رواية اوقات لا تدوم الفصل التاسع 9 الكاتب بقلم مجهول


رواية اوقات لا تدوم
الفصل التاسع 9
الكاتب بقلم مجهول 


 ذهبت الى نهر النيل اشكو له حالي واحاول ان اصل لحل يساعدني، واهتديت ان ابحث عن عمل.. والمشكلة في الراتب لانه لن يوازي ما كنت اتقاضاه من الشركة، واثر ذلك على ترتيباتي ومصاريف الحياة من حيث الاقساط ومصاريفي الخاصة سواء كانت لاخواتي او لانتصار، ولكن لا حل سوا ذلك.. فيجب ان ابدأ من جديد ويجب ان اسرع في الوصول الى عمل مناسب ، واخبرت كل معارفي حتى يساعدوني في الوصول الى عمل بأسرع وقت ممكن. 
تقابلت مع انتصار بعد انتهاء عملها لكي اوصلها. 
قالت : يا ترى ناوي على ايه؟ 
قلت : مش عارف انا حاسس اني فاقد الوعي. 
قالت : معلش دي محنة وهتعدي ولازم تصمد. 
قلت : التساهيل على الله، المهم انتي عاملة ايه؟ 
قالت : انا كويس بس موضوع شغلك دا مضايقني. 
قلت : اديكي شايفة انا ببذل كل جهدي. 
قالت : قلبي عندك، انا عارفة ومقدرة الوضع اللي انت فيه، بس اكيد ربنا له حكمة في دا. 
قلت : الحمدلله على كل حال. 
قالت : عماد.. بلاش النظرة الانهزامية دي، انا عرفتك قوي ولازم تفضل قوي على طول. 
قلت : القوة بتيجي لما الانسان بيكون محقق ذاته، وانا ذاتي في شغلي. 
قالت : يا سيدي لكل جواد كبوة، واكيد ربنا هيكرمك ان شاءالله.. قول دايما يا رب. 
قلت : يا رب. 
جائني ناصر في المنزل يخبرني انه وجد لي عمل في محل ملابس..كبائع والراتب مائة وخمسون جنيها ، وحثني ان اوافق حتى يظهرلي عمل افضل، وما كان مني الا الموافقة رغم قلة الراتب للالتزامات المطلوبة مني واتفقنا ان نذهب لصاحب العمل في المساء لنتعارف، وكان ذلك اليوم اجازة بنصف يوم لانتصار فذهبت اليها كي اخبرها.. وعند وصولي الى البيت وجدت ضيوف. 
فبادرتها : مين دول؟ 
قالت : دي خالتي ام محمد. 
فبدا على وجهي الغضب. 
قلت : انتوا اتصالحتوا؟ 
قالت : من اسبوع تقريبا. 
قلت : ماجبتيش سيرة يعني. 
قالت : ماجتش فرصة وبعدين كنا اكيد هنتصافى في يوم من الايام. 
قلت : طب انا ماشي. 
قالت : انت كنت جاي في ايه وماشي في ايه؟ 
قلت : كنت جاي اقولك اني لاقيت شغل. 
قالت : كويس.. شغل ايه؟ 
قلت : محل هدوم. 
قالت على مضض : انت ادرى بمصلحتك. 
فأستأذنت ورحلت وايقنت ان العمل لا يعجبها، وحقيقة لا اعرف لماذا اغضبني صلحهم مع خالتهم و وصلت الى ان محمد ابن خالتها سيكون امام عينها واخشى ان يجد في الامور.. امور. 
في المساء وبعد ان قابلت صاحب العمل واتفقنا على كافة الامور الخاصة بالعمل. 
بادرني ناصر : انا عارف ان الشغلانة دي متناسبكش بس اهي احسن من مفيش. 
قلت : لما عرفت انتصار بان عليها انها مش مبسوطة. 
قال : محنا قولنا مؤقتة. 
قلت : في حاجة تانية قلقاني اوي. 
قال : في ايه تاني؟ 
قلت : عند انتصار.. اتصالحوا مع خالتها. 
قال : وانت قلقان من ابن خالتها مش كدا. 
قلت : يعني. 
قال : المهم هي يا عماد، انت مش واثق فيها. 
قلت : مش عارف انا حاسس اني تايه. 
قال : عماد.. محبش اشوفك كدا انت طول عمرك مميز بثقتك في نفسك. 
قلت : انا تعبان اوي. 
قال : شوف لازم تعرف ان انتصار لو موقفتش جنبك في محنتك دلوقت، يبقى لا يمكن تصبح تكون ليك. 
قلت : هي بصراحة لغاية دلوقت واقفة جنبي. 
قال : يبقى خلاص مش لازم تتعب نفسك في اجتهاداتك الخاصة، وسيب الامور تمشي عادي. 
قلت : لو مجتهدتش في افكاري مبقاش عماد. 
قال : وللاسف دي مشكلتك. 
قلت : والحل ايه؟ 
قال : زي ما قولتلك سيب الامور تمشي عادي. 
قلت : الواحد متعود انه يتحكم في الامور مش العكس. 
قال : كل وقت وله ادان، والمطلوب منك الصبر. 
قلت : اديني صابر. 
ومع العمل الجديد بدأت مرحلة جديدة في حياتي مرحلة من القلق والتوتر وانعدام الوزن، فأنا لا احس بذاتي في العمل...ودخلي من العمل لا يكفي مصاريفي ولولا وجود مال سابق معي كنت مدخره لكان الامر زاد سوء، ولكن ما باليد حيلة. 
تقابلت مع انتصار في يوم الاجازة وكالعادة الصمت حليفها. 
بادرتها : ايه اخبارك؟ 
قالت : مفيش جديد. 
قلت : انتصار انا عايز احس انك جنبي. 
قالت : بصراحة طريقتك دي بتبعد المسافات بنا. 
قلت : قصدك ايه؟ 
قالت : انت شايف ان شغلك دا كويس. 
قلت : لأ بس مفيش غيره. 
قالت : انت مدورتش اصلا واكتفيت بوضعك كدا. 
قلت : طب ايه في ايدي اقدر اعمله؟ 
قالت : والله دي مشكلتك انت. 
خيم علينا الصمت وانا لا اجد ما اقوله فكلامها منطقي، ولكن يجب ان تقف بجواري في محنتي بدلا من تحطيمي بذلك الكلام. 
بادرتني : ساكت ليه؟ 
قلت : اول محنة امر بيها.. يكون دا رد فعلك. 
قالت : سيبك من الكلام دا وخلينا واقعيين. 
قلت : حبنا بقى كلام يا انتصار؟ 
قالت باستهزاء : لا يا سيدي بحبك ومبانمش الليل من كتر ما بفكر فيك، لكن بعدين.. الكلام دا مبيعمرش بيت. 
قلت : والحل في رأيك؟ 
قالت : المشكلة فيك انت وانت ادرى تتحل ازاي. 
قلت : كلامك دا اكيد وراه حاجة. 
قالت : حاجة ايه؟ ما بلاش الاوهام اللي في دماغك دي. 
قلت : كلامك بيأكد انها مش اوهام. 
قالت : فسرها زي ما انت عايز. 
قلت : طب يلا بينا. 
وصلت انتصار الى بيتها وذهبت الى النيل لكي يساعدني في الخروج من تلك الازمة، وجلست استرجع ما دار بيننا من حديث.. عقلي يؤكد صحة موقفها... وقلبي يرفض ويؤكد سلبية موقفها معي، وحل الازمة كلها يتوقف على العمل فيجب ان اعيد ترتيب اوراقي، و وصلت الى ان اعمل في تجارة الملابس المستوردة.. فعملي اكسبني بعض الخبرة، ولكن ينقصني المال اللازم لتلك التجارة..فوضعت عدة حلول لتوفير ذلك المال. 
عدت الى المنزل و وجدت احمد ومنار جالسان يشاهدون التلفاز، اخبرتهم بما فكرت به واني بحاجة للمال فقط فسألني احمد عن المبلغ واخبرته اني بحاجة لالف جنيه. 
قال : دا مبلغ كبير يا عماد هتتصرف فيه ازاي؟ 
قلت : هعرض على انتصار اخد شبكتي ولما ربنا يكرمني هردها تاني. 
قال : ولو رفضت؟ 
قالت منار : ياخد دهبي. 
قلت : الحقيقة هو دا اللي في دماغي. 
وبالفعل عرضت الامر على انتصار وما كان منها الا الرفض، والحقيقة لم يكن الامر مفاجأة لي لان انتصار ليست من النوع الذي يضحي باي شيء مهما كانت المسميات، لكن اشد ما يؤرقني اني احبها وحبها يتملكني بطريقة تستفزني ولكن الامر ليس بيدي. 
وبالفعل اخذت ذهب منار ودبرت به امري وبدأت في تجارتي الجديدة وكانت بداية مبشرة، وذلك ساعد على رفع معنوياتي للسماء لاني عدت اشعر بذاتي التي كنت افتقدها. 
في احدى لقائاتي مع انتصار دار بيننا ذلك الحديث. 
قالت : انا عارفة انك زعلان مني. 
قلت : مشكلتي اني مش عارف اخد منك موقف لكن حذاري اني صبري يخلص. 
قالت : انا واثقة في حبك ليا، و بعدين لولا موقفي دا كان زمانك زي مانت لسة. 
قلت : وموضوع الشبكة؟ 
قالت : انا مكنتش عايزاك تصطدم مع بابا عشان كان هيرفض. 
قلت : ميزتك انك عارفة انتي بتعملي ايه كويس. 
قالت : عماد انا عايزاك تصفالي وعايزة حبنا يكون اقوى من الاول. 
قلت : كل اللي جرا في الفترة اللي فاتت عمل شرخ كبير في علاقتنا، واكيد هياخد وقت عشان يلم تاني. 
قالت : بحبنا نقدر نعمل المستحيل. 
قلت : دلوقت حبنا بقى له قيمة! 
قالت : ما قولنا ننسى اللي فات ونبتدي من جديد. 
قلت : على طريقتك بقى، انتي سبب الشرخ وانتي اللي تداويه. 
قالت : وانا تحت امرك اداويه ازاي؟ 
قلت : بالطريقة اللي تريحك. 
فأمسكت يدي وقالت : الطريقة اللي تريحني شكلك ميشجعش عليها، افرد وشك بقى. 




تعليقات