رواية اوقات لا تدوم الفصل الثامن 8 الكاتب بقلم مجهول


رواية اوقات لا تدوم
الفصل الثامن 8
الكاتب بقلم مجهول 

لم اذهب الى الشركة في نهار ذلك اليوم وذهبت في المساء.. دخلت الغرفة وكانت انتصار جالسة مع سوسن يتحدثان، فحييتهما وجلست على مكتبي اقلب في الاوراق الخاصة بالعمل، فقامت سوسن تستأذن ولكن انتصار طلبت منها الجلوس وهذا موقف غير تقليدي من انتصار، وذلك يؤكد انها غاضبة مني لسبب ما. 
حان وقت الانصراف ونزلنا سويا دون ان ينطق كلانا بأي كلمة، وعند مدخل العمارة الكائن بها مقر الشركة
قلت : مالك يا انتصار في حاجة؟ 
قالت : انت شايف في حاجة؟ 
قلت : بلاش الاسلوب دا.. في حاجة، اتكلمي! 
قالت : هو دا اسلوبي طول عمري بس انت مش واخد بالك. 
نظرت لها ضاحكا ولم اتفوه بكلمة. 
قالت في حدة : بلاش نظرة الاستهزاء دي. 
قلت : ما هي دي بردو نظرتي بس انتي مش واخدة بالك. 
قالت : على العموم لو فاضي تعالى وصلني. 
قلت : ولو مش فاضي انا تحت امرك. 
ولاول مرة منذ ارتباطبنا لا تضع انتصار يدها في يدي وذلك يؤكد مدى غضبها، فنظرت لها واطالت في النظرة فنظرت لي. 
قالت : اول مرة تشوفني؟ 
قلت : الصراحة.. معجب اوي، و معجب بتصرفاتك. 
قالت : متاخدش في بالك. 
قلت : على رأيك.. اللي يتعب من حاجة يتكلم. 
وشاورت لتاكسي وركبنا واوصلتها الى المنزل وتركتها ومضيت الى حالي دون ان اتفوه بكلمة، وفي هذه الليلة لم انم الا في ساعة متأخرة من كثرة التفكير فيما اغضبها لتلك الحالة. 
وفي اليوم التالي لم اذهب للشركة مطلقا، وذلك تعمدا مني رغم لهفتي لها ولهفتي اكثر لكي اعرف سبب غضبها ولكن موقف اخذته بيني وبين نفسي، وطوال ذلك اليوم والتوتر والقلق يبدوان على تصرفاتي. 
الى ان ذهبت في اليوم التالي للشركة.. ودخلت المكتب فوجدت انتصار وسوسن واول ما رأتني انتصار خرجت من الحجرة، وبقيت انا وسوسن في الحجرة فتحركت نحو مكتبي وجلست ونظرت الى سوسن في امتعاض. 
فبادرتني : انت بتبصلي كدا ليه؟ 
قلت : سوسن يوم ما احس انك هتكوني سبب اي مشكلة في حياتي.. صدقيني مش قادر اقولك انا ممكن اعمل ايه. 
قالت : صدقني انا مبتدخلش في حياتكوا، بس هي زعلانة لانك اتجاهلتها في فرح بنت عمك وطريقة كلامك معاها اول امبارح مزعلاها جدا. 
قلت : هي راحت فين؟ 
قالت : تلاقيها في مكتبي. 
قلت وانا متحرك : انا رايحلها. 
وبالفعل وجدتها في مكتب سوسن فدخلت واقتربت منها. 
قلت : شوفي صمتك بيودينا لفين. 
قالت : اهتمامك بيا لازم يكون نابع من جواك. 
قلت : صدقيني انا مكنش قصدي، وانتي عارفة الافراح الواحد مبيركزش في مكان. 
قالت : انا كنت حاسة انك عاوز تقول للناس... 
قاطعتها : بلاش اوهام.. انت عارفة اني بحبك قد ايه، واذا كان حد لازم يزعل يبقى انا. 
قالت : من ايه بقى ان شاءالله؟ 
قلت : اولا من تصرفاتك اول امبارح.. محبش ان دا يكون رد فعلك مع مشاكلنا. 
قالت : وثانيا؟ 
قلت : ازاي تدخلي سوسن ما بينا وانتي عارفة اني مبرتحلهاش ؟ 
قالت : اللي حصل اول امبارح دل غصب عني فعلا لانك استفزتني اكتر بكلامك، و بعدين بصراحة انا اللي وصيت سوسن عشان تصالحنا. 
تحركت نحوها و وضعت يدي على كتفها، فقامت من مكانها ناظرة لي نظرة يملؤها حب وحنان. 
ابتدى عهد احمد اخي معنا في الشركة وعهدوا لي ان اديره، و وضعوا له مكتب معي انا وانتصار في الحجرة.. والحقيقة ساعدني احمد كثيرا باستيعابه للتوجيهات والنصائح الخاصة بسير العمل. 
واكثر شيء اثار انتباهي تلك الالفة التي كانت بين احمد وانتصار ولكن لا تعليق، فالامر غير مستساغ بالنسبة لي.. وبالفعل لفت نظر انتصار الى شكل وطبيعة علاقتها مع اخي، واسعدها شعوري بالغيرة حتى من اخي، واخذ الموضوع فترة الى ان زال ذلك الشعور الغريب من نفسي والغريب ان انتصار كانت تثيرني بتوددها الزائد الى احمد، وهو لا يدري على الاطلاق فهو يتعامل مع الامر بطبيعته.. زوجة اخيه الاكبر. 
تقابلت مع ناصر ودار بيننا ذلك الحديث. 
قلت : في موضوع عايز اسألك فيه. 
قال : خير؟ 
قلت : ياتري ايه وجه الشبه بين الحب والجنس؟ 
قال باسما : اكيد ورا سؤالك دا حاجة؟ 
قلت : المهم ايه رأيك؟ 
قال : انت ايه وجهة نظرك؟ 
قلت : انا عارف ان الجنس مهم جدا في حياتنا، وانه بياخد من اهتمامنا اكتر من حاجات تانية كتير. 
قال : دا صحيح، ايه المشكلة بقى؟ 
قلت : المشكلة اني بحس ان الجنس بيشوه الحب. 
قال : الجنس جزء كبير من التعبير عن الحب. 
قلت : والحب العذري؟ 
قال : ملوش وجود لانه ضد طبيعة الكون. 
قلت : بس اهتمامنا الزايد بيه.. بيشوه صورة الحب. 
قال : ليه الموضوع دا شاغلك؟ 
قلت : حبي لانتصار من نوع الحب العذري... 
قاطعني : وطبيعتها كأنثى.. ضد حبك كدا، ولكنك مضطر عشان تضمن سعادتك. 
قلت : يا اخي انا رأيي ان الحب حب والجواز جواز. 
قال : شوف الست ممكن تتغاضى عن كتير من حقوقها الا حقوقها الزوجية. 
قلت : انا مش ضد دا، لكن انا ضد اننا نربط الحب بالجنس. 
قال : هي دي سنة الحياة.. مبنية على الاستمرارية. 
في يوم عطلة الشركة خرجت انا وانتصار وجلسنا في احدى الكازينوهات النيلية ، وطال الصمت بيننا. 
بادرتها : لا اسكت الله لكي حسا. 
قالت : ... هقول ايه؟ 
قلت : انتي اتعودتي ان لازم انا اللي اتكلم؟ 
قالت : انت عاوز تتخانق؟ 
قلت : بالعكس انا عايز النهاردة احبك وبس. 
قالت : وازاي بقى يا سيدي؟ 
قلت : تعرفي السعادة اللي جوايا تكفي الدنيا كلها. 
قالت : يارب دايما. 
قلت : انا مش عارف عمري اللي عدى قضتيه ازاي من غير حب. 
قالت : فعلا شعور الحب اجمل شعور في الدنيا. 
قلت : اكيد لان كل طرف بيأكد للطرف التاني ذاته وبيرضى غروره. 
قالت : وضح يا فيلسوف. 
قلت : شعور جميل ان الانسان يحس انه مرغوب و وجوده بيهم حبيبه. 
قالت : كلامك جميل ، ياريت افعالك تبقى جميلة. 
قلت : يا بنتي انا كل حاجة فيا بتأكد حبي ليكي، على عكسك انتي. 
قالت : صدقني مش مجاملة.. بس وجودك في حياتي اصبح شيء ضروري جدا، ومع وجودك اصبح لحياتي معنى تاني. 
قلت : ايه هو المعنى دا؟ 
قالت : معنى مش قادرة اعبرلك عنه، ولكن باختصار حسيت بذاتي.. وحسيت اني مش ملك نفسي. 
قلت : انتي النهاردة في قمة الرومانسية. 
قالت : عشان متقولش اني مبتكلمش. 
قلت : انا بطبعي انسان متمرد دايما عايز اوصل للافضل. 
قالت : تعرف.. نفسي الايام تجري بسرعة والاقي نفسي في بيتنا سوا. 
قلت : اديكي شايفة.. انا ببذل كل جهدي عشان نقرب المسافات اكتر واكتر. 
قالت : عارف نفسي في ايه دلوقت؟ 
قلت : نفسك في ايه؟ 
قالت : نفسي احضنك.. نفسي اعوض العذاب اللي شفناه في حياتنا. 
قلت : تعرفي اكتر وقت بحس فيه بالامان..واحنا ضمين بعض ومفيش بينا اي حواجز. 
نظرت اليّ ساهمة.. شاردة الفكر، وعشت معها تلك اللحظة الجميلة التي يتمناها كل المحبين. 
مره عام على ارتباطي بانتصار وجلست مع نفسي اقيم ذلك العام بايجابياته وسلبياته والايجابيات كانت اكثر بكثير فمع انتصار عرفت معنى الحب واحببت الحياه بكل ما فيها من مشاكل كما ان انتصار قدره على ملء حياتي فكثيرا ما تغلبت تغلبني احساس اني اعيش لها وبها فدائما كانت تدفعني للامام وذلك كان نابع من داخلي حتى اكثر المسافات اما السلبيات فهي مزاج انتصار المتقلب ولكني تعودت على ذلك وكنت قادر على اعادتها لطبيعتها وصمتها الرهيب فدائما انا الذي ادير دفه الحديث واعاني لكي اخرج الكلام من بين شفتيها وبعد ذلك العام بدات مرحله هامه وحيويه في حياتي في البدايه كانت في العمل حيث ان صاحب العمل باع الشركه الى ابن عمي لانه كان ينوي الهجره ومع الاداره الجديده كان اسلوب جديد يتخلص من الشهادات المتوسطه في مندوبي البيع وكان حظي سيء حيث انهم استغنوا عني وبقى احمد اخي لانه حاصل على معهد فوق المتوسط وانتصار لانها في السكرتاريه وكان لذلك القرار اثر والسيء في نفسي حيث انه يجب ان اخطط لحياتي من جديد. 


تعليقات