رواية اوقات لا تدوم الفصل الثاني 2 بقلم مجهول


رواية اوقات لا تدوم
الفصل الثاني 2
الكاتب بقلم مجهول 

فرضت علي الظروف ان تكون علاقتي مع احمد ومنار علاقة اخ كبير واخوته، وان تكون علاقة منار معي قوية.. كما انتي اتعامل معها بحنان وعطف زائد حتى اعوضها عن فقدها لوالدتها وكانت طلباتها لي شبه اوامر، وكانت تستغل هي تلك النقطة فما يرفضه الاخرون اكيد سأوافق عليه انا. 
من ناحية العمل كنت اسير بخطى ثابتة ونجاح جعلني مميز عند صاحب العمل في مرتبي والمهام، وذلك الوضع كان يشعرني بذاتي وكان ذلك يدفعني الى مزيد من الجهد وبالتالي مزيد من النجاح، وكل ذلك ترتب عليه زيادة دخلي الذي استطعت ان اوفر جزء منه في حساب بنكي دون معرفة اي احد سواء قريب او بعيد. 
كنت بقدر المستطاع لا امكث كثيرا في الشركه حتى اتلاشى انتصار وسوسن وان كانت انتصار تحاول ان تجعل علاقتنا قويه كما كانت قبل موضوعنا الذي لم يتم، ولا اعرف بعد كل ما حدث منها الا انني احتفظ لها بمحبه قاطنه في داخلي رغم مقاومتي لها الا ان الحب فعلا ليس بيد الانسان. 
وفي لقاء لي مع ناصر اخبرني ان حب امل بدا يسيطر عليه
قلت : و وجهة نظرك ورأيك؟ 
قال : في نقطة في صفي، هي لسة في ثانوي يعني لسة قدامها جامعة ان شاءالله... ودي فرصة اني احاول ابدأ اشق طريقي عشان تكون من نصيبي. 
قلت : اتمنى تمشي الدنيا على هواك. 
قال ضاحكا : صعب مش كدا؟ 
قلت : لو ربنا رايد مش هيكون مستحيل على الاقل، على كدا هتشتغل في الصيف. 
قال : يعني فكرت بس لما تيجي الاجازة ربنا يسهل. 
وتمضي بنا الحياة مملة كئيبة الى ان كنت يوم في مكتب الشركة وطلبت مني انتصار ان انتظرها لحين انتهاء العمل لانها تريدني في امر هام، ودارت في رأسي عدة افكار ماذا تريد؟.. ولماذا انا؟
الى ان انتهى العمل وخرجنا سويا وتوجهنا الى احد الكافيتريات المطلة على النيل وجلسنا. 
قالت : طبعا بتسأل نفسك عايزاك ليه؟ 
قلت : متعودتش اسبق الاحداث، خير؟ 
قالت : من غير لف ودوران ، انت لسة عندك استعداد تخطبني؟ 
عند سماع تلك العبارة شعرت بنبضات قلبي تكاد تفتك صدري من شدتها. 
قالت : سرحت في ايه؟ 
فتمالكت نفسي قائلا : انتي مش كنتي مرتبطة، اه تلاقيه سابك. 
قالت : ارجوك بلاش تجريح. 
قلت : طب فهميني الحكاية. 
قالت : مفيش حكاية الموضوع اني حسيت انه ميناسبنيش. 
قلت : انا مش مقتنع، بس يكفيني دلوقت اننا هنبقى لبعض. 
قالت : طب وناوي على ايه؟ 
قلت : اديني فرصة ارتب اموري. 
تركتها وذهبت لناصر في منزله وجلسنا سويا في البلكونة، وقصيت عليه ما حدث. 
قال : ودي طبعا فرصة عشان تحول هزيمتك لانتصار. 
قلت : فوق كل دا راعي اني فعلا بحبها. 
قال : انا عارف انك عنيد واكيد واخد قرارك قبل ما تيجي، بس المشكلة في البيت عندك موقفها هيبقى سيء جدا. 
قلت : الزمن بيداوي كل شيء. 
قال : صدقني بقولها من قلبي مبروك.. الف مبروك. 
انتهزت فرصة تواجدنا جميعا على السفرة اثناء تناول العشاء واخبرتهم برغبتي في الخطوبة. 
فقال ابي : مين يا عماد؟ 
قلت : انتصار زميلتي في الشغل. 
منار : تاني انتصار. 
قلت : احنا خلاص اتفقنا على كل حاجة. 
ابي : متشوف واحدة تانية غير انتصار دي. 
قلت : ياريت كان بإيدي. 
احمد : هو حر في حياته يختار اللي هو عايزه. 
زوجة ابي : مبروك يابني عليك. 
قلت : الله يبارك فيكي..، رأيك ايه يا بابا؟ 
ابي : رأيي مش مهم المهم انت عايز ايه؟ 
تركتهم ودخلت حجرتي.. واضح انهم يأخذون منها موقف ولكن لا يبوحون به امامي، ولكن كما قلت الزمان كفيل بكل شيء.. كما انهم سوف يغيرون رأيهم عندما يعاشرونها، وقررت ان اتحرك بسرعة لاتمام تلك الخطبة. 
وبالفعل ذهبت الى منزل انتصار وتقابلت مع والدها واتفقنا على كل شيء، واجمل ما في الزياره الانطباع الذي بقى عندي بعد ان تركتهم وهو انهم بالفعل يرحبون بي كما انني افوقهم في المستوى المادي وهذه النقطه كانت تقلقني جدا لان المظهر العام لانتصار لا يعبر عن مستواها الحقيقي ، المهم اخذت منهم ميعاد لحضور ابي لكي نضع النقاط فوق الحروف. 
كان بيني وبين نهر النيل حنين غريب...فكثيرا ما اذهب اليه ارمي اليه بكل همومي ، ودائما اذهب عندما اكون في حاله تفكير في شيء يستلزم تفكير عميق وكثيرا ما ساعدني نهر النيل على حل جميع مشاكلي، وهي حاله عشق من نوع خاص ففي حاله الحزن اذهب الى النيل لكي يخفف عني وفي حاله التفكير اذهب الى النيل لكي يهديني الى حل، وهي حاله عشق انه خاص كما قلت من قبل. 
مرت زياره ابي الى منزل اسرة انتصار على خير وكما كنت اريد لانني كنت قلق من موقف والدي من انتصار واثر ذلك على تلك المقابله، وحددنا ميعاد الى تقديم الشبكه واتفقنا على كل شيء بخصوص الجهاز ومستلزماته والحقيقه كنت سعيد للغايه بارتباطي بانتصار، وعلى فكره اني من مؤيد الحب بعد الارتباط الرسمي على عكس المتبع بين الشباب ووجهة نظري ان الحب كالبطاريه فاذا اخذنا ان الشاب يحب الفتاه ثلاث سنوات وبعد ذلك تزوجها فالى متى ستظل تلك البطاريه المسماه بالحب تظل على قوتها وعلى العكس لو ان الحب جاء بعد الزواج اي ان الزوجين سيظلان فتره اطول من حياتهما سويا والحب يرفرف عليهم. 
في احدى الايام كنت في الشركة جالس على المكتب الخاص بي، وانتصار على مكتبها امامي فدخلت سوسن علينا باركت لنا متمنية حياة سعيدة لنا سويا وانصرفت. 
قلت : انتي مبتخبيش حاجة خالص على سوسن. 
قالت : احنا صحاب وزي الاخوات مع بعض. 
قلت : ويا ترى هي بتحكيلك كل حاجة بردو؟ 
قالت : اكيد طبعا.. ليه هو في حاجة؟ 
قلت : لا ابدا مجرد كلام. 
المهم تمت الخطوبة في جو عائلي للغاية وبعض اصدقاء العمل، وفي نهاية الحفل خرجنا انا وانتصار لقضاء سهرة معا في احدى الكازينوهات واثناء وجودنا معا دار بيننا هذا الحديث. 
قلت : يا ترى مبسوطة؟ 
قالت : مبسوطة بوجودك في حياتي. 
قلت : اوعدك اني اعمل كل جهدي عشان نقرب المسافة بينا ويبقى لينا عش جميل. 
قالت : وانا اوعدك ان اعمل دايما على سعادتك. 
فتحركت يدي ممسكة بيدها.. و نظرات كلها حب وحنان من كلانا للاخر. 


تعليقات