رواية اوقات لا تدوم الفصل السادس عشر 16 بقلم الكاتب مجهول


رواية اوقات لا تدوم
الفصل السادس عشر 16
بقلم الكاتب مجهول

بدأت انا وزينة نستعد لفتح شركة سياحة، لكنها رفضت ان تكون شركة.. واكتفت باعطائي المال اللازم لفتح تلك الشركة، رغم معارضتي لذلك ولكن الحاحها ارضخني لطلبها، واكتفينا بوجود مروان معنا في الشركة لما له من معزة لدينا، وسميت الشركة بأسم زينة تورز.. وكان ذلك عرفانا مني لحالي مع زينة، وبدأنا العمل بالفعل وكانت البداية مبشرة للغاية، حيث كون اثينا مدينة سياحية ساعدنا كثيرا في عملنا. 
وصلني خطاب من ناصر يخبرني فيه بزواجه من ابنة عمه سهام بعد وفاة زوجها، و اخبرني انه وجد زواجه من سهام فرصة لكي يتزوج.. فهي تعيش كما هي في شقتها كما انه يعزها بعض الشيء، واحواله بدأت تستقر بعد زواجه. 
تحسنت احوالنا المادية للغاية فالمال في ازدياد واقترحت على زينة ان تقطن شقة اكبر تناسب مكانتنا الان... 
قالت : وماله بس انا احب احتفظ بالشقة دي. 
قلت : ليه؟ 
قالت : الشقة دي شوفت فيها اسعد ايام حياتي معاك. 
قلت : هو انت دلوقت مش سعيدة؟ 
قالت : لا طبعا، بس الشغل واخدك مني شوية. 
قلت : انتي عارفة اننا لسة في البداية ولازم نثبت اسم زينة تورز في عالم السياحة. 
قالت : عارفة دا طبعا بس محبش اي حاجة تاخدك مني ايا كانت. 
في احدى الايام جلست اقيم زواجي من زينة وتقييمي اساسه المقارنة بين زينة وانتصار، وكل النقاط الايجابية كانت في صف زينة... الرومانسية.. التضحية.. الايجابية في معايشة الامور.. كما انها تحبني لذاتي.. ترضي غروري كرجل شرقي.. تعرف حدودها ومكانها وتتحرك من خلاله، كلها امور كنت افتقدها في انتصار وتذكرت تلك المقولة (نضارة الحب عميا) حتى سلبيات زينة ليست ذو اهمية، لانها لا تؤثر على علاقتنا وان كانت تضايقني لاني غير قادر على تجميل المستقبل لها، فدائما لديها ما يخيفها من الغد.. وذلك الاحساس كامن بداخلها منذ وفاة والديها وهي صغيرة، وبعد تلك الجلسة الخلوية وصلت الى ان الانجاب هو الحل حتى تشعر زينة باهميتها واهمية المستقبل لوليدها القادم، وبقى ان اقنعها بذلك. 
في احدى جلستنا انا وزينة بعد يوم عمل شاق. 
بادرتها : في موضوعين في غاية الاهمية عايز اكلمك فيهم. 
قالت : وانا سمعاك قول. 
قلت : انا بقترح نفتح فرع لزينة تورز في مصر. 
قالت : انت ناوي تنقل اقامتنا ولا ايه؟ 
قلت : لا ابدا، احنا هنروح نأسس الشركة ونقضي كام يوم ونسيب ادارتها لاحمد اخويا، وان شاء الله قدام شوية نفتح فرع في تونس زي ما اتفقنا. 
قالت : سيولتنا المادية هتكفي. 
قلت : بالميزانية اللي في دماغي هيكفي ويفيض نشتري شقة كويسة في مصر. 
قالت : طالما دي رغبتك خلاص. 
قلت : شكلك مش مقتنع ليه؟ 
قالت : بصراحة... حاسة ان مصر واللي فيها ممكن ياخدوك مني للابد. 
قلت : كلامك دا مفتاح للموضوع التاني. 
قالت : ايه هو الموضوع التاني؟ 
قلت : احنا اول ما ارتبطنا اتفقنا على عدم الخلفة لحد ما نكون نفسنا، واحنا دلوقت الحمدلله. 
قالت : ايه اللي فكرك بالموضوع دا دلوقت؟ 
قلت : اولا الحنين لابن يكون امتداد لينا، وثانيا احنا دلوقت الحمدلله نقدر نعيشه في مستوى احسن من اللي احنا عيشنا فيه. 
قالت : ايوة بس انا خايفة. 
قلت : خوفك دا ملوش اساس. 
قالت : افرض اتكتب عليه يتحرم من امه زيك..او من الاتنين زيي. 
قلت : دي حاجة بتاعة ربنا ، وبعدين محنا كويسين اهو وربنا كرمنا. 
قالت : منين تضمن ان ربنا هيكرمه بناس كويسة زي اللي قابلناهم في حياتنا. 
قلت : انتي ليه بتقدري شيء في علم الله، وبعدين انا شايف ان المولود دا هيكون له تأثير كبير في حياتنا. 
قالت : ... انا راضية بنصيبي وانت بالنسبالي ابني واهلي كلهم. 
قلت : لو ربنا رايد لنا الخلفة احساسك بذاتك هيكبر وعلاقتنا هتبقى اقوى، بدل الاوهام اللي في دماغك دي.. ارجوكي يا زينة حسسيني اني قدرت اسعدك زي مانتي سعدتيني. 
فتحركت نحوي وارتمت في احضاني ودموعها تسيل على خدودها.. فاحتضنتها. 
قلت : ساعديني اسعدك يا زينة.. ارجوكي. 
مره على كلامي انا وزينه حوالي شهر ، كنت خلاله ارتب نفسي لكي اقوم بتحويل المبلغ المطلوب الى مصر ، وبالفعل بدانا نعد انفسنا للسفر الى مصر ولكن فاجأتني زينه بنبأ حملها، وكانت لحظه تاريخيه في حياتي...فهو شعور سعيد اول مره اشعر به في حياتي..فالأبوه ايضا غريزه مثل الأمومه، وكانت تعليمات الطبيب الراحه التامه لزينه فطلبت مني زينه ان اسافر بمفردي، ولكني رفضت ذلك ولكنها الحت علي ان اسافر وبالفعل ارسلت الى اهلي اخبرهم بموعد قدومي اليهم. 
قبل سفري بساعات كنت جالس بجوار زينة في حجرتها. 
بادرتها : كان نفسي تكوني معايا. 
قالت : معلش الايام جاية كتير. 
قلت : مش هوصيكي على نفسك. 
قالت : هتقعد قد ايه؟ 
قلت : عشرين يوم بالكتير. 
قالت : ربنا يجيبك بالسلامة. 
حلقت الطائره في السماء بدأت اعيد ذاكرتي الى مصر وكل من اعرفهم في مصر، وبالفعل للوطن شوق وحنين واكثر ما كان يفرحني هو رؤيتي للنيل مره ثانيه ، واشد ما كان يحيرني كيفية اللقاء بيني وبين انتصار..فهي لا تمثل لي اي اهمية الان ، ولكن الانسان بطبعه ضعيف امام عواطفه مهما عفا عنها الزمن، حيرتي شديدة من كل شيء في مصر فالبعد يولد بعض الفتور في المشاعر والاحاسيس، فقت من تفكيري على صوت المضيفه وهي تقدم لي الوجبه الغذائيه بدأت اتناول الوجبه وانا شارد الفكر في مصر وانطباع تلك الزياره في داخلي وداخل كل من اقابله، فانا لا اعتقد ان الغربه غيرت طباعي او غيرت من نفسي شيء، كما انه تضايقني نظرة الناس والمجتمع للانسان العائد من غربه يتصورون انه بنك متحرك او انه انسان من كوكب اخر ، المهم انها نظره تضايقني للغايه، فقت من فكري على صوت كابتن الطائرة يعلن عن دخولنا المجال الجوي لمصر،ونظرت من الشباك الزجاجي اشاهد مصر من اعلى،فهي جميله وساحره ووصلت مصر وانتهت اجراءات السفر في سرعه ووجدت احمد ومنار اشقائي ومعهم ناصر صديقي في انتظاري وسررت لرؤيته ولوجوودهم في انتظاري وتعانقنا وتبادلنا الاشواق والسلامات، وطول طريقنا الى المنزل وحديث ذكريات متبادل بيننا، وصلت الى المنزل وارتميت في احضان والدي ففعلا له وحشه ..وسلمت على زوجه ابي، ودارت عيني تطوف بالمنزل تحركت نحو غرفتي فهي الاخرى جزء من حياتي وجلست على كرسيي مفضل، وتركني ناصر الان اقابله غدا بعد ان استريح من عناء السفر واحمد ايضا تركاني على ان يعود في المساء وفي صحبته زوجته انتصار وبقيت انا ومنار بمفردنا.. 
قالت : ربنا يقومهالك بالسلامة. 
قلت : يارب...، ايه اخبارك وعاملة ايه؟ 
قالت : انا الحمدلله المهم انت ايه اخبارك ؟ 
قلت : تمام اوي، واكتر مما كنت اتخيل. 
قالت : ليك وحشة. 
قلت : قوليلي ايه اخبار احمد. 
قالت : هو كويس بس المالية مش قد كدا. 
قلت : ليه هو مش شغال هو وانتصار. 
قالت : لا قعدها من الشغل شهر تقريبا عشان الحمل. 
قلت : انتصار حامل؟ 
قالت : ليه لا هي مش متجوزة! 
شعرت بنبرة خبث في صوت منار. 


تعليقات