رواية متملك الفصل الثامن عشر 18 بقلم ايه عيد


رواية متملك الفصل الثامن عشر 18 بقلم ايه عيد



:-..بس أنا مش مُسلم

حلّت الصدمة عليها...أنفاسها إتقطعت وهي تستمع لتلك الكلمة...أسئلة كتيرة بتتراكم جوّا عقلها، مش عارفة تبدأ بإيه؟!.. أو تستوعب إزاي!!!..فكرة إن جوازها، وقُربها ،ومشاعرها مِنه وليه...حرام

مكانتش قادرة حتى تتكلم...لسة مش مستوعبة هو قال إيه...عقلها إتشل،فا كيف لجسدها بالتحرك...بتفتكر كُل لمسة، وكُل نظرة...كُل دا كان حرام!..زِنا!!! 

لكنه قاطع تفكيرها بحديثه، ونبرة صوته الثابتة:- كُنت...لكن أنا دلوقتي مُعتنق الإسلام.. 
تعاقدت حاحبها بإستغراب وعدم فهم...عقلها مش قادر يربط أي حاجة ببعضها، نظرت له وتحدثت أخيراً وقالت:-ك كُنت إيه بالظبط!!!..مش مُسلم يعني؟! 

إتنهد بخفة وبعدها رد بهدوء:-أيوا...مكُنتش مُسلم...ولا كان ليا ديانة،لكن... 
سِكت فجاة...ناظراً للأسفل،وكأنه يستعيد ذاكرة من بئر ذكرياته... 
أما أسيل أخدت نفس بعدم فهم قائلة :-ب بس إزاي؟!..ا إنت أهلك ديانتهم كانت إيه؟! 
سِكت قليلاً، وبعدها نظر لها..رد بضيق رغم بأنه لا يُحب التحدث في هذا الموضوع قائلا :- والدي مش مُسلم...من غير ديانة. 

قالت بإستغراب:ي يعني..ا إيه؟! 
نظر لها وتحدث بصوت مخنوق:-أنا مش مصري...أنا أصلي إيطالي.. 
إندهشت بذهول...أسئلة كتير حاوطت عقلها، إذا كان هو مش مصري..يبقى بيتكلم لغتها أحسن منها إزاي؟!..يبقى شُغله هنا ليه؟!..وعايش هنا ليه؟!..وأسلم إمتا؟! 

كانت هتتكلم، لكن لقته يضع يده على جبينه بضيق واضح، ويستند بيده الأخرى على سور الشرفة...وكأنه تعبان، بيواجه حاجة تقيلة داخل عقله.. 

وضعت إيدها على إيده قائلة ببعض القلق:-إنت كويس؟! 
إنتفض بخفة من لمستها...بِعد إيده عنها، إستغربت ناظرة له بشدة...الحقيقة إن هو كمان كان مستغرب تصرفه، وإنه بِعد إيده بالطريقة دي...نفس الرجفة إل بيشعر بِها لما حد غريب يلمسه، لكنها خفيفة...لكن ليه؟!..وليه هي كمان؟!..معقول جلده بيرفضها؟! 

قربت منه خطوة بنظرة قلقة وقالت:-إلياس! 
عاد خطوة للخلف وهو يتنفس بثقل، لف وكاد أن يتحرك...لكنها مِسكت إيده بسرعة وهي تنظر له قائلة : إستنى! 

مبعدش إيده، وكإن جلده كان بيعمل إعاده لأنظمته...إتحركت ووقفت قدامه...ملامحه رجولية ومُتجمدة،لكن عينه مُرتبكة.. 

وضعت يدها على خده تُحرك أنمالها عليه بخفة...إكتشفت إنها بتتعامل مع حالة خاصة...مش كا أي شخص عادي تسأله ويجاوب...دا الجواب بيضعفه.. 

قربت واضعة رأسها على صد.ره، تستمع لدقات قلبه...كانت سريعة رغم ثبات أنفاسه،ورغم جمود جسده..
رغم ضيقها وزعلها مِنه...لكنها مقدرتش تبعد، حسّت ولأول مرة إنها مينفعش تضغط عليه بأسألتها وفضولها، إكتشفت إن لسة في كتير تعرفه...بس محتاجة وقت.

رفعت رأسها ونظرت له مازحة بخفة، ولكن بضيق وقالت:-على فكرة أنا لسة زعلانة...إنت كُنت عايز ترميني من البلكونة.. 

سٍكت وهو ينظر لها، ملامحه كما هي، لم يبتسم أو يفعل أي رد فعل.. 
مِسكت إيده ودخلت للداخل من البرد وقفلت الباب.. 
فجأة، شهقت بخفة لما لقته يحتضنها من الخلف يحاوط معدتها بأذرعته، ويدفن وجهه داخل عنقها.. 

إرتجفت،وسِكتت...كانت تشعر بأنفاسه الساخنة تصادم عنقها بخفة...
تحدث بنبرة باحتة، وهادية:-أسف.. 
سِكتت بزعل ناظرة للأسفل... 
وقف مُستقيماً،ولفها ببطء، وضع إصبعه السبابة على ذقنها رافعاً وجهها له، لتنظر له بأعينها البريئة.. 
حاوط وجنتها بيده وجزء من رقبتها قائلا بنبرة غير معروف تعابيرها :-هعمل إل إنتي عايزاه...بس متزعليش مني.

مكانتش عارفة تحدد دا حُب، ولاّ إحترام، ولاّ مسئولية...ولاّ إرضاء؟! 
نظرت في عينيه قائلة :أيّ حاجة، أيّ حاجة؟! 
إبتسم إبتسامة صغيرة قائلا بنبرة هادية: أيّ حاجة.. 
إبتسمت بخفة وبعدها نظرت للأسفل تُفكر فماذا تطلُب...رغم إن طلبها أسئلة، لكنها محبتش تخلي لحظة الهدوء بينهم تنكمش...فا فكرت في شيء ليها هي كا بنت! 

رفعت رأسها ناظرة لمستواه وقالت:- هاتلي هدية.. 
قال بهدوء:زي إيه؟! 
ردت وهي تُربّت على صد.ره بخفة قائلة :على ذوقك بقى.. 
ولفت باعدة عنه، وذهبت ناحية السرير تستلقي... 
كان ينظر لها ويُفكر، ماذا يُحضر لها...ماذا يُرضيها؟! 

إتحرك ناحيتها، وجلس على السرير ناظراً لها...كانت تعطيه ظهرها مقابلاً له...فا إقترب منها وإحتضنها من الخلف...وهي لم تتحدث أو تتحرك...كانت تنظر للأمام تُفكر في ما قاله،القلق والشك كان محاوطها...فضولها إنها تعرف أسراره كُلها بحوم حواليها وبيزن في عقلها.. 

أعاد خصلات شعرها للخلف قائلا بصوته الرجولي الهاديء:-لسة زعلانة؟! 
مردش، والحزن واضح على ملامحها...حرّك يده على شعرها قائلا بضيق:-مكُنتش أقصد إني أتعصب عليكي الصبح.. 

لفت ناظرة له،ورفعت يدها قليلاً قائلة بضيق :-إوعدني إنك مش هتشرب تاني.. 
سِكتت قليلاً،فا بالنسبة له هي تطلب شيئا يجعله ينسى ما حدث لثواني...مُجرد ثواني بالنسبة له راحة.. 
إتنهد واضعاً يده في يدها وقال:-..أوعدك

وضعت رأسها على صد.ره ناظرة للأمام وهي تُفكر، كانت مُتأكدة إن الهجوم إل حصل عليهم في إيطاليا مكانش مجرد عداوة بسيطة في الشُغل...أو يمكن حاجة تاني..

رفعت رأسها ليه قائلة :إلياس..إنت بتشتغل إيه؟! 
نظر لها شامخاً وقال:-إنتي عارفة.. 
قامت قعدت وهي تُعيد خصلة شعرها للخلف قائلة :-بصراحة محتاجة أسمعها منك.. 
إتنهد قائلا وهو يُعيد رأسه للخلف يسنده:- رجُل أعمال.. 
نظرت له والشك واضح في عينها..
مِسك إيدها قائلا :-إنتي شايفة غير كدا؟! 
سِكتت ناظرة للأسفل...قربها منه جاعلها تلقى ظهرها على صد.ره قائلا :-في كُل الحالات، أنا معاكي.. 

سِكتت قليلاً،وبعدها قالت بنبرة حزينة:-إنت إتجوزتني ليه؟! 
وضع يده على خدها يقرصه بخفة قائلا :إنتي بتسألي كتير كدا ليه!!! 
إبتسمت بخفة، وبعض الخجل قائلة :-طب جاوبني بقى..!
إتنهد قائلا وهو يلتمس يديها وقال:- في البداية عشان تجرُبة شعور مش أكتر...
وملّس على شعرها قائلا :إنما دلوقتي بقى شعور تاني...ومُختلف،أنا مش عايزك تبعدي، مش عايزك تمشي وتسبيني.. 

مركزتش في أخر جُملة...فقط تنظر لها بلمعة مُشعة في أعينها، مش سامعة كلامته طول ما هي مركزة في عيونه الصقرية الرصينة.. 
وضع كف يده على وجنتيها قائلا بنبرة هادية وناعمة:- بقيت بشوف الدنيا بشكل مُميز معاكي.. 
إبتسمت بخفة وإستشعرت يده التي على وجنتها قائلة بهدوء :بتحبني؟! 
سِكت، لكنه هادي...مش واضح إنه إتضايق أو مُتردد...يمكن مش عارف معنى الشعور كويس.. 

وضعت يدها على يده قائلة بمزاح وطفولية:-أنا عارفة إني أتحبّ بسرعة أصلاً.. 

إبتسم إبتسامة جانبية خفيفة وضمها لحضنه أكثر قائلا :-يمكن مُعجب بيكي وبتواضعك.. 
إبتسمت قائلة :-لأ أنا مُتأكدة إنك بتحبني، بس مخبّي.
أومأ بجانبية قائلا :تمام..زي ما إنتي عايزة.. 

نظرت له قائلة بإحراج :-بس بصراحة تقابلنا مكانش قد كدا يعني... 
أعاد رأسه للخلف وهو يبتسم بجانبية مع عضه لجانب شفتيه السُفلية قائلا :-إبتدا بكف مِنك.. 

ضحكت بخفة وخجل وهي تنظر لرقبته...نظر لها،وتي وضعت يدها على خده مكان الكف وقالت بإرتباك ورجاء:- أسفة...بس ولله ما كُنت أقصد.. 
وحركت أنمالها على خده، وقالت بمزاح: وزي ما ماما قالت، ضر.ب الحبيب زيّ أكل الزبيب.. 
ضحك بخفة وهو يرفع حاجبه، مُهمهماً:- نعم!!! 

ضحكت ببراءة، وهو ينظر لها...ولظهور غمّزاتها الخفيفة،كان ينظر لها بهدوء...ولكن داخل عينيه شيئاً موهوماً.. 

إحتضنها،وهي أغمضت عينيها بسلام...رغم أسئلتها داخل عقلها،ولكنها ستأخذ الطريق خطوة خطوة، لتعرف ما يُخفيه ضبابه... 

===================================

في المُستشفى___

دخل محمد ووراه نعمة، والقلق واضح على ملامحهم وسرعة خطواتهم.. 
إتجه محمد ناحية الإستقبال قائلا :لو سمحتي!.. إنتوا كلمتوني،وقُلتو إن في شاب جه هنا عامل حا*دثة؟!...بتقول إبني!!! 

قالت المُمرضة بهدوء:-أيوا يا حج، أنا إل إتصلت عليك...إطلع في الدور الخامس الغرفة رقم 4..

قالت نعمة وهي تحاول كتمان دموعها:-ه هو جراله إيه؟! 
ردت المُمرضة قائلة : عامل حا*دثة كبيرة، وحالته خطيرة.. 

قال محمد:يلا يا نعمة، خلينا نطلع نطمن عليه.. 

أومأت له،ومشيوا صاعدين للدور الخامس،وطول الطريق نعمة عمالة تدعي في سِرها، ودموعها مش بتقف...ومحمد إل القلق كان على ملامحه...ويُخفي بكاءه داخله.. 

وقف المصعد،وخرج محمد ونعمة...وشافوا الدكتور خارج من غرفة العمليات وبيكلم الممرضة. 

قال الدكتور:عرفتو حاجة عن أهلو؟! 
كادت الممرضة على الحديث، لكن جه محمد بسرعة قائلا :أنا أبوه يا دكتور...قولّي،إبني علي ماله؟! 
نظر له الطبيب قائلا :-إتصاب إصابة خطيرة في عموده الفقري...إحنا عملنا ليه عملية دلوقتي،وهنستنى الساعات الجاية لحد ما يفوق، ونشوف أثر العملية.. 

شهقت نعمة بصدمة، واضعة يدها على صد.رها...
إتصدم محمد قائلا :عموده الفقري...ي يعني...؟!
أومأ الطبيب بأسف قائلا :يعني في إحتمال إنه يجيله شلل، نصفي...أو كُلّي.

سِكت محمد وهو مش قادر يسند طوله...ونعمة قعدت على الكرسي تبكي وتدعي لإبنها بالشفاء... 
نظر الطبيب لمحمد قائلا :-تقدر حضرتك تحاسب في الإستقبال تحت.. 
وذهب الطبيب،ومحمد سند على الحائط بصدمة وهو يتخيل شكل إبنه... 
قرب منه إحدى الممرضين قائلا :-حصلو إنزلاق غضروفي حاد...وتمن العملية 100 ألف جنيه مصري.. 

نظر له محمد، ومشي الممرض...نظرت نعمة لمحمد بدموع قائلة :هتجيب الفلوس دي كُلها منين يامحمد؟! 
مردش عليها، نظر للأسفل بحيرة وهو لا يعرف من إين يُحضر كُل هذا المبلغ... 

نظرت له نعمة، وجاءت لها فكرة وقامت وقفت مُقتربة منه قائلة :هطلب من أسيل...أكيد هتساعدنا.

نظر لها محمد بحده وقال:إياكي يا نعمة...إياكي تفكري تتصلي بيها،تقربلنا إيه أصلاً عشان تساعدنا!!!
نظرت له قائلة بضيق:دي بنتنا يا محمد...وإنت عارف إنها هتساعدنا.
رد عليها محمد بحده قائلا :- وأنا مش عايز مُساعدة منها..

نظرت له بنفس حدته وقالت: بطّل عِند بقى...حرام عليك، إنت عُمرك ما كُنت قاسي كدا.

تحدث بحده جافة وقال:-مش هخليها تصرف على إبني جنيه طول ما أنا عايش، خلّي جوزها ينفعها..

نظرت له بشدة قائلة:-دي لو فلوس حرام مش هتقول كدا.
قال بحده وغضب مكبوت:هي البنت دي لوحدها حرام...متنسيش هي بنت مين!

ردت عليه بحده قائلة :متنساش إنت كُنت معتبرها إيه!..عمرك ما إتكلمت كدا، ولا فكرت بالطريقة دي!!! 

مردش عليها، وإتحرك قائلا :أنا هروح أجهز الفلوس.. 
ومشي...نظرت له بحزن وضيق من تفكيره...وحزن بسبب قسوة قلبه.. 

إتفتح باب غرفة العمليات...وخرج المُمرضين بالترولّي،وعليه "علي" المُغمض العينين، وحالته واضح خطورتها ومأساته...شاش على رأسه، وعينه زرقاء، ومتغطي بغطاء أبيض..

وضعت إيديها على فمها بصدمة ودموع على حالة إبنها...أخدوه الممرضين لغرفة عادية...وهي مقدرتش تُدخل تشوفه كدا...وقفت مكانها وهي تبكي بصوت مكت م ومُنتظرة محمد ييجي...لكنها مُتأكدة إنه مش هيعرف يدبّر المبلغ...

======================================

في إحدي الأماكن المشبوهة___

يجلس رجلاً في الأربعينات من عمره...وفي يده زجاجة من الخمر يرتشف منها بسُكر..
جالس على طاولة في ملهى ليلي...ولا يوجد آحد غيره

قرب منه إحدى الرجال قائلا :هتدفع إل عليك يا حامد ولا لأ؟!

نظر له الرجل الذي يُسمّى "حامد" قائلا بعصبية:ما قولتلك هدفع، بس إديني شوية وقت..
قال الرجل بحده:بقالك شهر مدفعتش حسابك، وأنا ساكتلك، وإنت ولا واخد بالك أصلاً..

إتنهد حامد ووقف قائلا وهو يضه يده على كتفه وقال:قريب هجبلك فلوسك، متقلقش إنت بس..
قال الرجل:وهتجيبهم إزاي يا فالح؟!...ما الكباريه بتاعك إتحجز عليه، وإنت لا وراك شُغلة ولا عملة.

سِكت حامد ناظراً للأسفل، وبادها قال:لأ، لسة في طريقة تكسبني دهب..
إستغرب الرجل قائلا :إزاي بقى؟!
اخرج حامد هاتفه وضغط على تطبيق الصور...أحضر صورة قديمة جدا...ونظر بِها مُبتسماً بخبث...كانت صورة لفتاة صغير لم تتعدّى الثلاث سنوات، مُبتسمة ببراءة وهي تُمسك قطعة حلوى بيدها..
توسّعت إبتسامته وهو ينظر لها...
نظر بعدها للرجل قائلا :لسة ورقة الحظ بتاعتي عايشة...

=====================================

في الصباح_في قصر السيوفي.. 

نزل إلياس بهدوء ووقار وهو يرتدي بذلته الرسمية...لقى أسيل هي إل بتحط الأطباق على السفرة..
ترتدي بنطال جينز رمادي، وفانلة بحما*لات عريضة لونها إسود، وفوقه جاكت قطني لونه أبيض...وكوتش أبيض. 

نظر لها قائلا :-فين الخدم؟! 
نظرت له قائلة :مش قولتلك إمبارح إنهم أخدوا أجازة..!
إتنهد جالساً على الكرسي الرئيسي وقال:- قولت هييجوا الصبح.. 

ردت قائلة :لأ، ما أنا عطيتهم أجازة ليومين.. 
نظر لها قائلا برفعة حاجب:ومين إل هيعمل شُغل البيت في الوقت دا؟! 
قالت بخجل:هو أنا مش مالية عينك ولا إيه؟! 
إبتسم بجانبية وهو ينظر لها وقال:إنتي!!! 
قعدت على الكرسي قائلة :عندك مانع يا بيه؟! 
نظر للطبق قائلا بنبرة ساخرة:لأ، أبداً.. 

وضعت أمامه الطبق الذي كان عبارة عن بطاطس، وبيض مقلي.. 
بس البيض محروق شوية من على الحروف.. 

إتنهد  بخفة، ونظر لها قليلا وقال:إنتي هتروحي الشركة كدا؟! 
نظرت لملابسها بإستغراب قائلة:ليه!!!...مالها؟! 

نظر لترقوتها، ونهديّها الشبه ظاهرين قائلا بنبرة شِبه حادة:إطلعي غيّريه.. 
قالت بإستغراب:ليه طيب؟! 
نبرة إحتدت بصوته الرجولي الرصين، وهو يرفع حاجبه قائلا :-إنتي مش شايفة صد.رك باين إزاي؟! 
إندهشت من جرأته في الحديث، ووضعت يديها أعلى نهديها لتُخفيه عن ناظريه...

أكمل حديثه قائلا :أنا عايزك أصلاً تتحجبي.. 
نظرت له قائلة :نعم!!! 
تحدث بجدية قائلا :أيوا..فيها إيه لما تتحجبي! 
سِكتت قليلا،وبعدها قالت:إيش فهمك إنت في الستر يا إيطالي؟! 
رفع حاحبه قائلا :نعم!!!
قامت وقفت قائلة :هقوم أنا أغيّر.. 
وكادت على الحراك، لكنه مِسك معصمها وشدها لعنده، وأجلسها على قدميه قائلا :لأ، محتاج أفهم كلامك الأول..!

وضعت يديها على كتفه قائلة بإرتباك:ط طب...ه هروح أغيّر هدومي.. 
حاوط خصرها قائلا بهدوء:-قولي الأول...تُقصدي إيه بكلامك.. 

إتنهدت قائلة بتوتر:إنت مش قولت إنك إيطالي! 
رد قائلا :بس مُسلم..وأنا فاهم ديني كويس.. 
قالت ساخرة:ولله لو فاكر دينك!..مكنتش روحت تشرب خمرة!!!

إتنهد مُطولاً وقال: تمام..معاكي حق، دا غلط ومكانش لازم أشرب.. 
ربتت على كتفه قائلة :طب سيبني بقى.. 
حرك يده للأعلى ناحية تلك الحما*لات، وأمسكها بإصبعيه...إتوترت ونظرت له،بِعدت إيده وقامت وقفت بهدوء قائلة :طب أنا هطلع أغيّر..

وإتحركت، وهو أعاد ظهره للخلف مُمسك بكوب العصير قائلا بنبرة رجولية شِبه عالية : هخليكي تتحجّبي قُريب.. 

مردتش عليه،وصعدت للأعلى، مش عشان مضايقة من الفكرة...لكنها لسة مُترددة في الفكرة.. 

====================================

في شركة الألفي___بعد وقت.. 

إتفتح باب المصعد، وإتحركت أسيل للداخل بهدوء وهي ترتدي جيبة جلد لونها بني...وهايكول أبيض..وشوذ جلد مُغلق لونه إسود.. 

نظرت لها شمس وتوسعت أعينها وقربت منها بسرعة قائلة :إنتي كُنتي فين؟!..مختفية بقالك شهر. 

إتوترت أسيل، وبعدها ردت قائلة :ك كُنت مسافرة.. 
نظرت لها بشك قائلة :مسافرة فين؟! 
ردت أسيل: سافرت إسكندرية عند تيتة... 

رفعت شمس حاجبها قائلة :ولله!!!..متكدبيش عليا يا أسيل، أنا عارفة إنك كُنتي مسافرة مع جوزك.. 
سِكتت أسيل ناظرة لها بشدة.. 
قالت شمس بزعل:بقى كدا!!!..متقوليش ليا إنك متجوزة، وكمان سافرتي...بقالي شهر معرفش عنك حاجة! 

إتنهدت أسيل وقربت منها ومسكت إيدها قائلة :معلش يا شمس...ولله ما كُنت أقصد أخبي عليكي، ب بس مكُنتش قادرة أتكلم.. 

قالت شمس:طب مين حوزك؟!..أو إسمه إيه! 
سِكتت أسيل وبعدها نظرت لها وقالت:-ا أنا مش قادرة أتكلم..ه هبقى أقولك بعدين.. 

سِكتت شمس قليلاً وهي تنظر لها بطريقة غريبة، وبعدها قالت:أه صحيح!!!..أخوكي علي عامل إيه دلوقتي؟! 
نظرت لها أسيل بإستغراب قائلة :علي!!!..ماله علي؟! 

نظرت لها شمس ووضعت إيدها على فمها بشهقة قائلة :إنتي متعرفيش إل حصل لعلي!!!..دا عمل حا*ثة إمبارح، وهو في المُستشفى دلوقتي! 

إتصدمت أسيل...وبدون أي كلام، خرجت من المكان بسرعة وهي بتجري، ودمعتها محبوسة في عينها.. 

كانت بتحري في الشركة، وهي بتفتكر "علي"...أخوها،إفتكرت كُل حاجة بينهم...لكن فجأة.. 
وقفت في مُنتصف الشركة بصدمة...عندما تذكرت، أجل تذكرت ذالك اليوم...الإتصال،الهدية،الخطف...
وضعت إيدها على رأسها بصدمة وهي بتفتكر ومستغربة إزاي كانت ناسية "علي"؟! 

فجأة لقت إيد على كتفها...لفت ونظرت له،لقته ألياس ناظراً لها بهدوء وقال:في إيه؟! 
تساقطت دموعها، وحضنته فوراً دون وعي، ودون تحسّبها لنظرات الموظفين لها...لكن هو أخدها في حضنه بصدر رحب، وهي تدفن وجهها في صد.ره..
بِعدت ناظرة له وهي تبكي وأنفاسها سريعة ومُرتجفة وقالت وهي تشاور للخارج :ع علي...ا أخويا.. 

حاوط وجنتيها بيديه قائلا :إهدي.
مِسك إيدها بهدوء وخرج وهي بتبكي وبتمسح دموعها بضهر إيدها...رغم ما فعله بها ذالك الشاب، إلا أنها مازالت تعتبره أخيها...يمكن بتبكي عشان مُجرد لحظة واحدة بس عاملها فيها بلطف.. 

====================================

في المستشفى____

قاعدة نعمة وهي مازالت تبكي...
وقف قدامها محمد وهو مكسور الجناحين.... 
نظرت له،ووقفت بسرعة قائلة :الدكتور قال إنه محتاج يعمل عنلية تانية،يا إما هيفقد حياته.. 

نظر له بحزن قائلا :معرفتش أجمع مبلغ العملية الأولى..يبقى هجمع للتانية إزاي؟! 
وضعت يدها على فمها بحيرة وحزن قائلة :طب هنعمل إيه؟! 

سكتت بحزن...وهو نظر لها قائلا :شوفتيه؟! 

قالت بحزن:مقدرتش أشوفه بحالته دي...وشه متبهدل أوي.. 

سِكت بحزن...وهي مقدرتش تقف فا قعدت على الكرسي... 

:مامااا..!
نظرت نعمة ناحية الصوت وإندهشت واقفة...نظر محمد ناحية الصوت وكانت أسيل إل جريت على نعمة وحضنتها وهي بتعيط.. 

عيطت نعمة قائلة :إنتي نزلتي مصر إمتا؟! 
بعدت عنها أسيل قائلة بعتاب:إزاي متقوليش ليا..مكُنتيش قادرة تتصلي بيا؟!..ما إنتي معاكي رقمي.. 

كادت نعمة على الحديث، لكن فجاة محمد شد أسيل من دراعها بغضب قائلا :إنتي إيه إل جابك...محدش فينا عايزك.. 

وزقها بقوة لدرجة إنها كادت على الوقوع، لكن لقت إل بيسندها بيديه الصلبة...
رفعت رأسها ناظرة ناحيته وهي بتعيط قائلة بصوت مبحوح:إلياس! 
لم ينظر لها، بل كان ينظر لمحمد بعيون سوداء قاتمة...والغضب إشتد عليه، وكأنه كان شخص يحاول إذاء مُمتلكاته..



تعليقات
×

للمزيد من الروايات زوروا قناتنا على تليجرام من هنا

زيارة القناة