رواية بنات ورد الفصل السادس العشرون 26 بقلم رشا عبد العزيز


رواية بنات ورد الفصل السادس العشرون 26 بقلم 
رشا عبد العزيز


-فارس
قالتها بفزع وانتفض قلبها وهي تراه يجلس واضع رأسه بين راحتي يديه اقتربت منه بخطوات سريعة جلست بجانبه لتضع يدها على كتفه تسأله بهلع

-فارس مالك فيه أيه ؟

رفع رأسه ببطء بعد أن سمع ندائها عليه ليلتفت نحوها بعينيه التي شوهت بياضها تلك التعرقات الحمراء 
عيناه الدامعة أرعبتها لتكرر سؤالها

-مالك يا فارس ؟

ليسألها بعين راجية وصوت مهزوز

-انت مش هتسبيني زيها مش كدة ياشمس ؟

اتسعت عينها تسأله بأضطراب

-هي مين دى يا فارس ؟

لتنساب دموعه وهويجيبها بحرقة

-أمي.

وبيد مرتعشة امسك يدها يتوسلها بصوت مجروح

-ارجوك يا شمس متسبنيش أنا والله العظيم بحبك ، بعشقك مقدرش أعيش من غيرك
ثم صمت يكتم آهاته يمسح عينه وأنفه ويقول بكسرة وهو يخفض وجهه

-أنا عارف أني أناني وأنك أحسن مني بكتير أنتي دكتورة وأنا معنديش شهادة 
ليستدير نحوها بسرعة يتمسك بيدها ويقول بلهفة مكسوة

-بس…بس  والله ناجح يا شمس  …مش انت
ثم صمت يلتقط أنفاسه التي بدأت تختنق حتى اصبح يخرج كلماته متقطعة.

-مش انت قولتي الشهادة مش أهم حاجة أهم حاجة…
ثم ابتلع الكلمة بغصه وأخرجها بحرج 
-أهم حاجة الأخلاق

ليبتسم  مستهزءاً  بحزن

-وانا معنديش أخلاق

رفع عينيه الباكية تواجه عينها بأمل يغمضها ويعض على شفته يكتم عبراته ويعاود فتح عينه ويقول مبرراً

-بس والله يا شمس أنا مش وحش ومش زي ما انت شفتيني أنا كنت بعمل كل دا بسببه هو السبب يا شمس هو السبب

ارتجف قلبها وهي تراه ينهار أمامها لتمد يدها تمسح دموعه بعد ان انسابت دموعها هي أيضاً
-أهدى يا فارس 
يدها التي لامست وجنته جعلت أنفاسه تتسارع وهو يخبرها بأنفعال
-هو عاوز يحرمنى منك زي ما حرمني منها 
ثم هز رأسه يسألها متوسلاً 
-بس أنت مش هتسيبني صح …ياشمسي
استمرّت في مسح دموعه وهي تومئ له بالموافقة مرددة
-مش هسيبك يا فارس

ابتسم من بين دموعه وقال:

-هو ليه عاوز ياخد مني كل حاجة بحبها 
حدقت به تسأله مستفسرة

-أنت تقصدك باباك ؟

-ايوة أنا بكرهه …وقلتهاله قلتله انا بكرهك
وعاود مسك يدها وينظر لعينها يخبرها مؤكداً

-شمس أنا مكنتش كده لكن الي شوفته خلاني أبقى كدة

مسحت على وجنته بحنان تسأله

-شفت أي يافارس؟

لينهار باكياً وهو يجيبها

-شفت أمي منت*حرة قدام عينيا

شهقت شمس بصدمة تضع يدها على فمها وتنظر له بأشفاق لكنه باغتها ورمى نفسه بين أحضانها يسند جبهته على كتفها يبكي وجسده يرتعش  بالكامل كما ارتعش صوته من شدة  البكاء تمزق قلبها وانهمرت دموعها تشاركه وجعه لترفع يدها تحيط جسده وتحرك يدها على ظهره

علها تستطيع التخفيف عنه تركته يخرج مافي قلبه رغم ان شهقاته كانت سكاكين تطعن قلبها بألم امتزج بالقلق

ابتعد عنها بعد أن أتعبه البكاء يمسح دموعه لتخبره بحنان

-أحكي يافارس ما تكتمش في نفسك أحكيلي
لتبتعد نحو نهاية الاريكة وتشير له نحو أحضانها نظر حيث تشير ثم رفع وجهه ينظر نحو عينها لتومئ له موكدة

ليتمدد واضعاً رأسه على حجرها بدأت تحرك أصابعها على شعره تحثه على الحديث ويدها الأخرى على كتفه كأنها تؤازره ، اغمض عينه يسرد لها حديث الماضي الذي حفر في ذهنه كنقش بالنار على الخشب

-كانت حنينة ورقيقة اسمها أحلام وهي كانت زي الحلم الجميل كنت بحبها أوي ومتعلق بيها ، كنت عايش معاها احلى حياة بس هو كان بشع كان بيضربها ويخونها كان بيسكر ويفضل يضرب فيها  كان طارق بيسد وداني عشان مسمعش صريخها وهو بيضربها وأعيط وكنت بشوفه وهو بيحاول يدافع عنها بس بابا كان بيضربه جامد لحد مابقت تخاف عليه وتطلب منه انه ميدخلش في خناقاتها هي وبابا
ويوم بعد يوم بقت بتدبل و جسمها بقى ضعيف ودايماً بتعيط ولما تشوفني تحضني جامد وتبوس راسي وكنت بسمع همسها لنفسها وهي بتقول هستحمل عشانكم ، بس هو مرحمهاش لحد بعد ما سكتت خالص مبقتش تتكلم ، قليل اما نسمع صوتها لما كبرت عرفت أنه اكتئاب وفي يوم كان فيه خناقة كبيرة بينهم 
طارق كان في المدرسة وانا كنت عيان ومروحتش المدرسة كان عندي وقتها سبع سنين وصحيت على صوت صريخهم فضلت في أوضتي برتعش وأعيط لحد ما الصوت وقف 
كنت خايف اروح لها لحسن يكون هو لسة موجود ويضربني زي ما بيضربها لكن بعد شوية خرجت بشويش
ورحتلها كان الباب مفتوح وهي نايمة على السرير وشها عليه أثار ضرب وجنبها علب دوا كتير فاضية قربت وندهتلها

-ماما …ماما

بس مردتش عليا هزتها كتير بس مردتش عليا لمست وشها وأيديها بس كان جسمها بارد أفتكرتها نايمة

ليختنق صوته بالبكاء حتى اختفى ليأخذ شهيقاً كبيراً حتى أستطاع أن يخرج كلماته المؤلمة

-افتكرتها نايمة ونمت جمبها حضنتها ولفيت أيدها حوالين جسمي اكنها بتحضني لحد
 مارجع طارق من المدرسة  وشافها واتصل على خوالي وعرفت بعدين انها ماتت شالوني من حضنها بالعافية كنت ماسك فيها ومش راضي يأخذوها مني

صمتت قليلاً ليكمل بحسرة

-بس أخدوها مني مشوفتهاش تاني عارفة إحساس طفل عندة سبع سنين نام آخر مرة في حضن أمه الميتة

ليتنهد بحرقة ويتمتم بكسرة وندم

-يارتني عرفت أن دا انت*حار وعرفت اتصل بحد جايز كانو انقذوها بس أنا غبي كنت فاكرها نايمة

مسحت على شعره برفق وقالت تهدئه

-دا قدر يافارس وأنت طفل كنت هتعرف إزاي 
ثم تسارعت أنفاسه وقال بغضب

-بس هو السبب أنا بكرهه وعمري ماهسامحه هو الي حرمني منها تعرفي ياشمس انابقيت كده ليه كنت عاوزه يشوفني نسخة منه عشان يفضل يتحسر أنا كنت شاطر في المدرسة لكن شفته بيضايق لما باخد درجات وحشة بقيت أتعمد اني اسقط عشان اقهره وهو بيشوف طارق وعلي ناجحين وانا لا ماكنتش بتضايق لمابيقول فاشل في المدرسة لانى عارف ان كون معنديش شهادة حاجة بتحرق دمه كان دايمًا بيقارني بعلي وكان بيرجع مقهور لما يعرف أن وحدة فيكم دخلت كلية
كنت عاوزه يشوفني سكير ومنحرف عشان يفضل يشوف نفسه فيا يشوف الحاجة الي دايما يهرب منها قدامه

أنا مش وحش يا شمس أنا واحد عاش ماضي مش عارف يخرج منه أنا واحد أتأذيت من أقرب الناس ليه
جدو هو الشخص الوحيد الي احتضنني بعدها وخدني معاه علمني التجارة وإزاي أكون ابن سوق بس معرفش

يبعدني عن الحرام كان دايمًا بيقول انت عدو نفسك انت بتنتقم من نفسك
ثم تنهد وابتسم وهو يمسح دموعه

-بس جدو ساعدني من غير مايعرف جدو خلاني أعيش أحلى أيام حياتي من ساعة ما اختارنا لبعض

أنت ياشمس السعادة الي هفضل أشكر جدو عليها طول العمر

توردت وجنتاها بخجل ثم التفت اليها يسألها بقلق

-أنت مش هتسبيني صح ؟

ثم هز رأسه متوسلاً إياها أن تجيبه وتوئد مخاوفه

-مش هتسبيني  ياشمس زي هو ماقال؟

عادت تحرك يدها على شعره وتخلل أصابعها بين خصلاته وتسأله

-طب هوقال أي ؟

وبصوت مضطرب اخبرها بما قاله كأنه يتخيل حدوث مايخشاه

-قال انك هتسبيني بمجرد ما المدة بتاعة جدو ما تخلص وأني بالنسبالك مجرد صفقة ووجودك معايا  عشان الفلوس.

حركت يدها على ذراعه ببطء تقنعه بصدق حديثها

-طب أنت يافارس تتوقع أن تفكيري مادي للدرجة دي ؟

أجابها بسرعة

-لا طبعاً

-يبقى خايف ليه وبتتكلم كأنك واثق اني ممكن أعمل كدة

ليسألها بصوت مهزوز

-يعني أنت مش هتسبيني لأني  معنديش شهادة وأنت دكتورة ؟

أغمضت عينيها تشتم عمها القاسي يبدو أنه حطمه وطعنه في مواضع ضعفه كسر داخله  ودعس على كرامته

يا إلهي لوكانت تكرهه مرة أصبحت اليوم تكرهه ألف مرة  كانت تظن أن بدران قاسي يبدو أن محسن أبشع بكثير

-شمس...

كان ندائه الذي أعادها من دوامة افكارها

-نعم

-أوعي تسبيني أنا بحبك أوي أنت دلوقت أغلى حاجة في حياتي

أبتسمت وكلماته تغزو قلبها كغيث يروي صحراء قلبها وينبت حبه داخل ثنياه حتى يزهر ربيعه الباسم

تراقص قلبها بفرح وهو يغدق عليها بسحر كلماته التي تجعلها أسيرة له بعد أن أنعش  أنوثتها وروى ظمأ مشاعرها
شعرت بثقل رأسه على قدمها فعلمت انه قد غفى أخذت تمسح على رأسه وتزيل آثار الدموع من على عينيه ووجنته برفق وهي اليوم تراه بشكل مختلف بعد أن عرى حقيقة الماضي أمامها وباح بآلامه أمامها 
نظرت له بأشفاق وهي تهمس بكلماتها والدموع تلسع عينيها

-اتحملت كتير يافارس طلعنا متشابهين أحنا الإتنين خسرنا طفولتنا لما خسرنا حبايبنا بين أيدينا

لكن الفرق الي بينا أني كان عندي الي يخفف عني ويطبطب ويهون عليا لكن انت شلت كل حاجة لوحدك وكتمت جرحك  سنين لحد ما اتلوث ولوث حياتك كلها

اخترت طريقة علاج غلط يا فارس وزدت جروح فوق جروحك تصدق أنا حبيتك أكتر 
ثم أبتسمت ساخرة وهي تطالعه بحب

-يخرب عقلك خلتني أحبك غصب عني دخلت قلبي ازاي مش عارفة

ثم تنهدت وقالت وهي لاتزال تمسح على
 رأسه

-كل الي أعرفه أني بحبك

تململ في نومه ليفتح عينه وتعجب بأنه لا يزال ينام على قدميها رفع رأسه ليجدها غافية تسند رأسها على ظهر الأريكة وقد حررت شعرها لتنساب خصلاته تغطي وجهها
أعتدل في رقوده ليزيح تلك الخصلات وينظر لها مبتسماً وينحني يقبل وجنتها و يحاول ايقاظها

-شمس حبيبتي …أصحي يا روحي

مرر يده على وجنتها بحنان يكرر ندائه

-شمسي

فتحت عينيها لتجده أمامها دعكت عينيها بيديها وقالت مبتسمة  الظاهر اني نمت 
ليطالعها بأسف ويقول معتذراً

-آسف يا حبيبتي اكيد رجليكي واجعاكي بسببي

وأكمل يلومها

-مصحتنيش ليه؟. (رشا عبد العزيز) 

-مافيش مشكلة

قالتها مبتسمة

ليحاول أن يمد يده نحو أفخاذها لكنها أمسكت يده توقفه ليقول مبرراً بسرعة

-أنا كنت بس عاوز ادلكها اكيد دلوقت نملت 
لتهز رأسها نافية وهي تحرك يدها على أفخاذها تدلكها

-مفيش داعي أنا اعرف اعملها هي شوية وهتفك متشلش هم لتشهق عندما باغتها يحملها لتقول بدهشة

-بتعمل أيه ؟

-هاخدك على سريرك عشان تنامي

ابتسمت بأستحياء وتوردت وجنتيها خجلاً من هذا القرب لتقول بتلعثم

-أنا كنت أقدر أمشي

-بس يا زنانة ، أحنا وصلنا

ليضعها على السرير برفق كانها كنزه الثمين ثم داعب وجنتها باصابعه ويقول مشاكساً

-عشان تعرفي أن عضلاتي مش فورما على الفاضي

لتضحك على حديثه وتوترت  مرتبكة عندما وجدته يجلس على السرير بجانبها ويمسك يدها يقبلها ويقول بأمتنان

-متشكر يا شمس أنك سمعتيني

نظرت اليه مبتسمة وقالت بصدق

-أنا الي متشكرة يافارس أنك حكتلي وفتحتلي قلبك

ربت على يدها بحب وقال بلسان عاشق

-قلبي ملكك ياشمس

ثم تحدث وهو ينظر داخل عينيها بتمني
  
-وانا النهاردة قدامك كتاب مفتوح ياريت يا شمس يكون أول سطر فيه حكاية حبنا

تحمحمت بخجل وادعت التثاؤب هرباً من عينيها ان تفضحها وتشي له بحبها لتقول تمثل النعاس
-معلش يا فارس تصبح على خير أنا النوم كابس عليا
حرك رأسه بيأس ونظر اليها يعلم انها تهرب منه ليستقيم واقفاً ثم انحنى يقبل جبينها أغلقت عينيها تستشعر قربه
ثم ابتعد قائلاً

-تصبحي على خير يا قمري

رحل مغادرًا يتركها بين أمواج مشاعرها التي اهتاجت كأمواج البحر في ليلة عاصفة تمددت تضع يدها على قلبها علها تخفف من عنف ضرباته وتسأله بخجل

-ليه بتنبض كدة وهو قريب منك أنت حبيته للدرجة دي 
ابتسمت والتمعت عينيها بالحب لترفع يدها التي قبلها تقبلها وتحتضنها ثم تغفو بسلام

أستيقظت صباحاً بكسل بعد ان غازل شعاع الشمس عينها وأزعجها لتفتح عينها بأنزعاج رمشت عينيها عدة مرات قبل أن تستفيق وجدت الوقت قد تأخر وارتكزت الشمس في كبد السماء.    (رشا عبد العزيز) 

نهضت بثقل واتجهت خارج الغرفة ثم ذهبت إلى المطبخ لتشرب كأس من الماء فتحت الثلاجة واخرجت زجاجة الماء  والتقطت قدحًا ثم اتجهت نحو الطاولة لتلمح تلك الزهرة الموضوعة على الطاولة لتحمّلها

واتسعت ابتسامتها وهي تقرأ ما دون على الورقه المعلقة بها.

-شمسي صباح الخير ياجميلة اسف كان عندي شغل مقدرتش استناكي لحد ما تصحي …بحبك

خفق قلبها برضى وابتهجت بحب تقرب الزهرة من انفها وتستنشق رائحتها مبتسمة تبعدها وتنظر لها ثم تعود وتقربها من انفها تعبئ رئتيها برائحتها التي أنعشت قلبها العاشق 

عاد ليلاً ليجدها تجلس امام التلفاز تشاهد احد الأفلام الأجنبية  ومندمجة في المشاهدة ابتسم على اندماجها

وتغير قسمات وجهها مع أحداث الفيلم

-مساء الخير

انتبهت له لتنظر اليه وتقول وهي تعود بنظرها نحو التلفاز

-مساء النور اهلًا يافارس

جلس بجانبها يشاهد ماتشاهد لتتسع بصدمة عيناه وهو يجدها تتابع برنامج تحريات لجرائم مستعصية ليسألها بدهشة

-يخرب عقلك بتتفرجي على أيه ؟

التفتت نحو تخبره

-برنامج تحريات بحب أتابع طريقة البحث والسسبنس

ليرفع شفته ويكرر كلامها مستنكراً

-السسبنس

-افتكرتك بتابعي فيلم رومانسي

رفعت احد حاجبيها ونظرت له بطرف عينها

-لا الرومانسي مش اختصاصي

تبعت كلامها بضحكة استفزته ليحرك رأسه بقلة حيلة ثم نهض يتركها مغادراً نحو غرفته 
ليعود بعد قليل يرتدي بجامة بيتية وجلس يلتقط جهاز التحكم لتهتف بغضب

-هتعمل أي هاته

لتحاول خطفه منه رفع يده عاليًا لترفع يدها تحاول انتشاله وسط ضحكاته التي زادت تحديها لأخذه منه

وهو ينقله ما بين  يده اليمنى واليسرى  وهي تتنقل معه ليخفض يده ويضع الجهاز خلف ظهره وهي لاتزال تحاول ان تخطفه منه تمد يدها حول جسده علها تلتقطه من احدى الجهات وهو يحرك جسده ليتفاداها حتى توقفت وهي تدرك القرب منه لتجد وجهها أصبح أمام وجهه تمام يدها تحيطه كأنها تحتضنه لتسحب يدها وتعود مكانها بحرج تدعي الاستسلام وهي تتمتم بأنفاس لاهثة متوعدة

-ماشي يا فارس مردودالك

قهقه ضاحكاً وهو يلتقط أنفاسه ويعتدل يغير البرنامج الذي تشاهده إلى احد أفلام الاكشن وهو يقول بأنتصار

-أهو الواحد يتابع أكشن أحسن 
امتعض وجهها ومثلت الإزعاج وهي تشيح وجهها بعيداً وتربع يدها امام صدرها بغضب حتى اصابتها الدهشة

وهي تراه يتمدد ويضع رأسه على قدمها لتقول بحنق

-أي دا بتعمل أي شكلك استحليتها يا أبن الجوهري
 
ليمازحها قائلاً

-بصراحة أيوه

ثم سحب يدها يضعها على شعره ويشاكسها

-كملي جميلك
 
زفرت أنفاسها بضيق تستهجن طلبه

-ياسلام دا أنت أخدت على الدلع كمان

-يلا يا مشمش وحياتي

تنهدت بيأس وهي تمتثل له وتبدأ بتحريك يدها على شعره وتخلل اصابعها بين خصلاته  
كان قلبه يخفق بسعادة يتمنى ان لا تنتهي هذا اللحظة ويتوقف الزمن عندها ولم يكن بحالها أفضل من حاله وقلبها يخفق بجنون  ويدها تتحرك على شعره بحنان تروي له قصة حبها له التي تخفيها عنه 
اغمض عينه يتلذذ قربها حتى فتحها على سؤالها

-فارس
 
-أمممم

همهم بها باسترخاء

-أنا عمري ما سألتك على أحلامك الي نفسك تحققها

-ولو قولت لك هتصدقيني؟

-أكيد

اعتدل في جلوسه لتواجه  عيناه عينيها يخبرها بصدق

-يعني لوقولتلك أنك حلمي هتصدقيني

أسبلت أهدابها بخجل واخفضت عينها تود لوتستطيع إيقافه عن الكلام قبل ان تتهور وتعترف بحبه فلم يعد قلبها يتحمل سحر كلماته
 
وضع إصبعه تحت ذقنها ورفعه لتلتقي عيناه بعينيها من جديد ويقول لها بصوت منخفض وبنبرة صوت بطيئة

-أنت حلمي يا شمس كل الي بتمناه بيت دافى وأنا وأنت نبنيه سوا وأولاد ألاعبهم واربيهم واديهم حب الأب الي اتحرمت منه
بحلم باليوم الي أقعد أنا وأنت نسهر وحوالينا ولادنا

ثم دنا من أذنها يمثل لها

-واهمس في ودانك واقولك بحبك وبموت فيك وانت تحركي شفايفك وتقولي بحبك ونضحك سوى وولادنا يبصوا علينا وانت تتكسفي وخدودك تحمر

ليبتعد عنها يشير لها نحو وجنتها  وهو يقرصها ضاحكاً

-أهو زي كده بضبط

ارتبكت بشدة وكادت ان تنهض هاربة لكنه امسك يدها يثبتها

-خلينا نكمل الفلم سوا شكله حلو
لتجلس بأرتباك ويعود يضع رأسه على قدمها ويسحب يدها على شعره  لتزفر أنفاسها بيأس 
وتحاول ان تنسى حرجها بأندماجها مع الفيلم حتى اندمجوا سوياً وبدأو يتناقشون في احداثه مستمتعين بتلك اللحظات معاً

حتى انتهى الفيلم لتستجمع شجاعتها التي كانت تسكنها طيلة فترة الفيلم وتقول وهي تحرك يدها على شعره

-فارس هو ممكن أطلب منك طلب

-أنت تؤمري يا قلب فارس

ترددت الكلمات على فمها قبل ان تقول

-ممكن تسيب صحابك الي انت ماشي معهم أقصد الشلة بتاعة السهر والشرب

كلماتها أعطت له الامل ليهب معتدلاً ويقول بأمل
 
-يعني هو أنا لو سبتهم أنت ممكن تفكري بعلاقتنا سوا وحياتنا بجد

اخفضت عينها بتفكير وعادت ترفعها تنظر اليه مؤكدة

-لو وعدتني أنك تسيبهم هوعدك أني هفكر
ليقول بسرعة متلهفاً

-أوعدك ياحبيبة روحي

*******************"****" *******
أسبوعان مرا وهي تسقط بعشقه يوماً بعد آخر وتعترف لنفسها أنها أصبحت تحبه كثيرا وهو لم يبخل عليها بحبه وغزله المستمر الذي كان يأسرها يضعها داخل حصون حبه يذيقها حلاوة الدنيا التي لم تسقيها سوى مرها 
جلست امام شقيقتيها كالطالب المذنب أمام أستاذه وهم يستجوبونها بعد ان شعرتا بتغير مشاعرها التي اصبحت
واضحه من ملامح وجهها الذي اشرق بسعادة وعينيها التي تتوهج بالحب
 
-اتكلمي واعترفي احسنلك عنيكى فاضحاكي يا مشمش

قالتها هدى وهي تنظر نحو ندى تحثها كي تساعدها حتى يضيق الخناق عليها وتعترف

-أيوة يا مشمش باين اوي وواضح ان فيه حاجة اتكلمي 
لتسألها هدى

-هو بيحبك صح ؟

هزت رأسها بالموافقه دون أن تتحدث 
لتسألها ندى

-يعني اعترفلك وألا مجرد تخمين

-أعترف

قالتها وهي تنظر نحو يدها المتشابكة على حجرها تطرقع اصابعها بتوتر
 
سحبتها هدى نحوها

-يعني قالك بحبك

-ايوه

أفلتتها هدى لتسحبها ندى نحوها

-وانت ؟

حركت رأسها يمناً ويساراً نافيه فلقد ثقلت الكلمات على لسانها من فرط الخجل

-لا

أفلتتها ندى لتسحبها هدى نحوها

-لا أيه ياهبلة انت مش بتحبيه ؟ بنت أوعي تكدبي عليا  انت بتحبيه صح ؟

-ايوة

ابتسمت هدى وندى وهم ينظرون لبعض بسعادة من اجلها

-واعترفتيله؟

-لا

-ليه يانكدية مستنية أيه ؟

هكذا لامتها هدى لكن ندى نحت المزاح جانباً وأحاطت كتفها بيد ويدها الأخرى تمسح على وجنتها وهي تسألها بحنان فهي تعتبر شمس ابنتها الصغيرة التي ربتها

-ليه ياحبيبتي مش بتقولي أنك بتحبيه ليه ما اعترفتيش بحبك وابتديتي معاه حياة جديدة مدام هو كمان بيحبك

اخذت نفساً عميقاً وزفرته بقوة تفسر لهم مخاوفها

-خايفة 

-خايفة من أي يانكدو ما الراجل بيحبك وانت بتحبيه عاوزة أي تاني

نظرت ندى نحو هدى بعتاب لحديثها المتعجل فهي ارادتها ان تدلو بمخاوفها أمامهم
لتومئ لها هدى بأعتذار

-طب خايفة من أي اتكلمي احنا أخواتك وهنسمع منك
 
تنهدت بحيره
 
-مش عارفة …كل الي اعرفه اني خايفة …كل ما احاول اعترف فيه حاجه بتقيدني  ومقدرش أقول حاجة

مسحت ندى على يدها كأنها تطمئنها تحثها
 
-شمس حبيبتي أنت متاكدة من مشاعرك
أومأت  بخجل

-ايوه فارس طيب وحنين وبيحبني
 
لتسألها ندى
 
-أنت خايفة عشان أنت دكتورة هو معندوش شهادة ؟

-لا يا ندى أنا متهمنيش الحكاية دي فارس تاجر ناجح حتى لو معندوش شهادة

امسكت ندى يديها تشدد من ضمها بين كفيها

-مشمش ياروحي سيبي قلبك وحرريه  سيبيه يحب ويتحب متسبيش الأوهام تلعب في دماغك أدي لحياتك معاه فرصة جايز يكون هو العوض الجميل

صمتت شمس تنظر اليها لتجد هدى تمسك عضدها وتهتف بها توبخها

-ندى دي عندية مش هينفع معها أسلوب التربية الحديثة

لتهز شمس وتقول :

-بنت أنت أنا فهماكي انت بتحبيه وفرحانة وعمالة تماطلي على الفاضي مش كده انطقي 
ادعت شمس خوفها منها وتقول وهي تمثل رعبها تضع اصابعها كأنها تقرض أظافرها وهي تقول بصوت مهتز

-أيوه بحبه وفرحانه بيه عندك حق

لتضربها هدى على رأسها وتنظر نحو ندى بأنتصار

-شفتي يا ندى ناس ما تجيش إلا بالعين الحمرة

ثم لوت شفتها بسخط وقالت بسخرية

-يتمنعن وهن راغبات

لتنطلق ضحكاتهن بصوت واحد

****************. ****************
تعجب من أصرار حازم عليه اليوم بالحضور إلى شقة الأنس كما يسميها المكان الذي كان يمارس فيه كل المحرمات

رغم تهربه منه لعدة أيام لكنه حاصره اليوم وهو يترك سيارته ويركب معه طالب منه ان يذهب معه فالجميع ينتظره هناك
سوف ينهي علاقته معهم ويخبرهم انه لن يعود إلى هذا المكان فقد اعلن توبته وان هذا آخر لقاء بينهم  هذا ما هداه له عقله وهو يقود سيارته نحو تلك الشقة 
دخل الشقة ليجد انه كان صادقاً والجميع في انتظاره ليرحبوا به بحفاوة ظل يطالع ابتساماتهم وكلماتهم المعبرة عن اشتياقهم لوجوده معهم ليخبرهم بثقة

-معلش ياجماعة أعفوني أنا مش هاقدر أكمل في السكة دي

امتعض وجه الجميع وقالو بعبوس يلومونه

-ليه يا ابني دا انت اتجوزت يعني اكيد المدام منكدة عليك خلينا نفك عنك
ليقول آخر بسخرية

-مش جايز هي السبب وهي الي عاوزاه يبعد عننا 
ليرد فارس بحنق
-لا هي ولا غيرها أنا الي معدتش عاوز امشي في السكة دي

استمرّت محاولات إقناعهم له العدول عن قراره وهو يزفر أنفاسه ، ليدخل حازم إلى المطبخ ويسكب كأس من المشروب الكحولي ثم اخرج من جيبه مجموعة من الحبوب المخدرة  ودس يدهه في الجيب الآخر وأخرج حبوب منشطة ثم وضعهم في كأس المشروب الكحولي واخذ يحركه حتى ذابت تماماً ليغمغم بخبث

-عشان تفكر تبعد عننا

ثم أكمل بحقد وغيرة

-طول عمرك أحسن مني في كل حاجة
ثم زاغ بصره يتذكر مدح زوجته له دائما ومقارنته معه حتى إعجابها المخفي به كان يغلف صوتها عند الحديث عنه

-حتى هي معجبه بيك لازم ادمرك يا فارس ياجوهري
 
ثم ضحك بمكر واخذ الكأس نحو الخارج واقترب منه يرفع الكأس امامه ويهتف 
-مدام دي آخر مرة زي ما بتقول نشرب كاس الوداع

ليلوح ويقول رافضاً

-أنا قولتلك اني بطلت

-يابني دي شامبانيا مش هتأثر اعتبره ماتش اعتزال

نظر حازم إلى أصحابه يحثهم على الضغط عليه 
ليبدأوا بالتصفيق والهتاف وعيونهم المسلطة عليه ليمسك حازم يده يضع الكأس فيها عنوة نظر فارس نحو الكأس ثم نظر نحو أصدقائه الذين لازالوا يهتفون ويضغطون عليه علم انه إنهم لن يتركوه وليتخلص منهم
 
ارتشف الكأس دفعة واحدة لينظر له حازم بأنتصار
******"**************************
وقفت في غرفته تفكر في كلام شقيقتيها ونصيحتهم لها أن تعطي لحياتهم فرصة وأنها يجب

أن تعترف بحبها له

دارت عينها في غرفته التي لم تدخلها الا مرات معدودة

للتنظيف فقط
أقتربت من طاولة الزينة وحملت زجاجة العطر الخاصه به ترشها في الهواء وتستنشق رذاذها بهيام

ثم أتجهت نحو سريره لتجلس عليه أمسكت وسادته وأحتضنتها بقوة ثم استنشقت عطر جسده العالق بها وهي تهمس بحب

_بحبك يافارس بحبك أوي

التمعت عينها بعشق تتخيل لحظة اعترافها له وخيالها يرسم لها  سيناريوهات مختلفه ليخفق قلبها وتبتسم

حتى تحولت تلك الابتسامة
عندما وجدته يقتحم الغرفة
ضارباً الباب بعنف

أصابتها الصدمة وارتعبت جسدها لتهب فزعة من مظهره بعينيه الحمراء المتسعة وجسده الغير متزن يخطو نحوها خطوات مترنحة يناديها بلسان ثقلت عليه الكلمات

_شمس حبيبتي

علمت أنه غير واعي لتركض نحو الباب بسرعة لكنه أمسك بها يمنعها
حاولت التملص منه لتقول له بصوت مرتحف من الخرق وعيناها تتوسله برجاء

_فارس سيبني وحياتك سيبني يافارس بلاش ارجوك بلاش

لتلفح وجهها أنفاسه الساخنه وهو يخبرها

_أنا بحبك
لتعود رجاءه علها تستعطفه

_وأنا كمان بحبك بس بلاش يافارس تجرحني بشكل دا انت مش في وعيك سيبني امشي ارجوك هتندم يا فارس وحياتي

استجمعت قوتها ودفعته بقوة  ليفلتها ويترنح جسده حتى كاد ان يسقط ركضت نحو الباب حتى وصلت إليه وكادت ان تفتحه لكنه وصل اليها وجذبها نحوه بقوة ثم ألقاها  على السرير بعنف وسط صراخ

_لا يا فارس

عادت تزحف بجسدها نحو الوراء برعب ليمسك قدمها ويسحبها نحوه وسط صراخها

-بلاش يا فارس مش هسامحك

لتبدأ معركة مقاومتها له وكلما زادت مقاومتها زاد عنفه معها ظلت تضربه وتدفعه وهو يردها بضربات اعنف

حتى دفعها ليرتطم رأسها بحافة السرير محدثاً جرحاً كبيراً في جبهتها افقدها تركيزها لتبدأ مقاومتها تضعف

كانت تصرخ تتوسله  عله يصحو لكنه كان مغيباً لايعي شيئاً توالت صرخاتها حتى خرجت صرخة عالية 
أعلنت خسارتها ليمزق قلبها من احببته وتزهق روحها على أعتاب حبها وتسحق كرامتها على يد من ظنته سنداً لها وتفقد عذريتها على يد من ظنته أمانها



تعليقات
×

للمزيد من الروايات زوروا قناتنا على تليجرام من هنا

زيارة القناة