قصة عشق يونس البارت الخامس عشر15بقلم شهد السيد


قصة عشق يونس
البارت الخامس عشر15 
بقلم شهد السيد


كانت الفيلا و كل ركن بها مليء برجال الشرطة و قد جائت سيارات الإسعاف لكي تنقل والدة "يونس" و الحراس المصابين الذين كانوا يحرسون الفيلا إلي المستشفي 


انتهي إمضاء العقود لكي يخرج "مروان" و "زياد" و "يُسر" من الفيلا و يذهبوا ناحية "وليد" و "يونس" و "نيروز" 

"مروان" : انا عايز اروح بقا انتو لسة هتقعدوا 

"يونس" : لاء انا زهقت بردو 

لينظر إلي "نيروز" و يقول بهمس

: تحبي نخرج سوا شوية دلوقتي 

"نيروز" بإبتسامة : ممكن عادي 

رن في نفس اللحظة هاتف "يونس" معلناً عن رقم مجهول ليرد "يونس" ع الهاتف و هو مازال يقف معهم 

: الوو 

ليأتيه الرد من رجل يقول 

: حضرت الرائد "يونس الشناوي" معايا ؟ 

"يونس" بإستغراب : ايوة انا مين معايا 

: انا ظابط الشرطة اللي جيت اشرف ع حالة الفيلا بتاعتك 

: مالها الفيلا ؟ في ايه يا حضرت الظابط انا مش فاهم حاجة 

لينتبهوا جميعهم ع حديث "يونس" 

"وليد" : في ايه يا "يونس" 

ليشير "يونس" بيده له بمعني هدوء 

"الضابط" : حصل سطو مسلح ع الفيلا بتاعت حضرتك و للأسف في مصابين كتير و من ضمنهم والدة حضرتك 

"يونس" بخوف : امي حصلها ايه انطق 

لتقلق "يُسر" بشدة فور سماعها تلك الكلمات لتقول 

: ماما مالها يا "يونس" 

ليمسك "زياد" بيدها يحاول تهدأتها 

"الضابط" : للأسف معرفش حالتها ايه يا باشا انا كلمت حضرتك ابلغك بحالتها و هي دلوقتي موجودة في مستشفي **** 

"يونس" بخوف : تمام ماشي 

و أغلق "يونس" الخط مع الظابط لتقول "يُسر" ببكاء 

: في ايه يا "يونس" و ماما مالها

"يونس" : حصل ضرب نار ع الفيلا معرفش حالتها ايه هي في المستشفي يالا بينا نروحلها 

ليذهبوا جميعاً بطريقة أشبه للركض دون توديع صاحب الحفلة و لكنه رأهم ع تلك الحالة فعرف أنه حتماً حدث شيء سيء ..


دخلوا جميعهم إلي ردهة المستشفي ليذهبوا إلي المسؤولة و يقول "يونس" بقلق

: في حالة جت ليكوا دلوقتي امي ست كبيرة حصل سطو مسلح ع البيت و جت مع مصابين كتيير 

فتاة الإستقبال : لحظة يا فندم 

لتبحث الفتاة أمامها ع ذلك الحاسوب ثم ترفع رأسها ل "يونس" و تقول 

: ايوة يا فندم هي في العمليات دلوقتي هتلاقيها في الدور التالت اتفضل في الاسانسير دا هيوديك عليها ع طول 

ذهبوا جميعهم و استقلوا المصعد سوياً حيث مصاعد المستشفيات تأخذ عدد كبير من الأشخاص .. توقف المصعد ليخرجوا منه ليجدوا غرفة العمليات توجد في أخر الطرقة التي يقفون فيها ليذهبوا ناحيتها سريعاً و قد وجدوا أمامها ممرضة 

"يونس" : لوسمحتي قالولنا تحت ان والدتي في العمليات هنا هي جوا ؟ 

"الممرضة" : هي الحالة اللي مضروبة بالنار 

"يونس" : ايوة ايوة

"الممرضة" : ايوة هي جوا في العمليات و الدكاترة معاها و لما يخرجوا هيطمنوكوا عليها 

و تتركهم الممرضة و تذهب بعيداً لتأتي "يُسر" و تذهب ناحية "يونس" بعينان باكية لينظر إليها "يونس" بحزن شديد و يأخذها بين أحضانه لتحتضنه "يُسر" بشدة و تبكي في احضانه 

"يُسر" ببكاء : انا خايفة اوي يحصلها حاجة يا "يونس" خايفة اوي معدش لينا غيرها في الدنيا 

"يونس" بحزن شديد : هتبقي كويسة والله و هتخرج من هنا هي مش هتسيبنا والله 

"يُسر" ببكاء : يارب خليها لينا يارب خليها لينا احنا مش حِمل خسارتها يارب طمنا عليها عشان خاطري 

ليشدد "يونس" من احتضانها لتأتي "نيروز" بأعين دامعة و تضع يدها ع ظهر "يُسر" لتنظر إليها "يُسر" و تخرج من أحضان شقيقها و تذهب إلي أحضان "نيروز" لينظر إليها "يونس" لتطمئنه بعيناها بأن كل شيء سيتحسن .. لتأخذها "نيروز" و يجلسوا ع المقاعد سوياً و ما زالت "يُسر" في أحضانها .. 

اقترب الشباب من "يونس" ليساندوه في محنته تلك و هم يطمئنوه ببضع الكلمات بأن والدته سوف تتحسن ..


جاء رجال الشرطة إلي أمام غرفة العمليات ليقترب منهم "وليد" و يقول 

: ممكن تفهمونا ايه اللي حصل بالظبط 

"ضابط الشرطة" : حصل سطو مسلح ع الفيلا و معظم الحراس اللي هنا مصابين و حالياً هما كويسين دلوقتي مفيش حالات وفاة جالنا الإتصال منهم و احنا جينا و نقلنا اللي محتاج يروح المستشفي و من ضمنهم والدة حضرت الرائد "يونس" 

اقترب منهم "يونس" ليقول ضابط الشرطة 

: حضرتك جاهز للتحقيق يا فندم و لا نخليها وقت تاني نيجي لحضرتك مكتبك ؟ 

"يونس" بحزن : لوسمحت أنا مش قادر أتكلم دلوقتي ممكن بعدين 

"ضابط الشرطة" : تحت أمرك يا باشا ربنا يطمنك ع والدتك يارب بعد اذنك 

و تركهم الضابط و غادر مع رجال الشرطة ليتركهم ع نفس حالتهم 

جلس "يونس" ع المقعد و أسند رأسه فوق يديه حزيناً ع ذلك الحال الذي حدث بسببه و بسبب عمله ..


ذهبت "سلمي" و شقيقتها "مليكة" إلي منزلهم ليدخلوا و يجدوا والدتهم تجلس ع الأريكة تحتسي قهوتها و تمسك هاتفها الخلوي لتتركهم "مليكة" و تصعد إلي غرفتها 

"سلمي" بهدوء : مساء الخير يا ماما 

لتنتبه "فريدة" لها و تقول 

: "سلمي" تعالي عايزاكي 

لتذهب "سلمي" ناحية والدتها بإستغراب لأنها لأول مرة تريدها أن تجلس معها يتحدثون 

"فريدة" : هنخرج سوا بكرا نروح النادي 

"سلمي" بإستغراب : ليه ؟ 

"فريدة" : ايه اللي ليه هنخرج أم و بنتها نروح النادي سوا 

"سلمي" بإستغراب : ماشي هقول ل "مليكة" 

"فريدة" : لاء هنخرج انا و انتي و بس اختك دي بتبوظلي أي مكان تبقي موجودة فيه 

"سلمي" : بس مينفعش يا ماما هي كدا هتزعل 

"فريدة" بلامبالاة : لاء لاء مش هتزعل عادي هي اصلا اللي مش بتوافق تبقي موجودة في مكان سوا .. يالا اطلعي انتي اوضتك و بكرا ع الساعة 4 تبقي جاهزة عشان نخرج سوا 

"سلمي" : حاضر يا ماما 

و تتركها "سلمي" و تصعد إلي غرفتها .. بدلت ملابسها و ذهبت إلي غرفة شقيقتها "مليكة" 

"سلمي" :نمتي؟ 

لتعتدل "مليكة" ع سريرها و تقول 

: لاء تعالي 

لتدخل "سلمي" و تجلس ع السرير أمامها 

: ماما كانت بتكلمني دلوقتي 

"مليكة" : كانت عايزة ايه 

"سلمي" بترقب : قالتلي عايزانا نروح انا و هي سوا النادي بكرا 

لتصمت "مليكة" عدة ثواني ثم فجأة تنفجر من الضحك لتنظر لها "سلمي" بإستغراب شديد و تقول 

: بتضحكي ع ايه اوي كدا 

لتحاول "مليكة" تمالك ضحكها و لا تستطيع التوقف لتتكلم من بين ضحكاتها و تقول 

: الف مبروك يا سلومة 

"سلمي" بإستغراب : مبروك ع ايه 

"مليكة" بضحك : ع الجوااز انا هبدأ أدور ع فستان اخت العروسة من دلوقتي

"سلمي" بإستغراب : جواز ايه و فستان ايه انتي هبلة يا بت انتي و بعدين هي مقالتليش وخداني أقابل واحد عشان تقولي كدا يا هبلة

 "مليكة" بضحك : صدقيني هتتقابلي في عريس بكرا و مش بعيد يكون معاه عيلته اللي هما اكيد اكيد هيكونوا اصحاب امك من ذوات المجتمع 

"سلمي" بضيق : اووف لاء يارب ميكونش كدا انا مش عايزة اتجوز حد ليه علاقة بالمظاهر زي ماما كدا انا عايزة واحد متدين كويس عشان اتحجب لما نتجوز 

لتحتضنها "مليكة" و تقول 

: مفيش حاجة ممكن تحصل غصب عنك يا سلومة .. بقولك ايه ما تباتي معايا النهاردة و نجيب فيلم نتفرج عليه سوا بقالنا كتير معملناش مبيت سوا 

"سلمي" بإبتسامة : موااافقة 

في المستشفي .. خرج الطبيب من غرفة العمليات ليذهب "يونس" و "يُسر" إلي الطبيب سريعاً 

"يُسر" بقلق و خوف : طمنا ع ماما يا دكتور حالتها ايه 

الطبيب بهدوء : هي كانت مصابة برصاصتين واحدة في كتفها و واحدة ناحية صدرها بس لولا قدر ربنا كانت بعيدة عن القلب احنا قدرنا نلحقها و نطلع الرصاصتين و بقت كويسة لكن الاربعة و عشرين ساعة الجايين مهمين عشان تعدي مرحلة الخطر و هتتنقل أوضة عادية تقدروا تشوفوها بس واحد واحد .. ربنا يطمنكوا عليها 

و تركهم الطبيب و ذهب لتحتضن "يُسر" شقيقها "يونس" 

"يونس" : مش قولتلك هتبقي كويسة و ربنا هيطمنا عليها 

"يُسر" ببكاء : الحمدلله الحمدلله 

وجدوا غرفة العمليات تفتح و الممرضين يجرون سرير تنام عليه والدتهم و هي متصلة بالأجهزة و بجانبها الممرضين يحملون الأجهزة .. لتمسك "يُسر" بكف يدها و تقبله و تبكي و تقول 

: خليكي كويسة عشانا يا ماما احنا منسواش حاجة من غيرك فوقي عشانا يا ماما 

لتذهب الممرضات بها و الجميع يذهب ورائهم حتي يصلوا إلي الغرفة العادية و يقف الجميع في الخارج منتظرين خروج الممرضات و السماح لأحد بالدلوف .. 

خرجت الممرضات لتذهب "يُسر" إلي واحدة منهم و تقول 

: انا عايزة أدخلها لوسمحتي 

الممرضة : خمس دقايق متطوليش عشان راحة المريضة لوسمحتي 

"يُسر" : حاضر حاضر 

لتدلف "يُسر" إلي الغرفة التي تنام بها والدتها لتنزل دموعها تلقائياً و تذهب ناحية والدتها تجلس ع الكرسي الذي أمام السرير و تمسك بكف والدتها و تقبله و تقول 

: ماما حبيبتي .. فوقي عشان خاطري و طمنينا عليكي لوسمحتي 

لتقبل يدها مرة أخري و تقول 

: فوقي عشانا يا ماما احنا من غيرك ولا حاجة والله 

و تبكي "يُسر" و هي تقبل يد والدتها مرة أخري 


في الخارج .. ابتعد "يونس" عن الجميع قليلاً و وقف وحده لتذهب ناحيته "نيروز" و تقف أمامه لينظر إليها "يونس" بحزن شديد لتقول 

: احنا اطمنا عليها متقلقش ان شاء الله هتبقي كويسة خلي ايمانك في ربنا كبير 

"يونس" بحزن : ايماني فيه كبير والله انا بفكر في حاجة تانية دلوقتي 

"نيروز" : بتفكر في ايه 

"يونس" : كل حاجة بتحصل بسببي 

"نيروز" : لاء طبعاً متقولش كدا دا قضاء ربنا 

"يونس" : قضاء ربنا عارف و دا المكتوب و ربنا قال كل حاجة بتحصل بيكون ليها سبب و انا دايماً السبب انا كنت السبب في خطف "يُسر" و السبب في اللي حصلكوا في المول و السبب في اللي حصل لأمي دلوقتي 

لتتجرأ "نيروز" و تمسك بكف يده لينظر لها "يونس" لتبتسم له و تنظر إليه بنظرة اطمئنان 

: لو كل واحد في طبيعة شغلك دا فكر كدا يبقي مفيش حد هيشتغل الشغل دا نهائي و كمان انت بتقول دلوقتي انت السبب هقولك ان اصلاً دا المكتوب و اللي ربنا عايزه يحصل بسببك او بسبب حد تاني كدا كدا لازم اللي ربنا كاتبه يحصل .. خلي ايمانك في ربنا كبير و قول الحمدلله ان مامتك كويسة و ان شاء الله هتفوق و هتبقي كويسة 

ليضع "يونس" كف يده الآخر ع يدها التي تمسك بيده و يبتسم لها بهدوء و يقول 

: ربنا يخليكي ليا يا "نيروز" و ميحرمنيش منك ابداً انتي بجد الشخص الصح اللي اختارته في حياتي و اللي احسن حاجة عملتها إني حبيتك 

لتبتسم له "نيروز" بحب و تقف بجانبه و مازالت ممسكة بكف يده .. 

جاء اليوم التالي .. لقد ظل "يونس" و "يُسر" في المستشفي مع والدتهم و الآن جاء "زياد" و شقيقته "نيروز" إلي المستشفي لكي يطمئنوا ع حالة والدة "يونس" و "يُسر" .. وجدوا "يونس" يجلس في الخارج و "يُسر" ليست معه .. جلسوا بجانبه ع المقاعد

"زياد" : اخبارك ايه يا "يونس" و اخبار والدتك ايه النهاردة 

"يونس" : لسة ع نفس حالها والله مستنينها تفوق 

"زياد" : ربنا هيطمنا عليها ان شاء الله 

"يونس" : يااارب 

"زياد" : "يُسر" جوا 

"يونس" : ايوة ادخلها لو عايز 

ليتركهم "زياد" و يدخل إلي "يُسر" ليجدها تضع وجهها ع كف يد والدتها ليقترب منها بهدوء و يضع يده ع كتفها لتنظر إليه لتجده ليبتسم إليها بهدوء ليوقفها "زياد" و يقوم بجذبها لأحضانه لتبكي "يُسر" بداخل أحضانه و تتمسك بملابسه بشدة و تقول 

: لسة مش راضية تفوق يا "زياد" انا خايفة عليها اوي 

"زياد" محاولاً تهدأتها : اهدي يا "يُسر" هي كويسة يا حبيبتي والله هي بس مسألة وقت ع ما تفوق 

"يُسر" ببكاء : من امبارح مفاقتش انا خايفة الرصاص يكون عمل فيها حاجة هي مش حمل طلق النار 

"زياد" : "يُسر" متحاوليش توهمي نفسك بكدا هي كويسة و هتفوق خلي ايمانك بربنا كبير عشان خاطري 

"يُسر" ببكاء : يارب طمنا عليها يارب يارب قومها لينا بالسلامة عشان خاطري يارب

ليشدد "زياد" من ضمها لأحضانه و هو يحاول تهدأتها


في الخارج .. اقتربت "نيروز" إلي "يونس" و قالت له 

: اخبارك ايه دلوقتي 

"يونس" : زي مانا من امبارح 

"نيروز" : مامتك و اختك محتاجينك جنبهم يا "يونس" خليك قوي عشانهم 

ليضحك "يونس" بإستهزاء و يقول 

: اكون قوي عشانهم ؟؟ دا انا اللي عامل فيهم كدا 

لتمسك "نيروز" بكف يده و تقول بغضب بسيط 

: ايه الكلام اللي لسة بتقوله دا .. مش احنا اتكلمنا سوا امبارح و قولتلك ان دا قضاء ربنا عمره ما كان هيتغير بسببك او بسبب حد غيرك 

ليقف "يونس" و ينظر إليها بغضب و صرخ بعصبية  

: بس بسببي .. بسببي اناااا .. محدش هيحس باللي حاسس بيه دا محدش هيحس باللي اتسببت فيه لأمي الست الكبيرة .. أجي انا ع أخر الزمن اخليها تتصاب برصاصتين و لا أختي اللي كانت اتخطفت و رجعت واخدة علقة موت و الله اعلم لو مكونتش لحقتها بسرعة كانوا عملوا فيها ايه تاني 

خرج "زياد" و "يُسر" من الغرفة ع صوت صراخ "يونس" لينظر إليهم ثم يتركهم جميعاً و يذهب بعيداً عنهم يخرج من المستشفي 

كانت تبكي "نيروز" بسبب كل ما قاله و يشعر به و يكتمه بداخله فهو تألم بشدة حتي ينفجر هكذا .. اقترب منها "زياد" و قال 

: في ايه يا "نيروز" ايه اللي حصل 

لتنظر إليه "نيروز" و تحاول مسح بكائها بظهر كفها و تقول 

: محصلش حاجة بينا هو زعلان من كل اللي حصل بس 

وقفت "نيروز" و قالت 

: انا هروح اشوفه 

تركتهم "نيروز" و ذهبت إلي الخارج حتي تجد "يونس" و وجدته يجلس خارج المستشفي ع أحد المقاعد منكس رأسه للأسفل و يسندها بكفيه .. اقتربت منه "نيروز" و وضعت كف يدها ع كتفه ليرفع رأسه لتظهر عينيه الحمراء من البكاء و ينظر ليجدها "نيروز" .. حزنت "نيروز" بشدة ع ما هو فيه لتجلس بجانبه و مازالت تضع يدها ع كتفه لتقول بنبرة تحمل البكاء 

: متعملش في نفسك كدا عشان خاطري 

لينظر إليها "يونس" بعينيه الحمراء و يقول بأسف 

: أنا اسف اني زعقتلك جوا و اتعصبت عليكي 

ليمسك بكف يدها و يقبله و يقول 

: متزعليش من اسلوبي معاكي 

لتضع "نيروز" يدها ع وجهه تمسح دموعه و هي تقول بنبرة بكاء 

: انا خايفة عليك والله و مش عايزاك تعمل في نفسك كدا .. انت مش قريب من ربنا يا "يونس" حاول تقرب منه و يبقي عندك ايمان قوي بيه هترتاح والله صدقني .. ربنا قادر يخفف حزنك دا قوم صلي يا حبيبي و ادعيله و اتكلم مع ربنا في كل حاجة و هو مش هيسيبك كدا ابداً ربنا قال في كتابه العظيم 

" الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ " 

ربنا عمره ما هيسيبك عاجز و لسة في الضيق اللي انت فيه دا اذكر ربنا و روحله و اتكلم معاه ربنا هيطمن قلبك والله

ليبتسم لها "يونس" بحنان و يقول 

: حاضر هعمل كدا والله و هقرب منه و هسمع كلامك .. ربنا يخليكي ليا 

لتبتسم له "نيروز" بحب ليمسك "يونس" كف يدها يقبله بكل حب

في فيلا "فريدة" والدة "سلمي" و "مليكة" .. كانت تجلس "فريدة" في بهو الفيلا تحتسي قهوتها مرتدية ملابسها الأنيقة لتنادي ع احد الخدم بتعالي لتأتي إليها الخادمة 

: اطلعي ل "سلمي" هانم قوليلها تلبس 

الخادمة : حاضر يا هانم 

و ذهبت الخادمة من امامها سريعاً صاعدة إلي غرفة "سلمي" لتدق ع باب غرفتها و لا تجد رد فذهبت ناحية غرفة "مليكة" و دقت ع الباب لتسمح لها "مليكة" بالدلوف 

الخادمة : "سلمي" هانم "فريدة" هانم بتقول لحضرتك تلبسي 

لتنظر إليها "سلمي" و تقول بإبتسامة 

: قوليلها طيب

لتتركها الخادمة و تذهب لتقول "مليكة" بضحك 

: ابقي تعالي اوصفيلي شكل العريس ماشي يا سلومة 

لتضربها "سلمي" بمزاح بالوسادة و تقول 

: بس ابت مفيش الكلام دا ان شاء الله 

"مليكة" بضحك : انا اهو و انتي اهو و هتلاقي عريس مستنيكي هناك و تقريباً بعيلته كمان 

"سلمي" بعبوس : بطلي رخامة انا راحة اوضتي البس 

و ذهبت "سلمي" ناحية باب الغرفة لتقول "مليكة" بضحك 

: مبروك مقدماً يا سلومة 

لتنظر لها "سلمي" بإستنكار مزيف و تغلق الباب ورائها و تذهب إلي غرفتها لترتدي ملابسها 

بعد نصف ساعة نزلت "سلمي" و هي مرتدية ملابسها المحتشمة دائماً و صففت شعرها و عكصته ع شكل ذيل حصان و لم تضع أي مساحيق تجميل فجمالها الهادئ يزينها .. 

رأتها "فريدة" بذلك الشكل لتنظر إليها بغضب و تقول 

: ايه القرف اللي لابساه دا و ايه وشك دااا 

لتقول "سلمي" بهدوء 

: مالي يا ماما هدومي مش معدولة و لا ايه 

لتقول "فريدة" بغضب 

: هدومك نيلة ايه دا ناقص تلبسي جوانتي عشان ايدك كمان متبانش .. احنا حتي في الصيف و الجو حر لابسة برقبة بالطريقة دي ليه ملبستيش ترنج صيفي كدا و كمان رايحين النادي يعني 

"سلمي" بهدوء : انا مش راحة تدريب في النادي يا ماما احنا راحين نقعد شوية و جايين تاني و بعدين هو انا شكلي وحش يعني دا جميل خالص اهو 

"فريدة" بغضب : ايوة وحش و بعدين ايه وشك دا مفيش فيه و لا نقطة ميكاب ليه 

"سلمي" : بحب شكلي اكتر من غير ميكاب و كمان احنا مش في مناسبة عشان اعمل ميكاب 

"فريدة" : اووووف يالا بينا 

لتذهب "فريدة" أمامها بغضب لتبتسم "سلمي" و تقول 

: ربنا يهديكي يا ماما يارب 

استقلوا السيارة معاً في الخلف و السائق استقل المقعد الأمامي ذاهباً بهم إلي النادي ..

في السيارة .. قالت "فريدة" ل "سلمي"

: مسمعش كلمة ماما المستفزة اللي بتقوليها دي في النادي اسمها مامي اوك؟ 

"سلمي" : اوك

ذهب "يونس" إلي المسجد و قام بالصلاة و البكاء لربه و استعطافه و دعي له كثيراً بكل ما يريده و تحدث إليه بكل ما في داخله ثم استند ع أحد الاعمدة الموجودة بالداخل و أمسك مصحف شريف و ظل يقرأ به و ع وجهه ابتسامة صافية مطمئنة نابعة من داخله .. دق هاتفه معلناً اتصال من "نيروز" ليصدق في المصحف و يغلقه و يقبله و يضعه ع جبهته ثلاث مرات ثم يضعه جانباً و يفتح هاتفه يرد ع "نيروز" 

"يونس" : السلام عليكم 

"نيروز" بسعادة : و عليكم السلام تعالي بسرعة يا "يونس" مامتك فاقت 

"يونس" بإبتسامة واسعة : بتتكلمي جد ؟ 

"نيروز" بسعادة : ايوة والله و الدكتور جوا عندها هيخرج يطمنا عليها تعالي بسرعة يالااا 

"يونس" : جاي حالاً 

جاء "يونس" سريعاً ليجدهم جميعاً يقفون أمام الغرفة لتراه "يُسر" و تذهب لتحتضنه بسعادة و تقول 

: ماما فاقت يا "يونس" ماما فااقت 

"يونس" بطمأنه : مش قولتلك هتبقي كويسة ان شاء الله 

ليخرج الطبيب من الغرفة ليجتمعوا حوله ليقول "يونس" 

: طمنا عليها يا دكتور 

الطبيب : الحمدلله عدت مرحلة الخطر و قدرنا نطمن عليها و ان شاء الله مسألة ايام و هتخرج من المستشفي 

"يُسر" بسعادة : ينفع ندخلها لوسمحت 

الطبيب : ايوة تقدروا تدخلو بس متطولوش عندها 

"يونس" : شكراً يا دكتور 

الطبيب : العفو دا واجبي بعد اذنكم 

ليدخلوا جميعهم إلي الغرفة لكي يروا والدة "يونس" 


في النادي .. ذهبت "فريدة" و معها "سلمي" إلي طاولة تجلس عليها "فريدة" دائماً و شبه ملكاً لها في النادي 

وُضِعت المشروبات الباردة ع الطاولة أمامهم لترتشف "سلمي" من مشروبها البارد و تنظر إلي والدتها و تقول 

: هه جايين نعمل ايه بقا 

"فريدة" : عادي نقعد سوا 

"سلمي" : طب كنا نجيب "مليكة" بقا 

ليرن هاتف "فريدة" في ذلك الوقت لترد "فريدة" ع الهاتف و تقول 

: ايوة يا حبيبيتي ...... ايوة ايوة عارفة ........ انتي هنا بجد ؟؟ ........ ايوة ايوة انتي داخلة عليا اهو تعالي نقعد سوا شوية بقا ...... اوك باااي 

"سلمي" بإستغراب : مين جاي يقعد معانا يا ماما

"فريدة" : دي "ايمان" صاحبتي و متقوليش زفتة ماما دي اسمها مامي

اقتربت "ايمان" منهم و قالت بإبتسامة 

: اووه "فريدة" وحشاني مووت 

لتقوم "فريدة" و تسلم عليها و تحتضنها و هي تقول 

: "ايمان" انتي وحشتيني اكتر والله 

"ايمان" ل "سلمي" : "سلمي" ازيك يا حبيبتي 

"سلمي" بهدوء : الحمدلله كويسة ازيك يا انطي 

قامت "ايمان" بإحتضانها بودية و قالت 

: تعالي يا حبيبتي انا زي مامي عادي 

"سلمي" : طبعاً يا انطي زي مامي 

ليجلسوا سوياً ع الطاولة و تقول "فريدة" 

: اخبار العيلة ايه يا "ايمان" 

"ايمان" : كويسين يا فوفا بس "مروان" حبيبي اللي دايخ في شغله اليومين دول اوي 

"فريدة" : ربنا يعينه يارب "مروان" شاب محترم و كويس والله 

"ايمان" و هي تنظر خلف "فريدة" و "سلمي" الجالسين أمامها

: ايه دا "مروان" حبيبي اجاا اهوو

لتنظر "سلمي" و "فريدة" إلي الخلف ليجدوا "مروان" قد جاء 


 
تعليقات