رواية ابنة القاضى والفتى الفقير الفصل الثاني 2 بقلم غيداء على



















رواية ابنة القاضى والفتى الفقير

الفصل الثاني 2

بقلم  غيداء على



....... ذهب الولد إلى المحكمة وجلس ينتظر حتى أكمل القاضي عمله ثم طلب الإذن مقابلته فأدخلوه
قال القاضي تفضل ماذا تريد يا بني وما حاجتك
قال الولد يا سيدي الشيخ جئت إليك لطلب يد إبنتك
قال القاضي لمن تريدها
قال لي أنا

اجابه القاضي مرحبا بك انت إبن من 
قال أنا إبن فلان الفلاني
بدأ القاضي يفكر ولم يعرفه فقال اسمح لي يا ولدي لم أعرفه
والدك أين يعمل
قال له والدي متوفي وكان يخدم عند الناس عمله حزام
فكر القاضي قليلا وقال له مرحبا بك

إندهش الولد وقال يعني انت موافق
قال القاضي موافق لاكن بشرط فلا اشترط عليك لا ذهب ولا فضة وإنما أريد أن أعرف حكاية الرجل الذي يبيع في الجوز بضرب الكف عندما تحكي لي  قصته أزوجك إبنتي والله شاهد 

ودع الولد القاضي ورجع إلى الدار لا تسعه الدنيا من الفرح قالت له أمه :ماذا  فعلت هل وافق القاضي؟
أجابها : نعم  لكنه شرط علي ان آتيه بحكاية الرجل الذي يبيع في الجوز بضرب الكف

صاحت المرأة :  على سعدي ومن أين ستأتيه بهذه الحكاية ؟هذا إن كانت أصلا موجودة
طمأنها الولد حتى استرجعت هدوءها ثم رد عليها :لا تخافي يا أمي في كل مقهى هناك حكاواتي لا بد أن أحدا منهم يعرف الحكاية

لبس الولد لباسه القديم وذهب إلى المقهى الذي في آخر الحي وجد الحكواتي جالسا وحوله حلقة وهو يقص عليهم أعجب الأخبار وهم يدخنون الشيشة ويشربون الشاي

ولما إنتهى سلم عليه وسأله إن كان يعرف حكاية الذي يبيع في الجوز بضرب الكف

إستغرب الرجل،وأجابه لم أسمع بها هذه لا يعرفها إلا الشيوخ عليك أن تدور على المقاهي لعلك تجد شيخا مسنا يعرفها فشكره الولد وقال له في أمان الله

ثم بدأ ينتقل من الحي  إلى الآخر وكلما وجد مقهى دخل إليه وسأل إن كان هناك من يعرف الحكاية لكن الإجابة كانت دائما :لم نسمع بها وبعدما تعب من المشي جلس في الحي  وكل من مر أمامه سأله ثم رأى شيخ  كبير السن يخرج من داره 

فلما رآه الشيخ وقد تورمت قدماه ولفحته الشمس قال له قم إغتسل وسأحضر لك طعاما ولما سأله لماذا هو على هذه الحالة أخبره أنه منذ أيام يبحث عن حكاية الذي يبيع في الجوز بضرب الكف

فحك الرجل لحيته وقال له لقد سمعت بهذه الحكاية الغريبة عندما كنت صغير وهذا الرجل ليس من هنا ولست متأكدا من المكان ربما مصر أو العراق ربما في  أحد الدول العربية  لقد مر زمن طويل على ذالك

قال الولد لا أعرف كيف أشكرك سيدنا الشيخ ،
رد عليه ،أرجو أن لا تتعب لأجل وهم لكن لا مانع أن تسافر ففيه خمسة فوائد، كما يقولون

تحامل الولد على نفسه وعاد إلى أمه وقال لها :لقد وجدت من يعرف الحكاية وإن شاء الله سأعود بخبر الذي يبيع الجوز  يبيع في الجوز بضرب الكف

فرحت الأم وقالت له وأين تنوي أن تذهب فأحياء  المدينة كثيرة   
فقال لها ليس هناك ولا حتى في كل هذه البلاد  سأسافر إلى مصر 
لما سمعت الأم ذلك ضربت على صدرها وقالت :كيف ستسافر إلى بلاد لا تعرفها وأنت لم تغادر حتى الحي التي تعيش فيها ثم من سيطعمك في البوادي والقفار 

أجابها ليس هناك شيئ يأتي دون تعب سأتحمل المشاق من أجل عيون إبنة القاضي فلعنت الأم في سرها هذا الرجل وابنته وقالت ألم يكفيني ما أعانيه حتى يغرم بتلك الفتاة

ومن هي حتى يموت من أجلها جوعا وعطشا لكنها بعد ذلك إستغفرت الله فربما وجد إبنها حظه في بلاد أخرى وينسى تلك البنت من باله ثم أنها إقترضت بعض المال من جارتها واشترت بعض من الزاد والتين المجفف وقربة ماء ليحملهم معه في سفره وما تبقى من مال وضعته له في صرة صغيرة

ثم قالت له إني فقيرة وليس لي سوى أن أدعو لك وإن إستعصى عليك السفر فارجع ولا تكلف نفسك ما لا طاقة لك به فوعدها بذلك ثم ودعها ودموع المرأة تجري على خدّيها ،

فأول مرة سيبتعد عنها ولا تعلم إن كانت ستراه مرة أخرى راح الولد في سبيله وهو عاقد العزم أن يعود بسرعة لأمه فهو لا يحتمل بكاءا
فبدأ رحلته في الخلاء و القفار واتباع القافلات. 



                    الفصل الثالث من هنا 

تعليقات