قصة انصهار قلب البارت السادس والعشرون26 بقلم فاطمة سلطان


قصة انصهار قلب
البارت السادس والعشرون26
بقلم فاطمة سلطان



في بيت عائلة العدوي / تحديداً شقة نجاح
مازالت مادونا تجلس مع زينة، وكان عمران يتحدث مع زينة في الهاتف للسؤال عنهم، فالواقع لم تقل اتصالاته طوال الفترة الماضية ويمر ليراهم اذا نزل القاهرة او يرسل حسن وزوجته وتحديداً لان سنوية رؤوف غداً ..
بعد ان انتهت من حديثها معه، ودعتها مادونا وذهبت، جلست زينة بعدما ذهبت مادونا تفكر فيما الي يجب ان تقوله او تفعله واي ردة فعل ستصدر منه، تريد التراجع وليست واثقة من صحة إخباره .. 
قاطعها انتهاء درس رحمة وعودتها الي المنزل ووجدتها مريضه قليلاً وتظهر عليها بوادر الإصابة بالبرد، حزينة لان تلك السنة الاولي، فقد مر عام علي وفاة والدها، حاولت التخفيف عنها بقدر الإمكان ولكن كانت تشعر بالضيق ولم تريد الحديث كثيراً وطلبت من زينة ان تتركها لتخلد الي النوم
بعد منتصف الليل 
دخل مصطفي المنزل فكان يجلس مع اصدقائه ويسهر معهم علي الدرج، فتحت زينة باب الشقة حينما سمعت صوت باب المنزل يُفتح فعلمت انه هو   
-أهلا بالناس السهرانة برا   
اقترب منها قائلا
- والله سبتهم هناك مش قادر عايز انام ومصدع جدا وغير ان بكرا في موظفين جايين علشان الضرايب
تحدثت بنبرة حاولت إظهار المرح فيها رغم انها تريد البوح بالكثير وحزينة ايضاً
- يعني اسيبك من غير ما انكد ؟
تحدثت بابتسامة مُرهقة
- ياريت علشان بجد عايز انام وبلاش افوق علشان بتزعلي لما بصحصح 
- ماشي
- رحمة عاملة ايه
تنهدت تنهيدة مطولة ثم أردفت بمبرة مُنزعجة
-  تعبانة شوية عندها برد بس علشان سنوية رؤوف الاسبوع  فهي نفسيتها وحشه
أخذها في احضانه وقبل راسها بحان قائلاً وهو ينظر في عينها
- حابة تبقي استرونج رغم ان جواكي اسخن منها مش هقولك متزعليش بس اعرفي اني هنا وانا سندك يا زينة في الدنيا قبل اي حاجة وسند رحمة وبعتبرها اختي وربنا يعمل عارفة كده ؟
تحدثت بنبرة هادئة وابتسامة حاولت رسمها
- عارفة يا مصطفي
- عايزة حاجة ؟
- لا تصبح علي خير شكلك عايز تنام فعلا
أردف بمشاكسة رغم انه يشعر بالنعاس الشديد والإرهاق
-لو حابه اصحي 
- لا اطلع نام احسن او ادخل نام في اوضة مامتك لو حابب
تحدث بنبرة هادئة
- اصل انتِ لو دخلت مش هتنامي جنبي وهتتكسفي  وكمان علشان مقيدش حركة رحمة عموما ولاني شخص بفرك مبعرفش اقعد الاوضه ومتحركش ممكن اقوم منانلوم اتمشي في الشقة عادي  
- ماشي تصبح علي خير 
قبل رأسها مره اخري ثم صعد الي شقته لتغلق زينة الباب وتجلس علي الاريكة وتعقد ساعديها تحاول الوصول الي الراحة في كل الأحوال لا تشعر بالراحة وتقلق عليه فمازال خالد مفقوداً، ومنه تريد الاعتراف بكل شيء فما أصعب من انك تجد كل شيء مُعقد ومن الصعب ان تأخذ قرار ..
_________________________________
بعد مرور اسبوع
تقريبا وقد كانت حالة رحمة النفسية سيئة جدا ومازالت نجاح في المنصورة بسبب مرض شقيقتها، لم تكن زينة تتركها ابدا ولم تخرج من البيت ولم تحجز القاعة حتي الان فقد ما يُهمها تحسن رحمة واستكمالها دروسها بعزيمة
فدخلت همس ومعها ملك غرفة زينة ورحمة، بعدما طلبت منها زينة المجيء فعلي الأقل هي اصبحت شخص قريب منها أيضا وكانت زينة تجلس بجانب رحمة  علي الفراش وتحاول ان تطعمها
ملك تحدثت بنبرة هادئة  ووجه بشوش
-مش قولنا بلاش نضيع مستقبلنا اديكي اسبوع مش بتروحي الدروس
رحمة أردفت بحرج وأدب
- تعبانة شوية
ملك تحدثت بنصف عين
- مش تعبانة انتِ زعلانه والمرض خادمك شوية
زينة " ربنا رازقني ببنت مجنونة او هبلة يوم عايزة تبقي مني الشاذلي  واليوم اللي بعده نايمة في الاوضة مش عايزة تتحرك "
همس " انا هقوم اشوف ماما فين علشان ابقي افتح ليها الباب وشكلي ناسية التليفون فوق "
عرضت زينة ان تصعد بدلاً منها حتي تستريح ولكنها لم توافق وبالفعل صعدت
زينة تحدثت لتقاطع صمتهم " كلميها يا ملك يمكن بقت بتسمع كلامك اكتر مني ان المفروض متعطلش دراستها "   
ملك " محدش هيحل محلك عند رحمة ابدا "
رحمة " انا تعبانة مرض بس مش واجعني قد موت بابا مش مصدقة انه مات وانه بقاله سنة بعيد عني الفكرة نفسه الموجودة ساعات بحس اني عايشة كانه مسافر وراجع  "
ملك ابتسمت بهدوء قائلة  
- انتِ مؤمنة بالله وعارفة ان كلنا معرضين في اي لحظه نموت دي حاجة بتاعه ربنا 
بسم الله الرحمن الرحيم 
الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ 
زينة حاولت زينة الا تذرف اي دموع وتتحدث بنبرة واقعية
- اقولك الابشع يا رحمة انك كل سنة هتتوجعي مش لمجرد انها اول سنه مش بقولك كده علشان تزعلي بس انا عمري ما نسيت ابويا رغم انه بقاله يجي 14 سنة وامي مشفتهاش بس كل عيد ام بعيط   
عمرنا ما هننسي رؤوف ابدا بس ابوكي عمره ما حب يشوف حد فينا زعلان بسببه افتكر انه مره ضربني بالقلم اينعم كانت المرة الوحيدة وصالحني بعدها وخدني في حضنه وصالحني عمره ما حب حد يضايق بسببه دي سنة الحياة وقولنا ان ده نصيبنا وراضين بيه
تحدثت رحمة قائلة بنبرة متألمة
-بس انا كده مليش سند
ملك " صدقيني انتِ ليكي سند الأول والأخير وهو الذي لا يغفل ولا ينام ليكي ربنا مش كل بنت ابوها عايش مسنودة في ناس وجود ابوها هو النقمة اللي في حياتها ياما ابهات معيشة عيالها في جحيم "   
زينة أخذتها في حضنها وقبلت رأسها قائلة
-انا سندك يا رحمة قولتلك بدل المرة ألف اني امك واختك وعمتك وكل حاجة وحتي صاحبتك، مين اغلي شخص في حياتي يا رحمة 
رحمة " مصطفي "
قالتها رحمة بنبرة ليست واثقة لتجيبها زينة قائلة
-فعلا مصطفي غالي عليا جدا ومستعدة اضحي بنفسي علشانه بس ميجيش ربع غلاوتك عندي محدش اغلي منك عندي
ملك أردفت قائلة بابتسامة
-قولنا خليكي عمل صالح وادعيله وكوني انتِ عمله الصالح في الدنيا  قومي اغسلي وشك كده علشان نشوف هتعملي ايه في الحصص اللي فاتتك وهتعملي ايه في اجازة نصف السنة
______________________________
في بيت عائلة ايتن
كانت تجلس علي الارض وتحمل تلك الوسادة وتحرك يدها عليها واردفت قائلة بخفوت وهي تقترب من الوسادة
-متقلقش يا زين مش هيعرف يعملك حاجة انا هخبيك
فلاش باك
كانت نائمة بجانبه علي الفراش استعداداً للنوم بعد ذلك العشاء التي صنعته من اجله وبدا خالد يشعر بضيق تنفس ووجع شديد في حلقه وعدته فنهض علي فجاءه لتساله ايتن بمكرٍ ونبرة ممتنه من فعلتها
- مالك يا خالد في ايه   
وضع يده علي صدره قائلاً
-مش عارف مالي
وكان يشتد الاختناق شيئا فشيء ليسقط ارضاً يطلب مساعدتها
- اااااه، الحقيني 
- معلش يا دكتور اخاف أطلب الاسعاف الحكومة تعرف مكانك فحاول تستحمل السم شوية
أردف بألم وعدم فهم وهو يحاول ان يستوعب كلماتها
-سم ؟؟؟ انتِ عملتي فيا ايه اااه يا بنت ... 
قاطعته قائلة بغضب جامح وهو يقترب من قدمها ولكنها لا يستطيع علي الحركة
- اياك تغلط هتموت علي طول بعد دقايق بيريح علطول احسن من اللي عملته مع مصطفي خلته يعيش تلت سنين في كدبه ومثلا زي ما سممت عقلي لسنتين ويوم ما قولتلك أنا مش هشترك في اللعبة دي ذلتني بانك هتفضحني كل ما كنت بحاول افوق كنت بتغرقني عارف رجب كان عنده حق انتَ أجبن من ان حد يخاف منك انا اللي كنت هبله كنت لازم تعرف ان هيجي يوم ومش مصطفي اللي هينتقم منك ده كان رعب حياتك، محدش هينتقم منك غيري يا خالد
ليقترب منها وهي تقف ويقبل قدمها حتي تسعفه وتحدث في نبرة بها رجاء والم في انن واحد
-ارجوكي اطلبي الاسعاف هموت
-هو ده المطلوب انك تموت علشان تشوف هتفضح مين،  كنت من شهور اقدر ابلغ عنك مكانك بس مش هسيبك تنسجن عارفة اني زيك بس انتَ ضحكت عليا واستغلتني لسنين حبيت اوريك  يعني ايه تصحي كل  يوم وانتَ مخدوع حد نفس الشعور اللي حصل معايا ونفس اللي عملته مع صاحبك 
باك
وضعت يديها علي اذنيها وهي تستمع لصوته يتردد
-هقتلك يا ايتن هقتلك مش هسيبك   
لتنظر وتجده يقف ويحمل سكين ويقف ناحية الشرفة وأحيانا تجده يجلس بجانبها ويحاول ان يؤذي زين التي تحمله فالواقع كلها خيالات في عقلها لم يكن خالد موجوداً ولم تكن تحمل زين، تحاول ان تحتضن الوسادة وتسمع صوت بكاء زين وكأنه يخاف من خالد الذي يُقرب منه السكين
منذ ان اتت من الغردقة وهي تشعر بخيالات وهلوسات عجيبة لتدخل المطبخ حينما رسم خيالها بأن خالد قد أخذ الطفل من يديها، لتجد خالد يحاول ان يحرقه ويخنقه تصرخ بهستيرية، تريد ان توقف تلك الخيالات والهلوسات فتاره تكن مصدقه ذلك الشيء وتاره أخري تريد ان تنتهي من تلك الأصوات وتكذبها حالة عجيبة من الجنون غير الدم الذي تراه يسيل علي يديها من الصنبور عند دخولها الحمام  واصوات كثيرة تتداخل في عقلها حتي انها  تتخيل مصطفي يحاول ان يخنقها تريد ان تنهي ذلك العذاب ..
____________________________________
بعد مرور ثلاثة ايام  كانت همس تجلس بجانب زينة في شقة نجاح التي كانت تقضي اليوم عند أحدي صديقاتها بينما رجب مازال في جيشه
زينة بوجع شديد وخوف من ان تكن حادثة ايتن من خالد واختفاءه
-انا قلبي مقبوض اووي من ساعة ما سمعنا خبر موتها مش مصدقة أساسا
همس لم تكن مختلفة عنها في ذلك الشعور لتكن هي الحامل التي مرت بكل الأزمات والاشياء حولها التي ترعب اي شخص
-والله انا من اول امبارح مش عارفة انام  ماتت محروقة، الأنبوبة انفجرت جثتها متفحمه
وضعت زينة يدها علي اذنيها تحاول الا تسمع عن تلك الحادثة
- خلاص يا همس
همس حاولت تغيير الموضوع أيضا
- هو مصطفي عامل ايه
-مضايق برضو موتها صعبه اوي
همس بانزعاج بتلك الآثار التي ستحل علي زينة ومصطفي
-يعني كده انتم هتأجلوا الفرح
- اكيد يعني هي بنت عمه مهما كان
- حرام والله تأجلوا تاني
قالتها بسأم فهي تعلم جيدا انها لا تستحق الحزن عليها ولو لثواني
________________________________
في الساعة الثامنة مساء / امام  معرض مصطفي
ركنت إيمان  سيارتها ونزلت بجسدها الضعيف الذي ضعف من جلسان الكيماوي  التي تخضع لها منذ شهور ولكنها قد تعافت منذ اسابيع قليلة وبدأت تستعيد صحتها لتحاول ان تقول ما تعرفه دون ان يمنعها وائل او اي شخص وهي علي استعداد ان تواجه اي شي وتخلي ذمتها من ذلك الشيء تحديداً بعد حزنها علي وفاة ايتن الذي علمت به ليلة أمس بالصدفة وحزنت جداً
دخلت المعرض وأخذت تسأل عن مصطفي ليدخل حمصه الي مصطفي وأردف  قائلا
- في واحدة اسمها دكتورة ايمان عايزة تقابلك
تحدث باستغراب فهو لم يتذكر انه يعلم شخص بهذا الاسم
- مين دي !!!
-معرفش اول مره اشوفها
- خليها تدخل 
دخلت ايمان وصافحته وجلست امامه لتحاول ان تخبره هويتها
- يمكن مشوفتيش قبل كده بس انا دكتوره  ايمان صاحبه مركز التجميل اللي كانت بتشتغل فيه زينة وبشار، البقاء لله 
أردف باستغراب شديد
- اهلا بحضرتك، البقية في حياتك 
- الصدفة كانت عجيبة لدرجة اني صاحبة ايتن الله يرحمها، وكانت قاعدة عندي طول فترة خلافاتكم اعتقد مره وصلتها بيتي
قالها مصطفي وهو يحاول ان يتذكر اسمها ولكنه شعر بالاستغراب من تلك الصدفة 
- فعلا صدفة غريبة، بس معلش في السؤال حضرتك جاية ليه يعني ايتن وكنت مطلقها من قبل ما تموت و زينة وبشار الاتنين سايبين الشغل من شهور ومعتقدش في حاجة بيني وبين حضرتك انا بس مستغرب بصراحة
أردفت إيمان بتوتر وحاولت ان تتحدث بثقة قليلاً
-بصراحة رغم اني معرفكش بس جاية علشانك، كان المفروض الزيارة دي تكون من شهور بس انا كان عندي كانسر وكنت في دوامه كبيرة
-الف سلامة علي حضرتك
-انا جاية علشان اخلص ضميري واخذت العنوان من بشار وعايزة حضرتك تسمعني للآخر
تفوهت إيمان بالحقيقة كامله ولكن اكتفت بالحفاظ علي بعض الثغرات التي من الممكن ان تضره مع زينة ..
___________________________________
في بيت عائلة العدوي تحديداً شقة مصطفي
كانت زينة تقف بجانبه بعدما وجدته جاء البيت والشرار يتطاير من عينه فهذا أقل شيء لوصفه فهو أسد جريح، اخذ يبحث في كل الارجاء ويبعثر كل شيء ويمسك بيده تلك التحاليل وتقارير المستشفي، نعم لم يكن يتذكر تلك الليلة المشؤومة بأكملها  ولكنها يتذكر  مقاطع قليلة منها قبلات وبعض الاشياء ولكن هناك اشياء ممسوحة من ذاكرته ولكن ليس واعي بقدر كافي لما حدث بالتفصيل في تلك الليلة 
أردفت زينة بقلق وهي تجده يمسك ويبحث في تلك الأشياء
- فهممي يا مصطفي مالك بس بدور علي ايه
صرخ بها قائلا
- مش ابني يا زين مش ابني ابن خالد ... ابن خالد
تفوهت زينة بصدمة فكيف علم ذلك الشيء
-انتَ جبت الكلام ده منين واهدا علشان اعرف افهم منك 
صرخ مرة اخري بصوتٍ مرتفع وهو يخرج الي الصالة وهي خلفه
- اهدا ايه قولك مش ابني كل التحاليل دي كدب مش ابني حتي المتابعة بتاعت الدكتور اللي كانت بتروح تتابع عنده  مكتوب فيها فصيلة دمه اللي هي دم خالد مش ابني يا زينة مش ابني
خرج من الشقة لتنزل خلفه برعب شديد وتسمعه يردد تلك الكلمات وهو يتوعد بالثأر ويردد انه ليس طفله كانت تحاول ان تمسكه وتوقفه ولكن لا فائدة وقفت لتحول بينه وبين باب المنزل  قائلة بكلام هي نفسها لا تصدقه
- استني يمكن الكلام ده غلط، هتروح فين بالشكل ده
- اروح في اي داهية ابعدي عني
تحدثت برجاء ودموع شديدة
- والله ما هسيبك اهدا هتروح فين هي ماتت وهو منعرفش ليه طريق هتروح فين بالحالة دي ارجوك   
ليصرخ بغضب وهو يمرر أصابعه في رأسه
- صاحبي عمل كده فيا وصلت بيه للدرجة انا اتوقعت يقتلني ولا اتوقعت كده، كان بيجي يواسيني علي موت ابنه ويقولي متزعلش
انا عايش في كدبه سنين خادعني وخلوني احس اني ميت وانا بدفن ابني ده انا انبت نفسي ولومتها من جوايا وكل يوم بأنب نفسي لو ضحكت وهو ميت، ده انا عاتبت نفسي اني لمستك بعد موته بأسبوع انتِ عارفة عملوا فيا ايه هدوء ايه اللي المفروض اكون فيه هدوء ايه فهميني
تحدثت من وسط دموعها تترجاه بأن يهدأ لا تستطيع قول شيء سوي ذلك
- اهدا طيب علشان خاطري
قالها بنبرة النبرة الصارخة حتي علي وشك ان يذهب صوته
- انا جوايا نار تكفي حرق العالم كله هتجنن كنت مغفل ازاي وعلشان كده هو اللي حط الزفت ده علشان بيرسم ومخطط لكل حاجة وسارقني وخلاني احس بالذنب كل يوم من يوم ما سبتك منمتش ليلة وانا حاسس اني طبيعي دايما حاسس بذنب في كل حاجة الواطي الخسيس النجس،
ده انا  مش عايز ابلغ عنه رغم ان راجل الأمن اللي كان في غيبوبة لشهور اعترف انه كان متفق معاه ورغم كده اضرب علي دماغه من اللي اجروهم وأتأذى وقولت لا يا مصطفي اوعي تبلغ مهما غلط اعلم حساب العشرة،  انتِ متخيله
ثم استكمل حديثه قائلا
- ابعدي عن وشي دلوقتي يا زينة انا مش طايق حد
- مش باعده ولو علي جثتي اسيبك تخرج كده هتروح فين هو انتَ تعرف ليه مكان والتانية ادفنت
كانت همس تنزل علي الدرج وهي ترتدي اسدالها بعشوائية وتضع يدها علي بطنها  فقد شعرت بألم شديد واتصلت بالطبيبة ولكنها لم تكن تقدر علي التحمل فمازالت في الأسبوع الاول من الشهر التاسع، لم تكن تريد ان تقلق والدتها فكانت تنزل لزينة حتي تذهب معها الي المستشفي او تتصل مصطفي ليوصلهما
زينة وهي تنظر علي همس الشاحبة
- مالك يا همس
ليلتفت لها مصطفي فأردفت همس بوجع  شديد
-مش عارفة حاسة بوجع همووت، اااه
______________________________
في المستشفي
كانت تجلس والد ووالده همس بعد ان اتصلت بهم همس وقول الطبيب بانها يجب ان تولد حالاً وستكون ولادة مبكرة في الأسبوع السادس والثلاثون الحمل واخبروا رجب في الهاتف، اتصلت زينة برحمة واخبرتها بانهم في المستشفي ولتذهب عند مادونا
كان مصطفي في الأسفل تحديداً في الجراش الخاص بالمستشفى   
غاضباً بشدة يحاول جمع الكثير من الضور في عقله وتضح له الكثير من الأشياء، مازال غير مستوعب ما يحدث وينظر الي زينة ويخمن العديد من التخمينات فباتت الصورة واضحة تماماً فكانت زينة لا تريد تركه حتي لا يذهب الي اي مكان، ليقاطعها بذلك السؤال الذي بمثابة صفعه لها
-انتِ كنت عارفة ؟  
توترت زينة وبشدة وكانت علي  وشك ان تنكر معرفتها  ليتحدث قائلا بسخرة وغضب
- عارفة وله مكنتيش عارفة انطقي
تحدثت بنبرة هادئة
- كنت عارفة بس والله انا مكنتش عارفة اقولك ازاي والله مكنتش اقصد اخبي عليك وبع ....
قالها بنبرة منفعلة بأنها تعرف كل ذلك وتتركه فما الفارق بينها وبينهم
-اخرسي ومتكمليش
- مصطفي والله افهمني ووطي  صوتك
قالها بسخرية شديدة
- اوطي صوتي ؟؟ ده اقل حاجة اقدر اعملها اني اعلي صوتي دلوقتي خلي الناس تتفرج ايه المشكلة
ثم استكمل حديثه بنبرة حادة
-مقولتيش ليا ليه وانتِ شيفاني قدامك كل يوم بعتذر عن غلطتي وله كان عاجبك احس اني مذنب وله  اني أعيش مخدوع ردي عليا كنتي عارفة من امته 
تحدثت باستسلام فلا داعي للكذب اكثر من ذلك
- من يوم موت زين لما عرفت فصيلة دمه وسالت الممرضة قالتلي انه هيحتاج نقل دم والافضل ان لو هعيش ندور علي متبرعين بفصيله دمه النادرة
قالها وهو يضرب بقبضه علي سيارته 
- انتِ مفرقتيش حاجة عنهم زي ما هما خدعوني ودخلوني كدبه انتِ  خدعتيني وعيشتي معايا شهور وعارفة حاجة زي علشان كده وافقتي اقرب منك هو انا كنت مخدوع ازاي في الكل 
المفروض دلوقتي اعمل ايه معاكي اثق فيكي ازاي انتِ زيهم بالظبط أنانية لو كنت بتحبيني فعلا مكنتش خبيتي عليا
أردفت بانفعال شديد وغضب من اتهاماته وتعب من كل شيء تمر به 
- مكنتش أنانية ولا عيزاك تحس بالذنب تجاهي كنت خايفة عليك خايفة عليك ايوه خوفت عليك مش علشان اعمل نفسي مضحية اني سامحتك علشان غلطتك لا خوفت عليك  تكون يا مقتول او مسجون، خوفت عليك علشان فعلا بحبك، معرفتش اقولك لساني عجز احكي حاجة زي دي كل اللي قدرت اعمله اسلم نفسي ليك زي ما اتحرمت منك سنتين
 وسامحتك حتي انك سبتني مش بس علي الخيانة انتَ كسرتني برسالتك ليا حتي لو مكنتش ايتن في حياتك الرسالة دي مكنتش هينه انا قبلت اديك فرصة وقبلت اكمل معاك من قبل ما أعرف  اي حاجة وكل ده تقولي اني أنانية
كنت انانية فعلا لما خوفت عليك وكنت انانية لما خوفت الحلم اللي عشناه يروح تاني كنت انانية لما خوفت اخسرك واكسرك بالحقيقة دي، كل اللي فكرت فيه اني أكون معاك بعيدا عن اي حاجة في الدنيا وحبيت نرمي الماضي ورا ضهرنا
حاولت ان يغلق قلبه علي ألا بنخدع بتلك الكلمات
- مهما قولتي مش هيفرق كتير
ليأتي بشار ومعه نجاح وعلي وجهم الذعر بسبب ذلك الخبر ليست ولادة همس فقط بل أيضا بسبب ذلك الخبر الذي انتشر بين الناس بالعثور علي خالد في احدي الشقق في الغردقة مسموماً ولحسن الحظ كانت طوال الفترة الماضية ايتن تمسح كل شيء وحتي انها كسرت هاتف خالد وجعلته فتافيت صغيرة بالشاكوش قبل ذهابها وفهمت في الفترة الماضية بان كل شيء يوضعه علي هاتفه 
نجاح : عرفت الخبر يا ابني وبعدين صوتك مسمع في ايه
مصطفي : خبر اية
بشار : بيقولوا في الغردقة حد بلغ البوليس ان في جثة في الشقة اللي كان ماجرها وطلعت جثة خالد وكان واخد كمية سم كبيرة في جسمه وهي السبب في موته ده حتي لقوا تعبان في الشقة مش عارف ازاي الناس كلها عماله تتكلم في الموضوع وبيتهم بيخرج منه الصويت واحنا جايين 
لتشهق زينة بصدمة وأردف مصطفي قائلا
-انتَ بتهزر يا بشار ؟؟ 
صعدت زينة الي همس لتجدها قد ولدت وانجبت فتاة ولكن قال الطبيب انها ستجلس في الحضانة بضعة ايامٍ، كان مصطفي يحتضن امه ومازال يقف بجانب سيارته دقائق طويلة يحتضنها  لعله يجد الأمان في حضن امي فمن بقي له ؟
ابتعد قليلاً لتأخذه نجاح ويجلسوا علي احد المقاعد المتواجدة بحديقة المستشفي
- خلاص وحد الله كنت عارفة ان الخبر مش سهل عليك   
- لا اله الا الله محمد رسول الله، ياريت المشكلة في الموت يا ماما انا معرفش عملت ايه في حياتي مش عارف
- مالك يا ابني في ايه انتَ متخانق مع زينة
-زينة حتي زينة كدبت عليا 
أردفت نجاح بقلق فهو يقلقها ولا يتفوه بأي شيء
-يا ابني كفايا كلام متقطع فهمني في ايه
وضع وجهه بين يديه حتي يخفي دموعه ليتحول الي طفل صغير في ثواني وكأنه يشتكي لامه علي ما فعله صديقه معه بالمدرسة تحول ذلك الاسد الجريح والثائر الي طفل صغير
- مش ابني يا امي، اللي دفنته مش شهور مش ابني واللي خاني صاحبي اللي كنت بقول عليه اخويا اللي خانوني ماتوا وتحت التراب ومش عارف اخذ حقي ومفيش منهم الا جثث 
- انتَ بتقول ايه يا مصطفي
قالتها نجاح بعدم تصديق، فأردف ساخراً من نفسه
- بقول الواقع اللي كابوس مش بفوق منه ابدأ انا هتجنن دي كلمة قليلة، زينة عارفة من شهور انهم خدعوني وسكتت حتي زينة خانتني معاهم صعب تصدقي صح ؟؟؟  انا عايز اصرخ ياريتني كنت ميت ياريتني كنت ميت قبل ما اكون في الموقف ده ياريتني كنت اموت قبل ما اعرف كل ده  
- بعد الشر عليك متقولش كده يا ابني استغفر ربنا
_______________________________
بعد منتصف الليل 
في شقة نجاح بعدما عادت هي وزينة وباتت والده همس وملك معها، اتصلت نجاح بإسلام ليتأكد من  وجود مصطفي في المعرض بمفرده ولم يذهب الي مكان فتركهم امام المنزل ولم يقبل المناقشة اخبر نجاح فقط انه سيكون في المعرض حتي لا تقلق، وحينما اتت رحمة من عند مادونا خلدت الي النوم
-مصطفي ماله ايه اللي وصل ابني للحالة دي والكلام ده لاني معرفتش افهم منه
زينة أردفت بغضب من نفسها ومن الجميع فما الذي يوقعها في كل ذلك
- زين مش ابن مصطفي
نجاح بنبرة غاضبة
- متقوليش نفس اللي قاله قوليلي انا عايزة اعرف من الأول
تنهدت تنهيدة مطولة ثم أردفت زينة من بين دموعها وكأن  كل شيء يُعاد أمامها   
- انا معرفش حاجة غير ان خطيبي سابني قبل فرحي بتلت شهور وبعدها الظروف خلت بيته هو الملجأ الوحيد بقيت مراته سواء كان تصرف مني ساعتها صح او غلط ده اللي حصل
فجأة الظروف كلها اتحسنت وبقا اقدر اسيبه ومقدرتش اسيبه رغم كل حاجة اعترفلي انه غلط مع بنت عمه واجبر انه يسبني و عبدالله صاحبهم فيهم مقلب الليلة دي وكان رايح عند ايتن وغلط معاها ومكنش في وعيه وانه صلح غلطته
وحبيت اديله فرصة رغم انه اكدلي انه غلط معاها وعمل التحليل بدل المرة اتنين واتاكد انه ابنه وعرف انه ابنه،  قعدت تلت شهور مدياله فرصه
-انتِ قولتي ان ابني مغلطش لما اتكلمنا بعد موت زين
تنهدت لتشرح اكتر ومازالت الدموع ترافقها
-يوم حادثة زين جيتلكم المسشتفي ولقيت ممرضة خارجة من الطوارئ وعرفت ساعتها فصيلة دم زين معرفتش في وقتها بالظبط لان اتصدمنا لما ادفن وفضلت اسبوع افكر واجمع حاجات في عقلي  فضلت اسبوع افكر وافتكر فصيلة دم ايتن لما تعبت وهمس اتبرعت ليها بدم وعارفة فصيلة دم مصطفي  وتأكدت ان استحاله لو واحد في الميه انه يكون ابنه ساعتها روحت لايتن المسشتفي
وده اليوم اللي مروحتش الشغل فيه وروحت شقتنا هددتها وهي كانت مستسلمة وحكت كل حاجة ان خالد هو اللي عمل كل حاجة ورتبها وانه كان عاي يفرقني عن مصطفي بحجه انه لما يتجوز ايتن هيقدر يتجوزني وانه بالفعل اتقدم لرؤوف وانا معرفش  النقطة دي ابدا الا من ايتن ومن مادونا بعدها وفهمت ان رؤوف قال لمادونا متقوليش وتنسي الموضوع ولاني مش عايزني احتك لمصطفي ولا صاحبه ولا افكر في اي حاجة تخصهم
تنهدت ثم استكملت حديثها بنبرة متعبة
- روحت لخالد في الصيدلية بعدها علطول كلمني بكل بجاحه  اني لو عايزة اقول لمصطفي اقوله وساعتها يا هخلي جوزي قاتل يا اما مسجون وهددني انه هيفضح ايتن كونها طليقة مصطفي وبنت عمه وانه معاه فيديوهات ليهم سوا
انا خوفت علي مصطفي معرفتش حتي اقوله حاجة زي دي ابدا عدا شهر ولما عمل الحادثة حاولت اني احذره من خالد بطريقة غير مباشرة، حكيت لرجب قولت  هيعرف يتصرف وفعلا هو اللي خلاه ينشغل شهور في انه يختفي وفي القضايا وكل الحاجات اللي حصلت دي انا مكنش قصدي اخبي عليه بس لو انتِ مكاني كنت تعملي ايه ؟؟ 
انا تعبت بجد ساعات بتمني اني مكنتش عرفت مصطفي او ياريت فعلا غلط مع ايتن ومتخدعش في صاحب عمره
ربطت نجاح علي كتفها بحنان رغم ان قلبها يعتصر علي الم وخداع ابنها ولكنها علي الاقل تتفهم موقف زينة
-خشي نامي علشان هنروح لهمس الصبح
- مش هعرف انام الا لما مصطفي يجي
- مش هيجي النهاردة ابني وانا عارفاه نامي يا زينة ولا هينسي بالصعوبة دي اتصدم بدل الصدمة تلاته في يوم واحد وللأسف مفيش غيرك هيعرف يطلع  غضبه فيه
________________________________
حمصه دخل المعرض
بنسخه المفاتيح التي تتواجد معه ليجد مصطفي قالب المعرض رأساً علي عقب لا يتواجد شيء في مكانه، وجده يرتدي تي شيرت  نصف كم ويغير اماكن الأجهزة وعرض الأشياء فأردف حمصه قائلاً حينما وجده يحمل احدي الشاشات وينقلها من مكان اخر
- استاذ مصطفي انتَ بتعمل ايه
- مبعملش حاجة وعايز اعمل كل حاجة دلوقتي احسن ما انفجرعندي طاقة لازم اخرجها
- لو نظام الحاجة او رصتها مش عجاباك الصبح يغيروها متتعبش نفسك
لترك مصطفي الشاشة قائلا
- انتَ ايه اللي جابك
- انا كنت قاعد علي القهوة وواحد صاحبي بيقولي ان المعرض منور  فجيت اشوف في ايه
قالها بسخرية فهو يعلم انها والدته بالطبع
- اه طبعا، متقلقش اتصل بأمي قولها اني في المعرض ومش ناوي اروح حته
-هي قالتلي انك من ساعة ما سمعت موت خالد وانتَ مش طبيعي، هو عمل كتير اه بس ربنا يرحمه مكنتش متوقع انك لسه هتزعل كده
-انا اكتشفت ان مفيش حد ازعل عليه غير نفسي وبس ومش هينفع اقول الله يرحمه لاني بطلب من ربنا انه ميشوفش الرحمه
___________________________
في بيت عائلة العدوي
كانت زينة مازالت مستيقظة وعلي الاقل اطمأنت انه لم يذهب او يختفي مثل المرة الماضية لتحاول ان تبكي بصمت للمرة الثانية يصنعوا خلافات بينهم حتي بعد  وفاتهما ينجحوا للمرة الثانية يسرقوا فرحتها لا تدري علي اي ذنب تكفر لتلك الدرجة  
فلاش باك 
كانت جالسة وترتب تلك الملابس الشتوية الخاصة بمصطفي في شقته فأردفت قائلة 
- انا كنت فاكرة انك بتلبس نفس البلوفر والبنطلون  بس مكنتش اعرف ان الدولاب كله رمادي واسود وكحلي وحبه ابيض  
اردف ساخراً وهو يرتدي ذلك القميص الذي كان يكويه
- معلش معيش فلوس 
- يا حرام ليه كده 
اردف متصنعاً الفقر
- عمال اجهز شقتي علشان اتجوز وفلست خلاص عايز الحق اتجوز قبل ما انحرف
أردفت قائلة بمراوغة
- بلاش تحملك فوق طاقتك خطيبتك دي
ليذهب ويقترب منها ويحاوط خصرها قائلاَ 
- لو سمحت كله الا خطيبتي عمرها ما طلبت حاجة انا بتحايل عليها تطلب بس البعيدة هبلة مبتعرفش تستغل اللي قدامها، كان في جزء في الجملة كان بيقول اتجوز قبل ما انحرف لو مش واخذة بالك
- انتَ لسه منحرفتش
- اه طبعا انا لغايت دلوقتي بعاملك بكل اخلاق واحترام
أردفت وهي ترفع احدي حواجبها بمرح وعدم اقتناع
- كل شيء جايز
- جهزتي نفسك للشتاء 
قالتها بسخرية شديدة فلم تفهم قصده
- اجهز نفسي للشتاء ؟ دي ازاي دي مش فاهمه اجهز نفسي ازاي
اردف قائلاً بمرح
- السنادي مبقاش في سحلب ولا فيه بطانية ولحاف يكفيكي حضني تدفي خلصانة مبقاش في طرق قديمة في طرق حديثة جدا وبلاش الهيكول اللي بتلبسيه ده يتلبس برا البيت جوا البيت لا يا ماما  تلقائيا بتعصب لما بتلبسيه وبعدين الشتاء بدا عندك بدري جدا
انتهي من كلماته لتتحدث قائلة بسخرية
- ابعد الاول وبعدين انتَ اخر واحد في المجرة هيلبس شتوي انتَ اللي متأخر مش انا اللي لابسه شتوي بدري
- مينفعش الهيكول ده ميصحش افهمي يا هبلة افهمي انا عايز مصلحتك 
- لا شكرا خليك في حالك
- العفو هو انا وبستحمي سامعك مشغله أغنيه كده غريبه
أردفت بتلقائية لا تتوافق مع خباثة حديثه ونواياه
- انا ابقي مرات مصطفي
- استني في حاجة سمعتها كده لفتت انتباهي
- هو انتَ كنت بتستحمي وله رامي ودنك
- رامي ودني ده كلام برضو، اهو افتكرتها
غلبنى شغلنى تعبنى وسابنى الباشا سعت البيه
مصطفى ماقدش اسيبة
مصطفى اة لو اطول اجيبه
تحدثت باستغراب شديد فكيف سمعها فلم يكن الصوت مرتفع لتلك الدرجة
- يخربيتك بجد انتَ سمعتها ازاي وانتَ في الحمام وبسمعها علي الفون
- قلب الأم لا بس اول مرة اسمعها جبتيها منين دي للدرجاتي بتحبيني
- مادونا بعتتلي اللينك بتسف عليا، وبقيت بسمعها علطول
- هي قالت انا مرات مصطفي مش خطيبته يعني مصطفي ممكن يبوس قشطه
أردفت قائلة بغيظ وخجل
- تصدق مفيش فايدة فيك، هو انتَ جيت ليه من الشغل دلوقتي  
- علشان حضرتك مرات مصطفي ينفع اسيبك لوحدك في شقة طوييلة عريضه من غير ما اتحرش بيكي طب ده اسمه كلام، عارفة حوار ماما عيانه تعالي زوريها في البيت هي هي نفس فكرة تعالي طبقي هدوم الشتوي
- ماشي انا عايزة اقولك حاجة 
ليقبل جبهتها ويرفعها قليلا عن الارض
- بوسيني ياله انا عارف ياله هعمل نفسي مش واخد بالي
- مش اللي في دماغك انا مش هبوسك انا هعضك
تحدث بمرح ثم انهي حديثه بجدية وهو يجعلها تقف مرة أخري
- اعملي نفسك شبح وبتقلبي قطة عند الجد قوليلي عايزة تقولي ايه يا قلبي
- ممكن مهما حصل متبعدش او تختفي تاني 
رفع حاجبيه قائلا باستغراب فلما تفتح تلك النقطة الآن
- مش فاهم ليه بتقول كده دلوقتي 
- كده افتكرت يوم ما غبت وروحت عند صاحبك ده فخوفت مش عيزاك تبعد مهما زعلت مني او مهما
حصل لقدر الله في الدنيا متمشيش حتي لو مش هتكلم بس خليني اعرف انك كويس
- صدقي يا زينة انتِ بدوري علي النكد خلتيني افتكر الأيام دي
- مش بدور علي النكد انا بخاف وخايفة تبعد عني تاني لاي سبب في الدنيا مش عايزة ابعد عنك يا مصطفي انا بحبك بجد، حبي ليك هو الحاجة الوحيدة اللي عايزاها تفضل علي حالها بحبك أكتر من نفسي
قبل رأسها محتضناً اياها بشغف وحب ويحاول ان يبث بها الطمأنينة
- مش هبعد متقلقيش
ثم استكمل حديثه بنبرة ذات معني
-  كلمة السر ايه
أردفت قائلة وهي تبتسم رغم نزول دموعها وخوفها من كل شيء
- مهما حصل زينة لمصطفي ومصطفي لزينة مفيش حاجة هتغير الحقيقة دي
باك 
بكت اكثر لا تدري هل هي تشعر بالغضب الشديد من كل شيء  ومن كل الناس او من نفسها كلاهما سيصاب بالجنون مما مروا به
لتسمع صوت أذان الفجر وتنهض وتتوضا وتبكي في صلاتها وتدعي ان يريح الله قلبها من تلك الأعباء فلم تطلب شيئا في حياتها ولم تمني شيئا سوي
ان تكن سعيدة مع من تحب تحت سقف واحد وان تكن عائلتها بخير لم تتمني غير ذلك طوال حياتها لفلما تلك الأمنية صعبة بالنسبة لهما؛ وتدعي ان يهدي الله مصطفي
__________________________________
بعد مرور ثلاثة ايام 
دخل رجب المنزل ومعه همس ووالدته وزينة وكان بشار يحمل ضحي فقد سمي رجب ابنته ضحي لتكون بداية الصباح واشراقة الشمس للمنزل 
بشار وهو يقب الصغيرة  " عروستي قمر يا جدعان "
نجاح بسخرية  " عروستك ايه ده انتَ ابوها يا اهطل  "
بشار بمرح "  عقبال ما تكبر اكون كونت نفسي وبصبصبت براحتي "
همس  " تقصد هتكون سنانك خلعت  "
رجب بمرح " دي بنتي يا بشار فلم نفسك "
بشار " يا شيخ انا لو هبور متجوزش واحدة ابوها زيك ايه رايك بقا "
رجب " وانا لو بنتي هتبور في يوم من الايام مش هجوزها لحد زيك "
بشار " خلصانة بتتبرا مني يعني "
رجب " حاجة زي كده "
ليستأذن بشار بعد ان اعطي زينة الطفلة ودخلوا شقة نجاح 
أردف رجب قائلا حسنما لاحظ اختفاء أخيه فهو قد ذهب الي المستشفي
- اومال فين مصطفي 
زينة " مصطفي عايش في عالم تاني ولا راضي يكلمني ولا يكلم حد، مصطفي عرف كل حاجة وشايفني مذنبه معاهم "



تعليقات