رواية اوقات لا تدوم الفصل العاشر 10 بقلم الكاتب مجهول


رواية اوقات لا تدوم
الفصل العاشر 10
بقلم الكاتب مجهول 

 تقابلت مع ناصر صديقي في احدى الكازينوهات النيلية وجلسنا نتجاذب الحديث. 
قال : بصراحة انت مدلوق عليها اوي، وهي مدركة دا كويس وبتتصرف على اساسه. 
قلت : ماهي دلوقت كويسة. 
قال : دا اكبر غلط، يعني معاك على الحلوة بس. 
قلت : عايز توصل لايه؟ 
قال : طول مانت لابس نضارة الحب ولا هتعوز تسمع.. ولا تفهم حتى. 
قلت : سيبك مني دلوقت..انت عامل ايه مع امل؟ 
قال : اهو مفيش جديد، بس يا اخي بحبها اكتر يوم عن يوم. 
قلت : رغم انك عارف النهاية مسبقا. 
قال : والله انا بعيش يومي ولما ييجي بكرا ربنا يحلها. 
قلت : دا يأس؟ 
قال : بصراحة تعبت من التفكير، ولا انا قادر انساها ولا قادر اخليها تسيب خطيبها، لاني مش جاهز بأي حاجة. 
قلت : يظهر اننا اتكتب علينا الشقا. 
قال : لو على الشقا بسيطة. 
في احدى الايام كنت جالس في المنزل وجاء سمير ابن خالتي لزيارتنا، و عرض عليّ فكرة السفر لانه يستطيع ان يوفر لي عقد عن طريق زوج اخته الاماراتي، ولكني رفضت لعدة اسباب يمكن اهمها عدم استطاعتي للبعد عن انتصار.. رغم الحاحة لانه سوف يسافر في القريب العاجل، ولكني شكرته متمنيا له التوفيق. 
يوم اجازة انتصار ذهبت لزيارتها في المنزل وجلسنا سويا في الشرفة. 
قالت : ايه اخبار الشغل؟ 
قلت : الحمدلله تمام. 
قالت : اظن كدا احسن من الاول؟ 
قلت : بكتير طبعا. 
قالت : و احوالك المادية ايه اخبارها؟ 
قلت : عايزة فلوس؟ 
قالت : لا ابدا ، بس بحب ابقى عارفة عنك كل حاجة. 
قلت : لكل انسان منطقة ممنوع الاقتراب منها، و الماديات عندي هي المنطقة دي. 
قالت : رغم انك مش بخيل. 
قلت : دا طبع مش اكتر. 
وفي خلال تلك الفترة تعرفت على احدى العميلات وكانت تدعى ليلى، وهي شخصية جذابة للغاية.. ذكية ومرحة، تعرفت عليها من خلال العمل وتوطدت العلاقة بيننا من خلال العمل، وكانت غامضة للغاية في تعاملها معي.. فأحيانا اشعر انها تجذبني نحوها.. و احيانا تبتعد بكل قوة، اما علاقتى معها فكانت علاقة عمل وارتياح ليس اكثر، ولكي ارح ضميري حكيت لانتصار عنها لكن بدون تفاصيل، ورد فعل انتصار كان اكثر غموض لانها تجاهلت كلامي كأن كبريائها يرفض ان يسمع كلام عن اي انثى سواها. 
تقابلت مع ناصر في منزله وحكيت له عن ليلى. 
قال : دي تبقى لغز بقى. 
قلت : مش عارف بس انا حريص معاها اوي. 
قال : ما تيجي معايا النهاردة فرح سهام بنت عمي. 
قلت : ماشي. 
قال : في موضوع مهم وفعلا محتاج رأيك فيه. 
قلت : قول. 
قال : امل عرضت عليا نتجوز. 
قلت : ازاي يعني؟ 
قال : هي بتقول نتجوز وكل واحد في بيته. 
قلت : وانت رأيك ايه؟ 
قال : مش عارف، انا دماغي هتنفجر. 
قلت : متعالجش الغلط بغلط. 
قال : قصدك ايه؟ 
قلت : هي حد غصبها انها توافق على خطيبها؟ 
قال : اهلها غصبوها. 
قلت : دا كلام هي بتقوله، لكن هي حسبتها صح، واراهنك ان لو خطيبها كان قدامها ماكنتش عبرتك. 
فترة من الصمت بيننا وانا اتفحص وجهه لكي اعرف مدى كلامي عليه ولكن لا شيء. 
فبادرته : مقولتش ناوي على ايه؟ 
قال : انا دماغي قريبة من دماغك، بس امل هي المشكلة. 
قلت :مشكلة في ايه؟ 
قال : لازم تقدر انها بترمي نفسها عشاني. 
قلت : بعدين هتعرف ان غرضك مصلحتها، اهي دي الحاجة الذي تستاهل التضحية. 
وفي المساء ذهبت مع ناصر زواج بنت عمه سهام وقضينا امسيه سعيده ، وفي طريق عودتنا تجاذبنا الحديث في مواضيع عديده كان ابرزها الحريه التي تطلق على البنات، والحقيقه فهي حريه وهميه او بمعنى ادق حريه في امور غير مجديه، لان القرارات المصيريه لابد فيها من التحكم الاسره والقرارات المصيريه ابرزها الزواج وبناء المستقبل. 
في تلك الفتره جفت ينابيع الحب بيني وبين انتصار ولا اعرف لذلك سبب واضح ولا القي مسؤوليه ذلك الجفاف على انتصار وحدها، فانا بسبب مواقفها السابقه لا اجد ما احاول به ان اصحح من موقفنا وكل ذلك رماني الى سكه ليلى لعلي اجد ما افتقده مع انتصار ، ولاني لا اطيق ان اصبر عن اي شيء يدور في خلدي تحدثت مع ليلى في مشاكلي مع انتصار لعلي اعرف طريقه تفكيرها واسلوبها في معالجه تلك الامور ، وكان ردها ان تلك مرحله و ستنتهي بمرور الوقت وسبب ذلك طول فتره الخطوبه وما يصحبها من مشاكل ولكني اوضحت لها ان اسلوب انتصار ذاته هو سبب كل المشاكل في حياتنا، ويتلخص ردها ان الحب احيانا تخمد نيرانه وفي تلك الفتره تظهر عيوب الطرفين ولكن مع اشتعال النيران الحب مره اخرى ينسى كل طرف مساوئ الطرف الاخر ، فافهمتها انني قلق على مستقبلي مع انتصار لتذبذب مشاعرها نحوي فاخبرتني انني يجب ان احاول مره ومره حتى لا افقد حبي لانتصار ومحاولتي يجب ان تبدا بالمصارحه حتى يكون كل شيء واضح لكلانا، والحقيقه زاد اعجابي اكثر الى ليلى بسبب اسلوبها في معالجه الامور. 
ذهبت الى ناصر في منزله لكي احكي له ما دار بيني وبين ليلى حتى اعرف رايه في مدار بيننا من حديث. 
قال  : كلامها منطقي ولازم تحاول. 
قلت : انتصار بأسلوبها بتبعدني عنها وتقربني من اي واحدة غيرها. 
قال : انا مش عايز الفكرة دي تسيطر عليك عشان متبقاش محاولتك دي محكوم عليها بالفشل. 
قلت : احاول رغم اني عارف النتيجة. 
قال : يا اخي مش عارف مبادئنا وافكارنا ليه بيتغيروا في اكتر من موقف؟ 
قلت : انا فاهم قصدك، بس اعمل ايه وانا حاسس ان انتصار اتغيرت كتير عن الاول. 
قال : انا من رأيي تحاسب نفسك قبل انتصار. 
قلت : لا دي مش فاهمها بقى. 
قال : قصدي اسلوبك سلبي معاها اوي، يعني مبتحسسهاش بوجودك ودايما سايبها براحتها، ودا بيولد عندها انك مش مهتم بيها فبتضطر انها تلفت نظرك بطرقها الخاصة. 
قلت : على العموم انا هحاول. 
قال : بس حاول بضمير. 
ذهبت الى الشركة في المساء لكي اوصل انتصار لمنزلها. 
بادرتني : حمدلله على السلامة يا استاذ. 
قلت : اسألي انتي، مش يمكن جرالي حاجة. 
قالت : لا اكيد كانوا هيبلغوني. 
قلت : لسة قدامك كتير؟ 
قالت : لا يلا بينا. 
نزلنا وابتدينا نشق طريقنا وسط ضجيج المدينة. 
قلت : انتصار انا تعبان اوي. 
قالت : بعد عشر ايام جاي تقول تعبان. 
قلت : ما هو انتي سبب تعبي. 
قالت : وانا تعبتك في ايه بقى؟ 
قلت : محاولتيش تقيمي علاقتنا مع بعض؟ 
قالت : عارف الفرق اللي بينا وتعبك ايه؟ 
قلت : ايه؟ 
قالت : انك رومانسي اوي، وانا واقعية اوي. 
قلت : طب ما نحاول نوزن الامور بينا. 
قالت : انا بعمل كدا، لكن انت عايزها على طول رومانسية. 
قلت : انتي فعلا لخصتي كل اللي انا عايز اقوله. 
قالت : عشان تعرف اني فهماك كويس. 
قلت : ولما انتي فاهماني ليه مبتريحنيش؟ 
قالت : انت اللي تاعب نفسك. 
قلت : محدش بيدور على عذابه بإيديه. 
قالت : عماد انت عايزني كل ما اشوفك اقعد اتغزل فيك. 
قلت : انا عمري ما طلبت دا منك، انا كل الحكاية اني عايز يكون لعواطفنا وجود. 
قالت : عماد راجع نفسك وشوف انت عايز ايه بالظبط، بس راعي حاجة مهمة اوي.. وهي انك عايز دايما تاخد من غير ما تدي، وحاجة تانية مهمة بردو اني هفضل زي مانا واذا كان حد فينا لازم يتغير يبقى انت. 
قلت : افهم من كدا ان انا اللي غلط. 
قالت : والله مش عارفة لان انا كمان تعبت اكتر منك. 
قلت : اسلوبك دا بيقربنا من النهاية. 
قالت : والله لو كان دا الحل من وجهة نظرك انا معنديش مانع. 
قلت : للدرجة دي؟ 
قالت : شوف انا عمري ما طلبت منك دا، بس لو انت اللي عايز كدا يبقى اللي تشوفه.. وعلى العموم راجع نفسك. 

تعليقات