قصة عشق يونس البارت الاول 1 بقلم شهد السيد


قصة عشق يونس
البارت الاول 1
بقلم شهد السيد 


كان يقف أمام نافذة مكتبه شاردًا في نقطة ما في الفراغ و لكن قطع شروده صوت طرق علي باب المكتب ثم تبعه دخول فتاة في مقتبل العمر و التي كانت ترتدي ملابس كلاسيكية تليق بشركة كتلك و .. 

الفتاة بعملية : "يونس" بيه بفكر حضرتك بالاجتماع اللي بعد ساعة مع الوفد الأمريكي 

ليتنهد بهدوء و هو يجلس ع كرسي مكتبه و ..

"يونس" بنبرة هادئة : تمام ابعتيلي قهوة و تقدري تتفضلي

مرت بضع دقائق و كانت تدخل الفتاة و معها عامل البوفيه حاملاً القهوة و قدمها ليونس و انصرف ع الفور و ورائه السكرتيرة ..

امسك "يونس" قدح القهوة و شرد في ذلك الموقف الذي حدث معه صباحاً في نفس وقت خروجه لممارسة الرياضة ..

Flash Back 

كان يركض صباحاً حيث عادته المفضلة و هي الركض و لكن في ذلك المكان وجد فتاة تجلس علي أحد المقاعد و تبكي بكاءًا حادًا للغاية .. كان سيكمل رياضته و لن يهتم بالأمر و لكن بكاءها الحاد و حالها و هي تجلس ذكره بأخته الصغيرة من أن تكون في نفس موقفها و لا يساعدها احد فربما تلك الفتاة تحتاج مساعدة .. ذهب "يونس" إليها و جلس ع بعد ليس بكبير علي ذلك المقعد الطويل التي تجلس عليه الفتاة .. كانت واضعة يدها علي وجهها و شعرها منسدل حول وجهها و تبكي بشدة .. فوضع "يونس" يده في جيبه و اخرج علبة مناديل ورقيه و مد يده أمام وجهها التي تداريه عنه و ..

"يونس" بنبرة هادئة : هه ، اتفضلي يا آنسة 

أزاحت الفتاة يدها عن وجهها و هي تنظر بإستغراب لذلك الشاب الذي يجلس بجانبها و أيضاً يمد يده بعلبة مناديل ورقيه .. اخذتها منه بيدٍ ترتعش من كثرة البكاء و أخرجت أحد المناديل و تركت العلبة بجانبهم و اخذت تمسح عيناها من الدموع و قد توقفت قليلاً عن البكاء .. قرر "يونس" قطع ذلك الصمت و ..

"يونس" : احــم .. حضرتك هديتي شوية ، بعد كل البكا دا 

نظرت له الفتاة بعيناها الحمراء بشدة و المنتفخة من اثر البكاء و .. 

الفتاة بنبرة متحشرجة :  بقيت كويسة ، شوية ع الأقل 

أنهت جملتها تلك و هي ترفع منديلها لتمسح بضع قطرات الدموع التي سقطت بمجرد خروج صوتها المختنق .. أشفق قلب "يونس" ع حالتها تلك فما الذي يدفعها للبكاء بشدة هكذا .. مرت بعض الدقائق الكثيرة نسبياً و التي لم يكن بها حديث سوي بكاء تلك الفتاة و لكنها هدأت قليلاً و قد توقفت عن البكاء فنظرت لذلك الشاب و ..

الفتاة بنبرة هادئة : هو حضرتك قاعد كل الوقت دا عشاني 

نظر لها "يونس" و ..

"يونس" ببسمة صغيرة : أيوة حسيتك مخنوقة و عايزة تفضلي تعيطي ، فالتزمت الصمت لحد ما تهدي و يمكن تقوليلي ليه العياط دا كله 

صمتت الفتاة و هي تفكر هل تشارك ذلك الغريب عن ذلك المشهد الذي رأته منذ قليل فحسمت الأمر في عقلها و قررت إخباره به .. تنهدت تنهيدة طويلة للغاية ثم ..

الفتاة بنبرة حزينه : انا فرحي المفروض كمان شهرين ع الإنسان اللي كنت شايفاه شخص كويس و محترم جدا و انهاردة و انا نازلة كليتي حبيت افرج صاحبتي ع الشقة اللي هتجوز فيها و بمجرد ما فتحت باب الشقة سمعنا اصوات مش واضحة طالعة من ناحية اوضة النوم .. استغربنا جدا و افتكرنا ممكن يكون حرامي بس .. "ثم تابعت حديثها بنبرة تحمل الاستهجان" حرامي هييجي يسرق شقة ع البلاط يعمل فيها ايه .. روحت بالراحة و فتحت باب الاوضة و اتفاجئ بالشخص اللي المفروض هيبقي جوزي و هبقي ع اسمه كمان شهرين كان معاه واحدة و كانوا ..... 

صمتت و حنجرتها بدأت بالإختناق بسبب تلك الدموع التي تكونت في عيناها بشدة و نظرت ليونس الذي كان ينظر إليها بحزن و ..

الفتاة ببكاء : يا تري كل عياطي دا يستحق الموقف اللي حكيتهولك دا !! 

ثم وقفت من جلستها و هي تحمل حقيبتها و ذهبت مبتعدة عن "يونس" و هي ما زالت تبكي حتي استقلت تاكسي و انطلقت لوجهتها ..

Back

فاق "يونس" من شروده علي دخول شاب بدون أن يطرق ع الباب ليذهب و يقف أمام مكتب "يونس" و .. 

الشاب بنبرة مازحة : صباحو يا معلم "يونس" 

نظر له "يونس" بشر و ..

"يونس" بضيق : شايفني ياض قاعد بالشيشة قدام الورشة اللي انا فاتحها و لا حاجة 

ليجلس ذلك الشاب ع أحد المقاعد أمام المكتب واضعاً قدم فوق الأخري 

الشاب بمزاح : اهو بكلمة ياض دي تبين فعلاً انك قاعد بالشيشة قدام الورشة بتاعتك

قام "يونس" من فوق كرسيه و ذهب أمام ذلك الشاب و أزاح قدمه و ..

"يونس" و هو يزيح قدم الشاب من فوق الأخري : طيب اصطبح يا "مارو" يا حبيبي و اتعدل كدا احنا لسة ع الصبح و في بداية اليوم  

نظر له الشاب بضيق بعض الشئ و ..

الشاب بضيق شديد نسبياً : ايه بقا "مارو" دي خلاص يا عم مش ههزر معاك تاني بس متقوليش "مارو" دي عشان بتضايقني 

ليجلس "يونس" ع المقعد أمام ذلك الشاب و هو يضع قدم فوق الأخري و ..
 
"يونس" بإبتسامة ثقة : شاطر يا "مروان" يا حبيبي بتتعدل بسرعة اهو ما شاء الله عليك

ليرفع "مروان" حاجبه بسخرية و ..

"مروان" : ماشي يا معلم "يونس"

"يونس" بزعيق : "مـــرواااااان"

"مروان" بضحك : ههههههه خلاص انا اسف 

"يونس" مستفسراً : سايب شغلك يا مدير الإدارة الفرعي ليييه 

"مروان" بعبوس : فهمنا تهديدك يا "يونس" بيه يا مدير الإدارة العامة حاااضر و بعدين انا كنت جاي أصبح عليك و احرق دمك و امشي تاني 

"يونس" بصدمة : تحرق دمي ؟! 

ثم ظل "يونس" يتلفت حوله و هو يبحث عن شيء ما و ..

"مروان" بشك : بتدور علي ايه يا "يونس" يا حبيبي

توقف نظر "يونس" علي تلك مطفأة السجائر و التي توضع كـ ديكور لأن "يونس" لا يدخن .. و كاد أن يمد يده لإلتقاطها و لكن فر "مروان" هاربًا من امامه سريعاً بعدما نجح بالفعل في حرقة دم "يونس" .. 

دلف "يونس" إلي ذلك الاجتماع مع الوفد الأمريكي و الذي ظل مستمراً لأكثر من ساعة و من وقت لآخر تقتحم تلك الفتاة عقله بعيناها الباكية الحمراء بشدة و التي أظهرت لون عيناها الفيروزي الجميل الذي لم يدقق "يونس" النظر به و لكن الان يري أعينها أمامه بدون تشتيت .. و كانت سكرتيرته تنبهه كل دقيقه من ذلك الشرود حتي ينتهي الاجتماع ..

انتهي ذلك الاجتماع و لكن لم ينتهي "يونس" من التفكير في تلك الفتاة صاحبة العيون الفيروزية الحزينة ..

دلفت تلك السكرتيرة بعدما دقت باب المكتب لينظر "يونس" لها مستفسرا فتنظر هي لذلك الايباد الذي تدون عليه كل شيء يخص العمل و ..

السكرتيرة بعملية : السواق بتاع حضرتك يا "يونس" بيه تعب وقال انه مش هيقدر يشتغل تاني 

"يونس" : عايزك تصرفى ليه مكافأة نهاية العمل 

السكرتيرة بعملية : فوراً يا "يونس" بيه

"يونس" : نزلي اعلان محتاجين سواق جديد

السكرتيرة بعملية : عملت كده يا "يونس" بيه وبكرا تقدر تقابلهم 

"يونس" : لا قابليهم انتي وعيني حد و متقبليش اي حد يكون معاه شهادة في شغل السواق و ابعتيلي قهوة عشان مصدع

عاد "يونس" إلي الفيلا الخاصة به و الذي يعيش بها مع والدته و أخته .. فتح "يونس" باب الفيلا دالفًا بهدوء و لكن فجأة صرخ بشدة لأن أخته كانت تقف له وراء الباب لتخضه ..

"يونس" بصراخ : عااااا .. خضتيني حرام عليكي 

ضحكت تلك الجميلة بشدة و هي تري ملامح "يونس" أخيها و ..

الفتاة بضحك : تعيش و تاخد غيرها يا "يويو"

نظر لها بشر و فجأة ركض ورائها و ..

"يونس" بغيظ : 'يويو" يا قردة يا اللي كل مرة تعملي فيا نفس المقلب و انا بنسي كل مرة و بتخض اصلا 

كانت تنظر له و هم يركضون وراء بعض في أنحاء الفيلا و تضحك بشدة عليه 

الفتاة بضحك شديد : ههههه .. زعلتك "يويو" خلاص هقولك يا "نوني" .. هههه

ظل يركض ورائها بشر 

"يونس" بغيظ :  محدش هيلحقك من ايدي المرة دي يا "يُسر" الكلب انتي 

خرجت امرأة جميلة رغم كبر سنها من ذلك المطبخ ثم ..

المرأة بنبرة حانية : انت جيت يا حبيبي

"يُسر" و هي تحاول التقاط أنفاسها من الركض : انتي لسة بتطمني علييه الحقيني بسرعة من تحت ايده

ضحكت والدتهم علي منظر اولادها و ..
 
والدتهم بضحك : يهدك يا "يُسر" انتي عملتي فيه نفس المقلب تاني 

توقف "يونس" عن الركض وراء اخته و نظر إلي والدته بذهول و .. 

"يونس" بنبرة ضيق : انتي بتضحكيلها يا ماما

ضحكت والدته و ..

والدتهم بضحك : ما هو انت يا "يونس" كل مرة بيتعمل فيك نفس المقلب و بتتخض بردو 

نظر "يونس" بغيظ لهم و هم يضحكون 

"يونس" بغيظ : ماشي ماشي اضحكوا

و لكن لم يصمد "يونس" قليلا ع غضبه المزيف و ضحك معهم و ذهب ليحتضن والدته 

"يُسر" بنبرة غاضبة كالأطفال : و انا مفيش ليا حضن معاكوا و لا ايه بقا أن شاء الله

ليفتح "يونس" زراعيه و هو مازال يضم والدته فركضت "يُسر" لتدخل إلي أحضانه و ابتسم "يونس" برضا ع عائلته الصغيرة الجميلة و هو يقبل رأسهما .. 

كان ينام فوق سريره و لكن اقتحمت افكاره صاحبة العيون الفيروزية بوجهها الاحمر من كثرة البكاء و ملامحها الهادئة الجميلة .. عبس وجهه و هو يفكر ماذا قد يكون اسمها فهو اليوم عندما رأها لم يسمح الموقف بسؤالها عن اسمها .. أراح تفكيره قليلاً فمن الممكن أن يراها غداً مثلما رآها اليوم و ترك نفسه ليذهب في سبات عميق يرتاح فيه من عناء اليوم بالعمل .. 

استيقظ نشيطاً اليوم عن العادة فمن الممكن أن يراها مرة أخري و لكن .. خابت ظنونه عندما لم يجدها تنهد بخيبة أمل و اكمل رياضته الصباحية و من ثم ذهب إلي بيته لكي يرتدي ملابسه للذهاب للشركة .. 

كانت تجلس "يُسر" مع والدتها ع السفرة ينتظرون قدوم "يونس" لكي يفطروا سوياً .. نزل "يونس" من غرفته و علي وجهه ابتسامة هادئة و ألقي عليهم التحية الصباحية ليردوها عليه و جلس ليتناول معهم الطعام .. 

توقفت "يُسر" عن الطعام ثم نظرت لأخيها و ..

"يُسر' بنبرة هادئة : "يونس"

لم ينظر لها "يونس" و قال بمكر

: هاا عايزة ايه يا "يُسر"

نظرت له بعبوس لطيف فكيف عرف انها تريد منه شيء فمن الممكن أن تقوم بالهزار معه كعادتها .. فتحدث "يونس" قبل أن تتحدث "يُسر" و ..

"يونس" بنبرة هادئة : عارف انك عايزة تقولي حاجة جد بدام متكلمتيش بهزار زي عادتك 

نظرت له و هي تضحك و ..

"يُسر" بإبتسامة جانبية : مش سهل انت بردو يا ابو مراد

نظرت لها والدتها بإستغراب و ..

والدتهم بإستغراب : ايه ابو مراد اللي بتقوليها دي يا بت انتي 

نظرت لها "يُسر" و ..

"يُسر" و هي تلعب بحاجبيها : ابن اخويا المستقبلي يا ام "يونس"

نظر لها "يونس" و ..

"يونس" بإستنكار : و انتي مين قالك ان انا هسمي مراد 

"يُسر" بإبتسامة واسعة : انا 

"يونس" و هو يضع الطعام في فمه : ياربيي منك 

"يُسر" بتذكر : المهم بس كنتوا هتنسوني عايزة اقول ايه 

نظر لها "يونس" و ..

"يونس" و هو يضيق عيناه : عايزة تقولي ايه !؟

"يُسر" بإبتسامة واسعة : عايزة اقول ان انا طالبة القرب منك 

رفع "يونس" حاجبه لأعلي بينما صححت جملتها و ..

"يُسر" بضحك : قصدي يعني أنا وافقت و هخليك تنول شرف أن انا اشتغل في الشركة خلاص 

قالت تلك الجملة و هي تضع يدها علي تلك السفرة كأنها تشرب احدي السجائر و تنظر له بتعالي ..

 لينظر لها "يونس" بقرف مصطنع رافعاً احد حاجبيه .. 

"يُسر" بشك : بتبصلي كدا ليه يا ابو مراد ايه القرف دا كله بس كُل مخلل

كان سوف يرد عليها ولكن قاطعه والدته و ..

والدتهم بفرحة : بجد يا "يُسر" هتشتغلي يعني انا هقعد شوية في البيت و هو هادي يا ما انت كريم يارب 

"يُسر" و كأنها تردح لأحد النساء في الشارع : جرا ايه يا مرات ابويا هو انا باكل اكلك و لا ايه و كل الفرحة دي عشان راحة اشتغل و هسيب البيت شوية اومال لو قولتلك هتجوز هتعملي ايه 

والدتهم بحزن مصطنع : تتجوزي و تبعدي عني 

"يُسر" بابتسامة واسعة : حبيبتي متقدريش ع بعدي

والدتهم بحماس : يبقي نعزل عشان متعرفيش طريقنا و متجيش تاني 

"يُسر" و هي تضع يدها ع قلبها بتمثيل : اهااا قلبييي حد يلحقني بماية و سكر .. امي عايزة تعزل بعد ما اتجوز عشان معتش اجيلها اومال لو كانت مرات ابويا صحيح كانت عملت فيا ايه 

ليقف "يونس" و هو يضحك عليهم و ..

"يونس" بضحك : انا موافق يا قردة انك تشتغلي معايا في الشركة 

هبت "يُسر" من فوق الكرسي فوقفت بفرحة ع الكرسي الذي كانت تجلس عليه و ..

"يُسر" بسعادة عارمة : احلف كدا يا ابو مراد ان انا هشتغل معاك في الشركة !!!

"يونس" من بين ضحكاته عليها : ههههههه .. اها والله هتشتغلي معايا في الشركة 

لتقفز "يُسر" ع احضان "يونس" الواقف أمامها  ليمسكها سريعاً حتي لا تقع و كانت تقول بصوت عالي و بسعادة : يعيش ابو مراد .. يعيش ابو مراد

لينزلها "يونس" ع الأرض و هو يقول بابتسامة هادئة : طب يالا يا قردة لو عايزة تبدأي شغل من النهاردة معنديش مانع

لم يستمع إلى ردها حيث وجدها تركض ع سلالم الفيلا بشكل مضحك حتي تصل إلى غرفتها سريعاً 

مرت دقائق كثيرة نسبياً و وجدها تنزل ركضاً ع السلالم مثلما كانت تصعد عليه .. ليضحك عليها "يونس" و يخرج معها بعد أن ودع والدته بقبلة أعلي رأسها .. 

وصل "يونس" أمام مقر شركته " اليسر " و نظر خلفه فلم يجد اثر سيارة أخته فقام بمهاتفتها لترد عليه بعد فترة قصيرة 

"يُسر" بنبرة دلع : لحقت اوحشك يا ابو مراد

"يونس" بضحك : انتي فين يا قردة مش كنتي ورايا 

قالت بابتسامة بلهاء شعر بها "يونس" عبر الهاتف 

: الكاوتش باين كان سهران لوش الصبح و جه دلوقتي قال يريح ساعتين و لا حاجة

ضحك "يونس" ثم 

: طب والله تستاهلي بخفة دمك اللي ع الصبح دي 

رفعت "يُسر" حاجبها لأعلي و قالت 

: مالها خفة دمي يا ابو مراد يا عسل انت 

قال بإبتسامة اخوية 

: طب انتي واقفة فين عشان اجيلك 

: لاء لاء متتعبش نفسك انا وقفت عند الميكانيكي اصلا و بيشيك عالكاوتشات اهو 

قال و هو ينهي المكالمة معها 

: تمام لما تيجي تعاليلي ع مكتبي .. يالا باي 

انتهت "يُسر" من تصليح عجلات سيارتها و انطلقت نحو مقر الشركة .. دخلت الي بهو الشركة حتي وصلت إلي المصعد الكهربائي "الاسانسير" و كان سوف يدلف شاب الي المصعد و لكن عندما لمح "يُسر" سوف تدلف فسمح لها بالدخول اولا كإحترام .. فدخلت "يُسر" و من بعدها ذلك الشاب و كانوا هم الاثنان فقط في ذلك المصعد ..

قال الشاب بنبرة هادئة دون النظر إلي "يُسر" 

: الدور الكام يا آنسة؟

اجابته "يُسر" بخفوت و هي تنظر لعدم نظره لها و هو يحدثها 

: التاسع 

: نفس الدور إن شاء الله

قام بالضغط ع زر المصعد التاسع.

كانت "يُسر" تنظر له بإستغراب فهو لم ينظر لها ابدًا و لا حتي بدون قصد فإبتسمت و قالت في سرها 

: اول مرة اشوف ولد محترم اوي كدا مبصليش حتي من غير قصده 

كان المصعد في الدور ما بين السادس و السابع و فجأة صدر صوت عالي جدا من المصعد و توقف بشدة مما أدى إلى صريخ "يُسر" بشدة و انكمشت في احدي زوايا المصعد و هي تضع يدها علي فمها بخوف شديد .. التفتت الشاب و نظر إليها و رأي نظرات الهلع في عيونها فقال بتوتر

: ممكن حضرتك تهدي .. اكيد حد هيلاحظ أن الاسانسير وقف و هيساعدونا 

رفعت رأسها لتواجه عيناها الباكية عيناه التي تنظر إليها بتوتر لتقول هي بأنفاس مرتفعة

: همووت مش هقدر استني حد ينقذنا 

أجابها الشاب بخوف 

: حضرتك تعبانة من حاجة !! 

ارتفع صوت انفاس "يُسر" بشدة و بصوت متقطع قالت 

: عندي .. رهاا .. رهااب م ..من الأماكن .. المغـ .. المغلقة 

نزلت "يُسر" ع الأرض و هي منكمشة ع نفسها و صوت أنفاسها يرتفع بشدة و كان ذلك الشاب ينظر لها بخوف شديد .. لتمد يسر حقيبتها بيدها لذلك الشاب و بأنفاس تكاد تنقطع من شدة ضيقها

: هنا .. في .. الش .. الشركة .. اخ .. اخر .. ررقـم

التقط منها حقيبتها سريعاً و اخرج هاتفها ليمسك بيدها و يضع بصمتها للهاتف و كان سوف يترك يدها و لكن وجدها تضغط ع يده بشدة لتستمد منه طاقتها التي تكاد تنعدم !

دخل ذلك الشاب ع قائمة المكالمات في هاتفها فدق سريعاً ع اخر رقم تم الاتصال به و الذي كان مسجلاً بـ ابو مراد و وضع الهاتف ع أذنه ليستمع لرنين الهاتف ليصل له بعد ثواني صوت "يونس" الضاحك

: اكيد توهتي صح!؟

جاء صوت ذلك الشاب لـ "يونس" بتوتر 

: انا و الاستاذة صاحبة الموبايل الاسانسير عطل بينا و هي تعبانة جدا 

قام "يونس" من فوق كرسي مكتبه و هو يقول بصدمة 

: "يُسر" جرالها اييه انـطـق !!!!

قال الشاب بتوتر 

: الآنسة مش قادرة تاخد نفسها خالص 

و نظر إلي لوحة الارقام الخاصة بالمصعد في الاعلي

: احنا واقفين ما بين السادس و السابع

قام "يونس" بالركض خارج مكتبه سريعاً و هو يقول لذلك الشاب بخوف 

: افتح المايك خليني اكلم "يُسر"

قام الشاب بفتح مكبر الصوت ليسمع "يونس" صوت انفاس "يُسر" اللاهثة بشدة فيقول بخوف شديد ع أخته الصغيره

: "يُسر" حبيبتي اه‍دي و متخافيش انا هجيلك اهو و هفتح الاسانسير متقلقيش انتي بس و اهدي خالص

: الحق .. الحقني .. يا .. يو .. "يونس"

جن "يونس" بشدة من سماعه لتقطع صوتها هذا و ركض ع السلالم حتي كان في الدور السابع .. توقف أمام المصعد و هو يحاول أن يفتحه فذهب إليه كل من كان في ذلك الدور و يهتف بزعيق في الموظفين 

: حد يكلم صيانة الزفت دا بسرررعةة 

قالت إحدى الفتيات و التي كانت سكرتيرته التي جائت وراءه عندما وجدته يركض ع السلالم و يخرج بتلك الهيئة من مكتبه 

: رنيت عليهم يا مستر "يونس" 

قال "يونس" في هاتفه بقلق شديد

: "يُسر" انتي كويسة يا حبيبتي !!؟

ضغطت "يُسر" بشدة ع يد ذلك الشاب و لم تعد تتحمل أن تتحدث .. فقال الشاب بهدوء 

: ياريت حضرتك تشوف طريقه تانيه غير الصيانة لأن الأستاذة بتتعب بزيادة 

نظر "يونس" حوله بسرعة شديدة فوقعت عيناه ع غرفة التنظيف و التي تكون في كل طابق في الشركة و ركض إلي تلك الغرفة سريعاً و احضر منها عصا حديدية كانت طويلة و مطبقة قليلا من الأمام و التي تسمي "عِتله" و ركض علي باب المصعد و ظل يحاول فتح الباب بكل قوته فوجد شخص يقف بجانبه يمسك معه تلك العصا الحديدية و يحاول فتح الباب معه و كان ذلك الشخص هو "مروان" و تجمع الموظفون الرجال يحاولون فتح الباب مع "يونس" و "مروان" حتي فتح جزء صغير من الباب و نظر "يونس" من ذلك الجزء الصغير وجد أخته "يُسر" تجلس ع الأرض و لا تستطيع التنفس و بجانبها ذلك الشاب الذي كان يتحدث معه عبر الهاتف و ينظر للأعلي حيث "يونس" و الباقون .. عندما رأى "يونس" حالة أخته هذه شدد من فتحه للباب بكل قوته بتلك العصا الحديدية و بمساعدة الجميع .. تم فتح الباب ع مصرعيه و نظر "يونس" إلي اخته بخوف شديد و هو ينادي عليها 

: "يُسر" حبيبتي انتي كويسة يا قلبي والله انا لحقتك اهو 

نظرت له "يُسر" بعيناها الباكية ثم هدأت أنفاسها و تركت نفسها لتلك السحابة السوداء بعدما شعرت بالأمان بوجود أخيها .. 

نظر لها "يونس" بجنون و هو يصرخ بها بخوف شديد

: _يُسر" حبيبتي فتحي عيونك 

ثم وجه نظره لذلك الشاب بهلع شديد

: شيلها ارفعها ليا عشان اعرف الحقها 

قام الشاب بحمل "يُسر" بين يديه و رفعها للأعلي فقام "يونس" بإمساكها و رفعها إليه حتي خرجت من ذلك المصعد و اخذها "يونس" في احضانه بخوف شديد عليها 

قام ذلك الشاب بمساعدة "مروان" برفع نفسه للأعلي هو الآخر .. قام "يونس" بحمل "يُسر" بين يديه و صعد إلي مكتبه و وضع "يُسر" ع تلك الأريكة التي بمكتبه و دخل "مروان" صديقه و سكرتيرته و ذلك الشاب الذي كان مع "يُسر" في المصعد الكهربائي ..

أعطت السكرتيره كوب ماء إلي "يونس" فقام "يونس" بنثر بعض قطرات المياه ع وجه "يُسر" و هو يقول بخوف عليها 

: فوقي بقا يا "يُسر" متقلقنيش عليكي 

قالت سكرتيرته بهدوء نسبي 

: انا كلمت الدكتور و هو جاي حالا يا مستر "يونس"

وضع "مروان" يده ع كتف "يونس" و هو يقول بهدوء

: متقلقش يا "يونس" دا اغماء عادي و هتفوق متقلقش 

ظل يقطر قطرات المياه ع وجهها لكي يجعلها تفيق حتي لمح تقلبات عينيها بإنزعاج من تلك القطرات فوضع كوب الماء ع تلك الطاولة الصغيرة بجانب الأريكة و قام بإمساك يدها ليقول بخوف 

: "يُسر" حبيبتي .. فوقي !! 

فتحت "يُسر" عيناها بتعب شديد و نظرت لـ "يونس" الذي يجلس ع الأرض أمامها و علي وجهه ملامح الخوف و القلق الشديد و جالت بنظرها ع الأشخاص الموجودين في الغرفة فرأت "مروان" صديق أخيها و تلك الفتاة سكرتيرة أخيها و ذلك الشاب الذي كان معها في المصعد الكهربائي .. اعتدلت "يُسر" في جلستها و نظرت لـ "يونس" ثم قالت 

: شوفت لما فكرت اشتغل معاك يا ابو مراد حصلي ايه من اول يوم 

ابتسم "يونس" لها و قام بإحتضانها و هو يقبل اعلي رأسها 

: متعرفيش كنت مرعوب عليكي ازاي يا "يُسر" 

خرجت يسر من احضان يونس و نظرت له بغمزة

: تعيش و اخضك يا ابو مراد يا عسل انت

قاطع حديثهم صوت طرقات علي باب المكتب تبعه دخول فتاة موظفة في الشركة و بجانبها رجل فقالت بهدوء

: الدكتور يا مستر "يونس" !

فقالت "يُسر" ببلاهة 

: هي حالتي كانت مستعصية كدا جبتولي دكتور .. "نظرت إلي الدكتور بإبتسامة بلهاء" اسفين بقا يا دَكترة جيت المشوار ع الفاضي انا بقيت زي القردة اهو 

وقف "يونس" بحدة بسيطة 

: لاء طبعا الدكتور لازم يكشف عليكي 

وجه يونس حديثه للطبيب 

: هي عندها رهاب من الأماكن المغلقة يا دكتور و الاسانسير اتعطل بيها و لما فتحنا الاسانسير أغمي عليها 

قال الطبيب بعملية 

: نقدر نكتبلها ع مهدئات خفيفه لأن الرهاب ملوش علاج غير عملي طبعاً 

قال "يونس" بهدوء

: أيوة عارفين يا دكتور و حاولنا نعالجها عملي و هي مستحملتش 

اخرج الطبيب من حقيبتة التي كان يحملها ورقة عليها لوجو عيادته و اسمه و كَتب بعض أنواع الأدوية و أعطاها لـ "يونس" و شكره "يونس" و اخذته السكرتيرة للخارج 

نظر "يونس" لذلك الشاب الذي يقف بهدوء ينظر إليهم جميعهم فقام "يونس" بالتوجه نحوه و هو يقول 

: "يُسر" لو كانت لوحدها كان فات جرالها حاجة 

قال الشاب بهدوء

: طب الحمدلله ان انا كنت موجود الف حمدالله علي سلامتها 

قال "يونس" بشكر 

: لولا إنك كنت موجود و قدرت تكلمني عشان الحقها انا مكنتش هعرف الحقها خالص 

: حمدلله ع سلامتها 

قال "يونس" بهدوء 

: الله يسلمك

نظر له "مروان" بتركيز 

: انت اكيد م شغال هنا انا اول مرة اشوفك في الشركة 

وجه الشاب نظره إلي "مروان"

: فعلاً انا مش شغال هنا انا كنت جاي اقدم ع اعلان اللي طالبين فيه سواق 

نظر له "يونس" بإبتسامة 

: انت اشتغلت خلاص و اتقبلت و من انهاردة لو عايز تبدأ الشغل انا موافق 

قال الشاب بهدوء

: انا هشتغل سواق لمين ؟

اجابه "يونس" و هو يأخذ مفاتيح سيارته من فوق المكتب و يعطيها له 

: ليا انا و اتفضل مفاتيح عربيتي اهي

نظر له الشاب بإستغراب

: انا كدا بدأت الشغل يعني 

: أيوة و وصل "يُسر" البيت اول حاجه ليك اهو 

صاحت "يُسر" بإستنكار لـ "يونس" و وقفت 

: انا مش هَروح يا "يونس" انا جاية اشتغل انهاردة اول يوم ليا 

قال "يونس" بهدوء

: روحي ارتاحي يا حبيبتي انهاردة و ابدأي الشغل من بكرا و اهي الشركة شركتك و تحت امرك 

قالت "يُسر" بعبوس طفولي و عناد 

: لاء انا كويسة و هبدأ شغل من انهاردة 

قال "يونس" بتنهيدة 

: هتتعبي يا "يُسر"

قالت "يُسر" بسرعة 

: انا بقيت كويسة والله 

: ماشي يا "يُسر"

نظر "يونس" لذلك الشاب بإستغراب 

: انا معرفتش اسمك لحد دلوقتي ايه 

أجابه الشاب بهدوء و احترام

: "زياد" .. 

قال "يونس" بإبتسامة هادئة 

: و انا "يونس" يا "زياد" مدير الشركة هنا و دا "أشار ع "مروان" " مدير الإدارة الفرعي للشركة "مروان" .. دلوقتي تقدر تستني في العربية أو في الشركة تحت عشان ميعاد الخروج الساعة 3 و ميعاد الشغل هنا الساعة 9 الصبح 

اجابه "زياد" بهدوء

: فهمت يا "يونس" بيه .. بعد اذن حضرتك 

: اتفضل ! 

غادر ذلك الشاب المدعو "زياد" تحت نظرات "يُسر" و "يونس" و "مروان" ..

نظر "يونس" لـ "يُسر" بمشاكسة 

: هاا يا قردة هانم هتشتغلي ايه بقا 

نظرت له "يُسر" بإبتسامة واسعة

: كلية تجارة يا ابو مراد هتشغلني ايه اكيد حسابات و كلام من دا 

قال "مروان" و هو يحمحم

: احم .. لمؤاخذه في السؤال بس .. هو مين ابو مراد 

نظرت له "يُسر" و أشارت علي أخيها "يونس"

: "يونس" اخويا حبيبي هو أبو مراد اللي هيجيبلي مراد الصغنن في المستقبل 

اومأ "مروان" رأسه 

: اها إذا كان كدا ماشي اسف ع المقاطعة كملوا كلامكوا 

لتنظر "يُسر" لـ "يونس" و هي تلعب حاجبيها 

: هبقي مديرة الشركة بقا و لا ايه 

تنهد "يونس" و هو يقول 

: هتبقي مديرة الحسابات يا ستي ها مبسوطة كدا !؟ 

هبت واقفة و علي وجهها ابتسامة عريضة

: اتفقنا طبعاً يا ابو مراد .. هاا مكتبي فيين يا معلم 

لينظر لها "مروان" بعيون تلمع 

: هي فيها معللللم؟؟؟ لاء دا اختك هتبقي انتيمتي يا "يونس" .. تعالي و انا اوريكي مكتبك انا و .. "قال بهمس حتي لا يسمع "يونس" " .. و اقولك علي خطط عشان نحرق دم يونس كل يوم الصبح 

لتضم يداها أمام بعضها و تدعكهم ببعضهم و عيونها تلمع بشر 

: اتفقنا يا كبييير يالا بينا 

ليضع "يونس" يداه ع وجهه و يمثل البكاء 

: انا مكنتش ناقص وجع دماغ والله
  

                   الفصل الثاني من هنا 
تعليقات