قصة انصهار قلب البارت السادس عشر16 بقلم فاطمة سلطان


قصة انصهار قلب
البارت السادس عشر16
بقلم فاطمة سلطان


في فيلا ايمان 
كانت تجلس بملابسها السوداء والحزن يسيطر عليها بعد وفاة شقيقها منذ شهر ونصف تقريبا، الذي كان يعمل ويعيش في كندا منذ عشرة سنوات وأكثر رُبما لم يكن بينهما وِدّ فقط مكالمة كل يومين او اكثر ونادراً ما تراه، ولكنها ايقنت انها فقدت الدرع الأخير لها واخر من تبقي من عائلتها ورُبما وجود ايتن أفادها قليلاً
وجاءت بعدما كان وائل ينتظرها ليُقدم لها تعازيه وصافحته
- البقاء لله
ايمان بصوت خافت لأول مرة تشعر بهذا الكم من الحزن وكأنها بدأت تدرك ما معني الوحدة
- البقية في حياتك
- انزلي شغلك، صدقيني الشغل هينسيكي واكتر صديق ليكي في الاوقات اللي زي دي الحمدلله علي كل شيء
ايمان أجابت، بإجابة بدأت تتفوه بها صدقاً ليس مجرد كلمات كالسابق
- الحمد لله علي كل شيء انا لله وانا اليه راجعون
جاءت الخادمة وقدمت القهوة لوائل الذي سأل بفضول عن هوية ايتن التي قابلته قبل هبوط ايمان
- هي مين اللي سلمت عليا ؟
ايمان بنبرة هادئة " واحده صاحبتي "
وائل باستغراب شديد " غريبة يعني انتِ صحابك معروفين وكلهم اعرفهم تقريبا  كل أصحابك أساسا من الشغل "
- مش من الشغل دي عرفتها بالصدفة واطلقت فقاعدة معايا شوية لغايت ما تظبط أمورها هو في حاجة بتسأل ليه ؟
- ابدا مفيش انا استغربت علشان عارف انك عايشه لوحدك بس وعلشان انتِ اللي تعرفيهم معروفين ما علينا انزلي الشغل علشان في حصة ونسب وحاجات عايزين نقعد ونتكلم فيها
- هحاول انزل الاسبوع الجاي ان شاء الله
وائل أردف مستغرباً حينما تذكر تلك الإجراءات فلم تكن إيمان شخص يضع أمن بهذه الطريقة علي بيته
- وبعدين ايه اللي جد ده علي البوابة سألوني 100 سؤال قبل ما ادخل ده انا كنت  باجي الاقي واحد بالكتير
ايمان أجابت بتلك الكذبة التي أتت علي عقلها
-   اصل ايتن جوزها جه عمل مشاكل شوية فمن ساعتها انا حبيت كده علشان ميفكرش يدخل تاني
وائل حاول ان يتحدث بحكمة
- بصي يا ايمان انا عارف ان طول عمرك بتحبي تساعدي غيرك بس لو مساعدتك لصاحبتك هتأذيكي فبلاش !!
تكوني قاعدة في قلق، فلازم تحل مشاكلها بعيد عنك يعني متبقيش بالسهولة دي
- متقلقش يا وائل انا عارفة  بعمل ايه هي إنسانة وحيدة زيي ولازم اقف جنبها
- انتِ حره انا حذرتك مش أكتر
_______________________________
في صيدلية خالد
كان عبدالله يجلس مع خالد ويستحي مشروب غازي ويتحدث بمرح حينما تذكر ما حدث وتلك الليلة التي اجتمع به مع جيرانه وأصدقائه ومن نشأ معهم حتي يودعهم ولا يتذكر سوي تلك الرسائل التي جاءت منهم يلعنوه علي مزحه ومقالبه فالجميع قد تعرض الي مواقف مُحرجة من خلف هذه الحبوب الغريبة التي لا يعلم عنها شيء
- انتَ اللي عملت كده يا خالد ؟؟
خالد بتوتر وهو يحك ذقنه وحاول ان يتصنع الثقة
- عملت ايه ؟ مش فاهم ؟
عبدالله  بمكرٍ وخبثٍ
- انا بتاع مقالب اضرب فيكم صواريخ اطلع اشاعات، وحاجات كتيره بس انا كان في دماغي مقلب تاني خالص قبل ما اسافر وأتراجعت عنه مهوا اصل مفيش غيرك ياض يا سهون يعمل كده لأن محدش يشك فيك إلا العبد لله
- هعمل ايه ياعم ، ده انا بسببك دخلت بيت عمي وافتكرني سكران وعملي فضيحة وقعد يقول اني سكران وأبويا طردني ومصطفي ومروان معرفش حصلهم ايه كانوا مستحلفين ليك
عبدالله وهو يقص موقفه من تلك الرسائل
- انا سافرت واول ما وصلت نمت وصحيت فتحت الفيس بوك تهزيق من مصطفي ومروان وريكوردات وبتاع ولا حد فهمني حتي هببت ايه الا جاري أبوه قلق عليه ووداه لدكتور لما حس انه زي المسطول لغايت تاني يوم هو انا دماغي اه هربانه مني  بس مش للدرجاتي 
خالد أردف بنبرة ساخرة وهو يهتز من الداخل
- عبدالله انتَ علشان عارف انهم مستحلفين ليك هترمي مشكلتك عليا
عبدالله وهو يغمز عينيه
- بلاش تصيع علي الصياعة كلها لو انتَ اللي عملت المقلب الرخم ده قولي يا خلوده هفتخر بيك ياض
- انا هعمل  كده ليه بقولك ابويا طردني وافتكرني سكران  انا خبطت علي شقة عمي وقولت كلام ليه هو بناته مينفعش ده مسك السكينة  عليا مفقتش الا علي قلم  من ابويا وبعده وانا علي السرير
- انا صايع قديم وبعدين احنا ستر وغطاء علي بعضينا انا محبتش اشيلهم منك وانتوا في مكان واحد فعرفني بقا عملت المقلب وله الفضيحة دي ليه ؟
____________________________
في المنصورة
وصلوا اخيراً بعد رحلة سفر مليئة بالمرح كانت ممتعه حقاً، رحبوا بالجميع ولكن كان هناك من يجهل طلاق ايتن ومصطفي  وزواجه  من زينة ( خطيبته السابقة ) الا قلة قليلة ولكن بالنهاية لن يتدخلوا في حياته، ارتاحوا قليلاً ثم  جلسوا سوياً بعد ان تناولوا الغداء ودخلت العروس مع اصدقائها استعداداً لحفل الحناء الذي سيقام في المساء
فأردف بشار ليكسر تلك الأحاديث المملة عن الأحوال وعن كل شيء جديد في حياتهم فهي طوال اليوم تتحدث مع خالته في كل شيء علي الهاتف
- منورة يا امي ايكش تكوني مبسوطة جوز بنتك ده لو جه بليل هدشمله تقيل علي قلبي الواد ده
والده بشار
- انا مش فاضية  لهزارك
بشار بطريقة مسرحية
- هو الشرف عندكم بقا هزار يا امي ؟؟؟ مكنش العشم والله
أردفت نجاح التي كانت تحمل زين  وتزيل شوقها له
- بطل لماضة امك مش فاضيه الناس لسه الناس هتبدا تيجي وأحمد ربنا ان اخت لقت نصيبها وادعيلها براحة البال وبالذرية الصالحة 
بشار بمكرٍ وحزن مُصتنع
- افرح باية يا خالتي قوليلي افرح ان البنت اللي ربيتها ووصلتها دروسها وذاكرت ليها وكبرتها هيجي ياخدها واحد علي الجاهز كده زي ما اختها اتجوزت وخلاص البيت هيفضي عليا
ليرتمي في أحضان مصطفي الذي كان يجلس بجانبه ويعلم ان تلك المشاعر الفياضة ورائها الكثير من الضحك أردف مصطفي  محاولاً كتم ضحكاته
- متزعلش هي الدنيا كده !!
بشار وهو يتصنع انه يمسح دموعه فهو بالفعل سعيد ويشعر بالغبطة تجاه ذلك الشاب الذي سيأخذ شقيقته فهذا الشيء شعور خاص للاب والأخ فهم يقوموا بتسليم قطعة من قلوبهم ولكن متي اجتمع الحزن أو الجدية في حديث بشار
- قوموا فضوا الاوضه بتاعت البنات بسرعة  انا اتشويت في السطح يا حبيبتي ياختي هتوحشيني دي نور عيني يا جماعة ده انا لازم اربيه في اليومين دول برضو
أردفت همس بنبرة صعب تحديدها إن كانت مرحة ام جادة
- ان شاء الله ربنا هيرزقك يا بشار بواحده اخوها اوابوها ميخلكش تلمحها
بشار بملامح منزعجة " ليه كده ليه الدعوة دي ؟ انا عملتلك ايه وحش ده انا بخاف من جوزك وبحترمك  "
والدة بشار أردفت ساخرة
- ريحوا نفسكم  ده هيفضل قاعد كده اصله معيد ولازم يلاقي واحده في مستواه والعبقرية اللي هو فيها
ليضحك الجميع علي حديث والدة بشار، فأردف مصطفي قائلا
- منور يا زويل   
فأردف بشار محاولاً تصحيح هيئته 
- دي بقا امي  بتموت فيا وبتفتخر بيا، انا مش هقبل الا واحدة في مستوي  ذكائي
مصطفي أردف ساخراً
- احنا اللي تتجوزك نطلب منها السماح دنيا وآخره
فلا يجب ان يأتي في منطقته ليتحدث بشار بنبره ماكرة وهو يغمز له   
- اسأل مراتك البنات وله اسأل دكتور وائل الراجل الجنتل حبيبك، يدخلوا يقولوا عايزين التقاطيع دي تتعمل في وشنا  اقولهم يا جماعة انا دكتور وبعملكم تحاليل مش model  ابدا مفيش ده دكتور وائل يشهد يا صاصا
لينظر مصطفي له بغيط ثم رمق زينة بنظرة غاضبة فلا تعلم سعدت لغيرته فلتشكر بشار علي ذلك فليحترق قليلا بتلك النار وفي الوقت ذاته تسخر منه فهل هي من تحدثت ؟ كانت تجلس بجانب رحمة علي الأريكة بمفردهما وعاقده ساعديها
فأردف وهو يجز اسنانه
- وحياتك لهوريك يا أبو تقاطيع
والدة بشار أردفت ساخرة
- اسكت يا موكوس عيل كلامنجي مش نافع صحيح والله علي راي مصطفي نطلب منها السماح دنيا واخره
بشار وهو يرفع حاجبيه ولوي شفتيه بضيق
- خلصتم خلاص ؟؟ انا مش هتجوز اساسا انا عيني  زايغه مش هتجوز واحدة واسيب البنات التانيه لمين ايه مفيش في قلوبكم رحمة ده كل البنات أصحابي
لتنظر له والدته بغضب وهي علي وشك ان تلقي في وجهه أي شيء قد يقابلها  بينما الاخرين تتعالي ضحكاتهم
- اصحابي واخواتي في الله سبيني اكمل كلامي، والله يا ماما اسالي زينة مش بسيب فرض ولا بتعامل مع ستات، طب يتحايلوا عليا علشان ياخدوا رقمي اقولهم ماليش في السيليكون 
ضحك الجميع وذهب بشار وجلس علي يد الكرسي التي تجلس عليه والدته ومال عليها قليلا لتبدأ الحديث قائلة
- منورة يا زينة فرحانة اني شوفتك والله زعلت لما سبتم بعض واتجوز ايتن ...
ليهمس لها بشار بصوت خافت مقاطعا اياها
- ماما  فرملي ابوس ايدك ده وقت ايتن
والده بشار باحراج فبالتأكيد لم تعلم التفاصيل من بشار ولكن لا أحد يعلم طبيعة علاقتهم غير المقربين ومن يقيموا معهم في المنزل وحتي أن نجاح لم تدخل في تفاصيل كثيره  
- مش قصدي يعني انا زعلت وفي الاخر ليكم نصيب مع بعض بصراحة انا مكنتش بستلطف ايتن دي خالص
بشار وهو ينظر علي زينة التي تشعر بالاحراج والغيظ في انن واحد ليهمس له بصوت خافت
- ماما ابوس ايدك متحاوليش ترحبي بيها خالص 
مصطفي ذهب وجلس بجانب زينة ليقبل يديها أمام الجميع  ويعقد يديه وأصابعه بأصابعها ليخجلها قليلا بالتحديد لأنه لم يتركها
- خلاص كل شيء نصيب المهم انا مع مين دلوقتي، والأهم اننا رجعنا لبعض  
والدة بشار بابتسامة وهي تحاول تحسين الوضع
- اكيد يا حبيبي ربنا يبارك في جوازكم ويهدي سركم ويرزقكم بالذرية الصالحة انا مكنش قصدي حاجة يا زينة يا بنتي، انا بتكلم بتلقائية شوية
زينة تنحت باحراج بعدما همست له بأن يترك يديها ولكن كأنها تخاطب نفسها
- محصلش حاجة حضرتك عندك حق كل حاجة حصلت بسرعة
والدة بشار استكملت حديثها بتلك الابتسامة
- انتِ تعرفي ان انا اول واحدة عرفت بدايتكم حتي قبل ما نجاح تعرف اول يوم شافك كان جاي عندنا يوم الخميس تقريبا وكان ماشي علطول علشان قالي بالنص  انا اول مرة اعاكس واحدة مشيت قدامي وقولت عنيكي حلوه كأني اتسحرت وطلعت مني ازاي مش عارف  مع انها مش زرقه او الألوان دي بس فيها شيء يشد من بعيد  واحدة غريبة معرفش جت منين لابسه لبس مدرسة، وماشية تكلم نفسها ومعاها اختها الصغيرة تقريبا وشايلة شنطتها واتريقت عليه وقولت شكله بيخرف مدرسة ايه وعين ايه 
كانت زينة تتسارع دقات قلبها نعم تعرف ذلك اليوم وذلك الموقف جيداً ولكنها لم تكن تعرف حديثه معها لتتحدث رحمة وتزيد الطين بله
- هو بعيدا عن الموضوع انا الشنطة
ليضحك الجميع وتستكمل حديثها بتلقائيه
-   اقصد صاحبة الشنطة وفاكره اليوم ده كويس كانت زينة اول يوم في تانيه ثانوي تقريبا وانا في ابتدائي ساعتها فضلت تعيط لغايت ما بابا جه من الشغل كأن حصل مصيبه  وقالتلي اني مقولش لبابا حاجة بس انا فتنت عليها وقعد يقولي اوصف الشخص ده او كان فين معرفتش انا مكنتش عارفة اقوله فين قالي اني اقوله شوفته فين وهو بيوصلنا الصبح بس معرفتش لانه كان واقف وسط ناس كتيره عند الموقف وتاني يوم مشفتهوش ونسينا الموضوع  
مصطفي ليقاطع رحمة ويقص هو هذا الجزء وهو ينتقل ببصره الي عينيها والي الجميع
- عدت أيام قليلة وبدأت اراقبهم عرفت مكانهم وان جايين من سنة وشويه بس مش بيظهروا ولا ليهم علاقة بحد ومحدش يعرفهم ساعتها روحت اتكلمت مع رؤوف الله يرحمه  وقولتله انا عايز اخطب اختك طبعا خد كلامي بهزار وقالي انها صغيرة وكلام كتير ومكنش يعرف ان انا اللي ضايقتها اول مره ومن يومها
 قاطعه بشار بمرح
- نشلت الهدف !!!
نجاح  بابتسامة هادئة
- ورحنا طلبنا ايديها بعد ما دخلت الجامعة
بشار بمرح  " ده الواحد جاله جفاف عاطفي ليه يا دنيا بتحطي علي جرحي كولونيا عليا الطلاق احنا مش عايشين "
والدة بشار "  ربنا يخليكم لبعض معلش بقا انا معرفش انكم جايين فرحمة وهمس يباتوا هنا مع البنات وانتَ يا مصطفي مع مراتك فوفي اوضة بشار  "
بشار " فوق في السطح يعني منك لربنا  بقا وانا هنام تحت "
مصطفي باستغراب " تحت فين  ؟؟ "
بشار " مع البنات اللي هيجوا قولتلك احنا اخوات انا بعتبر كل البنات اخواتي "
أردفت والدته بسخرية
- طب ياله يا ابن الموكوسة روح ارمي الكراتين والزبالة اللي تحت علشان مطينش عيشتك يا بتاع البنات انتَ مبناخدش منك الا الكلام ولا منك فالح مع الفالحين ولا صايع مع الصايعين
بشار " حاضر يا ماما شكرا، انا شاكك اني ابنك  أساسا
_____________________
بدأ الاحتفال والفتيات يرقصوا ويتمايلوا علي الأنعام ومراسم الحناء المعروفة ومرح مختلف فالجميع يحب الفرح والسرور ومن لا يفرح لغيره يُحرم ان يتذوق معني السعادة 
اعجبت الاجواء زينة كثيرا، فكانت تحتاج روحها الذابلة الي مناسبة سعيدة فقد ضجرت من الروتين الملل والدموع  تريد ان تري سعادة حقيقية حتي وان كانت تلك السعادة ليست لها ولشخصٍ اخر لا تعرفه كثيرا فيكفي رؤية أشخاص مبتسمة بود وسرور
رقصت مع الفتيات كانوا يمتلكوا طبع مرح غريب من تعرفه او من لا تعرفه يبتسم رسمت بسيطة علي يديها وشجعت رحمة ان تري يوما سعيداً وان تفعل ما تريده وتبتهج وكانت سعيدة ان رحمة خرجت قليلا من ذلك الحزن وارتدت اليوم ملابس ذات ألوان مبهجة عوضاً عن الأسود وليرجع الفضل الي ملك في اقناعها بالحجاب واقناعها بأن ذلك السواد ليس له علاقه بالحزن فلن ينسي الاب
اما مصطفي وبشار كانوا يجلسوا مع رجال وشباب العائلة في الأسفل لم يراهم منذ سنوات تقريبا فلم يكن شغوفا بالمجيء، يأتي فقط في الظروف الطارئة من تأتي باستمرار نجاح فقط
مرح ورقص مع بشار أيضا الذي اخذ يمزح مع الجميع ويتوعد لذلك الشاب الذي سيأخذ روحه، وتسابقوا بعد انتهاء الحفل في ركوب الدراجات تلك العادة التي كانت مصدر فرحهم في الصغر، فليس هناك أجمل من أن تستعيد  ذكريات ضحكت بقلب هادئ وخالي من الهموم والمشاكل
_________________________
بعد انتهاء الحفل صعدت زينة الي تلك الغرفة ونامت ساعتين تقريبا ثم استيقظت
تتكون من سرير صغيرلا يتجاوز عرضة متر تقريبا ويتواجد مكتب صغيروحاسوب ودولاب وحمام صغير،  بالكاد تتسع الغرفة لشخص واحد الغرفة لا أكثر، رُبما أجمل شيء في تلك الغرفة يتواجد بها نافذة جعلتها تراقب مصطفي وهو يأتي أمام المنزل ثم يذهب بعيدا وهكذا، كان في سباق  مع بشار وشباب أخري كأنهم اطفال 
تلقائيا ابتسمت لرؤيته سعيداً لا تدري هل اصبحت مهووسة ام ماذا ؟ لا تعجبها حاله حزنه ودموعه تريده فقط مبتسم وقوي مثلما تعودت منه عاتبت نفسها لما تفرح بفرحه الم يحزنها وجعلها تبكي ليالي طويله  ثم أغلقت النافذة واتصلت بمادونا حينما لم تستطع النوم مرة أخري وتأكدت انها مستيقظة بإرسال رسالة لها وبعد حديث معتاد عن سؤالها كيف قضت يومها أردفت مادونا قائلة
- يعني انتِ منمتيش خالص من ساعة ما وصلتم ؟
زينة أردفت بهدوء
- نمت علي الساعة واحدة كده وصحيت عندي ارق، انتِ عارفة مبحبش تغير الاماكن بس اني اجي هنا فادني يعني اجواء جديدة  لاني تعبت من الملل
- بس انتِ مش طبيعية ده انا كان  زماني نايمة بقالي سنة ومصحاش الا تاني يوم
زينة قهقهت في آخر كلماتها 
- اعمل ايه بقولك نمت وفوقت، ولما لقيتك صاحية قولت اتصل بيكي اكيد بتصلي الفجر
ضحكت مادونا قائلة بمرح
- اه طبعا اومال وبقرا الورد اليومي كمان
زينة بنبرة هادئة بعد ان انتهت من مرحها لتسأل عن السبب الأساسي
- صاحية ليه طيب
- ابدا عمتي اتخانقت مع جوزها كالعادة فجت عندنا علي الساعة 12 وطبعا سمعنا المشكلة وقعنا وحاولنا نهديها  ولسه مخلصين وبحاول انام علشان الشغل مش جايلي نوم  
- ربنا يصلح الاحوال خلاص اقفلي نامي علشان الشغل ونتكلم بكرا حاولي تنامي وانا هحاول انام برضو، بس صح استني  انا افتكرت دلوقتي انتِ تقولي لمصطفي انا عايزة كتب ليه 
مادونا أجابت بلا مبالاة
- معرفش هو سألني 
- انا حاسه ان كل الناس اتغيرت في طبعها
مادونا قهقهت ثم تحدثت بجدية فهي نفسها مستغربة
- لقيته عايز يعمل  اي حاجة علشان يشتري خاطرك وسألني  علي حاجات كتير محبتش ارخم غليه ومدام في سعادتك انا عيزاكي بس اشوفك مبسوطة وهو ندمان مش بقولك انه ملاك بس بيحبك بجدوانتِ بتحبيه فاعمل ايه غير كده ؟؟ انا عايزة اشوفك مبسوطة، انتِ اختي يا زينة انا وحيدة ومليش اخوات ومن يوم ما عرفتك بزعل علي زعلك وافرح لفرحك وابعد عنك اي حاجة تضايقك واتفق مع اي حد مدام عايز يفرحك   
- مش عارفة اقولك والله ربنا يعلم معزتك عني ووقفتك جنبي وبتسمعيني وقت فرحي وزعلي
- ياله نصيحة من مسيحية صلي الفجر ومتشكرنيش متأكدة انك لو كنتي مكاني هتكوني ضهري ، عيشي اليوم بيومه وبرضو متتخليش عن كرامتك
- تصبحي علي خير وسعادة
زينة بابتسامة صادقة فلن تكرر مادونا في حياتها مرة أخري فهناك أشخاص سيبقوا في قلوبنا الي الأبد مهما توسعت دائرة معارفنا
- وانتِ من اهل الخير يا احلي حاجة حصلت ليا وأجمل اخت
___________________________________
قضت فرضها التي أصبحت تحافظ عليه وتدعي ربها وتلجأ له ان يريح بالها وعقلها وان يرشدها الي الصواب وان يسامحها علي كل خطأ قد فعلته او مازالت تفعله، تأكدت من إغلاق النافذة وحاولت ان تشغيل المكيف فهو تقريبا يزيد منالحرارة لا اكثر دخلت الي ذلك الفراش فالنوم سهل، اغلقت عينيها وحاولت ان تستسلم الي النوم ولم تغلق الاباجورة التي تتواجد بجانبها
دخل مصطفي بعد نصف ساعة تقريبا بعد مرح  لم يكن يتخيله ابدا وكانه وجد روح ذهبت له منذ زمن ووجد ابنه نائم مع جدته والأغلبية قد خلدوا الي النوم
آخذ ملابسه من حقيبته وهو ينظر عليها من بعيد فهي ساكنة ليست حانقة او غاضبة ثم توجه الي الحمام وبدل ملابسه، وقد صلي الفجر بالجامع مع أقاربه تقريبا العام الماضي كانت بدايته فإن يلتزم في صلاته فكان في الماضي يتركها ويشعر بالضيق أحيانا كأنه طفل حينما تنصحه والدته ولكن الآن يترك أي شيء في يده ويصلي دون تأخير 
فالواقع لم يعجبه ضيق الغرفة ابدا فمن المعروف ان نومه صعب ايضا لا يكفيه فراش بمفرده  بهذا الحجم ويخاف ان تقتله بدقات قلبها ورائحتها المميزة، اما ستقتله بمعني الكلمة ! 
 ولكن ليجرب فما أجمل من مغامرة مع امرأه ذات لسان سليط ورأس كالحجر وقلب لن يجد مثله مره أخري !
نظر عليها وكانت شعرت بوجوده ولكن لم تتحرك ليجلس علي طرف الفراش وهو يلعب حد الالعاب الإلكترونية بملل ثم تحدث مع خالد في الهاتف الذي اخبره بعوده عبدالله وتوعد مصطفي لقتله حينما يراه علي تلك الحركة السخيفة ووصفة باشبع الصفات فوصل به المزاح لهذه الدرجة الغبية !!!
قرر ان يترك هاتفه ويري حبيبته حاول ان ينام علي جانبه ناحيتها وكانت تعطيه ظهرها وتتصنع النوم ومدثرة  بغطاء ثقيل وكأنها تعيش في القطب الشمالي رغبة رافقته بتقبيل وجنتيها لا يعلم هل هي نائمة ام تتصنع ذلك باحترافية فليُغامر مال قليلا علي وجهها وكاد ان يلامس وجنتيها بشفتيه لتفتح عينيه علي آخرها قائلة بحزم 
- انا صاحية لف وارجع
مصطفي كرر تعبيرها باستغراب
- لف وارجع !!!
- اه
- علي فكرة انا كنت بمد ايدي علشان اقفل الاباجورة 
- لو عايزة اقفلها كنت قفلتها انا مبحبش انام والدنيا ضلمه، ولو عايز حاجة قوم لغايت عندها
أردف بنبرة هادئة وابتسامة واسعة
- كسلت مدام المسافة قريبة ليه ابعد، الاختصار حلو
- معلش اتعب
- في حاجة متغيرة فيكي والله ردودك  مقنعة جدا
- الحمدلله، وأبعد
أردف مراوغا
- مش عايز ابعد بمزاجي وغصب عني علي فكرة انا حركه كمان وهتلاقيني في الارض
- تبقي عملت جميل علشان انا بجد حرانة جدا ومش مستحملة والتكيف زفت والسرير صغير
- انتِ في أوضة بشار يعني احمدي ربنا انك لقيتي سرير اصلا، والتكييف مجهد شوية
- هو في حد جايب المصايب الا بشار
- الحمدلله يعني مش انا 
- اه طبعا هو انتَ عمرك عملت فيا حاجة تزعلني !!   
كانت نبرتها ساخرة، ليتحدث مصطفي بهدوء
- شهادة حق 
- اه طبعا، رقصت ما شاء الله وركبت عجل
- عادي ما انتِ رقصتي انا كلمتك مثلا ؟؟ 
زينة بخجل وإنكار  
-  محصلش 
مصطفي بسخرية " ياستي عيب لما تبقي ست كبيرة كده وتكدبي انا عديت وشوفتك "
- بتعمل ايه بقا عند البنات وشوفتني ازاي  ؟
- معلش حبيت اغلط تاني وأشوف اخونك  تاني قبل ما أصلح الغلط الاولاني واصلح الاتنين سوا  ويبقي offer  حلو، كنت عايز ادي حاجة لخالتي يا زينة
- فعلا هيبقي عرض مغري واللي يسامح مره هيسامح في عشره واللي يدي فرصة يدي عشرة صح !!
- بت هتتجنني عليا وله ايه ؟؟ انتِ عارفة اني كنت بهزر وعمري ما هكرر غلطي تاني رغم انه كان غصب عني ومش هكرره اولا علشان ربنا ومن بعده اني مش هخونك مهما حصل
- طيب ابعد انا بجد حرانة وكان في قطتين وله تلاته علي الارض والسرير  وانا بقرف منهم وغيرت الملاية واكيد مش هبجح واقولهم هاتوا سجاد جديد كان زماني نمت في الأرض
- دول قطط ولاد ناس علي فكرة  يعني لو نمتي علي الارض مش هيحصل حاجة مع اني اسمع من بشار ان كل ما يقفل باب الاوضه ويخرجهم ويقفل الشباك بيلاقيهم تاني ..
زينة " بسم الله الرحمن الرحيم متستخفش دمك في الحاجات  اللي زي دي "
مصطفي وهو يقلدها حينما كانوا في بيتهم
- ليه دول  موجودين حوالينا  مش ده كلامك
- قوم شوف ام التكيف ده احسن
- التكيف مظبوط ولو حرانة متتغطييش او حل احسن اقلعي
لتنظر له بغضب ليقولها بالإنجليزية
"Take off your clothes كده اخلاق اكتر،   انا لو حران هقلع ده شي طبيعي "
- عدي يومك معايا عديه ونام مطلعش عفاريتي عليك
مصطفي بمرح ونبرة خافته حينما امسك هاتفه مره أخري
-  مش جايلي نوم مبعرفش انام جنب حد ببقي متوتر 
زينة تنهدت بغضب ثم تحدثت بسخرية وغضب
- لا متقلقش
- انا قلقان جدا مش هخبي عليكي
- متخلنيش اقول حاجة غلط او اسمعك ...
ليقاطعها قائلا قبل ان تطلق لسانها 
- نفسي تقولي اي حاجة غلط عيب في الرينج ده
- انا لساني طويل وانتَ جربته
- طب سيبك من الكلام ده احنا فية جو شاعري مفيش اندهاش
- لا في طبعا، مثلا اني أقعد اقطع فيك وارميك للقطط
مصطفي ليجيبها بنبرة غير متوقعة بالمرة
- قطعني حته حته انا قبلك  كنت بحب سته دلوقتي بحبك انتَ
لتقهقه قائلة "  ما شاء الله تبارك الرحمن قبلي سته وخايني ومخلف دي ايه العظمة دي يا شيخ لا وكمان مستفز !! "
ليمد هاتفه ووجهه ناحيتها  لتقرا المنشور الذي صادفه بالصدفة وهو يتحدث معها
(( سؤال لو عاد الزمن مرة تانية هتختار حبيبك تاني )) 
- لا، محدش بيحب يوجع قلبه 
- بموت في صراحتك
ثم استكمل حديثه قائلاً
- مش عارف الساعة داخله علي اربعه ونصف ومش جايلي نوم
زينة بسخرية  " مش عارفة اقولك ايه بس واضح انك متوعد تأخد ابنك في حضنك ومتوعد تنام في شقتك ومع .... "
مصطفي شدها في أحضانه قبل ان تتفوه بأكثر من ذلك، لتكون رأسها عند صدره " لو زين مش موجود زينة موجوده   " 
حاولت دفعه ولكنه حاصرها بيديه لترفع رأسها وتنظر له بغضب
- مفيش فايدة في الهدنة بصي هتصوتي صوتي كلهم نايمين زي القتلة منك  لربنا  بقا علي راي بشار انتِ في اهدي مكان
- انتَ والهدوء مينفعش تجتمعوا
ليقبل جبهتها وهو يستمتع بدقات قلبها فلم تكن هذه هي أمنيته أن تكون معه ولكن في ظروف مختلفة، فسالها بمرح
- يمكن لان قلبي مش بيدا في قربك بس ما علينا، مسمحاني؟
- لا
ليحاول تقبيل جبهتها مره اخري لتضع رأسها في عنقه
- هتكملي معايا ؟
- معرفش
- بتحبيني
- اسال نفسك 
- لو رجع الزمن هتختاريني ؟؟ الاجابة الأولى  ماقنعتنيش
- ده يتوقف هيتكتب في نهايتنا ايه !!!!
- حاسة بايه دلوقتي
أجابت بسخرية "  بالحر وان حد كابس علي نفسي  "
- بتكلم بجد
تنهدت تنهيدة مطوله 
- حاسة اني مطمنة في حضنك وخايفة من شعوري ده ومعرفش ازاي حساه عينك خداعة وله انا اللي مغفلة   
- انتِ اغلي حاجة في الدنيا بعيوبك وبصوتك العالي بزعلك مني وبغلطي، انتِ كتير عليا وكل احساس معاكي تمنه غالي، صدقيني انك في حضني دلوقتي وموافقتك تديني فرصه وانك قبلتي تسمعيني ده غالي عندي وكرامتك فوق راسي، غلطان في حقك بس كنت اتمني الموت غير اني اجي اقف في وشك واقولك مش هنكمل لاني خنتك
فلاش باك
بعد مرور يومين علي رجوع مصطفي الي المنزل وتلك المشاجرة التي حدثت بينه وبين زينة، صعدت زينة الي الطابق الذي يتواجد به شقة رجب ومصطفي  بعدما اتصلت بهمس أكثر من مرة ولم تجب عليها فهي تريد ان تسألها عن شيئا ما دخلت شقة همس وجدتها تقف في المطبخ  مع المرأه التي كانت تنظف شقة مصطفي واخذتها همس لتفعل لها بعض الأشياء في شقتها 
زينة " هو انتِ مش بتردي ليه يا همس علي التليفون اتصلت اكتر من ٣ مرات  "
همس " اعتقد اني سبته في شقة مصطفي ممكن تروحي تجيبهولي معلش علشان انا واقفه معاها تعملي حاجات معينة "
زينة بانزعاج من ان تدخل تلك الشقة
- فين المفتاح طيب وهلاقيه فين !
همس " هتلاقي المفتاح  في الباب مش عارفة رني عليه وانتِ هتعرفي مكانه من صوته "
ثم نادت عليها المرآة لتذهب له بينما توجهت زينة الي شقة مصطفي وفتحت الباب وهي تشعر بضيق في صدرها ولكن لا شيء ابدا مما اختارته من أثاث او اي شيء، سخرت من نفسها هذا ما يهمها او يسعدها ؟؟ اخرجت هاتفها من حقيبتها واخذت تتصل بهاتف همس وصدع صوته من أحد الإرجاء فتوجهت ناحية الصوت فدخلت غرفة الاطفال وامسكت بالهاتف وكان شيء غريب من وجهه نظرهاجميع متعلقات مصطفي من عطرة والأشياء الخاصة به 
وفتحت الدولاب بفضول لتجد جميع ملابسه تقريبا وكأنه يقيم هنا تماماً اغلقت الدولاب بغضب فلن تعطي نفسها املاً  بكل عين قوية نظر في عينيها انه قد خانها لفت نظرها 
ذلك الألبوم الذي أعطته اياه هدية لعيد مولده واخبرته ان يسجل به اهم لحظات حياته بصورة وليدون في الصفحة الفارغة تعليقه علي تلك الصورة سخر منها ومن أفكارها الذي كان يعتبرها درامية وقد أثرت المسلسلات الأجنبية عليها تتذكر شجارها معه في ذلك الوقت
فتحت الألبوم بيد مرتعشة وجلست علي الفراش  لتجد صوره قد اعطتها له ليضعها في محفظته وهي بالكاد لا تتجاوز في هذه الصورة ثلاثة عشر عاما  وفي الصفحة الفارغة كتب 
- ياريتني عارف اشكرك علي الهدية اللي هتسليني وانا شوفت ان ملهاش لزمة مبعرفش اقول اشعار او اكتب كلام، اجمل عيون شوفتها واكتر واحدة ماشية متعصبة مش عارف يعني ايه بيت من غيرك معاني كتير ناقصه بس انتِ سنين من عمري مش هترجع تاني مع حد أسف
نزلت دموعها لتقلب الصفحة الأخرى وتجد صوره لها مع صديقاتها وهناك دائرة علي وجهها وهي مبتسمة بعد ان انتهت من امتحانات الصف الثالث الثانوي قد نشرتها في حسابها علي الانستقرام يبدو انه قد طبعها 
- كانت فرحتي اني هقدر أتقدم ليكي اكتر من فرحتك انك خلصتي بس انا علطول شايفك كدا الدائرة الحمراء في وسط الزحمة  انتِ بس اللي عيني بتشوفها 
لتقلب مرة أخري وتجد صورة لهم في حفل الخطوبة وهما ينظران في عيون بعضهما كان إحساس مختلف لم تكن تهرب من تلك الأعين من قبل ووجدته قد كتب   
- كنت فاكر اني واحد اتعلق بواحدة وخلاص الموضوع خلص بس عرفت معني انك تعيش بس مخنوق وكأنك مش عايش، مش عارف هرجع ابص في عينك تاني وله هيكون مستحيل
الكثير من الصور التي قد التقطوها بعد خطبتهما في كثير من الأماكن لتغلق ذلك الدفتر فليلعن كل شيء يجعلها تحن له بكت كثيراً وتألمت روحها اكثر، لما تبكي علي من اعترف انه لمس غيرها واعترف بأنه قد انجب منها لما تبكي ولما تدمع عينيها من أجله   
دخل الشقة استطاع ان يلمس شيئا مختلف رائحتها المميزة شك انه قد فقط عقله توجه الي غرفته
- زينة ! انتِ بتعملي ايه هنا
- جاية اوجع نفسي زيادة   
جلس مصطفي جاثياً علي ركبتيه وحاولت مسح دموعها ولكنه مسك يديها حينما نظر علي الالبوم ليحاول تجميع صورة في عقله
- متعيطيش يا زينة اسمعيني وبعدها بحلف ان حتي لو عيزاني اطلقك هطلقك واعملك اللي  يريحك لاني مش عايز اكون سبب دموعك تاني
نزلت دموعها  فأردفت " انا همشي مش عايزة اسمع حاجة انتَ قولت انه ابنك مهما قولت مش هيتغير شيء"
مصطفي " اسمعيني وحتي لو عايزة تمشي بعدها مش همنعك انتِ حرة مش عايزك مجبرة انك تكوني جنبي "
اخذ يقص عليها ما حدث وسهره مع أصدقائه في تلك الليلة وموعده مع ايتن وتلك المشكلة التي كانت بها واخبرها بكل شيء وما فعله عبدالله بهم كنوع من انواع الفكاهة واتصل بصديقه مروان وسأله بطريقة غير واضحة وليجعلها تسمع حديثه 
 ليؤكد علي صدق كلامه لدرجة انه قص ما مر به ومحاولته فتح باب شقة الجيران المهاجرين وكسره ويظن انها شقته وكان من الممكن ان يتم سجنه بعد دموع كثيره لا تتوقف منها ومنه   
مدت أنامله لتمسح دموعه الغالية علي قلبها فهي منكانت تريده أن يبكي بدل من الدموع دم ولكن تؤلمها دموعه
- متعيطيش مفيش راجل بيعيط علشان واحده حتي لو كنت انا متنزلش دموعك علشانك و متعيطش بسببي حتي لو فيك عيوب الدنيا
ليمد يده ويمسح دموعها أيضا وتحدث 
- اللي عايزاه هعمله يا زينة عايزة تمشي وتسبيني حقك وبرضو يوم ما تحتاجيني هتلاقيني بس لو قعدتي مش إجبار مني قعدتي برغبتك هترجعي ليا  روحي وهتديني الدنيا كلها
- الله يخربيت ده حب علي ده وجع قلب ابتليت بيه
- اعرفي اني متمناش افرط فيكي بس لو فعلا كارهه وجودك انا يعز عليا تكوني في بيتي كارهه
كلا منهما يمسح دموع الاخر 
- مش عارفه اتحمل دموعك ولا ضعفك قدامي حتي لو غلطت في حقي مش حابة اشوفك ضعيف 
- مكنتش هتوقع اني هعيط قدام واحدة وله ان في راجل بيعيط فعلا علشان خسر واحده بس انا لما خسرتك خسرت دنيتي انتِ سنين مش هترجع ولا هعرف اعيشها مع حد غيرك ومش عايز اكون اناني 
باك
تذكرت ذلك اليوم التي اخبرته بفرصته وهي انتهاء رحمة من الثانوية
 ليثبت لها انه جدير بها ليجعلها تنسي خطيئته حتي وان كانت غصب عنه فليتحمل تقلباته يكفي انها مازلت تشتري خاطره 
مصطفي باستغراب من صمتها في حضنه فظن انها نامت
- نمتي !! 
-  منمتش مش قادرة انسي ولا قادرة ابطل اني احبك 
- اوعدك اني هرجع كل شئ زي ما كان واحس واني هخليكي تسامحيني
- بلاش وعود !! 
وكفايا ان تخليني مندمش اني موافقه اكون معاك ومندمش اني قبلت الوضع ده وقبلت خيانتك ولا تحسسني اني خسرت كرامتي
- صدقيني ما هفرط فيكي ولا حبيت غيرك حتي لما كنتي لسه مراهقه وحبيت اكتر زينة الجديدة 
- حاجات كتيره اتغيرت فيا واتوجعت كتير سواء ببعدك عني او بموت رؤوف اللي لسه واجعني وبتعصب كتير بس انا فعلا اضعف من زينة القديمة واضعف من اني اخسر حد غالي عليا
- بحبك اكتر من أي حاجة في الدنيا وحبيتك اكتر وهنتظر في يوم تسامحيني ونرسم أحلام احلي وانضج واجمل من اللي رسمناها قبل كده 
ليعانقها مقبلا رأسها مرة اخري واستسلمت في احضانه وتستمع لنبضات قلبه التي تحاول ان تجعلها تصدق ببراءه وصدق ليس لهم دليل ولكنها لم تقدر علي النسيان ولا تستطيع منع قلبها من الانصهارفي حبه 
____________________________
في الصباح الباكر
نزلت مادونا متوجهه الي عملها وكان هناك شخص يراقبها ...
____________________________
ذهبت أيمان الي عملها 
وتستعد لاستمرار حياتها وأن تفعل ما تود ما تريد فعله بعد استخدمها كل الطرق الممكنة ..




تعليقات