قصة مملكة مصاصي الدماء البارت الرابع والعشرون 24 بقلم مجهولا







قصة مملكة مصاصي الدماء

البارت الرابع والعشرون 24

بقلم مجهولا

"هل تستطيع التحول لخفاش هاه؟"

"تستطيع صحيح!! ذلك مذكور في الكتاب!"

أشاح الساكن أنظاره عن الصغيرة ثم أعاد لإتمام قراءة كتابه بهدوء 

"أستطيع"


قفزت إميليا من مكانها بمرح شديد

تشعر بالحماس الكبير 


إقتربت نحوه قليلاً وهي تحاول إسترجاع وقاحتها وعدم إظهار خجلها الطفيف منه


ضمت الكتاب بين ذراعيها ثم أمالت رأسها قليلاً تحاول رؤية عنوان الكتاب المخملي القاتم الذي بين يدي الغرابي 


"مالذي تقرأه ؟"


"شيء لا يناسب الأطفال"


"أنا في الثامنة عشر ! لست طفلة"


"أنتِ كذلك نسبة لي"


عكرت الصغيرة ملامح وجهها بإنزعاج

تكره أن يتم تلقيبها بالطفلة


"ربما لأنك عجوز!!"


"لازلت شاباً"


"لست كذلك ! أنت في الخامس و الثلاثين من عمرك"


"و؟"


"يعني أنك.. رجل لست شاباً"


تراجعت إميليا خطوات بسيطة للخلف بينما تشتت نظرها في الأرجاء بخدود متوردة، تشعر بالخجل و التبعثر كلما تذكرت أن جيون رجلٌ بالغٌ و راشد كذلك ملكٌ لمملكة كاملة


هي تراه رجل متكامل من كل النواحي

وذو هيبة عظيمة..

لطالما كانت تتمنى فارس أحلام بذات النوعية


لكنها عنيدة و ترفض الإعتراف بذلك..


"رجل؟ ألم أكن عجوزاً قبل لحظات"


إبتسامة ماكرة تزين ملامحه الهادئة

كم يجد العبث مع الصغيرة ممتعاً


"ما عنوان الكتاب؟"


غيرت إميليا موضوع الحديث بسرعة ثم سألت مجدداً عن الكتاب، لديها فضول كبير حول ذوق الغرابي في الكتب

فهذه أول مرة تراه يقرأ كتاباً

ظنت سابقاً بأنه ليس من محبيها


لاعجب كونها وصفته بالرجل المتكامل.


بعثر الجامد خصلات شعره يبعد عنها عيناه الغرابية ثم أعاد تركيزه نحو كتابه وقد نطق كلماته بهدوء


"الغضب و النشوة"


"ماذا يعني ذلك؟"


"قلتُ بكونكِ طفلة"


زفرت الأخرى أنفاسها بضيق

وقد ورد سؤال مفاجئ في ذهنها

فلم تمنع نفسها من سؤاله


"هل ..أنا في نظرك مجرد طفلة صغيرة؟"


هي تتمنى عدم سماع ما لا ترغب به

لا تريد أن تكون مجرد طفلة في نظره

تود أن تكون تلك المرأة الجيدة كما قالت أليس سابقاً


هي قد تخيلت فجأة !

ماذا إن كان يعتبرها الغرابي مثل إبنته الصغيرة فقط ؟!!


فهو يكبرها بحوالي سبعة عشر سنة !


"لا"


أفاقت من شرودها على أثر صوته الخامل

إستغرقت وقتاً لتستوعب 


"لا؟ يعني أني لست طفلة في نظرك صحيح؟"


"أصبحتِ كثيرة الأسئلة"


"قرد بغيض!"


ألقت عليه نظرات غاضبة و تراجعت لتخرج من الغرفة ثم تغلق الباب خلفها بقوة كبيرة


لكن لم تمر سوى ثواني قليلة حتى فتحت الباب مجدداً وهي تطل برأسها بطريقة بلهاء


"هيي جونغكوك!"


أعين الغرابي الناعسة قد توجهت نحوها سريعاً، كانت تلك أول مرة تناديه بإسمه المجرد وجهاً لوجه


كم كان إسمه جيداً على لسانهاَ


"أنت تعلم بأمرِ العدو جانغ صحيح؟"


"أعلم"


"و تعلم بوجوده في غرفتي تلك المرة؟"


"أجل"


"وسمعتَ كل كلامه؟"


"فعلت"


"و تعـ.."


"يكفي!"


نطق بصوتٍ حادٍ نحو التي تستمر بالسؤال

لقد بدأ يشعر بالصداع بالفعل

كما أنها قاطعت وقت راحته


بوزت الأخرى شفاهها ببغض ثم غادرت مجدداً و مرة أخرى قد أغلقت الباب بقوة أكبر من السابق


تنهد الغرابي بينما يده قد إرتفعت تدعك مابين حاجبه

الصغيرة ستسبب له الخرف المبكر


لم يلبث أن يعود لكتابه حتى فُتح الباب مجدداً من طرفها مرة ثانية


"أيمكـ.."


"كفى !"


كانت أول مرة يرفع الغرابي فيها صوته

كان على وشك الجنون من تصرفات تلك الصغيرة


"ياا أنا فقط أود أنـ.."


"إلى غرفتك!"


نطق بحدة نحو التي تعكرت ملامحها مجدداً و قد خرجت من الغرفة


"إياكِ!"


كانت على وشك صفع الباب بقوة كما السابق لكن هسهسة الغرابي المحذرة وهو يترك كتابه جانباً جعلتها تخاف قليلاً

تعلم جيداً مدى خطورة غضبه


أمسكت مقبض الباب الكبير ثم بدأت بإغلاقه بهدوء تزامناً مع ملامح جيون التي قد هدأت


لكنها ماكرة !


فقد أغلقت الباب مجدداً بقوة كبيرة ثم فرت هاربة بأقصى ما لديها و هي تضحك بهستيرية 


كل ما أمكنها سماعه قبل هروبها هو صوت خطوات الغرابي القوية نحو الباب


مجنونة !


دخلت غرفتها بسرعة ثم أغلقت الباب خلفها جيداً، وقد دفعت أحد الأرائك الثقيلة نحو الباب حتى تمنع دخول أي أحد


وهي لا تعلم بكون جيون قادر على كسر الباب و الأريكة بقبضة واحدة لاغير !


"قرد متعجرف، كنت أرغب بقضاء الوقت معه قليلاً لاغير"


تحدثت الصغيرة بصوتٍ منزعج بينما إرتمت على سريرها الحريري وقد ألقت بالكتاب جانباً بإهمال، تشعر بالإنزعاج الكبير من كون جيون دوماً ما يرفض قضاء الوقت معها 


بينما مع تلك الفتاة الضيفة فالعكس !


هي غير قادرة على تخطي منظره وهو يتنزه معها ..


لحظات هدوء قد مرت عليها قبل أن تضع يداها على وجهها ثم تنتحب بصوتٍ عالٍ 


للتو تذكرت مظهر الغرابي قبل قليل !


لم تكن قادرة على إبعاد عيناها عن عضلات معدته !


ظلت تتكور حول نفسها بملل

كانت تعتقد أنه سيتبعها لغرفتها و يحاول خنقها بعدما فعلته


فقد أغضبته و كثيراً 


"صوته وهو مرتفع رائع حقاً ! أتسائل عماَ إذا كان مظهر أي شخص غاضب بتلك الوسامة أم هو فقط الوسيم"


حسنا.. هي صريحة للغاية مع نفسها

لا يمكنها نكران كم كان صوت الغرابي المرتفع رائعاً


هو فقط كان يشع رجولة..

كما أنها المرة الأولى التي يرفع بها صوته

لطالما كان ذا الصوت الهادئ و الشخصية الجامدة


حتى غضبه كان هادئاً دوماً


مهلا ! هل هي مزعجة في نظره !؟


أم أنها قد أغضبته بشكلٍ مبالغ

ربما عليها الإعتذار له !


الكثير من الأفكار قد تزاحمت في رأس الصغيرة

كانت على وشك الإنفجار حقاً ..


وفي نهاية المطاف قد نامت بعشوائية على سريرها

حيث أن قدماً كانت تتدلى من على طرف السرير و رقبتها في وضعٍ غير مريح


الساعة كانت تشير للرابعة بعد منتصف الليل


بعض الرياح القوية قد حلت خارجاً


و الأشجار تتحرك ببعض القوة

الظلام كان دامساً للغاية، حتى القمر كان محجوباً أسفل الغيوم الرمادية الداكنة


الصغيرة لم تنتبه لشرفتها المفتوحة

فقد نست إغلاقها تماماً


و هاهو ذا زجاج الشرفة يُفتح ببطء و يدخل من خلاله الرجل الملتحف بالعبائة السوداء 


قد أتى للتخلص من الصغيرة، بعدما وصلته أخبار من محاولتها لخداعه


حسنا.. أليس قد غدرت بإميليا مجدداً

فقد كانت ضعيفة أمام قلبها


تقدم الرجل بخطواتٍ هادئة نحو الصغيرة النائمة بعمق

أبعد قبعة عبائته عن وجهه ثم أخرج الخنجر القاتم من جيبه الخلفي


حاول التقدم خطوة أخرى لكنه لم يشعر بنفسه إلا وقد إرتد جسده للخلف حيث الشرفة بسرعة خاطفة


إلتفت يميناً و يساراً بخوف مما حصل للتو 

حاول رفع الخنجر للدفاع عن نفسه

لكن عيونه قد توسعت بشدة حينما شعر بتلك اليد تضغط بقوة عظيمة على رقبته


كان الغرابي ذو العيون الحمراء الحادة

أصابع يده كانت تخترق رقبة جانغ ببطء شديد، يضاعف له الألم


هو غاضب للغاية من الحثالة الذي أمامه

فقد حاول المَسَّ بصغيرته !


جانغ قد بدأ يلفظ أنفاسه الأخيرة

و قطرات دمائه تتسرب بكثرة لتلوث أرضية الشرفة الرخامية


أفلت الغرابي رقبة الآخر ليقع من الشرفة جثة هامدة 


سكنت ملامحه ثم نفض يده الملوثة بالكامل بدماء جانغ

سار بخطوات هادئة نحو خزانة مستحضرات التجميل الخاصة بالصغيرة


بحث بين أدرج الخزانة حتى عثر على علبة مناديل قماشية كثيرة


حمل العلبة ثم عاد للشرفة و بدأ بمسح أثر الدماء بواسطة المناديل كما قام بتنظيف يده


يعلم جيداً أن الصغيرة لن تكون بخير إن رأتها 


حالما إنتهى ألقى نظرة مطولة حول الصغيرة النائمة و المنغمسة في أحلامها

غير شاعرة بكل ما حدث


شعر برغبة كبيرة في تقبيل خديها الناعمة


ولم يمنع نفسه !


فقد إقترب بهدوء نحوها، عدل طريقة نومهاَ ثم رفع الأغطية الناعمة فوق جسدها

وبعد كل شيء قام بطبع قبلة صغيرة على خدها الأيمن..


أغلق الشرفة ثم غادر من خلالها، لايود الخروج من الباب الموصد بالأريكة

فقد تعلم حينها بكون أحدهم دخل غرفتها


قفز من خلال الشرفة للأرض رغم الإرتفاع الكبير، ثم أمسك بطرف ثياب جثة جانغ ليجرها معه بعيداً


هو يفكر بجعل جثته مشروباً له

ربماَ كعِبرة لكل من يحاول العبث معه


أو أذية صغيرته !


صباحاً..


إنتفض جسد الصغيرة لتستيقظ بفزع بسبب صوت الرعد الذي كان قوياً للغاية 


نظرت بعيون قلقة نحو النافذة المطلة على السماء الغائمة و الأمطار القوية بالإضافة إلى الرعد الذي يصدح صوته القوي كل لحظة 


دعكت عيناها بإرهاق، لم تكتفي من النوم بعد

لقد سئمت من الجو العاصف دوماً هنا


رفعت عيناها تحدق في أرجاء الغرفة بإستغراب

هي تشم رائحة غريبة..

لكنها لا تستطيع تمييز ماهيتها


"يااا"


صرخت بتفاجئ حينما إنتفض جسدها مجدداً بسبب الرعد القوي حقاً


غادرت سريرها بكسلٍ كبير 

الساعة كانت لاتزال السادسة صباحاً

لكن يبدو أن الجو خارجاً لن يدعها تكمل نومها


توجهت مباشرة نحو حمام غرفتها

فقد نست أمس أخذ حمام قبل نومها


ملئت الحوض بالمياه الدافئة و سكبت بعض الصابون كذلك لتصنع بعض الفقاعات الصغيرة


نزعت ما يستر جسدها ثم إستلقت داخل الحوض براحة

كم تحب دفئ المياه التي تريح عظامها


ظلت لفترة طويلة وهي تدعك شعرها بصابون الشعر ذو رائحة اللوز

لقت تعباً كبيراً في تنظيف شعرها الطويل


وفي نهاية إستحمامها قد لعبت قليلاً بالفقاعات ثم إرتدت روب الحمام الحريري الأبيض و لفت رأسها بمنشفة كبيرة ثم غادرت الحمام بعد تنظيف ما خلفته من فوضى 


كتفت ذراعيها حول خصرها بينما تحدق في ثياب خزانتها

لا تدري ماذا ترتدي بالضبط 


قررت في النهاية أن ترتدي شيئاً بسيطاً و مريحاً بعيداً عن الفساتين


خطرت في بالها تقليد ما يرتديه الغرابي عادة

لذا قد حملت بنطالاً أسوداً ضيقاً بعض الشيء رفقة قميص بذات اللون واسع 

ثم حذاء جلدي قاتم 


إبتسمت ببلاهة وهي تحدق بنفسها في المرآة بعدما إرتدت الثياب 

وكانت ترفع شعرها الطويل على شكل ضفيرة عالية


زينت شفاهها بمرطب خفيف ثم وضعت كحلاً بسيطاً أسفل عيناها


كانت بسيطة المظهر، لكن فاتنه !


"ياه من أين لكِ بكل هذا الجمال"


خاطبت نفسها ببلاهة ثم حملت الكتاب الخاص بأمس 

عليها إعادته لألبرت فلم تعد بحاجة له


دفعت الأريكة عن الباب بصعوبة ثم خرجت من الغرفة بملامح هادئة، تشعر بقليل من التحسن في مزاجها هذه الأيام

وقد نست فكرة الهروب تماماً..


"إميليا؟"


إستدارت الصغيرة على الفور نحو ألبرت الذي كان يركض بهدوء نحوها 


تنهدت براحة، فليست مضطرة للذهاب لغرفته البعيدة الآن


"كنت متوجهة لغرفتك"


"حقاً؟ لقد كنت في الإسطبل، هل هنالك أمر ما ؟"


"شكراً على الكتاب"


رفعت الكتاب نحوه وحالما إلتقطه قد غادرت نحو الطابق السفلي من القصر بهدوء


حدق الأشقر في ظهرها وهي تسير مبتعدة ثم زفر أنفاسه ليكمل سيره نحو غرفته


و عقله مشوش حول مظهر الصغيرة

فقد كانت جميلة للغاية بالأسود

لاق بها بشكلٍ كبير


دخل غرفته ليقلب عيناه حينما وجد زوراَ مستلقية على طرف سريره وقد وجهت أعينها الحادة نحوه على الفور 


"هل أصبحت غرفتي فندق؟"


"رُبما"


جلس ألبرت على الأريكة بقرب المدفئة الحجرية بملل، أصبح مرهقاً من كثرة الأعمال التي تلاحقه

من رعاية الأحصنة في الإسطبل إلى مراجعة الوثائق الخاصة بالمملكة قبل تسليمها للرئيس جيون


"ألبرت"


"ماذا؟"


"ما رأيك بنزال؟"


"أوه أجل ! حتى أتلقى لكمة ثانية من الرئيس !" 


وعلى إثر كلماته قد إنفجرت زوراَ ضحكاً لتذكرها لتلك الليلة حينما كانا على وشك أذية إميليا بسبب نزالهما


فقد تلقى ألبرت أقوى لكمة من جيون قد يعرفها في حياته بينما هي قد جعلها تنظف غرفة الصغيرة من الزجاج قطعة بقطعة 

حتى أن أصابعها قد جرحتاَ بالكامل أنذاك


حينما هدأت من ضحكتها مسحت دموعها الوهمية ثم إعتدلت في جلستها وقد تحدثت بجدية 


بل نجعل النزال بعيداً عن القصر"


"لا فائدة، سأهزمكِ على كل حال"


"لا تكن واثقاً من نفسك!"


"لست واثقاً، بل أنا متيقن"


"سنرى!"


_الثانية عشر ظهراً..


أنذاك كانت إميليا مع الطفلة بيلي في أحد الغرف السرية


كانت غرفة خاصة بالفنون، تحتوي على العديد من الصبائغ و الألوان و كثير من اللوحات الفارغة و الأوراق


قد تناولت الصغيرة الفطور و الغداء مع الطفلة بيلي و جدتها هذه المرة، وذلك بعدما جعلت الجدة تخبر الغرابي بالأمر


وحينما رأت الجدة أن إميليا تشعر بالملل قد دلتها لهذه الغرفة حتى تقضي على البعض من مللها


"بيلي"


"نعم؟"


"هلا ناديتي على العم ألبرت ليأتي هنا من فضلكِ صغيرتي"


"حاضر"


نطقت الطفلة بحماس ثم خرجت من الغرفة وهي تركض بسرعة

إبتسمت إميليا على لطافتها بينما رفعت أكمام قميصها الأسود ثم همت بحمل اللوحات الفارغة و صندوق الألوان و الفراشي نحو الباب


فقد قررت أخدهم لغرفتها من أجل الرسم قليلاً


دقائق حتى أتى ألبرت المسرع في سيره، قام بحمل اللوحات و الصناديق عنها ثم أوصلهم لغرفتها وهي إكتفت بالسير خلفه بعدما ودعت بيلي التي عادت لجدتها


"تحتاجين لأي شيء آخر؟"


نطق الأشقر وهو يضع الصناديق المتبقية قرب شرفة غرفتها 


"لا، شكراً لك حقاً"


"لا بأس، بالمناسبة.. الأسود يليق بكِ"


"حقا؟ أشكرك على إطرائك"


إبتسم بلطف وقد بادلته الأخرى الإبتسامة ثم غادر مسرعاً

فقد ترك أعماله و أتى من أجلها

هي ممتنة للطافته معها

ساعتان مضت و الصغيرة جالسة على الأريكة قرب شرفتها أمام اللوحة البيضاء الكبيرة و الصبغات و الفراشي المتنوعة تحيط بها من كل ناحية


هي تحاول التفكير في شيء ترسمه الآن، فقد رسمت ثلاث لوحات قبل فترة 


رسمت في الأولى المنظر من خارج شرفتها وفي اللوحة الثانية جزء من حديقة جيون أما اللوحة الثالثة فكانت عشوائية لإمرأة من خيالها 


والآن، لا تدري ماذا ترسم

حسنا هي موهوبة للغاية في الرسم، دقيقة جداً في رسم الأشخاص و الأشياء


بعثرت شعرها وهي تبتسم ببلاهة


لمَ لا ترسم جيون نفسه ؟!


همت في تنفيذ ما تفكر به

حملت اللوح الخشبي لتمزج عليه الألوان بواسطة الفرشاة الخشبية الرقيقة ثم تبدأ بتمريرها على اللوحة البيضاء


لساعات طويلة وهي ترسم ملامح الغرابي

فقد واجهت صعوبة نظراً لتفاصيل وجهه 


كانت لاتزال رافعة لأكمام قميصها الأسود

و شعرها المجموع على شكل ضفيرة قد تبعثر بعض الشيء


تضع فرشاة خلف أذنها 

و آثار بعض الألوان قد لوثت جانب خدها


لقد فوتت وجبة العشاء ..

تناست أمرها بالفعل و كل تركيزها حول اللوحة


كانت قد رسمت بالفعل ملامح جيون و هيئته

وقد قررت رسم جزء من صدره أيضاً

وبينما هي منشغلة برسم تقاسيم عضلات صدر الغرابي قد شعرت بتحركات هادئة خلفها 


إستدارت بإستغراب لتتوسع عيناها بصدمة من الغرابي الذي يجلس على طرف سريرها بيننا يسند ذقنه على ذراعه و إبتسامة جانبية تعتلي وجهه الحاد


قفزت الأخرى من صدمتها لتقف أمام اللوحة تحاول إخفائها عن أنظاره 


أي موقف هي فيه الآن ؟


الذي ترسم ملامحه و عضلات صدره جالس خلفها ويرى كل ما تفعله !


"م..مالذي ت..تفعله هنا!!"


"أشاهدكِ ترسمينني"


"ل..لا من قال ذلك!!"


إستقام الغرابي ليقترب منها قليلاً بينما حشر يداه داخل جيوب بنطاله الواسع وقد أمال بوجهه نحوها بإبتسامة لعوبة 


"لم أتوقع أن عضلاتي تنال إعجابكِ"


فقدت أنفاسها.

  لقراءة البارت الخامس والعشرون من هنا 

تعليقات