانها بين ذراعيه تحدق بعينه كما يحدق بعينها الريميه... لم يشعور إلا بشفتاه تبتسم لا ارديًا قائلاً بتوهان أمام عينها الجميله: 
- طول الوقت كنت بشوفك في الصوره،  ولا مره أتصورت إنك حلوه أوي كده في الحقيقه!!!؟ 

قطبت حاجبيها بذعر وهي تبتعد عنه، حاولت ان تلملم شتاتها المبعثره وهي تحاول أن تفهم من يكون، وماذا يقول هذا!؟....ابتسم بهدوء ومد يده لـ يصافحها قائلاً بهدوء: 
- الظابط "سيف الاسيوطي" 
وأنتِ "هند"!! 

لم تفهم من هو حتى الأن، فمزالت شتاتها مبعثره ولكنها لم تتحرك إلا عندما استمعت لـ صوت علي الحاد من خلقها يناديها قائلاً: 
-" هند"!! 

التفتت بذعر، واذدادت ريقها وهي تنظر للاخر بخوف لـ تركض لعلي بخوف وتختبئ خلف ظهره وكانها تحتمي به.... رمقها الأخر بصدمه ولكن تغاطّي عن الامر سريعًا علي الاكيد ستخاف منك!.... اقترب منهم بخطئ هادئه وهو يبتسم بهدوء... لـ يقضب علي حاحبيه بتعجب هو وممدوح " خصاتًا لتوجده هنا لـ يقطع الصمّت بينهم علي الذي هتف بدهشه: 
- "سيف"  إنتَ جيت هنا إزاي!؟ وليه!؟ 

لم يكن ينتبه له فكره الشغال مع تلك الصغيره المختبأه خلفه وكانها تحتمي بولدها.... يدها ترتجف وعينها ترتف بالدموع ولكن قبضت يدها تشتد على قميصه وكانها تبثّ منه الأمان، رفت عينه عدة مرات لـ يرمق "ممدوح"  العاقد حاجبيه "وعلي"  الذي يرمقه بتعجب... تنهد بعمق وهو يبتسم بخوفت قائلاً بهدوء:
- مالـكوا في إيـه!؟  كأنـكوا شفتـه عفريت!!؟ 

ابتسم الأخر بتعجب، لـ يردّ بذهول: 
- لاء ابدًا يخويا.... لجيناك ناطط علينا فجأة خير في إيـه!؟ 
في حاجه بخصوص علي!؟ 

تنهد الاخر وزفر ما داخله بضيق لـ يهز رأسه بنعم هاتفًا باسف  : 
- للآسف آه... على إنت كدبت عليا وعديت من قدام الكمين بكل سهوله مع إني مشكتش فيك!! 
إنت متستر للآسف علي واحده متهمه في اكبر قواضي الامن الواطني فاهم يعني إيـه!!! 

ذادت من قبضتها عليه، وكانها ترجه بان يبثّ داخلها الاطمئنان... وبالفعل... مسك كفها بهدوء بين يده، تحت انظار "ذلك"  المتعجب بالجيها الأخرى لـ يتمتّم على بهدوء: 
- متخفيش يا هند ده صحبي.... أمان!! 

فك تجعيد وجهها الخائف، لـ بعض الهدوء وكانها تعلن بانه نجح باتهديئتها.... ابتسمت بخوفت لـ يبدالها هو بنفس الابتسامه، عاد يرمق "سيف"  بحده قائلاً بفتور: 
- تعالي معايا يا "سيف" انا هفهمك كل حاجه!! 

دلفت للداخل كما طلب منها، تحت انظار ذلك العاشق الأخر... وبعد قليل...! 

- أنا هفهمك كل حاجه، متسميش إني خدعتك بس هند حياتها في خطر... مش هقدار اسيبها لناس دي يقتولها!!! 
هتف بهدوء يحاول تبرير موقفه امامه، لـ يقترب منه لأخر ويضع كفه فوق كتفه بتفهم هاتفًا بهدوء: 
- متقلقش يا "علي"  أنا فاهم إنت عملت ليه كده... من فتره 
كده حطيت بنت في مكتب عزّام وخلتها تقدام علي انها السكرتيره لانه كان عالن وظيفه، وقتها مكنتش اعرف إنك لسه عايش بس... حمدت ربنا إني حطيتها 
المهم الطبيعي من عزّام الـ... "" " إنه حاول مع البنت دي زي اللي قبلها... امرتها تروحله البيت زي مطلب... وسمعت هناك حاجات كتير!!! 

- عرفت مين اللي وراه! 
هدر متعجلاً،  لـ يتنهد الاخرى نافيٌ براسه بأسى ثم قال: 
- لأ للآسف الراجل ده حويط جدًا إنه يتكلم في موضيع كبيره زي دي قدام سكرتيرته الخاصه!! 
المهم أنا اللي جبني النهارده عشان احظرك واقولك أنهم عرفه إنك في الصعيد!!! 

جحظت عينه بصدمه، ولم يفكر إلا  بها اذدراد ريقه بخوف قائلاً بتعجب: 
- إزاي.... لو عرفه إني هنا أكيد هما هيبعتوا ناس عشان يحاولوا يقتلـوا هند واللي معاها!! 

- أيوه ودي الحقيقي... أنبارح رجالة عزّام لقه عربيتك في الشارع مفهاش حد... هو امرهم في ظرف يومين إنه لازم يلقوك ويقتلوك... عشان كده أنا جيت النهارده احظرك!!
هتف بأسف، لـ تجحظ عين الاخر بصدمه، تعالت انفاسه بشده فهو لا يفكر بنفسها مثلما يفكر بها!! 

لكن قد وقف فجأةٍ وهو بطريقه إليها، لـ يوقفه "سيف"  و"ممدوح" بتعجب قائلين في نفس واحد: 
- رايح فين!!؟ 

- أنا لازم اتحرك من هنا حالاً، لو وصلوا هنا ممكن عيلة "ممدوح"  تتأذى... وهند!!  ممكن يقتلوها، وأنا مستحيل أسمح بكده ابدًا!! 
هتف بقتامه، وعينان تشتعل لهيب الخوف والغضب، لـ يرحل من أمامهم تنهد ممدوح بعمق قائلاً بهمس: 
- الله يكون في عون جلبك يا صحبي... اخرت الراجل لما يحب يبجا عامل كيف المجنون!!؟ 

قطب الاخر حاجبيه بستنكار قائلاً: 
- يعني إيـه!؟ قصدك إيـه!؟ 

حرك الاخر كتفيه بيأس قائلاً ببساطه: 
- يعني "على" صحبك بيحب هند... من جيه مش عارف يساير مهمته... ومن جيها التانيه خايف عليها!! 

- بيحب هند!!؟ 
هتف بصدمه وهو يرمق طيفه، لـ يتركه الاخر ويرحل غير مبالاً لما حدث بقلبه المسكين !!! 
•   •     •    •
كانت تجلس برتباك... مزالت تتذكر كلماته... "هو يعشقني لا اصدق هذا، لكن لماذا ومنذو متي هذا!؟؟ 
آه ساجن من فرطِ التفكير بالامر ماذا افعل، أنا سعيده أم مرتبكه فقط لانه شيئًا غريب" آه يا ربي.. أنا اتجننت ولا إيه!! 

صفع الباب بقوة دلفٍ إليها قائلاً بحده وهو على عجله من أمره: 
- هند يلا بسرعه حضري نفسك لازم نمشي من هنا!!! 

ارتجف جسدها من شده الخوف، وهي تلمحه بتلك الهيئه المخيفه من جديد، وقفت تحدق به بعدم فهم لـ يهدر بها غاضبٍ: 
- أنتِ لسه واقفه عندك... يلا البسي بسرعه مفيش وقت!!! 

تركمت الدموع بعيناها بذعر منه... وهي تقول بنبّرة خائفه: 
- هيجوا هنا صح!؟  هيجوا هنا ويقتلوني مش كده!!؟ 

ترك ما بيده بغضب، واتجه إليها قائلاً بحده: 
- ده وقته.... بقولك انجزي  خلصي لازم نمشي!!! 

لم تعرف لماذا تلبّش جسدها بتلك الطريقه ولكنها قد يأست، تغلغت العبرات بمقتلاها لـ تهدر بوجهه بالم: 
- وإيـه الفايده!؟ إيـه  الفايده لما نفضل ننط من حتي لحتى ومن بلد لبلد ليه بتعرض حياتك للخطر ليه!!؟ 
سلمني ليهم وخلاص... أنا تعبت تعبت ومعدتش استحمل تاني!!! 

لم يشعور بنفسه إلا وهو يصفعها علي وجنتها غاضبًا، حتي التفت بوجهه بصدمه.... تلجم لسانه وتلبسته الدهشه ولكنه تغطى عن الامر ممسكٍ بذراعها وهزها بعنفٍ هادرًا بكل ما اتيه من غضب: 
- أنتِ مجنونه..!؟.. اسلمك ليهم بإيدي!؟.... بعد كل ده أنتِ.... أنتِ لسه مفهمتش إني مش قادر!... مش قادر اعمل كده 
دماغك مش جوا راسك، اسلمهم روحي بإيدي واقولهم اقتلوها بس هنقول إيـه مهي البعيده مبتفهمش مبتشوفش.... كل اللي حوليا عرف وهي لسه بتفكر في اللي قفل السكه في وشها ولا عبرها!!! 

- كفايه! 
همست بخوفت يقطر المٍ، لـ يهزها هو بعنفٍ هدرً مرةٍ أخرى: 
- لا مش كفايه... مش كفايه هند!!! 
لازم تفهمي وتسمعي كويس جدًا، أنا مبحبش لعب العيال وإلا وقسمً بالله لكون مخلص عليكِ انا بإيدي!!! 

ارتجفت شفتيها ببكاءٍ مكبوت، وهي تغلق عينها بذعر... شعر برتجاف جسدها أسفل انامله، لـ يستفيق من وهلة ما فعل لحظه ولم يشعور بنفسه إلا وهو ييسحبها لاحضانه... يريد ان يخبئها يريد بان يدخلها بين ثانياً قلبه لو أستطاع... دفن وجهه قي خصلاتها بضعف، بينما مزالت هي ترتجف أسفل انامله.... شدد من احضانه عليها لـ يهمس في اذنها بألم وآسف شديد: 
- أنا آسف... حقك عليا... مش قصدي والله مقصد اجرحك كده بس أنا متوتر... مقدارش اشوف فيكِ حاجه وحشه مقدارش اسلمك يا عبيطه يا ريت لو كنت اقدار يا ريت لو كنت في ظروف احسن من دي... وأنا كنت حميتك بعنيا...!! 

اشتد بكاؤها اكثر وهي تشتد من قبضتها علي خصره، تدفن وجهها بين اضلعه وتهمس بخوفٍ شديد من بين شهقات بكاءها :  
- أنا خايفه اوي يا "علي "...حاسه إني هموت!!!؟ 
مش قادره استوعب حاجه... ارجوك متسبنيش متبعدش عني!!!  

- مستحيل ابعدك عندك يا مجنونتي!!! 
مستحيل اسمح لحد يلمس شعره منك
هتف باخلاصٍ قاطع للنقاش وهو يمّسد علي خصلاتها برفق ، حتي هدأت هي قليلاً وابتعدت عن احضانه ورمقت عينه بعنيان حزينه ذبله من شدة البكاء لـ تقول: 
- وعد!! 

ابتسم بحنوّ شديد، وهو يقترب من جبينها لـ يطبق فوقه قبلـةٍ حنونه سند بجبينه علي جبينها يستنشق انفاسها المضطرابه بين البكاء والاهث قائلاً بهمسٍ صادق: 
- وعد يا مجنونتي!!! 

ابتسمت بخوفت، ولم يعلو شـيئًا فوق اصوات انفاسهم المضطرابه، ولكنه استفاق باخر لحظه متمتمً بهدوء وهو يحرك يده فوق ذراعيها كـ نوعًا من الطمأنينه مغمغم بهدوء: 
- يلا عشان نمشي من هنا.... بس لازم توعدني لاول إنك متعمليش كده تاني فاهمه!!! 

ابتسمت بضطراب، وهي تجفف عبارتها كما تفعل دايمًا، قائله بهمسٍ خافت: 
- حاضر!! اوعدك!! 

قبل جبينها مرةٍ أخرى وهو يغمض عينه بشده، وكانه يحاول ان يبث منها بعضً من الأمان الذي يفقتده هو بذاته، وتمتم بالاخير: 
- حضري حاجتك بسرعه قبل محد منهم يقدار يوصلنا!!! 

هزت راسها بهدوء، لـ يلتفت هو تركـها وحدها، بالفعل جمعت اغرضها البسيطه... واغرضه ايضًا رفعت وسادته بصدفه لـ تجد صوره لها... قطبت حاحبيها بتعجب وهي تتناولها بين اناملها لـ يشق ثغرها ابتسامه فرحه قائله: 
- دي صورتي انا وبابا... دي وقعت مني بس إيـه جبها هـ!!!؟ 

تذكرت بذلك اليوم، عندما طرق بها ورحل دون اعتذار حتي... فقد فقدت تلك الصوره من وقتها، ضحكت بخوفت وضربت رأسها بخفه لا تصدق بأنه يحتفظ بصورتها حتي الأن!!!؟ 

ولكن ليس بشيئًا غريب علي عاشقًا مجنون مثله، أينعتها بمجنونه وهو اشد منها جنونًا!!! 
احتضنها بعمق واشتياق، وقد احتفظت بها بين اغراضها السمينه كما تفعل دائمًا!!! . 

وبعد مرور ساعه قد وادع هو صديقه واهله، وهي أيضاً ودعت بدره والفتاة الصغيره التي كانت تكبي علي رحيلها "وكانها لم تكن تلك السليط الصغيره من قبل" 
ابتسمت لها وقبلتها بحنان ووعدتها بان تلقها مرةٌ اخرى ولكن بظروفٍ أفضل!!! 

وبالفعل قد صدقتها الفتاة وهي تهز راسها بموافقه تعلم بانها صادقه... رحلـوا من أمام الباب ولكن اثناء خرجهم 
قد لاحظه هو بعض الرجال يقتربون من الحي! 

ترجع هو خطوه للخلف وهو ممسكًا بكفها، لـ ترمقه هو بخوف شديد، بدله هو بابتسامه هادئه بمعني اطمأني فأنتٍ معي!! 

مال علي اذونها هاتقًا بنبّره هادئه: 
- اول مقولك اجري.... اجري يا هند !!! 

- وإنت يا علي... أنا خايفه عليك!!؟ 
هتفت بخوفٍ جديد، لـ يبتسم قلبه قبل شفتاه وياخوذ نفسٍ عميقٌ وقال بهدوء: 
- تخافي إزاي بقا بعد خايفه عليك  يا علي دي!؟.... دانتِ تاخفي عليهم هما!! 

ابتسمت بخجل، لـ يبدالها الابتسامه قائلاً بهدوء: 
- انا هعد واحد اتنين تلاته.... أول مقولك أجري أجري!!! 

هزت راسها بالموفقه لـ يبداء هو بالعد، وبالفعل قد هجم عليهم بقوه... ومن بين ضرباته لاحدهم هدر بصوتٍ عالٍ: 
- أجرى يا هـــــــــنـــــــــد!!! 

يتبع 

                   الفصل السابع من هنا 

تعليقات
×

للمزيد من الروايات زوروا قناتنا على تليجرام من هنا

زيارة القناة