قصة احفاد الجارحى البارت الحادي عشر11 بقلم ايه محمد

 

قصة احفاد الجارحى
البارت الحادي عشر11 
بقلم ايه محمد

  بالمساء
وصلت سيارة اقل ما يقال عليها مركبة فضائية ليهبط منها ياسين الجارحي ورعد وهم بأبهي طالتهم 
حمل السائق والحرس الهدايا التى لا تليق سوى بهم للداخل تحت نظرات ذهول من صفاء لتعلم الآن ما يخشاه زوجها فتلك العائلة عريقة للغاية مظاهرها يرعب الأبدان 
دلف رعد ويليه ياسين بكبرياء ليتوجه للغرفة التى أشار لها محمد فجلس رعد بجانب محمد وياسين علي المقعد المواجه للباب وضعا قدما فوق الأخري بدون تعمد فهو أعتاد على ذلك ولكن من نظرات رعد أستقام بجلسته حتى لا يفترض محمد التكبر منه 
رعد ببسمة مرحه :_أنا جيت في معادي يا عم محمد الشاي جاهز ولا أمشي 
ضحك محمد بصوتا مسموع ثم قال :_لا أذي جاهز طبعا 
فنادى بصوتا مرتفع بعض الشيء :_الشاي يا أم آية 
جلبت صفاء الشاي للداخل عن تعمد لتلقي نظرة علي الشاب الغامض الذي يريد الزواج من أبنتها فغمق قلبها بسعادة لرؤية هذا الشاب الوسيم القابع أمامها 
فخرجت مسرعة بعدما رأت نظرة تحذرية من زوجها 
ياسين ببسمة مصطنعة :_كنت سعيد جدا لما رعد قالي أن حضرتك حددت معاد عشان نقعد مع بعض 
محمد :_أيوا يابني معلش دي عادتنا ممكن تكون قديمة بالنسبالك بس التقليدي أحيانا بيكون سبب الراحة لناس كتير 
ياسين بنفي :_لا أبدا يا عمي مفيش مشكلة  الا يريح حضرتك
بعد قليل دلفت آية بخطوات خجلة للغاية وبيدها الجاتو  عيناها مسلطة أرضا بخجل شديد 
تناول منها أبيها ما تحمله ثم توجه بها للمقعد المقابل له 
محمد لرعد :_تعال بقا نشرب الشاي بره فى التراوه 
رعد بستغراب  :_تراوة أيه دي طب هخلي السواق يجهز العربية حالا 
أنفجر محمد ضاحكا حتى آية فشلت بكبت ضحكاتها 
محمد :_هههههههه الله يجزيك يابني هههههه تعال وأنا هشرحلك ههههه
وجذبه محمد للشرفة الخارجية 
تاركا ياسين بدوامة تصارعه بين ملامح معشوقته وبين الخطط التى يتاخذها 
قطع الصمت الذي طال لدقائق متعدده قائلا بهدوء :_عامله أيه ؟
جاهدت لخروج صوتها وبالنهاية نجحت بذلك فقالت بصوتا منخفض للغاية يتمزق مما تشعر به :_الحمد لله بخير 
ياسين بلا مبالة :_طب كويس 
تطلع للغرفة قليلا ثم قال ونظراته مسلطة علي أرجاء الغرفة :_ أنا وعدت ووفيت قولتلك سيبي باباكي عليا والموضوع منهي 
آية بأرتباك :_بابا لسه موفقش 
ياسين بثقة :_ هيوافق 
تطلعت له بذهول مصحوب بغضبا من هذا المتعجرف فقالت ببعض الحدة :_أيه الغرور دا ؟
إبتسم ياسين بهدوء ثم قال :_مش غرور ممكن تسميها ثقة بالنفس 
آية بنظرات مترددة فهمها ياسين فقال بهدوء لا يناسب سواه:_عايزة تقولي أيه أتكلمي 
رمقته بنظرات كالسهام  بداخلها هفوت من الغضب الدافين ثم عدلت من حجابها كمحاولة لتخفيف توترها الملحوظ ليخرج صوتها أخيرا قائلة بصوتا منخفض :_مش عايزاك تأذي بابا بأي شكل من الاشكال حتى لو حصل أيه حاجة من غير قصد 
نظر لها الدنجوان قليلا يتطلع تلك الفتاة الغريبة التى تمزج بين القوة والضعف في آنا واحد ثم أستطرد حديثه قائلا بكبرياء متخفى :_ياسين الجارحي مش بيرجع فى أيه كلمة بيقولها أطمني لو كنت حابب أذيهم مش هنتظر أذن حضرتك عشان أعمل دا 
لا تعلم لما التمست الصدق بحديثه أو أن رغبتها بذلك هو الدافع القوي لجعلها تلتمس له الصدق فهي كالعصفور أمام الصقر فياسين الجارحي يمتلك النفوذ والقوة لجعله  كالسجان لها 
 قاطع حديثهم دلوف محمد بعد تركهم المدة المحدده للجلوس معه  
رعد بمرح :_التراوه دي حلوه أووي 
محمد :_هههههههه 
ياسين ببسمة بسيطة :_معلش يا عمي أحيانا بحس البني أدم ده غبي 
رعد بغضب مصطنع :_لا عندك فوق أنا أبويا موجود مش كدا ولا أيه يا عم محمد 
محمد بأبتسامة جميلة "_أكيد يابني 
ياسين بحزن مصطنع :_وأنا مش إبنك ولا أيه  ؟
محمد بفرحة  لحديث ياسين المرح فهو يتعمد الجدية الزادة للغاية:_ربنا يبارك فيكم يارب 
ثم وجه حديثه لآية قائلا 
:_أعملينا عصير يا آية 
آية بخجل وهى تنهض من الأريكه وتتخفي من نظراته  :_حاضر يا بابا 
وتوجهت للخروج تحت نظرات ياسين المتفحصه لها بعد خروجها تطلع ياسين لمحمد الجالس بالمقابل له ثم قال بصوتا جادي :_أظن كدا تمام يا عم محمد 
محمد بعدم فهم :_تمام في أيه يا بني ؟! 
ياسين :_يعنى القبول من عند حضرتك ومنتظر رأي آية 
محمد بأعجاب :_وأيه الا خلاك تتوقع كدا
ياسين بخبث لا يضاهي أفواه :_وجودنا هنا أكبر دليل موافقتك حضرتك منتظر رأي آية 
محمد :_أديك قولتلها أنا من نحيتي موافق فاضل رأيها 
ياسين بأبتسامة ثقة لقرب تنفيذ مخططه :_أوك وأنا هنتظر مكالمتك 
وأستدار لرعد قائلا بصوتا يكسوه الجفاء :_يالا يا رعد 
توجه للباب وقلبه ينبض بشيء مريب شعورا لم يشعره من قبل كأن شيء ما يغزو قلبه فيجعله كبركان من نيران 
أتبعه محمد ورعد الذي يخطو خطوات بسيطة علي أمل اللقاء بها ولكن خذلاته تلك المرة 
هبط ياسين بخطواته الواثقة للأسفل ليستقبله الحرس بسرعة كبيرة بفتح باب السيارة والصعود علي الفور لسيارتهم بقلم آية محمد .هبط رعد هو الأخر لينضم لياسين بالخلف ونظراته تتوق المبني علي أمل رؤيتها قبل الرحيل 

بأيطاليا 
بغرفة يحيى 
كان يجلس بالشرفة يرتشف القهوة  وعقله شارد بما حدث منذ 6أشهر 
فلاش بااك 
صف سيارته بأهمال ليأتي الحرس وصفها بأنتظام ثم دلف للقصر وهو يقاوم صداع رأسه بعد يوما شاق 
تعجب لعدم وجود أحد بالقصر ولكن لم يعنيه فتوجه لغرفته ثم جلس على المقعد بعدما أرتشف حبة للصداع لعلها المنجي له من ألم راسه لا يعلم أنها من قبل أحدا ما يريد الفتك به 
سقط أرضا مخشى عليه ولم يشعر بأي شيء أخر سوى الظلام 
بعد قليل بدء  يحيى فى أستعادة واعيه ليتفاجئ بأنه بغرفة غير غرفته 
وضع يده علي رأسه بألم ثم تجولت عيناه بالغرفة بدهشة تحولت لصدمة عندما وجد أنه بغرفة ياسين فأبتعد عن الفراش بسرعة كبيرة ثم توجه للباب بخطوات متعثرة من ألم رأسه ليفتح عيناه علي مصراعيها عندما يجد روفان ملقاة أرضا وثيابها ممزقة للغاية 
تسمر محله لا يعلم ما الذي يحدث هنا كل ما يعرفه أنه من المحال أن يفعل ذلك تراجع للخلف عندما أستمع لصوت ياسين يردد أسمها الصوت يقترب من الغرفة فتراجع هو للخلف ثم أسرع للشرفة لتكون السببل له بالهروب 
أفاق يحيى من شروده على صوت أبيه 
أحمد بستغراب :_بنادي عليك يابني مش بترد ليه 
وقف يحيى قائلا بتوتر :_مفيش يا بابا  كنت سرحان شوية 
جلس علي أقرب أريكة ثم وجه حديثه بالاشارة له بالجلوس هو الأخر  :_طب أقعد عايزك  
وبالفعل جلس يحيى يستمع لوالده ليتنهد أحمد قليلا ليخرج صوته أخيرا قائلا بحزن :_أكتشفت أن رضا بيعمل صفقات من ورا جدك ومش عارف أعمل أيه وكالعادة جيت أخد رايك في الا هعمله 
يحيى بصدمة :_عمي 
أحمد :_أيوا يا سيدي أنا اتصدمت لما عرفت وانت عارف انه مش بيطيق الكلام لا مني ولا من حد من ساعة ما سافر امريكا ومراته زرعت الكره في قلبه للكل مراته مش بتحب الخير لحد يابني وأنا خايف لبنتها تكون بنفس طريقتها 
يحيى بنفي :_لااا ملك مش كدا يا بابا صدقني 
احمد بحزن :_والله يابني معوت عارف اصدق مين حتى أخوك عايز يتجوز يارا وانت ملك ما تبصوا بره العيلة 
يحيى بتعجب :_أنت مش حابب يارا كمان طب ليه؟!
تنهد بألم ثم قال :_يا حبيبي أنا أبوك وأكتر واحد يحبلك أنت وأخوك الخير ونفسي أشوفكم سعداء  بس طبع ياسين ورعد صعب جدا وأكيد أخواتهم ذيهم للأسف ياسين أخد نفس طباع أبوه الله يرحمه  كان صعب جدا  التعامل معاه 
يحيى بهدوء:_يا بابا يارا عكس اخوها 
أحمد بيأس لمحاولة أقناع أبنه :_خلاص يا يحيى خالينا في المهم 
يحيى :_هحاول أتكلم معاه أنا راجع الشركه من بكرا 
أحمد بصوتا مرتفع يحمل الخوف بأجفانه :_ترجع أيه أنت أتجننت 
يحيى :_يا بابا أنا بقيت كويس وبعدين دي عملية بسيطة مش مستهلة كل دا 
قاطع حديثهم دلوف عز قائلا بتعبا شديد :_أيه سر التجمع دا 
يحيى بمكر :_تجمع لقلب نظام الحكم عليك يا خفيف 
عز :_يا ساتر يارب 
وقف أحمد ثم توجه لغرفته قائلا بصوتا مسموع :_مفيش فايدة فيكم هتفضلوا ذي مأنتم 
وصعد أحمد لغرفته
عز بأهتمام :_هو في ايه ؟
يحبى بضيق هو الاخر :_مفيش عن أذنك 
وترك يحيى المكان هو الأخر وتبقى عز المنصدم من ردة فعل أبيه وأخيه ولكنه أنفض تلك الأفكار عنه وتوجه للبحث عن معشوقته فوجدها تجلس بالحديقة بالأسفل فتأملها بعشقا جارف لا يعلم انه سيحرم من عشقه المقرب له بعدما سيذق معسول طعمه 

بقصر الجارحي وبالاخص بغرفة رعد 
كان يتأفف بحزن لعدم رؤياها يتأمل الحديقة بشرود بعيناها السمراء  ولم يرى من يقف خلفه بنظراته الصقرية المتفحصة له 
ياسين بمهارته المعتاده :_ حلوه 
رعد بشرود :_ في أحلي منها بس عيونها أسرني حاسس أنها فيها سحر خاص كدا 
أقترب منه ياسين أكثر قائلا بهدوء لا يليق سوى به :_أممم ودي بقا عرفتها فين 
أفاقه الصوت من أحلام مشيده بخيالا منسوخ علي صوت الأسد فألتفت ليجده ينظر له ببرود فينزع التوتر به قائلا بأرتباك :_ياسين 
كان يقف بكبرياء وضعا يده في سراوله الرياضي المخصص لرياضة أختارها ليلا ليداوي آلم قلبه المتطفل لها فقال بهدوئه المعتاد :_متوقع حد تاني 
رعد بزعر :_أبدا بس أتفاجئت عشان 
قاطعه ياسين بأشارة من يده قائلا بحذم  :_مش عايز أعرف حاجة وياريت تركز معيا كويس أوي في الا هقوله
وبالفعل أنصاع له رعد بأهتمام ليتجه الدنجوان للشرفة ورعد يتابعه فأشار له بعيناه تجاه سيارة تقف علي بعد أميال من القصر 
رعد بعدم فهم :_مش فاهم مالها العربية دي 
أستدار الدنجوان ثم رفع قداماه علي حامل السور يترقبها بغموض وهدوء مميت ليعلم رعد بأن هناك أمرا هام بنظراته المحتقنه 
حل الصمت قليلا فقاطعه ياسين بنبرة صوته المميته لحياة شخص ما قائلا :_عايزك تقلب التربيزه عليهم 
أكتفى رعد بأشارة بسيطة ليرحل ياسين بهدوء ويتبقى رعد يتطلع لها بأهتمام ويعلم ما يريد الدنجوان قوله 

بمنزل آية وبالأخص بغرفتها 
دينا بذهول :_يخربيت كدا هو في جمال من دا لحد دلوقتي أمال بيقولوا أنقرض أذي !!!
 آية بحزن دفين بصوتها :_دينا أنا الا في مكفيني 
دينا بتعجب :_فيكي أيه يابت أه صحيح ياختي لازم حالك يتقلب بعد ما شوفتي المز دا الواد حلو اووي والله العظيم أحلي من ممثلين الهند 
آية بجدية :_حرام كدا يا دينا بتشيلي ذنوب 
دينا  :_ في أيه يا آية أنا بهزر معاكي مش أكتر 
آية بهدوء تحاول التحكم  به بخفقات قلبها المنقبض :_يعني تخدي سيئات  عشان هزار سخيف يا دودو 
تمهدت قليلا ثم قالت بجدية :_خلاص يا ستي أسفين
ثم استطردت بمكر :_هو أنتي خايفة عليا بجد ولا دا غيرة 
لم تتمالك أعصابها فحملت الوسادة وركضت خلفها فأسرعت دينا للخارج 
بالخارج 
كان محمد يجلس بغرفة الضيوف وإلي جواره كانت تجلس صفاء يتبادلان الحديث بأمور هذا الزفاف ليجدوا دينا تركض للداخل بزعر وآية تلحقها والغضب يكنن بعيناها 
دينا بصراخ :_الحقني يا بابا بنتك بينها أتجننت 
صفاء بشك :_بنتي الا جننتك دانتي تجنني مديرية بحالها يابت 
تخفت خلف ظهر محمد قائلة بمكر :_بنتك !!! يعني أنا مش بنتك سامع يا حاج 
محمد بضحكة مكبوته من تلك المشاكسه العنيدة :_سامع وشايف 
آية بغضب :_والله ما هسيبك تعالير
دينا  بصراخ مزيف حتى يتدخل والدها :_لاااا يا بابا الحقني 
وبالفعل أستجاب لها والدها الحنون قائلا بصوتا منخفض بعض الشيء:_خلاص يا آية أنتوا مس صغيرين يا حبيبتي 
صفاء بغضب :_سبها يا محمد البت دي فظيعه بجد 
دينا ببكاء مصطنع :_شايف يا بابا مراتك ااااااه أهي أهي 
محمد  لدينا :_أهمدي بقا يا بت الله  وانتي يا آية البت دي عملت فيكي آيه 
تلبكت آية ولم تخرج الكلمات من فمها فألتزمت الصمت القاتل لتكمل دينا بشماته قائلة بسخرية :_ما تتكلمي ياختي أيه الا حصل ولا القطه كلت لسانك ابو شبر ونص الوقتى 
رمقتها آية بنظرات كالسهام بينما أكملت صفاء قائلة بستغراب :_هو فيه ايه يا بت
دينا بخبث :_بنتك بهزر معها وبقولها العربس موز لقيتها ياختي الغيرة كلتها 
آية بغضب :_كدابه يا ماما 
دينا :_على بابا 
صفاء :_عيب يا بت يالا روحى جهزي العشا 
دينا :_هو كل يوم ما تخليها تروح هي 
محمد بجدية :_خلاص يا دينا اعملي الا ماما قالتلك عليه عشان عايز أختك في موضوع مهم 
دينا ؛_حاضر 
وغادرت دينا تاركه آية تجلس علي الاريكه وبانتظار ما سيقوله والدها 
صمت محمد قليلا يرتب ما سيقوله لها ولكنه تمكن من ذلك قائلا بصوت يحمل الحنان :_ بصي يا بنتي أنا واثق في تربيتي فيكي وعارف ان الا بيهمك الأخلاق الفلوس دي اخر خاجه ممكن تفكري فيها عشان كدا انا واثق في اختيارك 
آية بأرتباك ونظراتها معلقة ارضا :_أنا موافقة عليه يا بابا 
تعجب محمد مما تتفوه به فقال بستغراب :_انا مش عايز رايك دلوقتي جاوبني بعدين على الاقل فكري وصلي استخارة 
أيه بخجل :_عملت صلاة الاستخارة من قبل ما أقعد معاه يا بابا  وانا ارتحتله جدا
محمد بشك :_يا بنتي اعطي لنفسك فرصة تفكري 
قاطعته صفاء بسعادة :_ما خلاص يا محمد هي قالتك مرتحله يبقا ترد علي الراجل بكرا وتبلغه موافقتها 
محمد بحذم :_محدش طلب رايك يا صفاء
صمتت تستمع لهم فالحديث مجددا بعد ما قاله زوجها يعد لها الطريق للهلاك أما آية فحاولت بشتى الطرق اقناع والدها بانها تريد ياسين حتى تنهى ما يريده وترحل بسلام لا تعلم أنه طريق محفور بالمصاعب والاشواك

بغرفة ياسين كان يتابع تدربيته الرياضيه بقسوة لم تعهد عليها أيه صالة رياضيه من قبل كان يلكم الحائط بقوة أنتقام تسرى بعروقه كلما مرءت ذكرياتها بخاطره 
أسما يتردد بعقله لم يستطع نسيانه عندما كانت تخبره  قبل موتها يحيى مجرد تذكره للاسم كان يجمح قوته ويستزفها فيخرج طاقته بتلك الحجاره لتأتي هى بمخيلاته وتصنع نسجيا خاصا بها فتجعله هادئا للغاية 
أنقضي الليل وساد الصباح بأشعة الشمس الذهبية 
بأيطاليا 
أستيقظت ملك ثم أبدلت ثيابها وهبطت للأسفل لتجد جدها يجلس علي المائدة وبيده القهوة واليد الأخري يتفحص الجريدة 
ملك بصوتا حذر فهي تتحدث مع عتمان الجارحي :_صباح الخير يا جدو 
عتمان بدون أهتمام وهو يباشر قراته :_صباح الخير 
ملك :_أخبار صحة حضرتك 
عتمان ببرود :_أظن مش محتاج رد علي سؤالك ذي مأنتي شايفه 
شعرت بحرجا شديد يجتاز أوصراها بقلم .ملكة الابداع آية محمد .فتوجهت  للاعلي والحزن يلون وجهها 
خرج حكزة من غرفته ليجد ملك أمامه مباشرة فخفت عيناها وتوجهت لغرفة يحيى ولكنه توقفت علي صوته 
حمزة :_ملك 
أستدارت ملك بستغراب ليستطرد حديثه قائلا  :_معلشي اتعصبت عليكي شويه 
تعجبت ملك كثيرا ثم قالت بهدوء :_لا عادي 
حمزة بمرح :_عادي فين دانا مأثر معاكي اوي لحد النهاردة ثم اكمل بغرور :_دانا جامد أووي 
ضحكت ملك بشدة ثم قالت محاولة في الكف عن الضحك :_لا يا خفيف مزعلتش انا واخده منك علي كدا 
حمزة :_امال ليه طالعه محمره وشك 
ملك بغضب :_محمره وشك بيئة دا طبيعي 
حمزة بسخرية :_كلكم بتقولوا كدا وفي الاخر بيطلع ألوان 
ملك بغيظ :_يا ربي مبحرمش وبرجع اكلمك وبترجع تديقني 
حمزة بمشاكسه :_طب بترودي عليا ليه ياختي مدام بضيقك
ملك بعصبيه :_غلطت وأديني هصلحها 
حمزة بعدم فهم :_تصلحي ايه 
لم تجيبه ملك ودلفت لغرفة يحيى ثم صفقت الباب بقوة جعلت  الفزع حليف حمزة ليردد بغضب :_ماشي يا أوزعه صبرك عليا بس
يارا بذهول :_أنت بتكلم نفسك يا حمزة !!!
حمزة بغضب :_لا بقولك أيه الا فيا مكفيني مش ناقصه شوفي راحه فين 
وتركها حمزة وغادر تحت نظرات تعجب شديد منها 
صعد يحيى الدرج باتجاه غرفته ليستمع لحديث حمزة فيقول بتعجب :_هو في ايه يا يارا 
يارا بندهاش هي الاخري "_معرفش يا آبيه أنا لقيت الواد المجنون دا بيكلم نفسه 
يحيى بأبتسامة جميله  تزيده وسامه وجاذبية :_ أديكي قولتيها مجنون يعنى متدقييش علي كلامه سبك منه المهم أنتي خارجه 
يارا :_أيوا هروح لعز الشركة 
يحيى بستغراب :_ليه ؟!
يارا بخجل :_النهارده عيد الحب وحابه أهديه حاجه
إبتسم يحيى ثم قال بمشاكيه :_يا عم يا عم أه بقا مهو راحت علينا وجيت لحد عز وعيد حب  طب وريني الحاجه دي
يارا بخجل :_ ها لاااا مش هينفع أنفجر ضاحكا ليسترسل حديثه بمكرا لا يليق سوى به :_امم مدام لا يبقا هقرء بأدب 
يارا بغضب :_أبيه الله 
يحيى بثبات ممزوج بضحكات بسيطة :_سكت أهو بس أحسنلك تمشي لان احيانا مش بقدر أسيطر علي نفسي فممكن أخد الشنطه منك  وأفتشها مثلا  
وما أن أنهى جملته حتى هرولت مسرعة للأسفل تحت نظراته الممزوجه بالفرح ليكمل طريقه لغرفته فيتفاجئ بأنغلاق باب الغرفة 
حاول جاهدا بفتحه ولكنه لم يستطع ليستمع بعد قليل لصوتها وصوت المفتاح يتحرر بين قيود الباب بحرية
ملك بغضب :_أنت الا أبتديت والبادئ أظلم 
وسكبت ملك المياه بوجه حمزة كما كانت تعتقد ففتحت عيناها علي مصراعيها عندما تفاجئت بيحيى يقف أمامها والغضب يتطير من عيناه 

 بقصر الجارحي 
هبط ياسين للأسفل بحلي أسود اللون جعله ملك الوسامة وتاجه رونق بعالم الغنى الفاحش بتالق بشعره البني الغزير ورائحة البرفينوم الخاصه به التى تملأ المكان بخفوت لتتوالي اللحظات بوجوده هو فقط بمكان مخصص يسود به رائحته ووسامته المعهوده 
هبط ليجد رعد يجلس وبيده القهوة والحاسوب يعمل عليه بتركيز شديد 
ياسين بغضب وهو يجذب منه القهوة :_قهوة على غير ريق تانى يا رعد  مش قولنا بلاش كدا
رعد :_حاولت والله يا ياسين ومعرفتش 
ياسين :_هنكمل كلامنا بالعربية يالا 
جذب رعد مستلزماته ثم أتابع ياسين للسيارة ليكمل حديث عن العمل وعن شركة إبراهيم المنياوي التي ظهرت بالفترة الأخيرة وتعلن بشكل صريح تحديها لياسين الجارحي نفسه 
أعجب ياسين بشجاعة هذا الرجل فهو يرغب بالتنافس مع عدو قوى علي عكس الهش فمرحب به بقائمة حظر ياسين الجارحي 
وصلت السيارة أمام المقر الرئيسي فهبط ياسين وأتابعه رعد بطالته الساحره بحلي رمادي يشبه عيناه كثيرا وشعره المصفف بطريقة منتظمه 
دلف رعد لمكتبه ليكمل عمله وكذلك ياسين دلف مكتبه ويتابعه الحرس  المخصص لحمايته 
 بشركات الجارحي بأيطاليا 
كانت تعمل باقة الزهور الحمراء وبداخله الهدية التى جلتها يارا له ليست ياقوت ولا ألماس بل ورقة مطوية بداخل الورد الأحمر ورقة كتبتها يارا بحبا لم يعهده عاشق من قبل حب مرء بعذابا وسطرته بصبرا محفور بعشق وحروف أردت أن تخبره بها كم تعشقه منذ الطفوله الي الآن 
فتوجهت لمكتبه ثم دلفت لتتصنم محلها بصدمة لم ترى لها مثيل صدمة ألجمتها وجعلتها كالصنم بل أشد من ذلك فسقطت باقة الورد ولكنها ظلت مثلما كانت علي عكس حال يارا فقلبها تمزق لشطائر صغيرة عندما رأته يحتضن فتاة أخري غيرها نعم أنها تتذكرها هي نفسها الفتاة التى راتها من قبل تالين فقالت والدمع يلون عيناها فيجعله كتلة من الدماء :_لدرجادي يا عز
أبتعدت عن احضانه بانتصار بينما تخشب هو بمحله لرؤياها لم يستوعب ما يرأه فقال مسرعا وبخوف لفقدنها :_ يارا
أقترب منها مسرعا لتوقفه بأشارة من يدها والدمع تهبط كانها شلال من فيضان فقال بصوتا منخفض لعلها تهدء وتسمعه :_حبيبتي  أسمعيني أنا
قاطعته قائلة بيأس :_أنت 
أنت أيه أنا كنت عارفه انك على علاقة بيها بس كنت بكدب نفسي انك مستحيل تقبلها تاني بعد ما اعترفتلي بحبك ليا أنا كنت مخدوعه فيك يا عز بحمد ربنا أن لسه مبقتش مراتك والا ندمي كان هيكون اضعاف 
وتركته يارا وركضت للخارج
ركضت  كمن يسلب قلبها وهي تفر ليتركه لينبض للحياة 
ركضت كمن تفر من الموت بعدما رأته بعين معشوقها كيف له ذلك أيمنحها الحياة وبها زورات من الموت يا له من مخادع كما اطلقت عليه من قبل 
كان البكاء حليفها فتوجهت للسيارة وبيدها المفتاح فلم تقوى علي استعماله فسقطت ارضا تبكي بصوت منكسر محطم لا تقوى علي الوقوف فحملت هاتفها من الحقيبة ولمع ذكرياته برأسها وتلك الجملة المحفرة بذكرياتها (مش هتلقى حد يحبك أدي يا يارا )
ليأتيها صوته قائلا بستغراب :_الو 
شهقت لبكائها جعل قلبه يعود للنبض فاسرع قائلا :_يارا 
يارا ببكاء :_أدهم أنا محتاجلك أوي 

بمكتب ياسين 
كان بعمل علي حاسوبه عندما استلم رسالة انتصاره علي عاطف المنياوي فوضع قدما فوق الاخر بثقة لا تخلو منه حتى انه اغمض عيناه وضعا يده خلف رأسه ليصدح هاتفه برقم محمد يعلن له قبول عرض الزفاف فتزيد بسمته الهادئة ليبدء بشرع خطته للسفر لأيطاليا أو بالمعنى الاصح بدء ألانتقام فمن سيكون الجاني والمجني عليه بين العشق والحب المجهول والأنتقام
 لكلا منهم سبل للعشق والانتقام كيف ذلك لنرحب بكم بكوكبة مملؤءه بأحداث ليس لها مثيل 


تعليقات