قصة انصهار قلب البارت الخامس عشر15 بقلم فاطمة سلطان


قصة انصهار قلب
البارت الخامس عشر15
بقلم فاطمة سلطان


يَقُولُون عَنْهَا هُدْنَة وَأن نَكُفّ عَن الْعِتَاب يَا سيدتي
وَلَكِن متي اسْتَطَاع قَلْب يَعْشَق أَن يَهْدَأ مَادَامَت معشوقته تأبي التَّنازُل وَلَا تُقْبَلُ بِمُعَاهَدَة صَلَح ؟
وَإِنْ كَانَ الهُدوء لِبَاسٌ لَنَا وَتُصَدّقُه النَّاسُ هَلْ صَدَقَه قَلْبِك ؟ وَهَل تَوَقَّفَ عَنْ الانْصِهار ؟ 
فمتي اجْتَمَع الهُدوء وَالْعِشْق فِي انن وَاحِد ؟ ، فَدَائِمًا أَرَاه يَقْتَرِن بِالِاحْتِجَاج وَدَائِمًا يَثُور فِي الْبُعْدِ فَلَا تهجريني حَتَّي وَإِنْ كُنْت مُلِئ بِالْعُيُوب وَالْأَخْطَاء
وَإِنْ كَانَتْ كَلِمَاتِك الْحَادَّة الَّتِي اقنعك بِهَا عَقْلِك ستجعلني أُرِي عيناكِ البُنْدُقِيَّة، فَأَقْبَل يَا حَوَّاء بالثوران فَرُبَّمَا يُرِيد قَلْبِي أَنْ يراكِ بِأَيّ طَرِيقَة 
#فاطمه_سلطان 
________________________________  
خرجوا من المرحاض وكلاهما يَكُن بداخلة الكثير من المشاعر المتناقضة هناك من يشعر بالمرح ويلوم نفسه وهناك من تشعر بالإحراج والعتاب والغيظ فمنظرهما لم يكن لائقاً ابدا بعد مشاجرة عنيفة اما مصطفي كان يجفف شعره بشكلٍ مرح فأردفت نجاح بابتسامة ساخرة
-انتَ بتعمل ايه هي المشكلة في شعرك ؟؟   
مصطفي بنبرة متعجرفة 
-بصراحة كل شيء يهون لان تليفوني مكنش في جيبي وبعدين مش احسن ما كأني ممسوك في أداب زي الحجة اللي لافه نفسها بالفوطة   
زينة بغضبٍ مكتوم واحراج
-انتَ مالك أساسا وبعدين مين اللي مسك السماعة وفاكر نفسه في aqua park
مصطفي ساخراً
-يعني انتِ موقعاني ولسه ليكي عين تقاوحي
زينة باحراج وحاولت ان تتحدث بنبرة هادئة رُبما دفعته ولكن لم تكن السبب في سقوطه بمفردها
-علي فكرة انتَ اللي اتزحلقت هو انا هقدر ازقك يعني 
مصطفي لا يدري ان كان يجب ان يضحك أو يلوم نفسه او رد الفعل الطبيعي
- فعلا انا اللي اتزحلقت هو حد يقدر يغلط زينة، انا هبصم وموافق علي اي حاجة هتقوليها
زينة بانزعاج فهل يستخف بها ؟
-انتَ بتاخدني علي قد عقلي
كانت نجاح جالسه علي الأريكة منتظرة انتهاء تلك المفاوضات العجيبة بعد ان هربت الدماء منها حينما سمعت صوتهما اثناء استحمامها والآن المشاجرة علي السبب في سقوط الآخر فأردفت بنبرة جعلتها حازمة قدر الإمكان
-هو انتم عيال صغيرة ؟؟ ده العيال الصغيرة متتناقش في الهبل ده هي دي ازمتنا دلوقتي
زينة " هو اللي غلطان يعني حتي لو اتزحلق يعمل كده فيا  "
نجاح أجابت في نبرة ساخرة من تفكيرهما بالتأكيد أمامها طفلين ليس رجل لديه طفل وامرأة تخطت الثانية والعشرون من عمرها
- لا طبعا مينفعش
مصطفي "  دي تاني مره  "
لتنظر له زينة بغضب وغيظ وذهب تفكيرها الي ذلك اليوم
فلاش باك
كانت زينة تقف علي الدرج في شقتهما وتلمع تلك النجفة بعد انتهاءها من تجهيز الطعام وتنظيف الشقة بعد ليلة أمس فكان هناك احتفال به بعض المقربين بمناسبة عيد ميلادها، و أخبرها شقيقها ان هناك ظرفٍ طارئ وسوف يتأخر
كانت غاضبة وبشدة من خطيبها التي عاتبه ليلاَ وقد حظرته من كل المواقع الالكترونية وعلي الهاتف أيضا فهي بالنسبة لها وجوده أهم من اي شيء فما هو عيد الميلاد إن لم يكن به ؟
رن جرس الباب لدقيقتين وأكثر ولم تتحرك بسبب تلك السماعات التي تضعها في اذنيها وتسمع تلك الأغاني التي تواسيها وتجعلها تغضب اكثر عليه وتساعدها في اكتمال حالتها النفسية فجاءت رحمة وفتحت الباب ودخل مصطفي وهو يحمل هديته التي تأخرت ولم يكن قصده ابدأ الغياب في يوم كهذا
جاء ووقف بجانبها بعد ان ذهبت رحمة الي المطبخ لتحضير شيئا ما ليشربه بعد ان أخبرته بأن والدها لم يأتي بعد
مصطفي بمرح " عبرنا يا مدمرنا وهات آخرك ومش هكلمك ولما تخلص هطلع أعلمك، ردي علي امي وشيلي السماعات "   
زينة ازاحت السماعات من اذنيها واجابت بنبرة غاضبة وخانقة ومستغربة أيضا
-انتَ ايه اللي جابك ؟
مصطفي فأردف غامزاً وهو ينظر لها 
- اصل الدنيا دوامة ومفيش عوامة،رؤوف واحشني وجاي اشوفه واصالحه واقوله فك البلوك يا رؤوف شغل رضوي الشربيني ومادونا اللي اكيد قامت بالواجب ده مش هينفعوك يا روؤف اسمع مني ملكش إلا مصطفي حبيبك يا رؤوف 
زينة أردفت ساخرة
- خلاص ياله امشي لما يجي هبقي اخليه يتصل بيك وبعدين ابعد حاسة اني هقع بتسند علي السلم ليه
مصطفي أردف مراوغاً ومتسائلاً في انن واحد
- هو رؤوف حبيب قلبي بيتاخر ليه ؟ 
زينة " حصلت ظروف واتأخر وبعدين ابعد ايدك عن السلم علشان انزل لامي هدوس عليها وربنا  "
مصطفي بمرح
-ده يوم الهنا يوم المني دوس يا رؤوف ولا يهمك دوس علي قلبي واهجرني يا رؤوف هونت عليك ده الدنيا كلها تمثيل وصعب تلاقى حد أصيل،  بطلي قلبه وش بقا يعني انا هتاخر علي عيد ميلادك بمزاجي والله لغايت الساعة 2  بليل في المستشفي خالد رجله اتكسرت ومكنش ينفع اسيبه 
زينة بسخرية فمازالت غاضبة منه
-علي العموم براحتك خلي خالد ينفعك واتجوز خالد وعيش حياتك مع خالد ايكش تنبسط انتَ وهو وتلاقيه في البيت وفي الشغل
مصطفي لا يدري متي ستكف عن العناد فهل كان برغبته ؟
-لا ياعم استغفر الله العظيم اتجوز خالد ايه ميصحش ولا يجوز ابدا، وانا لما اتجوز خالد اسيب القمر ده لمين قمر مبوم وبيتقمص من الهوا اللي ماشي طب وعرش ربنا لو ما بطلتي تكشيره هتجوز اخت خالد علي الاقل أرحم وأحلى  من خالد وصدقي الرؤية حلوه من تحت
زينة يغضبها ويحكي عن فتاة أخري هل يظن انها ستصمت ؟ أردفت كلماتها بعد ان سكبت الدلو الذي كان به كمية من الماء وقليل من المنظف
-فعلا واحلي من فوق عندي
مصطفي بغيظ من حركاتها الغبية
- يخربيت غباءك امك 
زينة " احسن علشان خالد واخت خالد "
جاءت رحمة بعد ان هبطت زينة لا تدري ابتسمت علي ما يحدث
مصطفي بمكر" حلو انا هقول لاخوكي علي المنظر ده وانا كنت نازل وهسيبكم لغايت ما يجي ومسكتي فيا وعملتي كده "
زينة بتوتر تحت ضحكات رحمة التي تشهد منذ بداية علاقة زينة ومصطفي علي ما يحدث معهم وتكتم دائما اسرار زينة فهي ليست عمة فقط  بل شقيقتها ووالدتها وكل شيء
- اجبلك تورته ؟؟ هجبلك تورته حاضر 
وحينما جاءت نجاح وسألت علي ما حدث " اخبرتها زينة ان تلك الحادثة وهو في الشارع وان هناك امرأه كانت تنظف شرفتها وفعلت هذا به "
وعاتبه نجاح حينما عادوا الي المنزل علي صعوده قبل ان تأتي وفي عدم وجود أخيها  ولكن دائما ابنها متهور عكس رجب ويري انها تكبر المواضيع !!
باك
نظرت له زينة باستغراب حينما تذكرت ذلك اليوم ومنعت ابتسامتها بصعوبة وفي تضايقت من أخطائها السابقة فما كانت تفعل ذلك اذا كانت قد سمعت ما قالته ملك في أحدي الأحاديث
فأردفت متجاهلة إياه وتوجه حديثها الي نجاح 
-انا ورايا شغل بكرا وهو قال مش هيخليني اروح الشغل مينفعش مروحش
مصطفي وهو يعيد حديثه بنبره عقلانية فهو لا يريدها ان تكره وتنفر منه أكتر بعنادها ولكنه لن يتركها تفعل ما يغضبه في نفس الوقت
- انا قولت لو مش هتحترمي اللي بقوله انا فعلا والله ما اخليكي تشوفي الشارع لان حتي لو بتعملي اللي انا عايزة كفايا ردك عليا وفاكره اني بسكت ضعف
زينة كادت ان تتحدث ليسبقها بما تريد قوله في نبرة ساخرة
-ومش لما صابعك يتخبط تقولي طلقني مش عاجبك هخلعك طب بذمتك ودينك  قوليلي هتخلعيني ليه ؟؟ 
أردفت زينة نظرت له بغضب وهي تحاول الا تفلت لسانها وتتفوه بخطئه امام والدته
- كفايا اني اكون مش عايزة اعيش معاك وبعدين انا ساكته علي تريقتك دي علشان انا اللي وقعت نفسي في كده
تحدثت نجاح اخيرا بعد ان أصابها الصداع بسببهما
-انتم مش عيال صغيره ومينفعش العند ولا ينفع التريقه واسلوبكم غلط،  لان محدش هيدخل يحل مشاكلكم سواء هتكملوا او لا لازم يكون قرار مبني علي عقل مش لحظه عند او استفزاز
دق الباب فقامت زينة ودخلت غرفتها واغلقت الباب حتي تنفرد برده فعلها لنفسها، وفتحت نجاح وجدت الطارق  همس ورجب يحمل زين
رجب أخذ مصطفي في أحضانه  وعاتبه قليلاً علي غيابه ولكنه أردف مستغرباً
- هو انتَ جاي من البحر وله ايه 
مصطفي أردف بنبرة واثقه وبمنظر لا يدل علي الثقة أطلاقا
-ابدا يا رجب السباكة عند امك بايظه خالص
رجب رفع حاجبه ولوي فمه ساخرا ثم أردف باستغراب  
-سباكة ؟ بالمنظر ده 
هز رأسه مؤكدا علي صحة حديثه ثم صعد الي شقته لتغير ملابسه ثم يزيل شوقه لطفله ..
_________
في المساء
جاءت مادونا لتتحدث معها وتراها فمنذ وقت طويل لم يجلسوا ويتسامروا تحديدا انها تشعر بالضيق من زميلاتها في العمل
كانت زينة تجلس علي الفراش ومادونا تقابلها علي الفراش الآخر ورحمة في الخارج، زينة كانت ترتدي ( شال )  ثقيل وتسمع مغامرات مادونا بوجه يبدو عليه بوادر الإصابة بالبرد
وعطست زينة وهي ممسكه بمناديلها الورقية لتردف مادونا باستغراب
-اعطسي في وشي احسن 
زينة باعتذار وأعياء  " خلاص هو انا جيت جنبك كملي "
مادونا بتجاهل لمشاكلها المعتادة وأردفت باستغراب
- بعدين انتِ لابسه تقيل كده ليه يا ماما ده الناس صيفت خلاص انا كنت لسه هقولك شغلي المروحة
- مروحه ايه ده انا مش قادرة، عندي برد
مادونا أرفت بقلق " طب اخدتي علاج ؟؟ ومقولتيش ليه كنت جبتلك علاج وانا جايه  "
زينة بامتنان فلا يوجد ما يدعو للقلق
- محبتش اتعبك هشرب وانا مبحبش اخد علاجات المهم يعني عملتي ايه معاهم
مادونا بنبرة لا مبالية وهي تحاول ان تنسي ذلك الموضوع
-معملتش حاجة ياستي سبتهم اصلي مبحبش افسد الوحدة الوطنية بين العقربة المسيحية والعقربة المسلمة متخيله انهم عاملين حبايب وكل واحده تمشي التانيه تتكلم عليها تحسي اننا مش في شغل وقاعدين في الشارع  المهم سيبك انتِ فين بوكيه الورد
زينة وهي تحاول ان تتذكر ووجدت ان هذا هو الاحتمال الوحيد 
- مش عارفة انا نسيته في العربية تقريبا
مادونا أردفت بنصف عين وتغمز لها 
- امم بس حركة كانت غريبة ومش متوقعه بصي قوليلي ايه اللي مخبياه وراح التعب ده واللي حيشاه في عينك طلعي وشك الحقيقي يا زينة
قهقهت زينة ثم تنهدت واخذت تقص ما حدث باختصار ومشاجرتهم العجيبة رُبما تريد الحديث مع شخصٍ ما حتي تفرغ ما بداخلها وتشعر بالارتياح ليست من مُحبين افشاء الاسرار او الأحاديث بما تمر به تحديدا في الفترة الأخيرة من حياتها ولكن لطالما كانت مادونا مرآه لها 
مادونا بعد ان استمعت لحديث زينة
-في الواقع البحر فيه قواقع
ثم قهقهت علي ما تفوهت به وكأنها تحيي نفسها، فأردفت زينة بغيظ
- هو انا بحكيلك نكته ؟
مادونا بمرح
- اللي حكتيه كفيل يضحكني اكتر من ميه نكته وبعدين المفروض اقولك يا زينة قومي اخلعيه وده ردي المتوقع بصراحة بس انا مش هقول كده
زينة بفضول فهي توقعت انها ستشجعها علي كلماتها
-اومال هتقولي ايه
مادونا أردفت بعقلانية جديدة
-لو انتِ مش بتحبيه كنت هشجعك لو هو مثلا مش معترف بغلطه او بيعاملك وحش كنت هقولك افتحي دماغه عادي
ثم استكملت حديثها بعد تنهيدة طويلة
- بصي يا زينة خليني اقول حاجة انا من الاول اعترضت علي انك تتجوزيه لان بخبرتي المعملية البحتة مينفعش نحط البنزين جنب النار ونقول في حريقه ليه ؟؟؟
وقولتلك حكاية الورق دي ملهاش لزمة لان اللي بيعمل مبيقولش واللي بيقول مبيعملش ولو كنت عايزة تعملي حاجة أساسا مكنتش هتفضلي تتكلمي في الرايحة والجاية وهو لو مش متأكد من انك مش هتعملي بيه حاجة او مش واثق فيكي مكنش عمل كده، انتِ بتهبلي في الكلام وخلاص عايزة تطلعي غضبك بأي طريقة
زينة بانزعاج من كلمات مادونا الصريحة والواضحة ورُبما باستغراب فلم تتوقع مثل هذه الكلمات من مادونا
-لا يعني ...
قاطعتها مادونا قائلة
- بصي  يا زينة احنا في زمن اتعدم فيه الحب واتعدمت فيه المشاعر ونادرا ما تلاقي ست بتتمسك بواحد او شافت احسن منه بتسيبه والراجل برضو معروف انه مش بيبقي علي واحده
انا لما عرفت ضغطت عليكي تتكلمي ساعتها وصفته انه زي رجاله كتير بياعه الكلام ومقضينها بقا ولما لقي نفسه وقع في الغريق مع واحده قريبته قرر يعمل نفسه شهم علي حسابك
  بس لو هو كده انتِ مش مريحاه مثلا بالعكس انتِ صبح وليل بطلعي عينه بكلام زي السم بعيدا عن انه يستاهل او لا مفيش انسان بيحب حد يفكره بعيبه او بغلطه كل شويه حتي لو شيطان !! ولسه متمسك بيكي
انا واحده من الناس مهما كنت عامله بلاوي مش هسيب حد يجرحني كل شوية  الاكيد انه بيحبك، اديله فرصه كأنك بتعرفيه من جديد واسمعيه، مينفعش تكوني بتحبيه وهو متمسك بالشكل ده واقولك  قومي امشي
زينة تنهدت تنهيدة طويلة وتحدثت بوجعٍ
-   حبيته اكتر من الاول مش مجرد حب مراهقة اتعلقت بواحد، انا  لما ببص في عينه مبشوفش خيانة بشوف براءة عجيبة وبشوف ضعفي فيها، عارفة لما تبقي عايزة تقربي وعقلك يمعنك، وتبقي عايزة تبعدي بس قلبك مش مطاوعك انا جوايا حرب تعبت فيها ومش مرتاحة في اي حاجة
دخلت همس بعد ان دقت الباب وسمحت لها زينة بالدخول ومسحت تلك الدموع التي نزلت غصب عنها، جلست بجانب زينة ثم أردفت وهي تمد يديها بباقة الزهور وعلبه خاصة بحبوبٍ ما
- اتفضلي
اخذت منها زينة الاشياء وقربت الورود من أنفها لعلها تستنشق رائحتها المميزة بلهفة كتمتها امامه 
ثم استكملت همس حديثها قائلة بمرح شديد وهي تنظر الي مادونا التي تراقب صديقتها الحائرة بين أتباع عقلها ام قلبها
-  انا بس منزلتش لمدة نصف ساعة بس تقريبا مع اني مقيمة هنا نزلت يا مادونا  لقيت في سباكه بايظه ودنيا ودين وناس غرقت وورد انا خوفت اجي الاقي اخ لزين والله
قهقهت مادونا بصوتٍ مرتفع رُبما ما جعلها تفرط في الضحك لتلك الدرجة طريقة همس لتشعر زينة بالخجل والتوتر وقذفت مادونا بباقة الزهور فعلي الاقل صديقتها يجب ان تشعر بها وإن كانت همس لا تعرفها جيداً
مادونا تحاول ان تتمالك نفسها وتكف عن الضحك امسكت الأزهار وتشم رائحتها ثم أردفت قائلة
-انتِ حوله هو انا اللي اتكلمت
همس بمرح ومكرٍ
- الحق امشي انا شكلك مجنونة دلوقتي
زينة بنبرة هادئة وحاولت ان تتحدث بثقة
-كده مينفعش انتِ مكنتيش موجوده يعني وفاهمة غلط ...
قاطعتها همس قائلة 
- فعلا مينفعش لازم نجيب سباك ضروري
 
زينة  " انتِ بتفهمي غلط علي فكرة احنا كنا بنتخانق "
همس " ايه الخناق الممتع ده عجيبة والله " 
زينة حاولت ان تتجاهل مزاحهما ثم أردفت متسائلة
-بعدين ده برشام * ...... * بتاع البرد ايه اللي جابه
همس بتفسير ومرح في انن واحد
- اصل مصطفي قالي اديك الورد لانك نستيه وخد برشام وساب الشريط وقام طلع ومعاه زين  كده فقولت لزوم السباكة اكيد كنت بتساعدي الراجل فاكسب فيكي ثواب بدل ما انتِ شبه ستي ومكلفته  كده 
حاولت مادونا أن تتوقف عن القهقهة من نظرات زينة القاتلة
- حلو الورد وكفايا كده الحق اروح سليمة بيتنا
_____________________
بعد مرور عشرة ايام تقريبا، في فيلا ايمان
دخلت ايتن بعد ان تركها مصطفي إمام باب الفيلا، وجلست بجانب إيمان علي الاريكة 
- عملتي ايه
- ولا حاجة اطلقنا واداني كل حقوقي ويمكن بزيادة وقال انه مسامحني في كل اللي عملته في النهاية احنا عيله واحده ومفيش شيء يغير ده وبالنسبة لزين اشوفه في اي وقت مش هينفع يسيبه معايا  طول ما انا في بيت غريب وقالي انه لو احتجت اي حاجة اكلمه
كانت تتحدث ايتن بحزن شديد والألم يعتصر صدرها حالتها اصبحت غريبه وتغيرت ملامحها
- انتِ مقولتيش الحقيقة ؟
-لا هقوله ايه وله اقولها ازاي  ؟
-انتِ سيباه عايش مع شيطان وعايش في كدبه
- اقوله ايه ؟ اقوله ان مش عبدالله اللي عمل فيهم كده ؟؟ وان كل ده كان بسبب خالد وله اقوله انه مقدرش يخونها رغم انه مش في واعيه بيخرف باسمها وله اقوله ايه بالظبط ؟؟؟ اقولها ازاي ؟؟؟ 
ايمان باستغراب وغضب وكأن تلك اللعبة قد مستها فقد أثر بها ان يُضر شخص بتلك الطريقة الغير عادلة
-ابن عمك شاب متعلم  مش جاهل ولا حتي الجاهل هيضحك عليه حتي معملش تحليل يتاكد من كلامك
لتهز رأسها وتخبرها بالمزيد
فلاش باك
كانت ايتن تمسك هاتفها وتقص لخالد علي خوفها وعلي تلك المكالمة التي تحدثها مصطفي في الصباح ظنناً منه انها نائمة وكان يسأل علي التفاصيل فاعترضت ان يحلل أثناء فتره حملها وقالت له ان ينتظر لحين ولادتها
أردف خالد بانزعاج ونعاس فمازال في فراشه
- بقولك ايه متوجعيش دماغ امي علي الصبح
- بقولك هيعمل التحليل يا بارد احنا في مصيبه ميه مره 
ثم قاطعها قائلا 
- اه ياله نرفزي امي وقوليلي كان بينادي باسمها علشان تنتقمي مني علي المرة اللي فاتت لما عملت حاجة من وراكي
-افهم يا خالد انا مش بغيظك هنهبب ايه ؟؟؟
خالد بملل وغيظ " خلاص اسكتي انتِ بالعه راديو انا هتصرف والله انتِ اللي موقعاني في كل مره بغباء امك ده " 
باك
ايمان بصدمة " انا مش لاقيه وصف اوصف بيه حقارتكم ده الشيطان يسقف ليكم بجد عملتوها ازاي "
-فضل يراقبه لشهور ومقاليش كان بيتصرف ازاي او عمله اكتر من مره وله لا
- انا مش مستوعبه حقيقي !!  غيرتوا كل ده ازاي ؟؟ ربنا كان بيحط ناس بايعه ضميرها وانسانيتها في طريقكم، عمري ما فكرت اني اخدع انسان واحرمه من سعادته لأسباب مريضه نفسيا انا  لغايت دلوقتي حاسه اني بسمع حكاية من الحكايات اللي مكنتش اتوقع انه حقيقه
ايتن وهي تصع يديها علي اذنيها لا تريد الإستماع الي حماقتها وتصرفاتها الخاطئة
-خلاص يا ايمان ارجوكي 
- انت لازم تقولي لمصطفي الانسان ده سرقه اكتر من مره وحط عينه علي اللي بيحبها وضحك عليكي واستغل وحدتك ده بني ادم اقل ما يقال عنه مريض نفسي شيطان ملوش وصف وانتِ زي المتخلفة الغبية جريتي وراه علشان أوهام وبرضو طمعك في ورث مش ورثك لانك اخذتيه
زاد بكاء ايتن وندمها ولكن هل يفيدها الندم ؟ لتستكمل ايمان حديثها بنبرة مهددة إياها
-متعيطيش ده مش وقته يا تروحي تعرفيه الحقيقة لاما هتصرف انا
ايتن " مش سهل اني اقوله ولو قولت هيقتلني بلاش هيقتلني ولو سامحني وحصلت المعجزة خالد هيفضحني ومش هصعب عليه "
_____________________________________
بعد انتهاء الفصل الدراسي الثاني
وقد ظهرت نتيجة رحمة التي تؤهلها وتنقلها الي الصف الثالث الثانوي، لم يحدث في الفترة الماضية شيءٍ ملحوظ الأمور كما هي فقط ما تغير الهدنة التي اتفقا عليها زينة ومصطفي وكانت رحمة تجلس مع ملك في شقة همس فملك منذ أيامِ وهي تمكث مع همس  ورجب في جيشه اما نجح قد سافرت الي اختها منذ عدة أيام قليلة حتي تكون معها في تجهيزات زفاف ( اخت بشار )
كانت زينة تقف في المطبخ تصنع طعامها المفضل ( مكرونة بشاميل ) فكرة مجنونة طرأت علي عقلها  بعد شعورها بالجوع ، فمنذ ساعتين رفضت ان تأكل معهم وبالفعل لم تكن تشعر بالجوع وقتها، وهبطت بعد أن اخبرتهم انها ستخلد الي النوم ولكنها شعرت بالجوع الشديد، سمعت جرس الباب فذهبت لفتحه فظنت ان رحمة تخلت عن فكرتها بالسهر معهم وجدت مصطفي امامها
زينة بنبرة هادئة وملامح صافية فلم تكن الأيام الماضية مشحونة وقليلا مع تراه ولأن اليوم والفترة الماضية قرارات وأخبار مُفرحة عن رحمة، ولانه طلب منها تنتظر حتي انتهاء رحمة من الثانوية كما كانت تقول من قبل ولتكن تلك الفترة فرصة له
- مصطفي !
مصطفي وهو يحمل طفله علي كتفه ويمسك بيديه بعض الأكياس
- ايوه بشحمه ولحمة ممكن ادخل ؟
افسحت له الطريق مُردفه بهدوء
-ده بيتكم مينفعش تستأذن مني
مصطفي دخل وأردف قائلا بابتسامة
-بيتي هو بيتك
دخل مصطفي وضع طفله النام كالملاك علي الاريكة وحاوطه بالوسادات ووضع الاكياس الذي يحملها علي الطاولة وجلس وزينة تنظر عليه عاقده ساعديها فأردفت
- هو انا مش عايزة اكون قليلة الذوق بس يعني في حاجة ؟
مصطفي عقد ساعديه مثلها وأردف بملل
- وحشتيني عايز اشوفك فقولت اجي اتخانق معاكي لان الهدنة اللي بتتجنبي فيها  وجودي دي مش حلوة لو الخناق او النرفزة هتخليني اشوفك فأنا مستعد اتخانق
ظهر شبح ابتسامة علي شفتيها لا تدري لما ظهر ولكن حالتها النفسية في محلها اليوم
قالها مصطفي بعدم تصديق " ضحكتي ؟؟؟؟ "
زينة خشبت ملامحها مرة اخري
-  لا مضحكتش متهايقلك
-يا شيخة قولي اضحكي هو لما تضحكي هيقولوا اللي ضحكت اهي
جلست علي احد الكراسي وأردفت باستغراب من حالته وتتجاهل ما قاله
- بتقعد بيه ازاي
-اهو بحاول مش هسيبه معاكي علشان مش بجاحه ولا هخلي همس تتحمله يعني بحاول اقلل انه يقعد عندها  ولا هتقل علي امي تاخده وتسافر بيه برضو هي مش حمل دوشه وعيال في السفر كمان ، انا بقيت قاعد بيه في المعرض وشكلي زفت 
قهقهت زينة فمن الصعب تخيل منظر مصطفي الذي كان دائما يشكو من تلك الاطفال المزعجة والباكية في اي مكان يذهبوا له ومجرد سماعه لبكاء طفل كان يشعر بالصداع والانزعاج
-الشمس ظهرت مختفيه من شهور
زينة أردفت بتأكيد " مش هنكر صعب اني اتخيلك انتَ بالذات قاعد بطفل في الشغل وماشي بيه في الشارع وشايله وكده  "
-هو مش انتِ لوحدك، خالد بيجي يتريق عليا شوية ويروح ماشي بس انا معنديش حل تاني مش هتقل عليكم كفايا اني احملكم عبء مش بتاعكم هو انتِ بتعملي مكرونة بشاميل ؟
زينة  باستغراب فلم تكن الرائحة قد ظهرت الي هذا الحد ولكنها لا تعرف انه يميز اي شيء لها 
-اه عرفت منين
- بشم حاسه الشم قوية عندي انا جعان !
-ماشي !
- بقولك جعان تقوليلي ماشي ؟!
-خلاص اقعد لما تخلص
مصطفي متذكراً ما أتي لأجله 
- انا نسيت انا كنت جاي ليه، هي رحمة نامت ؟
- لا فوق عند همس في حاجة وله ايه ؟
مصطفي مسك تلك الأكياس واخرج منها هاتف وبعض ألوان الطرح المختلفة فقد تغيرت رحمة كثيرا حينما تعرفت علي ملك وهي السبب في أن تأخذ تلك الخطوة رُبما هو يتمني ان تأخذها زينة يوماً
- انا جايبلها هدايا وقولت ابارك ليها علي النتيجة ، تليفون جديد وطرح علشان انا فرحان بالخطوة اللي هي خدتها
- بس ...
- زينة بلاش اعتراض، رحمة اختي انا فاكر كوس ان رؤوف كان بيحب يكفأها  كل سنه بهديه لما بتنجح وانا عايز افرحها  مش اكتر
- مش معترضة ابدا بس تعبت نفسك وبشكرك علي تفكيرك فيها
- انا مبعملش  حاجة معاكم مستني عليها الشكر قولتلك انتم اهلي
صمتت زينة ولم تعلق ليستكمل مصطفي حديثه
- انا جبت جاز
لتنظر له باستغراب وغيظ ليعيد صياغة حديثه
- انا جبتلك جاز هدية
- اعمل ايه بالجاز ده معلش
- بدل  perfume اللي اتكسر
-جاز بدل برفان ؟ انتَ شارب ايه وبعدين عرفت منين انها اتكسرت ؟؟
-انا اللي كسرتها بصراحة وانتِ في الشغل وماما حبت تداري عني وقالت ان انها وقعت منها وهي بتروق الاوضة، علشان بعد ما بتعدي من مكان بيفضل فيه فالجاز هيساعد الناس تشم اكتر
- دي هدنه مش هتعدي صدقني 
مصطفي أردف بملل ونهض وجلس علي الطاولة الخشبية  ليكون في مقابلتها 
- يابنت الناس انا مش قولتلك بكل هدوء بطلي ترشي من امه وانتِ ماشية انا بعرف انك لسه خارجة من باب البيت من ريحته 
- اوفر جدا مش للدرجاتي
-  رديتي قولتي ايه لما قولتلك ان معملش شيخ عليكي وايه ؟  
زينة عقدت ساعديها  "  انا حرة  "
مصطفي " فانا مش بتاع مشاكل فحبيت اتصرف من نفسي "
-علي أساس اني مش هجيب غيرها مثلا ؟؟
أردف بهدوء وهو يسلط بصره علي عيناها التي تخاول ان تنظر فس اي مكان غير عينيه
-لا طبعا من افسد شيء عليه اصلاحه انا جبت غيرها ترشيها هنا تستحمي بيها تحطيها في زيت البطاطس اي حاجة بس لو شوفت رشيتي منها برا باب الشقة هولع فيكي 
- تولع فيا انا ؟ ده بجد وله انا سمعت غلط
-لا صح، و في شنطة فيها  كتب كنت بدوري عليها علشان تساعدك في الكورس الانجليزي
زينة  باستغراب فمن يعلم ذلك الشيء فهي قالت لمادونا تقريبا انها تحتاج النزول لشراء بعض الاحتياجات ومن سابع المستحيلات من وجهه نظرها ان تتحدث معه مادونا
- عرفت منين ؟
- مادونا قالتلي
- سبحان الله بتسأل مادونا وهي بتجاوبك ؟؟؟ ده من امته
مصطفي أردف بنبرة مشاكسة فهو يعلم انها لا يعجبها جلوسه امامها
-مش يمكن حتي مادونا فهمت اني بحبك وانتِ مفهمتيش 
- ويمكن محدش فهم انا جوايا ايه منك 
مسك يديها وقبلها وظل ممسكاً بها 
-  عايز اعرف اكفر عن غلطتي ازاي ؟ مش عايز اكتر من انك تكلميني بتلقائية زي الاول طموحي ان كلامنا يكون طبيعي علي الاقل
اسف اني زعلتك في يوم وبحلفلك اني هفضل اقولك سامحيني لغايت اخر لحظة في عمري، لاني حبيتك اكتر وعرفت يعني ايه حب في بعدك عرفت ان كلمة انك مبتقدرش تعيش من غير اللي بتحبه مكنتش افلام ان فعلا مش عايش من غيرك 
تسارعت نبضات قلبها وتَرَقْرَقَتِ الدموع في عينيها وكأنها تنتظره فقط ان يهمس لتظهر له،  نظرت في عينيه وتحدثت بصراحة
- عارف يا مصطفي انا ببقي طول الوقت عايزة ابعد عنك مبعرفش طول الوقت عايزة اقرب منك برضو مبعرفش،
بسال نفسي كتير انا ليه لسه قادره ابص في عينك مش بلاقي اجابه، ليه انا لسه بدمع علشانك ولما مشيت معرفش ليه اتوجعت علشانك مع اني قولت لنفسي انتِ مجنونة مش ده اللي سابك
ليقاطعها مصطفي قائلا
-  كل حاجة عملتها كانت مش قصدي ولا في يوم فكرت اكون سبب في زعلك  ولا كنت اتمني انك تعرفي حاجة زي دي من ايتن وصورتي تبقي اوحش في نظرك
- عارف يا مصطفي انا كرهت نفسي امته 
تحدث بنبرة مؤلمة وهو يحثها علي الاستكمال 
- امته 
-  كرهت نفسي لما مبقتش عارفة اشوفك وحش برغم كل حاجة عملتها، علشان كده بخاف ابص في عينك لانها بتحسسني اني بقيت مريضة بيك ولا عارفه اتعايش مع المرض ولا عارفة اني اتشفي منه، فشلت اني اكرهك
شدها الي احضانه وهذه المره استسلمت لدقائق استسلام تام في أحضانه، ترك بعض قبلاته ومن الممكن الا نبالغ لو نزلت دموعه علي شعرها امسك رأسها ليُقبل جبهتها ويحضتن وجهها بكفيه
- والله ما حبيت قدك ولو هموت مش هكون سبب في زعلك ولغايت اخر نفس فيا مش هبطل او همل من اني اقولك سامحيني ومفيش حاجة هتعيشني غير انك تكوني ليا ومسمحاني
رن جرس الباب ليقاطعهم
فنهض مصطفي متوجهاً الي الباب ونهضت زينة ذاهبه  الي المطبخ، كان الطارق رحمة بارك لها وأعطاها الهدايا  واستطاع ان يدخل السرور الي قلبها ومن الممكن قليل من الحزن حينما تذكرت والدها وانتهي المطاف بانهم تعشوا سوياً ثم صعد مصطفي حاملاً ابنه متوجهاً الي شقته
______________
بعد مرور يومان في صباح يوم الجمعة 
تم حزم الأمتعة بنجاح للتوجه الي المنصورة حيث يتواجد اهل نجاح وكان بشار يتحدث في الهاتف مع والدته أمام المنزل
- وتروحي قايله ايه دا  ايه دا  ايه دا ؟
انتَ قولتلي ان مصطفي مش جاي يا بشار عارف يا امي المسلسل الهندي اللي شوفنا فيه البطل والبطلة لما سافروا الجزء الرابع ده بصي  هبعتلك اللينك بتاع الحلقة تشوفيها وتتصرفي علي هذا الاساس اتفقنا
- ..............
- يا امي هشحنلك الباقة عيب اللي بتقوليه ده مش كفايا ان بنتك كلها يومين وهتنام في بيت راجل غريب اقفلي اقفلي طلعت قرون
جاءت همس وبعدها رحمة وزينة وركبوا في الخلف بينما جلس بشار بجانب مصطفي في الامام
وانطلقوا في طريقهم و كانت رحمة تحمل زين فهي أحبته كثيرا وهو من يسلي وقتها فبطبيعتها تحب الأطفال وكذلك زينة ولكن لا يمكنها ان تمارس حبها عليه يكفي انه يذكرها بخطيئة لم تحدث قط
فتح مصطفي التسجيل  علي اغنية
( حماقي ياللي زعلان ) كانت زينة تتصنع انها لا تستمع لشيء وتضع السماعة في اذنيها وترتدي نظارتها الشمسية كالعادة 
((( ياللى زعلان منى و مخاصمنى و مش عايز تانى تكلمنى، واخد على خاطرك اوى منى يا حبيبى انا اسف
ده انت عمرى و عمرى مفيش بعده، و مسهر عيني كده في بعدهو مطول ليلى و أنا مواعده .....  
مبطلوش عليك يسألونى بلاش تسيبني و حياة هوانا سماح ))
( وبعدها اشتغلت اغنية الفرصة الثانية )
غريب الحب مين فاهمو .. ما بين بيتفارقوا
و بين اتنين بيتفاهموا .. فيه حد الحب ده سارقو
وحد الحب كان واهمو .. غريب الحب مين فاهمو
ما بين بيتفارقوا ... و بين اتنين بيتفاهموا .. فيه حد الحب ده سارقو ..وحد الحب كان واهمو
و الفرصة التانية بنستناها ... وأهو بنصلح غلطات
بعد ما عدنا الحسابات ... حتى ولو مش قاصدين
و إن كان فيه حاجة إحنا خسرناها ... هنعوض في الجايات
ليغلق بشار تلك الاغنية 
مصطفي بانزعاج  " انتَ بتقفل الاغنية ليه يا تنح "
بشار بسخرية وانتهي حديثه غامزاً" اختي هتروح تقعد في بيت واحد غريب وساكت ومتحمل بس احنا لسه هنستني لما تفهملي الحب ونشوف الفرصة التانية ولسه نشوف الغلطات وتعويضات ومعادلات دي مواويل كبيرة يا بابا انا بزهق وبعدين هتعوض في الجايات فين ؟ "
مصطفي " في السمر كورس يا روح خالتك هعوض "
بشار " انتَ معاك ملحق ؟؟ زميل يعني "
أردف مصطفي " واحد مش عارفين معيد وله بيعيد بيتكلم يا سبحان الله "
بشار غامزاً وهو يوصل هاتفه ويبحث عن شيءٍ ما
- انا هجيب لك من الاخر خد التقيلة، اخواتنا اللي ورا واي حد معانا ورا يسقف علشان تقرصيها في رقبتها هتحصليها في جُمعتها خلصانة والمطلقة متسقفش معانا
مصطفي بمرح ايضا وهو ينظر في المرآه
- شوف خالتك اللي في الركن البعيد الهادي ومش معبرانا
بشار " شيلي السماعة من ودن اختي في الإسلام زينة  ياله يا جدعان بقا عم حسن بيسخن "
رحمة بسخرية لاذعة " انا متاكدة انك محصلتش علوم الزقازيق حتي "
بشار بلا مبالاه " مهي ماما قالتلي وبعدين  اسكتو علشان هعلي عم حسن هيسخن اهو اهو "
(( اغنية اعملك ايه - حسن الأسمر ))
انا بحبك وبريدك ابعت لي جواب ببريدك
يعلم ربي اني بريدك واعمل ايه شغلتني
مراري منك يامراري حيرت وياك افكاري
اديني صابر على حالي واعمل ايه شغلتني
يا ساقيني من دمعة عيني العمر راح وانت ناسيني
لو مره تغلط وتجيني اعمل ايه شغلتني
كان طوال الاغنية ضحكات مُنطلقة من الجميع علي حركات بشار وهو يهز أكتافة ويسقف بحرارة،  ليقضوا طوال الطريق ضحكات ومرح غريب حتي ان زينة انسجمت معهم وضحكت من قلبها لتملئ قلب من يُحب  بصدق بالسعادة لرؤية حبيبته سعيدة
________________________
كان خالد يجلس في الصيدلية وهو يشعر بالغضب بسبب تلك المشاكل التي حدثت بينه وبين والده وبسبب ايتن التي تتجاهله تماماً ولا تجيب عليه وحينما حاول الذهاب علم ان صتحبه الفيلا مسافره ولا يوجد احد
دخل شاب في العشرينات من عمرة وهو صديقهم المعروف بمرحه ومقالبه، سافر منذ عامين تقريبا الي اسبانيا فدخل بشقاوة وهو يدفع باب الصيدلية باندفاع شديد فزع خالد بسببه 
- قوم ياض يا خالد انا رجعت وربنا لهنيم مصر من المغرب
خالد بصدمة وفجاءة
- عبدالله !!


تعليقات